عرض مشاركة واحدة
الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
أثر العرب في علم الطب


وفيما يتعلق بمجال الطب فقد احتل الإسلام مكان الصدارة بين الدول وأرسى قاعد قوية ووضع الأساسات لحضارتنا ومدنيتنا.
وقد كان في بغداد ستة آلاف دارس للطب وحوالي ألف ممارس طبي، ثم بعد مضى مائة عام أخرى وجد في دمشق مستشفى مركزي تتبعه كلية كبيرة للطب. وفي ذلك الوقت أيضاً أقيم أيضاً المستشفى الكبير في القاهرة والذي ضم عدة أبنية وأربعة حدائق واسعة وقد زود بالموسيقى لراحة المرضى، كما كان يدفع للمريض الذي يشفى خمس قطع ذهبية لتمكنه من مراعاة صحته خلال فترة النقاهة. ويتضح من هذا أن المستشفيات كانت ابتكاراً إسلامياً.
وقد توصل الأطباء المسلمون إلى آراء جديدة في الطب تخالف آراء القدماء في معالجة كثير من الأمراض، واستخدموا في مستشفياتهم الكاويات في الجراحة، ووصفوا صب الماء البارد لقطع النزف أو معالجة الحميات، وعالجوا الأورام الأنفية وخياطة الجروح، وقطع اللوزتين، وشق أوراق الحلق، وقطع الأثداء السرطانية، وإخراج الحصاة من المثانة، وجراحة الفتق وجراحة العيون، وإخراج الجنين بالآلة، وإخراج العظام المكسورة، واستخدام المرقد (البنج) (ويدخل في تركيبه الأفيون والحشيش وست الحسن) كما فرقوا بين الحصبة والجدري... الخ.
وكان العرب أول من اهتدى إلى القول بأن الأوبئة تنشأ عن تعفن ينتقل عن طريق الهواء والمخالطة وسمو الأمراض المعدية بالسارية ، ودليلها عندهم أن من خالط مريضًا بها أو لبس ثيابه انتقلت إليه عدواه.
وعالج العرب الجنون علاج الأمراض الطبيعية، وكان يسمى عند الإفرنج بالمرض الالهي أو الشيطاني لأنهم حسبوه من إصابات الأرواح أو الشياطين . ولقد أورد صاحب عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، من أسماء الأطباء العرب ، مانيف عن الثلاثمائة ، هذا عدا كثير من الذين لم يتح لهم حظ الشهرة وذيوع الصيت ، ويعترف الفيلسوف الألماني "هومبولد" بأن العرب قد أبدعوا شيئًا كثيرًا في الطب ، وأوجدوا علم الصيدلة الكيماوية ، وعرفوا كثيرًا من النباتات الطبية ، والتي أضيفت إلى ما كان يعرفه الأغريقيون جاءت في كتب ابن سينا وابن داود وابن البيطار وغيرهم .
وحرص الخلفاء وأهل اليسار على إقامة المستشفيات والمعاهد لتعليم الطب ودور لعلاج المرضى ، وكان أول من أقامها في الإسلام هو الوليد بن عبد الملك (عام 88هـ / 706م) وقد قرر بها الأطباء وأجرى عليها الأرزاق . ثم عرفت حواضر الإسلام المستشفيات الثابتة والمتنقلة مه انتشار الأوبئة والأمراض ، أو تنقل الخلفاء والأمراء؛ وقد زودت بصنوف الأدوية وأنواع الطعام والشراب والملابس والصيادلة والأطباء – وكان في كل مستشفى جناح للذكور وآخر للإناث؛ وخُصِّصَ لكل نوع من الأمراض جناح خاص بمرضاه ، وألحقت بكل مستشفى صيدلية تضم أنواع الشراب والمعاجين والأدوية ، ويشرف عليها رئيس يتبعه معاونون ، ويقيم المريض بالمستشفى أو يأخذ معه الدواء إلى بيته إذا لم يقتض مرضه الإقامة. ويتفقد الأطباء مرضاهم في الأقسام التي يقيمون بها؛ وكانت تحبس الأوقاف على المستشفيات ، وترصد لها الأموال وينفق عليها في سخاء ؛ وإذا فرغ الأطباء من أعمالهم مضوا إلى خزائن الكتب في مشتشفياتهم أو دورهم وأكبوا على القراءة لتكون عونًا لهم في ممارسة مهنتهم ؛ وإذا دخل المريض المستشفى نزعت عنه ثيابه وحفظت مع نقوده عند أمين المستشفى ثم ألبس ثياب المستشفى وقدم له العلاج والغذاء والدواء بالمجان حتى يبرأ من مرضه . وعلامة ذلك أن يقوى على أكل فروج ورغيف ؛ وعندئذ يعطى له مال وثياب ويؤذن له في الخروج ، كما كان يحدث في مستشفى البيمارستان العتيق الذي أنشأه أحمد بن طولون عام 259هـ / 872م .
ومن أمثلة دور العلم الطبية (دار ابن سينا)، فكان يجتمع فيها طلبة العلم، منهم من يقرأ في كتاب القانون، وآخر يقرأ في طرق الشفاء، وكان التدريس يتم ليلاً لعدم وجود فراغ خلال النهار بسبب خدمة السلطان والأمراء، ومن أهم المدارس الطبية أيضًا المدرسة الدخوارية بالشام، التي أنشأها أبو محمد بن علي بن حامد المعروف بالدخوار، وكان كحالاً (أي طبيبًا للعيون)، وتتلمذ على يديه كثير من أطباء دمشق، وكان أستاذًا ببيمارستان النوري الكبير، ثم بعد وفاته أوقفت داره وجعلت مدرسة للطب، وكذلك المدرسة الدينسرية التي أنشأها عماد الدين الدينسري، ولكن دور العلم والمدارس الطبية لم تف بالغرض المطلوب؛ لأن الطب من العلوم التجريبية التي لا تصلح لها هذه المعاهد، فكان لابد من الدراسة العملية، ولذلك ظلت البيمارستانات هي كليات الطب المفضلة لتدريس المقررات للطالب، حيث إنها مكان تتوافر فيه الحالات المرضية وطرق العلاج.
