المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

اهل البيت جميعا مذكورين في اية واحدة !!!

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
اللهم صل على محمد وال محمد

...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو فتى بني هاشم
فتى بني هاشم
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله فيك اخي الكريم ولكن هنالك خطاء في لفظ الاية وهي ( كوكب دري ) وليس كوكب ذري فيرجى الانتباه عند نقل الاية بارك الله فيك
اخوك
الحيدري فتى بني هاشم

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي هنا كتاب نجوم القران المبين
نجوم القران المبين
في
ولاية أمير المؤمنين

تاليف
عالم سبيط النيلي

نجم الاسراء
وهو قوله تعالى في سورة الاسراء:-
وبالحق انزلناه وبالحق نزلوما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا * وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا-الايات 105-106

الضمير في انزلناه حسب الاعتباط اللغوي يعود على القران , اي الذي انزلناه بالحق هو القران وهذا غير ممكن لانه يقول انزلناه ثم يقول وقرانا فرقناه فالواو عطفت القران على الذي انزلناه بالحق . لابد ان يوجد اذن اثنان انزلا سوية ولما كان الثاني المعطوف هو القران لو يبق الا القرين وهو الامام المعصوم (ع) .
والمراد به كل واحد منهم بدء من النبي (ص) الى الثاني عشر القائم (عج), فالنبي (ص) في هذه الحالة قائم ايضا بالحق اولهم في التسلسل وهو حجة منذ مولده كاي واحد من الحجج ولذلك قال(وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا) فافهم ذلك على المنهج القصدي للغة , لانه من الضروري ان تكون عبارة (وما ارسلناك)-حيث حصل خطاب مباشر معه (ص)- مرتبطة قصديا مع عبارتي (وبالحق انزلناه وبالحق نزل) ويحتاج ذلك الى فهم جديد للنص انزلناه هنا ليس القصود به سوى القصد اللغوي نفسه الذي عليه تقوم فكرة المنزلة والمنزل لغويا اذ لا تعني هبوط شيء من الاعلى الى الاسفل كما يتوهم الاعتباط اصر الاعتباط على ارجاع الضمير اليه وحده وانكار عمل العطف.
اذا فهمت هذا الان اي ان انزلناه هو جعلناه في المنزلة التي هو فيها فسوف نفهم اذا لماذا قال عاطفا (وبالحق نزل).
لان سائل يسال قائلا:- هو الله انزله هذه المنزلة ولكن هل يستحق المنزل هذه المنزلة ؟
الجواب:- انه يستحق هذه المنزلة فقد نزل فيها هو بالحق ايضا (وبالحق انزلناه وبالحق نزل) . فان قلت افلا يتوجب تقديم نزل على انزلناه لان الضمير اذا عاد الى الحجة المعصوم (ع) فهو عبد لابد ان يسبق استحقاقه المنزلة عملية انزاله فيها كما نفعل نحن اذا عدلنا فلا نضع رجلا في منزل حتى يتقدم منه ما يؤهله لها.
الجواب :- نعم ولكن هذا تحقق في عبارة (وبالحق انزلناه ) نفسها لانه من المحال عليه تعالى ان ينزله في تلك المنزلة وهو غير جدير بها فظهر ذلك في لفظ (وبالحق). وهو يفيد ان هذا المنصب هو بحق واستحقاق وليس فيه شيء من الباطل –نقيض الحق-, ستقول الان اذن فما الضرورة لاعادة القول انه بالحق نزل ؟
الجواب :- ان هذا ليس اعادة لنفس القول بل اخبار بصيغة الماضي انه نزل في تلك المنزلة بحق وانه قام بالمهمة الموكلة اليه كما انزله الله فيها فاصبح علمه تعالى به متحققا على وجهه علما مطلقا اي كما انزلناه فقد نزل كلاهما بالحق.
اذا فلفظ (وقرانا) انما وقع عليه النصب من خلال العطف الواو فما احتاج الى ذكر انزلناه مرة اخرى , لكنه اوقع عليه الفرق فقال (فرقناه) واردف بسرعة الغاية من ذلك فقال (لتقراه) وبين المحل فقال (على الناس) ثم بين الكيفية فقال (على مكث) ولما كان انزاله بالحق في تلك المنزلة مختلفا عن التنزيل الذي هو اخر مراحل الانزال بحيث يجاري المقروء منه الاهداف في اوقاتها المحددة عطف فقال (ونزلناه تنزيلا) .................والاشياء المنزلة المذكورة في النص القراني كثيرة :-
1. الماء: (وانزلنا من السماء مء طهورا)-48/25
2. الذكر:(وانزلنا ءاليك الذكر لتبين للناس ما نزل ءاليهم)-44/16
3. القران: ( ما انزلنا عليك القران لتشقى) -2/20
4. الكتاب : ( ءانا انزلنا ءاليك الكتاب بالحق) -105/4
5. التوراة : (ءانا انزلنا التوراة فيها هدى ونور )-44/5
6. النور : (فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلناه )-8/64
7. الحكم : (وكذلك انزلناه حكما عربيا) -37/13
وهذا وصف للمنزل لا المنزل نفسه فيجب البحث عن مرجع الضمير .
8. السورة : (سورة انزلناها وفرضناها)-1/24
9. الايات : (وقد انزلنا ايات بينات) -5/58
10. الحديد : (وانزلنا الحديد فيه باس شديد)-25/57
11. اللباس : (يابني ادم قد انزلنا عليكم لباسا )-26/7
12. الانعام : ( وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج)-6/39
13. السكينة: (فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) -26/48
14. الميزان : ( وانزلنا معهم الكتاب والميزان ) -25/57
15. الفرقان: ( من قبل هدى للناس وانزل الفرقان)-4/3
16. الحكمة : (وانزل الله عليك الكتاب والحكمة ) -113/4
17. الملائكة : (ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ) -2/16
18. الرجز : ( فانزلنا على اللذين ظلموا رجزا من السماء ) -59/2
19. المن والسلوى : ( وانزلنا عليكم المن والسلوى )-50/2
20. البينات : (اللذين يكتمون ما انزلنا من البينات) -159/2
21. الانجيل : ( وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده) -65/3

اذن فهذه الاشياء المنزلة ليست منزلة كلها من السماء , فقد ذكر ما ينزل منها من السماء كالماء مثلا الذي تكرر ذكر نزوله من السماء في كثير من الموارد والرجز الذي انزل من السماء ايضا لان النزول والتنزيل هو في الاصل وضع الشيء في موضعه الصحيح واعطاءه حكما ما مطابقا لواقعه اذا كان المنزل هو الله تعالى وليس من العلوم ان يكون مصدر او الوضع الاول مذكورا دوما كما في حالة الماء والرجز .
ان التغاير بين الالفاظ يحتم علينا ان نتصور ان هذه المفردات ليست متطابقة في الدلالة اي ان المراد من القران والكتاب والنور والذكر اشياء مختلفة قد تتداخل ولكن لا تتطابق . وقد يقال ان لبعض الاشياء اسماء عديدة تبعا لخصائصها وصفاتها الكثيرة والمتكلم يختار منها ما يلائم الموضع والغايات الانية للكلام . هذا صحيح بيد انه لا يمكن ان نطلق نحن هذه الاسماء المتعددة على الشيء بل لا بد ان نعلم ذلك من المتكلم نفسه فما ادرانا انه يسمي الشيء بهذه الاسماء المتعددة ؟
وما المانع ان تكون له اسماءه الخاصة فتاتي احيانا كما نطلقها واحيانا تخالفها !
معلوم ان الذكر عند ملاحظة النص بدقة يختلف تماما عن القران والكتاب لانه في المورد السابق في الفقرة (2) يجعل سبب انزال الذكر هو لتبين ما انزل اليهم من ربهم , فاذا كان ما انزل اليهم هو القران والذكر هو القران اصبح الكلام لغوا , ومن هنا قال المعصوم بكفر من قال في القران برايه لان معنى ان يقول برايه اي بحسب ما يتبادر لديه من الاستعمال اللغوي العادي وهو ظلم بحق كل متكلم ولو كان بشرا فكيف اذا كان خالق البشر ؟
اذن فقوله تعالى :-وبالحق انزلناه اي علي بن ابي طالب (ع) وبالحق نزل في المنزلة التي انزلها الله فيه , فكان السائل يقول : وما انت اذن يا محمد ,
فياتي الجواب : وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا ...وهو يتضمن يا محمد فياتي الجواب : نفس المنزلة تضمنا لانهم لا يعلمون من هو ولا يدرون بامامته لهم قبل ارساله والضمير متغير يجري في كل زمان على واحد من الحجج باستثناء المرحلة الاولى اي في عهد النبي (ص) اذ القران يشهد له اولا ويشهد لمن يشهد له ثانيا وكذا الامر فهو يشهد لكل واحد من الحجج ويشهد لمن يشهد له ولذلك عقب عاطفا : (وقرانا فرقتاه ......) لان الشاك قد يقول وما ادراني من هو فلا حجة له لان القران ظاهر وحجة وهو بين بذاته انه كلام الله تعالى فاذا جاء به انسان فهو مصدق وهو رسول قطعا ثم يقول الرسول هذا فلان بن فلان من بعدي يحمل القران ويعلم كتاب الله فربما زور المزور كلام الرسول وقال لا انما هو فلان فيفتضح لجهله بالقران وهكذا من علم القران ووعاه علم من هو الحجة ومن لم يعلمه لم يعلم الحجة فهما قرينان لا يفترقان ,فان قلت نجد الرجل يحفظ القران وينكر الحجة فكيف ذلك ؟
الجواب : ليس الامر منوط بالحفظ وانما بمعرفة ما يقراء فاذا قال برايه في اية واحدة بخلاف ما انزل الله وعارضت اية اخرى فقد افترى على الله كذبا
انما العبرة بالتدبر ومعلوم ان منكري الحجة كلامهم كله افتراء على الله وتفسيرهم كله بالاهواء ولا علاقة له بمراد الله تعالى فافهم.
نجم الروم
وهو قوله تعالى:
فاقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون-30/30

