المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

تهانىالمسلمين الىحبيب الله رسول رب العالمين لهذاالعيد العظيم

افتراضي تهانىالمسلمين الىحبيب الله رسول رب العالمين لهذاالعيد العظيم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أقدم أحرّ التهاني وأجمل التبريكات
الى حضرة حبيب الله رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم
بمناسبة عيد الله العظيم

وهو يوم الغدير الأكبر
يوم اكمال الدين
يوم الإعلان لاختيار رب العالمين لسيد الوصيين خليفة لسيد النبيين
صلوات الله عليهم اجمعين

تهانىالمسلمين الىحبيب العالمين لهذاالعيد العظيم ghadeer.gif

حدثت هذه الواقعة العظيمة في 18 ذي الحجة المباركة
من سنة حجة الوداع
وقد حضر هذا الحفل العظيم غالب المسلمين من مختلف المعمورة
وهنؤوا رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك

وأعلنوا قبولهم ورضاهم وبيعتهم
وبايعوا الله بمبايعة الرسول محمد والوصي علي
على التسليم والولاء والطاعة

وكان في مقدمتهم جميع الصحابة وسبقهم عمربن الخطاب وقال:
بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مواضيع مختلفة


...
....
الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رواة حديث الغدير:
أوّلا : أهل البيت
نشاهد إسم أهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله) النجباء هم: عليّ (عليه السلام) و فاطمة الزهراء (عليها السلام) و الإمامان الحسن و الحسين (عليهما السلام)


ثانيا: الصحابة
نرى أسماء حوالي 110 أفراد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) نلتفت بينهم بأشخاص معروفين نذكر بعضهم حسب الترتيب الأبجدي:

1- أبوبكر ابن أبي قحافة
2- أبوذر الغفاري
3- أبوعبد الله سلمان الفارسي
4- أبو هريرة
5- أم سلمة
6- جابر ابن عبد الله الأنصاري
7- زيد ابن ارقم
8- زبير ابن العوام
9- عائشة بنت أبي بكر
10- عبّاس ابن عبد المطّلب
11- عبد الله ابن عمر ابن الخطّاب
12- عمر ابن الخطّاب
13- عثمان ابن عفّان
14- عمّار ابن ياسر
و ...

ثالثا: التابعين
83 شخصا رووه و منهم:

1- أصبغ ابن نباته
2- سعيد ابن جبير
3- عمر ابن عبد العزيز (خليفة بني أميّة)
4- سالم ابن عبد الله ابن عمر ابن الخطّاب
5- سليم ابن قيس
و ...

رابعا: السلف
و بعد التابعين و بين علماء اهل السنة هنا 360 احدا من القرن الثاني إلى القرن الرابعة عشر قد ذكروا حديث الغدير في كتبهم و منهم أصحاب أربعة صحاح من الصحاح الستة.
إذا مع التوجّه بعدّة الرواة الذين نقلوا حديث الغدير و الطرق الكثيرة التي منها قد نقل، قدحسبه عدد من المفكّرين، من كبراء و محدّثي أهل السنة، حديثا حسنا و من قول فوج كثير أنّها رواية صحيحة، حتى عند جماعة من كبراء أصحاب الآراء من أهل السنة، أنّ واقعة الغدير معتبرة و مسلّمة بحدّ أنّهم ذكروه حديثا متواترا.
و من جانب آخر، علماء و كبراء و محدّثي مذهب آل البيت متّفقين بأنّه حديث متواتر.

و على هذا الأساس و بما أسلفنا هناك، يصير معلوما أنّ واقعة الغدير هي من أهمّ الوقائع في تاريخ الإسلام التي هي مقبولة بين عامّة المسلمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[highlight=#66FFFF:a2938df9ac]
تواتر حديث يوم الغدير
بين جميع المسلمين
[/highlight:a2938df9ac]


يُعتبر حديث الغدير من الأحاديث التاريخية الهامة والمصيرية التي أدلى بها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في السنة الأخيرة من حياته المباركة، وهي من الأحاديث التي تثبت إمامة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) وتوجب ولايته على جميع المؤمنين بعد ولاية الله تعالى وولاية رسوله المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) بكل صراحة ووضوح.

ثم إن حديث الغدير حديث متواتر [1] رواه المحدثون عن أصحاب النبي (صلَّى الله عليه وآله) وعن التابعين بصيغٍ مختلفة، تؤكد جميعها على إمامة الإمام أمير المؤمنين (عليه السَّلام)، لكون الجوهر الأصلي فيه واحد وإن اختلفت بعض العبارات.

أما نسبة الحديث إلى الغدير فيعود سببه إلى أن النبي أدلى بهذا الحديث على أرض غدير خم [2] في اجتماع حاشد يضم ما يربو على مائة ألف من المسلمين وذلك بعد رجوعه من أداء مناسك الحج في آخر سنة من حياته المباركة.

وقد تناقلت المصادر الإسلامية السنية والشيعية على حد سواء حديث الغدير في كتب التفسير والحديث والتاريخ والكلام وغيرها بأكثر من عشر صيغ وفي ما يقارب المائة من الكتب المعتبرة المعتمدة.

أما رواة حديث الغدير الذين تمكّن التاريخ من ضبط أسمائهم فهم: من الأصحاب (110) صحابياً ومن التابعين (84) تابعياً، وأما رواة هذا الحديث من العلماء والمحَدِّثين فيبلغ عددهم (370) راوياً [3]، كما ألّف علماء الإسلام كتبا مستقلة في هذا الحديث إذعاناً منهم بأهمية هذا الحديث وصحته ومصيريّة موضوعه [4]، وفي ما يلي نذكر بعض النماذج التي أوردها علماء السنة في كتبهم رعاية للاختصار، ومن شاء التفصيل فليراجع مصادر الحديث [5].



1- احمد بن حنبل: أبو عبد الله احمد بن حنبل بن هلال الشيباني، المتوفى سنة: 241 هجرية، عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكُسح لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) تحت شجرتين فصلى الظهر واخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال: "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟

قالوا: بلى.

قال: "ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه"؟

قالوا: بلى.

فاخذ بيد علي فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه".

فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة [6].



2- الخطيب البغدادي: أبو بكر احمد بن علي، المتوفى سنة: 463 هجرية، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لمّا اخذ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) فقال: " ألست أولى بالمؤمنين " ؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".

فقال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم [7].



3- ابن حجر: احمد بن حجر الهيثمي، المتوفى سنة: 974 هجرية، أن النبي (صلَّى الله عليه وآله) قال يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من ابغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار ".

وقال ابن حجر حول حديث الغدير: انه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي واحمد، وطرقه كثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي (صلَّى الله عليه وآله) ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نُوزع أيام خلافته [8]... وكثيرا من أسانيدها صحاح وحِسان، ولا التفات لمن قدح في صحته [9].



ومما تقدّم يمكن استخلاص النقاط التالية:



- أن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إنما أدلى بهذا الحديث بأمر من الله تعالى وذلك بعد نزول آية التبليغ وهي: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }[10]، في يوم الغدير تحثّه على تنصيب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) خليفةً له وإماماً للناس[11].



- التدبر في الآية السابقة ولهجتها الصارمة بصورة عامة، مضافا إلى التدبر في دلالة {... وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ...} يكشف لنا عن حساسية القضية وخطورة المسالة المطروحة.



- إن انتخاب " غدير خم " الصحراء القاحلة التي يلفحها الهجير وتلتهب رمالها بوهج الظهيرة كمكان لإلقاء حديث الغدير، وانتخاب المقطع الأخير من حياة الرسول (صلَّى الله عليه وآله) كزمان لإلقاء الحديث، وانتخاب الاجتماع التاريخي الحاشد الذي يشكله الحجاج العائدون من بيت الله الحرام كمستمعين لهذا الخطاب التاريخي الهام، إلى غيرها من الأمور إن عبرت عن شيء فإنما تعبّر عن أهمية ما أمر الله النبي (صلَّى الله عليه وآله) بإبلاغه، وهو تعيين المسار القيادي للأمة الإسلامية دينيا وسياسيا.



- عدم إبلاغ النبي (صلَّى الله عليه وآله) الناسَ بولاية أمير المؤمنين (عليه السَّلام) يُعدّ مساويا لعدم تبليغ الرسالة الإلهية، وهذا مما يُبين أهمية مسالة الإمامة والقيادة ويفهم هذا المعنى من قول الله تعالى: {... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه...}.



- إن المخطط الإلهي للحياة البشرية مخطط حكيم وكامل ولا يمكن أن يهمل مسالة قيادة الأمة الإسلامية بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله) بدون تخطيط أو يترك الأمة من غير راعٍ وولي، وهذا مما يدفع بالأمة إلى الانزلاق نحو هاوية الفتن والصراعات والتناقضات، ويكون سبباً لإهدار أتعاب الرسالة، وهو ما لا يقبله العقل السليم و لا يصدقه الشرع طبعاً.



- إن نزول آية الإكمال وهي: {... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا... }[12] في يوم الغدير بعد إبلاغ النبي (صلَّى الله عليه وآله) الناسَ بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) لدليل واضح على أن اكتمال أهداف الرسالة وضمان عدم وقوع انحرافٍ أو فراغٍ تشريعي أو قيادي أو سياسي بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله)، إنما يتحقق في حالة استمرارية القيادة المنصوبة والمنصوص عليها من قبل الله.



- وفي ضوء ما تقدمت الإشارة إليه من النقاط يمكن أن نفهم عمق العلاقة بين النصوص القرآنية [13] والحدث التاريخي الكبير في يوم الغدير الذي تمّ من خلاله تعيين الخليفة والإمام من قبل رب العالمين، وبواسطة رسوله الأمين (صلَّى الله عليه وآله)[14].



- وأخيرا: الحديث يحمل دلالة واضحة وصريحة على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) باعتباره المرشح الوحيد لتسلّم زمام الأمة بعد النبي (صلَّى الله عليه وآله)، وكونه الولي الشرعي المنصوب من قبل رب العالمين بواسطة سيد الأنبياء والمرسلين (صلَّى الله عليه وآله).

وهو الأمر الذي اعتبره الله عَزَّ و جَلَّ تكميلاً للرسالة وتتميماً للنعمة إذ قال: {... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا...}.



الهوامش:

1- صرّح بتواتر حديث الغدير جماعة من علماء السنة، كما اعترف جماعة بصحته، نذكر منهم:

- الغزّالي: أبو حامد محمد بن محمد، المتوفى سنة: 505 هجرية في كتابه: سر العالمين: 13، طبعة: مكتبة الجندي / مصر.

- شمس الدين الشافعي: أبو الخير شمس الدين بن محمد بن محمد بن الجزري، المتوفى سنة: 833 هجرية في كتابه: أسنى المطالب: 47، طبعة: طهران / إيران.

- القسطلاني: في كتابه: شرح المواهب اللدنية: 7 / 13، طبعة: المطبعة الأزهرية / القاهرة.

- المنصور بالله: الحسين بن امير المؤمنين المنصور بالله، القاسم بن محمد، المتوفى سنة: 1050 هجرية في كتابه: هداية العقول إلى غاية المسؤول في علم الأصول: 2/ 45، طبعة: صنعاء / اليمن.

2- غدير خم: موضع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة على مقربة من الجحفة التي هي من المواقيت التي يُحرِم منها الحجاج للحج أو العمرة.

3- لمعرفة أسماء رواة حديث الغدير يراجع: الغدير في الكتاب والسنة والأدب، لمؤلفه القدير العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني (قدَّس الله نفسه الزَّكية)، المتوفى سنة: 1390 هجرية.

4- لمعرفة أسماء المؤلفين في حديث الغدير يراجع: الغدير في الكتاب والسنة والأدب: 1/ 152- 157.

5- المصادر التي ذكرت حديث الغدير كثيرة جداً لا مجال لذكرها، لكننا هنا نُشير إلى بعضها كما يلي:

1- مسند احمد بن حنبل: 4 / 368، طبعة: دار صادر / بيروت.

2- خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 98، طبعة بيروت.

3- السيرة الحلبية: 3 / 274، طبعة: دار إحياء التراث العربي / بيروت.

4- كنز العمال: 5/ 290، طبعة: منشورات التراث الإسلامي / حلب.

6- مسند احمد بن حنبل: 4/ 281، طبعة: دار صادر / بيروت.