والبيمارستان هي كلمة فارسية تتكون من شقين "بيمار" بمعنى المرض، و"ستان" بمعنى مكان، أي أن معناها مجتمعة "مكان المرض" ثم حورت في العصور الحديثة إلى كلمة مارستان، أصبحت لفترة طويلة تطلق على دور العلاج العقلي، حتى صارت التعبير العامي لهذا النوع من المستشفيات.
بذلك أنشئت المدارس الطبية العلمية، أو البيمارستانات التعليمية، وأهمها البيمارستان المقتدري في القرن الرابع الهجري في بغداد، وقد هدمه المغول، والبيمارستان النوري الكبير في دمشق (في القرن السادس الهجري) ، والبيمارستان العضدي في بغداد، والمنصوري بالقاهرة، الذي أنشأه المنصور سيف الدين قلاوون، (في القرن السابع الهجري)، وكان يشرف على البيمارستان ويدرس الطب فيه علماء شهد لهم التاريخ؛ ففي البيمارستان العضدي كان ابن بطلان، وابن التلميذ، وسنان بن قرة ، وفي المقتدري كان الواسطي. وفي النوري: ابن الدخوار، وابن النفيس، وابن أبي أصيبعة.
أما بيمارستان قلاوون في القاهرة فكان أعظم مستشفى، وكلية طبية في تاريخ مصر خلال العصور الوسطى، وكان يشرف على رئاسته كبير أطباء، وهو ما يقابل اليوم عندنا "عميد كلية الطب"، وكان يتم اختياره من كبار الأطباء، وأحسنهم سمعة وعلمًا، وكان الإشراف على البيمارستان يعتبر من وظائف الدولة المهمة ولرئيسه حق مقابلة السلطان في أي وقت، كما كان للبيمارستان قسمان: قسم للرجال، وآخر للنساء، وكل قسم من الأقسام الداخلية يشمل تخصصات عدة مثل: طب العيون – الجراحة – الإسهال والحمى – الأمراض العقلية والنفسية...إلخ.
كما كان قسم خارجي يتردد عليه حوالي 4000 مريض يوميًا يصرف لهم أصناف جيدة من العلاج، وكان كل قسم يشرف عليه رئيس، وكان لرئيس الأطباء ورؤساء الفروع فقط الإذن بمزاولة فنون الطب لمن يرونه صالحًا من الطلاب الدارسين بالبيمارستان، وكان يعاون المدرسين أو الأساتذة طوائف المعيدين، فنظام المعيدين هو أصلاً من ابتكار التعليم الإسلامي، وكان للمعيد واجبات منها ما ذكره القلقشندي (إذا ألقى المدرس الدرس وانصرف أعاد الطلبة ما ألقاه المدرس ليفهموه ويحسنوه).
كان الالتحاق بالمدرسة الطبية أو البيمارستان سهلاً، إذ يذهب الطالب إلى حيث يجلس الأستاذ، ويستمع إليه، والطالب حر في اختيار مقررات الدراسة، بل ودراسة ما يرغب فيه وحرية التنقل من أستاذ إلى آخر، حتى تكون الدراسة على هواه، ولا تفرض عليه في هيئة برامج أو مقررات إجبارية، ولم يكن الأمر فوضى كما قد يتبادر إلى الذهن، ولكن كانت هناك كتب أساسية يجب أن يدرسها الطالب، ولا يمكنه الحصول على إجازته إذا لم يتقن هذه الكتب.
ومن مشاهير الأطباء الذين برزوا في العصر العباسي الأول نذكر الطبيب "جورجيوس ابن بختيشوع " الذي استدعاه الخليفة المنصور من "جنديسابور" (شرقي البصرة) لعلاج معدته التي كان يشكو منها. وبعد معالجة قصيرة شفي على يديه، فجعله طبيبه الخاص فكان ذلك أول صلة بين بلاط بغداد وبين أسرة "بختيشوع " التي لعبت بعد ذلك دوراً هاماً في البلاط العباسي وفي الحضارة الإسلامية.
وفي أيام المعتصم وولديه الواثق والمتوكل، برز الطبيب "يحيى بن ماسويه(ت 243 هـ) " الذي تنسب إليه مؤلفات طبية عديدة من أهمها: "كتاب دغل العين" أي ما يضر العين ويؤذيها، وهو أول كتاب عربي في علم الرمد. كذلك يؤثر عن هذا الطبيب أنه كان يدرس التشريح عن طريق تقطيع أجسام القردة، وكان الخليفة المعتصم يعتمد على مشورته، ولهذا كان يحتفظ ببنية قوية. ويعرف " ابن ماسويه " في الغرب باسم "ماسو الكبير" .
كذلك نذكر الطبيب اللامع "حنين بن إسحاق (ت 260 هـ ) الذي عرف عند علماء الغرب باسم "يوهانيتس" درس "حنين " الطب على أستاذه "يحيى بن ماسويه" ثم واصل دراسته في بلاد الروم والإسكندرية وفارس، والف كتباً كثيرة أهمها كتاب في الرمد باسم "العشر مقالات في الـعين "، وكتاب " السموم والترياق "، وكتاب في أوجاع المعدة، وكتاب في الحميات، وكتاب في الفم والأسنان. وهذا الكتاب الأخير أعجب به الخليفة الواثق لأنه يصف الفم والأسنان وصفاً دقيقاً. وقد نقل المسعودى في كتابه "مروج الذهب (ج 4 ص 80- 81) " قسماً منه، ذكر فيه أن عدد الأسنان في الفم اثنتان وثلاثون سناً، منها في اللحى (الفك) الأعلى " ستة عشر سناً، وفي اللحى الأسفل كذلك.

