المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب الفيض العميم


نوفيد
10-04-2006, 08:49 AM
الكتاب كبير جدا و مهم في أحكام تحويل طالع السنة و لكننا لم نتممه بعد نقدم لكم هنا ما كتبناه منه في انتظار تتمة كتابته و شرحه مستقبلا إن شاء الله

و يمكن الآن تصفح مخطوط الكتاب مباشرة من الرابط التالي :

You can see links before reply


********************************
********************************
********************************
كتاب الفيض العميم في معرفة
أحكام صدر التقويم تأليف العارف
المحقق و الماهر المدقق المرحوم
الشيخ سليمان الفلكي العثماني
رحمه الله تعالى رحمة واسعة
و لا زالت سحايب
المغفرة عليه متوا
ليه بجاه سيدنا
محمد و آله
آمين
********************************
********************************
********************************
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا من دل على وحدانيته تغير الليل و النهار و يا عالم بخفيات البصاير و الأبصار , و مغير الدول و مالك الملوك و الأنصار , أنت الفاعل المختار , كاشف حقائق الأسرار لعبادك الأبرار , و مرسل الرياح بالحساب السكوت بدرر الأمطار , و فاتق رتق نوافج أكمام الأزهار , و مشارق زهر الزهور بنور نورها النوار , أسألك صلاة على خير خلقك النبي المختار , و آله الأخيار السادة الأطهار , ما تصرع نسيم الأسحار و ترنحت به معارف قدود الأشجار و ما عدد قمر على عود و طار .
و بعد فهذه نكت قذفتها خواطر خاطري , و فوائد جردتها نواظر ناطري , و زبد أحكام نتجتها من كتب الحكماء , و تأثيرات إستنبطتها من تجارب العلماء في مزج الأدلة بالقوانين بالقياس الإستقرائي , لا قطع باليقين مع قلة الإشتغال بتورع البال و كثرة الملال , لقبتها بالفيض العميم في معرفة أحكام صدر التقويم . و رتبتها على مقدمة و ثلاثة أبواب و خاتمة , راجيا بذلك من الله حسن الخاتمة .
هذا و أنا العبد الفقير بالتصغير سليمان الرومي جنسيا الحنفي مذهبا الفلكي صناعة إبن حمزة بن بخشايش أعانهم الله على يوم التفتيش والي الله اثراء من الجواب و القوة و أسأله أن يزخر حتى عن الوقوع في هذه الهوة إنه من راجيه قريب و لداعيه مجيب , لكن المسول ممن رمق ما رقم القلم بالعين أن يتلقاه بكلتا اليدين لأني أتيت فيه بفوائد ثلاث أهملوها لأنها نبت أرض لم يطؤوها فإن اطلع على سهو و خطأ مما هو لازم الإنسان فليستره بذيل العفو و الإحسان و ليدرأ بالحسنة السيئة و أن يعذر إن زلت القدم أو طغى على طرسه القلم إذا القريحة عليه و عين الرضا عن كل عيب كليلة , و ها أنا أشرع في المقصود مستعينا بالصمد المعبود قائلا
********************************
فالمقدمة الأول في معرفة تحويل سنة العالم
********************************
هو حلول الشمس بأول ثانية من برج الحمل إلى حلولها فيه مرة ثانية , فإذا حلت الشمس بالمكان المذكور فقد إنقضت السنة الماضية و دخلت السنة التالية لها , فلذلك سمي عود الشمس إلى أول ثانية من الحمل تحويل السنة , و معلوم أن ذلك الزمان له طالع معلوم فطالع ذلك الوقت يسمى طالع الحلول و طالع السنة , و من المعلوم أيضا أن السنة تنقسم بأربع فصول يحل كل فصل بالبروج المنقلبة فإذا حلت الشمس بأول ثانية منها فذلك هو ابتداء ذلك الربع و طالع ذلك الوقت هو طالع ذلك الربع و منه يفرق أحوال أصناف الناس و طبقاتهم من الملوك و من دونهم إلى آخر الطبقات من العوام و الرعايا , و يعرف من حلول الشمس بأول ثانية من البروج المنقلبة من الهواء و الحر و البرد و الأنداء و الأمطار و الخصب و الجذب و الفتن و الحروب إلى غير ذلك من الأمور المطلوبة في تحويل السنة .
********************************
( رب السنة و استخراجه )
********************************
فإذا تقرر هذا فنقول إن معظم أحوال السنة يكون على طبيعة أقوى الكواكب الذي يكون في صورة طالع الفلك عند حلول الشمس في مدخل السنة أو النصف أو الربع و يقال له السالخداد و هو لفظ مركبة من سال بمعنى السنة و خداد بمعنى رب تركيبا إضافيا أي رب السنة و معظم أحوال السنة جارية على طبيعته .
و طريقة معرفته : أن تنظر عند حلول النير الأعظم أول ثانية من الحمل بعد إقامة النصبة الفلكية و كواكبها لذلك الوقت بأدق ما تقدر عليه , إلى أقوى كوكب في وتد من الأوتاد الأربعة في شكل النصبة و هو الذي جمع القوتين الذاتية و العرضية فهو السالخداد , كأن يكون الكوكب في بيته أو شرفه أو حده أو مثلثته أو وجهه فهذه الخمسة هي حظوظ الكواكب .
فإن لم يكن في الطالع فليكن في العاشر على الشريطة المذكورة أو السابع أو الرابع بشرط أن يكون له حظ في الطالع .
فإن وجدت عدة من الكواكب في الأوتاد الأربعة فأقواها هو الذي له حظ أكثر في موضعه و في الطالع و في النيرين أو نير النوبة هو السالخداه .
فإن لم تجد في الأوتاد الأربعة كوكبا بل كان في الحادي عشر أو الخامس أو التاسع أو الثالث أو الثامن أو الثاني على الترتيب المذكور و كان له حظ في الطالع و في موضعه أو ينظر إلى صاحب بيته أو شرفه أو حده أو مثلثته أو وجهه فهو السالخداه .
و لا تلتفت إلى ما في السادس و الثاني عشر .
فإن لم تجد فالمستولي على الهيلاجات الخمسة فيما يلي الأوتاد و هو في شعاع نفسه هو السالخداه , و معنى الهيلاجات الخمسة الشمس و القمر و الطالع و جزء الإجتماع أو الإمتلاء الكائن قبل تحويل السنة و سهم السعادة , هذا ما ذكروه .
فعلم من ذلك أن صاحب السنة هو الكوكب الجامع لشهادات أصحاب أقسام الطالع القوي الذي في الوتد و في بعض حظوظه , و الذي يكون بخلاف ذلك لا يستحق ربوبية السنة . هذا ما عليه محققوا هذا العلم كأبي معشر و ابن أبي الرجال و ما شاء الله و أكثر محققوا هذا الفن .
قال سيدي أحمد بن تمرباي : لو كان الأمر كذلك لما تولى عطارد تدبير السنة و لا كان له سلطان لأن السنة تتحول و هو في الأكثر في هبوطه و في الأقل في غربته أو محترقا , لكن هذه الحالة لا تمنعه من تولي التدبير .
و أما ما عليه الأكثرون كهرمس و طيماثاوس و أبو الريحان و كوشيار و ابن أبي شكر المغربي و غيرهم فإنهم لا يرون عدم اشتراط الكواكب الحال في الأوتاد أن يكون له فيه أو في الطالع حظ , نعم يرون ذلك زيادة في القوة و لا يشترطونه .
هذا ما ذكروه , فينبغي للناظر في هذا الفن أن يرجح القول الأول إذ هو التحقيق و العمل به حقيق و الله تعالى هو أعلم بالصواب .

********************************
********************************
الباب الأول : في ذكر مقدمات يحتاج إليها
من أراد الحكم على تحاويل سني العالم
********************************
المقدمة الأولى ( السيارة السبعة أكثر دلالة من الثوابت )
********************************
********************************
إعلم أن العالم السفلي لما كان مرتبطا بالعالم العلوي و كانت أسباب الأمور الكائنة الفاسدة في العالم العلوي تدل على مثلها في العالم السفلي , فإن شرف الأدلة التي في العالم العلوي يدل على شرف مدلولها في العالم السفلي , لأن أحوال المدلولات تابعة لأحوال الأدلة , و كذلك أحوال الهبوط تدل على هبوط مدلولاتها , و الشرف للكواكب هو أو يكون في موضع مخصوصة وضعوها شرفا لها كالدرجة يط من الحمل للشمس و الدرجة الثالثة من الثور للقمر إلى غير ذلك من الدرجات التي ذكروها كما هو مقرر في كتب المداخل , و هذا النظر خاص يالسبعة السيارة .