والدلاة فيها على ولاية علي بن ابي طالب (ع) واضحة بالتامل وهي اكثر وضوحا بالتدبر القصدي , ذلك لان الوجه على الاصطلاح جزء من البدن فاقامته للدين وحده امر فيه تعسف لكنهم قالوا اي اجعل همك ووجهتك للدين فخرجوا عن الاصطلاح والاصل اللغوي المزعوم مرغمين ادعوا فيه المجاز . لكن الوجه في اللغة على الاصل هو الجهة التي يؤتى منها الشيء ووجه القوم هو الجهة التي يؤتى منها القوم ووجه رسول الله (ص) المخاطب بالامر على هذا هو الجهة الماتي منها والتي فيها رضاه وهي قطعا ليست الدين الذي جاء به لان الوجه سابق وباب مؤدى اليه اذكيف يقيم الدين للدين؟ لان الامر جاء هكذا : اقم وجهك للدين , فالوجه غير الدين والدليل عليه في الاقتران ما في سورة يوسف (ع) لان يعقوب ابتلي باخوة يوسف وهو مشابه لابتلاء رسول الله (ص) باخوة علي (ع) الحاسدين , وذلك حيث قالوا (اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم) اذن الجهة الماتي منها ابوهم مشغولة بيوسف , وقتل يوسف يؤدي الى خلو هذه الجهة فيتم تبديل الشخوص حيث يحلون محله . لاحظ الان دقة الارتباط بالرجوع الى اية الروم اذ جاء فورا التعقيب (لا تبديل لخلق الله) ,وذلك انهم مهما فعلوا بعد اقامته للدين فلن يحلوا محله ولن ياخذوا موضعه لانهم اذا اخذوه ظاهرا فلا يقدرون على اخذ الولاية من الله انما ياخذون في هذه الحالة سلطانا دنيويا لا غير اذن فكل ما يقومون به مجرد عبث لا يزيدهم الا خسارا , وعلى هذا توجد ادلة اخرى كثيرة جدا من داخل النص وخارجه منها مثلا :
الاول:- انه عقب على ذلك بالقول (منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من اللذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) ذلك لان الامامة لو كانت بعد رسول الله باجتهاد واختيار من الناس فانهم لا بد ان يختلفوا واذا اختلفوا تفرقوا .
فاذا قلت : فعلى راينا ان النبي (ص) اوصى بالامامة لعلي (ع) ومع ذلك فقد تفرق الناس من بعده ولم يجتمعوا عليه ولا على غيره.
الجواب: هاهنا المقصود الكلي من الايات وهذا هو مركز الابتلاء لانك اذا قلت لم يحدد الله ولا رسوله الولي من بعده فكانه اذن بالاختلاف بل ولم يمنع منه بل هو الذي فعله-تعالى عن ذلك علوا كبيرا- فلما راينا انه منع من الاختلاف امر بتركه فما وقع اذن بسسب فعل الخلق لا الخالق وهذا هو التنزيه الحقيقي للخالق فمن ادعى انه لم يفعل-الله- ينسب اليه الظلم فاشرك ولذلك قال تعالى (ولا تكونوا من المشركين) فافهم.
ثم لابد لك ان تسير بالاقتران اللفظي قدما والتدبر الى ما هو ابعد ان اردت الكشف عن مزيد من الحقائق مثال ذلك ان نسبة الظلم اليه مقترن بالشرك دوما فاذكر في الاقل ما في سورة لقمان (يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ). اذن اشراك الولي الموصى به من قبل النبي (ص) مع غيره في الولاية واعتبار الجميع خلفاء حق هو اول الشرك .
ثم لاحظ الاقتران من جميع الوجوه فقد جاء ذلك النهي ذاته في الامر الاخر (اقم وجهك للدين) في مورد يونس وفيه تحذير ابلغ اذ نهى رسول الله (ص) نفسه ان يكون من المشركين فقال تعالى (اقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين ) .
الثاني: راينا ان الكلمات هي خلق من خلق الله مختلف عن الكلام كما في كتابنا (اصل الخلق), فكما قال (لا تبديل لكلمات الله ) قال (لا تبديل لخلق الله) .
والمراد به خلقه الاصفياء اي لا تبديل للولي حسب اهواءهم-وياتي مزيد من ايضاح في التبديل في نجم سورة يونس حيث طلبوا تبديل علي (ع) بغيره- ومن هنا اكد مرة اخرى ان لا تبديل لخلق الله فانتبه.
الثالث: انه قدم قبل هذه الاية ضرب مثل عجيب من انفسهم حيث قال(ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم من ما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم كذلك نفصل الايات لقوم يعقلون) واذا كان الجواب كلا لايبلغ ما ملكت ايمانكم ان يكونوا سواء في ما رزقهم فكيف يكون ثمة شركاء مع نفس الرازق لكم ولهم ويكون الشركاء منكم بحيث يؤدي الخوف من عدم طاعتهم الى تغيير خلق الله وامره بشان احدهم فيتبع اهواءكم فهل هذا معقول ؟
كانكم تجعلون انفسكم اعظم قدرا من الله الذي تزعمون انكم تؤمنون به وتريدون طاعته .....لانكم تريدون منه ان يشرع وان يامر بما تهواه انفسكم فانقلب الامر واصبح الامر مامورا والاله مالوها والمطاع طائعا وهذا ما لا ترضونه مع الخلق من امثالكم فيما ملكت ايمانكم من العبيد والخدم والاماء فما اشد ظلمكم اذن ولذلك قال(بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم فمن يهدي من اضل الله وما لهم من ناصرين ) , كل ذلك تقدم قبل الامر (فاقم وجهك للدين).
فان قلت :لما لا يكون المعنى اقم وجهك حال الصلاة الى الكعبة كما ذكره جمع المفسرين , ولما لا يكون المعنى لا تعبد الاصنام التي عكف عليها القوم ...ولم لا يكون الذين ظلموا هم عبدة الاصنام ؟
اقول: يكون كذلك اذا تم تعميم معنى الاصنام ليشمل كل المعبودات من دون الله بما في ذلك اهواءهم الواردة في النص ,اما اذا اقتصر على اصنام قريش فلا يكون ذلك لانه (ص) ما عبد الاصنام قبل الرسالة فكيف يحذره من عبادتها بعد ان هداه الله واتاه القران ؟
واما الصلاة الى الكعبة المشرفة فليس هو المقصود اذ كيف يعيد الامر نفسه في السياق ويقول (واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ) ؟ بل الامر متعلق بالهدى والضلال لنفس الجماعة الاسلامية فيمكن ان يقيموا الصلاة ولكن يبقون على الشرك ولذلك نهى عن الشرك بعد الصلاة فافهم فالموضوع متعلق بطاعة الله في كل ما امر ونهى عنه فاذا لم يعجبهم الولي الوصي وارادوا تبديله اشركوا فلا تنفعهم صلاة .
وما اعترضوا في واقع الامر ولا ردوا شيئا من اوامر الدين كالصيام والصلاة والحج وانما ردوا امر الله بالولاية فقط وعليها اختلفت الامة وفيها تناحرت وعليها تقاتلت وسفكت الدماء وظهرت المذاهب فافهم فهذا كله من الشرك وهي امور معلومة بالفطرة ...فمن تشيع لعلي اهل بيته انتماء للطائفة وتعصبا للمذهب الذي ولد عليه لا تنفيذا لامر الله ورسوله فهو مشمول ايضا بالايه وموصوف بالشرك, لذلك استثنى اهل البيت (ع) جماعات من الذين والوهم بالسنتهم دون قلوبهم لان قلوبهم منكرة ولو جاء امر اخر من الله يخالف اهواءهم رفضوه فحبهم لاهل البيت (ع) مزيف مردود غير مقبول وهم من الظالمين واهل النار وان والوهم بالسنتهم .
قال علي بن موسى الرضا (ع) : (ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ولكنهم جعلوا انسا للمؤمنين).



















