المشاركات الجديدة
علم النفس ومهارات التفوق البشري : مبادئ الصحة النفسية ,البرمجة اللغوية العصبية,التنويم الإيحائي,إدارة الذات ,هندسة النجاح ,اليوجا

دراسة فی الفوارق الطبیعیة بین الرجل والمراة

Cool دراسة فی الفوارق الطبیعیة بین الرجل والمراة
(دراسة فی الفوارق الطبیعیة بین الرجل والمراة )/ فاطمة دردانة

تمایز واختلاف جذریان:
لا ریب فی ان الامور المرتبطة بعلم النفس، المختص بالجانبین النفسی والروحی للمراة اشكالیة جدیرة بالبحث،خصوصا بعد ان تتم معرفة الفوارق والمیزات الروحیة والنفسیة والفسلجیة بین النساء والرجال... ومن الموضوعات الفائقة الاهمیة ایضا، تقییم اوجه الاشتراك والافتراق والتمایز بین هذین الجنسین، اللذین یمثلان نوعا واحدا ولهما روح انسانیة مشتركة، وفی الوقت الذی توجد بینهما اوجه افتراق اساسیة حریة بالبحث والنظر والتحقیق.
وبلحاظ هذه النظرة، یعد البحث فی الابعاد النفسیة للمراة عملا مهما فی نفسه، وبحاجة الى دراسة اخصائیین یتمتعون بسعة صدر وعمق فی التفكیر یمكناهم من القیام بدراسة الامور النفسیة للمراة من اجل معرفة اوجه الفرق والتمایز بینها وبین الرجل.
ولا یخفى ما انجز، فی هذا المجال، من دراسات وما الف من كتب؛ الامر الذی یسهل دفع عجلة الجهود، ویساعد فی تدعیمها وتكثیفها من اجل استمرار الحركة العلمیة وترشیدها اكثر فاكثر. ولهذا ینبغی على العلماء المسلمین تقییم هذاالموضوع ودراسته ضمن اطر التعالیم الاسلامیة بغیة صیانة الحقوقیین وعلماء الاجتماع من الانحراف، او اتباع منهج یؤدی بهم الى سلوك طریق الافراط او التفریط.
وینبغی، فی بدایة الحدیث، التعرف الى حقیقة لا یمكن اغفالها، وهی وجود الفوارق - ای المعرفة الخارجیة والعینیة لكل من الجنسین (المراة والرجل) - الامر الذی تثبته الدراسات العلمیة. یقول احد الاخصائیین فی هذا المجال: «ان بین المراة والرجل - بلحاظ كونهما من جنس ذكوری وانثوی فقط - اختلافا وتمایزا، على خلاف ما ذكره المغالون الرافعون لشعار «المساواة بین حقوق المراة والرجل»، فان لكل من المراة والرجل نشاطات حیویة ورؤیة كونیة وحالات نفسیة متفاوتة ومختلفة عن الاخر، حتى ان علماء النفس العصریین صاروا - وبمقتضى التصنیف بلحاظ التركیبة الفسلجیة الى مذكر ومؤنث - فی صدد تعیین الروح المذكرة والروح المؤنثة - ودراستهما وبیان ما لهما من حالات»(ولا يعرفون لماذا ؟ ، ص88).
ولم تتمكن المجتمعات التی حاولت تطبیق اصل المساواة بین الذكر والانثى، فی جمیع میادین الحیاة ومجالاتها، من انكار هذا التمایز الذی لمسوه بشكل عینی ومحسوس وجربوه من خلال ممارساتهم فی الحیاة بشكل واضح.
«یعترف اغلب علماء التربیة بوجود تمایز واختلاف جذریین بین البنین والبنات فی المدارس الابتدائیة، ولم یذكرواتوجیها واضحا للاختلاف المذكور، وذلك فی بلد كالولایات المتحدة الامریكیة التی تتمیز فیها المراة بمكانة اجتماعیة رفیعة ومرموقة، ویذكر اساتذة التربیة والتعلیم، من المربین الذین تقع على عاتقهم مسؤولیة ادارة صفوف البنات والبنین، وایضا من المسؤولین عن تفتیش الصفوف (المفتشون) الذین یتنقلون بین صف وآخر فی مرحلة زمنیة معینة،تحدث هؤلاء عن الحد الفارق بین فئتین فی المجتمع وعن ضرورة التجانس والتطابق بینهما، ولكن مع ذلك تبقى اشكالیة الاختلاف والتمایز بین الجنسین فی صف مختلط مثلا - وهذا ما یتواجد الى حد ما فی جمیع القرى - تبقى الاشكالیة قائمة یمكن مشاهدتها ولمسها بوضوح...