ومن الإنجازات في علم الطب :
ا- اكتشاف الدورة الدموية: فقد غير نظريات الطب والعلاج تغييراً جذرياً اكتشفها ابن النفيس المولود سنة 215 ام.
اكتشاف الدورة الدموية لابن النفيس المتوفي سنة 1288 م
تجمع كتب الطب الحديث على أن اكتشاف الدورة الدموية يعتبر أعظم حدث في تاريخ الطب فقد أحدث ثورة علمية في كل، النظريات الفسيولوجية وكل أساليب العلاج، وقد مر هذا الكشف بعدة مراحل وتعرض لكثير من الادعاءات حتى عرفت الحقيقة وتأكدت من جميع الهيئات العلمية الحديثة على يد الطبيب المصري الدكتور "محي الدين التطاوي " الذي حاز على الدكتوراة من جامعة برلين سنة 924 ام عن رسالته "ابن النفيس المكتشف الحقيقي للدورة الدموية".

كان الإغريق يعتقدون أن الشرايين تخرج من القلب والأوردة تخرج من الكبد وكان جالينوس (ت 201 م) يقول: "إن الدم يتولد في الكبد ومنه ينتقل إلى البطين الأيمن في القلب حيث تجري تنقيته وتطهيره من الرواسب في القلب ثم يسري في العروق إلى أعضاء الجسم لتغذيها. وأن هناك ثقوباً في الجدار الحاجز بين البطينين ينفذ منها الدم إلى البطين الأيسر ليمتزج
بالهواء القادم من الرئتين " وقد ظلت نظرية جالينوس معمولاً بها لم يعترض عليها الرازي أو ابن سينا حتى جاء العالم الأسباني سرفيتوس سنة 553 ام فأعلن بطلانها وألف كتاباً ذكر فيه اكتشافه للدورة الدموية كما نعرفها الآن.

ثم جاء بعد سرفيتوس الطبيب الانجليزي هارفي سنة 1628 فأكمل اكتشاف الدورة الشعرية بين العروق والشرايين.
كان هذا هو ما ذكرته المراجع الأجنبية والتي ظلت تمجد سرفيتوس وهارفى وتجعل منهما آلهه الطب الحديث، حتى جاء الطبيب محي الدين التطاوي إلى إلي نيا سنة 924 ام للتخصص في أمراض القلب، وذات يوم ذهب الى مكتبة جامعة برلين فاستوقف نظره مخطوط عربي أصيل لابن النفيس لا توجد منه غير نسختين فقط في العالم إحداهما في مكتبة برلين والثانية في مكتبة الاسكوريال في مدريد،وبحكم أنه طبيب في أمراض القلب فقد ساقه حب الاستطلاع الى قراءة ما كان يكتبه أجدادنا العرب في هذا الميدان.. وهنا كانت المفاجأة فقد وجد أن ابن النفيس يحطم نظرية جالينوس، ويأتي بنظرية علمية جديدة في الدورة الدموية هي نفس، مانعرفه اليوم والذي ينسب الفضل فيه لسرفيتوس وهارفى وتتلخص اكتشافات ابن النفيس اني النقاط التالية:
أ- في تشريخ القلب:
* اكتشف خطأ جالينوس وعلماء الإغريق في قولهم أن جدار القلب الفاصل بين البطين الأيمن والأيسر فيه ثقوب أو صمام وقال في ذلك: "وليس بينهما منفذ فإن جرم القلب هناك مصمت ليس فيه منفذ ظاهر كما ظنه جماعة ولامنفذ، غير ظاهر كما ظنه جالينوس ".