أما النظر في بعض أحوال الكواكب الثابتة فإنما ينظر فيها بحسب مزاجاتها من الكواكب السبعة , و ذلك تعجز العقول عن إدراك ما في العالم العلوي لأن الأمور التي في العالم العلوي لا تدرك بالقياس , و إنما أدرك أحوال السبعة لمسيرها في الفلك في سائر البروج و الدرج بالعقل نتفقد أحوالها عند سيرها على درجات مخصوصة , فوجدوا آثارا في العالم السفلي تابعة لما يكون تعددهم لذلك مرارا فقضوا بدلالة السبعة إذا كانت في الدرج المخصوصة و البروج المخصوصة بدلالة الكواكب على ذلك . و تفقدوا أمورا أخر تلحق مزاجات بعضها لبعض فقضوا بأن تلك المزاجات تدل على تلك الأمور .
و أما الثوابت فمن المعلوم أن معرفة طبائعها لا تمكن بالتجربة لأن أقل الشروط في صحة التجربة أن يشاهد الحكيم الراصد فعلا واحدا من كوكب واحد من الكواكب الثابتة دورين أو أكثر , و دورتها الواحدة إنما تتم في مدة 25200 سنة فارسية مصرية , و من المحال أن الأعمار تفي بالتجربة لأحوالها , و إنما عرفت مزاجاتها بالكشف و الإلهام و المنامات الصادقة كما ذكر الشيخ المحقق إبن العربي و غيره من أصحاب المكاشفة , حيث أجمعوا على اعتبار البروج الإثني عشر في سطح الفلك الأعلى , و هذا أوفق و أنسب بمكاشفات أرباب القلوب , إذ يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات مطويات بيمينه تبقى البروج الإثني عشر مع العرش و الكرسي على حالها مع تغير الشمس و القمر و غيرها من الكواكب السبعة بأفلاكها . فقضوا بأن تلك المزاجات تدل على تلك الأمور و ظهور آثارها إن مازجت أحد الكواكب المنقلبة , لأنها إذا ارتفعت في أوجاتها تستمد منها و توصل ذلك إلى الأشخاص السفلية إذا نحطت في حضيضاتها فظهر تلك الآثار في عالم الكون و الفساد , فقضوا على أن شرف الدليل يدل على شرف المدلول , كما أن هبوط الدليل يدل على هبوط المدلول و هوانه , و صعود الدليل يدل على صعود مدلوله و أخذه في العز و الإرتفاع , كما أن انحدار الدليل في فلكه يدل على سقوط منزلة مدلوله و هوانه , و سعادة الدليل تدل على سعادة المدلول , و كذلك رجوع الدليل يدل على رجوع المدلول عن الأمور التي عزم عليها على فعلها و انتقاض تلك الأمور و عدم إتمامها . و كذا تفاسير أحوال الكواكب كلها من سرعة سيرها و توسطه و إبطائه و تشريق الأدلة و تغريبها و دخولها تحت الشعاع و احتراقها و خروجها من تحت الشعاع و اتصالات بعضها ببعض و انصراف بعضها عن بعض إلى غير ذلك من صنوف أحوالها , فيدل كل صنف من أصناف تلك الأحوال على نظيره و شبهه بالمدلولات .
قال المولى شنان باشاه في حاشيته على شرح القاضي زادة عند قوله مأخوذة من صور موهومة قال : و العجب أن لتلك الصور المتوهمة في الأفلاك تأثيرا بليغا فيما يناسبها من الصور الكائنة في عالم الكون و الفساد فسبحان خالق جميع الأشياء مرتبطا ببعضها بعض فجعل الأوضاع الفلكية ناظرة إلى أحوال سكان الأرض . إنتهى .
********************************
المقدمة الثانية ( تأثر العالم السفلي بالعلوي )
********************************
إعلم أن نياط العالم السفلي مرتبط بالعالم العلوي , و ذلك أنهم وجدوا السباع البرية التي في العالم السفلي مطيعة لصورة الأسد التي في الفلك , و وجدوا العقارب مطيعة لصورة العقرب التي في الفلك , و وجدوا الحيات التي في العالم السفلي مطيعة لصورة الشجاع التي في الفلك , و استدلوا على طاعة الصورة الطبيعية للصور الفلكية بما كانوا يصنعونه أهل الطلسمات من وضع هذه الصور عند حلول الكواكب بالصور الفلكية الشبيهة بها , و لولا ذلك لما وضعوا مثالاتها عند حلول الكواكب بالصور الفلكية الشبيهة بها .
فهذه المقدمة في بيان دلالة نياط العالم السفلي بالعلوي .
********************************
المقدمة الثالثة ( طالع التحويل في الثابتة و المجسدة و المنقلبة )
********************************
في القضايا على كل سنة لما كان من النظر في طالع تلك السنة .
فإن طالع السنة إذا كان برجا ثابتا كان دليلا على أحوال السنة كلها , لما في البروج الثابتة من الدوام و يكون الحكم عليها بأسرها من طالع الحلول برأس الحمل .
و إن كان طالع السنة برجا ذا جسدين فإنه لا بد فيها من إعتبار حلولين و طالعين و يكون حكم أول السنة من طالع حلولها برأس الحمل و هو الأول و حكم آخرها من طالع حلولها برأس الميزان و هو الثاني .
و إن كان طالع السنة برجا منقلبا حولت الأرباع الأربعة و تسمى الأركان , و هي التي تنتقل فيها الأزمنة و تتغير فيها أمور العالم من حال إلى حال و من طبيعة إلى أخرى , و حكمت على كل ربع من طالعه بحسب ما تدل عليه الطوالع و مواضع الكواكب عند ذلك و هو أمر جلي : فالحمل وضع للفصل الربيعي و السرطان الفصل الصيفي و الميزان للخريفي و الجدي للفصل الشتوي , فتنظر لكل فصل عند حلول الشمس به بأول ثانية من البرج الذي وضع لذلك الفصل و تحكم على كل واحد منها بحسب ما تدل عليه الكواكب . و هذا أمر واضح لا يحتاج إلى إطالة القول فيه .
********************************
المقدمة الرابعة ( قوة الدليل في الأوتاد و ما يليها و السواقط )
********************************
إعلم أن الدليل إذا كان في الأوتاد يدل على قوة ما يدل عليه و ظهوره و تمامه , لأن أقوى بيوت الفلك الأوتاد . فالحال التي يكون عليها الدليل بحلوله فيها هي أكمل حالات الكواكب إذا كانت في بيوت الفلك و أقواها .
و أما ما يلي الأوتاد فإنه يصير إلى الأوتاد فيدل على قوة الأمر المستقبل و الذي يرجى وقوعه , و لكنه دون القوة التي تكون في الأوتاد , و الأوتاد تدل على الإتمام و الظهور , فكذا ما يلي الأوتاد يدل على الإتمام و الظهور لكنه دونها .
و أما الزوائل عن الأوتاد و السواقط عنها فإنها تدل على فساد ما دلت عليه و انقضائه و الخمول و الخفاء .
********************************
المقدمة الخامسة في المانع من دلالة فعل الكواكب
********************************
إعلم أن السعد إذا ضعف عجز عن فعل السعادة و قصر , و النحس إذا قوي قل ضرره .
و اعلم أن ضعف الكوكب من عشرة أوجه :
الأول : أن يكون ساقطا عن الأوتاد و لا ينظر إلى الطالع , و ذلك من السادس و الثاني عشر .
الثاني : أن يكون راجعا .
الثالث : تحت الشعاع فإنه لا خير فيه للسعود و لا للنحوس .
الرابع : أن يتصل بالنحوس من مقارنة أو مقابلة أو تربيع .
الخامس : أن يكون محصورا بين نحسين , و هو أن ينصرف عن نحس و يتصل بنحس .
السادس : أن يكون في هبوطه أو يتصل بكوكب في هبوطه .
السابع : أن يتصل بكوكب ساقط عن الطالع .
الثامن : أن يكون غريبا بأن يكون في بيت ليس له فيه شهادة و لا حظ من الحظوظ كالبيت و الشرف و الحد و المثلثة و الوجه , و غير متصل بكوكب سعد , و يكون غريبا قد أدركته الشمس .
التاسع : أن يكون مع الرأس أو الذنب إن لم يكن له عرض .
العاشر : أن تكون مضرة بأنفسها أو في ضد بيتها , بأن تكون في السابع من بيتها .
فهذه الوجوه فيها فساد الكواكب , فإذا كان هذا في السعود فإنها تصير بمنزلة النحوس و تعجز عن فعل السعادة . و إذا كانت النحوس فإنها تزيد في الشر و تعظم منحستها .
و إذا كانت السعود بضد هذه الوجوه زادت في السعادة و قويت و عظمت سعادتها , فإن كانت النحوس كفت عن الشر و قل الضرر و لكن لا بد من وقوع مضرة لطيفة النحس .
و اعلم أن كل كوكب سعدا كان أو نحسا إذا كان في بيته أو شرفه أو حده أو مثلثته أو وجهه انقلب ما فيه من الشر إلى الخير فالنحس يكف عن الشر و السعد يزيد سعادة .
********************************
المقدمة السادسة في المانع من دلالة فعل القمر و سوء حاله
********************************
و ذلك من إثني عشر وجها :
الأول : أن يكون محترقا دون الشمس بأحد عشر درجة لم يجاوزها و بعدها بمثل ذلك و هو أهون من خلفها .
الثاني : أن يكون في درجات هبوطه و متصل بنجم في هبوطه .
الثالث : أن يكون مقارنا بنحس أو متصلا به من تربيع أو مقابلة .
الرابع : أن يكون محصورا بين نحسين منصرفا عن نحس و متصلا بنحس .
الخامس : أن يكون مستقبلا للشمس دونها بإثني عشر درجة لم يبلغ الإستقبال .
السادس : أن يكون مع الرأس أو الذنب في برج بينهما من الدرج أقل من إثني عشر درجة .
السابع : أن يكون في الثاني عشر من بيته و هو برج الجوزاء أو في آخر درجات البروج لأنها حدود النحوس .
الثامن : أن يكون ساقطا عن الأوتاد أو متصلا بكوكب ساقط عن الأوتاد .
التاسع : أن يكون في الطريقة المحترقة و هي أول تسع عشرة درجة في الميزان إلى ثلاث درجات في العقرب .
العاشر : أن يكون وحشيا خالي السير لا يتصل بشيء من الكواكب في ذلك البرج .
الحادي عشر : أن يكون بطيء السير أو ناقص النور و هو آخر الشهر .
فإذا كان القمر فيما ذكرنا كان ضعيفا , و إن كان بضد ذلك كان جيدا .
و من هاتين المقدمتين يعلم صلاح حال الدليل من فساده بموجب انفراده لموافقة شريكه له في الصلاح و الفساد , و إن اختلفا فامزج دلالة الصلاح بدلالة الفساد إما بالتوسط إن تكافيا أو بالميل إلى أحد الجهتين بحسب الراجح منهما , و ليكن ميلك إلى الكوكب المعبر بالدلالة فإن شاركه غيره فأضف إليه سهم المشارك و بهذا لا يخفاك إن كثرت الشركاء و وافقت أو اختلفت , و ليكن قد أتينا على ما أوردنا وصفه فنكمل الباب الأول .

********************************
********************************
الباب الثاني : في الأصول الكلية و القوانين الحسابية
لتعريف أصناف طبقات العالم على سبيل الإجمال
و العموم لا على سبيل التحصيص و التنصيص
********************************
********************************
لكل صنف معلوم تستنبط أحوال العالم في كل سنة من أقوى كوكب يكون في هيئة وضع الفلك عند حلول الشمس في مدخل السنة أو الربع و من طالع الإجتماع أو الإمتلاء الكائن قبل نزول الشمس الحمل و من طالعه و المستولي عليه و على المكان و هذا ما عليه الجمهور و هو المشهور . و بعضهم يستنبط ذلك من القرانات و من طالع المسئلة و موضع انتهاء طالع المسئلة طالع برج الدور و موضع انتهاء درجة القسمة و طالع القران الجديد و برجه و هذا ما عليه الأقل و على الأول عامة المنجمين و الإحتياط بالمذهبين أبلغ في التحقيق فاعلم ذلك .
فإذا أقمت الطالع بدرجه و دقائقه و كذا بقية المراكز و صححت مواضع الكواكب و استخرجت الدليل كما تقدم و عرفت حكمه من السعادة و النحوسة و الصعود و الهبوط في الشمال و الجنوب و السرعة و الإبطاء و الرجوع و الإستقامة و التشريق و التغريب و التصميم إلى غير ذلك , فنقول أن هذا الباب يشتمل على سبعة فصول :
********************************
الفصل الأول : في خاصية أحوال زحل و هو يشتمل على أربع مطالب :
********************************
المطلب الأول : في دلالة زحل على الإنفراد صالحا و رديا
********************************
إذا تفرد زحل بالدلالة و كانت له ربوبية السنة و كان مسعودا قويا : دل على عظمة الملوك في أنفسها و ظهور السياسة الحسنة في الناس و صلاح الأحوال خاصة في المشايخ و أهل البيوت القديمة و طيبة نفوس العامة و قوة حال مشايخ العربان في أنفسها و ثبات الأحوال و قلة الأمراض و سلامته و سلامة المسافرين و رجوع الغرباء إلى أوطانهم و قلة الموت فيهم و تفننهم في العلوم الدقيقة و استنباطها و كثرة الدواب و سلامة أبدانها و كثرة الأرزاق و المراعي و سلامة الغلات و الثمار و كثرتها و الأمطار النافعة و كثرة البنيان و العمارات و حدوث أنهار في الأرض لم تكن و تقل الأسعار و تخصب الأرض و يكثر خير العامة و خاصة المهان و السفلة و الأكره و يحسن مزاج الهواء و تكثر الغيوم الغير مؤذية و يدل على سلامة السفن .
فإذا كان منحوسا :
دل على قتال يقع بين الملوك و فساد حالهم و نقصان في الناس بسبب الحروب المتواترة مخالفتهم لملوكهم و ضيق ينال كثيرا من الناس لا سيما مشايخ العربان و فساد حالهم و يفشو الضرر في الناس و خصوصا المهان و أهل الحرث و يسرع الموت إلى الشيوخ و القدماء و ترجف الأرض في أماكن شتى و يظهر الجور و الظلم من الولاة على قهارمتهم و من كان لهم عليه ولاء و حدوث الأمراض المتطاولة كالسل و الذوبان و التأذي بالرطوبات و انصبابات الفضول و حميان الربع و الحيرة و الضيق و الهدم و الغرق و الحرق و البرد و الظلمة و الخسف و الزلازل و الخوف و الموت لمن قد طعن في السن و العظماء من الناس و وجع الأفئدة و البطون و كثرة الفساد بأرض العراق و كثرة الأسفار و الإغتراب و فراق النساء لأزواجهن و تسلط المؤذية على الطرقات و يتعذر طلب المعاش و الأرزاق و تفتقر الأغنياء و أصحاب الأموال و تنقص أموالهم بسبب التجارة و الخسارة و موت يقع في الفقراء و تحمد الأشراف و تفسد أبدان البهائم و أجسامها مع أمراض تعرض للمستعملين لتلك البهائم مشابهة لعللها و يكون سببا لبوارها و يشتد البرد و يكثر الجمد و تكاثف الضباب و الوباء و رداءة المزاج في الهواء و كثرة الغيوم و البخارات و الرعود و البروق و شدة سيل ذوبان الثلوج مع ما يتولد من ذلك من الهواء المؤذية لطبع الناس و يعرض في الأنهار شدة البرد و غرق السفن مع صعوبة ركوب البحر و قلة الحيوان المائي و فساده و كثرة الزجر و المد و الزيادة المفرطة و فساد الثمار و عوزها لا سيما التي الحاجة إليها و يكون ذلك بسبب دود عارض لها أو جراد و كثرة الأمطار البرد و عصف الرياح
. انتهى .