ان الفارق الجسدی والذهنی موجود قطعا بین الاكثریة الساحقة للرجال والاكثریة الساحقة للنساء، وان اختلاف الادوارالناتج عن تلك الفوارق قد ادى الى ظهور فكرة النماذج «المذكرة والمؤنثة»، وهذا الامر، وان كان مجردا ذهنیا - كما لاریب فیه - فانه مؤثر بهذا المقدار ایضا.
ومن جهة اخرى، فان الانسان سوف یدرك عاجلا ام آجلا انه متعلق ومنتم - وفی جمیع مراحل حیاته - الى احد هذین الفریقین، وسواء آمنا بهذه الفكرة ام ابینا الایمان بها فانها تؤدی دورا مؤثرا - كما سوف نرى - فی سلوك الفرد، خصوصافی حیاته الاجتماعیة، نظیر سلوكه ومعاشرته لاسرته او فی دراسته او فی مجال علمه...»( علم النفس ، هانرى بيرن ,موريسدوبس ، ص197).
الاختلاف والتمایز شاملان
ولا ینحصر تاثیر الاختلاف بین الرجل والمراة فی الصور الظاهریة والاشكال الخارجیة لكل منهما، بل ینسحب على جمیع ابعادهما الوجودیة، ما یستدعی تثبیت التمایز والاختلاف بینهما، الامر الذی یمكن من القطع بصحة كون الفوارق الجسدیة هی من ابرز ما یمیز بینهما.
یقول ترمن: «ان كل خلیة فی بدن الانسان تحمل علامة ذلك الجنس بعینه...».
«... وان فی آحاد خلایا البدن، بما فیها الاجهزة العضویة، وخصوصا القوة العصبیة، فیها من العلامات ما یدل على انها من ذلك الجنس»( الانسان ذلك المجهول ، ص100).

[mark=ffff00]ولا ریب فی وجود علاقات ومؤثرات بین الاشكال والصور الظاهریة وبین الجوانب الفسلجیة والروحیة للانسان، فان لهیئة البدن وفسلجته، من حیث الحجم والابعاد من الطول ونحوه ومقدار الجمجمة ووضعها، وایضا الدماغ وسائرالاعضاء، تاثیرا بالغا على حالات الانسان النفسیة والروحیة، هذا مع غض النظر عن الفوارق العضویة والفسلجیة الموجودة بین الجنسین.[/mark]
یعكس الاختلاف فی الطول والوزن والشكل والهیئة وكثیر من الخصائص الفسلجیة الاخرى الفوارق الشخصیة الموجودة بین الجنسین..
ان هناك اسسا یقر بها علم النفس - حتى علم النفس فی الجنس الواحد - وهی عبارة عن وجود تاثیرات لاوضاع الجسد وفسلجته على الحالات النفسیة العارضة على الانسان، ولذلك یصنف علماء النفس القضایا النفسیة على اساس الشكل والهندام، اذ ان للشكل الباطنی عندهم وللهیكل العظمی او لطول القامة وقصرها تاثیرا على النفس، كما انهم یقولون ان لكل شخص خصائص مختصة بشخصه تمیزه من الاخرین، بحیث یكون ذلك مؤثرا، نظیر الوقوع فی الجریمة، الاستعداد والكفاءة فی التعلم، الذوق الفنی المرهف، نوع النزعات وغیر ذلك.
