عرض مشاركة واحدة
افتراضي مبدئيّة‌ خروج‌ القمر عن‌ تحت‌ الشعاع‌،مباحث رؤية الهلال
مبدئيّة‌ خروج‌ القمر عن‌ تحت‌ الشعاع‌، تخالف‌ اتّفاق‌ جميع‌ الاقوام‌ والاُمم‌

تأليف : العلامة محمّد الحسين‌ بن‌ محمّد الصادق‌ الحسينيّ

اتّفقت‌ الاُمم‌ والاقوام‌ الذين‌ كانوا قبل‌ الاءسلام‌ ومنها العرب‌ الجاهليّ الذين‌ كانوا يتمسّكون‌ في‌ تواريخهم‌ بالشهور القمريّة‌ وسنواتها، وبعد الاءسلام‌ إلي‌ حدّ الآن‌؛ علي‌ أنّ مبدأ كلّ شهر هو رؤية‌ القمر بعد خروجه‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌.

وذلك‌ لايكون‌ إلاّ في‌ وقت‌ غروب‌ الشمس‌ في‌ اليوم‌ التاسع‌ والعشرين‌ أو الثلاثين‌؛ وبذلك‌ يدخل‌ الشهر اللاحق‌ الذي‌ مبدؤه‌ أوّل‌ دخول‌ الليل‌.

وبهذه‌ المناسبة‌ يجعلون‌ ليلة‌ كلّ يوم‌، الليلة‌ التي‌ قبله‌ لا الليلة‌ التي‌ بعده‌.

وكلّ شهر من‌ هذه‌ الشهور يكون‌ ثلاثين‌ يوماً أو تسعةً وعشرين‌ يوماً. وهذا أمر رائج‌ دارج‌ بين‌ جميع‌ الاقوام‌.

وهذا مبنيّ علي‌ أنّ لرؤية‌ الهلال‌ الدالّة‌ علي‌ كون‌ القمر فوق‌ الاُفق‌ دخلاً في‌ تحقّق‌ الشهر الهلاليّ وإلاّ لم‌ يتحقّق‌ شهر ثلاثونيّ أبداً ولا شهر تسعة‌ وعشرونيّ أبداً، لما عرفت‌ من‌ أنّ الشهر القمريّ يكون‌ 29 يوماً و12 ساعةً و44 دقيقةً [ في‌ المتوسّط‌ ].
فإذا جعلنا مبدأ الشهر هو خروج‌ القمر عن‌ تحت‌ الشعاع‌ مثلاً وهو أمر وحدانيّ في‌ جميع‌ العالم‌، فربّما يخرج‌ القمر عن‌ تحت‌ الشعاع‌ بعد ساعة‌ من‌ الليل‌ وربّما بعد ساعتين‌ أو بعد ثلاث‌ ساعات‌، وهكذا؛ وربّما يكون‌ خروجه‌ أوّل‌ طلوع‌ الفجر أو أوّل‌ طلوع‌ الشمس‌ أو بَعد ساعة‌ من‌ طلوعها أو بَعد ساعتين‌ أو بَعد ثلاث‌ ساعات‌، أو في‌ وسط‌ النهار وقت‌ زوالها؛ فلا يمكن‌ تعيينه‌ وتقديره‌ بوجه‌ من‌ الوجوه‌.

والسرّ في‌ ذلك‌ أنّا ذكرنا أنّ القمر يخرج‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌ بَعد اثنتي‌ عشرة‌ درجةً من‌ المقارنة‌؛ وكلّ درجة‌ تطول‌ ساعتين‌ زماناً.