نجم يونس
وهو قوله تعالى :
واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقران غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم-ايه/15

لقد اثار انتباهي في هذا النص تحديدا عبارة( او بدله) حيث تساءلت انه اذا جاء بقران غير هذا فقد تم التبديل فكيف يطلبون نفس المطلب بصيغتين مختلفتين تفصل بينهما (او) ؟ فهذا يعد من الاخطاء اللغوية الفاحشة جدا اذا كان المراد ببدله هو ذاته القران لانهم طلبوا عين المطلب فقالوا (ائت بقران غير هذا )... اي بدله فكيف يقولون (او بدله) ؟
اذن لا بد ان يرجع الضمير الى شيء اخر معادل للقران او مساو له في ازعاج القوم . اذن لابد ان نعلم من القائلون ؟ انهم الذين قال (لا يرجون لقاءنا) وهؤلاء يقترحون على النبي (ص) مقترحات ومحال ان يكونوا من عبدة الاصنام لانه اعتذر اليهم انه اذا اتبع غير ما يوحى اليه عصى الله وهو يخاف عذاب يوم عظيم ...وهو ذاته بالطبع يوم اللقاء الذي لا يرجوه اصحاب المطلب ولايمكن ان يعتذر لعبدة الاصنام المنحوته بهذا العذر انما هو امر جاء به الوحي استثقلوه فقالوا اما ان تات بقران –بايات غير هذه او قراءة يلغي بها هذا الامر – او تبدل الشخص الواردة فيه الايات !
ونحن نعلم ان مشكلتهم الوحيدة من يخلف النبي (ص) ومن هو صاحب الامر من بعده ! حتى ان اكثر القبائل بعدما لا حظوا انتصاره وتاييد الله له وعدم قدرتهم بل عجزهم الكامل عن مجابهته صاروا يساومونه على الخلافة يقولون ندخل في دينك مقابل ان يكون لنا الامر من بعدك وقد حكاه القران فقال (يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله لله), وقد ورد في التاريخ ان القبائل عرضت عليه الدخول في دينه لهذا الشرط وقد رفضه الوحي بطبيعة الحال لانه كما راينا يقلب المعادلة بين الخالق والمخلوق وهو اسوا من عبادة الاصنام التي حاربها بلا هوادة من جهة اخرى انهم بعد اسلامهم فكروا ايضا في الامر مرة اخرى وترك بعضهم الجهاد بحجة ان لا شيء لهم من الامر بل وندم على الجهاد وقد حكاه القران ايضا(لو كان لنا من الامر من شيء ما قتلنا هاهنا ).
كل ذلك بعد ان تاكدوا ان الله لا يبدل رسوله لان الاعتراض الاول ليس على المرسل ولا على الرسالة انما هو على الرسول ! ما قال احد ان الله غير موجود! وما قال احد ان الله محال ان يرسل رسولا وانما مشكلتهم هي لماذا ارسلك انت من دوننا ! وهي نفس مشكلة ابليس لماذا يسجدون لادم من دوننا ؟ وهذا هو الامتحان العسير في طاعة الله ....فالمؤمن بالحق المطلق والذي هو منزه عن كل نقص يطيع في كل الاحوال ويطيع كل امر صادر عن الحق والمنافق يطيع في البعض ويعصي في البعض الاخر –اي يقبل بعض الاحكام ويرفض البعض الاخر- .
اقول: واصعب امر الهي هو امر الافضلية وقد قص القران كل القصص القرانية واحوال الرسل مع قومهم لهذا الامراي لتوضيح ان الكفر انما هو برفض امامة الافضل . وقد ظهر ذلك في :
الاول : في كفر ابليس حيث رفض الاقرار بافضلية ادم وهو اول قصة في القران في سورة البقرة وذكر جوانب مختلفة منها في خمسة مواضع اخرى
الثاني : في كفر اقوام الرسل حيث غلبهم هوى انفسهم وحسدهم للرسل (ع) وظهر ذلك في اقوالهم مثل:-
1. (قال الملا الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا)27/11
2. (ولئن اطعتم بشرا مثلكم انكم اذا لخاسرون )24/23
3. (ما هذا الا بشر مثلكم يريد ان يتفضل عليكم)
4. (فقالوا ابشر يهدوننا فكفروا وتولوا)6/64
5. (ما انت الا بشر مثلنا فات باية ان كنت من الصادقين)186/26