والانسان فی علم النفس - سواء الانسان المنزوی والقابع ام الانسان المنفتح - ولید هذه الاستعدادات الجسدیة: «... ان هیئتنا، او شكلنا الظاهری، هو المعرف لعاداتنا وطبائعنا وكذا وضعنا الفسلجی وحتى طریقة تفكیرنا العادیة، فمن خلال ملامح الوجه وتقسیماته یمكن معرفة امور كثیرة، ولا یقف الامر عند معرفة العیوب او الفضائل والمحاسن من الذكاءوالفطنة، او البلادة والبلاهة وسائر العادات والاحاسیس الخفیة عند الشخص، بل یمكن معرفة التركیبة والهیكلیة العامة لجسده، ومعرفة ردود الفعل لدیه ومناعته تجاه الامراض سواء كانت جسدیة ام نفسیة، فالشخص الذی عنده المام بهذاالمجال بامكانه ان یعط ی وصفا متكاملا من خلال ملامح الوجه، كما انه یعط ی صورة واضحة عن جسد ذلك الشخص وروحه، ولذا لا ینبغی للانسان ایجاد تغییرات فی حجم جسده لغرض اضفاء طابع الجمال والقوة على عضلاته من دون ادنى تفكیر فی عواقب ذلك، فان التغییر فی فسلجة البدن مهما كان طفیفا وبسیطا یترك بصمات واضحة وتطورات واسعة وكبیرة فی النشاطات الفسلجیة والنفسیة للانسان، وبشكل عام فغیر البدین - مثلا - شدید الحساسیة تجاه الامور، نشط، صلب العود، شدید المقاومة، وهذه الحالات والصفات تصدق على النوابغ ایضا... خصوصا ان الشكل الظاهری والحركات والهیئة تكون معرفة صفاتنا البدنیة ومرآة لاحاسیسنا ومشاعرنا، كما ان النشاطات النفسیة ترتبط بالنشاطات والفعالیات الفسلجیة للبدن»( الانسان ذلك المجهول ، ص74).
الفوارق
وسنحاول، الان، الاشارة الاجمالیة الى بعض الفوارق بین الجنسین: - التكامل لدى البنات والبنین
ذكر الاخصائیون ان: «... التكامل لدى الفتیات اسرع منه لدى الفتیان، بمعنى ان اشتداد العظم لدى الفتیان وبروز الاسنان وتكامل الغدد التناسلیة یكون لدى الاناث اسرع منه لدى الذكور، فتتقدم الفتیات على الفتیان فی العمربلحاظ المعدل المتوسط - بما یقرب من السنة او السنتین، ویكون ذلك ثابتا فی جمیع مراحل الطفولة والبلوغ»( روان شناسى الاختلاف ، ص202). - المقدرتان البدنیة والعملیة
لا ریب فی ان القدرة البدنیة، لدى الكائنات الحیة، تكون اقوى لدى الجنس الذكر منها لدى الانثى، لما للذكور من قدرة على تحمل الشدائد والصعاب تفوق قدرة الاناث، اذا ان القدرة التی یتمتع بها الجنس المذكور والتی تمكنه من دخول حلبة الصراع فی الحیاة، تكون اشد خطورة وصلابة: «.. فالذكور، وبلحاظ سعتهم الوجودیة - خصوصا بلحاظ القوة العضلیة - اكثر قوة ونشاطا من الاناث فی جمیع مراحل الحیاة... باستثناء ما بین مرحلة الحادیة عشرة الى الرابعة عشرة من العمر لدى الفتیات؛ حیث یشاهد فیها لدیهن تطور وتقدم بسیط، ولكن مع ذلك یبقى النشاط لدى الذكور اكثر منه لدى الاناث فی جمیع مراحل الحیاة-الغددالتناسلیةوالانجاب یختلف وضع الغدد التناسلیة لدى الرجل عن وضعها لدى المراة اختلافا ملحوظا، حیث تختلف الغدد فی كل منهمابنحو خاص، فان الغدد المذكورة تتحمل مسؤولیة البناء والحفاظ على النسل وبقائه، كما انه یوجد اختلاف كثیر ایضابلحاظ الزمان بین النشاطات التی یقوم بها كل من الذكر والانثى. والاختلاف المتقدم ثابت فی امور جانبیة اخرى كالتاثیرات الجینیة والسلوك والطبائع الوراثیة الكثیرة والملیئة بالاسرار والعجائب. والموضوع الاكثر اهمیة من ذلك كله هو ان هذا الامر لا ینتهی الى هذا الحد بل یترك آثارا واسعة وكثیرة فی البنیة والهیكل الوجودی العام (جسدیا ونفسیا) بالنسبة للمراة والرجل.
