المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث عن عمر امه الاسلام


مصطفى محمد
27-07-2008, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنى ان انقل اليكم هذا البحث عن عمر امه الاسلام والله اعلم .
المصدر : كتاب عمر أمة الإسلام"
لمؤلفه : أمين محمد جمال الدين - المكتبة التوفيقية - مصر
الطريقة الأولى لحساب عمر الأمة الإسلامية
توضيحات :
إن عُمْرَ أمة الإسلام هو منذ بعثة محمد وإلى أن تقوم الساعة ، أو بالتحديد إلى أن تأتي ريح ليِّنة من قِبَل اليمن فتَقبض نفس كلّ مؤمن ويكون ذلك بعد موت عيسى ابن مريم عليه السلام ثم لا يبقى على ظهر الأرض مؤمن فسينتهي هنا عمر أمة الإسلام ولا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة .
فعمر الأمة إذن – أيُُّّ أمَّة – يكون منذ بعثة نبيها إلى بعثة النبي الذي بعده فمن آمن بهذا النبي الآخر كان من أمته وأُوتي الأجر مرتين (من أمثال سلمان الفارسي وصهيب الرومي وعبد الله بن سلام والنجاشي رضي الله عنهم أجمعين) ، ومن كفر به عجز وانقطع وكان كمن كفر بالأنبياء جميعا .
- فعمر اليهود هو من بعثة موسى عليه السلام إلى بعثة عيسى عليه السلام .
- وعمر النصارى يمتد من بعثة عيسى عليه السلام إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم .
وهنا يطرح سؤال نفسه : هل ورد لنا في الشرع الحنيف شيء في تحديد أعمار هذه الأمم ؟ . . والجواب : نعم .
وقبل أن نشرع في التفصيل ننبه إلى أمور :
الأول : أننا لا نستعجل – بكلامنا هذا – إيقاف عجلة الحياة الدنيا وخراب العالم .
كلا فإننا تعلمنا من ديننا أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا ولا نتوقف حتى تتوقف عجلة الحياة الدنيا فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" حديث صحيح .
ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" . (لا أصل له مرفوعا وقد روي موقوفا على ابن عمر عند ابن قتيبة وابن المبارك بلفظ آخر . . . انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني) .
فكلامنا إذن عن قرب النهاية لا يعني أبدا إلقاء اليد إلى العجز وترك العمل أو طلب العلم أو الدعوة إلى الله بل على العكس من ذلك يعني التزود والاستعداد لهذه الفتن والملاحم الأخيرة بالتزود بالعلم والعمل والتقوى .
ثانيا : ليس المقصود تخيف الناس ، بل تنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين .
ثالثا : أننا لن نأتي بكلمة واحدة في هذا الكتاب فيها ظن أو رجم بالغيب . وإنما كلامنا مرجعه إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقوال العلماء الأئمة المستنبط منهما ، ثم بعد ذلك نستأنس بكلام أهل الكتاب الذين أُذِن لنا في الحديث عنهم .
رابعا : وهو هام ونؤكد عليه ، أننا لا نحدد ولا يملك أحد أن يحدد تاريخا بعينه أو سنة بذاتها لعمر أمة الإسلام ، ولكننا نقرر تقديرات إجمالية معتمدة على ما ورد في الآثار الصحيحة وما أثبته علماؤنا الأعلام من كلام وشروح لهذه الآثار .
ثم إننا أحيانا نذكر اليسير عن بداية الملاحم لا عن نهاية عمر الدنيا فإن هذا مما اختص الله تعالى نفسه بعلمه ، فلا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب .
أحاديث عمر الأمم والمعنى العام لها
أولاً : الأحاديث :
1- روى البخاري في صحيحه بسنده عن عبدالله بن عُمر أنه سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول : "إنما بقاؤُكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، أوتى أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهارُ عجزوا فأعُطوا قيراطاً قيراطا . ثم أوتى أهل الإنجيلِ الإنجيلَ فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعُطوا قيراطاً قيراطا . ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين . فقال أهل الكتاب : أيْ ربنا أعطيت هؤلاءِ قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطاً قيراطا ونحن كنا أكثر عملاً . قال : قال الله عَزَّ وجل : هل ظلمتكُم من أجرِكم من شيء ؟ قالوا : لا . قال : فهو فضلي أوتيه من أشاء" (رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه : في كتاب مواقيت الصلاة ، وكتاب الإجارة ، وكتاب أحاديث الأنبياء ، وكتاب فضائل القرآن ، وكتاب التوحيد بأسانيد مختلفة) .
2- روى البخاري أيضا في صحيحه عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي–صلى الله عليه وسلم- : "مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوماً يعملون له عملاً إلى الليل فعملوا إلى نصف النهار ، فقالوا : لا حاجة لنا إلى أجرك ، فاستأجر آخرين فقال : أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت . فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا : لك ما عملنا . فاستأجَر قوماً فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين (رواه البخاري أيضا في عدة مواضع من صحيحه : في كتاب مواقيت الصلاة ، وكتاب الإجارة)
ثانياً : المعنى العام والشرح الإجمالي :
- يخبرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذين الحديثين –بطريقة ضرب الأمثال للتقريب والتبيين- عن مدة بقاء أمة الإسلام في هذه الحياة الدنيا بالنسبة للأمم قبلها من اليهود والنصارى ، فمدة المسلمين الزمنية هي الفترة التي تمتد من صلاة العصر إلى غروب الشمس .
ومدة اليهود هي الفترة من الفجر إلى صلاة الظهر –نصف النهار- ومدة النصارى من صلاة الظهر إلى صلاة العصر . أي أن مدة اليهود نظير مدتي المسلمين والنصارى مجتمعين .
لأن اليهود عملوا نصف النهار والمسلمون والنصارى عملوا النصف الآخر للنهار . كما يخبرنا الحديث عن تفضيل الله سبحانه لهذه الأمة الأخيرة أمة النبي الخاتم محمد –صلى الله عليه وسلم- من غير أن يُنقِصَ الأمم السابقة من أجورهم شيئاً أو يظلمهم ، لأنه سبحانه وتعالى منزهٌ عن الظلم والنقائص كلها . فقد أعطاهم أجرهم كاملاً غير منقوص .
- والقيراط المذكور في الحديث هو النصيب والملك في الجنة ، وإن أقل أهل الجنة منزلة وملكاً من يكون له مثل كل ما تمنى عشر مرات ، فالقيراط إذن يعني أجراً عظيما موفى موفراً .
- فغضب أهل الكتاب لا لأنهم قد غُمِصوا حقّهم وغُبِنوا في أجرهم ولكن حسداً من عند أنفسهم للأمة المُفضلة أمة الإسلام . فقالوا : يا ربنا ، لم فضلت هؤلاء علينا بأن ضاعفت لهم الأجر وأجزلت لهم العطاء مع أننا كنا أكثر عملاً ؟!