7- تاريخ بغداد: 8/ 290، طبعة: دار الكتب العلمية / بيروت.

8- تجدر الإشارة هنا إلى أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما نُوزِعَ في الخلافة جَمَعَ الناس في "الرحبة " واستشهدهم قائلا: انشد الله كل امرئ إلا قام وشهد بما سمع ـ أي بما سمع من رسول الله يوم الغدير ـ ولا يقم إلا من رآه بعينه وسمعه بأذنيه، فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنا عشر بدريا، فشهدوا...يقول العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدَّس الله نفسه الزَّكية): ولا يخفى أن يوم الرحبة إنما كان في خلافة أمير المؤمنين، وقد بويع سنة خمس وثلاثين، ويوم الغدير إنما كان في حجة الوداع سنة عشر، فبين اليومين ـ في أقل الصور ـ خمس وعشرين سنة، كان في خلالها طاعون عمواس، وحروب الفتوحات والغزوات على عهد الخلفاء الثلاثة، وهذه المدة ـ وهي ربع قرن ـ بمجرد طولها وبحروبها وغاراتها، وبطاعون عمواسها الجارف، قد أفنت جُل من شهد يوم الغدير من شيوخ الصحابة وكهولهم، ومن فتيانهم المتسرعين ـ في الجهاد ـ إلى لقاء الله عَزَّ و جَلَّ ورسوله (صلى الله عليه وآله) حتى لم يبق منهم حيّا بالنسبة إلى من مات إلا القليل والأحياء كانوا منتشرون في الأرض... المراجعات: 172، طبعة: دار المرتضى.

9- الصواعق المحرقة في الرّد على أهل البدع والزندقة: 64، طبعة: القاهرة.

10- سورة المائدة: الآية 67.

11- صرّح الكثير من المفسرين بأن نزول آية التبليغ كان في يوم الغدير لدى رجوع النبي (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع في مكان يسمى بـ " غدير خم "، وفي ما يلي نشير إلى بعض من صرّح بذلك:

1. أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي، المتوفى سنة 127 هجرية، عن ابن عباس، قال: نزلت الآية: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } في علي حيث أمر الله سبحانه أن يخبر الناس بولايته، فتخوّف رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله تعالى إليه، فقام بولايته يوم غدير خم، وأخذ بيده، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه " روح المعاني: 4 / 282، طبعة: دار الفكر / بيروت.

2. أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري، المتوفى سنة: 468 هجرية، عن أبي سعيد الخدري، قال: " نزلت هذه الآية:{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } يوم غدير خم، في علي بن أبي طالب رضي الله عنه " أسباب النزول : 115، طبعة: المكتبة الثقافية / بيروت.

3. عبيد الله بن عبد الله بن أحمد، المعروف بالحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري: روى بإسناده عن ابن عباس في قوله عَزَّ و جَلَّ: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } الآية، قال: نزلت في علي، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبلّغ فيه، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه " شواهد التنزيل: 1 / 190، طبعة: منشورات الأعلمي / بيروت.

4. فخر الدين الرازي، المتوفى سنة: 604 هجرية: ذكر من جملة الوجوه الواردة في سبب نزول آية: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } أنها نزلت في الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعَدَّه الوجه العاشر من الوجوه المذكورة، قال: نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه "، فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي، التفسير الكبير: 12 / 42، طبعة: دار الكتب العلمية / بيروت.

5. جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة: 911 هجرية: روى بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: " نزلت هذه الآية: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب " الدر المنثور: 3 / 117، طبعة محمد أمين / بيروت.

12- سورة المائدة: الآية 3.

13- المراد من النصوص القرآنية الآيات التالية:

1. آية التبليغ وهي: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }( سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 67 ).

2. آية الإكمال وهي: {... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... } ( سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 3 ).

3. الآيات الأوائل من سورة المعارج، وهي:{ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ } (سورة المعارج ( 70 ) ، الآيات : 1 ـ 3 )، ولقد صرّح غير واحدٍ من المفسرين والمحدثين بنزول العذاب على جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري ـ أو غيره على خلاف ـ وهلاكه، والقصة يرويها الحافظ أبو عبد الله الهروي كالتالي: لمّا بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) غدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد، أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري، فقال: يا محمد أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وبالصلاة والصوم والحج والزكاة فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمّك ففضلته علينا، وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله " فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارةً من السماء، أو أتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها ـ أي إلى الراحلة ـ حتى رماه الله بحجرٍ فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله تعالى:{ سأل سائل بعذاب واقع … } الآية، الغدير في الكتاب والسنة والأدب: 1 / 239، للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني (قدَّس الله نفسه الزَّكية)، وقد ذكر المؤلف مجموعة من المصادر التي ذكرت أن الآية نزلت بهذه المناسبة.

14- صرّح الكثير من المفسرين والمؤرخين بنزول هذه الآية في الإمام علي (عليه السلام) في يوم الغدير وفي ما يلي نشير إلى بعض من صرّح منهم بذلك، على سبيل المثال لا الحصر:

1. أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي، المتوفى سنة 127 هجرية، عن أبي سعيد الخدري قال: إن هذه الآية: {... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ...} نزلت بعد أن قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (كرّم الله وجهه) في غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه " فلما نزلت، قال: " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء الرب برسالتي وولاية علي (كرّم الله وجهه) بعدي"، روح المعاني: 4 / 91، طبعة دار الفكر بيروت.

2. أبو المؤيد، الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي، المتوفى سنة: 568 هجرية، روى بإسناده، عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما دعا الناس إلى علي (عليه السلام) في غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقُمّ، وذلك يوم الخميس، فدعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: {... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ...} فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي" مناقب علي بن أبي طالب: 135، طبعة: قم / إيران.

3. أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر، المتوفى سنة: 571، روى بإسناده عن أبي هريرة قال: من صام ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي فقال: " ألست ولي المؤمنين " ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم، فأنزل الله: {... اليوم أكملت لكم دينكم …}، تاريخ ابن عساكر: ترجمة الإمام علي (عليه السلام): 2 / 78، طبعة: دار الفكر / بيروت.

4. ابن الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي، المتوفى سنة: 774 هجرية، قال في تفسيره: إن الآية: {.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... } نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسيره إلى حجة الوداع، تفسير القرآن العظيم: 2 / 15، طبعة: دار المعرفة / بيروت.

5. جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة: 911 هجرية، روى في تفسيره عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً يوم غدير خم، فنادى له بالولاية، هبط جبريل عليه بهذه الآية: { اليوم أكملت لكم دينكم }، الدر المنثور: 3 / 19، وروى أيضا عن أبي سعيد الخدري في كتابه الإتقان قال: إن الآية: {... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ...} نزلت يوم غدير خم، الإتقان في علوم القرآن: 1 / 54، طبعة دار إحياء العلوم / بيروت. إلى غير ذلك ممن صرّح بذلك ولا مجال هنا لذكرهم.


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[highlight=#FFFF66:e23219f1fb]نص خطبه رسول الله صلى الله عليه وآله
في 18 ذي حجة المباركة من عام حجة الوداع بموضع غدير خم


[/highlight:e23219f1fb]ّ


الحمد لله الذى علا فى توحده، و دنا فى تفرده، و جل فى سلطانه، و عظم فى أركانه، و أحاط بكل شئ علما و هو فى مكانه، و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه، مجيدا لم يزل، محمودا لا يزال، بارئ المسموكات و داحى المدحوات و جبار الارض و السماوات، قدوس سبوح رب الملائكة و الروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه، يلحظ كل عين و العيون لا تراه، كريم حليم ذو أناة، قد وسع كل شئ رحمته، و من عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه، و لا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر و علم الضمائر، و لم تخف عليه المكنونات، و لا اشتبهت عليه الخفيات، له الاحاطة بكل شئ‏و الغلبة على كل شئ، و القوة فى كل شئ، و القدرة على كل شئ، و ليس مثله شئ، و هو منشئ الشئ حين لا شئ، دائم قائم بالقسط،لا اله الا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، و لا يجد أحد كيف هو من سر و علانية الا بما دل عز و جل على نفسه.

و أشهد بأنه الله الذى ملأ الدهر قدسه، و الذى يعشى الأبد نوره، و الذى ينفذ امره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك فى تقدير و لا تفاوت فى تدبير، صور ما أبدع على غير مثال، و خلق ما خلق بلا معونة من أحد و لا تكلف و لا احتيال، أنشأها فكانت، و برأها فبانت، فهو الله الذى لا اله الا هو المتقن الذى أحسن الصنيعة، العدل الذى لا يجور، و الاكرم الذى ترجع اليه الامور. و أشهد أنه الذى تواضع كل شئ لقدرته، و خضع كل شئ لهيبته، مالك الاملاك، و مفلك الافلاك و مسخر الشمس و القمر، كل يجرى لأجل مسمى، يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، و مهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد و لا ند، أحد صمد لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، إله واحد و رب ماجد، يشاء فيمضي و يريد فيقضى، و يعلم فيحصى، و يميت و يحيى، و يفقر و يغنى، و يضحك و يبكى، و يمنع و يعطى، له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شئ قدير. يولج الليل فى النهار و يولج النهار فى الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار، مجيب الدعاء و مجزل العطاء، محصى الانفاس و رب الجنة و الناس، لا يشكل عليه شئ و لا يضجره صراخ المستصرخين و لا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين ، الموفق للمفلحين و مولى العالمين، الذى استحق من كل خلق أن يشكره و يحمده.