والفوارق والتمایزات بین افراد النوع البشری تؤكد هذا التمایز بین هذین الموجودین تماما، كما تترك الفوارق المذكورة اثرا على البعد العاطفی لدى الجنسین، وكذا على البعد النفسی، كما یتاثر الذهن والفطنة والذكاء بهذه الفوارق ایضا، بل هی تؤثر ایضا تاثیرا كبیرا على الاذواق والطباع والمشاعر الفنیة المرهفة للانسان، وهی تترك، اخیرا، اثرا على شخصیة كل من المراة والرجل فتصنع منهما شخصیتین متمایزتین ومختلفتین، ولنترك فی هذا المجال الحدیث للاخصائیین:
«... لا تتوقف مهمة الغدد التناسلیة عند حفظ النسل والنوع البشری وحسب، بل لها تاثیر ایضا فی تشدید النشاطات الفسلجیة والنفسیة والمعنویة فی الانسان وتقویتها، فنحن لا نجد بین «الخناثى» فلاسفة وعلماء كبارا، بل ولا نجد فیهم حتى مجرمین محترفین!
ان للخصیتین والبویضات نشاطات واسعة النطاق، فانها اول ما تصنع الخلایا المذكرة او المؤنثة... ویترشح منها فی الوقت نفسه مواد تصب فی الدم تظهر آثارها فی انسجة ابداننا واحاسیسنا، ومن ثم تخلق فینا خصائص الرجولة اوالانوثة، كما وتدب فی جمیع نشاطاتنا الجسدیة رشحات القوة والشدة.
وتترك الترشحات الخارجة من الخصیتین حالة من التهور والهیجان والخشونة، وهذه الحالة هی التی تمیز العجول التی تراض للمبارزة والقتال عن العجول التی تستخدم للحرث فی المزارع، كما یؤثر الترشح الحاصل من البویضات لدى المراة بالطریقة نفسها، على وجودها الا ان نشاطه هنا محدود وموقوف على مرحلة معینة من حیاتها، ثم تضعف البویضات فیها وتتحجم وتتوقف عن العمل حتى تصل المراة الى سن الیاس، ونتیجة لقصر فترة نشاط البویضات فی المراة فانها تبدو اكثر ذبولا وعجزا من الرجل فی سن الشیخوخة، وهذا بخلاف الخصیتین عند الرجل فانهما یبقیان الى آخر العمر فی نشاط وحیویة مستمرین.
ثم ان الفرق بین المراة والرجل لا یتمثل فی الهیئة والتركیبة الجنسیة فی كل منهما، او فی الرحم والانجاب لدى المراة،ولا حتى فی التعلم فقط، بل ان ذلك كله حصیلة سبب اعمق یكون ناشئا من تاثیر المواد الكیمیائیة المترشحة من الغددالتناسلیة فی الدم. ونتیجة للغفلة عن هذه المسالة الاساسیة والمهمة نجد ان اتباع النهضة النسویة ذهبوا الى القول: انه بامكان كل من الجنسین ممارسة نوع واحد من التعلیم والتربیة ومزاولة الاعمال والقیام بالمسؤولیات على حد سواء!
الا ان المراة - فی الواقع - تختلف عن الرجل من جهات كثیرة..
ان الخصیتین، لدى الرجل تسهمان دائما ومدى العمر فی بناء النواة الاولى التی تكون سببا فی تولید الخلایا الجدیدة نتیجة الانشطارات المتاخرة فیها، ولكن الام - المراة، واضافة الى مشاركتها فی تكوین نصف مواد نواة الخلیة الاولى، تنفرد فی تجمیع البروتوبلازما اللازمة لهذه النواة التی تستقطب الخلیة المذكورة، ومن ثم كانت مهمة الام فی تكوین الجنین اهم من مهمة الاب...
ان امد الانجاب عند الرجل قصیر، ولكنه عند المراة طویل یمتد تسعة اشهر او نحوها، حیث ان الجنین، وطوال هذه المدة، یتغذى وینمو بسبب ما یصله من غذاء مصفى وبسبب ما یصله من دم الام، والطفل - فی الوقت الذی یاخذ فیه ما یحتاجه لنموه من الام لیصنع به انسجة وخلایا جدیدة - یخلف بعض ترشحات انسجته فی بدن الام... فهو یؤثرطوال مدة الحمل على امه، حتى انها قد تصاب بالتسمم بسببه.
واخیرا، فان تواجد الجنین فی رحم امه یؤثر علیها بشكل كبیر، وذلك لعدم انسجام او تجانس انسجته معها، ومن هنانشاهد التغیرات الفسیولوجیة والنفسیة تظهر على الام طوال مرحلة الحمل وبشكل واضح»( الانسان ذلك المجهول ،ص100).
«... ویترشح من خلایا الاعضاء الجسدیة مواد تصب فی الدم، وهی تؤثر - وبشكل قطعی - على نشاط الانسان النفسی والمعنوی.