وجملة (كنا أكثر عملاً) تحتمل معنيين :
الأول : كنا أطول زماناً وبقاءً في الحياة الدنيا وبالتالي أكثر عملاً .
الثاني : كنا أكثر أتباعاً مما يستلزم كثرة العمل .
وعلى هذا يكون القائل (كنا أكثر عملاً) على المعنى الأول هم اليهود خاصة ويؤيد ذلك أحد ألفاظ الحديث الذي رواه البخاري في كتاب التوحيد حيث جاء فيه :
(... فقال أهل التوراة ...) وذلك لأن اليهود بلا خلاف أطول زماناً من المسلمين فيصدق قولهم كنا أكثر عملاً . ويكون قول النصارى كنا أكثر عملاً على المعنى الثاني أي أكثر أتباعاً لأنهم آمنوا بموسى وعيسى جميعاً فيصدق قولهم كذلك (انظر فتح الباري جـ 4 كتاب الإجارة ص 446) .
- فلما غضب أهل الكتاب وقالوا ما قالوا بين لهم الرب تبارك وتعالى أنه لم يظلمهم ، فأجرهم موفى موفر غير منقوص وغاية ما هنالك أنه سبحانه فضل أمة حبيبه محمد –صلى الله عليه وسلم- بمزيد عطاء ومِنّة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله لايُسأل عما يفعل وهم يُسألون .
يا للعجب !!!!
* هل يستوي الذين قالوا عن عجل بهيم (هذا إلهكم وإله موسى فنسى) مع الذين قالوا لا إله إلا الله .
* هل يستوي الذين قالوا (عزيرابن الله) والذين قالوا (المسيح ابن الله) مع الذين قالوا "قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد" .
* هل يستوي الذين قالوا(إن الله فقير ونحن أغنياء) والذين قالوا (هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء) مع الذين قالوا أنت الغني ونحن الفقراء إليك .
* هل يستوي الذين قالوا (سمعنا وعصينا) مع الذين قالوا "سمعنا وأطعنا" .
* هل يستوي الذين قالوا : (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) مع الذين قالوا : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون" . هل يستوون ؟ الحمد لله رب العالمين . . .
المبحث في حساب أعمار الأمم
هذا مبحث نفيس قد يخفى على كثير من الناس. ونحن لم نأت فيه بجديد إلا أننا استخرجنا كنزه من باطن أمهات الكتب فنفضنا عنه التراب وعرضناه في صورته الأصلية نقيا زاهرا لاخفاء فيه ولا غبار عليه. ورحم الله علماءنا الأعلام الذين تركوا لنا ميراثا هائلا من فقه سنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الذي ما ترك شيئا في الأرض ولا في السماء ولا طائر يطير بجناحيه إلا وأبان لنا منه علما.
قال الحافظ ابن حجر في كتابه القيم فتح الباري – تعليقا على أحاديث عمر الأمم – ما نصه : ( واستُِدلّ به – أي الحديث المذكور – على أن بقاء هذه الأمة (أمة الإسلام) يزيد على الألف لأنه يقتضي أن مدة اليهود نظير مدتي النصارى والمسلمين، وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة، ومدة النصارى من ذلك ستمائة )
وقال أيضا : ( وتضمن الحديث الإشارة إلى قصر المدة التي بقيت من الدنيا ) .
ومن الإجمال إلى تفصيل أكثر لكلام ابن حجر السابق نقول : أن كلامه قد تضمن جملاً :
1- إن مدة عمر اليهود نظير(تساوي) مدتي عمر النصارى والمسلمين مجتمعة. أي أن مدة عمر اليهود = مدة عمر المسلمين + مدة عمرالنصارى.
2- إن مدة عمر النصارى هي ستمائة سنة وقد جاء بذلك أثر صحيح رواه البخاري في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : ( فترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة ) . (صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار) .
ومما سبق يمكننا أن نقول إن :
مدة عمر المسلمين = مدة عمر اليهود مطروحا منها مدة عمر النصارى.
وحيث إن مدة عمر اليهود والنصارى تزيد على ألفي سنة ومدة عمر النصارى هي ستمائة سنة إذن بالطرح الجبري يكون:
عمر أمة اليهود = 2000 – 600 = 1400 سنة تزيد قليلا.
وذكر أهل النقل وكتب التاريخ العام أن هذه الزيادة تزيد عن المئة سنة قليلا.
إذاً : عمر أمة اليهود = 1500 سنة تزيد قليلا
وحيث إن عمر أمة الإسلام = عمر أمة اليهود – عمر أمة النصارى
إذاً : عمر أمة الإسلام = 1500 – 600 = 900 سنة تزيد قليلا + 500 سنة (جاء ذلك في حديث سعد بن أبي وقاص يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم : قيل لسعد : كم نصف يوم ؟ قال : خمسمائة سنة) . حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والحاكم وأبو نعيم في الحلية وصححه العلامة الألباني في "الصحيحة" برقم 1643 وفي صحيح الجامع في عدة مواضع) .
إذاً : عمر أمة الإسلام = 1400 سنة تزيد قليلا
كم تكون هذه الزيادة ؟
يقول الإمام السيوطي في رسالته المسماة : (الكشف) في بيان خروج المهدي يقول رحمه الله ما نصه : ( الذي دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على الألف ولاتبلغ الزيادة خمسمائة أصلا ) . (رسالة الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف) ص 206.
مضى من هذا القليل ثلاثون عاما فنحن الآن في عام 1417 هـ (حيث كُتِب هذا البحث في العام 1417 هـ) نضيف إليها ثلاث عشرة سنة قبل بدء التقويم الهجري وهي ما بين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هجرته.
فنحن الآن في سنة 1417 من الهجرة ولكننا في سنة 1430 من البعثة.
فنحن إذا – بناء على ما قدمنا من حسابات مستندين إلى كلام أئمتنا الأعلام المعتمد على ما صح من الآثار – نعيش والعالم في حقبة ما قبل النهاية.
في مرحلة الاستعداد للفتن والملاحم الأخيرة التي تسبق ظهور العلامات الكبرى. وإتماما للفائدة نورد في الفصل القادم أقوال أهل الكتاب التي تتفق مع ما قدمنا وتؤكد أنا النهاية قريبة.