* كذلك اكتشف، أن القلب يتكون أساساً من غرفتين رئيسيتين هما البطينان.
وقد كان الاغريق يعتقدون أنه من ثلاثة غرف وردد ابن سينا رأيهم دون تغيير وقال ابن النفيس في ذلك "أما قوله أن فيه ثلاثة بطون فهذا كلام لا يصح فإن القلب له بطنان فقط ".
ب- اكتشاف الدورة الدموية الصغرى: من القلب إلى الرئة الى القلب كان الاغريق يعتقدون أن وظيفة الشريان الرئوي هو تغذية الرئة بالدم، ومن هنا اختلطت عليهم الأمورفى الدورة الدموية.. وقد اكتشف ابن النفيس خطأ هذه النظرية.. وقال في ذلك: "وهذا الرأي عندنا باطل، فإن غذاء الرئة لا يصل إليها من هذا الشريان لأنه لا يرتفع إليها من التجويف الأيسر من تجويفي القلب " واكتشف أن الشريان الرئوي ينقل الدم من البطين الأيمن للقلب إلي الرئة لكي يتنقي هناك ويأخذ الروح (أي الأوكسجين منها) وبين في ذلك أن جدران أورده الرئة أغلظ من جدران شرايينها، وأن الدم بعد تنقيته في الرئة يعود الى "البطين الأيسر للقلب. وبهذا يكون ابن النفيس قد اهتدى الى أن اتجاه الدم ثابت في دورة دائمة من البطين الأيمن الى الرئة ومنها الى البطين الأيسر مرة أخرى لتوزيعه على سائر الجسم.
جـ - أول من اكتشف الدورة الدموية في الشرايين التاجية:
فقد كان الإغريق يعتقدون أن عضلة القلب تتغذى على الدم الموجود في داخل غرفة القلب مباشرة، فاكتشف ابن النفيس أنها تتغذى من الشريان التاجي.. وترجع أهمية هذا الكشف الخطير إلي معرفة أن انسداد هذا الشريان يؤدي إلي حرمان عضلات القلب من مصدر الحياة وهو ما يسمى في عصرنا بالذبحة القلبية التي تؤدي الى الوفاة.

د- كان أول من تنبأ عن الدورة الدموية الشعرية قبل هارفي وذلك أنه أشار إشارة (واضحة دون غموض) الى وجود اتصال بين أوردة الرئة وشرايينها بقوله "جعل بين هذين العرقين منافذ محسوسة".

2- التخدير:
فقد كان له الفضل في تطور الجراحة الكبيرة والطويلة اكتشفه ابن سينا المولود سنة 980 م.
يقول ابن سينا في كتابه القانون "ومن جملة ما يخدر ،إلي ء المبرد بالثلج تبريداً بالغاً)) ويصف استعمال التبريد كمخدر موضعيى كما في جراحة الأسنان فيقول "يؤخذ إلي ء بالثلج أخذاً بعد أخذ حتى يخدر السن فيسكن الوجع وإن كان ربما زاد في الابتداء". ثم يتحدث عن التبريد كمخدر قبل عمليات البتر وتعتبر هذه أول اشارة في تاريخ العلم إلى التخدير بالتبريد وقد أصبح هذا العلم اليوم من أهم عناصر الجراحة الكبيرة في عصرنا الحديث واستعمل خاصة في العمليات الصعبة مثل عمليات (القلب المفتوح) واستئصال الرئة وزرع الكلى.
وهكذا يعتبر اكتشاف التخدير الخطوة الأولى في تقدم علم الجراحة عند المسلمين وفي أوربا فيما بعد.
وقد أقر للمسلمين بالسبق في ميدان التخدير والفضل في نقله إلىأوربا الكثير من المستشرقين وفي ذلك تقول سبجريد (6) هونكة (ص 279): "وللعرب علي الطب فضل آخر كبير في غاية الأهمية، ونعني به استخدام المرقد (أي المخدر) العام قبل العمليات الجراحية،والتخدير العربي يختلف كل الاختلاف عن المشروبات المسكرة التي كان الهنود واليونان والرومان يجبرون مرضاهم على تناولها قبل الجراحة" ثم تقول "وينسب هذا الكشف العلمي مرة أخرى الى طبيب إيطالي في حين أن الحقيقة تقول والتاريخ يشهد أن فن الاسفنجة المرقدة عربي بحت لم يعرف من قبلهم "، ويقول (جوستاف لوبون) في كتابه حضارة العرب ص 523.
"ومن فضل العرب استعمالهم البنج (المرقد) الذي ظن أنه من مبتكرات العصر الحاضر. "