وهكذا في بقية الموارد.
الثالث : ان القران حدد ان سبب الكفر هو حسد تلك الامم للرسل وحصر السبب به فقط فلا نقص في الادلة ولا خفاء في ظهور الحق وذلك عند عموم الحديث عن الرسل في سورة ابراهيم وهي السورة المخصصة للحديث عنهم كمجموع (قالوا ان انتم الا بشر مثلنا تريدون ان تصدونا عما كان يعبد اباؤنا فاتونا بسلطان مبين * قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ) اية 10/11
ويظهر من جواب الرسل (ع) ان المشكلة هي الحسد لا غيره فكانهم اعتذروا عن تفضيلهم انه لم يزكوا وانما زكاهم الله فان كنتم تؤمنون بالله فعليكم الطاعة والا فهذا الامر هو نفسه للتمييز بين فريق يؤمن وفريق يكفر
الرابع:ثم جعل السبب نفسه يجري مع اخر الرسل وخاتمهم (ص) فقال(وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا)...فلا تتوهم فقد كان المفسرين في وهم عظيم اذ حسبوا ان هؤلاء يطلبون رسولا من غير البشر !! كلا فانهم ليسوا اغبياء الى هذه الحد بل كلامهم تطور هو الاخر في اسلوبه من اول زاعم ابليس اللعين من قوله-ما كنت لاسجد لبشر-الى قول جنوده واتباعه –ما انتم الا بشر مثلنا -....الى قولهم –ايشر يهدوننا-او –انؤمن لبشرين مثلنا – الى قولهم الاخير عن خاتم المرسلين(ص) : (ابعث الله بشرا رسولا) ؟
فهذا يعتبر تطورا في الاسلوب لان المراد منه نحن ايضا بشر فلماذا لم يرسلنا الله ؟ لكن حكاية ان يكون غيره هو المرسل من الله لم تبق خافيه في هذا النص بل ظهرت جلية في نص اخر حيث قالوا (لولا انزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم) , اذن لا توجد لديهم مشكلة في البراهين والادلة , بل يظهر جليا تعظيم للقران يشتد معه الحسد , فيقولون ياليت هذا القران العظيم انزل على رجل عظيم من القريتين ! لان مقاس العظمة عندهم مقاس على الظاهر وهو دوما مخالف بل نقيض الحقيقي لان الاقوى عندهم هو الاقهر والاكثر تجبرا مثلا ولكن الاقوى الحقيقي عند الله هو الاقهر لنوازع ذاته والارحم بالخلق ...وهكذا كل الصفات فمن الطبيعي ان لايروا عظمة محمد(ص) وانما يلاحظوا العظمة الظاهرية لعتبة وامية وابي سفيان وامثالهم من الطواغيت . وهكذا يكون الاعظم ضعيفا عندهم اضاف اليه القران سين الطلب وسماه المستضعف اي المطلوب عندهم ان يكون ضعيفا لان حقيقته هو انه الاقوى بينهم جميعا لذلك قال (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ) , وقد اعلن قوم شعيب (ع) ضعفه علنا بلا حياء منهم فقالوا (وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك ) 91/11 , وحيث تختلف النظرة بينهم وبين الرسل فانهم يبلغون احيانا حدا لا يفهمون فيه بالفعل ما يقول ويعدون اقواله ضربا من الجنون ....ذلك ان حب الذات هو مرض نفسي قد يتفاقم ويصبح المصاب به اشبه بالمجنون فيرى العقلاء هم المجانين ولا يقدر على فهم ما يقولون قال اصحاب الايكة لشعيب (ع) : (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول ) 91/11 , وكان كثرة من اصحاب النبي(ص) من هذا النمط المجنون بحب الذات وانكار الاوامر عدا المشركين العلنيين وقد ابتلي بهذا النمط ابتلاء فاق به ابتلاء كل الرسل من قبله كما صرح بذلك في اكثر من موضع وقد اشار القران الى انهم كانوا لا يفقهون ما يقول فيسالون علي بن ابي طالب (ع) عن اقواله فيعيدها نفسها عليهم فلا تزيدهم الا ضلالا ....(ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال انفا اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم) 16/47...
وهذه الاية في سورة محمد (ص) على ان عموم هذه السورة هو للحديث عن هؤلاء الجماعة.
اذا عرفت هذا فنرجع الى الاية , فلا توجد لديهم مشكلة في الادلة والبراهين وانما مشكلتهم في ذواتهم وعدم قبولهم بعض اوامر الله المتعلقة بتفضيل الخلق بعضهم على بعض –فلما يئسوا من تبديل الرسول وانزال القران على رجل اخر من القريتين – حاولوا تغيير ولي العهد من خلال نفس الرسول (ص) بالالحاح عليه في هذا الامر وقد استخدموا سبلا كثيرة جدا مثبوته في التاريخ يعلمها المتتبع – حاولوا فيها تغيير ولي العهد الذي عينه من اول يوم للدعوة كما هو المشهور جدا في حديث يوم الانذار في دار ابي طالب حيث جمع بني هاشم فلم يقبل منه احد سوى علي وقد اشترط (ص) لمن يقبل ان يكون اخاه ووزيره وخليفته في امته فلما لم يقبل ذلك غير علي (ع) قال له (ص) : انت اخي ووزيري وخليفتي فيهم فاسمعوا له واطيعوا, قال المؤرخون فخرج ابو لهب يضحك ساخرا ويقول لابي طالب قد امرك ابن اخيك ان تسمع وتطيع لولدك-.
اذن الضمير يرجع الى علي (ع) في بدله لانه هو المشكلة الثانية بعد مشكلة نزول القران , ولذلك قال النبي (ص) : " علي مع القران والقران مع علي لا يفترقان " , فاراد (ص) بهذه الكلمة وامثالها ان يفهموا ان تبديله محال مثل استحالة تبديل كلام الله لا فرق وهو بالفعل لا فرق لان تعيينه بكلمة من الله فاذا بدل الله كلامه تبعا لاهواءهم فلماذا لا يبدل اي كلام اخر له من القران حينما لا يعجبهم وبالتالي يصبح هؤلاء الهة اخرى بل هم بالفعل الهة اخرى للذين اتبعوهم وحاموا عنهم والذين لا زالوا يدافعون عنهم وحينما تبلى السرائر وتقوم الساعة سيفتضح القوم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .
علاقات لفظية
وهذه مجموعة اخرى من العلاقات اللفظية اذا رغبت في مزيد من التدبر في الاية الكريمة:
لفظ البشر خاص بهم (ع) اي بحجج الله تعالى وقد اوضحنا الفرق في كتاب اصل الخلق بين اليشر والانسان .
يعود الضمير في بدله الى البشر فالاية (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا), في علي (ع) اذ هو البشر وهو منسوب للنبي (ص) بالرحم اذ هو اقرب ارحامه في النسب وهو صهره لانه زوج ابنته التي من صلبه وهي الوحيدة من صلبه (ص) فاطمة الزهراء (ع) ولذلك قال (ص) " جعل الله ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي " اذ لا عقب له (ص) الا منها ومن على (ع) .
المرويات وقد المح بعضها الى لفظ (بدله) ان الضمير يعود الى علي (ع) فمن ذلك : عن الصادق(ع) في قوله تعالى (ائت بقران غير هذا او بدله) قال يعني امير المؤمنين (ع) , وعنه ايضا بطريق محمد بن مسلم قال سالته عن قول الله تعالى ( ائت بقران غير هذا او بدله ) قال (ع) او بدل علي بن ابي طالب (ع) ورد الحديثان في ح3-ح5 من كتاب البرهان جزء 16, كما ورد حديث اخر في تفسير العياشي عن الباقر (ع) : في قوله تعالى (او بدله ) : قال (ع) يقولون لو بدل مكان علي (ع) ابو بكر او عمر اتبعناه .
اقول :والضمير لا يعود مطلقا الى القران لان هذا ينسب العبث في كلام الله واني اتحدى علماء اللغة كلهم ان تمكنوا من ارجاع الضمير الى غير علي (ع) بتخريج لغوي يطابق قواعدهم , على ان اكبر الادلة على ذلك هو في داخل النص القراني في هذه الملاحظة الاخيرة وهو قوله (ص) في الجواب (ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ) لان هذا الجواب لا يكون عن القران اذ هو كلام الله فلا يبدله هو لانه لا يقدر ان ياتي بمثله ويكون غيره وهم يعلمون ذلك انما قصدهم ما هو به ولم يظهر اسمه حسب مدعاهم في القران وهو تعيين علي (ع) خليفة له اذ زعموا ان هذا من اقواله في ابن عمه لا من اقوال واوامر الوحي وهذه مغالطة منهم لان الوحي امرهم ان يطيعوا الرسول في كل ما يقول وفوض اليه اشياء من التشريع لذلك عاد الكلام الى الوحي فقال:(ان اتبع ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) وفيه ما فيه من انهم لا يهمهم العصيان ولا يخافون اليوم العظيم ثم ان هذا القول ظهر في التاريخ على لسان من سمي بعبد الله الفهري الذي جاء بعد غدير خم وبعد الاعلان الاخير عن ولاية علي (ع) فقال امرتنا بكذا فاطعنا وامرتنا بكذا فاطعنا وعدد اشياء كالصلاة والصيام والحج والزكاة ثم قال ولم يكفك ذلك يا محمد حتى رفعت بضبع ابن عمك ووليته علينا افهذا امر منك ام من ربك ؟ ثم قال (اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم ) فنزل عليه حجر على راسه اخترقه وخرج من دبره والحادثة مشهورة وكان فيها اية بينة ولكن اكثر الناس لا يؤمنون , وقد وردت نصوص اخرى في الواقعة منها ما يتعلق بهذه الاية ومنها ما ورد فيه في سورة المعارج : ( سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج), قال جمع من المفسرين نزلت في الرجل الذي دعا بالعذاب الاليم بعد قول النبي (ص) في علي(ع) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه" .




نجم الزخرف
وهو قوله تعالى:
حم* والكتاب المبين * اناجعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون * وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم*/40-43