ان للخصیتین تاثیرا اكبر من تاثیر بقیة الغدد الداخلیة على قوة الجسد والحالات النفسیة والروحیة العارضة، فان الرغبة الجنسیة لدى الفنانین وكبار الشعراء والقدیسین وذوی الفتوحات الكبیرة تكون شدیدة فی الغالب، وعند استئصال الغدد الجنسیة تحصل تغیرات - حتى لدى البالغین - فی الحالات النفسیة، وعند استئصال المبیض من المراة تصاب بحالة من الخمول وفقدان بعض النشاط الفكری، او الحس الخلقی المرهف، كما تمحق شخصیة الرجل باستئصال الخصیتین جراحیا..
لقد كان اغلب عظماء الفنانین عشاقا، وكان الغدد الجنسیة ضروریة فی كسب الالهام، فالعشق لما یبلغ مراده یثیر فی الروح هیجانا، فلو ان «بتریكس» كانت قد تزوجت «دانتی» فلعل اثرا مثل «الكومیدیا الالهیة» لم یخرج الى ساحة الفن...»(الانسان ، ذلك المجهول ، ص152).
«... لو فرضنا ان بامكان المؤثرات التی تحرك الغدد الترشحیة التاثیر على سلوك الانسان، فلا غرو فی اننا سوف لا نجداختلافا -بحسب اللحاظ النفسی فی الصفات الممیزة بین الذكر والانثى فحسب، بل سوف یكون لنا حدیث آخر مع الرغبات البارزة والمختصة بكل جنس، تلك الرغبات الواقعة تحت تاثیر التغییرات الفردیة المهمة.. ولكن للمسالة -وخارجا عن اطار الهیجان النفسی المتاثر بالجنس، بما فیه من ظواهر اخرى - تاثیرا خاصا فی تكامل الشخصیة...»( روانشناسى الاختلاف ، ص199).
- البعد العاطفی
من الواضح ان بین المراة والرجل فوارق كثیرة فی البعد العاطفی، فان للنساء عاطفة جیاشة اشد مما هی عند الرجال، اذان المراة تتاثر، وبسرعة، بالمواقف العاطفیة المثیرة، وترتبط المثل والقیم العاطفیة فی هذین الجنسین بنوع جنس كل منهما، فالمراة تنظر للامور والموضوعات وسائر امور الحیاة، بل الى جمیع البشر، بعین الانوثة، ویرى الرجل ذلك جمیعه بعین الذكورة.
ولو صح هذا الكلام - ولو بشكل نسبی - یكون للانسان فی آرائه وحكمه على الامور فی كل شیء دور المشاهدوالممثل فی آن واحد، وعلى ای حال، فان لكل ظاهرة لونا وحالة تستلهمهما من الخصوصیات الشخصیة الفردیة، فان الخصائص الجنسیة تلعب دورا اكثر خطورة فی كیفیة النظرة والرؤیة لدى المراة والرجل. وان تمتع المراة بالعواطف الجیاشة یعد فی حد ذاته حكمة بالغة فی نظام الخلقة من اجل استمرار عملیة الانجاب والتناسل، ومن اجل ان یشادصرح البناء العائلی بشكل مستمر ودائم.
- البعد العقلی
یعد الاختلاف فی وزن الدماغ، لدى كل من الرجل والمراة، احدى اهم الممیزات الاخرى بین الجنسین، فان استیعاب المراة ومدى تحملها وحجم جمجمتها ومقدار النخاع لدیها اقل مما هو لدى الرجل، ولا یتجاوز طولها - من ای قومیة او شعب كانت - مقدار طول الرجل، وكذلك لا تتجاوز نسبة وزن دماغها المئتی غرام - ای بما یقل عن وزنه عندالرجل وحینئذ فلا بد من الاقرار بهذه الحقیقة؛ وهی ان بین الجنسین فوارق فی الوقت الذی یكونان فیه متساویین،وهذا عین الحكمة والصواب، فان لهذین الجنسین مهمات ووظائف خاصة قد وضعها على عاتقیهما النظام الكونی،ومن لوازم تلك المهمات والمسؤولیات الخاصة وجود فوارق وتمایزات فی الهیئة العامة والفسلجة الجسدیة ووضعیة اعضاء كل منهما، وهذه حقیقة لا یمكن انكارها.
