عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
الطاقة السلبية للموتى وكيفية التعاطي معها
على الرغم من كون (الموت) كلمة مذكرة، فان اسلافنا شخصوه في صورة امرأة بلا كبد ولا رئتين، لا تشفق على العجوز كما لا ترحم الرضيع.
الموت نهاية حتمية لحياة عابرة وقصيرة مهما طال امدها ومحطة عبور نحو حياة سرمدية، تتخلص الروح خلالها من ادران الجسد الفاني، لترحل الى حيث الخلود في عوالم الما وراء ، ولم يحدث ان عاد احد من هناك ليخبر بني البشر عن اسرار ما بعد الموت ، فالذي يرى ميتا في منامه تفسيرها انها نداء ودعوة من الميت الى الحي الى موت وشيك، فهو يزوره في منامه إما ليأخذه معه الى عالم الموت، او لينذره بموت وشيك الوقوع.
ينبغي كتمان هذا النوع من الرؤيا وقطع الطريق على عدوى الموت من خلال تقديم الحالم لصدقة، تكون غالبا وليمة تتلى خلالها ايات قرآنية، من قبل فقهاء.
غسل الميت، فان المغاربة يجلبونه ساخنا من الحمام البلدي العمومي ولا يقومون بتسخينه ابدا داخل منزل الميت، لان من شأن ذلك ان يجلب وفاة فرد آخر من الاسرة، وما يبقى غير مستعمل من ذلك الماء، ينبغي ان يفرغ خارج مجاري البيت، للسبب نفسه.
وبعد غسل الميت واخراج جثته للدفن، ينظف مكان غسله بالماء الغزير والمطهرات حتى تزال «رائحة الموت» من ارجائه، ويتم التخلص من ثيابه اما ببيعها في سوق الخردة والمستعملات او التصدق بها، لابعاد عدوى الموت عن اهله.
يوضئ الغسال الميت الوضوء الاصغر، ثم الوضوء الاكبر كما لو كان يعده للصلاة، ويستعمل لذلك الماء الساخن وكيسا من الخرقة والصابون، اي نفس الادوات التي يستعملها المستحم العادي، مع فرق جوهري يتمثل في كون الغسال (او اهل الميت) ملزما بالحرص على اتلاف كل ما استعمله الميت، حتى لا تتم اعادة استغلاله في اغراض السحر المؤذية.
قطعة الصابون التي استعملت لغسل الميت تباع باضعاف سعر بيع الصابون العادي، وكذلك الامر بالنسبة «للمشطة» ولشعر رأس الميت وماء غسله، كل شيء متوفر لمن يبحث عنه اذا توفرت لديه الامكانيات المالية الضرورية - طبعا - وعنصر «النية» اي الثقة في ان تلك المواد متحصلة فعلا من عملية غسل ميت.
الزوجة التي تعاني من تسلط زوجها تجعله يغسل يديه بـ«الصابونة» كي لا يعود الى ضربها بعد ذلك، وكذلك تفعل «المشطة» في غيرها من الوصفات السحرية الاخرى، اما الماء المتحصل من عملية غسل الميت، فان له قدرات تأثيرية خطيرة جدا، لدرجة انه يكفي رش فتاة بقطرات منه ليتعطل زواجها،
كل ما يلامس او يخرج من اجساد الموتى ينتج الموت، يمتد تأثير موت «المغدور» ليشمل ثياب الشخص المقتول والملطخة بدمه ونخاعه او مخه، بل والى زجاج السيارة المتشظي والمتناثر حول مكان الحادث (في حالة حادثة سير) او السكين الملطخ بالدم (في حالة حادث قتل).
طبق «كسكس» المفتول بيد ميت ثم يدعو حوله زعماء القبيلة ليتناولوا منه، بغرض «اخضاع قبيلة» اولا، ثم بالمرأة التي ترغب في اخضاع زوجها او كل شخص يريد اخضاع الاخر الشهر القمري
قبل أن يموت الآدمي، بأربعين يوما يتم اشعاره بدنو أجله من قبل ملك الموت، لكنه لا يستطيع اخبار أهله.