أقوال أهل الكتاب في قرب النهاية

قد يكون هذا الفصل من الكتاب حاديا لمعتدلي أهل الكتاب ومنصفيهم إلى الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وترك تكذيبه. فإنهم سيجدون توافقا عجيبا بين بعض نصوص كتبهم المقدسة وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بل إننا نطمع في إسلام كثير منهم حيث أخبرتنا الأحاديث النبوية أن كثيراً من الروم سيسلمون في آخر الزمان، بل إن فتح قسطنطينية سيكون على أيدي طائفة منهم حيث أخبر الحديث أنه يغزو القسطنطينية سبعون ألفا من بني إسحق ( الروم ) فيفتحونها بالتهليل والتكبير . . لاإله إلا الله . . والله أكبر. (انظر الفتن والملاحم للحافظ ابن كثير (باب ذكر الملحمة مع الروم – ص 51) .
وإليكم بعض أقوال أهل الكتاب في قرب النهاية :
1- جاء في (إنجيل متى) / 20/ 1- 16 ص 31 مانصه : (وهذا النص مشابه إلى حد كبير لحديث البخاري في عمر الأمم . . فليتنبه أهل الكتاب ولينظروا بعين الإنصاف إلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والذي يلزم الجميع الإيمان به) .
( مثل العمال في الكَرْم)
( فإن ملكوت السموات يشبه بإنسان رب بيت خرج في الصباح الباكر ليستأجر عمالا لكرمه، واتفق مع العمال على أن يدفع لكل منهم دينارا في اليوم، وأرسلهم إلى كرمه. ثم خرج نحو الساعة التاسعة صباحاً، فلقي في ساحة العمل عمالا آخرين بلا عمل، فقال لهم : اذهبوا أنتم أيضا واعملوا في كرمي وأعطيكم ما يحق لكم، فذهبوا. ثم خرج نحوالساعة الثانية عشرة ظهرا. ثم نحو الثالثة بعد الظهر، أرسل مزيدا من العمال إلى كرمه. ونحو الساعة الخامسة بعد الظهر، خرج أيضا فلقي عمالا آخرين بلا عمل، فسألهم : لماذا تقفون هنا طول النهار بلا عمل؟ أجابوه لأنه لم يستأجرنا أحد. فقال اذهبوا أنتم أيضا إلى كرمي. وعندما حل المساء، قال رب الكرم لوكيله : ادع العمال وادفع الأجرة مبتدئا بالآخرين ومنتهيا إلى الأولين. فجاء الذين عملوا من الساعة الخامسة وأخذ كل منهم دينارا. فلما جاء الأولون، ظنوا أنهم سيأخذون أكثر. ولكن كل واحد منهم نال دينارا واحدا وفيما هم يقبضون الدينار، تذمروا على رب البيت، قائلين : هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة فقط، وأنت قد ساويتهم بنا نحن الذين عملنا طول النهار تحت حر الشمس ! فأجاب واحدا منهم : يا صاحبي، أنا ظلمتك ؟!، ألم تتفق معي على دينار؟ خذ ما هو لك وامض في سبيلك، فأنا أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك. أما يحق لي أن أتصرف بمالي كما أريد؟ أم أن عينك شريرة لأنني صالح ؟ فهكذا يصير الآخرون أولين والأولون آخرين ) . (مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة) . رواه البخاري ومسلم ون حديث أبي هريرة وحذيفة.
2- جاء في الإنجيل – الرسالة الأولى إلى مؤمني تسالونيكي / 5 ما نصه :
( أما مسألة الأزمنة والأوقات المحددة فلستم في حاجة لأن يُكتب إليكم فيها. لأنكم تعلمون يقينا أن يوم الرب سيأتي كما يأتي اللص في الليل، فبينما الناس يقولون : حل السلام والأمن ينزل بهم الهلاك المفاجئ كالمخاض الذي يَدْهَمُ الحُبلى فلا يستطيعون أبدا أن يُفلتوا ) .
3- يقول نكسون الرئيس الأمريكي الأسبق لأميركا في كتاب بعنوان (1999 نصر بلا حرب ) :
( إن عام 1999 نكون قد حققنا السيادة الكاملة على العالم . . . وبعد ذلك يبقى ما بقي على المسيح ). (كتاب الوعد الحق والوعد المفترى) أي أنهم يحددون أنه لا يأتي عام 2000 إلا وقد هيأوا لعودة المسيح.
4- يقول ( بات روبرتسون ) زعيم الأصوليين الإنجيليين :
( إن إعادة مولد إسرائيل هي الإشارة الوحيدة إلى أن العد التنازلي لنهاية الكون قد بدأ، كما أنه مع مولد إسرائيل فإن بقية التنبؤات أخذت تتحقق بسرعة ) . (وقد أخبر ربنا جل وعلا في كتابه العزيز ان تجمع اليهود هو بداية هلاكهم فقال : )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104)
5- يقول ( بيلي جراهام) الرئيس السابق للقساوسة الإنجيليين في عام 1970 محذراً من أن العالم يتحرك الآن بسرعة كبيرة نحو هرمجدون : ( إن الجيل الحالي من الشباب قد يكون آخر جيل في التاريخ ) . (النبوءة والسياسة) .
6- يقول ( هال لندس) في كتابه (آخر أعظم كرة أرضية ) : ( الجيل الذي ولد منذ عام 48 سوف يشهد العودة الثانية للمسيح ) . (النبوءة والسياسة) .
7- يقول (جيري فولويل) زعيم الأصوليين المسيحيين : ( إننا نعتقد أننا نعيش في الأيام الأخيرة التي تسبق مجيء الرب * . . . إنني لا أعتقد أن أطفالي سيعيشون حياتهم كاملة ) . (النبوءة والسياسة) .
8- يقول القمص ( مينا جرجس ) في كتابه ( علامات مجيء الرب ) * : ( إن العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل المقدس تبدوا واضحة بأكثر جلاء هذه الأيام وأصبحنا نعيشها كلها . . . كما أنه لا توجد علامة من تلك العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل إلا ونراها واضحة هذه الأيام . . . الأمر الذي يدعونا أن نكون في حالة استعداد قصوى لاستقبال الرب الآتي على سحب السماء ) .
9- قال الأنبا ( ديستورس ) الأسقف العام في كتابه ( نظرات في سفر دانيال ) أن : زمن ظهور المسيح الكذاب ( الدجال) أبريل 1998. وزمن المجيء الثاني للمسيح ( عيسى بن مريم ) هو خريف عام 2001 .
وذلك من حسابات أوردها في بحثه، ويقول ديستورس معلقا على تاريخ ظهور المسيح الدجال في ربيع 1998 : ( والشيء العجيب أن أعياد الأديان الثلاثة الخاصة بالذبح سوف تكون في النصف الأول من شهر أبريل. وفي هذا التوقيت سيقوم المسيح الدجال ويقدم مع رئيس الكهنة ذبيحة المحرقة التي يذبحونها عند الهيكل ظانين أن الله سيرسل عليها ناراً من السماء تحرقها فيكون علامة قبول ذلك منهم – ولكن الله لا يلتفت إلى هذا القربان فهي مرفوضة من قبل الله . . . )
ما قدمنا ليس إلا إشارة لأقوال أهل الكتاب وإلا فأقوالهم لا يأتي عليها حصر وكلها تفيد أنهم قد رسخ في اعتقادهم أن الدنيا تعيش في هذه الأيام حقبتها الأخيرة، وهذا مما تخبرهم به كتبهم المقدسة التي يدينون بها.