3- خيوط الجراحة من مصارين الحيوان: فيفصلها تطورت الجراحة الداخلية اكتشفها الرازي المولود سنة 850 م.
كان الطبيب الكبير الرازي صاحب هوايات كثيرة ومتنوعة. ومن أهم هذه الهوايات الموسيقى، فقد كان الرازي قبل احتراف مهنة الطب يعمل، موسيقياً (عازف قيثارة) بأجر في الحفلات والأفراح،وبعد أن وصل، الرازي الى قمة الشهرة والثروة.. وأصبح طبيب الخلفاء.. كان بيته في، بغداد ملتقي أهل الفن والموسيقى، وفي إحدى هذه السهرات ترك أصحابه العازفون آلاتهم الموسيقية في بيته استعداداً للسهرة التالية، وكان في بيت الرازي مجموعة من القرود بعضها يجري عليه تجاربه الطبية والبعض الآخر مستأنس طليق في البيت.. وفوجىء الموسيقيون في اليوم التالي بأن أحد هذه القرود قد انتزع أوتار جميع الآلات الموسيقية المصنوعة من مصارين الحيوانات.. وأكلها، وغضب الجميع وكادوا أن يفتكوا بالقرد المتهم، أما الرازي فقد أخذ الأمر مأخذا آخر كان له دور في اختراع عظيم .

لقد وضع القرد في القفص.. وأخذ يراقب (برازه) ويفحصه كل يوم فتأكد لديه أن أمعاء القرد قد هضمت جميع أوتار القيثارة ولم ينزل منها شيء دون هضم.. وفي الحال قفز ذهن الرازي الى تجربة ثانية.. فأجرى للقرد جراحة في بطنه.. وصنع من أحد أوتار القيثارة خيطاً خاط به المصارين والعضلات من الداخل.. أما الجلد الخارجي فقد خاطه بخيط من الحرير.. وبعد بضعة أيام.. فتح الرازي الجرح مرة أخرى، وهنا كانت لحظة حاسمة في تاريخ الجراحة.. لقد هضمت أنسجة الجسم الخياطة الداخلية كلها.. وبذلك صنع الرازي أول خياطة داخلية بخيوط من أمعاء الحيوان ..
ومع اختراع التخدير الي جانب اختراع خيوط الجراحة.. أصبح أمام هذا الفرع الهام من الطب مستقبل زاهر.. انتقل به على يد الطبيب الزهراوي شيخ الجراحين المسلمين الي قمة التطور..
لقد كان الجراحون قبل ذلك يتهيبون من الجراجة الداخلية، ويكتفون بعمليات البتر. ثم الكي بالنار لإيقاف النزيف الداخلي.. أما الآن فقد أصبح بإمكانهم خياطة أي عضوداخلي بأمان دون الحاجة إلى فتحه من جديد لاخراج أسلاك الجراحة.

4- النظارة:
التي غيرت حياة ضعاف البصر اخترعها ابن الهيثم المولود سنة 965 م.
اخترعها ابن الهيثم المولود سنة 965 م.
كان عالم البصريات ابن الهيثم من النوع الذي يأبى الوظائف الحكومية ويفضل العمل الحر، وكانت وسيلته الوحيدة لكسب عيشه تأليف الكتب العلمية وبيعها.. وكان ابن الهيثم خطاطاً يكتب كتبه بخط يده الجميل.. ويزودها بالزخرف الإسلامي من رسمه ويهتم فيها بالرسوم العلمية
التوضيحية، ثم يبيعها في رواق الأزهر وكان الناس ينتظرونه بفارغ صبر حتى ينتهي، من نسخ أحد كتبه العلمية ويدفعون له بسخاء في النسخة الواحدة ما يكفيه مؤونة عيشه لعام كامل..
وعندما كبر بن الهيثم في العمر أحس بضعف بصره مما يتهدده في مصدر رزقه الرئيسي وهو نسخ الكتب العلمية.. ولكنه كعالم في البصريات بالذات لم ييأس، وأخذ يجري التجارب في معمله على الزجاج، حتى صنع قرصاً كبيراً من الزجاج المحدب إذا وضعه على الكتاب فإنه يكبر الكتابه والخط ولكن ابن الهيثم الذي كان يعرف تركيب العين ووظائف القرنية والعدسة. كان يعلم أن كل عين لها قوة إبصار خاصة بها تتوقف علي العدسة.. فقرر أن يصنع بدلاً من قرص الزجاج قرصين، واحد لكل عين حسب قوة ابصارها، وبذلك توصل ابن الهيثم إلي صناعة أول نظارة طبية للقراءة ، فى التاريخ.. تعتمد على قياس النظر لكل عين على حدة.. وكانت، هذه النظارة تثبت أمام العين أثناء القراءة.
واعتقد أن دور النظارة في تطور الحضارة الإنسانية أمر لا يمكن اغفاله فقد ساعدت ضعاف البصر على أن يعيشوا حياة طبيعية.. وأن يقرؤوا وينتجوا ، وهذه نعمة عظيمة.