وعندما تحين ساعة الوفاة، يرى المحتضر لوحده ملك الموت، والموت الشريرة نفسها، التي أتت لتقبض روحه بشراسة.
عندما يموت الإنسان، فان ذلك لا يعني انقطاع صلته بالحياة الدنيا، بعد الوفاة، تعود الروح لمدة ثلاثة أيام متتالية الى بيت المتوفى.
وبعد مرور أربعين يوما، تعود الى قبره, وبعد ذلك لا تعود الروح إلى الأرض الا كل جمعة، الى قبر صاحبها ولأجل ذلك يزور المغاربة قبور ذويهم أيام الجمعة حتى يرى المتوفون أن أحبابهم لم ينسوهم وما زالوا يتذكرونهم بالتصدق وتلاوة القرآن.
الميت يمكن له ان يتتبع ما يجري بعد وفاته، وقد يأخذ للظهور شكل قط أو حمامة، أو أي حيوان آخر.
إذا رأى الإنسان في المنام قريبا له ميتا وهو يرتدي أسمالا، فمعنى ذلك ان روحه تتعذب في الآخرة، واذا كلمه الميت في الحلم فمعنى ذلك أن أجله قريب.

الوقاية من أذى طاقة العين الشريرة

يصادف راكب الطريق أمامه رسم «عين» أو «كف» عند أسفل مؤخرة شاحنة أو عربة نقل، وقد كتب إلى جانبها عبارة «عين الحسود فيها عود», ويرسم البعض على أبواب الدور والدكاكين يدا بأصابع مجتمعة أو متفرقة، أو يعلق حدوة الحصان على الجدران، بينما تضع النسوة لبناتهن في سلسلة اليد أو العنق، التميمة المعروفة لدى شعوب المغرب العربي باسم «خميسة» والمصنوعة من معادن رخيصة أو نبيلة.
فالعين إذن هي شريرة بقصد أو من دون قصد, «عينهم تفتت الحجر»، ولهم علامات ظاهرة تفضحهم, كأصحاب النظرات المحدقة، وذوي العيون الغائرة في مجراها، والنساء بشكل عام، والعجائز منهن بشكل خاص, ولذلك كانت الأعراف تقضي خلال المناسبات الاحتفالية، كالأعراس مثلا، أن يتم جمع العجائز لوحدهن مع الحرص على أن يتناولن الطعام ويبقين بعيدا عن العرسان
تأثير شكل اليد :
يد فاطمة : حجاب شهير نطلق عليه اسم «الخميسة» وهي عبارة عن كف متلاصقة الأصابع، تصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس أو العاج أو غيرها من المواد المعدنية وتعلق على مكان بارز من الجسم (العنق في الغالب)، حتى تكون في مرمى بصر الآخرين، وتبطل مفعول كل عين شريرة ، والاعتقاد في خصائصها السحرية مشترك بين المسلمين واليهود ، حتى اليوم كانوا يشيرون إلى من يخشون «عينيه» بالعضو التناسلي المذكر قائلين: «,,, في عينك!», وقد شبهوا العضو التناسلي بالاصبع الأوسط لليد، واتخذوا منه بديلا ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى اتخاذ اليد كلها حجابا ضد العين، بدل الاصبع الذي يتوسطها!
«يد فاطمة» لها علاقة، بزوج قرن الحيوان من جهة، ومن جهة أخرى بحدوة (صفيحة) الحصان، التي هي طلسم آخر يستعمل بكثرة ذي العين الشريرة، ويبدو انها (حدوة الحصان) تجمع بسبب شكلها ووظيفتها والمادة التي تصنع منها، المميزات السحرية لرموز عدة: القرون، الهلال، اليد وكذلك خصائص حدوة الحصان»، هذا الحيوان الأليف الذي كان مقدسا لدى البدائيين.
يقول «خمسة في عينك» لكي يبطل مفعول العين الشريرة، فإن كلمة «خمسة» لوحدها استحوذت على القدرة السحرية لليد, وتبعا لذلك اصبح يوم الخميس ، مناسبا لزيارة أضرحة الأولياء المشهورين بعلاج أعراض الاصابة بالعين.