* يدعي النصارى أن المسيح ابن مريم هو الرب ، ويدعي بعضهم أنه ابن الله تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرا .
عمر أمة الإسلام
2 - الطريقة الثانية (طريقة طرح المدد)
ويمكن أن نسميها طريقة الإمام (السيوطي) ومفادها : حساب جملة الماضي من عمر الأمم منذ آدم عليه السلام إلى بعثة النبي محمد (ص) ، وبطرح هذه الجملة من جملة عمر الدنيا نستنتج عمر أمة الإسلام .
ونورد أولا نص كلام الإمام السيوطي . قال - رحمه الله - : (الذي دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة ولا تبلغ الزيادة 500 سنة ، وذلك لأنه ورد من طرق أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وأن النبي (ص) بُعِث في أواخر الألف السادسة ، وورد أن الدجال يخرج على رأس مئة وينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث في الأرض أربعين سنة وأن الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة ، وأن بين النفختين أربعين سنة فهذه مائتا سنة لا بد منها والباقي الآن من الألف مائة سنة وسنتان وإلى الآن لم تطلع الشمس من مغربها ولا خرج الدجّال الذي خروجه قبل طلوع الشمس ولا ظهر المهدي الذي ظهوره قبل الدجّال بسبع سنين ولا وقعت الأشراط التي قبل ظهور المهدي . . . فكيف يتوهم أحد أن الساعة تقوم فبل تمام ألف سنة . . بل إن اتفق خروج الدجّال على رأس ألف وهو الذي أبداه بعض العلماء احتمالا ، مكثت الدنيا بعده أكثر من مائتي سنة . المائتين المشار إليها والباقي ما بين خروج الدّال وطلوع الشمس من مغربها ولا ندري كم هو ، وإن تأخير الدجّال عن رأس ألف إلى مائة أخرى كانت المدة أكثر ولا يمكن أن تكون المدة ألفا وخمسمائة سنة أصلا .
وقد أوردت نص ما قاله (السيوطي) لان بعض صغار طلبة العلم من أمثال ..... أنكروا علينا أننا لم نورد في الكتاب هذا النص الكامل واكتفينا بالجملة التي يقرر فيها السيوطي أن عمر الأمة يزيد على الألف ولا تبلغ الزيادة 500 سنة ، وأقول لهؤلاء :
أولا : نص كلام السيوطي الذي ذكرته ههنا ، بل كل رسالته (الكشف) (نص كلام "السيوطي" من رسالته المسماه "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف" ص 23 - 24 وهي صحيحة النسبة إلى الإمام "السيوطي" جلال الدين ولد بأسيوط من صعيد مصر سنة 849 هـ . وتوفي سنة 911 هـ . وملأ طباق الأرض علما وتصنيفا وتأليفا ، وقد حقق هذه الرسالة الشيخ / جاسم بن محمد مهلهل الكويتي) ما هو إلا تأييد وتفصيل للجملة التي اكتفيت بها في الكتاب وهي أن عمر الأمة يزيد على الألف ولا يبلغ 1500 أصلا ، فإيراد كل كلامه يلزمني إذا كان بعضه يعارض بعضا أو كان آخره ينقض أوله ، أما إذا كان آخره يفصِّل أوله ويؤكده ، فلا أظن أحدا يلزمني بإيراد كلام طويل لإثبات جملة اكتفيت بها ، خاصة وأنني قد ألزمت نفسي في مقدمة الكتاب بالاختصار والإيجاز .
ثانيا : ناشدتكم الله أن تراجعوا نياتكم ، وتراقبوا ربكم فإن الله يعلم بما في الصدور .
والآن إلى تفصيل كلام الإمام السيوطي :
أولا : جملة عمر الدنيا
- صحّ عن أبي هريرة موقوفا أنه قال ، في قوله سبحانه : "لابثين فيها أحْقَابًا" قال : (الحَقْبُ ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا) .
رواه "عبد بن حميد" ذكره "السيوطي" مسندا في أواخر "اللآلىء" وإسناده صحيح . ورواه "هنّاد" في "الزهد" موقوفا بمعناه وإسناده حسن . وابن جرير في التاريخ بلفظه مرفوعا وفي إسناده مقال ، وفي التفسير بمعناه موقوفا . (ورواه "البزار" مرفوعا مقتصرا على الفقرة الأولى منه . وروى الفقرة الأولى منه الحاكم في المستدرك 2/556 عن عبد الله بن مسعود وصححه ووافقه الذهبي)
- قال ابن جرير عقب هذا الأثر : (فبيّن في هذا الخبر أن الدنيا كلها ستة آلاف سنة وذلك أن اليوم الذي هو من أيام الآخرة إذا كان مقداره ألف سنة من سنيِّ الدنيا وكان اليوم الواحد من أيام "الحقب" سدس الدنيا كان معلوما بذلك أن جميع الدنيا ستة أيام من أيام الآخرة وذلك ستة آلاف سنة ، انظر تاريخ الطبري ج1 ص17 .
- وثبت عن ابن عباس أن يهودًا كانوا يقولون : "مدة الدنيا سبعة آلاف سنة" رواه ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي من طريق ابن اسحق قال حدثنا محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير عن عكرمة أو عن ابن عباس به . وحسَّن هذا الطريق الإمام السيوطي في الإتقان 2/242 والحافظ ابن حجر في الفتح 7/332 .
- وهذا المنقول عن ابن عباس بسند حسن عن أهل الكتاب هو خلاف ما صحَّ عن أبي هريرة من أنها "6000 سنة" مما يدل على اختلاف المصدر عندهما . والراجح ما رواه أبو هريرة موقوفا وله حكم الرفع . وقد روى الفقرة الأولى منه عبد الله بن مسعود وهو ممن لم يعرف بالرواية عن أهل الكتاب .