5-بعض من انجازات ابن سينا
هل تعلم أن العالم الاسلامي الطبيب ابن سينا (الحسين بن عبد الله ابن سينا) أبو علي الملقب بالشيخ الرئيس يعود له الفضل في اكتشاف العديد من الأمور الطبية أهمها:
ـ أول من شخص الشلل النصفي وميز بين الشلل العضوي المحلي والشلل الناتج عن سبب مركزي في الدماغ.

ـ أول من وصف أعراض داء «الفيلاريا» أو داء الفيل، وهو مرض يصيب الرجلين فتتضخمان. وهو أول من وصف أعراض داء «الجمرة الخبيثة».
ـ وهو أول من وفق إلى اكتشاف الطفيلة المعوية المعروفة بالانكلستوما أو الرهقان. وهي دودة موجودة في أمعاء الإنسان. وقد وصفها وصفا دقيقاً في كتابه الشهير القانون وقد سماها «الدودة المستديرة».

6-بعض من انجازات ابن زهر الأندلسي
هل تعلم أن الحفيد ابن زهر الأندلسي يعتبر من نوابغ الطب والأدب في الأندلس. ولم يكن في زمانه أعلم منه بصناعة الطب أخذها عن أبيه. وقد خدم دولتي المرابطون والموحدون.
له الترياق الخمسيني في الطب ورسالة في طب العيون. ويعتبر ابن زهر أول من اكتشف جرثومة مرض الجرب من أطباء المسلمين كما هو أول من شخص أعراض خراج الحيزوم والتهاب التامور في حالتي النشافة والانسكاب.


7-التشريح المقارن
يستند هذا النوع من التشريح على تشريح الحيوانات ومقابلة ذلك بتشريح الإنسان . وعلى الرغم من أن ذلك لا يغني عن تشريح الإنسان لتعليم الطب لوجود فروق كبيرة بينهما ، إلا أن تشريح الحيوانات أمر أساسي باعتباره خطوة أولى في دراسة التشريح .وقد زخرت كتب الطب العربية بإشارات عن قيامهم بتشريح الحيوانات ( حية وميته) واتخاذهم ذلك وسيلة للمقارنة عند دراسة علم التشريح في الإنسان ، نذكر فيما يلي بعض الأمثلة :

أ ـ يعتبر يوحنا بن ماسويه أول من عمل بالتشريح المقارن من العرب وكتب في ذلك كتاباَ ، ذكر براون نقلاَ عن كتاب فارسي (( ذكر فيها أن يوحنا بن ماسويه لما عجز عن الحصول على جثث آدمية قام بتشريح القردة في حجرة خاصة للتشريح أقامها على ضفة دجلة ، وأن نوعاَ خاصاَ من القردة كان يعتبر أقربها شبهاَ للإنسان كان يمده به حاكم النوبة بأمر أصدره الخليفة المعتصم )) .
ومما يروى عنه (( دخل غلام من الأتراك ومعه قرد من القرود التي أهداها ملك النوبة إلى المعتصم ، وقال ليوحنا يقول لك أمير المؤمنين زوج هذا القرد من قردتك حماحم حيث كان لا يصبر عنها ساعة ، فوجم لذلك ، ثم قال للغلام : قل لأمير المؤمنين ، اتخاذي لهذه القردة غير ما توهمه وإنما دبرت تشريحها ووضع كتاب على ما وضع جالينوس في التشريح … وكان في جسمها قلة تكون العروق فيها … فتركتها لتكبر ويغلظ جسمها ، فأما إذ قد وافى هذا القرد فسيعلم أمير المؤمنين أنى سأضع له كتاباَ لم يوضع في الإسلام مثله . ثم فعل ذلك بالقرد فظهر له منه كتاب حسن )) .

ب ـ تجارب وأقوال الرازي :
تحدث الرازي في مقالته فيما بعد الطبيعة عن تكوين الجنين ، فقال (( وبعد فإن جالينوس قد عني بأمر التشريح وكان يدعي فيه دعاوى ، وهنا لا يمكننا تشريح أرحام النساء ، فقد نشاهد أرحام الغنم وأجوافها فلسنا نرى من ذلك شيئا )) .َ
وقوله أيضاً (( وقد يعرض على القلب دق فإنه كان عندي قرد لا يزال يهزل فلما شرحته وجدت أعضاءه سليمة ، إلاّ أني وجدت على غلاف قلبه غلظاً خارجاً من الطبع فيه رطوبة محتقنة شبيهه بالرطوبة التي تكون في النفاخات .
وأما ديك شرحته فإني وجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً متحجراً ليس فيه رطوبة ، وأما الورم الحار فرأيناه قد حدث بقوم من المقاتلة ممن قد جرحوا فتبعهم الموت ساعتهم بالغشي الشديد القوى )) .
التجربة التي ذكرها عن الحيوان الذي ينزع قلبه منه فلا يصيبه الغشي بل يظل يعدو ويتحرك إلى أن يموت .

