المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم الفلك : طرح مختلف المواضيع المهتمة بعلم الفلك

سلسلة شرح منظومة (المُقْنِع) في علم الفلك

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
Untitled17 سلسلة شرح منظومة (المُقْنِع) في علم الفلك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الشمس ضياء، والقمر نورا، وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب، وجعل الليل والنهار ءايتين، فمحى ءاية الليل وجعل ءاية النهار مبصرة، لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب، والصلاة والسلام على أفضل من قام الليل وصام النهار، وسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار، وعلى ءاله وصحبه نجوم الأمة، ومعادن الفضائل الجمة، والتابعين ذوي الشرف والهمة، ومن تبعهم إلى معالي القمة، أما بعد:

فهذا شرح وجيز على منظومة (المُقْنع) في علم التوقيت الذي يعتبر فرعا من فروع علم الفلك، للشيخ محمد بن سعيد المِرْغْتِي السوسي (رحمه الله)، وقبل أن نشرع في الشرح، يحسن بنا أن نقدم بين يديه، مقدمة في مبادي علم الفلك، الذي هو أصل لعلم التوقيت فنقول:

1- تعريف علم الفلك هو: علم يهتم بدراسة الأجرام السماوية (النجوم والكواكب السيارة و المجرات و السدم و المذنبات والشهب والأحجار النيزكية وما يليها من مفردات سماوية) دراسة منظمة بأسس علميه،
وقد كانت العين محدودة القدرة، قبل اختراع هذه الآلات الحديثة، التي تمكننا من رؤية سطوح الكواكب السيارة والأقمار، والتي كشفت لنا الكثير من أسرار الفلك، وكانت العين تسهر الليالي والسنين في سبيل اكتشاف أمر فلكي معين، فكانت تصارع الغلاف الجوي بما فيه من تقلبات، وأما اليوم بعد اختراع التلسكوبات الفلكية وبالأخص التلسكوبات الراديو يه لم يعد هناك من صعوبة على الإنسان في اكتشاف أمر مجهول.

وموضوعه: "السّماء"، أي كلّ ما يوجد خارج الأرض من أجرام سماوية، كالكواكب و الأقمار والنجوم ... إلخ. و يدرس الأرض أيضا ولكن بنظرة إجمالية، وذلك كدراسة حركة الأرض حول نفسها، و دورانها حول الشّمس، و تفاعلها مع الكواكب الأخرى، على عكس الجيولوجيا.

وفائدته: تكمن في فهم الكون، وطريقة عمله، ومحاولة للاجابة عن الكثير من الاسئلة الرئيسية عن تكون الكون وتطور المجرات والمجموعة الشمسية، انتهاءا بتطور الحياة نفسها، وكلما زاد علمنا في الفلك ، كلما زاد علمنا عن أنفسنا وعالمنا.

ونسبته: ما كان منه من علم التوقيت، فهو من العلوم الشرعية

وفضله: ما كان منه من علم التوقيت، فهو من أشرف العلوم وأعلاها قدرا، لأنه به يهتدى إلى القبلة، وإلى أوقات العبادات، وغير ذلك مما يحسن بالطالب تحصيله، ويقبح به أن يجهله،

واضعه: يقال هو نبي الله ادريس عليه السلام، وقد اعتنى به تدريسا وتأليفا الآشريون والكلدانيون والبابليون والإغريقيون وقدماء الصينين والمصرين، وأهل الهند والأندلس والعرب في الجاهلية والإسلام.

اسمه: علم الفلك

استمداده: من النظر إلى السماء، وما يظهر فيها من التقلبات

حكمه: جائز وسائغ بلا شبهة، بل هو من العلوم المستحبة المحبذة، للإطلاع والمعرفة والتفكر، في عجائب الكون والقوانين الإلهية التي تحكمه وتنظمه، مضافاً إلى الإنتفاع به في الحياة العملية لحساب الزمن، وعمل التقاويم، ومعرفة الفصول الأربعة، والمناسبات وغير ذلك من الأمور التي تصل أهمية تعلمها إلى حد الوجوب لضرورتها وأهميتها الدينية والدنيوية في حياة الإنسان .