لقد عجبت لقول المفسرين –بمل في ذلك الامامية منهم – ان قوله تعالى ((وانه اي القران في ام الكتاب لدينا يعني اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه ما يكون الى يوم القيامة لما فيه من مصلحة ملائكته بالنظر فيه وللخلق فيه من اللطف بالاخبار .....الى اخر قولهم )) انظر التبيان للشيخ الطوسي ج25-180
اقول عجبت لهذا القول المخالف لكل ايات القران وللغة ولكلام المعصوم(ع)
فاولا : ان المساواة بين ام الكتاب واللوح المحفوظ وزعمهم ان (هذا عين هذا) هو من ابتكاراتهم العجيبة , لانهم قالوا ان قوله تعالى في اول السورة : والكتاب المبين اي القران ! وام الكتاب قالوا اي اصلة فهي اذن جزء من القران فكيف يكون الشيء والضرف الذي فيه سواء ؟ لانه تعالى قال (بل هو قران مجيد في لوح محفوظ ) فالقران والذي هو عندهم الكتاب وام الكتاب جزء منه كل ذلك في اللوح وليس هو اللوح .
ثانيا : ان ذلك التناقض على رايهم والا فان ام الكتاب ما هي الا ايات من الكتاب ! لانهم حينما قالوا الام يعني الاصل ارادوا الاشارة الى الضرف الذي احتوى الكتاب توصلا للقول ان ام الكتاب هو اللوح وتخلصا من الاشكال الحاصل لكن الاشكال الذي نتج اعظم اذ اللوح بلا كتابة فارغ فكيف يكون القران موصوفا في اللوح بانه علي وحكيم ؟....قال تعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب ) !
اذا فتعريف الكتاب موجود في القران : ما هو ام الكتاب ؟
الجواب : الايات المحكمات هن ام الكتاب ! واذن فام الكتاب ليس اللوح المحفوظ قطعا .
ثالثا : والامر الذي فيه الغفلة الاعظم او التغافل الاكبر انه لا احتجاج في هذا اذا كان المقصود في (وانه) هو القران بل لا معنى له مطلقا .....لان السامع اذا شك في القران فقد شك في هذا القول نفسه من ان القران علي حكيم ! واذا صدق كلام الله فقد صدق هذا الكلام الذي هو بعضه ولا شيء عند المتكلم اعظم من نفسه وكلامه حينما يكون المتكلم هو الله فلا يقول لدينا كلامي هذا في اللوح المحفوظ علي حكيم ! فكانه يشهد ما في اللوح على عظمته بينما المفروض حصول العكس وهو ان القران يشهد على عظمة نفسه ذاتيا او من خلال وصف مباشر من الله فيه فتكون شهادة من نفسه لنفسه ايضا مثل (كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) او مثل (لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله...) وامثالها .او يشهد عليه ومن نفسه في نسق كلامه ما شهد به الخلق فيكون في كل الاحوال قد جمع شهادتين احداهما شهادة غيره عليه ولكن بلغته المعجزة فتكون شهادتان دوما ومثاله قوله تعالى (بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ) ومع ترادف الكتاب مع القران وترادف ام الكتاب مع اللوح المحفوظ تكون النتيجة اغرب لانه سيكون قوله تعالى : وانه اي القران في ام الكتاب في ام القران ولدينا اي في اللوح المحفوظ علي حكيم! فما معنى هذا؟
فلو ان رجل تكلم مع جماعة وقالت الجماعة لا تسمعوا كلامه والغوا فيه فقال مجيبا احلف بكلامي اني قد كتبت في السجل الكبير المحتوي لكل كلامي ان كلامي عظيم جدا !
فمثل هذا القول لا يجعل الجماعة المكذبة به اكثر تكذيبا بل سيجعل الجماعة المؤيدة له في شك من كلامه , ولكن اذا كان المتكلم لا يغيره تكذيب المكذب بكلامه وانما يوجه كلامه الى من صدق به فانه لا يحتاج الا الى توضيح طبيعة كلامه لتاكيد قضايا اخرى يريد اثباتها ومن هنا قال تعالى (انا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون) ,ولذلك فان المركز الذي تدور عليه ايات الافتتاح هو في هذه العبارة اي (لعلكم تعقلون ) فالمصدق بالكلام يشك في عقله ولا يشك في كلام الله لانه مخاطب في العبارة لعلكم تعقلون وعندئذ يسال وكيف نتعقل كلام الله اذ يحتاج الى عقل مكتمل وبالغ الحكمة فياتي الجواب عن حامل القران والقادر على تاويله على الوجه الذي اراده الله.
اذن يتضمن الجواب ان ام الكتاب وهن الايات المحكمات فيها توضيح وتبيان كاف لحامل الكتاب لانها من غير المتشابهات التي يمكن فيها ابتغاء تاويله وابتغاء الفتنة بحسب التقسيم في اية سورة ال عمران , فهذا المكتمل العقل والحكمة هو في ام الكتاب علي حكيم , وصفته من حيث هو قرين للكتاب مثل صفة الكتاب حيث قال :
(الر* تلك ايات الكتاب الحكيم) –يونس /1
وهذه الصفة في حامل الكتاب محدودة بحدودها البشرية لان الصفات حيث تطلق على الله فان لها دلالة مطلقة غير معلومة الحدود وحيث تطلق على المخلوق فانها بالمقارنة مع الخلق مثلما وصف رسوله (ص) انه بالمؤمنين (رؤوف رحيم) ووصف نفسه المقدسة بنفس الوصف فقال (انه بكم لرؤوف رحيم) او (وان الله بكم لرؤوف رحيم) , ولم يحدث ان وصف الخلق بنفس صفاته الا في حالة ذكر اولياءه وعباده المكتملي الطاعة والخاضعين له تعالى تمام الخضوع فقوله (وانه) يرجع الى من يتعقل القران والذي هو عارف بمواقع الكلام ولديه كل اسرار الاصوات واللغات وهذا لا يكون الا النبي (ص) وعلي (ع) .
ثم انه صرح بالصفة لتاكيد الاسم – اي المشار اليه بالضمير صفته علي حكيم او بالاسم لاجل الصفة التالية وهي حكيم وهو يحتمل الوجهين وفيه فائدة اكبر – بمعنى ان المسمى عليا عندكم هو علي بالفعل عندنا وليس مجرد اسم من اسمائكم لا يطابق المسمى وفيه دلالة على انه مسمى من قبل الله من قبل ان يخلق كما سمى البشارات يحيى واسحاق وعيسى (ع) في البشارات قبل ظهورهم كما في قوله تعالى (ان الله يبشرك بغلام اسمه يحيى) او قوله (وبشرناه باسحق ومن وراء اسحق يعقوب ) فاسمه اذن كاسم رسول الله محمد (ص) مسمى به قبل ولادته مثله مثل بقية اولياء الله تعالى السابقين.
اذن فقوله تعالى : ( انا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون ) جاء بعد الحلف والكتاب المبين حيث المحلوف به هو الكتاب الكلي ان هذا الكتاب الجزئي الذي هو منه جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون والان توجه الانتباه كله الى القران الذي فيه ايات هن ام الكتاب واخر متشابهات والمتلقي ينتظر الان ان يذكر اهم او اكبر موضوع في هذا الكتاب , فجاء الاعلان عن علي (ع) انه في ام الكتاب لدينا علي حكيم صفته مثل صفة الكتاب وهذا مشابه لوصف الكتاب في سورة الكهف بعدم العوج ووصف الداعي اليه في اخر الزمان اي المهدي (عج) بنفس الوصف (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له) , ويدل هذا على صحة المرويات المذكورة في الاية عن اهل البيت (ع) والتي اعرض عنها جميع المفسرين جمودا على طرائقهم اللغوية العابثة المخالفة لنظام القران فمن تلك النصوص :
الاول : ان الجيل الاول من الاصحاب كانوا يعلمون هذا المعنى من قوله تعالى : (وانه لدينا في ام الكتاب لعلي حكيم ) ان المراد به علي بن ابي طالب (ع) ومنهم زيد بن صوحان (رض) ففي البرهان للبحراني بسنده عن ابي عبد الله (ع) قال : لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء امير المؤمنين حتى جلس عند راسه فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة فرفع زيد راسه اليه فقال : وانت جزاك الله خيرا يا امير المؤمنين فوالله ما علمتك الا بالله عليما وفي ام الكتاب عليا حكيما ...الحديث –البرهان /ج25/ح6. وروي النص نفسه عن الاصبغ بن نباته وفيه قوله : وانك في ام الكتاب لعلي حكيم .
الثاني :عن محمد بن علي بن جعفر عن الرضا (ع) قال ابو عبد الله (ع) وقد تلى هذه الاية (وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ) قال علي بن ابي طالب . البرهان /ج25/ح3.
الثالث : ما ورد ان ام الكتاب هي سورة الحمد وفيها اهدنا الصراط المستقيم. وقد اشرت في موضع اخر –وقد ياتي مزيد من الايضاح –ان الصراط هو صراط (الذين انعمت عليهم ) وهم ال محمد (ص) وعلي (ع) هو صراطهم المستقيم ولذلك قال وانه في ام الكتاب اي في سورة الحمد موجود ذكره .وهذا بالطبع ذكر علي لا اعلى منه وهو حكيم لان هذه هي الصفة الملائمة هنا لان الحكمة مرتبطة بالمعرفة ولذلك قال : اهدنا لان الرسول (ص) واجبه الانذار والامام واجبه ابقاء امته على هداه كي لا يختلفوا ولا يضلوا من بعده , ذلك ان الهدى هدى الله فهو حجة من جهة ان لا عذر للخلق من بعده فتكون الحجة به لله , والنص الذي اريد ذكره هنا هو عن علي بن ابراهيم قال حدثني ابي عن حماد عن الصادق(ع) في قوله(الصراط المستقيم ) قال هو امير المؤمنين صلوات الله عليه ومعرفته.
قال والدليل على انه امير المؤمنين من قوله تعالى (وانه لدينا في ام الكتاب لعلي حكيم ) / تفسير علي بن ابراهيم / الزخرف.
الرابع : التهذيب بسنده عن الصادق (ع) في فضل يوم الغدير والدعاء فيه الى ان قال في الدعاء " فاشهد يا الهي انه الامام الهادي المرشد الرشيد علي امير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت (وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ) والنص موجود في زيارة يوم الغدير.






















نجم الحجر
وهو قوله تعالى:
قال هذا صراط علي مستقيم *ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين/ 41-42/الحجر