ج – ويسرد ابن طفيل ما كان يعرفه من علم التشريح من خلال تشريح ( حي ) للظبية في قصته الفلسفية ( حي إبن يقضان ) ، وعندما يريد أن يعرف حركة القلب في أثناء حياة الجسد ، يأتي بظبية حية ويقيدها ثم يشق صدرها حتى يصل إلى القلب . ويبدو أن ابن طفيل كان ذا علم واسع في تشريح الحيوانات الحية والميتة مما جعله يقول عن حي إبن يقضان (( فتتبع ذلك كله بتشريح الحيوانات الأحياء والأموات )) .
8-التشريح البشري
على الرغم من عدم وجود نص من الكتاب والسنة يحرم ممارسة التشريح لغاية التدريس فإن تزمت البعض واتهام من يقوم بالتشريح بالزيغ عن الدين والبعد عن الرحمة والإنسانية سبب قصوراً لدى الأطباء العرب والمسلمين في هذا العلم ، إلا أن البعض يعتقد بأنهم مارسوا التشريح البشري بصورة سرية ومحدودة ، وخاصة تشريح قسم من أعضاء الجسم كالقلب والعين والكبد وعضلات الأمعاء ويستدلون على ذلك من كتاباتهم الدقيقة والصحيحة عن تشريح هذه الأعضاء ، وكذلك من مخالفتهم لكثير من آراء اليونانيين ، وتأكيد قسم منهم بأن ( التشريح يكذب كذا وكذا ) أو ( التشريح يكذب ما ذكر ) وقول ابن رشد ( من اشتغل بعلم التشريح ازداد إيماناً ) وقول الرازي ( يحتاج في استدراك علل الأعضاء الباطنة إلى العلم بجوهرها أولاً بأن تكون قد شوهدت بالتشريح ) .ويؤكد بعضهم ممارسة المتأخرين منهم للتشريح بشكل قاطع ، يقول جول لابوم (( كان الأطباء العرب في القرن العاشر يعلمون تشريح الجثث في قاعات مدرجة خصصت لذلك في جامعة صقلية )) .


وعلى الرغم من عدم ورود نص صريح قاطع على ممارسة الأطباء العرب والمسلمين للتشريح إلا أن لهم فضلاً كبيراً على تطوير هذا العلم ولهم فيه ابتكارات نذكر منها :
1 . الكتب والتصانيف : كما ذكرنا سابقاَ لقد كان للأطباء العرب والمسلمين فضل حفظ كتب أبقراط وجالينوس في التشريح والتي فقدت أصولها اليونانية ، بتصنيفها وجمعها وشرحها ونقدها بوعي علمي صحيح .ولم يكتفوا بترجمات كتب التشريح بل أنهم صنفوا وألفوا العديد من الكتب ، وكان ابن ماسويه أول من ألف كتاباَ في التشريح باللغة العربية ، وتبعه الكثيرون لا يتسع المجال لذكرهم ، حتى أن أحد الباحثين أحصى كتب التشريح التي ألفها الأطباء العرب خلال القرون ( 3 – 13 هـ )فبلغت ستون كتاباَ وأشهر تلك الكتب كان كتاب شرح تشريح القانون لابن النفيس . ولا يفتنا أن نذكر بأن كتب التشريح العربية تمتلئ بالرسوم التوضيحية والمخططات لأجزاء جسم الإنسان وتراكيبه المختلفة والتي تعتبر النواة الأولى لأطالس ومصورات التشريح المتقدمة .


9-كان ابن سينا أول من عرف أن الجنين يأخذ بواسطة المشيمة شريانين اثنين ويرد وريداً واحداً عن طريق الحبل السري .
10-وظيفة وعدد الأغشية القلبية
حدد ابن رشد في كتابه الكليات عدد الأغشية ( Cardiac Valves ) التي يتألف منها الصمام الموجود في القسم الأيمن من القلب ، وهو الصمام الذي نطلق عليه اليوم ( Tricuspid ) وقد حدد ابن رشد وظيفته بدقة ، كما أشار إلى الصمامات الكائنة في الفوهة التي تنفتح على الشريان الرئوي وبين وظيفتها . يقول ابن رشد (( وللقلب بطنان عظيمان … وللبطن الأيمن فوهتان إحداهما فوهة العرق المتصل بالكبد … وعلى هذه الفوهة أغشية ثلاثة تنفتح عند دخول الدم منها ثم تنسد انسداداً محكماً … والفوهة الثانية هي فوهة العرق الذي يتصل من هذا التجويف بالرئة ، وهو عرق غير ضارب ، إلا أن أغشيته غلاظ هي شبيهة بالشريان ، وعلى هذه الفوهة أغشية تنفتح إلى خارج ولا تنفتح إلى داخل بخلاف الأغشية التي على الفوهة الأخرى ، وفي البطن الأيسر فوهتان )) .
(( وأما إحدى الفوهتين في البطن الأيسر وهي فوهة الشريان العظيم ( الأبهر ) فإنه جعلت فيه تلك الأغشية الثلاثة تنفتح من داخل إلى خارج لكي يخرج منها الدم إلى الشرايين ثم لا يعود ، والفوهة الأخرى التي في هذا الجانب هي فوهة الشريان الذي يتصل بالرئة ومن هذا الشريان يكون تنفسه ( أي تنفس القلب ) ولذلك جعلت تلك الأغشية تنفتح من خارج إلى داخل )) .