یقول كبار المفكرین وذوی الاختصاص: «ان الانسان یفكر ویدرك ویتعلم ویتعقل الامور بكل وجوده، فان تكن الاداة المباشرة والاساسیة لذلك، هی الدماغ، الا ان الانسان لیس متحررا عن مجموعة المؤثرات الجسدیة الكثیرة ابدا، فالهرمونات والغدد التناسلیة، والهیئة العامة للبدن، ووزن الدماغ، والطول، ومراحل الحمل بالنسبة للمراة، وآلاف النشاطات الفسلجیة والنفسیة المتعلقة بالوضع البدنی - وغیر ذلك من المواصفات المعروفة او التی سوف تعرف تلك الامور جمیعها تؤثر على تفكیر الانسان وادراكه.
وفی جملة واحدة نقول: ان الانسان، وفی الوقت الذی یفكر فیه بدماغه ویستعمل جمیع قواه الجسدیة، فانه مع ذلك یحب ویتالم ویشكر ویدعو و...»(الانسان ذلك المجهول ، ص154).
وفی هذه الحالة، لا ریب فی صحة القول: ان للوضع العقلی لدى المراة والرجل فوارق وامتیازات، خصوصا بعد ان عرفنا بوجود علاقة بین الغدد الجنسیة والدماغ. ومن هنا یمكن القول: ان ما تحمله الام من افكار لو كانت جافة یعلوهاشیء من الجمود، فان الولید سیعانی من نقص تربوی وتدن فی الحالة العاطفیة، وان من شان ذلك ان یوجه اضراراجسیمة الى الجیل البشری.
ولعل للاختلاف فی المخ الذی تحدثنا عنه آنفا - وهو یحدث ای نقص فی نوع انسانیة المراة - ابعادا فی تفتح الابعادالعاطفیة والحسیة ونضجها، واعداد الارضیة المناسبة لبناء الانسان (اعنی دور الامومة)، ومن هنا فان للمیول والنزعات لدى الجنسین فوارق طریفة ودقیقة.
«... تعمل النساء، وبشكل اوسع من الرجال، فی مجال الموسیقى، ولكن الاثار الموسیقیة الخالدة التی ابدعتها النساءاقل من الاثار الخالدة التی ابدعها الرجال»( لذات الفلسفة ، ص149).
یحصل جراء نوع من المیل والرغبة والحب، فمنهم من یكون عاشقا للموسیقى بشغف یاخذ بجوانب قلبه، وآخر یمیل الى ابداع السمفونیات والالحان، وهذا ما قد یشاهدتحققه فی القضایا العلمیة والفلسفیة والاختراعات ایضا، فقد كان تاسیس قواعد المذاهب الفلسفیة العظمى على ایدی الرجال، وایضا كانت الابداعات والاختراعات العظیمة تتحقق فی الغالب على ایدی الرجال.
التكامل والمساواة
ان مما لا یعتریه الریب ان الغرض من التكامل العقلی فی هذه الحیاة هو الوصول الى السعادة، وان الكمال الانسانی یعدامرا ضروریا ولازما، وهذا ما نجده ونلمسه لدى النساء، ومن هنا فلا فرق بین المراة والرجل فی الامور التی یشترط فیهاالتكامل العقلی والتكامل فی الادراك، كما لا فرق بینهما فی العقل ایضا بلحاظ كونه افضل اداة یملكها الانسان من اجل هدایته نحو معرفة المبدا وكشف عجائب الایات الالهیة، كما ان العقل هو الذی یبلغ بالانسان الى الخلود فی دارالسعادة والعمل بالقیم الرفیعة والسامیة، فانا نجد ان الایات القرآنیة تذكر - وبشكل بین وصریح - المراة المؤمنة الى جانب الرجل المؤمن، والعابدة والقانتة الى جانب العابد والقانت، والخاشعة الى جانب الرجل الخاشع، و... وانهمامتساویان واحدهما یقف الى جانب الاخر، وهذا یدل على حقیقة تساوی المراة والرجل فی العقیدة - الایمان باللهتعالى - وتساویهما فی ضروریة التكامل الدینی، وبهذه المناسبة نشیر اشارة خاطفة الى موردین:
أ - عد الاسلام الرشد العقلی شرطا فی المسائل المالیة والاقتصادیة، وهذا ما تعرض الفقهاء لبحثه لدى بیانهم للاحكام المرتبطة بالبلوغ الجنسی والاجتماعی، فان البلوغ، او التكامل، العقلی والاجتماعی، هو التكامل الاكثر اهمیة من البلوغ او التكامل الجنسی، ولا فرق فی هذا التكامل بین الانثى والذكر؛ فان بلوغ كل منهما ذلك الكمال والرشد العقلی یسمح له بالمشاركة فی مختلف النشاطات الاقتصادیة.