حين يجهل المصاب لمن أصابه بالعين , يأخذ الفقيه قطعة كبيرة من حجر الشب (الشبة) يقرأ عليها بعض العبارات السحرية ويمررها حول المريض سبع مرات، ثم يرمي بها مع جمر متقد في إناء, ليتبول عليها المريض، وبانطفاء الجمر، تنطفئ العين الشريرة المجهولة.
أما حين يكون المعيان معروفا فإن العلاج يصبح في غاية اليسر، فاذا عرف المعيان يؤمر بالاغتسال ثم يؤخذ الماء الذي اغتسل فيه ويصب على المحسود من خلفه فيبرأ, ومن صفات علاج العين الشريرة : «اذا أتاك المعيان رجلا كان أو امرأة، تأخذ بيضة بعدما توقفه (الميعان)، نجعلها على رأسه وأكتافه وتمسح وانت تقول- قل هو الله احد- إلخ، وتقول ايضا: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، سبع مرات، وتعطيه البيضة ينفخ فيها وتقول «يا الله يا رب يا حفيظ يا مانع»، سبع مرات، وينفخ فيها ايضا ثم تكسرها في زلافة (طاسة) كحلاء فيها شيء من الماء، تخرج لك العين السوداء بإذن الله تعالى».
الوقاية من أذى العين الشريرة- فهناك حيوانات لها القدرة على الحماية من «العين» كالسلحفاة البرية التي تدجن وتترك لتدور في البيت, والخنزير الوحشي الذي تعلق أنيابه في أعناق البشر والخيول, ثم هناك ايضا: العين اليسرى للثعلب أو الذئب والبوم، وغيرها من العناصر الحيوانية التي تستعمل للوقاية من نظرات الحسد.
اللون الاسود يبطل سحر العين ولذلك يعقلون لاطفالهم «خميسة سوداء اللون على الجبين او في معصم اليد، بواسطة خيط احمر، كما يلفون في ثياب رضعهم «صرة» من ثوب اسود، بها قليل من الشبة والفاسوخ والحرمل وحبوب القزبره ، كما يضعون تحت اسرة نومهم سكينا او كيسا به ملح وشبة وحرمل,,, واذا وجد احد الخائفين من العين، في مرمى عيني معيان بسبب الجوار في السكن، فإنه ينثر امام عتبة باب بيته الشبة والحرمل، حتى يوقف تأثير نظرات المعيان المؤذية ويمنعها من الدخول.
واذا حضر المعيان إلى عرس، فإن أصحاب العرس ينتظرون انصرافه، بفارغ الصبر, حتى اذا غادر الحفل، جرى أحدهم إلى مرقد النار ليأخذ منه جمرة يلقيها في قدر ماء، قائلا: «الله يطفي عينين فلان، كيف ما طفأت هذه الجمرة».
وتحمل الفتاة الخائفة من «العين» في حمالة صدرها سبعة فصوص من الثوم، أو قليلا من الملح في حقيبة يدها, ويعلق الرجل «خميسة» صغيرة في سلسلة عنقه الذهبية، او يحمل مع مفاتيحه رصاصة نحاسية تم اطلاقها من بندقية، يوم الأربعاء الأخير من الشهر القمري.
للوقاية من العكس والتابعة، ينصح بحمل حرز يتكون من سبع حبات من «حبة حلاوة» وسبع حبات من الحرمل وسبع حبات من القزبر، أو يرسم على الورق الأزرق المستعمل في تلفيف السكر خاتم سليمان (عبارة عن مثلثين متقاطعين)، يحرق ويتبخر به المعني أو المعنية بدخانه.
يحملون- للوقاية من العين- عقربا حيا في وعاء من القصب، ويعلقونه على دورهم، والرقية تقول: «بسم الله ارقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك», وتستعمل بكثرة على شكل حجاب يعلق في العنق، أو تتلى خلال التبخر بالملح، كما يقولها الفقيه المعالج، وهو يضع يده اليمنى على رأس المصاب ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع مرات, أو «يحتويها» الماء المقروء عليه، الذي قرئت عليه الرقية، قبل ان يسكبه الفقيه على رأس المحسود من جهة الخلف,,.