المطلب الثاني في ممازجات الكواكب بزحل في وقت تحويل السنة أو النصف أو الربع
********************************
فإن مازج المشتري زحل من تسديس أو تثليث : و كان زحل ملك السنة أو الربع دل على ظهور الدعاة و أصحاب النواميس و الملوك و الأشراف و الأمراء و الأسرار الوحي و الإلهامات و عمارة المساجد و و المصالح و الأمور الجليلة الدائمة البقاء و حرارة الجو و يبسه .
و إن كان ذلك من تربيع و كان من الرابع : دل على انتساب الدعاة و طالبي الملك و تغير أمور كثيرة من أمور الملك و الدين .
و إن كان من السابع : دل على كثرة الخصومات بين أهل المملكة و الأمم و فساد الدين و المذهب و ربما حصل للحجاج في تلك السنة تلاف و نهب و يدل على كثرة الأهوية .
و إن كان من العاشر : فعلى كثرة الخصومات و المنازعات و الحروب بين الملوك و السلاطين و القضاة و الإنتقال في الأحوال .

و إن مازجه المريخ وقت التحويل من مقارنة : دل على حدوث الجدري و الحصباء و القروح و الدماميل و البثر و الخراجات و المكر و الخداع و المحاق و سيما في برج الناس و يحذر الملك من رجل من أرض ذلك البرج الذي يقترنان فيه .
و إن كان من تثليث أو تسديس دل على العسر في أمور الناس و فساد الأحوال في الأعمال و الملوك و تخليطات تعرض من الناس بسبب أمور الديانات و المكر و الخديعة و انتقال الدول و اضطراب الأمور و النكس و الإدبار .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : دل على كثرة السرقة و اللصوصية و قطاع الطريق و غالب ذلك سرا و خفية و كثرة الزلازل و إفراط البرد و النداوة و حدوث الضباب و الرعد و البرق .
و إن كان من العاشر : فعلى جور الملوك لرعاياها و خوف الملوك منهم مع قلة الطاعة لهم و تنال الرعية شدة من السلطان .

و إن مازجته الشمس وقت التحويل من مقارنة : دل على بطلان الشر و ذهابه و ذهاب الباطل و الغش .
فإن كان ذلك من تسديس أو تثليث فعلى افتقار الملوك إلى الرعايا و الإحتياج إليهم و الخوف منهم .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : فعلى ستر الملوك أسرارها الكبير من الأسرار و حدوث الملوك المدن الكبار و عماراتها و وجود الفوائد و إظهار الديانات و تغير الجو و كربه .
و إن كان من السابع : فعلى منازعة الملوك لقوم من الرعية كالرهبان و الفقراء و ما أشبههم .
و إن كان من العاشر : فعلى شدائد و خوف و فزع ينال الملوك من رعيتهم و كثرة استعمالهم الحبوس و الوثاق و القيود و الأغلال .

و إن كان مازجته الزهرة وقت التحويل من مقارنة : دل على فساد أحوال السنة و كثرة العشق في الرجال و على كثرة الأولاد و الأراجيف في الناس و الغموم و تكون سنة شديدة على أهل السواحل و مصر و يكثر الخلاف فيهم مع رخص الحواهر المائية كاللؤلؤ و المرجان و ما أشبهه و على ضيق ينال العامة و شدائد , فإن قارنت الزهرة زحل دلت على هرج يكون بناحية المشرق .
و إن كان من تسديس أو تثليث : دل على فساد يعرض في الأولاد و الحبالى و عسر الولادة للنساء .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : فعلى وقوع النساء في التخليطات من أهاليهن و أزواجهن و فساد حالاتهن بهذه الأسباب و عمارة الأرض و اجراء المياه و صلاح الزرع و الشجر و صفاء الجو و اعتدال الهواء و حدوث الأمطار .
و إذا كان من السابع : فعلى كثرة مخاصمة النساء لأزواجهن .
و إن كان من العاشر : فعلى قلة تعرض للنساء و خصومات و يرتفعن بأسبابها إلى السلطان و يفتضحن بذلك السبب و يكثر نوح النساء و تسود الأبواب و تفسد الأمور الزهرية كالعطر و ما للزهرة من أنواع .
و إن كان مازجه عطارد وقت التحويل من مقارنة : دل على استعمال الناس الرقى و السحر و نكبات تعرض للكتاب و الإستبدال بهم و آفات تعرض للقهارمة و يعرض للناس موت و جزع و حدوث أمور عظيمة .
و إن كان من تسديس أو تثليث فعلى كثرة النظر في كتب أهل الملل و العلوم القديمة الدينية استعمال المخاريق و التزويرات و ظهور الحكماء و أصحاب الهندسة و العلوم و الحساب .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : فعلى ظهور أسرار العلم و السحر و الرقا و أمور ذوات فكر .
و إن كان من السابع : فعلى اختراعات الناس للمخاريق و تزوير الكتب .
و إن كان من العاشر : فعلى إظهار الكتب و استعمال السحر و الرقا و برد الهواء و هبوب الرياح المظلمة و الضباب .
و إن مازجه القمر وقت التحويل من مقارنة : دل على كثرة تعذرالأمور و نكدها و على ضرر ينال الناس بسبب الحبوس و الوثاق و البلايا و خراب القرى و المدن و خلاء أهلها منها و قلة ماء العيون و الأمكان .
و إن كان من تسديس أو تثليث : فعلى كثرة الأيمان الكاذبة و الزور و الوثاق و الحبوس و ضرب السياط و الحرب و الإهتمام بذلك و هيج الصفراء و كثرة الأمراض بسبب ذلك و ظهور الدم في أكثر المدن و إسقاط الحبالى و كثرة الثلج و هلاك الناس بسببها و استعمال الفرس و البنيان و صغر الآبار و العمارات و عمارات المقابر .
فإن كسفه أو ستره مات ملك عظيم الشأن في المغرب .
و إن كان من الرابع : فعلى كثرة الأحلام للناس و فزعهم في أحلامهم و كثرة التخيلات الموحشة المفزعة لهم .
و إن كان من السابع : فعلى الخصومات و الفكر بأسبابها و وقوع بعض الناس في المكاره .
و إن كان من العاشر فعلى وقوع خصومات بين الملوك و رعيتهم و طلبهم لهم و حبسهم و كثرة فزعهم من أسبابهم .
و إن كان مع الرأس زحل : دل على سقوط العظماء .
و إن كان مع الذنب : دل على سفك الدماء و القحط و البلاء و الفقر و الفساد و لا سيما في المشايخ و الفلاحين و العظماء .


المطلب الثالث : في دلالات زحل لموازاته للبروج الإثني عشر وقت تحويل السنة أو النصف أو الربع
********************************
و إن كان زحل موازيا لبرج الحمل :
وقع الموت في الشبان و كثرة السبي و القتال و الفتن و سيما في ناحية المشرق و الجنوب و يظهر في المدن المستولي عليها الحمل الملوك الجبابرة و المتسلطون من الأشياء و التباهي بذلك .
و إن كان مسعودا : دل على ما ذكرت مع الحملة و الرفق و تفتيش الأمور السرعية و ميلهم إلى ذلك و بعد صوتهم و علو شأنهم .
و إن كان منحوسا : دل على رياء الملوك في تلك المدن و حقدهم و بغضهم و لومهم و قلة مالهم و جورهم بعض الرعية لهم مع كثرة اللصوص و قطاع الطريق و حدوث الشر و البال و الهيج في الناس و الأراجيف و الهرجة و الإزدراء بالولاة مع كثرة هوام الأرض و غور الطعام و الشراب و الأدهان .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى شدة الحر فساد الجو .
و إن كان جنوبيا فعلى شدة البرد و كثرة الطل و الجليد .
و إن كان مشرقا : فعلى أحزان تعرض للملوك بأسباب الأراجيف .
و إن كان مغربا : فعلى قتال يعرض بين الناس و أوجاع و امتناع الأمطار و قلة مزاج الهواء .
و إن كان راجعا فعلى الحرب و الفتن في ناحية المشرق و كثرة اللصوص و إفساد بالأرض و الموت في السباع و قلة الطعام و الشراب في ناحية المغرب .

و إن كان موازيا لبرج الثور :
يدل على كثرة القتال في المشرق و المغرب و ضعف ذوي الأسنان من الناس و كثرة أمراضهم و اختلاف حالاتهم و كثرة البقر و ظهور الهوام و وقوع الثلوج و تواتر الأمطار و شدة البرد و كثرة المأكل و الشارب و الأدهان و اختلاف الربح و فساد الزرع و ربما غلاء الطعام بسببه .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى حسن مزاج الهواء .
و إن كان جنوبيا : فعلى تشويش يعرض في الناس مع كثرة الوباء و قلة اعتدال الهواء .
و إن كان مشرقا : فعلى تهبب الأمطار و غرق يعرض في بعض الأماكن .
و إن كان مغربا : فعلى رداءة سير الملوك و كثرة التخليط العارض في الناس و الأراجيف و التهتك و التلصص و الجدري و الحصباء .
و إن كان راجعا : فعلى هم يعرض للملوك و موت إنسان عظيم و أراجيف و سيما في ناحية الجنوب مع نقصان الخراج و أحزان تدخل على أهل المناصب الدينية .
و إن كان محترقا كثر موت الأربع قوائم و اشتد القحط و فسدت الثمار و اشتد الحر و كثر اللصوص و تغير الهواء و كثرت العمارات و صلحت الأرضون .
فإن ظهر من تحت الشعاع : فعلى شدة البرد في ناحية المشرق و المغرب و كثرة الأمطار و هبوب الرياح و موت الإبل و فساد الثمار و قلة الطعام و الشراب و سيما في المغرب .

و إن كان موازيا لبرج الجوزاء :
فيدل على كثرة الموت العارض في الرجال مع عجزهم عما يحاولونه من الأمور و إبطاء الحركة فيها و تحرك الجيوش و معاداتهم و فسادهم الأرفعين كثيرة بذلك السبب مع وقوع الثلج و شدة السيل و تواتر هبوب الرياح العواصف و غزارة الأمطار .
فإن كان جنوبيا فعلى يبس الهواء و شدة الحرارة و قلة الثمار .
و إن كان مشرقا : فعلى مرض بعض الملوك .
و إن كان مغربا فعلى غلظ الهواء و قلة الأمطار .
و إن كان راجعا : فعلى تبذير الملوك في خزائنهم من الأموال .
و إن كان محترقا : وقعت شدة بالروم و خيف على أهل المناصب الدينية و أمراض في النساء و العبيد خاصة بالحجاز و فساد في الوزراء و الكتاب و هلاك بعضهم و فساد في الحبالى .
و إن ظهر من تحت الشعاع : فعلى شدة البرد و عصوف الرياح و كثرة المياه و فساد الطعام و وقوع الوباء في ناحية الشمال .

و إن كان موازيا لبرج السرطان :
يدل على ظهور الأمراض العارضة للزائدة بأسباب الرياح و النزلات العارض بسببهما السعال و البرسام و اغتراب ناس كثيرين عن أوطانهم بأسباب حارثة بينهم و تخليط مع أمراض تعرض لذوي الأسنان من الناس لإفراط كمية الدم في أجسادهم و يدل على كثرة الجليد و الأمطار و المياه .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى تخليط الأمور و قلة استوائها .
و إن كان جنوبيا : فعلى غزارة الأمطار و زيادة مياه الأنهار .
و إن كان مغربا : فعلى أوجاع تعرض للناس في العيون و الزكام و النزلات و كثرة الموت في النساء مع منفعة تنال أهل الحرث مع ضعفهم .
و إن كان راجعا : فعلى موت يعرض الأشراف و زيادة ماء الآبار و قلة ماء العيون و الأنهار .
و إن كان محترقا : فساد بعض الغلات و قلة المياه و خوف على بعض ملوك المشرق و هلاك ملك في الروم و غلاء في الأسعار و شدة الحر و البرد .
و إن ظهر من تحت الشعاع : فعلى أمراض تعرض للناس في الصدر مع شدة السعال و أمراض فاشية و على كثرة الخوارج و كثرة غاراتهم على من يليهم مع كثرة الحروب و إراقة الدماء و ركود الرياح و وقوع الآفات في الطعام و قلة العصير و الزيت .