مسائله: مباحثه التي تذكر فيه.

هذا وقد ذكرت مباديء علم الفلك، لأنه شامل لعلم التوقيت الذي هو:
عبارة عن قواعد كلية، وقوانين عامة، يبحث بها عن النجوم وأفلاكها، ومعرفة ما بقي وما مضى من أجزاء الليل والنهار، ومعرفة أوقات العبادات، وكذلك معرفة عدد السنين والحساب، ولأن الناظم لم يقتصر على علم التوقيت، بل زاد عليه بعض المباحث الفلكية. والله أعلم.

ترجمة موجزة للمؤلف (رحمه الله):

هو شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن سعيد المِرْغْتي السوسي، له اليد الطولى في علوم الحديث والسير، مع المشاركة في العلوم الأخرى، وكان يعبد ربه بجامع "المواسين"من مراكش بعد صلاة الصبح – وهو ساكن الحدقة كأنه ميت – إلى طلوع الشمس، وكانت له مشاركة في علم الطب أيضا.

ومن تآليفه:

"المقنع" وهو هذا النظم، وله عليه شرحان:
كبير سماه "الممتع في شرح المقنع"
وصغير سماه "المُطْلِع على مسائل المقنع" وقد وضع الله عليه الإقبال، فانتفع به الناس، مع أنه (رحمه الله) مزجى البضاعة في ذلك الفن،
ومنها أيضا "الإشارة الناصحة"
و"المستعان في أحكام الأذان" نظما
و"مختصر اليعمري" في السير
و"قصيدة في أكل الدجاج"
وأخرى في "الجدول"
و"فهرست" حسنة اشتملت على فوائد
و"التنبيه في مناسك الحج"
و"منظومة في التصوف"
و"منظومة في الفقه"
و"حواش على الألفية"
و"النهي عن التصريف بأسماء الله في الدنيويات"
و"مؤلف في إبطال السحر"
و"معونة الحيسوب في عمل التوقيت بالجيوب" وغيرها،
وله شعر رائق، ونظم فائق.

ولد (رحمه الله) عام (1007 هـ) بسوس، ثم انتقل مراكش، وحين علا شأنه فيها جاء إليه أهله المرغتيون، فاسترجعوه إلى بلدهم لينتفعوا بعلومه – على ما زعموا – فشارط في مدرسة "مِرْغْت" فكان من أراد أن يكتب رسما، يأتي إليه ويناديه: (يا ابن عدي) و –عدي منحوت من لفظ سعيد – يناديه يقول: أريد كاغدا لتكتب لي فيه شهادة، فعطيه من عنده الكاغد، ويكتب له مجانا، وربما ينزل عليه ضيفا، وحين أكثروا عليه بجفائهم، قال كلمته المشهورة: (يا مراكش يا كَبْدي، أما في مِرْغْتْ، فأين كاغدك يا ابن عْدي) يعني لا ينادونه (سعيد)، فأقلع إلى مراكش، وفيها توفي (رحمه الله) عام (1089 هـ) المصدر (المعسول) للمختار السوسي باختصار وتصرف، وإلى تاريخ وفاته أشار بحروف الجمل من قال:

وابن سعيد شيخنا المرغتي == في عام طفش صار للمغيث

وصلى الله وسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

يتبع .....

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم الفلك


....

مواقع النشر (المفضلة)
سلسلة شرح منظومة (المُقْنِع) في علم الفلك

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
منظومة الاستغفار للنابلسي
شرح منظومة طمطم
شرح منظومة ابن الحاج في علم الكاف
شرح منظومة كشف الران في الزايرجة
مخطوط منظومة فى منازل القمر & منظومة فى الفلك

الساعة الآن 01:58 AM.