nahid.fs
06-01-2011, 09:43 AM
القوانين والقواعد والاعراف :
لا بد بدءا من تعريف للمصطلحات ومن ثم تسليط الضوء على اسبابها وغاياتها , وذلك يستلزم الكثير من الشرح والتأويل والتفسير , والدعم بالادلة النقلية والعقلية . لكن ساوجز قدر المستطاع خوفا من الملل والضجر , وذلك حسب ما يوفقني الله ويلهمني اليه .
فالقانون تعريفا , قيل : (هو نظام للحياة في الجماعة الانسانية , ولا توجد جماعة انسانية الا وتنظمت علاقات الافراد فيها بقواعد ملزمة ).
فتامل اخي في الحياة بفروعها الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والصحية و ... الخ , هل يقوم اي فرع بدون قوانين ناظمة , فلو نظرنا في الجسد الى نظام الكريات الحمر والبيض على سبيل المثال وتخيلنا لو حلت الفوضى بها ما الذي سيجري ؟ ستقول طبعا سيحل المرض وقيد يكون مهلكا .
ولو القيت نظرة اخرى على النفس وما بها من اخلاق فلو اختل نظامها ولا شك نظامها ليس وضعي بل سماوي لأكل الانسان اخيه الانسان وراح يسرح ويمرح وفق مزاجه وهواه يعيث خرابا كالثمل السكران بل اقسى واشد , وهذا مشاهد في ايامنا لكن القناعة (مجازا) لم تقف عند حد اكل انسان لانسان بل لعشرات الناس لا بل لن ابالغ ان قلت لآلاف وملايين الناس وذلك على عدة انواع منها : العسكري ومنها النفسي ومنها الاقتصادي و...
وحين تقود سيارتك سترى القانون والنظام لئلا تقع الحوادث والمصائب والكوارث , فكان النظام المروري حاجزا وسدا يكاد ان يكون منيعا ضد هوى السائقين .
وقيل : في شرح القواعد القانونية وخصائصها :( المقصود بالتركيب الداخلي للقانون هو ما تنطوي عليه بنيته الذاتية من قواعد وضعية تشكل كل منها علاقة مضطردة بين ظاهرتين بحيث اذا تحققت احداهما كان لزاما ان تتحقق الظاهرة الاخرى . ولما كانت القاعدة القانونية الوضعية عبارة عن خلية اساسية للقانون , فيجب ان تتمتع بخواصه ذاتها نظرا للوحدة النوعية من الجزء والكل )
ولو استذكرنا علم اجتماع ابن خلدون لاتضحت واكتملت صورة ذلك حيث الاتفاق بين افراد الجماعة على قوانين وقواعد وضعية ناظمة لحياتهم وبتعاملاتهم وعلاقاتهم الخاصة والعامة .
وناتي الى تعريف القاعدة القانونية ومن خلاله معرفة المبدأ والسبب لنشأتها , قيل :( ولا نجد بأسا في تدوين التعريف الوضعي المألوف للقاعدة القانونية والقائل انها : خطاب موجه للاشخاص بصيغة عامة له قوة الالزام) .
فالقانون او القاعدة قسمان : سماوي ووضعي , وكل منهما ينقسم اقساما . فالسماوي للعامة فحين يقول لا تكذب لا يستثني احدا . والوضعي منه ما هو مستمد من السماوي وهو القسم الاكبر وخاصة ما هو موجود في القضاء , ومنها ما هو مستمد من الحاجة والضرورة وحسب الزمان والمكان وفي الحقيقة ذلك يرجع للمصدر السماوي لما يحققه من الجمال والنظام .
ويقولون : الحاجة ام الاختراع .
وبالنسبة للاعراف , في الواقع منها ما هو اقوى من القانون الوضعي واشرف , ومثالنا ما جرى في قصة (من ماثر الاجداد) لان القانون يقضي بقتل القاتل اما العرف يبطل ذلك , وكثيرا اعرافنا وتقاليدنا لا تسمح بكذا وكذا , وهي بلا شك اعراف وتقاليد شريفة نابعة من القيم العليا لاصحابها ولا يمكن ان تكون غير ذلك والا اصبحت فوضوية غير منطقية . وهناك عرف على صعيد الزواج في بعض المجتمعات فلا يأخذون مهرا مقدما بل يسجلون المؤخر بقدر معقول .
فالهدف كل الهدف الوصول الى النظام والحق . فوفق الحاجة للجماعة ووفق معايير المنطق , كيفما شئت قنن .
ارجو ان اكون وفقت في هذه اللمحة المختصرة في تسليط الضوء على مباديء واسباب القوانين والقواعد القانونية , التي منها ننطلق الى كل زاوية من زوايا الحياة , ويحضرني وضع القواعد للبناء كيف يكون احيانا اصطلاحيا يفرضه الواقع , ففي اماكن تكون من المطاط لمقاومة الزلازل كما في اليابان , وفي اماكن اخرى من الخرسانة , وفي اماكن من الحجر البازلتي .