و إن كان موازيا لبرج الأسد :
دل على كثرة الأمراض العارضة للناس كالحصبة و الجدري و وقوع الموت في النساء و كثرة التلصص و البلاء و الحروب و سيما في ناحية المشرق و تواتر هبوب السمائم و قلة الأمطار و شدة اليبس و كذا أيضا في ناحية المشرق مع حسن امتزاج الهواء و ربما عرض وباء .
و إن كان عرضه شماليا فعلى كثرة تخليط الأشياء و قلة استوائها .
و إن كان جنوبيا فعلى كثرة الأمطار .
و إن كان مشرقا فعلى زيادة الأنهار و فيضها .
و إن كان مغربا : فعلى مرض يعرض للنساء سيما نساء الملوك مع فساد الهواء و حدوث الأوبئة و شدة الحر و السمائم .
و إن كان راجعا : فعلى قوة البهائم .
و إن كان محترقا : فعلى نقص الأسعار و رخصها و موت في الأغنام و سلامة في الحمير و البغال و كثرة الأموال و رخص الجواهر و الذهب و النحاس و فساد الغمار .
و إن ظهر من تحت الشعاع فيه : فعلى وقوع الفتن و الحروب و على كثرة الموت العارض للناس مع ما يعرض لهم من الآفات و السمائم و لسع الحيات و شدة الحر و دوام السموم و قلة الأمطار و ضعف الرياح و كثرة العطش .
و إن كان المشتري و القمر قريبين منه : انحل ما ذكرناه من الموت و المرض و الوباء .
و إن كان المريخ قريبا منه : أكد ما ذكرناه .
و إن كانت الزهرة معه : فعلى شدة القتال بناحية المشرق .
و إن كان عطارد قريبا منه : دل على موت العظماء .

و إن كان موازيا لبرج السنبلة :
دل على فساد يعرض للناس و أراجيف كثيرة و ينال الأشراف بلاء و كذا الكتاب و فساد يدخل على الملوك و الوزراء و الكتاب و وباء و أراجيف كثيرة شديدة و نقصان في المبايعات و التجارات و ضعف النساء في الأماكن المقدسة و كثرة العمارات و المبليات و عزة السفلاء و الجهلاء و حدوث الطواعين العارضة للنساء و سيما للأحداث مع فساد العذارى و توسط الأمطار و ربما كثرة و حسن حال الهواء .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى حسن امتزاج حال الهواء .
و إن كان شرقيا : فعلى كثرة الأمطار و الرعود و البروق و زيادة الأنهار و مدودها .
و إن كان غربيا : فعلى أمراض تعرض للملوك بسبب أوجاع العيون و النزلات و الزكام و قلة الأمطار .
و إن كان راجعا : فعلى كثرة مخالفة الرعية لولاتهم .
و إن كان محترقا : فعلى موت الأطفال و سقوط الأجنة و كثرة أمراض النساء و الصبيان و فساد حال الكتاب و هلاك بعض الوزراء و ذوي الأقدار و حسن حال التجار في أول السنة و بالعكس في آخرها .
و إن ظهر من تحت الشعاع : فعلى حميات حادة و موت و قتل بين الغرب و الجنوب و حركة في الهواء .
فإن ظهر و معه الزهرة : فعلى وقوع الموت في النساء و سيما في العذارى منهن مع قلة الطعام و آيات تظهر في الجو .
و إن كان المريخ هناك : حدثت الحروب .
و إن كان عطارد هناك : تكدر الهواء و ضعفت الرياح .
و إن كان المشتري هناك : فعلى الموت و وقوع الجراد في الغلات مع ما يظهر من الآفات المضرة .

و إن كان موازيا لبرج الميزان :
دل على أنه يعرض للنساء أوجاع الأفئدة و البطون و أمراض من جهة الرطوبات و كثرة مقارنة النساء لأزواجهن و حدوث السر بينهن و بتلك الأسباب ينالهم الضرر و على عظمة الملوك و تجبرها و حدوث العمائر و البناء و غزو الترك و الروم و حصول الظفر و خسارة التجار و ربما حسن حال الفلاحين و ربما وقع حرب بين المغرب و الجنوب مع تواتر السمائم و حسن مزاج الهواء و قلة الطعام و الشراب .
و إن كان شماليا : فعلى كثرة هبوب الرياح و عصفها .
و إن كان جنوبيا : فعلى ظهور الأوبءة في الناس .
و إن كان شرقيا : فعلى أمراض تعرض للنساء و تخليط مفسد بهن و كثرة فتن .
و إن كان غربيا : فعلى الأمطار و يبوسة الهواء و شدة البرد .
و إن كان راجعا : فعلى قلة حدوث الأمراض المتطاولة في الناس سيما في الأفئدة و الآذان مع قلة استواء امتزاج الأبدان .
و إن كان محترقا : فعلى كثرة اللصوص و غلاء في السعر و صلاح في حال الملوك و الدهاقيد و ربما يعييهم شدة و اضطراب و حدوث أمراض قاتلة و فساد حال النساء و المردان و المطربين و موت فيهم .
فإن ظهر فيه : فعلى حدوث الحروب و عصوف الرياح و شدة الحر و قلة الطعام .
و إن كان المريخ هناك : اشتد ذلك و عرض للناس أفزاع موحشة .
فإن نظر ذلك المشتري أو القمر : بطلت الحروب و دل على وقوع وباء يعرض للناس و موت مع شدة الغبرة و الظلمة في الجو و تكدر الهواء و عصف الرياح و شدة الحر و مفارقة كثير من الناس لنسائهم و قلة الطعام و العصير و الزيت .

و إن كان موازيا لبرج العقرب :
دل على قلة استواء مزاج الأبدان و حدوث الموت فيهم و تكون الأمراض في كهول الناس مع المضرة من الأعداء و شدة برد الشتاء و هيجان الأمراض الشديدة و عسر في الأمور و مضرة في الغلاء و سفك الدماء و موت في العجائز و وجع المثانة و عصوف الرياح و كثرة الأمطار و البرد و الرطوبة و نفاذ أموال الملوك و سقوط الأجنة و ظهور الحشرات الكثيرة بأرض المغرب و وقوع الثلوج المضرة للزرع .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى شدة الحر و الرمد .
و إن كان جنوبيا : فعلى كثرة الأمطار و الرطوبات .
و إن كان شرقيا : فعلى كثرة منازعة الأعداء للملوك و اغتمامهم بتلك الأسباب .
و إن كان غربيا فعلى مرض يعرض للملوك أو لبعض نسائهم مع طلب الجند الراحة و ثقل الحركة عليهم و قلة طاعتهم بتلك الأسباب .
و إن كان راجعا : فعلى تعذر الأمور و إبطاء الحركة و كثرة الأراجيف و الهمرجة و شدة يبس الهواء فإن ظهر فيه فعلى سفك الدماء بين الشمال و المغرب و كثرة الموت في العجائز و الولدان .
و إن كان المريخ و القمر قريبين منه : فعلى أوجاع العيون و وقوع الحصا في المثانات و كثرة البروق و السيول و عصف الريح و شدة البرد و وقوع الثلج .
و إن كان ذلك المريخ فقط : فعلى فساد الثمار و الزروع و قلة منافع الأرض .
و إن كان ذلك المشتري : فعلى قلة الوباء و صفاء الهواء و علل تعرض للناس في عيونهم .

و إن كان موازيا لبرج القوس :
فعلى حدوث الطاعون العارض في الناس و سيما في أشرافهم و وجوههم و شدة أوجاع العيون و حدوث قتال في المشرق و هموم عارضة للنساء و سقوط الجراد و وقوع الموت في الطير و صاء مزاج الهواء .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى تواتر هبوب الرياح .
و إن كان جنوبيا : فعلى كثرة الأمور و تنقلها .
و إن كان شرقيا : فعلى حميات عارضة للناس .
و إن كان غربيا : فعلى وقوع البلاء و الأحزان في الناس و إيضاع من طعن في السن منهم و التهاون بهم و تعذر الأمور عليهم و حسن مزاج الهواء .
و إن كان راجعا فعلى غلاء الطعام .
و إن كان ظاهرا فيه : فعلى وقوع الموت في العظماء و حدوث الحرب في المغرب .
و إن كان المريخ و الزهرة قريبان منه : فعلى قلة الموت بأمراض تعرض للناس في العين و الرئة و ذات الجنب و حميات و أوجاع الأفخاذ و موت الطير و انتشار الجراد .
و إن كان ذلك هو المشتري : فعلى السلامة من ذلك .

و إن كان موازيا لبرج الجدي :
فعلى انتقاض الأمور المبرمة و وقوع الخوف في الناس و الأراجيف و كثرة الأمطار و حدوث الزلازل و فساد الحرث و الغلات بسبب كثرة المياه و الأنداء .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى وقوع الثلوج و الجليد و شدة البرد و إفراط الرطوبات .
و إن كان جنوبيا : فمثله .
و إن كان شرقيا : فعلى الموت العارض للنساء .
و إن كان غربيا : فعلى ظهور الأعداء و وقوع الهرجة و التشويش مع تدبير الأموال و وقوع المضادات بين الناس .
و إن كان ظهر فيه : فعلى وقوع الفتن و حدوث الأمراض و عصف الرياح و إن كان المشتري قريبا منه : فعلى حدوث الحروب في ناحية المشرق و كثرة الآفات العارضة في الأرضين .

و إن كان موازيا لبرج الدلو :
فعلى حدوث الموت في الناسو الأراجيف و الخوف بتلك الأسباب و اغتراب أكثرهم عن أوطانهم و كثرة الجراد و غزارة الأمطار و شدة السيول المضرة بالناس و تواتر هبوب الرياح العواصف و حدوث الزلازل و ربما عرض للثمار و الطعام نقص في تلك السنة .
فإن كان عرضه شماليا : فعلى وقوع الفساد في الطعام و الثمار .
و إن كان جنوبيا : فعلى كثرة السحاب و غزارة الأمطار .
و إن كان شرقيا : فعلى هموم و أحزان تعرض للملوك .
و إن كان غربيا : فعلى شدة للناس و حدوث الموت في من طعن في السن و حدوث الرطوبات و فساد الأبدان .
و إن كان راجعا : فعلى وقوع الثلوج و شدة البرد .
و إن كان ظهر فيه : فعلى حدوث الأفراح بين الناس و المخاوف في العالم و ظهور الفتن و مخالفة بعض أهل الأقاليم لملوكهم و سلطانهم و إزعاجهم عن بلدانهم و وقوع الموت في شبان النساء .

و إن كان موازيا لبرج الحوت :
فعلى مضار تعرض للناس و هرجة فيهم و سيما للأشراف و الولاة منهم و شدة البرد و الحر في أوانهما و قلة ريع الغلات .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى تواتر هبوب الرياح .
و إن كان جنوبيا : فعلى كثرة الأمطار و زيادة الأنهار .
و إن كان شرقيا : فعلى كثرة الأمطار و توسط الهواء و حدوث قحط .
و إن كان غربيا : فهموم و أحزان تعرض للملوك بسبب تحرك الأعداء و كثرة الأمراض العارضة للناس من النزلات .
و إن كان راجعا : فعلى موت يعرض لبعض الأشراف .
و إن ظهر فيه : فعلى كثرة المياه و السيول و اشتداد البرد و شرور تعرض للناس .
فإن ربعه المريخ و الزهرة أو قابلاه أو أحدهما أو القمر : فعلى عروض أوجاع العين للناس مع قلة الأمطار و سلامة الأشجار و كثرتها سيما شجر الزيتون .