احمده على السراء و الضراء و الشدة و الرخاء، و أؤمن به و بملائكته و كتبه و رسله، أسمع أمره و أطيع و أبادر الى كل ما يرضاه، و أستسلم لقضائه رغبة فى طاعته و خوفا من عقوبته، لانه الله الذى لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره، [و] أقر له على نفسى بالعبودية، و أشهد له بالربوبية، و أؤدى ما أوحى الى حذرا من أن لا أفعل فتحل بى منه قارعة لا يدفعها عنى أحد و ان عظمت حيلته. لا اله الا هو، لانه قد أعلمنى [أنى‏] ان لم أبلغ ما أنزل الى فما بلغت رسالته، و قد ضمن لى تبارك و تعالى العصمة، و هو الله الكافى الكريم، فأوحى الى: بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) فى على ـ يعنى فى الخلافة لعلى بن أبى طالب عليه السلام (و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس) (المائدة، 67). معاشر الناس! ما قصرت فى تبليغ ما أنزل الله تعالى الى و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية، أن جبرئيل عليه السلام هبط الى مرارا ثلاثا يأمرنى عن السلام ربى ـ و هو السلام ـ أن أقوم فى هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن على بن‏أبى‏طالب عليه السلام أخى و وصيى و خليفتى، و الامام من بعدى، الذى محله منى محل هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى، و هو وليكم بعد الله و رسوله، و قد أنزل الله تبارك و تعالى على بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون) (المائدة، 55). و على بن أبى‏طالب عليه السلام أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل فى كل حال. و سألت جبرئيل أن يستعفى لى عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمى بقلة المتقين و كثرة المنافقين و إدغال الآثمين و ختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله فى كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم و يحسبونه هينا و هو عندالله عظيم، و كثرة أذاهم لى غير مرة حتى سمونى أدنا، و زعموا أنى كذلك لكثرة ملازمته إياى و إقبالى عليه، حتى أنزل الله عز و جل فى ذلك [قرآنا]: (و منهم الذين يؤذون النبى و يقولون هو أذن قل أذن ـ على الذين يزعمون أنه أذن ـ خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين) (التوبة، 61). و لو شئت أن أسمى بأسمائهم لسميت، و أن أومى إليهم بأعيانهم لأومأت، و أن أدل عليهم لدللت، و لكنى و الله فى أمورهم قد تكرمت، و كل ذلك لا يرضى الله منى الا أن أبلغ ما أنزل إلى، ثم تلى صلى الله عليه و آله و سلم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ـ فى على ـ و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) . فاعلموا معاشر الناس! إن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته على المهاجرين و الانصار و على التابعين لهم بإحسان، و على البادى و الحاضر و على الأعجمى و العربى، و الحر و المملوك، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ امره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، و من صدقه فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له. معاشر الناس! إنه آخر مقام أقومه فى هذا المشهد، فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لامر ربكم، فإن الله عز و جل هو مولاكم و إلهكم، ثم من دونه رسوله محمد صلى الله عليه و آله و سلم وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدى على وليكم و إمامكم بأمر الله ربكم، ثم الامامة فى ذريتى من ولده الى يوم تلقون الله عز و جل و رسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، و لا حرام إلا ما حرمه الله، عرفنى الحلال و الحرام، و أنا أفضيت بما علمنى ربى من كتابه و حلاله و حرامه اليه. معاشر الناس! ما من علم إلا و قد أحصاه الله فى، و كل علم علمت فقد أحصيته فى إمام المتقين، و ما من علم إلا علمته عليا، و هو الإمام المبين. معاشر الناس! لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته، فهو الذى يهدى إلى الحق و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه، و لا تأخده فى الله لومة لائم، ثم إن أول من أمن بالله و رسوله، و [هو] الذى فدرى رسوله بنفسه و [هو] الذى كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره. معاشر الناس! فضلوه فقد فضله الله، و اقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس! إنه إمام من الله، و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، و لن يغفر الله له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، و أن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد و دهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين. أيها الناس! بى والله بشر الأولون من النبيين و المرسلين، و أنا خاتم الانبياء و المرسلين، و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين، فمن شك فى ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، و من شك فى شئ من قولى هذا، فقد شك فى الكل منه، و الشاك فى ذلك فله النار. معاشر الناس! حبانى الله بهذه الفضيلة منا منه على و إحسانا منه إلى، و لا إله إلا هو، له الحمد منى أبد الآبدين و درهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس! فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدى من ذكر و أنثى، بنا أنزل الله الرزق و بقى الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد على قولى هذا و لم يوافقه، ألا إن جبرئيل خبرنى عن الله تعالى بذلك و يقول: «من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتى و غضبنى، فلتنظر نفس ما قدمت لغد، و اتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون». معاشر الناس! إنه جنب الله الذى ذكر فى كتابه فقال تعالى: (أن تقول نفس يا حسرتا على ما مرطت فى جنب الله) (الزمر، 56) معاشر الناس! تدبروا القرآن و افهموا آياته، و انظروا إلى محكماته، و لا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذى أنا آخذ بيده و مصعده الى ـ و شائل بعضده ـ و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا على مولاه، و هو على بن أبى‏طالب عليه السلام أخى و وصيى، و موالاته من الله عز و جل أنزلها على. معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولدى هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الاكبر، فكل واحد مبنى عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردإ؛ على الحوض، هم أمناء الله فى خلقه و حكماؤه فى أرضه. ألا و قد أديت، ألا و قد بلغت، ألا و قد أسمعت، ألا و قد أوضحت، ألا و إن الله عز و جل قال و أنا قلت عن الله عز و جل، ألا إنه ليس أميرالمؤمنين غير أخى هذا، و لا تحل إمرة المؤمنين بعدى لأحد غيره. (ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، و كان منذ اول ما صعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شال عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، ثم قال ( معاشر الناس! هذا على أخيى و وصيى و واعى علمى و خليفتى على أمتى و على تفسير كتاب الله عز و جل و الداعى إليه، و العامل بما يرضاه، و المحارب لأعدائه، و الموالى على طاعته، و الناهى عن معصيته، خليفة رسول الله و أميرالمؤمنين و الامام الهادى، و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله، أقول ما يبدل القول لدى بأمر ربى، أقول: اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه؛ اللهم إنك أنزلت على أن الامامة بعدى لعلى وليك عند تبيانى ذلك، و نصبى إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم بنعمتك و رضيت لهم الاسلام دينا، فقلت: (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الآخرة من الخاسرين) (آل‏عمران، 85)؛ اللهم إنى أشهدك و كفى بك شهيدا أنى قد بلغت. معاشر الناس! إنما أكمل الله عز و جل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدى من صلبه الى يوم القيامة و العرض على الله عز و جل، فأولئك الذين حبطت أعمالهم و فى النار هم خالدون، لا يخفف عنهم العذاب و لا هم ينظرون. معاشر الناس ! هذا على انصركم لى و أحقكم بى و أقربكم إلى و أعزكم على، و الله عزو جل و أنا عنه راضيان، و ما نزلت آية رضى إلا فيه، و ما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به، و لا نزلت آية مدح فى القرآن إلا فيه، و لا شهد بالجنة فى (هل أتى على الإنسان) (الانسان ، 1) إلا له، و لا أنزلها فى سواه، و لا مدح بها غيره. معاشر الناس! هو ناصر دين الله و المجادل عن رسول الله، و هو التقى النقى الهادى المهدى، نبيكم خير نبى و و صيكم خير و صى و بنوه خير الأوصياء.

معاشر الناس! ذرية كل نبى من صلبه و ذريتى من صلب على. معاشر الناس! إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم، فأن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة الله عز و جل، فكيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء الله، ألا إنه لا يبغض عليا إلا شقى و لا يتوالى عليا إلا تقى و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، و فى على و الله نزلت سورة [و] العصر: (بسم الله الرحمن الرحيم. و العصر إن الإنسان لفى خسر...) (العصر، 1 ـ 3).

معاشر الناس! قد استشهدت الله و بلغتكم رسالتى، و ما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس! (اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون) (آل‏عمران، 102). معاشر الناس! آمنوا بالله و رسوله و النور الذى أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها. معاشر الناس! النور من الله عز و جل فى، ثم مسلوك فى على ثم فى النسل منه الى القائم المهدى الذى يأخذ بحق الله و بكل حق هو لنا، لان الله عز و جل قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الاثمين و الظالمين من جميع العالمين . معاشر الناس! أنذركم أنى رسول الله قد خلت من قبلى الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين، ألا و إن عليا [هو] الموصوف بالصبر و الشكر، ثم من بعده ولدى من صلبه. معاشر الناس! لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس! [إنه‏] سيكون من بعدى أئمة يدعون الى النار و يوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس! إن الله و أنا بريئان منهم. معاشر الناس! إنهم و أنصارهم وأشياعهم و أتباعهم فى الدرك الأسفل من النار و لبئس مثوى المتكبرين، ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم فى صحيفته. قال: فذهب على الناس إلا شر ذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس! انى أدعها إمامة و وراثة فى عقبى إلى يوم القيامة، و قد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر و غائب و على كل أحد ممن شهد او لم يشهد ولد أو لم يولد، فيبلغ الحاضر الغائب، و الوالد الولد الى يوم القيامة، و سيجعلونها ملكا و اعتصابا، ألا لعن الله الغاصبين و المغتصبين، و عندها (سنفرغ لكم أيها الثقلان) (الرحمن، 30) (فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران) (الرحمن، 35) . معاشر الناس إن الله عز و جل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، و ما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس! إنه ما من قرية إلا و الله مهلكها بتكذيبها، و كذلك يهلك القرى و هى ظالمة كما ذكر الله تعالى، و هذا على إمامكم و وليكم، و هو مواعيد الله و الله يصدق ما وعده. معاشر الناس! قد ضل قبلكم أكثر الأولين، و الله لقد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين، قال الله تعالى: (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين) (المرسلات، 16 ـ 19). معاشر الناس! إن الله قد أمرنى و نهانى، و قد أمرت عليا و نهيته، فعلم الأمر و النهى من ربه عز و جل، فاسمعوا لأمره تسلموا، و أطيعوا تهتدوا، و انتهوا نهيه ترشدوا، و صيروا إلى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس! أنا صراط الله المستقيم الذى أمركم باتباعه، ثم على من بعدى، ثم ولدى من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون، (ثم قرأ (الحمد لله رب العالمين...) (الفاتحة) (و قال ) فى نزلت و فيهم نزلت و لهم عمت و إياهم خصت، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. ألا إن حزب الله هم الغالبون. ألا ان أعداء على هم أهل الشقاق و النفاق و الحادون و هم العادون،و إخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله فى كتابه فقال عز و جل : (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله...) (المجادلة، 22). ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال: (و الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن و هم مهتدون) (الأنعام، 82). ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين، و تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن: (طبتم فادخلوها خالدين) (الزمر، 73). ألا إن أولياءهم الذين قال [لهم‏] الله عز و جل: (يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) (الغافر، 40). ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا. ألا أن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شيهقا و هى تفور و لها زفير. ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم: (كلما دخلت أمة لعنت أختها) (الأعراف، 38). ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز و جل: (كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا فى ضلال كبير) (الملك، 8 ـ 9). ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير. معاشر الناس! شتان ما بين السعير و الجنة، عدونا من ذمه الله و لعنه، و ولينا من مدحه الله و أحبه. معاشر الناس! ألا و إنى مندر و على هاد. معاشر الناس! إنى نبى و على وصيى. ألا إن خاتم الائمة منا القائم المهدى صلوات الله عليه. ألا إنه الظاهر على الدين. ألا إنه المنتقم من الظالمين. ألا إنه فاتح الحصون و هادمها. ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك. ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله عز و جل. ألا إنه الناصر لدين الله. ألا إنه الغراف فى بحر عميق. ألا إنه يسم كل ذى فضل بفضله و كل ذى جهل بجلهه . ألا إنه خيرة الله و مختاره. ألا إنه وارث كل علم و المحيط به. ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبه بأمر ايمانه. ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المفوض اليه. ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه. ألا إنه الباقى حجة و لا حجة بعده، و لا حق الا معه، و لا نور إلا عنده. ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه. ألا و إنه ولى الله فى أرضه، و حكمه فى خلقه، و أمينه فى سره و علانيته. معاشر الناس! قد بينت لكم و أفهمتكم، و هذا على يفهمكم بعدى. ألا و أنى عند انقضاء خطبتى أدعوكم الى مصافقتى على بيعته و الاقرار به، ثم مصافقته بعدى. ألا و أنى بايعت الله و على قد بايعنى، و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز و جل (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! (ان الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (البقرة، 158) . معاشر الناس! حجوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، و لا تخلفوا عنه إلا افتقروا . معاشر الناس! ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه الى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف عمله. معاشر الناس! الحجاج معانون و نفقاتهم مخلفة، و الله لا يضيع أجر المحسنين. معاشر الناس! حجوا البيت بكمال الدين و التفقه، و لا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة و إقلاع. معاشر الناس! أقيموا الصلاة و أتو الزكاة كما أمركم الله عز و جل، فلئن طال عليكم الامد فقصرتم أونسيتم، فعلى وليكم، و مبين لكم الذى نصبه الله عز و جل بعدى، و من خلفه الله منى و أنا منه، يخبركم بما تسألون عنه، و يبين لكم ما لا تعلمون . ألا إن الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما، فآمر بالحلال و أنهى عن الحرام فى مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز و جل فى على أمير المؤمنين و الائمة من بعده الذين هم منى و منه، ائمة قائمة منهم المهدى ـ إلى يوم القيامة الذى يقضى بالحق. معاشر الناس! [و] كل حلال دللتكم عليه، و كل حرام نهيتكم عنه، فإنى لم أرجع عن ذلك و لم أبدل. ألا فاذكروا ذلك و حفظوه و تواصوا به و لا تبدلوا و لا تغيروه. ألا و إنى أجدد القول: ألا فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و امروا بالمعروف و انهوا عن المنكر. ألا و إن رأس الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر أن تنتهوا إلى قولى و تبلغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز و جل و منى، و لا أمر بمعروف و لا نهى عن منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس! القرآن يعرفكم أن الائمة من بعده ولده، و عرفتكم أنهم منى و منه، حيث يقول الله فى كتابه: (و جعلها كلمة باقية فى عقبه) (الزخرف، 28) و قلت: «لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما». معاشر الناس! التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز و جل: (إن زلزلة الساعة شى‏ء عظيم) (الحج، 1) اذكروا الممات و الحساب و الموازين و المحاسبة بين يدى رب العالمين و الثواب و العقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب [عليها]و من جاء بالسيئة فليس له فى الجنان نصيب. معاشر الناس! إنكم أكثر من أن تصافقونى بكف واحدة، و قد أمرنى الله عز و جل أن آخذ من ألسنتك الإقرار بما عقدت لعلى من إمرة المؤمنين، و من جاء بعده من الائمة منى و منه على ما أعلمتكم أن ذريتى من صلبه، فقولوا بأجمعكم: «إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا و ربك فى أمر على و أمر ولده من صلبه من الائمة، نبايعك على ذلك بقلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و أيدينا، على ذلك نحيى و نموت و نبعث، و لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب، و لا نرجع عن عهد و لا ننقضى الميثاق و نطيع الله و نطيعك و عليا أمير المؤمنين و ولده الائمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد السحن و الحسين» اللذين قد عرفتكم مكانهما منى و محلهما عندى و منزلتهما من ربى عز و جل، فقد أديت ذلك إليكم، و أنهما سيدا شباب أهل الجنة، و أنهما الامامان بعد أبيهما على و أنا أبوهما قبله. و قولوا: «أطعنا الله بذلك و إياك و عليا و الحسن و الحسين و الائمة الذين ذكرت، عهدا و ميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافقة أيدينا من أدركهما بيده و أقر بهما بلسانه و لا نبتغى بذلك بدلا و لا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا، أشهدنا الله و كفى بالله شهيدا، و أنت علينا به شهيد، و كل من أطاع ممن ظهر و استتر و ملائكة الله و جنوده و عبيده و الله اكبر من كل شهيد». معاشر الناس! ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت و خافية كل نفس (فمن اهتدى فلنفسه و من ضل فإنما يضل عليها) (الزمر، 39)، و من بايع فإنما يبايع الله (يد الله فوق أيديهم) (الفتح، 10). معاشر الناس! فاتقو الله و بايعوا عليا أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و الائمة كلمة طيبة باقية، يهلك الله من غدر، و يرحم الله من وفى (فمن نكث فانما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! قولوا الذى قلت لكم، و سلموا على على بإمرة المؤمنين، و قولوا: (سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير) (البقرة، 285)، و قولوا: (الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله) (الأعراف، 43). معاشر الناس! ان فضائل على بن‏ابى‏طالب عليه السلام عند الله عز و جل و قد أنزلها القرآن أكثر من أن أحصيها فى مقام واحد، فمن أنبأكم و عرفها فصدقوه. معاشر الناس! من يطع الله و رسوله و عليا و الائمة الذين ذكرتهم فقد فاز فورا عظيما. معاشر الناس! السابقون [السابقون‏] إلى مبايعته و موالاته و التسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك هم الفائزون فى جنات النعيم. معاشر الناس! قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول، فإن تكفروا أنتم و من فى الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا، اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين و الحمد لله رب العالمين.



وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





[highlight=#FFFF00:035fcfcab0]دليل سياحي
لموقع مسجد النبي صلى الله عليه وآله بغذير خم
[/highlight:035fcfcab0]

في هذه الاسطر احاول جاهد ان اصف لكم موقع غدير خم ، راجيا ان ينتفع به المؤمنين وننال الثواب من العلي القدير ببركة مولانا امير المؤمنين علي عليه السلام .

اسم المنطقة حاليا (الغُرُبة)
من يغادر مدينة جده سوف يصل مفرق (الجحفة ) على مقربة من مدينة (رابغ)
تمتد المسافة بين المفرق ومسجد الميقات الى 10 كيلو متر تقريبا .
ومن مسجد الميقات يمكن الاتجاه صوب ((قصر علياء)) عبر طريق مليئة بالكثبان الرملية وحيث توجد اثار طريق الهجرة .
ويقع قصر علياء على حدود قرية الجحفة في الاتجاه المؤدي الى مكة المكرمة .
تبلغ المسافة من مسجد الميقات وقصر علياء حوالي خمسة كيلومترات .
من هذا الطريق يمكن الاتجاه صوب (الغُرُبة) وقد يصعب الاهتداء إليها بسبب انتشار كثبان الرمال .

اما منطقة الغدير فتوجد عند حدود (الحرة) وهي أرض مليئة بالحجارة السوداء غير صالحة للزراعة ..
وفي نهاية الحرة ينفتح الوادي الفسيح حيث يوجد نبع الغدير

وفي هذه البقعة من العالم توقف النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم ليبلغ قوافل الحجيج والعالم اخر بلاغات السماء .

يتوسط الوادي الفسيح سلسلتين جبليتين تحدانه من الشمال والجنوب وتنبع مياه الغدير قرب السفوح الجنوبية التي ترتفع بكثير عن الجبال الشمالية .
وعلى مسيل الوادي نبتت اشجار النخيل .
وبالقرب من منعطف الوادي وفي الجانب الغربي منه توجد غيطة حيث تنبع المياه وتشكل مجرى .

اذا لمن اراد التوجه لمنطقة غدير خم هناك طريقين :

الطريق الاول:
تبدأ من مفرق الجحفة عند مطار رابغ والطريق معبد تمتد 9 كيلو الى قرية الجحفة
ومن قرية الحجفة تنعطف الى اليمين الى مسافة اثنين كيلو في طريق تتخلله الكثبان الرملية والحجارة وبانتهائها يبدأ وادي الغدير .

اما الطريق الثانية :
فتبدأ من مفرق مكة - المدينة وبأتجاه رابغ وبعد مسافة 10 كم تتفرع الطريق المؤدية الى الغدير وتبلغ المسافة من رابغ الى الغدير 26 كم .

وبشكل عام تقع منطقة غدير خم
شرق مسجد الميقات في الجحفة وعلى مسافة 8 كيلو متر
وعلى الجنوب من مدين رابغ بمسافة 26 كم
يوجد بعض الاثار القديمة المتبقية من لمسجد الغدير كانت مشيدة في الماضي
وقد هدمت في العصور الأخيرة ضمن سلسلة عملية ازالة معالم النبوة شملت الحرمين الشريفين.


[highlight=#FFFF66:035fcfcab0]لمشاهدة وادي الغدير وجبله وعينه وآثار مسجد النبي لاحظ هنا:[/highlight:035fcfcab0]

[web:035fcfcab0]http://www.almoswy.net/fgallery/categories.php?cat_id=3[/web:035fcfcab0]

استزادة للمعلومة انقل لكم دراسة ميدانية للدكتور عبد الهادي الفضلي حول موقع غدير خم



وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


مجلة المناهج البيروتية، العدد 25 - حرر بتاريخ: 17/3/2006م - - عدد القراءات: 187 المرفقات:




غدير خم دراسة تاريخية، وتحقيق ميداني





غدير خم - دراسة تاريخية وتحقيق ميداني

ملاحظة: تم عمل تحقيق ميداني جديد ورسم خريطة للموقع ستضاف
إلى البحث وسينشر مع بعض الإضافات في كتاب جديد

في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من هذه السنة الجارية، وهي العاشرة والأربعمئة بعد الألف للهجرة الشريفة، تطل علينا ذكرى يوم الغدير الأغر، وقد مر عليها أربعة عشر قرنًا.

ولهذه المناسبة الكريمة، ولأهمية يوم الغدير، تاريخيا وعقديا، رأيت أن اكتب عن موقع «غدير خم» بوصفه معلما من معالم الحج والزيارة التي كنت قد كتبت عن غير واحد منها، فقد ورد - كما سأشير استحباب الصلاة في مسجد رسول الله(ص)، الواقع في غدير خم، والذي شيد على الموضع الذي وقف فيه رسول الله(ص)، وخطب بالناس خطبته المعروفة ب «خطبة يوم الغدير»، ونص فيها على ولاية أمير المؤمنين علي(ع).

إضافة لما تقدم، فان موضع «غدير خم» من المواضع الإسلامية التي شهدت غير موقف من مواقف النبي(ص)، التي يمكننا تلخيصها بما يأتي:

1. وقوعه في طريق الهجرة النبوية.

2. وقوعه في طريق عودة النبي(ص) من حجة الوداع.

3. وقوع بيعة الغدير فيه.

وكل موقف من هذه المواقف الثلاثة يمثل بعدًا مهما في مسيرة التاريخ الإسلامي، فالهجرة كانت البدء لانتشار الدعوة الإسلامية وانطلاقها خارج ربوع مكة، ومن ثم إلى العالم كله. وحجة الوداع والعودة منها إلى المدينة المنورة كانت ختم الرسالة؛ حيث كمل الدين فتمت النعمة. وبيعة الغدير هي التمهيد لعهد الإمامة والإمام؛ حيث ينتهي عهد الرسالة والرسول.

ومن هنا اكتسب موضع «غدير خم» أهميته الجغرافية في التراث الإسلامي ومنزلته التكريمية بوصفه معلمًا خطيرا من معالم التاريخ الإسلامي.

واشتهر الموقع بحادثة الولاية للإمام أمير المؤمنين (ع) أكثر من شهرته موقعًا أو منزلاً من معالم طريق الهجرة النبوية، أو من طريق العودة من حجة الوداع.

وقد ذكر حادثة الولاية، أو بيعة الغدير، الكثير من المؤرخين، وممن افردها بتأليف خاص وموسوعي المرحوم الشيخ الأميني في كتابه الموسوم ب «الغدير في الكتاب والسنة والأدب»، ومما استعرضه فيه رواة الحادثة والمؤرخين لها، وقد بلغت رواية الحادثة، في عرضه، مستوى التواتر.

وقد أشار إلى الحادثة وتواتر روايتها غير واحد من علماء الحديث الثقات الإثبات. ومنهم الشيخ الإمام شمس الدين أبو الخير، محمد بن محمد الجزري، الدمشقي، الشافعي، المقرئ (ت 813 هـ) في كتابه «أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب»، فقد جاء فيه ما نصه [1] :

«أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن المراغي، في ما شافهني به عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني، أنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، أنا أبو منصور القزاز، أنا الإمام أبو بكر بن ثابت الحافظ، أنا محمد بن عمر بن بكير، أنا أبو عمر يحيى بن عمر الأخباري، ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، ثنا الأشبح، حدثنا العلاء بن سالم، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت عليا (رضي الله عنه) بالرحبة ينشد الناس: من سمع النبي (ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، فقام اثنا عشر بدريًا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (ص) يقول ذلك».

هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو متواتر أيضًا عن النبي (ص)، رواه الجم الغفير.

ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم، فقد ورد مرفوعا عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف والعباس بن عبد المطلب وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وبريدة بن الخصيب وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس وحبشي بن جنادة وعبد الله بن مسعود وعمران بن حصين وعبد الله بن عمر وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي واسعد بن زرارة وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وسمرة بن جندب وزيد بن ثابت وانس بن مالك، وغيرهم من الصحابة (رضوان الله عليهم).

وصح عن جماعة منهم ممن يحصل القطع بخبرهم.

وثبت أيضا أن هذا القول كان منه (ص) يوم غدير خم، وذلك في خطبة خطبها النبي (ص) في حقه ذلك اليوم، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة إحدى عشرة لما رجع (ص) من حجة الوداع.

وبعد هذه المقدمة سيكون الحديث عن هذا الموضع الشريف في حدود المسائل الآتية: اسم الموقع. سبب التسمية. تحديد الموقع جغرافيا. وصف الموقع تاريخيًا. وصف مشهد النص بالولاية. الأعمال المندوب إليها شرعا في هذا الموقع. وصف الموقع الراهن. الطرق المؤدية إليه. صور وخرائط.

اسم الموقع
1. اشتهر الموضع باسم «غدير خم»، ففي حديث «السيرة لابن كثير»: «قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل:سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا بالجحفة بغدير خم، فخرج علينا رسول الله(ص) من خباء أو فسطاط إلخ» [2] .

وفي حديث زيد بن أرقم قال: «خطب رسول الله (ص) بغدير خم تحت شجرات» [3] .

وكذلك في حديثه الآخر قال: «لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن الخ» [4] .

وفي شعر نصيب:

وقالت بالغدير، غدير خم:

أخي إلى متى هذا الركوب

الم تر أنني ما دمت فينا

أنام ولا أنام إذا تغيب!؟ [5]

وفي قول الكميت الأسدي:

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الولاية لو أطيعا

وضبط لفظ «خم»، في «لسان العرب» بفتح الخاء، ونقل عن ابن دريد أنه قال: «إنما هو خم، بضم الخاء» [6] .

2. كما أنه يسمى ب«وادي خم»، أخذا من واقع الموضع، قال الحازمي: «خم: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة، به غدير، عنده خطب رسول الله (ص)، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة» [7] .

وقد ورد هذا الاسم في حديث «السيرة لابن كثير» ونصه: «قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة،عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم - وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله منزلا يقال له: وادي خم الخ» [8] .