- وبمكن الجمع بين القولين (قول ابن عباس وقول أبي هريرة) بأن يحمل قول أبي هريرة بأن عمر الدنيا (6000 سنة) أي دون الزيادة ودون يوم القيامة ، والزيادة مقدارها نصف يوم (500 سنة) ويوم القيامة مقداره نصف يوم (500 سنة) ويحمل قول ابن عباس (7000 سنة) على فنائها . (حديث "سعد بن أبي وقاص" : "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم ... قيل لسعد : كم نصف يوم ، قال : خمسمائة سنة" - صحيح رواه أحمد وأبو داود والحاكم وأبو نعيم في الحلية . وهو في صحيح الجامع برقم 2481 و 1811 قال العلامة الألباني : "صحيح" وقال زهير الشاويش : في المشكاة برقم 5514 . وأورده من حديث "أبي ثعلبة" في صحيح الجامع أيضا برقم 5224 ، وقال الألباني : صحيح أ . هـ .
ادعى بعض الطلبة - كذبا - أن الشيخ الألباني ضعف هذا الحديث . وأقول أيها الكاذب أن العلامة الألباني لم يضعف الحديث بل صححه في عدة مواضع من صحيح الجامع ، وكذلك في سلسلة "الصحيحة" لغيره) . (عن أبي هريره عن النبي (ص) "يوم يقوم الناس لربّ العالمين" مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب"
ذكر الهيثمي في "المجمع" كتاب البعث باب خفة يوم القيامة على المؤمنين وقال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير اسماعيل بن عبد الله بن خالد وهو ثقة) . ويؤيد ذلك ما جاء في الأحاديث الصحيحة أن آدم خُلق يوم جمعة (أخروية) وأن الساعة تقوم - بلا خلاف - يوم جمعة (أخروية) ، ودنيوية أيضا . ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه وأحمد والترمذي عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خُلق آدم وفيه أُدخل الجنة وفيه أُخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم جمعة" .
ودليل أن جمعة القيامة (أخروية) الحديث التالي : "أتاني جبريل بمثل المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء ، قلت يا جبريل ما هذه ؟ قال : هذه الجمعة ... قالت : ما هذه النكتة السوداء ؟ قال : هذا يوم القيامة تقوم يوم الجمعة ونحن ندعوه (عندنا) المزيد ..." حديث حسن رواه أبو يعلى عن أنس (جـ7 - 228) وحسنه الشيخ "مقبل" في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين .
- فمقتضى ذلك أن الساعة إذا لم تقم هذه الجمعة (الأخروية) لزم أن تقوم الجمعة (الأخروية) التالية أي بعد (7000 سنة) لان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون . وهذا محال بل باطل لاعتبارات عدّة : منها قول الله تعالى : {فقد جاء أشراطها} وقوله سبحانه {اقتربت الساعة} وقوله (ص) "بعثت أنا والساعة / كهاتين" ومنها وقوع كل أشراط الساعة الصغرى . ومنها إخباره (ص) عن اليهود أنه أطول زمانا من المسلمين . فإن لم هذه الجمعة (الأخروية) لزم أنضيف إلى عمر الأمة الإسلامية (7000 سنة) أخرى على الأقل وهذا محال لأنه ينقض أصولا كثيرة . فيثبت بذلك أننا نعيش الآن في الحقبة الأخيرة من عمر الدنيا . وهذا لا يعني علم الساعة وإنما علم قربها . كما قال الألوسي في روح المعاني : "أن النبي (ص) لم يعلم وقت قيامها ، نعم علم (ص) قربها على الإجمال وأخبر به" .
انظر الألوسي : تفسير سورة الأعراف - قوله سبحانه : {قل إنما علمها عند الله" .
* إذن عمر الدنيا - على طريقة السيوطي = 7000 سنة
ثانيا : جملة الماضي من عمر الأمم : (من آدم عليه السلام إلى بعثة محمد (ص))
روى الحاكم (رواه الحاكم عن طريق علي بن زيد ، ولجل فقراته شواهد . فالقدر المرفوع منه صحيح لغيره وله شاهد من حديث أبي هريرة في صحيح الجامع برقم 5209 والفقرة الأولى والثانية منه جمعتا معا من حديث أبي أمامة مرفوعا (ذكره الهيثمي في المجمع 8/220/196) وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خثليد الحلبي وهو ثقة وذكره ابن كثير في البداية والنهاية وقال رواه ابن حبان وصححه ابن كثير على شرط مسلم بالفقرة الأولى منه .
وصحت الفقرة الأولى منه عند الحاكم من حديث ابن عباس موقوفا وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال على شرط البخاري . والفقرة الأخيرة من الحديث صحّت من حديث سلمان عند البخاري) . (ونقله عن السيوطي في الدر 2/248) عن ابن عباس عن النبي (ص) قال : "كان عمر آدم ألف سنة . قال ابن عباس : وبين آدم ونوح ألف سنة وبين نوح وإبراهيم ألف سنة وبين إبراهيم وموسى 700 سنة وبين موسى وعيسى 1500 سنة وبين عيسى ونبينا 600 سنة" .
- وقوله : (وبين موسى وعيسى 1500 سنة) موافق لما نقله ابن كثير في البداية والنهاية (جـ2 ص72) عن أبي زُرعة الدمشقي قال : حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عمن حدثه قال : "أنزلت التوراة على موسي لست ليال خلون من شهر رمضان ونزل الزبور على داود في اثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان , وذلك بعد التوراة بـ (482 سنة) وأنزل الإنجيل على عيسى بن مريم في 18 ليلة خلت من شهر رمضان بعد الزبور بـ (1050 عاما) وانزل الفرقان على محمد (ص) في أربع وعشرين من شهر رمضان" .
- وهو موافق أيضا لما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق " ونقله عن ابن منظور في مختصره للتاريخ (جـ1 ص28) عن أيوب بن عتبة قال : "كان بين آدم ونوح عشرة آباء وذلك ألف سنة وكان بين نوح وإبراهيم عشرة آباء وذلك ألف سنة وكان بين إبراهيم وموسى سبعة آباء ولم يسم السنين وكان بين موسى وعيسى 1500 سنة وكان بين عيسى ومحمد (ص) 600 سنة وهي الفترة" .
وأثر أيوب بن عتبة هذا موافق أيضا لحديث ابن عباس في المدة بين إبراهيم وموسى عليهما السلام بل وموافق لكل المدد المذكورة فيه . وتلك المدد موافقة للمذكور بكتب أهل الكتاب من حيث الجملة .
* إذن جملة المدد من آدم عليه السلام إلى محمد (ص) = 4800 سنة
ثالثا : جملة المدة ما بين طلوع الشمس من مغربها : (انتهاء عمر امة الإسلام تقريبا) إلى انقضاء الحساب ودخول الناس منازلهم في الدار الآخرة .
- المدة بين طلوع الشمس من مغربها إلى قيام الساعة = 120 سنة قال عبد الله بن عمرو : "يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها 120 سنة" صحيح موقوفا رواه أحمد وابن أبي شيبة وعبد الرزاق والطبراني وقال الهيثمي رجاله ثقات .