11-التشريح المرضي
قال ابن النفيس في ذلك (( تشريح العروق الصغيرة في الجلد يعسر في الأحياء لتألمهم ، وفي الموتى الذين ماتوا من أمراض تقلل الدم كالإسهال والدق والنزف ، وإنه يسهل فيمن مات بالخنق لأن الخنق يحرك الروح والدم إلى الخارج فتنفتح العروق ، على أن هذا التشريح ينبغي أن يعقب الموت مباشرة لتجنب تجمد الدم )) .
وأورد الزهراوي في كتابه التصريف عن التشريح المرضي فقال ((وضرورة تشريح الأجسام بعد الموت لمعرفة سبب الوفاة للانتفاع بهذه النتائج في الأحوال المماثلة ))
هذا الكلام إن دل على شئ فإنما يدل على ممارسة هذا النوع من التشريح من قبل الأطباء العرب والمسلمين ، والذي يعتبر اليوم من الأركان الأساسية في دراسة الطب خاصة الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة.

12-وظيفة وعدد الأغشية القلبية
حدد ابن رشد في كتابه الكليات عدد الأغشية ( Cardiac Valves ) التي يتألف منها الصمام الموجود في القسم الأيمن من القلب ، وهو الصمام الذي نطلق عليه اليوم ( Tricuspid ) وقد حدد ابن رشد وظيفته بدقة ، كما أشار إلى الصمامات الكائنة في الفوهة التي تنفتح على الشريان الرئوي وبين وظيفتها . يقول ابن رشد (( وللقلب بطنان عظيمان … وللبطن الأيمن فوهتان إحداهما فوهة العرق المتصل بالكبد … وعلى هذه الفوهة أغشية ثلاثة تنفتح عند دخول الدم منها ثم تنسد انسداداً محكماً … والفوهة الثانية هي فوهة العرق الذي يتصل من هذا التجويف بالرئة ، وهو عرق غير ضارب ، إلا أن أغشيته غلاظ هي شبيهة بالشريان ، وعلى هذه الفوهة أغشية تنفتح إلى خارج ولا تنفتح إلى داخل بخلاف الأغشية التي على الفوهة الأخرى ، وفي البطن الأيسر فوهتان )) .
(( وأما إحدى الفوهتين في البطن الأيسر وهي فوهة الشريان العظيم ( الأبهر ) فإنه جعلت فيه تلك الأغشية الثلاثة تنفتح من داخل إلى خارج لكي يخرج منها الدم إلى الشرايين ثم لا يعود ، والفوهة الأخرى التي في هذا الجانب هي فوهة الشريان الذي يتصل بالرئة ومن هذا الشريان يكون تنفسه ( أي تنفس القلب ) ولذلك جعلت تلك الأغشية تنفتح من خارج إلى داخل )) .


13-عدد تجاويف القلب
كان الاعتقاد السائد عند الأطباء اليونانيين والعرب ومنهم ابن سينا أن للقلب ثلاثة بطون ، وقد خالف الزهراوي ذلك عندما أكد بأن للقلب بطينان فقال في كتابه التصريف (( وله بطنان عظيمان أحدهما في الجانب الأيمن والآخر في الجانب الأيسر منه . ومن البطنين الأيمن إلى الأيسر منافذ )) .
وجاء بعده ابن رشد ليؤكد في كتابه الكليات ذلك ويضيف (( وله زائدتان شبيهتان بالأذنين إحداهما يمنة والأخرى يسرة )) .
وأخيراً جاء ابن النفيس ليؤكد عدد التجاويف ويصحح الخطأ الذي وقع فيه من سبقوه في اعتقادهم بوجود منافذ بين البطينين فقال : (( قوله – ويقصد ابن سينا – أيضاً فيه ثلاثة بطون وهذا كلام لا يصح فإن القلب له بطينان فقط …. ولا منفذ بين هذين البطينين البتة وإلا كان الدم ينفذ إلى موضع الروح فيفسد جوهرها ، والتشريح يكذب ما قالوه )) .


يتبع
يتبع