السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - شكرا لاستاذنا الفاضل غسان على كل هذه المعلومات القيمة المفيدة - بعد دراستي لعلم النجوم عدة سنوات وجدت ان الكلام عن الابراج بصفة عامة وما يتواجد فيها من كواكب واتصالات تلك الكواكب فيما بينها يبين للدارس الكثير من صفات المولود واطباعه - وهذا امر جربته على مواليد اطفال اعرف تاريخ ميلادهم فوجدتها صحيحة الى حد كبير اما البيوت ففيها بعض الاشكالات - ووجدت ان الانسان بعد مرحلة البلوغ والادراك يبدا بالتحكم بطبائعه البدائية ( اللتي استدللنا عليها بعلم النجوم واللتي هي علم من علوم النبوة كما اعتقد ) فالتعلم والثقافة يؤثر في تهذيب تلك الطبائع الى حد كبير اضافة الى عامل البيئة الجغرافية والمجتمع اللذي يعيش فيه الانسان ثم عامل الوراثة فهو من العوامل المهمة في تركيبة نفسية الانسان كما جاء في الاثر ( اللهم اني اعوذبك -- ومن عرق سوء ) فالنجوم وحدها لاتتحكم بالانسان ولكن جملة عوامل - ومنها الديانة والمعتقد فهي تفعل المستحيل لان الانسان المؤمن يجاهد نفسه واطباعه السيئة فيغيرها ويسيطر عليها - واللذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا - فالعصبية وحدة الغضب او البخل وحب التملك والحرص والطمع والجشع او الجبن وكثرة الخوف والحذر كلها طبائع في نفسية المولود يمكننا الاستدلال عليها بعلم النجوم لكن ذلك الانسان لاتكون اخلاقه وتصرفه وسلوكه حتما وقهرا وجبرا كما حكمت بها النجوم او الخارطة الشخصية -- وبهذه المناسبة وفي هذا اليوم الشريف يوم الجمعة المباركة اهديك حديث رائع من الحديث النبوي الشريف يتعلق بموضوعنا هذا - في عام الوفود قدم ثلاثة من رؤساء عشائر العراق لزيارة رسول الله صلى الله عليه واله الطيبين فطرح اثنان منهما انفسهما ارضا واقبلا مسرعين الى الرسول يقبلون يديه ويسلمون عليه اما الثالث فنزل من راحلته على رسله ثم عقلها مع رحلي اخويه وقدم الى الرسول فقبل يديه وسلم عليه ثم جلس - فخاطبه النبي قائلا = ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة - فساله الرجل ( وانظر الى عقله وفطنته وذكاءه ) يارسول الله اجبلة (يعني طبيعة) جبلني الله عليها ام خلق اكتسبته ؟ فاجابه الرسول بل جبلة جبلك الله عليها ( هنا علم النجوم والطبائع ) فسالوا الصحابة رسول الله ايهما افضل الخلق اللذي يكتسبه الاىنسان بنفسه ام الطبيعة اللتي طبعك الله عليها ؟ فاجابهم الرسول بل الخلق اللذي تكتسبه بنفسك - نهاية الحديث - اقول هنا جهاد النفس هنا البخيل بطبعه يسخو ويسخو الى ان تصبح السخاء لديه طبيعة (مكتسبة ) وهنا اذكر كلام الامام علي عليه السلام = تحلموا فانه يوشك من اقتدى بقوم ان يكون منهم - ان الانسان كائن صاحب ارادة فاعل مؤثر ومفعول مؤتثار - واقوى الناس شخصية من كان فاعلا مؤثرا وينبغي به ان تكون اول فعله وتاثيره على نفسه - ابدا بنفسك فانهها عن غيها فان فعلت فانت حكيم - ارجو المعذرة على الاطالة - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته دمتم سالمين