التحريك الموجود في المصحف العثماني هو تنوين صراط وفتح الياء في علي ومعناه ان المتكلم جل جلاله يقول لابليس اللعين ان الصراط المستقيم عليه اي على الله .
ولكنه لا يجوز لغة لان (علي) لم تات في نهاية الكلام بل بين الصفة والاسم ومحال ان تكون غير اسم في هذا الموضع خصوصا لان المتكلم هنا هو الله تعالى فكان عليه صراط مستقيم واخر غيره وهو غير جائز , نعم يجوز ان تقول مثلا : هذا كتاب لدي كبير –فتحشو التمليك بين الصفة والموصوف – عدا ذلك فان المعنى لا يستقيم اذ لا معنى ان يقول الله تعالى هذا صراط علي مستقيم ؟ ما معنى ان يكون الصراط عليه ؟ بل الصراط منه وله وهو واضعه بل يمكن ان يكون هو سبحانه على الصراط كما قال في سورة هود (ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ) هود /56
ولو اراد الاشارة الى الصراط لقال (هذا صراط مستقيم ) بغير قوله علي لانه ذكره مرارا كما في قوله تعالى :
1- ( فاعبده هذا صراط مستقيم ) مريم /36
2- (ان الله ربي وربكم فاعبده هذا صراط مستقيم) ال عمران /51
واذا اراد ان ينسبه لنفسه المقدسة نسبه باية طريقه مثل :
1- (وهذا صراط ربك مستقيما ) الانعام /126
2- (صراط العزيز الحميد) سبا /6
3- (وهدوا الى صراط الحميد) الحج /24
4- (صراط الذين انعمت عليهم ) الحمد /7
اذن يمكن ان يكون الصراط له ومنه او هو سبحانه على الصراط المستقيم لانه صفته تعالى اما ان يكون الصراط عليه فلا معنى له الا ان يكون المراد انه تكفل بتوضيحه وبيانه وهذا مخالف لصفته من حيث هو صراط مستقيم ومن حيث هو صراطه تعالى , لان الايات بينت انه منسوب له تعالى وما يكون له لا يحتاج الى ذكر انه عليه بل عندي لا يجوز اصلا هذا التحويل في المنسوب اليه ليكون عليه لانه تستلزم الشك في استقامته وكونه منه اي انه يستلزم الشك في نسبته اليه , لذلك فلا طريق لغوي لقراءة النص الا باضافة علي كاسم لشخص معين الى لفظ صراط جريا مع اسلوب القران الذي اشار الى الصراط اما مستقلا بالصفة او منسوبا (مضافا) الى اسم .
نعم قام الاعتباط بفتح لفظ (علي) وتنوين صراط للتخلص من ذكر علي بن ابي طالب في القران ولا يهمه ان يكون قد حرف كلام الله وجعله ركيكا ومشكوكا فيه , ويكون هذا المعنى هو المتعين وهذه القراءة هي الصحيحة اذا عرفت بقية الامور المتعلقة بالقصة وما ذكرناه في كتاب (اصل الخلق) والتي ساذكرها هنا بشكل مختصر :
الاول : ان السجود له ليس ادم (ع) بل سجود اخر لكائن اخر هو البشر وهذا البشر كما ذكرناه في كتاب اصل الخلق هو رسول الله (ص) ويؤيده قوله تعالى (قل انما انا بشر مثلكم) وعلي (ع) لانه البشر المذكور في اية الخلق لان نفسه من نفس النبي (ص) وطينته من طينته كما ذكر ذلك مرارا في الماثور , ويؤيده قوله تعالى " هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " فهو بالنسب مرتبط بالنبي ومنسوب اليه في اصل الخلق وهو صهره والمراد به علي (ع) كما في نصوص اهل البيت (ع) .
الثاني : ان كلامه تعالى جاء بعد التحدي الذي ذكره ابليس عند رفضه السجود للبشر المذكور وهو قوله : (رب بما اغويتني لازينن لهم الارض ولاغوينهم اجمعين الاعبادك منهم المخلصين ) ....فهذا التحدي عام لكل اهل الارض اي لكل الخليقة , بينما التحدي السابق من ابليس عند رفضه السجود لادم كان يخص ذرية ادم , فبعد ظهور محمد (ص) طلب الانظار الى يوم يبعثون فانظر الله الى يوم الوقت المعلوم فقام فتحدى هذه المرة باغواء اهل الارض اجمعين الا المخلصين منهم والمخلصين هم الائمة (ع) فكذبه الله ورد عليه ان صراط علي بن ابي طالب صراط مستقيم وهو مستمر في حجج الله الى يوم الوقت المعلوم الذي انظر اليه فلا يمكنه اغواء كل الخلق لوجود علي (ع) .
اذا فالموضوع المتحدث فيه هو نفس الموضوع فلا يقال ما جاء بعلي بن ابي طالب عند خلق ادم ؟ ولا حاجة لحمله على المجاز بل نقول نحن ما جاء بادم في خلق البشر؟ فالسورة لم تذكر ادم مطلقا فمن اين جئتم بادم هنا؟ اتقولون على الله ما لا تعلمون ؟ وبصفة عامة فانك اذا رغبت بالمزيد من التوضيح فسوف تجد ما يقرب من تسعة فوارق بين خلق ادم وخلق البشر في كتابنا اصل الخلق , واما النصوص الدالة على ذلك فهي كثيرة اهملها الاعتباط لانها لا تتفق مع مراميه وخططه في تخريب النظام اللغوي عموما وفي القران خصوصا فمنها:-
الاول :العياشي عن ابي عبد الله (ع) عن ابي جعفر (ع) عن اخيه في قوله تعالى (هذا صراط علي مستقيم) قال هو امير المؤمنين (ع) /ج1 سورة الحجر .
الثاني : البرهان بسنده عن ابي حمزة الثمالي عن ابي عبد الله (ع) قال سالت عن قول الله عز وجل (قال هذا صراط علي مستقيم) قال (ع) والله "انها" علي (ع) وهو والله الميزان والصراط المستقيم ./ج14/344
الثالث : في قول ابليس وتحديه مما يؤكد تفسيرنا المار الذكر بشان البشر ان التحدي بخصوص شيعة علي (ع) لانه استثنى الائمة بلفظ (المخلصين) هذا الحديث : محمد بن يعقوب باسناده عما في الاعراق من قول ابليس (لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ثم لا تجد اكثرهم شاكرين ) قال ابو جعفر (ع) : يا زرارة انما عمد لك ولا صحابك فاما الاخرون فقد فرغ منهم . وفيه ثلاثة نصوص اخرى متشابهة من ح1-ح4 / البرهان ج8/م2/5