المطلب الرابع : في حلول زحل في الطالع و بقية البيوت الإثني عشر وقت تحويل السنة أو النصف أو الربع .
********************************
زحل إذا كان في الطالع : و كان والي السنة و كان مسعودا قويا و رب بيته و ناظر إليه من البروج الصادقة المودة و رب وسط السماء على مثل ذلك من النظر و القبول , دل على أن أهل ذلك الإقليم تكثر دعتهم في تلك السنة و تقل أسفارهم و يحسن حالهم و يرون خيرا و رفقا من ملوكهم و كبرائهم و يحسن نظر الملوك في أمر الرعية و مصالحها و صلاح أحوال العالم و كثرة الخيرات و حلول البركات في الزروع و النبات و قوة المعاش و طيبة قلوب الناس سيما أصحاب الفلاحة .
و إن كان منحوسا مضرورا : كانت الضرورة و الشدة في أجسام الناس مع غير ذلك من الآفات الردية الزحلية . و سيما إن كان غريبا في البروج الجنوبية و ساقطا لا تنظر إليه السعود و يدل على ضجر الملوك و حقدهم و مخادعتهم و شدة حرصهم و ضرر ينالهم و على الغلاء و الظلم و الجور و الخوف و الهم و الوجع و فساد الأسواق و المعايش .

و إن كان في الثاني و كان مسعودا : يدل على عدل الملوك في أوائل الأمور و رجعتها عن ذلك في أواخرها و حسن حال الرعية و الفرج و السرور و تحصيل الأموال .
فإن اتصل به رب الثاني : دل على حسن حال الصناع و المنان و الأكرة في معايشهم و أجود ذلك ما كان من جوهر البرج الذي فيه زحل .
و إن كان منحوسا : دل على قلة الأموال بأيدي الناس و ضيق العامة و تعطيل الصناع و كساد التجارة الزحلية و تحصيل الملوك الأموال و إنفاقها في الحرب و مخالفة الأجناد للملوك و باطل يصل إليهم من الرعية و قلة الأرباح و كثرة النفاق .

و إن كان في الثالث من الطالع و كان مسعودا قويا : دل على سرور الناس في تلك السنة بعضهم ببعض و توادهم و تحاببهم و تعاطفهم و ذهاب الشحناء و الغمة من بينهم و الغوائل عنهم و صلاح حال الملوك و حسن ورعهم و استعمالهم الرفق بالرعية و ذكوهم المرأة في الأعمال و النظر في أمور المملكة و صلاح حال الفلاحين و المسافرين .
و إن كان منحوسا انقطعت السبل و قلت الأسفار بسبب ذلك و كثر في الناس الأحلام الرديئة و كذب أصحاب الأخبار في أخبارهم و تعادت الناس و تنقطع الرأفة و المودة من بينهم و شدة مباشرة الملوك الأعمال و تفقدهم لها و كثرة انتقالهم و أسفارهم و وقوع الخلف في الناس و الأقارب .

و إن كان في الرابع من الطالع و كان مسعودا مقبولا : دل على البناء و العمارة و على ورع الملوك و لينهم و اتخاذهم العمارات و البساتين و صلاح أحوال العامة و اتخاذ البساتين بصلاح عواقب الأمور .
و إن كان منحوسا أو ساقطا : فعلى ضعف الملوك و أضافه بعض الملوك لبعض أولاده و آفات تعرض في ذوي السن خاصة في أهاليهم و ضائقة على أهل السجون و وقوع الخراب في أكثر البلدان و العمائر و تضييق صدور الناس و فساد عواقب الأمور و انقطاع المياه و ضيق العامة و يصيب أهل ذلك الإقليم حصار و امتنعوا من الخروج من بلدهم من الخوف من عدوهم , و أشد ذلك إذا كان الرابع ثابتا فإنه يدل على دوام الشر و شدته .

و إن كان في الخامس من الطالع و كان مسعودا قويا : دل على كثرة أولاد الملوك و سرورهم بهم و صحبتهم للرعية و صلاح أحوال الناس و سرورهم بأولادهم و ينال المشايخ و الكبار منهم منافع و مرفق بأسبابهم .
و إن كان منحوسا ضعيفا : دل على الضرر و المكروه من أسبابهم و تولية الملوك من أولادهم مع حدوث الموت فيهم و في الأحداث و الصبيان و سقوط الأجنة و كثرة الهموم و المكر و الخديعة .

و إن كان في السادس من الطالع و كان مسعودا : دل على محبة الملوك لإقتناء الخيل و حمولهم على الحركات و ضعف الخواطر و أفكار سوداوية و غلبة العبيد على الموالي .
و إن كان منحوسا :
و كان البرج إنسيا : دل على الأوجاع الزحلية من الوسوسة و الجنون و الجذام و كلما كان من الأوجاع الباردة اليابسة .
و إن كان من بروج ذوي الأربع قوائم : دل على وقوع الآفات في الدواب و السباع و قس على ذلك .

و إن كان في السابع من الطالع و كان مسعودا قويا : دل على سرور الرجال بالنساء و على تزويج الرجال بالعجائز و الميل إليهم في تلك السنة إن كان من بروج الناس .
و إن كان من بروج الأرض : فعلى طلب ما كان من جوهر ذلك البرج من الحيوان و النبات .
و إن كان منحوسا ضعيفا : فعلى فساد يقع بين الملوك و رعاياهم و سوء عشرتهم و تنقلهم من مكان إلى مكان و آفات تعرض للنساء سيما نساء الملوك و موت في العجائز و فساد حال الشركاء و النساء مع أزواجهن و كثرة الخلف بينهم .

و إن كان في الثامن من الطالع : دل على أنه يدخل الموت و العناء في جوهر ذلك البرج .
فإن كان من بروج الإنس : مات المشايخ و القدماء منهم .
و إن كان من بروج الدواب نفق الدواب و لا سيما إن كان منحوسا فإنه يدل على كثرة ما ذكر و شدته و كثرة الهموم و الأحزان و تبذير الأموال بغير فائدة و كثرة الموت في الإماء و الخدام و ذوي السن و الأمراض المزمنة الباردة .

و إن كان في التاسع من الطالع : دل على كثرة السفر
إن كان ذلك البرج منقلبا : و سرعة رجوعهم و تنقلهم .
و ثبات الناس في السفر إن كان البرج ثابتا .
و ورع الملوك و كثرة أسفارهم بسبب الجهاد و اشتهارهم بالأعمال الصالحة و طلب الحكمة و كثرة رسلهم بالنواحي و كثرة حمل الشجر و خاصة النخل و ينال الناس الفرح و السرور بسبب الأسفار و النظر في أسباب العباد و كثرة الفوائد من أسباب شتى , و خصوصا إن كا فيه سعد .
و إن كان منحوسا ضعيفا : دل على كثرة الأهوال في الأسفار و حركة الملوك بسبب الأعداء و كثرة قتلهم و مباشرتهم الحروب بنفوسهم و تحيرهم و فساد حال المسافرين و خسارة التجار و قلة فوائدهم .
و إن كان فيه نحس كثرت الأهوال و الأخبار الموحشة المخوفة و غرقت السفن و تمزق ركاب البحر .

و إن كان في العاشر من الطالع و كان مسعودا قويا : دل على صلاح حال العامة عند الملوك و وقارهم و هيبتهم و شرفهم و اختراع الأمور الصالحة و كثرة المعايش .
و إن كان منحوسا : فهو حيث يستعمل موضعه لأنه أرفع الكواكب و يعم الأرض الهواء ببرده و منحسته و شره و يدل على أن السلطان ينقل وطاقه و يشتد جوره و كثرة أعدائه و خروج من ينازعه في ملكه و كثرة الهم و الغم و ضيق الصدر من قلة الأرباح و المعاش .

و إن كان في الحادي عشر من الطالع : و هو برج السعادة و الخير فإن كان مسعودا حسنت ظنون الناس و صدقت آمالهم و تعرفوا الخير و الصلاح في أسفارهم و تقلبهم و عدل الملوك و إنصافهم و شدة محبتهم للرعية و تجدد الملك لبعض الملوك و حسن حال النساء الزيادة في السعادة .
و إن كان منحوسا : دل على خلاف ما ذكرنا مع عظم بليتهم و تكرر آمالهم و تغلق المطالب عليهم و يرون النكد و الضيق في معاشهم و يلحقهم المكروه .

و إن كان في الثاني عشر و كان مسعودا : توادع الناس و تكافوا و ذهبت الضغائن و الأحقاد عنهم و طلب الملوك للصيد و محبته و طلب الدواب و اتخاذها و تحصيل اللذات .
و إن كان منحوسا مضرورا : تحاربوا و تعادلوا و نال ذلك الإقليم شرا و نكبة من مراقهم و جبروتهم و فسقهم و كثرة حروبهم و نقص في أمورهم و ضرر ينالهم من أعدائهم و وقوع الموت في أهل السواد و البوادي و فساد حال الناس و الدواب و النبات و المعادن .



********************************
الفصل الثاني : في خاصية أحوال المشتري و هو يشتمل على أربع مطالب :
********************************
المطلب الأول : في دلالة المشتري على الإنفراد صالحا أو رديا
********************************
إذا تفرد المشتري بالدلالة و كانت له ربوبية السنة و كان مسعودا قويا : فإنه يدل على عظم شأن الملوك و علو أمرهم و كثرة عطاياهم و رفعتهم للمراتب و اتهامهم لبعض أصحابهم و إيقاعهم بهم تلك الأسباب مع صلاح حال ملوك بابل و العرب و وقوع فتنة عظيمة للروم و القبض على رجل عظيم منهم بأسباب المحابس و على وفور بيوت الأموال و خفة المرئة على أهل البلدان الخوارج و استعمال الناس الصدق في كلامهم مع ظهور الخير و صحة الأبدان و السلامة و الأمن و صلاح أحوال الملوك و حركاتها بالجيوش لأطراف بلادها و تهذيبها للرعية و صلاح القضاة و الفقهاء و العباد و النساك و ينالون الخير و العز و يعظم فرح الناس و يحسن حال الأشراف و يعدل السلطان و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يظهر الزهد و الورع في العالم .
و إن كان مقبولا : انتفع العامة بالملك و يصيبوا منه خيرا و فوائد و معروفا و نفعا و يدل على كسب التجار و كثرة فوائدها و حمل النساء و كثرة ولادتهن و لا سيما الذكران و بلوغ المولودين الكمال و وقع الشر و الفتن ببلاد الإفرنج و أرضها و هلاك عظيمهم و حفظ بيوت الأموال و ظهور الصدق و الصلاح و كثرة البهائم الأهلية و سيما الذي يستعمله الناس و زيادتها و قلة المؤذية و صلاح حال الثمار و كثرة غلات الحنطة و الشعير و ربما وقع اليرقان في الزرع فأفسده و سلامة السفن و الركوب في البحر و كثرة مدود الأنهار و السمك و كثرة الأمطار و هبوب الرياح الشاملة النافعة و رطوبة الهواء و اعتداله .
فإن كان منحوسا ضعيفا مضرورا : اتضع القضاة و الفقهاء و دخلت عليهم بلايا و مكاره كثيرة و نال الضرر و الفساد أهل بابل و عظماء الناس و وجوههم و أشرافهم و تتعطل مساجد أكثرهم و ينشأ في الناس الفقر و الفاقة و الحاجة و المسكنة و يسوء حال العامة و يريد أهل الخير في الخير و يكثر الجور و الفساد في الأرض و تكثر الأمراض العارضة للناس مثل أوجاع العين و السعال و الزكام و الذبحة و ذات الجنب و الرئة و السكتة و الشناج و علل القلب و ظهور الفساد في الناس و الكذب و الرياء و الفقر و الحاجة و قلة الخير و ترك المعروف و كثرة الجور و موت السلطان بنواحي المشرق و سفك الدماء سيما في الإقليم الرابع .
فإن اتصل به المريخ و كان مارا في النطاق فوق المشتري : خرج على الملك خارجي شرير ظلوم رديء مستحل سفك الدماء و كان الملك خيرا فاضلا و كان الظفر لمن نظرت الكواكب إليه و عاونته و على هذا فقس في سائر الكواكب .
و اعلم أن المشتري دليل الخوارج و الفرنج بالطبع كما أن زحل دليل الملوك بالطبع لأنه أعلى الكواكب و جميعها تتصل به و لا يتصل هو بها , و المشتري تاليه و لا يخرج على الملك إلا مثله و قرنه .