ب - ان للاب والجد تجاه الفتیات - غیر الرشیدات - نوع من الولایة والمسؤولیة، فانه لا بد من احراز رضاهما فی امرالنكاح واختیار الزوج، وهذه الولایة لا تشمل الفتیات اللواتی بلغن مرحلة الرشد العقلی، اذ لیس للاب والجد مثل هذه الولایة علیهن فی هذه المرحلة. وهذا بحاجة الى دقة وتامل، فمع كون ولایة الاباء وارشادهم للاحداث من الفتیات الفاقدات للتجربة العملیة فی الحیاة - ضرورة عقلیة واجتماعیة ملحة من اجل تامین والحفاظ على مصالحهن. اقول: مع ذلك كله، فان هناك من بلغت من الفتیات مرحلة الرشد؛ حیث تتمكن من اتخاذ القرار والموقف فی الامورالخطیرة والحساسة والمصیریة كاختیار الزوج المناسب من دون الوقوع فی الخطا، ومن دون حاجة الى استشارة ذوی الاختصاص والخبرة ممن یهمه امرها، وهذا امر تنبغی دراسة جوانبه بشكل اوسع، فان امثال هذه المعاییر توضح هذه الحقیقة، وهی ان تلك الاحكام رات الى المرحلة الزمنیة التی كانت تعیشها تلك الفتیات، فلو اختلفت حالة النساء، فی یوم من الایام، وبلغت المراة مرحلة عالیة من الكمال العقلی والثقافی الذی تتمكن معه من معرفة تامین مصالحها،لاختلفت المعاییر والموازین ایضا، وما لم یكن الاسلام من مختصات زمن او مجتمع معین نجد انه قد ذكر احكام تلك التطورات والمستجدات.
ولعل من المناسب اضافة مورد ثالث الى الموردین السابقین، وهو النیابة فی الحج، فان موضع نیابة المراة من المسائل التی تعرض لبحثها الفقهاء فی فریضة الحج، والنیابة شرعت فی حق العاجز عن القیام باداء مناسك الحج بنفسه،والسؤال هو: هل ان بامكان المراة ان تحج حجا نیابیا عن الرجل؟ الجواب: نعم، وان كانت النیابة فی حج الرجل ضرورة(الحج الاول)، فقد ورد عن الامام الصادق(ع) انه سئل عن المراة تحج عن الرجل الضرورة؟ قال: «ان كانت قد حجت،وكانت فقیهة، فرب امراة افقه من رجل»(الوسائل الشيعة ، ج8،ص124).
والمسالة المهمة، فی كلام الامام الصادق(ع) التی لا بد من الالتفات الیها، هو ما ذكره(ع) عن تفقه المراة ومعرفتها بالدین، وانها قد تنال بالسعی والمثابرة فی تعلم الفقه والدین مقاما یفوق ما یناله الرجل من ذلك.
كما نشاهد الیوم نماذج كثیرة لذلك، حتى ورد انه سیكون للمراة فی عصر ظهور صاحب الزمان(ع) حضورا فی میدان الفقه والدین، قال الامام الباقر(ع): «وتؤتون الحكمة فی زمانه حتى ان المراة لتقضی فی بیتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله»(مجلة العصر ، ص191).
خصوصا مع الالتفات الى ان من الشروط اللازمة فی القضاء الفقاهة والمعرفة الصحیحة بالاحكام.
اداء الدور فی اطار السنن الطبیعیة الحاكمة
فی الوقت الذی یكون فیه الانسان - سواء كان امراة ام رجلا - حرا ومختارا، وبامكانه اتخاذ القرار واختیار اصلح الطرق والاعمال، یكون، مع ذلك كله، اسیر جملة من القوانین والسنن الكونیة والطبیعیة القاهرة التی تابى التخلف والاختلاف والتبدل والتغییر، فلا یمكنه اجتیاز تلك العقبة او التخلص منها، فالانسان عندما یجوع بامكانه ان یسد رمقه من الطعام،وعندما یحتاج الى استنشاق الهواء علیه ان یستعمل جهازه التنفسی، وحینما یصاب بمرض فانه یحتاج الى الدواء،وعندما ینتهی به العمر الى الشیخوخة تجده قد تلاشت قواه بالتدریج ومن ثم یفقد قواه بالمرة، ثم یكون مصیره الموت والفناء. فلیس للانسان ارادة ولا اختیار فی مثل هذه الامور، كما انه لا مجال له فی الخلاص منها، ولا سبیل امامه سوى التسلیم والانقیاد.