نجم الاعراف
وهو قوله تعالى حكاية عن ابليس :
قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم/15/الاعراف
قال الشيخ في التبيان : قيل في معنى الباء في قوله فبما اغويتني ثلاثة اقوال:
احدهما : اني مع اغوائك اياي .
ثانيهما : معناه اللام وتقديره فلاءغوئك اياي .
ثالثهما : انها بمعنى القسم كقولك بالله لافعلن .
اقول :هذه تقديرات عشوائية خاطئة من كل الوجوه .
ذلك لان الباء يعمل عمله اللغوي كواسطة للفعل المشار اليه وما اسم موصول ومثله ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم) اي بظلم ثم بيان بعضه او كله في الموضع وغيره فيجب تدبره والبحث عنه .
فاما الوجه الاول فلا معنى لقوله مع اغوائك اياي افعل كذا فكان الاغواء ليس من طبعه ان يفعل فعل القعود فهو وجه فاسد في كل حال .
واما الثاني فكانه يعلل القعود بالاغواء وهو لا يقدر على ذلك كانما يقول ما دمت اغويتني فلافعلن وافعلن وهذا تهديد منه للرب وفيه ارجاع تام لعلة الاغواء الى الله كانما يبريء نفسه او يريد الانتقام وليس هذا مراده بل لايقدر اصلا ان يقول ذلك للرب وهو محال في ذاته لانه يؤدي الى هلاكه الفوري والغاء الانظار باقل تقدير .
واما الثالث فظاهر الفساد اذ كيف يكون القسم بالاغواء ؟ وقولهم للتمثيل كقولك (بالله لافعلن ) لا علاقة له بقوله فبما اغويتني وهو من اغرب الوجوه الاعتباطية للقوم .
انما مراد ابليس الملعون ان الذي اغويتني به نفسه سيكون واسطة لاغوائهم وهي الانانية والحسد ولذلك اضاف ( ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين ) , اي هؤلاء الذين بهم كشفت عن حسدي فاغويتني به هنا الحسد موجود عندهم وساكشف عنه حينما اقعدن لهم صراطك المستقيم ثم افعل كذا وكذا , وجاء باداة التراخي (ثم) لعلمه ان كل ما يفعله لا يتحقق ابدا الا بعد ان يقعد الصراط المستقيم .
فلنلاحظ كيف يقعد الصراط المستقيم ؟ وهل صحيح ان التقدير يقعد (على الصراط) يمنع الناس السير عليه ؟ التحريك في المصحف (لاقعدن) بضم العين وهو فعل لازم بالطبع مثل قولك لاجلسن ويحتاج الفعل اللازم حين الارتباط بالظرف المكاني الى واسطة مثل (في) فتقول:
لاجلسن في المجلس الفلاني! وغياب الواسطة سبب مشكلة عويصة عند المفسرين لانهم ووفق اراءهم لا يعلمون لماذا يتم نصب صراط لانهم يزعمون ان المعنى "يقعد على الصراط " فقال الشيخ الطوسي شارحا :
" وقعوده على الصراط معناه انه يقعد على طريق الحق ليصد عنه بالاغواء حتى يصرفه الى طريق الباطل " ج4/364 , اذن ابليس على رايهم قاعد على الصراط المستقيم فلماذا يعاقب ؟ ويكون اهل المعاصي خارج الصراط فهل هذا معقول ؟ لكن من اين جاءوا بالواسطة (على) وهي غير موجودة ؟
جاءوا بها من التقدير لكن الصراط غير مجرور بهذه الواسطة المقدرة حتى لو تنازلنا وقلنا يجوز التقدير مع انه محرم حرمة الكفر نفسه بل هو منصوب وعليهم تفسير سبب نصب الصراط . نعم فعلوا ولكن انظر كيف فعلوه ! قال الشيخ : وقيل في نصب صراطك انه نصب على الحذف دون الظرف وتقديره على صراطك , قال ومثلوا له بقولهم : كما قيل ضرب زيد الظهر والبطن اي على الظهر والبطن ! فهل رايت اعجب من هذا القول ؟ فان ضرب البطن غير ضرب على البطن وضرب الامر بطنه وظهره غير ضرب على بطنه وظهره .
معلوم ان نصب الصراط لا يجد تفسيرا معقولا مع هذه التقديرات المتلاحقة لعبارة من ثلاثة مفردات حتى بلغت التقديرات اضعاف مفردات العبارة نفسها .
فلماذا لا يكون الصراط مفعولا (لاقعدن) فانه منصوب كما رايت ؟ لانك لا يجوز ان تقول لاقعدن المجلس –بضم العين – الا مع واسطة في المجلس , وبكسر العين لايجوزان تقول لاقعدن زيدا – والسامع يفهم ان زيد لا بد ان يكون قائما قبل ذلك – فلماذا لم يذكروا هذا الوجه علما انه لا يحتاج في هذه الحالة الى اراء في الباء ولا تفسير للنصب لانه سيكون الصراط مفعولا على وجهه اللغوي وهو منصوب ولا يحتاج الى تقدير واسطة مثل (على) ولا يحتاج الى تقدير ( حذف دون الظرف) او نصب على الحذف دون الظرف وهي عبارة اطالب علماء اللغة والتفسير ببيان معناها الغامض جدا
فما معنى ان ينصب الاسم على محذوف ويقدرون المحذوف حرف جر والناتج انه على التقدير مجرور لا منصوب ؟ نعم اطالب كل علماء اللغة والمدافعين عن السلف وطرائق الاعتباط اللغوي ببيان واضح عن هذه المسالة , واجيب الان عن سبب تركهم اصل العبارة اللغوية ومعناها الذاتي بتركيبها نفسه وفرارهم منها الى التقدير والحذف وتعددية الوجوه .
لانهم اذا امنوا بها اصبح الصراط المستقيم مشخصا وهو قائم وابليس يراهن على اقعاده فهو اذن اسم لشخص لا غير , وانما يجري اقعاد القائم بالامر عن طريق الحسد الذي هو ( بما اغويتني ) نفسه فاذا تم اقعاد القائم بالامر ظهر الفساد فاذا ظهر الفساد ابتدا ابليس الصفحة الثانية من عمله وهو ان ياتي المؤمنين من بين ايديهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم بحيث ينزلون عن مراتبهم الاصلية ولا يكونون شاكرين .
فهذه الاية اذا ليست عامة كما في مراهناته الاخرى لان لكل محاورة معه رهان ولكل محاورة مع ابليس كان لها موضوعها الخاص اذ لا يوجد اي تكرار في القران , وكما راينا ان امير المؤمنين (ع) في ام الكتاب اي في فاتحة الكتاب (لدينا لعلي حكيم) ولما كان الصراط هو صراط الذين انعمت عليهم – وهؤلاء هم ال محمد (ص) – فان ولايتهم متعلقة بعلي (ع) فهو الصراط المستقيم وذلك بالجمع بين سورة الحمد وسورة الزخرف وسورة الحجر بنظام لغوي واحد وموحد . اذا ( لاقعدن لهم صراطك المستقيم ) معناه هو معنى ذات العبارة بلا تقدير ولا حذف وهو ان يقعد الصراط المستقيم وقد ورد القعود والقيام في اقوال متتابعة للنبي (ص) والائمة (ع) .
وفي القران كلها بهذا المعنى كقوله (ص) : " الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا" / رواه اهل السنة.
فهما عند الله امامان سواء قاما بامر الامامة او قعدا عنها لانهما ان قعدا فذلك بسبب اعراض الناس واتباعهم لابليس الذي قال (لاقعدن لهم صراطك المستقيم ) ولذلك اكثر اهل البيت (ع) من لفظ القائم – خاصة عن اخر الائمة صاحب الزمان (عج)- وحينما سال الصادق (ع) رجل فقال : انت القائم ؟ قال كلنا قائم بامر الله قال انت المهدي قال كلنا المهدي ....ولم يجبه حتى قال : انت الذي تملاءها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ؟ قال لا وقد بلغت الى ما ترى .ولفظ القعود استخدم كثيرا عندهم (ع) وعند الشيعة للاشارة الى القعود عن الامر الالهي بالخلافة ففي رده (ع) على احد الاصحاب قال (ع) " لو كان في شيعتي بعدد هذه الجداء لما وسعني القعود" والقعود بلا عذر شرعي كفر فقد جاء في القران : ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ) -90/9 ( لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا ) 23/17.اي علاوة على عدم قيامك بامر فان القعود ليس مبررا بل ستكون مذموما مخذولا . وفيه دليل على كفر الذين قعدوا عن نصرة علي (ع) حينما بويع ابو بكر ودليله عن السنه قوله (ص) في حديث الغدير عقب اعلان ولايته " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله "وفي النص الذي ذكره ( المسلمون ) بالاجماع دليل على بطلان تفسيرهم للولي في محاولة عقيمة لصرف معناه عن الخلافة .ذلك لان هذا الدعاء يشير الى حصول اولياء واعداء وصراع ومعلوم ان الذي خذل عليا وهو يطالب بالخلافة – على فرض عدم وجود نص بخلافته اصلا- بل هذا الدعاء فقط سيكون نخذولا بحسب دعاء النبي (ص) ومن خذله الله فمصيره الى النار , وبصفة عامة كيفما جئت لنص الغدير ومهما حاولت فلا خلاص من النار الا بولاية علي (ع) والاقرار بكفر من اقعده عن القيام بامر الله ومن المرويات :
الاول :احمد بن محمد بسنده عن زرارة قال قلت لابي جعفر (ع) في قوله تعالى ( لاقعدن لهم صراطك المستقيم ) فقال (ع) : يا زرارة انما عمد لك ولاصحابك فاما الاخرون فقد فرغ منهم , اقول النص واضح في القران لانه يتم اقعاد الصراط بالذي اغواه كما راينا وباتباعه يقوم بهذا العمل فقد فرغ منهم فعلا وانما المراهنة على الموالين والمحبين لعلي (ع) حيث يحاول دفعهم للمعاصي بعد فساد النظام الجتماعي والسياسي وكذلك امرهم الله بالصبر ووعدهم بمضاعفة الاجر .
الثاني: العياشي عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) عن قول الله تعالى (لاقعدن لهم صراطك المستقيم ...الى الشاكرين) قال (ع) هو علي (ع) الاحاديث من البرهان /ج8/م2/ح2-ح3/5 .


***تم بحمد الله ***




صورة رمزية إفتراضية للعضو danielcom
danielcom
عضو
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35]..

فى التفسير الميسر ..(الله نور السموات والأرض يدبر الأمر فيهما ويهدي أهلهما، فهو- سبحانه- نور، وحجابه نور، به استنارت السموات والأرض وما فيهما، وكتاب الله وهدايته نور منه سبحانه، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات بعضها فوق بعض. مثل نوره الذي يهدي إليه, وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن كمشكاة, وهي الكُوَّة في الحائط غير النافذة، فيها مصباح، حيث تجمع الكوَّة نور المصباح فلا يتفرق، وذلك المصباح في زجاجة، كأنها -لصفائها- كوكب مضيء كالدُّر، يوقَد المصباح من زيت شجرة مباركة، وهي شجرة الزيتون، لا شرقية فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، ولا غربية فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار، بل هي متوسطة في مكان من الأرض لا إلى الشرق ولا إلى الغرب، يكاد زيتها -لصفائه- يضيء من نفسه قبل أن تمسه النار، فإذا مَسَّتْه النار أضاء إضاءة بليغة، نور على نور، فهو نور من إشراق الزيت على نور من إشعال النار، فذلك مثل الهدى يضيء في قلب المؤمن. والله يهدي ويوفق لاتباع القرآن مَن يشاء، ويضرب الأمثال للناس؛ ليعقلوا عنه أمثاله وحكمه. والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء).
وفى تفسير الجلالين..(الله نور السماوات والأرض) أي منورهما بالشمس والقمر (مثل نوره) أي صفته في قلب المؤمن (كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة) هي القنديل والمصباح السراج أي الفتيلة الموقودة والمشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل (الزجاجة كأنها) والنور فيها (كوكب دري) مضيء بكسر الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظلام وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر اللؤلؤ (يوقد) المصباح بالماضي وفي قراءة بمضارع أوقد مبنيا للمفعول بالتحتانية وفي أخرى توقد بالفوقانية أي الزجاجة (من) زيت (شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية) بل بينهما فلا يتمكن منها حر ولا برد مضرين (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) لصفائه (نور) به (على نور) بالنار ونور الله أي هداه للمؤمن نور على نور الإيمان (يهدي الله لنوره) لدين الإسلام (من يشاء ويضرب) يبين (الله الأمثال للناس) تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا (والله بكل شيء عليم) ومنه ضرب الأمثال.

ولا تقوللى انه تفسير باطنى او خفى هدانى الله واياك وان قلت ان فلان ذكره فاذكر لى سنده الصحيح وارد عليك ان شاء الله.
اللهم انى اشهدك بأنى أحب ال بيتك واتقرب اليك بحبهم .
والحمد لله رب العالمين

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
إن مذهباً يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه .

اخب العزيز تفضل

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلٍ وسلم على محمد وال محمد

السلام عليكم روحمه الله وبركاته



قال الله تعالى في محكم كتابه: " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
صدق الله العلي العظيم



نقل الشيخ الكليني في الكافي بإسناده عن صالح بن سهل الهمداني عن الصادق

عليه السلام قال: إن المشكاة فاطمة عليهما السلام ، والمصباح الحسن عليه

السلام ، والزجاجة الحسين عليه السلام والشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام ، لا

شرقية ولا غربية ما كان يهوديا ولا نصرانيا ، ونور على نور إمام بعد إمام ويهدي الله نوره من يشاء يهدي الله للائمة عليهم السلام من يشاء .


حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن الحسن الصايغ

قال حدثنا الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال سمعت ابا عبد الله عليه

السلام يقول في قول الله ( الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة ) المشكاة

فاطمة عليها السلام ( فيها مصباح المصباح ) الحسن والحسين ( في زجاجة

الزجاجة كأنها كوكب دري ) كأن فاطمة عليها السلام كوكب دري بين نساء اهل

الارض ( يوقد من شجرة مباركة ) يوقد من ابراهيم عليه وعلى نبينا وآله السلام ( لا

شرقية ولا غربية ) يعني لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضئ ) يكاد العلم يتفجر منها .


و عن علي بن جعفر عليه السلام ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : " قال أبو عبد
الله عليه السلام في قول الله تعالى : " الله نور السموات والارض مثل نوره

كمشكاة " : " فاطمة عليها السلام " . " فيها مصباح " : " الحسن " . " المصباح في

زجاجة " : " الحسين " . " الزجاجة كأنها كوكب دري " : " فاطمة كوكب دري بين نساء

أهل الدنيا " . " يوقد من شجرة مباركة " : " إبراهيم عليه السلام " . " زيتونة لا

شرقية ولا غربية " : " لا يهودية ولا نصرانية " . " يكاد زيتها يضئ " : " يكاد العلم

يتفجر بها " . " ولو لم تمسسه نار نور على نور " : " إمام منها بعد إمام " . " يهدي الله لنوره من يشاء " : " يهدي الله للائمة من يشاء "


وعن أبي أيوب الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما خلق الله

عزوجل الجنة خلقها من نور عرشه ، ثم أخذ من ذلك النور فغرقه فأصابني ثلث النور

، وأصاب فاطمة عليها السلام ثلث النور ، وأصاب عليا عليه السلام وأهل بيته ثلث

النور ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد .


وعن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد الله في قوله تعالى : " الله نور السماوات

والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " الحسن " المصباح " الحسين " في زجاجة

كأنها كوكب دري " فاطمة : كوكب دري من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة

زيتونة " إبراهيم الخليل " لا شرقية ولا غربية " يعني لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " يكاد العلم ينبع منها

وعن جعفر بن محمد عن محمد بن الحسن الصائغ عن الحسن بن علي عن صالح بن

سهل الهمداني قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله : " الله نور

السماوات والارض مثل نوره كمشكاة " المشكاة :فاطمة عليها السلام " فيها

مصباح " الحسن " " الحسين " في زجاجة كأنها كوكب دري " كأن فاطمة كوكب دري

بين نساء أهل الدنيا ونساء أهل الجنة " يوقد من شجرة مباركة " يوقد من إبراهيم "

لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضيئ " يكاد العلم ينفجر منها

" ولو لم تمسسه نار نور على نور " إمام منها بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء "

يهدي الله للائمة من يشاء " و يضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم ".



ونقل ابن المغازلي الشافعي باسناده إلى الحسن قال : سألته عن قول الله تعالى : " كمشكاه فيها مصباح " قال : المشكاة فاطمة عليها السلام ، " والمصباح " الحسن

والحسين عليهم السلام و " الزجاجة كأنها كوكب دري " كانت فاطمة عليها السلام

كوكبا دريا من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة إبراهيم

عليه السلام " لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " قال :

يكاد العلم أن ينطق منها " ولو لم تمسسه نار نور على نور " قال : ابنها إمام بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " قال : يهدي لولايتهم من يشاء .


وقال المازندراني في شرح أصول الكافي:
قوله : ( مثل نوره كمشكاة فاطمة ( عليها السلام ) أي صفة نوره كصفة مشكاة قال

الفراء : المشكاة : الكوة التي ليست بنافذة ، وقيل : هي أنبوبة في وسط القنديل

يوضع فيها المصباح وهو السراج والفتيلة المشتعلة والمراد بها هنا فاطمة ( عليها

السلام ) لأنها محل لنور الأئمة ، والأئمة نور وسراج لأن الطالبين للهداية المتبعين

لأثرهم ، يستضيئون بنور هدايتهم وضياء علومهم إلى الطريق الأرشد كما يهتدي

السالكون في الظلمة بالنور والسراج ، قيل : إضافة النور إلى ضميره تعالى دليل

على أن إطلاقه عليه ليس على ظاهره . قوله : ( فيها مصباح ) أي سراج وهو

الحسن ( عليه السلام ) والمصباح في زجاجة : أي قنديل مثل الزجاجة في الصفاء

والشفافية وهو الحسين ( عليه السلام ) فقد شبه فاطمة ( عليها السلام ) تارة

بالمشكاة وتارة بالزجاجة ، وبالاعتبار الثاني جعلها ظرفا لنور الحسين ( عليه

السلام ) لزيادة ظهور نوره باعتبار كون سائر الأئمة من صلبه ( عليه السلام ) واللام

في المصباح ليس للإشارة إلى المصباح الأول فلا يلزم الاتحاد على أن للاتحاد وجها

لأن الحسن والحسين ( عليهم السلام ) نور واحد بجسب الحقيقة وإن كانا في الظاهر نورين .


قوله : ( الزجاجة كأنها كوكب دري ) أي منسوب إلى الدر باعتبار المشابهة به في

الضياء والصفاء والتلألؤ ، هذا إن كان بشد الراء والياء وإن كان بشد الياء فقط فهو من

الدرء بمعنى الدفع قلبت همزته ياء وادغمت الياء في الياء فإنه يدفع الظلام بضوئه

ولمعانه ، والمراد بها فاطمة ( عليها السلام ) فإنها كوكب دري مضئ لامع نوراني

فيما بين نساء أهل الدنيا . قوله : ( توقد من شجرة مباركة ) توقد بالتاء أو بالياء على

صيغة المجهول من الإيقاد تقول وقدت النار تقد وقودا أي توقدت وأوقدتها أنا و " من "

ابتدائية أي توقد الزجاجة أو يوقد ذلك المصباح من شجرة مباركة زيتونة كثير النفع

وهي إبراهيم ( عليه السلام ) فإنه ذو بركة عظيمة ونفع كثير لوجود الأنبياء والأوصياء

من نسله واستظلال الناس بظلال أغصانه وجرائده وانتفاعهم من أثمار علومه

وفوائده إلى قيام الساعة ، وفي إبهام الشجرة ووصفها بالبركة ثم إبدال الزيتونة عنها

تفخيم لشأنها . قوله : ( زيتونة ) بدل عن شجرة لا صفة لها ولذلك فصلها عنها وقرنها

بصفتها وإنما عبر عنها بالزيتونة للتنبيه على كثرة نفعها واتصافها بالعلم الذي هو

كالزيت في كونه مادة لضيائها ومبدءا لنورانيتها . قوله : ( لا يهودية ولا نصرانية ) لعل

هذا باعتبار أنه كان مسكن اليهود من طرف الشرق ومسكن النصارى من طرف

الغرب . قوله : ( يكاد زيتها يضئ ) ضمير التأنيث يعود إلى فاطمة ( عليها السلام )

والمراد بالزيت العلم على سبيل الاستعارة والتشبيه ومس النار ترشيح يعني يكاد

علمها يتفجر من قلبها الطاهر إلى قلوب المؤمنين والمؤمنات بنفسه قبل أن تسأل

لكثرته وغزارته وفرط ضيائه ولمعانه . قوله : ( يهدي الله للأئمة ) أي لأجلها وتوسطهم أو إليهم ...

أسند ابن المغازلي إلى أبي الحسن : المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن ، والزجاجة الحسين ، والشجرة إبراهيم ( يكاد زيتها يضئ ) قال : يكاد العلم ينطق منها إمام بعد إمام ( يهدي الله لنوره من يشاء ) قال يهدي لولايتنا من يشاء .


دمتم بحفظ الله

صورة رمزية إفتراضية للعضو الرازي
الرازي
شاملي جديد
°°°
افتراضي
بارك الله فيكم جميعا

صورة رمزية إفتراضية للعضو سيد محمد العلوي
سيد محمد العلوي
محظور
°°°
افتراضي
اخي دانيل مشكور على الموضوع المنور
اخي الزبيدي اعجبني ردكم القيم جدا
جزاكم الله خيرالجزاء في العافية

صورة رمزية إفتراضية للعضو سيد محمد العلوي
سيد محمد العلوي
محظور
°°°
افتراضي
اللهم صل على محمد و آل محمد و سلم
و العن و اهلك اعداء محمد و آل محمد
انك حميد مجيد و انت احكم الحاكمين

صورة رمزية إفتراضية للعضو tarek ahmad h
tarek ahmad h
عضو
°°°
افتراضي رد: اهل البيت جميعا مذكورين في اية واحدة !!!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله


مواقع النشر (المفضلة)
اهل البيت جميعا مذكورين في اية واحدة !!!

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
وريقة واحدة بخط مغربي
تقرأه ولو مرة واحدة فى عمرك
الى أساتذة الرمل هذا سؤال عن خزين فضربت التخت وهذا هو التخت أود قرأته من فضلكم
ماذا يعني وجود 4 كواكب في البيت الـ 10 و 3 في البيت الـ8
ارجو تحقيق طلبي ولو لمرة واحدة بالله عليكم

الساعة الآن 07:34 AM.