المطلب الثاني : في ممازجات الكواكب بالمشتري في وقت تحويل السنة أو النصف أو الربع :
********************************
فإن مازج المريخ المشتري و لم يتفرد المشتري بالدلالة و قارنه المريخ : دل على كثرة الغزو و الحروب و الخوارج و الخصومات و وقوع الطواعين في إقليم البرج الذي يقترنان فيه مع نفاق الدواب و يعرض في الجو تلون و خصب أول ذلك الزمان و قحط في آخره و موت ملك في ذلك الإقليم في ذلك التحويل .
و إن كان الإتصال من تسديس أو تثليث : كثر الجهاد و الغزو بأسباب الدين .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : دل على كثرة الدعاة و القتال و التغلب و اللصوص و يكون ذلك في سر و خفية .
و إن كان من السابع : فعلى وقوع الخصومات و تهمة الناس بعضهم لبعض باللصوصية .
و إن كان من العاشر : كان من الملوك على الرعية و هلاك ملك كبير و وقوع الطواعين و جهاد بسبب الدين .
إذا اجتمع المشتري مع المريخ في برج خاف الناس على ملكهم حتى يمضي خمس و سبعون ليلة .

و إن مازجت الشمس المشتري من مقارنة : دل على هلاك العدول و القضاة و فساد الدين .
و إن كان من تسديس أو تثليث : دل على ظهور الدين و العلم و الفقه و العدول و الإنصاف .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : دل على قوة القضاة و استعمالهم الغزو و الأمور بما سجنه و عاقبه بسبب ذلك .
و إن كان من السابع : دل على الخصومات و ظهور الجور و الظلم و كثرته .
و إن كان من العاشر : دل على قوة الحكام و إظهار العدل و الإنصاف و جمع الأموال و صفاء الجو و طيبته و اعتدال الزمان .

و إن مازجت الزهرة المشتري من مقارنة : دل على عفة النساء و حسن حالهن و غلاء العطر و اللؤلؤ و على أنه ينال بلدان البرج الذي يقترنان فيه خير و خصب و تصافي النساء لأزواجهن و تظهر فيهن العفة في تلك الإقليم التي للبرج الذي اقترنا فيه و ينالهم رفاهية و حسن عيش .
و إن كان مقارنة الزهرة للمشتري في التحويل يدل على موت ملك بالطاعون و على كثرة الجراد .
و إن كان الإمتزاج من تسديس فعلى حسن دين النساء و زهدهن مع ثباتهن و حسن حالهن مع أفراح المطربين و الحواتين و المردان و طيبة قلوب العالم و أهل الدين و كثرة المطر في أوانه و تحريك الأسعار .
و إن كان من السابع : يدل على أن النساء يكثرن مالخصومات بأسباب الديانات و يظهرن ذلك و على أنه يصلح ما بينهن و بين أزواجهن .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : دل على كثرة المراسلات في تلك السنة بين الملوك و أفراح أهل الناموس و المذهب و حسن سيرتهم و ثباتهم و كثرة العطر و الأزهار و الرياحين .
و إن كان من العاشر : دل على أن الملوك يستعملون الأمور الخيرية و العطاء و حسن الذكر و كثرة الخيرات و الأرزاق و الأمن من الآفات و طيبة الهواء و صفائه و هبوب الرياح الشمالية الطيبة النافعة .

و إن مازج عطارد و المشتري من مقارنة : دل على طلب الناس العلم و الكتابة و الحكمة و الفقه في الدين و الأسرار و يدل على الطواعين , و خاصة إن كان منصرفا عن المريخ , مع شدة حر الجو و يكون الجراد .
و إن كان من تسديس أو تثليث : دل على أفراح الوزراء و أرباب الأقلام في ذلك العام أو النصف أو الربع و كثرة الحوار و المناظرة في العلم و الخصومات في الديانات و الهواء و المطر .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : دل على خصام بين الفقهاء و ظهورهم للأسرار و الخصومات في الكتبة و المعاملات و رسل بين الملوك و المشاركة في الأخبار في الأمور و إظهار الصنائع البديعة .
و إن كان من العاشر : دل على طلب الملوك العلم و الكتب و الأعمال و الصناعات البديعة و طلب النساء الفقه و شدة حر الهواء و إفراط كدورته أحيانا و هواء في أوانه و ضباب و عجاج .

و إن مازج القمر المشتري من مقارنة : دل على كثرة أعمال الناس الأمور الصالحة و استعمال القصص و عمران المساجد و طلب الديانات و الفقه و الأمور الدينية و النجاح في الحوائج كلها .
و إن قارن القمر المشتري و كان المشتري شعاع و غاب قبل القمر : أصاب الناس خيرا .
و إن غاب القمر قبله و لم يكن له شعاع : دل على هلاك ملك المغرب .
و إن كان من تسديس أو تثليث : دل على ظهور الديانات و الحكمة و صلاح أحوال الدول و ظهور أمور الربوبية و زيادة السرور و النفع في تلك السنة أو النصف أو الربع .
و إن كان من تربيع و كان من الرابع : فعلى كتمان أسرار الديانات و تجديد المساجد و بيوت العبادات .
و إن كان من السابع : دل على الخصومات في الدين و الفقه و كثرة المنازعات و الجدل و المناظرات و الخلق و النزاع بين القضاة و العباد و النساك و الفقهاء و عمارة المساجد و بيوت العبادات و صلاح حال الدول الجديدة و قوة الرعية و هبوب الرياح الطيبة في أوقاتها و الإعتدال في الأمطار و الصحة .
و اعلم أن هذه الدلالات إذا كانت موجودة بينة ظاهرة إنما هي مختصة بوقت تحويل السنة أو النصف أو الربع , و أما في غير وقت التحويل تكون ضعيفة جدا .

المطلب الثالث : في دلالات المشتري عند موازاته لكل برج وقت تحويل السنة أو الربع من البروج .
********************************
و إن وازى برج الحمل :
دل على وقوع المحاربات بين أهل خراسان و أرمينية مع صحة لفساد الناس و ربما كثرت الأمراض كالصداع و السعال و يكون أشد ذلك في الربع الخريفي . و شدة الحر في أوانه و شدة البرد في فصل الشتاء و كثرة الأنداء و الأمطار و السيول مع كثرة الطعام و غرس الأشجار و الكروم .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى شدة الحر و كثرة السمائم .
و إن كان جنوبيا : فعلى شدة برد الهواء .
و إن كان مشرقا : فعلى كثرة الرطوبات و سيما في الربع الخريفي .
أو مغربا : فعلى إكرام الملك لذوي السن من أهل بيته و عماله مع كثرة الأمطار و رطوبة الهواء .
و إن كان راجعا : فعلى الضرر في كل ما يدل عليه .
و إن كان ظاهرا فيه : فعلى قلة الأمراض التي تعرض للناس و أوجاع الرأس و السعال مع كثرة المرة في أبدانهم و على كثرة الطير و دوام هبوب الرياح الشمالية و طول الشتاء و كثرة اشتكائه و وقوع الثلوج و مدود الأنهار و طيب الصيف و سلامة الغلات و كثرة العصير .

فإن وازى برج الثور :
دل على موت بعض الوزراء و الأشراف و كثرة تدين الناس و وقارهم و ربما عرضت لهم أوجاع العيون مع قلة الطير و يدل على شدة البرد المضر و على كثرة الأمطار و الزلازل في أول الربع الشتوي و كثرة الثلوج في وسطه و يكون الربع الصيفي معتدلا و ربما اشتد الحر و يبس الربع الخريفي و تنقص الثمار مع شدة ما يعرض للركاب في البحر .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى حسن امتزاج الهواء .
و إن كان عرضه جنوبيا : فعلى اختلاط مزاجه و قلة استوائه .
و إن كان شرقيا : فعلى غزارة الأمطار .
و إن كان غربيا : فعلى موت نساء بعض الملوك و بعض ذوي السن من الأشراف مع إفراط رطوبة الهواء .
و إن كان راجعا : فعلى هيج الأعداء على الملوك .
و إن كان محترقا : فعلى موت النساء و الولدان بأمراض عظيمة موحشة يكثر من الملوك الجور على رعيتهم و تسوء أخلاق الناس جملة و تسوء أحوال الأغنياء و الفقهاء و العلماء و القضاة و ينقص ما في أيديهم .

و إن كان وازى برج الجوزاء : يدل على حسن حال الوزراء و الكتاب و العمال و كثرة الكتب و الرسل بين الملوك و يعم الرخص و يشمل البلاد و يكثر و تحل البركات و تكثر الأوجاع العارضة للناس في العيون و الأعناق و سيما الشبان و النساء و وقوع الموت فيهم و سبب ذلك شدة الحر و وقوع الموت في البهائم و يكون الربع الصيفي معتدلا مع شدة البرد في الربع الشتوي و قلة ضرر تواتر هبوب الرياح الدبورية و يكثر الطعام و الشراب سيما ناحية المغرب مع فساد الزرع و نقصان المياه و ربما غارت مياه العيون .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى هبوب الرياح و اعتدالها .
و إن كان جنوبيا : فعلى شدة الحر و كثرة سمائمه و يبسه .
و إن كان مغربا فعلى كثرة الأحزان العارضة للملك و قلة استعماله للجند و فساد حالهم .
و إن كان راجعا : فعلى غرق السفن و كثرة الأراجيف .
و إن كان محترقا : خيف على بعض الملوك بالمشرق الهلاك و كثرة اللصوص و وقوع الفساد في الناس و كثرة الخير و الخصب و حسن حال التجار و حدوث ملك عظيم و رؤيا الملوك المنامات المفزعة الرديئة و خاصة ملوك النصف الغربي من الأرض .
و إن كان ظهر من تحت الشعاع : فعلى كثرة الموت في النساء و الشبان و كثرة العلل و فساد ثمر الشجر و قلة المياه في العيون و خصب الزرع و رخص الحبوب .

و إن وازى برج السرطان :
يدل على تجبر الملوك و عظمهم و عموم الخير و السرور في العالم
و خصوصا أرض العراق و ربما تفتح مدينة و كثرة الأمراض العارضة للناس في الأفواه و الشفاه و ربما صحت أجساد الناس في الربع الخريفي و كثرة الحر و شدة البرد سيما في ناحية المشرق مع كثرة الأمطار في الربع الشتوي و حصول المنافع العظيمة للملوك و الفائدة الجيدة لكثير من الناس و نصح العامة للملوك .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى شدة الحر و كثرة السمائم .
و إن كان جنوبيا : فعلى مثل ذلك .
و إن كان مشرقا : فعلى كثرة الأمطار و شدة البرد .
و إن كان مغربا : فعلى كثرة أسفار الملوك و انتقاله و تبذيره للأموال و وقوع الأراجيف و الهرجة و التشويش في الناس .
و إن كان راجعا : فعلى أحزان تدخل على الملك من موت بعض الأشراف و حزن العامة لفقد عظيم .
و إن كان محترقا : ظفر الملوك بالأعداء و خرج عدو من ناحية المغرب و يكثر الفساد في إقليم بابل و يقع في الحيوان الموت و الفناء و تفور المياه .
و إن كان ظهر فيه : فعلى شدة البرد و هبوب رياح شمالية باردة مع كثرة الرعد و البرق و مدود الأنهار و حسن الغلات و سلامة السنة غير أنه يعرض في الربع الربيعي للناس أوجاع في أفواههم و شفاههم .

و إن وازى برج الأسد :
دل على مخالطة الملوك للنساك و الإمتثال لأمرهم و حكم الملوك و زيادة الشرف لأهله و ظهور الروم و الإفرنج على من يليهم من الملوك و الأمم و خروج خارجي بأرض المشرق و آفات و أحداث تعرض للملك و ضجر و كثرة الأوجاع العارض للناس من السعال و الرياح العارضة من جهة البرد و النزلات و موت بعض الأشراف و الكبار المذكورين و صلاح حال السنة و الناس و كثرة الأمطار في الربع الربيعي و الصيفي و شدة البرد في الشتوي و عصف الرياح القالعة للشجر و قلة البرد في وسطه مع غزارة مياه العيون و عزة الذهب .
و إن كان عرضه شماليا فعلى كثرة عصف الرياح و شدة حركتها .
و إن كان جنوبيا : فعلى رطوبة الهواء .
و إن كان شرقيا : فعلى كثرة الأمطار و نفعها مع حسن امتزاج الشتاء و اعتداله .
و إن كان مغربا : فعلى كثرة ما ينال الملوك و الناس من الهموم و الأحزان و ربما عرضت لهم أمراض مع موت في الأشراف .
و إن كان راجعا : فعلى كثرة الأسفار العارضة للملوك .
و إن كان محترقا : فعلى حزن ملوك العراق و وباء و غلاء و علل في الناس و موت الملوك و الأغنياء و الأكابر موتا ذريعا و يقع حريق عظيم في نواحي بابل و يقع حروب عظيمة بين الأتراك .
و إن كان ظهر فيه : دل على أنه يعرض للناس رياح البواسير و النزلات و السعال و موت بعض الأشراف أو بعض الملوك و كثرة الخناق في الدواب و آفات تعرض لها مع شدة برد الشتاء و كثرة المياه و عصف الرياح الهائلة و نقص مياه العيون مع سخونة الربيع و حسن الغلات .