- المدة بين النفختين = 40 سنة قال (ص) :
قال (ص) : "بين النفختين أربعون" متفق عليه عن أبي هريرة . وعند ابن مردويه وابن أبي داود في "البعث" ورواية ابن المبارك في الزهد عن الحسن زيادة "أربعون عاما" .
- المدة التي يمكثها الناس شخوصا إلى السماء ينتظرون فصل القضاء = 40 سنة ، قال (ص) "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام ..."
ذكره "الإمام الذهبي" في "العُلوّ" وحسّن إسناده عن ابن مسعود . وكذلك الألباني . انظر مختصر العلو للألباني ص 110 - 111 .
- مقدار يوم القيامة = 500 سنة
صحّ أن النبي (ص) قال : "يوم يقوم الناس لربّ العالمين" مقدار نصف يوم سبق تخريجه في أوائل هذه الطريقة . ويؤخذ هذا أيضا من الحديث الصحيح الذي فيه : "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو 500 عام" . انظر صحيح الجامع برقم 8076 .
* إذن مجموع المدد من طلوع الشمس من مغربها إلى انقضاء الحساب = 700 سنة
وحيث أن : جملة عمر الدنيا (من بعثة آدم وإلى انقضاء الحساب) = جملة الماضي من عمر الأمم إلى بعثة محمد (ص) + عمر أمة محمد (ص) + المدة من انتهاء عمر أمة محمد (ص) (طلوع الشمس من مغربها تقريبا) إلى انقضاء الحساب .
إذن : 7000 = 4800 + عمر أمة محمد (ص) + 700 .
إذن : عمر امة محمد (ص) = 7000 - 4800 - 700
(بحساب الإمام السيوطي) = 1500 سنة .
وهذه النتيجة تقريبية لأننا اعتبرنا أن عمر الأمة ينتهي بطلوع الشمس من مغربها والواقع أنه ينتهي بعد ذلك بقليل عندما تأتي ريح فتقبض أرواح المؤمنين . قال الإمام "السيوطي" في رسالته "الكشف ص 43" ما نصه : "ثم بعد انتهائي بالتأليف إلى هنا رأيت في كتاب "العلل" للإمام أحمد بن حنبل قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه حدثني عبد الصمد أنه سمع "وهبا" يقول (قد خلا من الدنيا 5000 سنة و 600 سنة ، إني لأعرف كل زمان ما كان فيه من الملوك والأنبياء) وهذا يدل على أن مدة هذه الأمة تزيد على الألف بنحو 400 سنة تقريبا
الطريقة الثالثة لحساب عمر أمة الإسلام
(طريقة الإمام ابن رجب الحنبلي)*
نص كلام الإمام (ابن رجب) - رحمه الله - في شرحه على حديث "إنما بقائكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس" رواه البخاري عن ابن عمر قال : "ابن رجب" (إنما أراد به - والله أعلم - أتباع موسى وعيسى عليهما السلام .... وإنما قلنا : إن هذا هو المراد من الحديث ، لأن مدة هذه الأمة بالنسبة إلى مدة الدنيا من أولها إلى آخرها لا يبلغ قدر ما بين العصر إلى غروب الشمس بالنسبة إلى ما مضى من النهار بل أقل من ذلك بكثير" أ هـ من فتح الباري لابن رجب حديث رقم 557 ص 333 .
وقال - رحمه الله - ص 339 - 340 "وقد قدمنا أن المراد بهذا الحديث مدة أمة محمد (ص) مع مدة أمة موسى وعيسى عليهم السلام . فمدة هذه الأمم الثلاث كيوم تام ومدة ما مضى من الأمم في أول الدنيا كليلة هذا اليوم فإن الليل سابق للنهار وقد خُلق قبله على أصح القولين وتلك الليلة السابقة كان فيها نجوم تضيء ويُهتدى بها وهم الأنبياء المبعوثون فيها ، وقد كان - أيضا - فيها قمر منير وهو إبراهيم الخليل عليه السلام إمام الحنفاء ووالد الأنبياء وكان بين آدم ونوح ألف سنة وبين نوح وإبراهيم ألف سنة وبين إبراهيم وموسى ألف سنة قال ذلك غير واحد من المتقدمين ..." ثم قال : "..وأما ابتداء رسالة موسى عليه السلام فكانت كابتداء النهار فإن موسى وعيسى ومحمدا (ص) هم أصحاب الشرائع والكتب المتبعة ... فكانت مدة عمل بني إسرائيل إلى ظهور عيسى كنصف النهار الأول ، ومدة عمل امة عيسى كما بين الظهر والعصر ، ومدة عمل المسلمين كما بين العصر إلى غروب الشمس" أ هـ .
هذا - والله - كلام الإمام "ابن رجب" وهو يدل على انه قد نهج والتزم طريقة في فهمه للحديث بيانها كالآتي :
- إنه جعل مدة الدنيا كلها كيوم بليله ونهاره . وجعل الليل نصف ذلك والنهار النصف الآخر . وجعل مدة ما مضى من الأمم من آدم عليه السلام إلى موسى عليه السلام هو ليل ذلك اليوم (لأن الليل سابق النهار) (ودليل قوله سبحانه : "وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون" - سورة يس - فهو يدل على أن الليل الأصل والنهار جاء بعده ، فإذا سلخ النهار رجعنا للأصل وهي الظلمة والليل) . ومقداره (3000 سنة) وجعل "ابن رجب" مدة الأمم الثلاث (اليهود والنصارى والمسلمين) نهار ذلك اليوم ، ومقداره قريب من النصف الأول وهو الليل .، (وهو مأخوذ من كلام ابن رجب (ص 343) قال : "وقد قدمنا أن حديث ابن عمر يدل على أن مدة الدنيا كلها كيوم وليلة وأن مدة الأمم الثلاث قريب من نصف ذلك) .
وإليكم كلام "الإمام ابن رجب" في صورة الحساب - وهو ما لا يحسنه كثير من الإخوة المعترضين نقول :
1. مدة أعمار الأمم من لدن آدم إلى موسى عليهما السلام (ليل اليوم) = 3000 سنة .
2. مدة أعمار الأمم الثلاث (اليهود والنصارى والمسلمين) (نهار اليوم) = 3000 سنة "قريب من ذلك" .
3. مدة اليهود هي نهار ذلك اليوم - كما نص ابن رجب - ومدة النصارى والمسلمين مجتمعة النصف الآخر -
وحيث أن عمر اليهود النصف من ذلك (قريب منه) = 1500 سنة .
وعمر النصارى والمسلمين النصف الآخر = 1500 سنة .
وعمر النصارى (بنص أثر سلمان عند البخاري) = 600 سنة .
إذن : عمر أمة الإسلام = 1500 - 600 = 900 سنة .