ما بين اقواس من كتاب المدخل الى القانون من منهاج جامعة دمشق .
لا بد بدءا من تعريف للمصطلحات ومن ثم تسليط الضوء على اسبابها وغاياتها , وذلك يستلزم الكثير من الشرح والتأويل والتفسير , والدعم بالادلة النقلية والعقلية . لكن ساوجز قدر المستطاع خوفا من الملل والضجر , وذلك حسب ما يوفقني الله ويلهمني اليه .
فالقانون تعريفا , قيل : (هو نظام للحياة في الجماعة الانسانية , ولا توجد جماعة انسانية الا وتنظمت علاقات الافراد فيها بقواعد ملزمة ).
فتامل اخي في الحياة بفروعها الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والصحية و ... الخ , هل يقوم اي فرع بدون قوانين ناظمة , فلو نظرنا في الجسد الى نظام الكريات الحمر والبيض على سبيل المثال وتخيلنا لو حلت الفوضى بها ما الذي سيجري ؟ ستقول طبعا سيحل المرض وقيد يكون مهلكا .
ولو القيت نظرة اخرى على النفس وما بها من اخلاق فلو اختل نظامها ولا شك نظامها ليس وضعي بل سماوي لأكل الانسان اخيه الانسان وراح يسرح ويمرح وفق مزاجه وهواه يعيث خرابا كالثمل السكران بل اقسى واشد , وهذا مشاهد في ايامنا لكن القناعة (مجازا) لم تقف عند حد اكل انسان لانسان بل لعشرات الناس لا بل لن ابالغ ان قلت لآلاف وملايين الناس وذلك على عدة انواع منها : العسكري ومنها النفسي ومنها الاقتصادي و...
وحين تقود سيارتك سترى القانون والنظام لئلا تقع الحوادث والمصائب والكوارث , فكان النظام المروري حاجزا وسدا يكاد ان يكون منيعا ضد هوى السائقين .
وقيل : في شرح القواعد القانونية وخصائصها :( المقصود بالتركيب الداخلي للقانون هو ما تنطوي عليه بنيته الذاتية من قواعد وضعية تشكل كل منها علاقة مضطردة بين ظاهرتين بحيث اذا تحققت احداهما كان لزاما ان تتحقق الظاهرة الاخرى . ولما كانت القاعدة القانونية الوضعية عبارة عن خلية اساسية للقانون , فيجب ان تتمتع بخواصه ذاتها نظرا للوحدة النوعية من الجزء والكل )
ولو استذكرنا علم اجتماع ابن خلدون لاتضحت واكتملت صورة ذلك حيث الاتفاق بين افراد الجماعة على قوانين وقواعد وضعية ناظمة لحياتهم وبتعاملاتهم وعلاقاتهم الخاصة والعامة .
وناتي الى تعريف القاعدة القانونية ومن خلاله معرفة المبدأ والسبب لنشأتها , قيل :( ولا نجد بأسا في تدوين التعريف الوضعي المألوف للقاعدة القانونية والقائل انها : خطاب موجه للاشخاص بصيغة عامة له قوة الالزام) .
فالقانون او القاعدة قسمان : سماوي ووضعي , وكل منهما ينقسم اقساما . فالسماوي للعامة فحين يقول لا تكذب لا يستثني احدا . والوضعي منه ما هو مستمد من السماوي وهو القسم الاكبر وخاصة ما هو موجود في القضاء , ومنها ما هو مستمد من الحاجة والضرورة وحسب الزمان والمكان وفي الحقيقة ذلك يرجع للمصدر السماوي لما يحققه من الجمال والنظام .
ويقولون : الحاجة ام الاختراع .
وبالنسبة للاعراف , في الواقع منها ما هو اقوى من القانون الوضعي واشرف , ومثالنا ما جرى في قصة (من ماثر الاجداد) لان القانون يقضي بقتل القاتل اما العرف يبطل ذلك , وكثيرا اعرافنا وتقاليدنا لا تسمح بكذا وكذا , وهي بلا شك اعراف وتقاليد شريفة نابعة من القيم العليا لاصحابها ولا يمكن ان تكون غير ذلك والا اصبحت فوضوية غير منطقية . وهناك عرف على صعيد الزواج في بعض المجتمعات فلا يأخذون مهرا مقدما بل يسجلون المؤخر بقدر معقول .
فالهدف كل الهدف الوصول الى النظام والحق . فوفق الحاجة للجماعة ووفق معايير المنطق , كيفما شئت قنن .
ارجو ان اكون وفقت في هذه اللمحة المختصرة في تسليط الضوء على مباديء واسباب القوانين والقواعد القانونية , التي منها ننطلق الى كل زاوية من زوايا الحياة , ويحضرني وضع القواعد للبناء كيف يكون احيانا اصطلاحيا يفرضه الواقع , ففي اماكن تكون من المطاط لمقاومة الزلازل كما في اليابان , وفي اماكن اخرى من الخرسانة , وفي اماكن من الحجر البازلتي .
ما بين اقواس من كتاب المدخل الى القانون من منهاج جامعة دمشق .