و إن وازى برج السنبلة :
يدل على صفاء قلوب الناس لملوكهم و حسن الرأفة عليهم و المنفعة للوزراء و الكتاب و كثرة أفراحهم و سرورهم و يعيش الناس الأمن الخير و الرعاية و تعفف النساء عن الحرام و سلامة الزروع و ارتفاع الوباء و تحرك السعر و كثرة العمارات و حدوث أمراض تعرض للناس من الصداع و تكون السنة شديدة على الحبالى مع اعتدال الهواء في الربع الربيعي و طيب هواء الربع الصيفي و شدة الحر في الربع الخريفي و امتزاج الهواء في آخره و كثرة الأمطار و الثلوج و البرد في الربع الشتوي .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى حسن امتزاج الهواء .
و إن كان جنوبيا : فعلى اعتدال الأمطار و نفعها .
و إن كان مشرقا : فعلى قلة الأمطار و النزلات و الزكام .
و إن كان غربيا : فعلى أمراض مختصة تعرض للملوك مع كثرة ما ينال جميع الناس من الهموم و الأحزان و نقصان اللحم .
و إن كان راجعا : فعلى فساد حال الوزراء و الكتاب و المزارعين و قلة الأمطار مع لين الهواء و اعتداله .
و إن كان محترقا : فعلى شدة و حدوث موت للوزراء و أمراض في النساء لا سيما الأحداث و المردان و مضرة تصيب العلماء و أهل الأدب و الدين و قتل بعض العلماء أو نفيه و موت كبير منهم و نكباتهم و نكبات من سامتهم و تنحط منها أقدارهم و ربما أجلي بعضهم عن وطنه و طرد عنه فتتغير لذلك أحوال .
و إن كان ظاهرا فيه : فعلى شدة برد أول الشتاء و آخره و امتزاج وسطه و كثرة وقوع الجليد و الأمطار و مدود الأنهار و سيل الأودية و حسن حال العشب و الكرم و فساد ثمر الشجر .

فإن وازى برج الميزان :
دل على كثرة استعمال الناس للتجبر و النخوة و التعظيم و كثرة الخير و ارتفاع الرقيق و رغبة الناس في الأمر بالمعروف و نهي المنكر و طلب أخبار النبؤات و الإتباع لها و لأمرها و قلة الأمراض و صلاح حال التجار و ربحهم و هبوب الرياح القوية مع تفشي الموت في البقر و اعتدال الهواء في الربع الربيعي و ميله إلى البرد و ربما حدث في الربع الصيفي أمطار مفسدة للطعام مع كثرة الرعود و البروق و الثلوج في أول الشتاء إلى النصف منه مع سخونة الجو في آخره .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى تواتر هبوب الرياح و اعتدال حركتها و نفعها .
و إن كان جنوبيا : فعلى كثرة الوباء و الأمراض .
و إن كان مشرقا : فعلى كثرة الأوجاع و حدوث أمراض العين و النزلة و الزكام .
و إن كان مغربا : فعلى أمراض تعرض للملوك خاصة و قلة الأمطار و يبوسة الهواء و برد .
و إن كان راجعا : فعلى تزوج الملوك بامرأة ملك .
و إن كان محترقا : فعلى ظهور عدو من نواحي العرب طويل المكث و موت في الأشراف من النساء و الرجال و موت في الأغاني و موضعي الألحان و تكثر صحة أبدان المشايخ و يستقيمون في أمرهم و يقع في الروم غلاء و قحط و كثرة آثار الجور .
فإن ظهر فيه : دل على أمراض تعرض للناس في الرؤوس و آفات تعرض للحبالى و كثرة الأمطار في الشتاء و يكون وسطه ممتزجا مع هبوب الرياح فيه و كثرة العشب في أول القيظ و نقصان المياه .

و إن وازى برج العقرب :
دل على صحة الأبدان للناس و انتفاعهم بالأشياء مع قلة الأمطار و تقل الهوام و يصلح كل موضع منسوب للعقرب و يقع غلاء بأرض قسطنطينية و يخصب الزرع و تسلم الحنطة و يطأ أرض الشام رجل غريب كبير و تكثر الأمطار المفسدة في جميع النواحي و شدة البرد في أول الربع الشتوي إلى نصفه ثم يزداد و يغلظ الهواء و يكثر الضباب مع صلاح الكروم و جودة غرس الشجر و الحرث و حسن موقع النساء مع أزواجهن و ربما تحركت الجيوش و ورود الأخبار السارة التي تفرح بها نفوس العامة .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى شدة الحر .
و إن كان جنوبيا : فعلى رطوبة الهواء و حره .
و إن كان مشرقا : فعلى تخليطات تعرض للرؤساء .
و إن كان مغربا : فعلى أمراض تعرض للملوك و موت بعض أقربائهم مع قلة حركة الجيوش .
و إن كان راجعا : فعلى قلة الأمطار و تواتر هبوب الرياح الشمالية النافعة .
و إن كان محترقا : فعلى إصابة الكتاب و الأمراء و الجند و فساد الزرع و النبات و الغلات في الربيع و يخرج عدو من نواحي المشرق و يكثر الدبيب المؤذي في جميع الأرض من ذوات السموم و تكون حروب أرض اليمن و تكون السنة متوسطة و شدة برد الشتاء و حدوث الأمطار .
و إن كان ظهر فيه : فعلى كثرة الأوجاع العارض في الربع الربيعي مع آفات تعرض للسفن و يكون أول الشتاء بارد و وسطه لينا و رعود و بروق و أمطار فيه و نقصان مياه العيون و توسط الزرع و كثرة العنب .

و إن وازى برج القوس :
دل على عدل الملوك و النصفة للرعية و ظهور الخير و النسك و غلاء الذهب و كثرة الأمر بالمعروف و خاصة في الإقليم الرابع و ينال القضاة و المشايخ و أرباب الديانات و العباد الفرح و السرور و علو المراتب و ورود الأخبار السارة و الأمر بالمعروف و الإشتغال بعلوم الديانات و العفة و انتقال الملوك من مكان إلى مكان آخر لكن تعرض للناس أمراض من الصداع و الرمد سيما في الربع الخريفي و يقع الموت في البهائم خاصة في البقر و تكثر الأمطار و يتوسط برد أول الشتاء و يشتد في وسطه و يثلج و تفسد الثمار و يشتد الحر في الربع الصيفي و تتواتر الرياح الصبانية و نفعها .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى هبوب الرياح و نفعها .
و إن كان جنوبيا : فعلى ظهور الخير و المنافع هدوهم و سلونهم .
و إن كان مشرقا : فعلى أوجاع تعرض في الناس و سيما في العيون .
و إن كان مغربا : فعلى هموم و أحزان تعرض للملوك و الرؤساء و موت لبعض الأشراف .
و إن كان راجعا : فعلى كثرة سرور الرعية بما يظهر من عدل الملك و فرحهم مع غزارة الأمطار .
و إن كان محترقا : فعلى موت يقع في أهل الأدب و الدين و أحد أكابر العلماء و ترتفع الأسافل و تملك رقاب الأشراف و يكثر مطر السنة و ينتها .
و إن ظهر فيه : فعلى هرب رجل عظيم القدر و موته و آفات تعرض للكلاب و كثرة مفاسد الدواب و اعتدال هواء الشتاء و حدوث رياح و أمطار في آخره و امتزاج هواء الصيف و حسن حال الشجر و كثرة العنب .

و إن وازى برج الجدي :
يدل على غضب الملوك على بعض عياله أو من الرعايا و خروج الخوارج على الملوك و وقوع الجور و الظلم على العمال و ذلة النساء و موت بعض الأشراف أو الكتاب مع صحة أجساد الناس و كثرة الأمطار و توالد الغنم و كثرة الغلات و ربما وقع زلزال أو خسف و تتواتر الرياح في الربع الربيعي و قلة الحر في الربع الصيفي و كثرة الرياح الصبائية و ربما عرض موت في الكلاب .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى كثرة الرطوبات .
و إن كان جنوبيا : فمثل ذلك .
و إن كان مشرقا : فعلى كثرة الأوجاع العارضة في الناس سيما في العيون .
و إن كان مغربا : فعلى أمراض تعرض للملوك و الرؤساء مع كثرة وقوع الأراجيف و الهموجة في الناس .
و إن كان راجعا : فعلى تخليط تعرض للملوك و الرعية .
و إن كان محترقا : فعلى موت في العظماء و الأغنياء و الأشراف من الناس و ذوي الأيسار و كثرة الأمطار و الغلات .
و إن كان ظهر فيه : فعلى حدوث الحكة و أوجاع الرأس و العيون و يكثر هياج الرياح و هلاك ما لطف من الحيوان و امتزاج هواء الربع الشتوي و حدوث البرودة و الرطوبة في وسطه و شدة البرد و كثرة المياه و هبوب الرياح في آخره و كثرة الرعود و طيب أول الربع القيظي و شدة الحر في آخره .

و إن وازى برج الدلو : دل على تجديد أشياء قد درست فكر ما ذهب و مضى و صفاء قلوب الملوك من الأحزان و إظهارهم الأشياء المكتومة و ربما وقع وباء بأرض مصر و حروب بأرض العراق و ربما قبض على بعض الملوك و الوزراء و الأمراء العظام و تكثر الأوجاع العارضة في الناس سيما الشبان و ربما صحة أجساد المشايخ و ذوات الأسنان مع هلاك الطير و السباع و كثرة الأمطار و شدة البرد في الربع الربيعيي و يكون الربع الصيفي كثير الرياح و سيما رياح الصبا و يكون الرياح و الأمطار في الربع الخريفي و كذا يكون أول الشتاء كثير الرياح و الأمطار و الأنداء و يفسد بسبب ذلك الطعام و يكثر غرق السفن في البحر .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى يبوسة الهواء .
و إن كان جنوبيا : فعلى كثرة الضباب .
و إن كان مشرقا : فعلى قلة الرياح و الأمطار .
و إن كان مغربا : فعلى أمراض تعرض لنساء الملوك و موت بعض الأشراف و قلة الأمطار .
و إن كان راجعا : فعلى مرض يعرض للملوك .
و إن كان محترقا : فعلى ظهور عدو على الملك و فساد أمور الوزراء و السلاطين و شدة البرد و كثرة الرعود و البروق و الصواعق و الأمطار و الغيوم .
و إن كان ظهر فيه من تحت الشعاع : دل على هرب لبعض العظماء و كثرة الأمراض العارضة للناس و هلاك الطير و دواب البحر مع غرق السفن في البحار و عصف الرياح النافعة للزروع مع كون الأمطار و وقوع الثلج و الجليد في أول الشتاء مع كثرة الرياح في الربع الربيعي الطيبة مع إضرارها بالثمار و على امتزاج الربع القيظي و اعتدال هبوب الرياح فيه و ربما عرضت فيه أمطار و على إضرار الجليد بالعشب في أماكن كثيرة و حسن الزرع .