وبإضافة نصف اليوم الزيادة في عمر الأمة وهو (500 سنه) كما في حديث "سعد" المذكور قبل .
إذن : عمر أمة الإسلام = 900 + 500 (بحساب الإمام ابن رجب) = 1400 سنة (قريب من ذلك) .
* لاحظ أن طريقة ابن رجب قد توافقت - بغير تكلف - توافقا عجيبا مع الطريقة الثانية (طريقة السيوطي) ، ومع طريقتنا في الكتاب (الطريقة الأولى) ، ودع عنك العجب الآن ، وانظر الطريق الرابعة التالية ...
* حاول بعض المشاغبين أن يشغبوا على طلبة العلم ويوهموهم - تدليسا - أن "ابن رجب" أنكر مسألة الحساب تماما كما افتروا على "ابن حجر" وأقول لطلبة العلم : حاكم نصوص كلام الإمام ابن رجب - في شرحه لصحيح البخاري - حتى تعلموا إلى أي مدى يشغب المشاغبون ويدلس المدلسون فلا تغتروا يا عباد الله بما يقوله أشبال طلبة العلم ولا حتى "أبو الأشبال" .
الطريقة الرابعة لحساب عمر الأمة
(طريقة النصف سبُع)
ويمكن أن نسميها طريقة (النصف سبع) وهي طريقة مأخوذة من فهم بعض العلماء لحديث النبي (ص) "بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بإصبعية يمدهما" متفق عليه من حديث أنس وغيره . قال الحافظ ابن حجر : (قال عياض وغيره : أشار بهذا الحديث على اختلاف ألفاظه إلى قلة المدة بينه وبين الساعة ، والتفاوت (أي بين إصبعي النبي (ص) السبابة والوسطى) إما في "المجاورة" وإما في "قدر ما بينهما" ، ويعضده قوله "كفضل أحدهما على الأخرى" وقال بعضهم : هذا الذي يتجه أن يقال (أي التفاوت في الفرق النسبي الطولي في قدر ما بينهما ) ، ولو كان المراد الأول (التفاوت في المجاورة) لقامت الساعة لاتصال إحدى الإصبعين بالأخرى .
قال ابن التين : اختلف في معنى قوله "كهاتين" فقيل كما بين السبابة والوسطى في الطول وقيل المعنى ليس بينه وبينها نبي . وقال القرطبي في "المفهم" حاصل الحديث تقريب أمر الساعة وسرعة مجيئها قال وعلى رواية النصب (أي نصب الساعة) يكون التشبيه وقع بالانضمام وعل الرفع وقع بالتفاوت (بين الإصبعين) . وقال البيضاوي : معناه : أن نسبة تقدم البعثة على قيام الساعة كنسبة فضل إحدى الإصبعين على الأخرى ... ورجح الطبري قول البيضاوي بزيادة "المستورد" رواية المستورد بن شداد "بعثت في نفس الساعة سبقتها كما سبقت هذه لهذه لإصبعيه السبابة والوسطى" أخرجها الترمذي والطبري . فيه قال القرطبي في "التذكرة" معنى هذا الحديث تقريب أمر الساعة . ولا منافاة بينه وبين قوله في الحديث الآخر "ما المسئول بأعلم من السائل" ... ولا يلزم من ذلك علم وقتها بعينه . قال الضحاك : والحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين وحثهم على التوبة والاستعداد . وقال الكرماني : قيل معناه الإشارة إلى قرب المجاورة ، وقيل إلى تفاوت ما بينهما طولا) ا هـ . انظر فتح الباري جـ 11 كتاب الرقاق ص 349 - 350 .
وقال "ابن رجب" في شرحه للحديث : (وفسر قتادة وغيره "كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى" بأن المراد كفضل إحداهما على الأخرى يعني كفضل الوسطى على السبابة) ا هـ . من كتاب "فتح الباري" للإمام ابن رجب جـ4 ص336 (وهو غير فتح الباري لابن حجر) .
- مما سبق يتبين - وإن خالف في ذلك بعض العلماء - أن كثيرا من العلماء أخذوا من فقه الحديث السابق أن نسبة تقدم البعثة النبوية على قيام الساعة كنسبة الفرق الطولي بين إصبعين محددين هما السبابة والوسطى ، ولأن النبي (ص) ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فعندما يشير بإصبعيه السبابة والوسطى ويقول سبقتُ الساعة كما سبقت هذه لهذه ، فهو يعني ما يقول لأنه المشرع عن ربه ، وإلا فلو أنه أشار بإصبعية السبابة والإبهام لكان الفرق بين الإصبعين مختلفا تماما في النسبة والطول .
إذن : على فهم كثير من العلماء فإن "بعثة النبي (ص)" قد سبقت "الساعة" بقدر نسبة الفرق الطولي بين إصبعي السبابة والوسطى .
قال ابن حجر : (والسابق إلى ذلك أبو جعفر بن جرير الطبري) الفتح جـ11 ص350 .
وقال ابن رجب : في شرحه : وقد ذكر ابن جرير الطبري أن فضل ما بين السبابة نحو نصف سبع (1/2 × 1/7) ا هـ . جـ4 من الفتح لابن رجب ص336 .
حساب عمر الأمة على طريقة نصف السب
الفارق بين السبابة والوسطى - كما قالوا هو : نصف سبع (1/2 × 1/7) أي نصف جزء من سبعة أجزاء ، أي جزء من 14 جزء (1/14) .
فيكون طول الوسطى 14 جزءا ، وطول السبابة 13 جزءا ، وعلى ذلك تكون المدة من (البعثة إلى الساعة) تمثلها الإصبع الوسطى وقدرها 14 جزءا . والمدة من (البعثة إلى انتهاء عمر أمة الإسلام) قدرها 13 جزءا كما يوضحه الرسم التقريبي التالي . (سبق إلى الرسم التوضيحي أئمة كبار كابن حجر . انظر فتح الباري جـ10 باب الامتشاط ، وانظر كتاب الرقاق جـ11 ص 321 ، ص236 , وانظر رياض الصالحين للنووي . وهذا قد فعله رسول الله لما خط على الأرض خطا مستقيما وخطوطا معوجة . وقد ذكرت ذلك حتى لا يتسرع قليلو العلم باتهامي) .

- فإذا علمنا قيمة الجزء وهو المدة التي يمكثها الناس بعد طلوع الشمس من مغربها (قبل قبض أرواح المؤمنين وانتهاء عمر الأمة الإسلامية بقليل) إلى أن تقوم الساعة علمنا بحساب عدد الأجزاء عمر أمة الإسلام بطريقة الإمام الطبري .
- وحيث ان المدة التي يمكثها الناس بعد طلوع الشمس من مغربها = 120 سنة (أثر صحيح سبق تخريجه) .