فعلي‌ هذا إذا فرضنا في‌ حين‌ من‌ الاحيان‌ مثل‌ وقت‌ غروب‌ الشمس‌ بأُفق‌ طهران‌، أنّ القمر لمّا يخرج‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌ ويخرج‌ بعد سيره‌ في‌ المدار بقدر الدرجتين‌ المساويتين‌ لاربع‌ ساعات‌ زماناً، ففي‌ نفس‌ الغروب‌ لم‌ يدخل‌ الشهر الجديد قطعاً؛ ولكن‌ بعد سيره‌ بقدر درجتين‌ بمدّة‌ أربع‌ ساعات‌ يخرج‌ القمر ويدخل‌ الشهر الجديد قطعاً؛ فعلي‌ هذا لابدّ وأن‌ تكون‌ هذه‌ الساعات‌ من‌ الشهر الماضي‌ وبقيّة‌ ساعات‌ الليل‌ من‌ الشهر الآتي‌ بلا كلام‌. مثلاً إنّ أربع‌ ساعات‌ من‌ ليلة‌ الثلاثين‌ من‌ شهر رمضان‌ تكون‌ من‌ شهر رمضان‌ وبقيّة‌ الساعات‌ تكون‌ من‌ ليلة‌ العيد.

وإذا فرضنا أن‌ يكون‌ سير القمر تحت‌ الشعاع‌ في‌ المدار بقدر ثلاث‌ درجات‌ في‌ مدّة‌ ستّ ساعات‌ زماناً، فلابدّ وأن‌ نحسب‌ ستّ ساعات‌ من‌ الليل‌ من‌ شهر رمضان‌ والباقي‌ من‌ ليلة‌ العيد.

مبدئيّة‌ القمر الشعاع‌،مباحث الهلال Royat14.gif

أو أن‌ يكون‌ سيره‌ تحت‌ الشعاع‌ في‌ المدار بقدر خمس‌ درجات‌، وهي‌ تطول‌ عشر ساعات‌؛ فليلة‌ الثلاثين‌ كلّها تكون‌ من‌ شهر رمضان‌، إذا كان‌ الليل‌ مثلاً عشر ساعات‌؛ وبمجرّد طلوع‌ الفجر يدخل‌ الفطر.
مبدئيّة‌ القمر الشعاع‌،مباحث الهلال Royat15.gif

وهكذا إذا خرج‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌ وهو تحت‌ الارض‌.

مثلاً إذا فرضنا كون‌ القمر عند الغروب‌ بأُفق‌ طهران‌ تحت‌ الشعاع‌ بعشر درجات‌ ويطول‌ خروجه‌ عنه‌ مقدار عشرين‌ ساعةً، فلا محالة‌ يخرج‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌ وهو واقع‌ تحت‌ الارض‌؛ فلابدّ وأن‌ نلتزم‌ بأنّ ثُلث‌ اليوم‌ الثلاثين‌ أو نصفه‌ أو ثُلثيه‌ وهكذا من‌ شهر رمضان‌ والباقي‌ من‌ الشوّال‌.
مبدئيّة‌ القمر الشعاع‌،مباحث الهلال ROYAT16.gif

وهكذا يكون‌ دخول‌ الشهر في‌ كلّ نقطة‌ نقطة‌ من‌ بقاع‌ الارض‌ طولاً، غيره‌ في‌ نقطة‌ أُخري‌ بحسب‌ ساعات‌ الليل‌ والنهار.

فهل‌ يمكن‌ لاحد أن‌ يلتزم‌ بهذه‌ المحاذير التي‌ يساوي‌ الالتزام‌ بها إنكار ضروريّات‌ الاءسلام‌ بل‌ جميع‌ الملل‌ والاديان‌ بل‌ جميع‌ الاُمم‌ والاقوام‌ ؟ كلاّ.

فبهذه‌ الوجوه‌ لم‌ يلتزم‌ أحد، بل‌ لم‌ يتفوّه‌ بأنّ مبدأ الشهور القمريّة‌ هو نفس‌ الخروج‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌؛ بل‌ الجميع‌ متّفقون‌ علي‌ أنّ للرؤية‌ دخلاً في‌ ذلك‌.

فجميع‌ الملل‌ و الاقوام‌ بانون‌ علي‌ الرؤية‌؛ فإذا رأوه‌ حكموا بانقضاء الشهر السابق‌ ودخول‌ اللاحق‌.
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم الفلك


....