وفي نص «المراجعات»: «وأخرج الإمام احمد من حديث زيد بن أرقم: قال: نزلنا مع رسول الله (ص) بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلاها بهجير الخ» [9] .

3. وقد يطلق عليه «خم» اختصارًا، كما في كتاب «صفة جزيرة العرب»، فقد قال مؤلفه الهمداني، وهو يعدد بلدان «تهامة اليمن»: «ومكة: أحوازها لقريش وخزاعة، ومنها: مر الظهران، والتنعيم، والجعرانة، وسرف، وفخ، والعصم، وعسفان، وقديد، وهو لخزاعة، والجحفة، وخم، إلى ما يتصل بذلك من بلد جهينة ومحال بني حرب» [10] .

وكما في شعر معن بن أوس المزني:
عفا وخلا ممن عهدت به خم

وشاقك بالمسحاء من سرف رسم

وفي قول المجالد بن ذي مران الهمداني من قصيدة قالها لمعاوية بن أبي سفيان، وقد رأى تمويهه وتمويه عمرو بن العاص على الناس في دم عثمان (رضي الله عنه):

وله حرمة الولاء على النا

س بخم، وكان ذا القول جهرا [11]

4. وأطلق عليه، في بعض الحديث، اسم الجحفة من باب تسمية الجزء باسم الكل، لأن خمًّا جزء من وادي الجحفة الكبير، كما سيأتي.

وقد جاء هذا في حديث عائشة بنت سعد الذي أخرجه النسائي في «الخصائص» ونصه: «عن عائشة بنت سعد: قالت:سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله (ص) يوم الجحفة.. الخ» [12] .

ورواه ابن كثير عن ابن جرير بسنده بالنص التالي: «عن عائشة بنت سعد، سمعت أباها يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: يوم الجحفة، وأخذ بيد علي.. الخ» [13] .

5. ويقال له «الخرار»، قال السكوني: «موضع الغدير غدير خم يقال له الخرار» [14] .

ويلتقي هذا مع تعريف البكري للخرار حيث قال: «قال الزبير: هو وادي الحجاز يصب على الجحفة» [15] .

6. ويختصر ناسُنَا اليوم الاسم فيطلقون عليه «الغدير».

7. الغُربة، بضم الغين المعجمة وفتح الراء المهملة والباء الموحدة، هكذا ضبطه البلادي، وهو الاسم الراهن الذي يسميه به أبناء المنطقة في أيامنا هذه، قال البلادي: «يعرف غدير خم اليوم باسم «الغربة»، وهو غدير عليه نخل قليل لأناس من البلادية من حرب، وهو في ديارهم يقع شرق الجحفة على ثمانية أكيال، وواديهما واحد، وهو وادي الخرار» [16] .

ويقيد لفظ «الغدير» بإضافته إلى «خم» تمييزًا بينه وبين غدران أخرى، قيدت، هي الأخرى، بالإضافة، أمثال:

- غدير الأشطاط: موضع قرب عسفان.

- غدير البركة: بركة زبيدة.

- غدير البنات: في أسفل وادي خماس.

- غدير سلمان: في وادي الأغراف.

- غدير العروس: في وادي الأغراف أيضا [17] .

وقد يطلق على غديرنا «غدير الجحفة»، كما في حديث زيد بن أرقم: «أقبل النبي (ص) في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة.. الخ» [18] .

سبب التسمية
نستطيع أن نستخلص من مجموع التعريفات التي ذكرتها المعاجم العربية للغدير التعريف الآتي: الغدير: هو المنخفض الطبيعي من الأرض، يجتمع فيه ماء المطر آو ماء السيل، ولا يبقى إلى القيظ [19] .

ويجمع على غدر، بضم أوليه، وغدر: بضم أوله وسكون ثانيه، وأغدرة، وغدران. وعللوا تسمية المنخفض يجتمع فيه الماء غديرا بِـ:

1. أنه اسم مفعول لمغادرة السيل له، أي أن السيل عندما يملا المنخفض بالماء يغادره، بمعنى يتركه بمائه.

2. أنه اسم فاعل «من الغدر لأنه يخوف وراده فينضب عنهم، ويغدر بأهله، فينقطع عند شدة الحاجة إليه» [20] .

وقواه الزبيدي في معجمه «تاج العروس» بقول الكميت:
ومن غدره نبز الأولون

بأن لقبوه الغدير الغديرا

وشرح معنى البيت بأن الشاعر «أراد (أن) من غدره نبز الأولون الغدير بان لقبوه الغدير، فالغدير الأول مفعول نبز، والثاني مفعول لقبوه».

وسبب تسمية الموقع بالغدير لأنه منخفض الوادي.

أما «خم» فنقل ياقوت عن الزمخشري انه قال: «خم: اسم رجل صباغ، أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة بالجحفة» [21] .

ثم نقل عن صاحب «المشارق» انه قال: «أن خمًّا اسم غيضة هناك، وبها غدير نسب إليها».

والتعليل نفسه نجده عند البكري، فقد قال: «وغدير خم على ثلاثة أميال من الجحفة، يسرة عن الطريق، وهذا الغدير تصب فيه عين، وحوله شجر كثير ملتف، وهو الغيضة التي تسمى خمًّا» [22] .

تحديد الموقع جغرافيا
نص غير واحد من اللغويين والجغرافيين والمؤرخين على أن موقع غدير خم بين مكة والمدينة.

ففي «لسان العرب - مادة خم»: «وخم: غدير معروف بين مكة والمدينة». وفي «النهاية لابن الأثير - مادة خم»: «غدير خم: موضع بين مكة والمدينة». وفي «النهاية لابن الأثير مادة خم»: «غدير خم: موضع بين مكة والمدينة».

وفي «معجم البلدان»: «وقال الحازمي: خم: واد بين مكة والمدينة» [23] .

وفي المصدر نفسه: «قال الزمخشري: خم: اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة».

ويبدو أنه لا خلاف بينهم في أن موضع غدير خم بين مكة والمدينة، وإنما وقع شيء قليل من الخلاف بينهم في تعيين مكانه بين مكة والمدينة، فذهب الأكثر إلى انه في «الجحفة»، ويعنون بقولهم «في الجحفة»، أو «بالجحفة» وادي الجحفة، كما سيأتي. ومن هؤلاء: «ابن منظور في «لسان العرب - مادة: خم» قال: «وخم: غدير معروف بين مكة والمدينة، بالجحفة، وهو غدير خم». والفيروزآبادي في «القاموس المحيط - مادة: خم» قال: «وغدير خم: موضع على ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين».

والزمخشري، في نصه المتقدم الذي نقله عنه الحموي في «معجم البلدان» القائل فيه: «خم: اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة بالجحفة» [24] .

وفي حديث «السيرة لابن كثير»، المتقدم، «قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا بالجحفة بغدير خم.. إلخ» [25] .

وكما قلت، يريدون من «الجحفة»، في هذا السياق: الوادي لا القرية التي هي الميقات، وذلك بقرينة ما يأتي من ذكرهم تحديد المسافة بين غدير خم والجحفة، الذي يعني أن غدير خم غير الجحفة (القرية)، ولأن وادي الجحفة يبدأ من الغدير وينتهي عند البحر الأحمر، فيكون الغدير جزءا منه، وعليه لا معنى لتحديد المسافة بينه وبين الوادي الذي هو جزء منه.

وتفرد الحميري في «الروض المعطار»، فحدد موضعه بين الجحفة وعسفان، قال: «وبين الجحفة وعسفان غدير خم» [26] .

وهو، من غير ريب، وهم منه، وبخاصة انه حدد الموضع بأنه على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة الطريق، حيث لا يوجد عند هذه المسافة بين الجحفة وعسفان موضع يعرف بهذا الاسم.

والظاهر انه نقل العبارة التي تحدد المسافة بثلاثة أميال من الجحفة يسرة الطريق من «معجم ما استعجم»، ولم يلتفت إلى أن البكري يريد بيسرة الطريق الميسرة للقادم من المدينة إلى مكة، وليس العكس، فوقع في هذا التوهم.

قال البكري، في معجمه: «وغدير خم على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق» [27] وكما قلت، يريد بالميسرة جهة اليسار بالنسبة إلى القادم من المدينة إلى مكة بقرينة ما ذكره في بيان مراحل الطريق بين الحرمين ومسافاتها عند حديثه عن العقيق [28] حيث بدا بالمدينة، قال: «والطريق إلى مكة من المدينة على العقيق: من المدينة إلى ذي الحليفة.. الخ».

ونخلص من هذا إلى أن غدير خم يقع في وادي الجحفة على يسرة طريق الحاج من المدينة إلى مكة، عند مبتدأ وادي الجحفة حيث منتهى وادي الخرار.

ومن هنا كان أن اسماه بعضهم بالخرار، كما تقدم.

ولعل علة ما استظهره السمهودي من أن الخرار بالجحفة هو ما أوضحته، من أن غدير خم مبتدأ وادي الجحفة، وعنده منتهى وادي الخرار [29] .

ويؤيد هذا الذي ذكرته قول الزبير الذي نقلته آنفا عن «معجم ما استعجم» من أن الخرار واد بالحجاز يصب على الجحفة [30] . وقد يشير إلى هذا قول الحموي، في «معجم البلدان»: «الخرار.. وهو موضع بالحجاز، يقال: هو قرب الجحفة» [31] .

وعبارة عرام التالية تؤكد لنا أن الغدير من الجحفة، قال، كما نقله عنه الحموي: «ودون الجحفة على ميل غدير خم،وواديه يصب في البحر» [32] ، حيث يعني بواديه وادي الجحفة لأنه هو الذي يصب في البحر حيث ينتهي عنده.

أما المسافة بين موضع غدير خم والجحفة (القرية : الميقات) فحددت، في ما لدي من مراجع، بما يأتي:

- حددها البكري، في «معجم ما استعجم» [33] بثلاثة أميال، ونقل عن الزمخشري أن المسافة بينهما ميلان ناسبًا ذلك إلى «القيل» إشعارًا بضعفه.

وإلى القول بان المسافة بينهما ميلان ذهب الحموي في «معجمه» قال: «وغدير خم بين مكة والمدينة، بينه وبين الجحفة ميلان» [34] .

وقدر الفيروزآبادي المسافة بثلاثة أميال، قال في «القاموس مادة: خم»: «وغدير خم: موضع على ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين» [35] .

وقدرها بميل كل من نصر وعرام [36] ففي (تاج العروس - مادة خم): «وقال نصر: دون الجحفة على ميل بين الحرمين الشريفين».

وفي «معجم البلدان»: «وقال عرام: ودون الجحفة على ميل غدير خم» [37] .

وهذا التفاوت في المسافة من الميل إلى الاثنين إلى الثلاثة أمر طبيعي، لأنه يأتي، عادة، من اختلاف الطريق الذي يسلك، وبخاصة أن وادي الجحفة يتسع بعد الغدير، ويأخذ بالاتساع أكثر حتى قرية الجحفة ومن بعدها اكثر حتى البحر، فربما سلك احدهم حافة الجبال فتكون المسافة ميلا، وقد يسلك احدهم وسط الوادي فتكون المسافة ميلين، ويسلك الآخر حافة الوادي من جهة السهل فتكون المسافة ثلاثة أميال.

وصف الموضع تاريخيا
احتفظ لنا التاريخ بصورة تكاد تكون كاملة المعالم، متكاملة الأبعاد، لموضع غدير خم، فذكر انه يضم المعالم الآتية:

1. العين:
ففي «لسان العرب - مادة خم»: «قال ابن الأثير: هو موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك» [38] .

وفي «معجم ما استعجم»، و«روض المعطار»: «وهذا الغدير تصب فيه عين» [39] .

وفي «معجم البلدان»: «وخم: موضع تصب فيه عين» [40] .

وتقع هذه العين في الشمال الغربي للموقع، كما سيتضح لنا هذا من ذكر المعالم الأخرى.

2. الغدير

وهو الذي تصب فيه العين المذكورة، كما هو واضح من النصوص المنقولة المتقدمة.

3. الشجر:

ففي حديث الطبراني: أن رسول الله (ص) خطب بغدير خم تحت شجرات [41] . وفي حديث الحاكم: «لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن» [42] . وفي حديث الإمام احمد: «وظلل لرسول الله (ص) بثوب على شجرة سمرة من الشمس» [43] . وفي حديثه الآخر: «وكسح لرسول الله (ص) تحت شجرتين فصلى الظهر» [44] .