إذن : عمر امة الإسلام = 1560 سنة تقريبا
وهذه النتيجة قريبة أيضا من نتائج الطرق السابقة واللاحقة ، ولعل الفرق جاء من اعتبار أن نهاية عمر الأمة بطلوع الشمس من المغرب والواقع أنه يتأخر عن ذلك بمدة لا يعلمها إلا الله ، لأن المسلمين يرون بعد طلوع الشمس من مغربها الدابة والدخان من الآيات الكبار ثم تأتي ريح بعد ذلك بقليل (لا نعلمه) فتقبض أرواح المؤمنين وتنهي عمر الأمة . وهذا يؤكد أن أحدا لا يعلم متى الساعة على التحديد . وحسابات عمر الأمة ليست من علم "الساعة" في شيء .

الطريقة الخامسة لحساب عمر أمة الإسلام
(طريقة الحافظ ابن حجر)
ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (جـ11 ص 350) حديث ابن عمر من طريق مغيرة بن حكيم : "ما بقي لأمتي من الدنيا إلا كمقدار إذا صلّيت العصر) وذكر حديث ابن عمر بلفظ : "كنا عند النبي (ص) والشمس على قعيقعان مرتفعة بعد العصر فقال : ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من هذا النهار فيما مضى منه" . قال ابن حجر : زهو عند أحمد بسند حسن ، وفي حديث أبي سعيد بمعناه قال عند غروب الشمس "إن مثل ما بقي من الدنيا فيما ما مضى منها كبقية يومكم هذا فيما مضى منه" قال ابن حجر : وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف . ثم قال الحافظ - رحمه الله - ما نصه : "... وحديث ابن عمر صحيح متفق عليه فالصواب الاعتماد عليه وله محملان : أحدهما : أن المراد بالتشبيه التقريب ولا يراد حقيقة المقدار فيه يجتمع مع حديث أنس وأبي سعيد على تقدير ثبوتهما . والثاني : أن يحمل على ظاهره (أي الحساب) فيقدم حديث ابن عمر لصحته ويكون فيه دلالة على أن مدة هذه الأمة قدر خمس النهار تقريبا (1/5) . ا هـ . بنصه جـ11 ص351 قلت : وما بين الأقواس فهو من كلامي : (أي الحساب) , (1/5) .
حساب عمر الأمة من كلام ابن حجر (نصّا) :
- مدة عمر هذه الأمة إلى مدة الدنيا كلها = 1/5 (تقريبا) .
وباعتبار عمر الدنيا سبعة آلاف سنة (7000 سنة) وهو ما ناقشناه وأثبتناه من كلام الإمام السيوطي ، ونقلنا ثَمَّ أقوال الأئمة الذين قالوا بهذا القول :
إذن : عمر أمة الإسلام = 1/5 × 7000 = 1400 سنة (تقريبا)
الطريقة السادسة لحساب عمر الأمة الإسلامية
(طريقة أخرى لابن حجر)
قال ابن حجر - رحمه الله - ما نصه : (فكيف يصح قول النصارى أنهم أكثر عملا من هذه الأمة وقد قدمت هناك (أي في مواقيت الصلاة) عدة أجوبة عن ذلك فلتراجع من ثَمَّ ، ومن الأجوبة التي لم تتقدم أن قائل "ما لنا أكثر عملا" اليهود خاصة ، ويؤيده ما وقع في "التوحيد" بلفظ "فقال أهل التوراة" . ويحتمل أن يكون كل من الفريقين قال ذلك ، أما اليهود فلأنهم أطول زمانا فيستلزم أن يكونوا أكثر عملا , وأما النصارى فلأنهم وازنوا كثرة أتباعهم بكثرة زمن اليهود لأن النصارى آمنوا بموسى وعيسى جميعا , أشار إلى ذلك الإسماعيلي . انتهى بنصه ز فتح الباري جـ4 كتاب الإجازة ص446 .
- فابن حجر هنا يقرر - بلا احتمالات - أن اليهود أطول زمانا من المسلمين ، وهذا مما لا أعلم فيه خلافا ، لا عند المسلمين ، ولا عند أهل الكتاب .
- فإذا علمنا مدة اليهود علمنا أن المسلمين لا يصلون إلى هذه المدة ، فيعلم بذلك العمر التقريبي لهم .
- فكم عمر اليهود ؟! يؤخذ هذا من طريقين :
أولا : ما رواه "الحاكم" ونقله "ابن كثير" عن أبي زُرعة الدمشقي وما رواه "ابن عساكر" في تاريخ دمشق ، وغيرهم يفيد أن :
عمر أمة اليهود = 1500 سنة .
ثانيا : من كلام ابن حجر في الفتح (جـ4 ص449) قال : (وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي (ص) كانت أكثر من 2000 سنة ومدة النصارى من ذلك 600 سنة وقيل أقل ...) ا هـ.
إذن : عمر أمة اليهود = 2000 - 600 = (أكثر من) 1400
ومن الطريق الأول والثاني نقول إن عمر اليهود = 1500 سنة تقريبا .
وحيث أن اليهود أطول زمانا
إذن : عمر أمة الإسلام أقل من 1500 سنة
الطريقة السابعة لحساب عمر أمة الإسلام
(التواطــــؤ)
إن تواطؤ ستة طرق مختلفة المصادر والمخارج والاستدلالات على تقدير تقريبي لعمر أمة الإسلام يدور حول الـ (1500 سنة) بدون تكلف ولا تحكم ، وإنما أثبتناها من نصوص كلام أئمة الإسلام . تؤكد أن هذا العمر ، إن لم يكن من قبيل المؤكد فإنه لا يقصر عن درجة الاحتمال القوي ، الذي تطمئن إليه النفوس وتميل إلى توقع كون هذه الأمة يدور حول هذا التقدير .
فهذه الطرق الستة تفيد بمجموع تقديراتها أن :
عمر أمة الإسلام يزيد على 1400 سنة
ولا تبلغ الزيادة 1500 سنة أصلاً .
وهو ما أثبتناه في الكتاب واكتفينا به ، فها نحن قد أكدناه وأثبتناه فلا أدري ماذا سيقول المجادلون ؟!
وأكرر مرارا ما أكدته في أول هذا البحث وبداخل الكتاب أيضا أن عمر أمة الإسلام شيء وعلم الساعة شيء آخر لأن بانتهاء عمر الأمة لن يبقى على ظهر الأرض مؤمن (لا عالم ولا جاهل) يذكر الساعة أو يعلم ما الساعة فغنه لا يذكر الله فإنه لا يذكر الله أصلا وعلى هؤلاء السفلة تقوم الساعة فتأتيهم فعلا بغتة كما أخبر ربنا جلّ في علاه ، فتنبه لذلك يا عبد الله
( منقول)