وبعد بیان هذا الامر العام والاصل الثابت، نصل الى الحدیث عن محور اساسی، وهو ان القوانین الجبریة الحاكمة على كل كائن وموجود لا تقبل التغییر او البطلان، وان السعی الى تغییرها یخل بوجود ذلك الموجود ویؤول به الى العدم، ولوافترضنا له الحیاة والبقاء فمن المحتمل ان لا یكون هذا الموجود مفیدا او مجدیا فی ما بعد.
ان القوانین والسنن الحاكمة على الكون، والتی تابى التخلف والاختلاف، حاكمة كذلك على هذا الكائن الذی یحمل اسم الانسان بما فیه المراة والرجل، وان لذلك ارتباطا وثیقا بما یؤدیه كل منهما من دور وما یحمله من رسالة، فیتحتم على كل واحد منهما البحث عن دوره ومهمته فی اطار تلك السنن والقوانین، لكون كل منهما محكوما بذلك، وان علیهما اخراج نفسیهما من دائرة التصور القائل: ان بامكان الجنس المؤنث ان یؤدی دور المذكر، وان بامكان الجنس المذكر ان یؤدی دور المؤنث، معتبرا ذلك نوعا من التكامل والتطور او الطفرة: «... ان القوانین الفسیولوجیة هی، ایضا، نظیر القوانین والسنن الحاكمة على عالم الوجود، فهی قوانین صعبة تابى التغییر، ولا یمكن للرغبات البشریة ان تجدالیها سبیلا او تنفذ الیها ابدا»(الانسان ذلك المجهول ، ص101).
وعلیه فلا بد لكل انسان من ان یسعى ویجد فی تحصیل ذلك ضمن اطار هویته الوجودیة وكیانه الانسانی، وان علیه ان یجد فی میادین العلم والعمل، وان ینهض بنفسه وینتشلها من حضیض الحیاة المادیة لیبلغ الكمال المنشود.
ومن خلال هذا المیزان الدقیق یتسنى الحدیث عن المهمة الخاصة التی یتحملها كل من الرجل والمراة، فهما - وفی الوقت الذی یشتركان فیه فی النوع البشری الواحد - یحملان رسالة مهمة خاصة تكون خطة التنفیذ فیها مطابقة لقوانین الطبیعة، فمهمة المراة تحتم علیها ان تكون امراة صالحة، ومهمة الرجل ان یكون رجلا صالحا، وذلك بالعمل وفق ماتملیه قوانین الطبیعة وماتجعله على عاتق كل منهما، وما علیهما الا اداء ذلك على اكمل.

المصدر :
فاطمه دردانه ، مجلة المنهاج ، 26

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علم النفس ومهارات التفوق البشري


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو lu lu
lu lu
عضو
°°°
افتراضي
thanx

صورة رمزية إفتراضية للعضو شريفة
شريفة
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله بك شكرا

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة زمان
زهرة زمان
عضو
°°°
افتراضي
لا عدمنا هذه الطلة المتميزة والمواضيع المنتقاة بعناية .. شكرا الك

صورة رمزية إفتراضية للعضو dr_sosi
dr_sosi
عضو
°°°
افتراضي
مشكووووووووو اخي حكيم العزيز

صورة رمزية إفتراضية للعضو كلي أمل
كلي أمل
شاملي جديد
°°°
افتراضي
مشكور أخي الكريم
جزاكم الله خيرا

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرميلا
كرميلا
عضو
°°°
افتراضي
ما شاء الله معلومات مفيده
بارك الله فيك
في ميزان حسناتك
جزاك الله كل خير


مواقع النشر (المفضلة)
دراسة فی الفوارق الطبیعیة بین الرجل والمراة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
المرید وانتقال القوة الروحیة
العلم القدسی والعلم العلمانی
ورد الیومی بعد صلاة العصر

الساعة الآن 07:08 AM.