والشجر المشار إليه، هنا، من نوع «السمر»، واحده «سمرة» (بفتح السين المهملة وضم الميم وفتح الراء المهملة)، وهو من شجر الطلح، وهو شجر عظيم، ولذا عبر عنه بالدوح، كما في الأحاديث والأشعار التي مر شيء منها، واحده دوحة،وهي الشجرة العظيمة المتشعبة ذات الفروع الممتدة.

وهو غير «الغيضة» الاتي ذكرها، لانه متفرق في الوادي هنا وهناك.

4. الغيضة

وهي الموضع الذي يكثر فيه الشجر ويلتف، وتجمع على غياض واغياض.

وموقعها حول الغدير، كما ذكر البكري في «معجم ما استعجم» [45] قال: «وهذا الغدير تصب فيه عين، وحوله شجر كثير ملتف، وهي الغيضة» . ومر بنا أن صاحب المشارق ذكر «أن خما اسم غيضة هناك، وبها غدير نسب إليها».

5. النبت البري

ونقل ياقوت عن عرام أن قال: «لا نبت فيه غير المرخ والثلام والأراك والعشر» [46] .

6. المسجد

وذكروا أن فيه مسجدا شيد على المكان الذي وقف فيه رسول الله(ص)، وصلى وخطب، ونصب عليا للمسلمين خليفة ووليا.

وعينوا موقعه بين الغدير والعين، قال البكري، في «معجمه»: «وبين الغدير والعين مسجد النبي (ص)» [47] .

وفي «معجم البلدان» أن صاحب المشارق قال: «وخم موضع تصب فيه عين، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله (ص)» [48] .

ويبدو أن هذا المسجد قد تداعى، ولم يبق منه في زمن الشهيد الأول (المتوفى سنة 786 هـ) إلا جدرانه، كما أشار إلى هذا الشيخ صاحب الجواهر، نقلا عن الشهيد الأول، قال: «وفي الدروس: والمسجد باق إلى الآن جدرانه، والله العالم» [49] .


أما الآن فلم نجد له أثرًا، كما سأشير إلى هذا في ما يأتي.

7. ونقل ياقوت عن الحازمي أن «هذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة» [50] . يقال: وخم المكان وخامة إذا كان غير ملائم للسكنى فيه.

8. ومع وخامته، ذكر عرام، في ما نقله ياقوت عنه، أن به أناسًا من خزاعة وكنانة، ولكنهم قليلون، قال: «وبه اناس من خزاعة وكنانة غير كثير».

وصف مشهد النص بالولاية
ويترتب على ما تقدم، من وصف الموضع تاريخيا، وصف حادثة الولاية بخطواتها المتسلسلة والمترتب بعضها على بعض، لتكتمل أمام القارئ الكريم صورة الحادثة التي أعطت هذا الموضع الشريف أهميته، بوصفه معلما مهما من معالم السيرة النبوية المقدسة، وتتلخص بما يأتي:

1. وصول الركب النبوي، بعد منصرفه من حجة الوداع، إلى موضع غدير خم، ضحى نهار الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام، من السنة الحادية عشرة للهجرة.

فعن زيد بن أرقم: «لما حج رسول الله (ص) حجة الوداع، وعاد قاصدا المدينة أقام بغدير خم، وهو ماء بين مكة والمدينة، وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام» [51] .

2. ولأن هذا الموضع كان مفترق الطرق المؤدية إلى المدينة المنورة، والعراق، والشام، ومصر، تفرق الناس عن رسول الله (ص) متجهين وجهة أوطانهم، فأمر (ص) عليًّا (ع) أن يجمعهم برد المتقدم وانتظار المتأخر.

ففي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري: «أن رسول الله نزل بخم فتنحى الناس عنه، وأمر عليًّا فجمعهم» [52] .

وفي حديث سعد: «كنا مع رسول الله، فلما بلغ غدير خم وقف للناس، ثم رد من تقدم، ولحق من تخلف» [53] .

3. ونزل الرسول قريبا من خمس سمرات دوحات متقاربات، ونهى أن يجلس تحتهن.

يقول زيد بن أرقم: «نزل رسول الله (ص) بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام» [54] .

وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن أسيد قالا: «لما صدر رسول الله (ص) من حجة الوداع، ولم يحج غيرها، أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهى عن شجرات بالبطحاء متقاربات لا ينزلوا تحتهن» [55] .

4. ثم أمر(ص) أن يقم ما تحت تلكم السمرات من شوك، وان تشذب فروعهن المتدلية، وان ترش الأرض تحتهن.

ففي حديث زيد بن أرقم: «فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك» [56] .

وفي حديثه الآخر: «أمر رسول الله (ص) بالشجرات فقم ما تحتها، ورش» [57] .

وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن أسيد: «فقم ما تحتهن وشذبن عن رؤوس القوم» [58] .

5. وبعد أن نزلت الجموع منازلها، وأخذت أماكنها، أمر (ص) مناديه أن ينادي «الصلاة جامعة».

يقول حبة بن جوين العرني البجلي: «لما كان يوم غدير خم، دعا النبي (ص): «الصلاة جامعة» نصف النهار..الخ» [59] .

وفي حديث زيد المتقدم: «فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة».

6. وبعد أن تكاملت الصفوف للصلاة جماعة، قام (ص) إمامًا بين شجرتين من تلكم السمرات الخمس.

يقول عامر وحذيفة في حديثهما المتقدم: «حتى إذا نودي للصلاة غدا إليهن فصلى تحتهن».

وفي رواية الإمام احمد عن البراء بن عازب، قال: «كنا مع رسول الله فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله (ص) تحت شجرتين، فصلى الظهر» [60] .

7. وظلل لرسول الله (ص) عن الشمس، أثناء صلاته بثوب، علق على إحدى الشجرتين.

ففي رواية الإمام احمد من حديث زيد بن أرقم: «وظلل لرسول الله (ص) بثوب على شجرة سمرة من الشمس» [61] .

8. وكان ذلك اليوم هاجرا شديد الحر.

يقول زيد بن أرقم: «فخرجنا إلى رسول الله في يوم شديد الحر، وان منا من يضع بعض ردائه على رأسه، وبعضه على قدمه من شدة الرمضاء» [62] .

9. وبعد أن انصرف (ص) من صلاته، أمر أن يصنع له منبر من أقتاب الإبل [63] .

10. ثم صعد (ص) المنبر متوسدا يد علي (ع).

يقول جابر في حديثه المتقدم: «وأمر عليا فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم، وهو متوسد يد علي بن أبي طالب».

11. وخطب (ص) خطبته الآتية:

«الحمد لله، ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى.

وأشهد أن لا اله إلا الله، وان محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

أيها الناس: قد نبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجبت، وإني مسؤول، وانتم مسؤولون، فماذا انتم قائلون؟

قالوا: نشهد أنك قد بلغت، ونصحت، وجهدت، فجزاك الله خيرًا.

قال: ألستم تشهدون أن لا اله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟

قالوا: بلى، نشهد بذلك.

قال: اللهم اشهد.

ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟

قالوا: نعم.

قال: فاني فرطكم جالفرط: المتقدم قومه إلى المائج على الحوض، وانتم واردون علي الحوض، وأن عرضه ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟!

فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟

قال: الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله عز وجل، وطرف بأيديكم، فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.

ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال:
أيها الناس: من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال: أن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه.

يقولها ثلاث مرات، وفي رواية الإمام احمد: أربع مرات.

ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبب من أحبه، وابغض من ابغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وادر الحق معه حيث دار.

ألا فليبلغ الشاهد الغائب» [64] .

12. ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر، كل يقول: بخ بخ لك يابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة» [65] .

13. وقال ابن عباس: وجبت، والله، في أعناق القوم» [66] يعني بذلك البيعة بالولاية والإمرة والخلافة.

14. ثم استأذن الرسول شاعره حسان بن ثابت في أن يقول شعرا في المناسبة.

ففي رواية الغدير: «فقال حسان: ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن.
فقال: قل، على بركة الله.

فقام حسان، فقال: يا معشر مشيخة قريش، اتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية، ثم قال:

يناديهم، يوم الغدير، نبيهم

بخم، فاسمع بالنبي مناديا

يقول: فمن مولاكم ووليكم؟

فقالوا، ولم يبدوا هناك التعاميا:

إلهك مولانا، وأنت ولينا

ولم تر منا في الولاية عاصيا

فقال له: قم يا علي، فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

الأعمال المندوب إليها شرعًا في هذا الموقع
الأعمال المندوب إليها شرعا في هذا الموضع، هي:

1. استحباب الصلاة في مسجده المعروف، تاريخيا، بمسجد رسول الله، ومسجد النبي، ومسجد غدير خم.

2. الإكثار فيه من الدعاء والابتهال إلى الله تعالى.

قال الشيخ صاحب الجواهر: «وكذلك يستحب للمراجع على طريق المدينة الصلاة في مسجد غدير خم، والإكثار فيه من الدعاء، وهو موضع النص من رسول الله(ص) على أمير المؤمنين (ع)» [67] .

ومن الحديث الذي يدل على ذلك: ما رواه الشيخ الحر العاملي في «الوسائل»:

1. بإسناده عن حسان الجمال: قال: حملت أبا عبد الله الصادق (ع) من المدينة إلى مكة، قال: فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول الله (ص) حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

2. بإسناده عن عبد الرحمن بن الحجاج: قال: سالت أبا إبراهيم (الكاظم) (ع) عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار، وأنا مسافر؟

فقال: صل فيه، فان فيه فضلا، وقد كان أبي (ع) يأمر بذلك.

3. بإسناده عن أبان عن أبي عبد الله (الصادق) (ع) قال: انه تستحب الصلاة في مسجد الغدير، لأن النبي (ص) أقام فيه أمير المؤمنين (ع)، وهو موضع أظهر الله، عز وجل، فيه الحق [68] .

وقال الشيخ يوسف البحراني: «يستحب لقاصدي المدينة المشروفة المرور بمسجد الغدير ودخوله والصلاة فيه، والإكثار من الدعاء» [69] .

وهو الموضع الذي نص فيه رسول الله (ص) على إمامة أمير المؤمنين وخلافته بعده، ووقع التكليف بها، وإن كانت النصوص قد تكاثرت بها عنه (ص) قبل ذلك اليوم، إلا أن التكليف الشرعي والإيجاب الحتمي إنما وقع في ذلك اليوم، وكانت تلك النصوص المتقدمة من قبيل التوطئة لتوطن النفوس عليها وقبولها بعد التكليف بها.

فروى ثقة الإسلام في «الكافي» والصدوق في «الفقيه» عن أبان عن أبي عبد الله (ع): قال: يستحب الصلاة في مسجد الغدير، لان النبي(ص) أقام فيه أمير المؤمنين (ع) ، وهو موضع أظهر الله، عز وجل، فيه الحق.

وروى المشايخ الثلاثة (نور الله تعالى مضاجعهم) في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجاج: قال: سالت أبا إبراهيم (ع) عن الصلاة في مسجد غدير خم، وأنا مسافر، فقال: صل فيه، فان فيه فضلا كثيرا، وكان أبي يأمر بذلك.

وقد ذكر استحباب الصلاة في مسجد الغدير غير واحد من فقهائنا الإمامية، مضافا إلى من ذكرتهم، منهم:

- الشيخ الطوسي في «النهاية»، قال: «وإذا انتهى (يعني الحاج) إلى مسجد الغدير، فليدخله، وليصل فيه ركعتين» [70] .
- القاضي ابن البراج في «المهذب»، قال: «فمن توجه إلى زيارته (ص) من مكة بعد حجه، فينبغي له إذا أتى مسجد الغدير.. فليدخله، ويصلي من ميسرته ما تيسر له، ثم يمضي إلى المدينة» [71] .

- الشيخ ابن إدريس في «السرائر»، قال: «وإذا انتهى (الحاج) إلى مسجد الغدير دخله وصلى فيه ركعتين» [72] .

- الشيخ ابن حمزة في «الوسيلة»، قال: «وصلى (يعني الحاج) أيضا في مسجد الغدير ركعتين إذا بلغه» [73] .