و إن وازى برج الحوت :
دل على أفراح الملوك و سرورهم و تنقلهم في أطراف البلاد و إكرامهم العظماء و دنوهم منهم و كثرة الجنود و قوتهم و صحة أبدانهم و عزة الصلح و كثرة التعبد و ينشأ في الناس الخير و الورع و العفاف و يظهر خارجي بالعراق و يقع وباء بأرض المغرب و تكون سنة جيدة و ربما فتحت مدينة بالفرنج و كثير ما ينال الناس الضرر سيما الشبان و النساء و الصبيان و المردان مع كثرة أوجاع الحبالى و تواتر هبوب الرياح الباردة في الربع الربيعي و شدة الحر في الربع الصيفي و حسن امتزاج الهواء و غزارة الأمطار في أول الربع الشتوي و هبوب الرياح في وسطه و وقوع الثلوج في آخره مع فساد المطر للثمار و الزروع .
و إن كان عرضه شماليا : فعلى هبوب الرياح و نفعها .
و إن كان جنوبيا : فعلى كثرة الأمطار و مدود الأنهار .
و إن كان مغربا : فعلى حركة الملوك و انتقالهم و خروج الجيوش إلى أطراف المملكة .
و إن كان راجعا : فعلى رداءة الأشياء .
و إن كان محترقا : خرج عدو بأرض العراق و خيف على بعض الملوك بالمشرق و موت كثير في الناس و فساد أحوال العلماء و ذوي الأقدار و الفطنة عند الملوك و ينكب ملك بابل و وز و كذلك ملك مصر و يظهر في الناس رجل واضع للنواميس فيتبعه على أمره كثير من الناس ثم يهلك أتباعه و تكون سنة متوسطة الحال في غلاتها .
و إن كان ظهر فيه فعلى طيبة قلوب العالم و حسن أحوالهم و وقوع رعب في قلوب بعض الناس و خوف من الزلازل و الرجفات و أمراض تعرض للنساء و الصبيان في الربع الربيعي و على آفات تعرض للحبالى و شدة الكرب و عسر الولادة و على كثرة الأمطار في أول الربع الشتوي و كثرة الرياح في وسطه و تواتر هبوب رياح الشمال و شدة البرد في آخره مع شدة حر الربع القيظي و فساد يعرض للغنم مع حسن حال الزرع .


المطلب الرابع : في حلول المشتري في الطالع و سائر البيوت الإثني عشر وقت تحويل السنة أو النصف أو الربع .
********************************
و إن كان في البيت الأول عند التحويل : و كان والي السنة و هو قوي مسعود دل على صحة الأبدان للملوك و العامة و سرورهم و عمر أهل الخير و الصلاح و الخير و الورع و عمرت المساجد و تفقهت الناس في الدين و كثرت أموال الملوك و طابت نفوسهم و سهلت أخلاقهم و سلمت الناس و نالوا الخير و صحة الأبدان و الميل للورع و العبادة , لا سيما إن نظر إلى رب بيته فإنه ينال رب ذلك الإقليم في تلك السنة البر و الفضل و السعادة من كل ناحية .
و إن كان منحوسا : قلت الأموال و ضاقت المعايش و ضعفت أبدان الملوك و قلة ثباتهم في الأمور و قلة الأفراح للناس و زهد الناس في فعل الخير و قلت رغبة أهل الثبات في البر و السرقة و قل المعروف و كانت فكرة الملك في بلده و سلطانه و ملكه و ولده .

و إن كان في البيت الثاني عند التحويل : و كان والي السنة و هو سعيد قوي كثرت أرباح العامة و صلحت معايشهم و كان أفضل ذلك ما يكون من جوهر البرج الذي هو فيه لا سيما إن كان مقبولا و ربحت التجارة غاية الربح .
فإن كان صاحب الثاني يتصل به أتاهم الربح و النفع من حيث لم يرجوه و لم يحتسبوه .
و إن كان متصلا بالدافع أخذوا بالأموال و وضعت الجبايات و أعطوا ما لم يصر في أيديهم و عظم بسبب المال غمهم و بليتهم و كانت فكرة الملك في الأموال و الخزائن و الهدايا و ما يطمع فيه من سلطان غيره و ماله .

و إن كان في البيت الثالث وقت التحويل : و هو والي السنة و كان مسعودا قويا قويت دلالات الدين و الخير و الورع لأن الثالث يدل على الأديان و العبادة و ينال الناس في حركاتهم الصلاح و يسرون ببعضهم بعض و يكثر المودة و المعايش بينهم و خاصة في الأخوة و القرابات و ترغب الناس في الثبات و التحابب و التواصل و معظم رغبة أهل اليسار في البرو الصداقة و كانت فكرة الملك في الأخوة و الأهل و الإخوان و التكهين و النجوم و الدين و السفر و أهل الشرف ممن ليس في مملكته من الأشراف .
و إن كان منحوسا : يدل على غم و ضيق صدر بأسباب الحركات و الأسفار و الأهل و القرابات الأغارب و ضد جميع ما ذكر .

و في البيت الرابع وقت التحويل : و هو والي السنة و كان قوي الحال مسعودا عمر الناس أرضهم و ديارهم و صلح حال أملاك الناس و كثر أخذ العقارات و رغب الناس في شراء الأراضي و العقارات و الزراعة و انتفع أهل العقارات و الضياع بضياعهم و عقاراتهم و صلح حال المشايخ و أرباب الديانات و حسن عواقب الأمور و قلة الطعام و غلاء الأسعار في آخر السنة إن كان البرج أرضيا , و إن كان غير ذلك فبحسب جوهره و موضعه .
و إن كان منحوسا : دل على غم ينالهم و ضيق في آخر سنتهم و خراب الأماكن و الأراضي و ضيق يدخل عليهم بسبب ذلك و تنحط أقدار العظماء و كثرة الأرزاق و رخصها سيما إن كان البرج أرضيا و تكون فكرة الملك في القلاع و إرادته التحصين و الستر و العمل المكتوم و سرور يغمرها في السر و الكتمان و الرقاء و النيرنجات .

و إن كان في البيت الخامس وقت التحويل : و كان والي السنة و كان مسعودا سلم للناس أولادهم و تم للحبالى حبلهم و كثر النسل و الأولاد فيهم و حصل للناس سرور بأولادهم و نجاحهم و كثر الحمل للذكران و كثرة عمل الولائم و الأفراح بسبب الأولاد و كانت فكرة الملك في الولد و الرقيق و بناء المدن و ورود أخبار سارة في تلك السنة .
و إن كان منحوسا : كان الأمر بضد ذلك .

و إن كان في البيت السادس وقت التحويل : و كان والي السنة و كان مسعودا صلح حال الرقيق إن كان من بروج الناس , و إن كان من بروج الدواب سلمت الدواب , و كانت العلل في تلك السنة قليلة سليمة .
و إن كان منحوسا : اعتل الناس بأمراض و حصلت لهم الأورام و الحميات و فسد حال الرقيق و الدواب و موت فيهم و كانت فكرة الملك في العصاة و العبيد و الأدوية .

و إن كان في البيت السابع وقت التحويل : و كان والي السنة و كان مسعودا سر الرجال بالنساء و النساء بالرجال و فرحا و حسن حال المعالجات و الشركاء و الرخاء و الأمن و نفقة الملوك للأموال و تصريفها للمصالح و سلامة التجار و كثرة الأمن و الخير في وسط السنة .
و إن كان منحوسا : تباغضوا و كثر الشر بينهم و كانت مفارقة الرجال للنساء و وقوع الخصومات بين الناس و خاصة الشركاء و قويت هموم الملوك و خمول يصيبهم و قصدهم الأعمال الرديئة و نفقتهم الأموال في غير مصلحة و كانت فكرة الملك في أعدائه و حساده من أهل سلطانه على ملكه و ما يدل عليه السابع .

و إن كان في البيت الثامن وقت التحويل : و كان والي السنة و كان مسعودا قل الموت و تراعي الناس العهود و أمن الناس من الخوف من الحروب و القتال و حفظوا الناس حقوق الموتى .
و إن كان منحوسا : كثر الموت و الآفة من جنس البرج الذي هو فيه و حصل للناس الخوف و الهم و الأوجاع و إهراق الدماء و أمراض و حروب و موت الفجأة و كانت فكرة الملك في المواريث و الصواني و الغزلان .

و إن كان في البيت التاسع وقت التحويل : و كان والي السنة و كان مسعودا أصاب الناس من الأسفار خيرا و انتفعوا لتقلبهم و تنقلهم و كثرة الدين و العبادة و عمارة بيوت العبادات و زيارات المواضع المقدسة و كثر حجهم و حركاتهم و سلامة ركاب البحر إن كان مائيا , أو من الطرقات إن كان البرج ثابتا و سيما إن كان أرضيا , و رغبوا في الزهد و العبادة و كانت فكر الملك في السفر و النقلة و النجوم و الكهانة و الحساب و الرؤيا و زجر الطير .
و إن كان منحوسا : دل على قلة الدين و هجر العبادة و أكل الربا و الحرام و الزنا و الكذب و النميمة و فساد الأسفار .

و إن كان في البيت العاشر وقت التحويل : و كان والي السنة و كان مسعودا دل على ارتفاع قدر العلماء و العظماء و الوزراء عند الملوك و يعم الناس العدل في ذلك الإقليم و يرون الرأفة و الرحمة و البر من ملوكهم و ولاتهم و يأتيهم النفع و الإحسان من قبله و كثرة المعايش للناس و مكاسبهم و أرزاقهم و فعل الخيرات و كثرة العدل و الصلاح و غلاء الطعام إن كان أرضيا .
و إن كان منحوسا : دل على انحطاط مراتب أصحاب المراتب و المناصب الدينية و خمول أمرهم و كفت عنهم ولاتهم و اعتدل الخير و الشر فيهم و هموم تلحق الناس من جور الملوك و قلة المعايش و خسارة التجار و فساد حال السلطان و كانت فكرة الملك فيمن يولي و يعزل و الهبات و الصلات .

فإن كان في البيت الحادي عشر وقت التحويل : و كان والي السنة و كان مسعودا كثرت السعادة و حسنت المعيشة و رأى أهل ذلك الإقليم ما لم يكونوا يرجونه و لا يأملونه و كثرت الأصدقاء و تصادقت الناس و حصل للناس الفرح و السرور بأصدقائهم و ما كانوا يرجونه و كثرت الخيرات و حلت البركات و ربحت التجار و كانت فكرة الملك فيما ينبغي أن يعمله أو يأمله و يرجوه .
و إن كان منحوسا دل على قلة الرجاء و الآمال و قلة السعادة .

و إن كان في البيت الثاني عشر و كان والي السنة و كان مسعودا نال أهل ذلك الإقليم نفعا من الأعداء و غنموا غنائم كثيرة و كان لهم صلاح و مسعدة بسبب القتال و المحاربة و كان النجاح في جميع الأمور و السلامة من الآفة و المحزوات و صلاح الزرع و الثمر و إطلاق المحبوسين و قوة الخوارج و الأعداء و كانت فكرة الملك فيما مضى و بت الندامة عليه في أمور الأعداء .
و إن كان منحوسا فعلى ضد ما ذكرناه و

غسان
10-04-2006, 07:58 PM
والله لا يسعني إلاّ تهنئتك لتحملك الوقت وصبرك لكتابة هذا الكتاب الكبير
ودائما انت تعطينا دروس في التعلم وكيفية جني ثمار هذا العلم

21-04-2006, 02:51 PM
اخى نوفيد
سلمت يمناك على هذا الجهد الراااااااااااااائع بالفعل

الحكيم
22-04-2006, 06:40 AM
صبر ينحت في الصخور ، ويخرج الدر من أعماق البحور ، هو شيء بالأحترام جدير جدير جدير
بوركت أوقاتك أستاذنا نوفيد 000 اخوك الحكيم

حسان الصالح
24-04-2006, 12:49 PM
جزاك الله الخير اخ نوفيد

angry_jaguar
24-04-2006, 06:16 PM
أخى الحبيب نوفيد ....
مجهود جبار منك لا يدل إلا على علو همتك

جزاك الله عنا خير الجزاء

navigator
10-07-2006, 10:00 PM
مجهود كبير جزاك الله خيرا

يناير
04-05-2010, 06:11 PM
مجهود كبير جزاك الله خيرا

شيخ الأزهر
09-04-2022, 12:31 PM
جزاک الله خیرا.رحم الله والدیک

شيخ الأزهر
14-06-2022, 05:15 AM
اللهم صل علی محمد و آل محمد