- الشيخ يحيى بن سعيد في «الجامع»، قال: «فإذا أتى (الحاج) مسجد الغدير دخله وصلى ركعتين» [74] .

- السيد الحكيم في «منهاج الناسكين»، قال: «وكذا يستحب الصلاة في مسجد غدير خم، والإكثار من الابتهال والدعاء فيه.

وهو الموضع الذي نص فيه النبي (ص) بالولاية لأمير المؤمنين (ع)، وعقد البيعة له، صلى الله عليهما وعلى آلهما الطاهرين» [75] .

وصف الموقع الراهن
وصفه المقدم عاتق بن غيث البلادي، المؤرخ الحجازي المعاصر، في كتابه «معجم معالم الحجاز»، قال: «ويعرف غدير خم اليوم باسم «الغربة»، وهو غدير عليه نخل قليل لأناس من البلادية من حرب، وهو في ديارهم يقع شرق الجحفة على أكيال، وواديهما واحد، وهو وادي الخرار [76] .

وكانت عين الجحفة تنبع من قرب الغدير، ولا تزال آثارها ماثلة للعيان.

وتركب الغدير من الغرب والشمال الغربي آثار بلدة كان لها سور حجري لا يزال ظاهرًا، وأنقاض الآثار تدل على أن بعضها كان قصورا أو قلاعا، وربما كان هذا حيًّا من أحياء مدينة الجحفة، فالآثار هنا تتشابه».

وقد استطلعت، ميدانيا، الموضع من خلال رحلتين:

- كانت أولاهما: يوم الثلاثاء 7/5/1402 هـ: 2/1/1982م.

- والثانية: يوم الأربعاء 18/6/1409 هـ: 25/1/1989م.
الرحلة الأولى:
غادرت مدينة جدة شروق الشمس بسيارة جيب تويوتا، وكان برفقتي ولدي عماد وخاله السيد ياسين السيد جابر البطاط (ت 29/ 1/ 1409 هـ، رحمه الله تعالى) وولده السيد فاضل.

وبعد ساعتين تقريبا من مغادرتنا جدة، وصلنا إلى مفرق الجحفة قبيل مدينة رابغ، والكائن عند مطارها المحلي يمنة الطريق، ونزلنا عن الطريق العام إلى طريق الجحفة، ولم يكن آنذاك مزفتًّا، وفي أكثر مواضعه غير ممهد.

وبعد حوالى عشر كلمترات وصلنا إلى مسجد الميقات الذي شيد من قبل الحكومة السعودية ملاصقا لأساس المسجد القديم المندثر.

ودخلنا المسجد، وكان خادمه نائمًا، وهو من أعراب تلك البادية، فأيقظناه، وسألناه عن الطريق إلى قصر علياء، وما في الطريق مما قد يصد السيارة فيعرقل سيرنا.

ثم صعدت على سطح المسجد، وكان سلمه مليئا بطيور الخفاش، ونظرت الطريق وحددت الجهة الميسرة للسير فيها.

وانطلقنا على بقايا آثار طريق الهجرة وسط أكوام من الحجارة التي جرفتها السيول إليه، ووسط رمال عملت منها السيول ما يشبه السدود الحاجزة، شقتها السيارة شقا.

وبعد أن قطعنا ما يقرب من خمسة كلمترات وصلنا إلى قصر علياء، ويقع هذا القصر على حد قرية الجحفة (الميقات) من جهة المدينة المنورة ورابغ، كما أن المسجد الذي ذكرناه يقع على حد القرية من جهة مكة المكرمة.

وبعد أن استرحنا قليلاً، والتقطنا بعض الصور للقصر، انعطف الطريق بنا إلى اليمين لانعطاف الجبال المطلة عليه من جهة يمناه للقادم من مكة، ويسراه للقادم من المدينة.

وفي متسع من الوادي تشعبت فيه الطرق، على مدى عرضه، حتى وصلنا إلى رملة غزيرة انعدمت فيها آثار الطريق، فوقفنا قليلا، ولاح لنا راع مع غنيمات عند سفح الجبل، فنزلت قاصدًا إياه، وكانت رجلاي تغوصان في الرمل إلى ما يقرب من الركبتين، ولوحت له بعباءتي فوقف ثم اتجه جهتي والتقينا غير بعيد من الجبل، وسألته عن طريق الغربة، فقال: سيروا باستقامة سيارتكم، وبعد قليل توافيكم حرة تطلعون فيها على مزرعة صغيرة جديدة، ومن على الحرة تبين لكم نخيل الغربة.

فدلفنا بسيارتنا نشق الرمال شقًّا حتى انتهت بنا إلى مرتفع ارتقينا به الحرة التي ذكرها الراعي.

وفي الحرة التقينا سيارة نقل صغيرة (وانيت) يسوقها شاب بدوي، وإلى جانبه شيخ كبير، فاستوقفتهما، وبعد السلام عليهما، سألتهما عن الأصل والوطن، فقالا: من البلاذية من حرب، نسكن بعد الغربة بقليل، قلت: الغربة هي مقصدنا، قال الشيخ: أنتم من الشرقية تريدون الغدير؟

قلت: هله هله، أي: نعم نعم، بلهجة البادية، قال: هي عند النزلة من الحرة يمين الطريق مباشرة، فودعناهما ودخلنا الغدير حامدين لله توفيقه، وشاكرين على السلامة.

وبعد أن استقر بنا الجلوس تناولنا من القهوة والشاي، ثم قمنا، وتجولنا بالوادي الفسيح، والتقطنا له الصور من مختلف جهاته.

كان الوادي فسيحًا جدًّا، تتخلله أشجار السمر منتشرة في أبعاده جميعها، ويقع بين سلسلة جبال من جنوبه وشماله.

ومسيله يمر مع سفوح جباله الجنوبية، وهي أعلى وأضخم من جباله الشمالية.

وعلى المسيل من جهة سهل الوادي ثلاث كوم من النخيل بين كل كومة وأخرى حوالى عشرين مترًا، وكل كومة لا تتجاوز الآحاد.

ومن المظنون قويًّا أنها نبتت هنا بفعل ما يرميه المارون بالوادي من نوى التمر الذي يتناولونه مع القهوة.

وقريبًا من منعطف الوادي إلى جهة الغرب غيضة، وسطها عين جارية، قد تكون هي عين الغدير التاريخية.

أما الغدير فلم نر له آثارًا، وكذلك المسجد، ولعلهما عفيا بفعل تأثير عوامل التعرية والإبادة من أمطار وسيول ورياح وما إليها.

وبعد أن استكملنا استطلاعنا عدنا على الطريق نفسه إلى جدة، ووصلنا إليها بعد الغروب بساعة تقريبًا.
الرحلة الثانية:
وكانت بعد عودتنا من زيارة قبر السيدة آمنة بنت وهب (ع)، أم النبي (ص)، في الأبواء (الخريبة)، ومبيتنا في منزل الحاج علي بن سالم العبيدي بوادي الفرع.

وكان معي في هذه الرحلة ابناي معاد وفؤاد، وابنا عمتهما السيدان الحسن والحسين الخليفة، والشيخ صالح العبيدي من خطباء المنبر الحسيني بجدة، والشاب عابد العلاسي من جدة.

وبعد أن وصلنا إلى ميقات الجحفة، قبيل الظهر، سلكنا الطريق السابق إلى الغدير، فرأيناه قد غير السيل العرم الذي جاء المنطقة بعد رحلتنا الأولى الكثير من معالم الطريق، وعفى القليل المتبقي من آثاره.

ورأينا، قبيل وصولنا إلى الغدير، ومقابل الحرة، على قمة الجبل المحاذي لها، منازل من البناء الجاهز لشركة إنشائية، يسلك إليها طريق ممهد يتفرع من طريق رابغ - الغدير.

وعندما وصلنا إلى الغدير رأينا السيل قد فعل مفعوله في تغيير شيء غير قليل من المعالم التي رأيناها سابقا.

منها أن أهار الجرف السابق المطل على المسيل بما لا يقل عن ثلاثة أمتار، فأطاح ببعض النخيل التي كانت عليه. ومنها أن ذهب بالغيضة إلا بقايا منها.

ورأينا العين قد أصبحت تجري من تحت الجرف الجديد، ويسير مجراها بحافته إلى كومة من الشجر لا تبعد عن منبع العين بأكثر من عشرين مترًا.

وبعد أن التقطنا بعض الصور، وتناولنا التمر والقهوة، توجهنا إلى رابغ عن الطريق الآخر الذي لا يمر بالجحفة، والذي يقع شرقي رابغ.

الطريق المؤدي الى الموقع
رأينا مما تقدم أن هناك طريقين يؤديان إلى موقع غدير خم، أحدهما من الجحفة، والآخر من رابغ.

1. طريق الجحفة

يبدأ من مفرق الجحفة عند مطار رابغ سالكًا تسعة كيلوات مزفتة إلى أول قرية الجحفة القديمة، حيث شيدت الحكومة السعودية، بعد أن هدمت المسجد السابق الذي رأيناه في الرحلة الأولى، مسجدا كبيرا في موضعه، وحمامات للاغتسال، ومرافق صحية، ومواقف سيارات.

ثم ينعطف الطريق شمالا وسط حجارة ورمال كالسدود بمقدار خمسة كلمترات إلى قصر علياء، حيث نهاية قرية الميقات.

ثم ينعطف الطريق إلى جهة اليمين، قاطعا بمقدار كيلوين أكواما من الحجارة وتلولا من الرمال، وحرة قصيرة المسافة.

ثم يهبط من الحرة يمنة الطريق حيث وادي الغدير.

2. طريق رابغ

ويبدأ من مفرق طريق مكة - المدينة العام، الداخل إلى مدينة رابغ عند إشارة المرور، يمنة الطريق للقادم من مكة، مارا ببيوتات من الصفيح، وأخرى من الطين يسكنها بعض بدو المنطقة.

ثم يصعد على طريق قديم مزفت ينعطف به إلى اليسار، وهو الطريق العام القديم الذي تبدأ بقاياه من وراء مطار رابغ.

وبعد مسافة عشرة كيلمترات، وعلى اليمين، يتفرع منه الفرع المؤدي إلى الغدير، وهو طريق ترابي ممهد في أكثره، يلتقي عند مهبط الحرة بطريق الجحفة، حيث ينزلان إلى وادي الغدير.

ومسافته من رابغ إلى الغدير 26 كلمترًا تقريبا.

وفي ضوء ما تقدم:

يقع غدير خم من ميقات الجحفة مطلع الشمس بحوالى ثمانية كلمترات، وجنوب شرقي رابغ بما يقرب من ستة وعشرين كلمترا.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب، مكة: المطبعة الميرية، 1324ه، ص 3.

[2] السيرة لابن كثير، 4/424. 422- السيد عبد الحسين شرف الدين، المراجعات، ط‏17، المراجعة 54، ص 215.

[3] السيد عبد الحسين شرف الدين، المراجعات، ط 17، المراجعة 54، ص 215.

[4] م.ن.، ص 217.

[5] معجم ما استعجم، 2/510.

[6] انظر: لسان العرب، بيروت: دار صادر، مادة خم.

[7] انظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، 2/389 ومعجم معالم الحجاز، 1/156.

[8] السيرة لابن كثير، 4/422.

[9] المراجعات، م.س.، ص 217. عن المسند، 4/372.

[10] الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 259.

[11] حسن عيسى ابو ياسين، شعر همدان واخبارها، الرياض: دار العلوم، 1403ه، ص 372.

[12] المراجعات، م.س، ص 219، نقلا عن الخصائص.

[13] ابن كثير، السيرة، 4/423.

[14] معجم ما استعجم، 2/510.

[15] م.ن، 2/492 هكذا بالاصل، وصوابه: واد بالحجاز.

[16] عاتق بن غيث البلادي، معجم معالم الحجاز، ط‏1، 3/ 159.

[17] انظر: م.ن، ج‏6، مادة غدير.

[18] الأميني، الغدير، بيروت، ط‏4، 1/36.

[19] انظر: لسان العرب وتاج العروس ومحيط المحيط، والمعجم الوسيط، مادة غدر.

[20] تاج العروس، مادة غدر.

[21] ياقوت الحموي، معجم البلدان، 2/389.

[22] البكري، معجم ما استعجم، 2/368.

[23] معجم البلدان، 2/389.

[24] م.ن.

[25] السيرة لابن كثير، 4/224.

[26] الحميري، الروض المعطار، ط 1975، ص 156.

[27] البكري، معجم ما استعجم، 2/268.

[28] م.ن، 3/954 و955.

[29] السمهودي، وفاء الوفا، ط‏1، 2/298.

[30] معجم ما استعجم، 2/492.

[31] معجم البلدان، 2/350.

[32] م.ن، 2/389.

[33] معجم ما استعجم، 2/368.

[34] معجم البلدان، 4/188.

[35] بالجحفة، هكذا في مصورة مطبعة مصطفى البابي الحلبي واولاده بمصر لعام 1371ه # 1952م، وصوابه: دون ‏الجحفة.

[36] هما: عرام بن الاصبغ السلمي المتوفى نحو 275هـ صاحب كتاب: «اسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى‏وما ينبت عليها من الاشجار وما فيها من المياه‏». ونصر بن عبد الرحمن الاسكندري (ت 561ه) له كتاب «الامكنة والمياه‏والجبال والاثار ونحوها».

[37] معجم البلدان، 2/389.

[38] وانظر: النهاية، مادة خم.

[39] معجم ما استعجم، 2/368 والروض المعطار، ص 156.

[40] معجم البلدان، 2/389.

[41] المراجعات، المراجعة 54.

[42] م.ن.

[43] م.ن.

[44] م.ن.

[45] معجم ما استعجم، 2/368.

[46] معجم البلدان، 2/389.

[47] معجم ما استعجم، 2/368.

[48] معجم البلدان، 2/389.

[49] جواهر الكلام، ط النجف، 20/75، نقلا عن الدروس في فقه الإمامية.

[50] معجم البلدان، 2/389.

[51] الأميني، الغدير، 1/ 33.

[52] م.ن، 1/ 22.

[53] المراجعات، ص 219، نقلا عن خصائص النسائي، ص 25.

[54] الغدير، 1/31.

[55] م.ن، 1/46.

[56] م.ن، 1/36.

[57] م.ن، 1/34.

[58] م.ن، 1/47.

[59] م.ن، 1/24.

[60] المراجعات، المراجعة 54، ص 218 و219.

[61] م.ن، ص 217.

[62] الغدير، 1/36.

[63] م.ن، 1/10.

[64] م.ن، 1/10 و11.

[65] م.ن.

[66] م.ن.

[67] جواهر الكلام، ط. بيروت، 1981، 20/75.

[68] الحر العاملي، الوسائل، بيروت، ط‏5، 1403ه، 3/548.

[69] الشيخ يوسف البحراني، الحدائق الناضرة، بيروت، ط‏2، 1405 هـ، 17/406.

[70] الينابيع الفقهية، الحج، 220.

[71] م.ن، 353.

[72] م.ن، 558.

[73] م.ن، 610.

[74] م.ن، 729.

[75] السيد الحكيم، منهاج الناسكين، ط‏6، 1382ه، ص 121.

[76] معجم معالم الحجاز، م.س، 3/159. تقدم أن أوضحت استنادا على ما ذكره بعض المؤرخين الجغرافيين القدامى: أن الغدير مبتدأ وادي الجحفة، وعنده ينتهي وادي الخرار

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[highlight=#66FF66:f90a15b978]يوم الغدير يوم عيد

من جعل يوم الغدير عيدا؟

تاريخ الإحتفال بعيد الغدير
[/highlight:f90a15b978]




1- أوّل من احتفل بهذا البوم هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك بوحي من الله تعالى،
وذلك بموضع غدير خم وشارك هذا الإحتفال صحابة رسول الله و حشود المسلمين (120 الف)
وأمر (صلى الله عليه وآله) امير المؤمنين عليّاً ـ عليه السَّلام ـ أن يجلس في خيمة
وأمر كافة الناس وكلَّ من حضر المشهد من اُمته ومنهم أبي بكر و عمر ومشيخة قريش ووجوه الأنصار
كما أمر اُمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ وتهنئته على تنصيبه لمنصب الامامة والخلافة بعد رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ .
ففعل الناسُ ذلك وانكبوا على «علي» ـ عليه السَّلام ـ بايديهم وكان أول من صافق وهنأ عليّاً أبوبكر وعمر واصفين إياه بالولاية.
وهنا قام «حسان بن ثابت الأنصاري» شاعر الإسلام واستأذن رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في أن ينشد شعراً بهذه المناسبة،
فأذِنَ له رسولُ الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ قائلاً: قل على بركة الله.
فقام حَسانُ وقال:
يُناديهمُ يومَ الغديرِ نبيهُمْ * بخُمٍّ وَ أَسمِعْ بالنبيِّ منادياً
وقد جاءهُ جبريلُ عن أمر ربِّه * بأنّكَ معصومٌ فَلا تكُ وانيا
وَبَلّغهُمُ ماَ اَنزَلَ الله ربُهُمْ * إليك ولا تخشى هناك الأعاديا
فقامَ به إذ ذاك رافعَ كفّهِ * بكف عليٍّ معلنَ الصوت عالياً
فقالَ فمن مولاكُمُ ووليُّكُمْ * فقالوا ولم يُبدُوا هناك تعاميا
الهكَ مَولانا وانتَ وليُّنا * ولن تجدنْ فينا لَك اليوم عاصيا
فقالَ له: قمْ يا عليُّ فإنني * رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
فمن كنتُ مولاهُ فهذا وليّه * فكونوا له أنصار صدق مُواليا
هناكَ دعا اللّهمَ وال وليّه * وكُنْ للذي عادى عَلياً معادياً
فياربِّ انصرْ ناصريه لنَصرهم * امام هُدى كالبدر يَجْلُو الدياجيا

ــــــــــــــــــــــــــــ

نجد أمير المؤمنين عليا عليه السلام قد اعتبره عيدا، حيث أنه عليه السلام خطب في سنة اتفق فيها الجمعة والغدير، فقال: «إن الله عز وجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين...» والخطبة طويلة يأمرهم فيها تفصيلا بفعل ما ينبغي فعله في الأعياد، وبإظهار البشر والسرور، فمن أراد فليراجع.. (مصباح المتهجد / ص 698 / ج 1 / ص 284 عنه)

روى فرات بن إبراهيم، وهو من علماء القرن الثالث عن الصادق، عن أبيه عن آبائهم عليهم السلام، قال: قال رسول الله (ص): «يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي الخ...» (التنبية والاشراف / ص 221 / 222)

وقد روى فرات بسنده عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قلت: جعلت فداك، للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى، ويوم الجمعة، ويوم عرفة، قال: فقال لي: «نعم، أفضلها، وأعظمها، وأشرفها عند الله منزلة، هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد: اليوم أكملت لكم دينكم الخ...» (تفسير فرات الكوفي / ص 12).

وفي الكافي: عن الحسن بن راشد، عن الامام الصادق (ع) أيضا: أ،ه اعتبر يوم الغدير عيدا، وفي آخره قوله: «فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا»، قال قلت: فما لمن صامه ؟ قال: «صيام ستين شهرا». (الكافي / ج 4 / ص 148 / 149، ومصباح المتهجد / ص 680)

وييؤيده ما رواه الخطيب البغدادي، بسند رجاله كلهم ثقات، عن أبي هريرة: من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم الخ.» ( تاريخ بغداد / ج 8 / ص 290)
وأشير اليه في تذكرة الخواص / ص 30، والمناقب للخوارزمي / ص 94 وفيه ستين سنة بدل ستين شهرا، ومناقب الإمام علي لابن المغازلي / ص 19، وفرائد السمطين / الباب 13 / ج 1 / ص 77 مثل ما في مناقب الخوارزمي، وروى عنهم وعن زين الفتى للعاصمي.

وفي رواية أخرى: أن رسول الله (ص) أوصى عليا ان يتخذوا ذلك اليوم عيدا. (الكافي / ج 4 / ص 149)

وليراجع ما رواه المفضل بن عمر، عن الصادق عليه السلام (الخصال / ج 1 / ص 264)

وما روي عن عمار بن حريز العبدي عنه عليه السلام (مصباح المتهجد / ص 680)

وعن أبي الحسن الليثي عنه عليه السلام (مصباح المتهجد / ص 680)

وعن زياد بن محمد عن الصادق (ع) (مصباح المتهجد / ص 679)

وقال الفياض بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومئتين، (وقد بلغ التسعين): أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في يوم الغدير، وبحضرته جماعة من خاصته، قد احتبسهم للإفطار، وقد قدم الى منازلهم الطعام والبر والصلات، والكسوة حتى الخواتيم والنعال، وقد غير من احوالهم، وأحوال حاشيته وجددت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقدمه. (الغدير / ج 1 / ص 287، ومصباح المتهحد / ص 696)

وقد حشد العلامة الأميني، في كتابه القيم «الغدير» عشرات النصوص عن عشرات المصادر الموثوقة عند أهل السنة، والتي تؤكد على عيدية يوم الغدير في القرون الأولى، وأنه قد كان شائعا ومعروفا في العصور الإسلامية الأولى..
وتكفي مراجعة الفصل الذي يذكر فيه تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر لأمير المؤمنين عليه السلام بهذه المناسبة، ققد ذكر ذلك فقط عن ستين مصدرا...
هذا...
عدا عن المصادر الكثيرة التي ذكرت تهنئة الصحابة له عليه السلام بهذه المناسبة، وعدا عن المصادر التي نصت على عيدية يوم الغيدير، فإنها كثيرة أيضا... فراجع كتاب: الغدير ج 1 من ص 267 حتى ص 289.

ويُستفاد من مراجعة التاريخ بوضوح أن اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام كان معروفاً بين المسلمين بيوم عيد الغدير وكانت هذه التسمية تحظى بشهرة كبيرة إلى درجة أن ابن خلّكان يقول حول «المستعلي بن المستنصر»: فَبويع في يوم غدير خمّ وهو الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 487 (وفيات الأعيان: 1 / 60).

وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي: وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين واربعمائة، قلت: وهذه هي ليلة عيد الغدير اعني لية الثامن عشر من شهر ذي الحجة وهو غدير خم (وفيات الأعيان: 1 / 60).

وقد عدّه أبو ريحان البيرواني في كتابه «الآثار الباقية» ممّا استعمله أهل الإسلام من الأعياد (ترجمة الاثار الباقية: 395، الغدير: 1 / 267).
وليس ابن خلّكان وابوريحان البيروني، هما الوحيدان اللذان صرّحا بكون هذا اليوم هو عيد من الاعياد، بل هذا الثعالبيّ قد اعتبر هو الآخر ليلة الغدير من الليالي المعروفة بين المسلمين (ثمار القلوب: ص511).

هذا غيض من فيض و يسير من كثير ما في هذا الباب
اكتفينا بنقله


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

صورة رمزية إفتراضية للعضو بلقيس
بلقيس
عضو
°°°
افتراضي
اللهم صلي وسلم على نبيك ورسولك محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين

والأمر والله يحزنني

بالنسبه لي أنا الأمه الفقيره إلى الله
والله أعلم

أرى أنه لو تولى على عليه السلام

لما صار هذا حال الأمه

وحال آل بيت الرسول

لكن الله له حكمه من كل شيء

وسيردها (الخلافه) لهم

بخروج المهدي عليه السلام

واللهم أرضى على اصحاب الرسول بكر وعمر وعثمان وجميع أصحابه

وجعل أمه محمد متحابه

كما كان آل بيته وأصحابه

وأن أخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين

صورة رمزية إفتراضية للعضو الطاير1384
الطاير1384
عضو
°°°
افتراضي
كل عام وانتم بخير ومبروك علينا عيد الغدير
ونشكر النجف الاشرف على الموضوع وكل من ساهم فيه
اللهم عجل لوليك الفرج
بحق محمد وال محمد اللهم صلى على محمد وال محمد

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أشكر الفاضلة بلقيس الحجازية


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكر الفاضل الطاير1384
لتهنئته بهذا العيد وتشييده لهذا الموضوع

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


مواقع النشر (المفضلة)
تهانىالمسلمين الىحبيب الله رسول رب العالمين لهذاالعيد العظيم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
سرقة جثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجزء الثانى من خاتم لا اله الا الله محمد رسول الله
عجائب صنع الله صدق أو لا تصدق+الى نصرة رسول الله (((ص)))
فوائد اللبأ معجزة الله عز و جل الحمد لله رب العالمين
الحساب الفلكى لمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم

الساعة الآن 07:42 AM.