المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصابئة الحرانية


العقابي
12-04-2012, 05:16 PM
الصابئة الحرانية
ذكرهم البيروني ان هولاة (الصابئة الحرانية) ليسوهم الصابئة على وجه الحقيقة وانهم تسمو بالصابئة في عهد الدولة العباسية عام(288) ليعدوا في جملة من توخد منه الجزية وكانو قبل ذلك يسمون بالحنفاء والحرانية. وبعودة الى معنا اسم الحرانية هي نسبة الى بلدة حران حسب ماذكره ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان وإنباء الزمان إن حران مدينة مشهورة في الجزيرة تقع على نهر بلباس احد روافد نهر الفرات . وذكر ابن جرير الطبري في تاريخه أن هاران ابن عم إبراهيم الخليل (ع) وأبو زوجته سارة عمرها أي بناها فسميت باسمه هاران وقيل إن لإبراهيم (ع) أخا اسمه هاران أبو لوط هو الذي بناها. وأنها أول مدينة بنيت بعد الطوفان وكانت منازل الصابئة وهم الحرانيون نسبة إلى محل سكناهم حران ليس إلا . قال ابن النديم : قال أبو يوسف أيشع القطيعي النصراني في كتابه في الكشف عن مذاهب الحرنانيين المعروفين في عصرنا بالصابئة : ( أن المأمون اجتاز في آخر أيامه بديار مضر يريد بلاد الروم للغزو فتلقاه الناس يدعون له وفيهم جماعة من الحرنانيين وكان زيهم إذ ذاك لبس الأقبية وشعورهم طويلة بوفرات كوفرة قرة جد سنان بن ثابت فأنكر المأمون زيهم وقال لهم من انتم من الذمة ؟ فقالوا : نحن الحرنانية . قال : أنصارى انتم ؟ قالوا : لا , قال لهم : أفلكم كتاب أم نبي ؟ فجمجموا في القول فقال : فانتم إذن الزنادقة عبدة الأوثان وأصحاب الرأس في أيام الرشيد والدي وانتم حلال دماؤكم لاذمة لكم . فقالوا : نحن نؤدي الجزية . فقال لهم : إنما تؤخذ الجزية ممن خالف الإسلام من أهل الأديان . الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ولهم كتاب وصالحه المسلمون على ذلك , فانتم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء فاختاروا الآن احد الأمرين : أما أن تنتحلوا دين الإسلام أو دينا آخر من الأديان التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه وإلا قتلتكم عن آخركم , فاني قد أنذرتكم إلى أن ارجع من سفرتي هذه فان انتم دخلتم الإسلام أو في دين من هذه الأديان التي ذكرها الله في كتابه وإلا أمرت بقتلكم واستئصال شأفتكم ). ورحل المأمون يريد بلد الروم فغيروا زيهم وحلقوا شعورهم وتركوا لبس الأقبية وتنصر كثير منهم ولبسوا زنانير وأسلم منهم طائفة وبقي منهم شرذمة بحالهم وجعلوا يحتالون ويضطربون حتى أنتدب لهم شيخ من أهل حران فقيه فقال لهم : قد وجدت شيئا تنجون به وتسلمون من القتل . فحملوا إليه مالاً عظيما من بيت مالهم أحدثوه منذ أيام الرشيد إلى هذه الغاية أعدوه إلى النوائب فقال لهم : إذا رجع المأمون من سفره فقولوا له نحن الصابئون فهذا اسم دين قد ذكره الله جل اسمه في القران الكريم فانتحلوه فانتم تنجون به وقضى إن المأمون توفي في سفرته تلك بالبذنذون فانتحلوا هذا الاسم منذ ذلك الوقت لأنه لم يكن بحران ونواحيها قوم يسمون بالصابئة . وقال الأستاذ عباس محمود العقاد عن الصابئيين ( أنهم السابحة من السبح والاستحمام في مياه الأنهار ) وليست العلاقة بين الصابئة المندائيين والحرانيين مجرد تسمية تجمع بينهم . إن هناك فرقا في الدين كبيرا بين صابئة حران والصابئة المندائيين وأورد بعض الاختلافات فيما بينهم :

1ـ اختلافهم في بناء المعابد : يسمي المندائيون معبدهم بـ (المندي ) وهو عبارة عن كوخ من القصب منصوب على شاطئ نهر جار أو نبع ماء جار حي وباب المندي متجه نحو الجنوب ومحرابه نحو الشمال لاعتقادهم انه المكان الذي يحكم فيه على إعمال الناس بالصلاح أو الفساد يوم القيامة. ومعابد المندائية خالية من إي تمثال أو صنم لتعظيمهم الماء الحي الجاري . وفي المندي يمارسون صلواتهم العلنية بعد تعمدهم بالماء الجاري وفيه يعقدون قران زواجهم وفيه يقدمون القرابين في الأعياد. جاء في كتاب الكنزا ربا : ( كل من صنع تمثالا أو صنما أو جسما ليعبده من دون الله تكتوى شفاهه ويداه بنار حامية ويتمنى الموت ولكن الموت لايدركه ). بينما بنى الحرانية معابدهم الحجرية على الطرز المعمارية للمعابد الوثنية الرومانية وأقاموا فيها هياكل وتماثيل للكواكب السبعة وفيها يمارسون صلواتهم بصورة سرية .

2ـ اختلافهم في الدفن وتوجيه القبور: فالمندائيون تتجه قبورهم شمال – جنوب وللقبر في الأعلى شكل دائري ويوجه الوجه باتجاه الشمال ويضعون في فمه حصاة صغيرة أو قليل من التراب ويدفن مع الميت خاتم العمادة (لرجال الدين ). أما الحرانيون فقبورهم تتجه غرب – شرق ويكون الرأس باتجاه الغرب والوجه نحو الأعلى باتجاه الشمال الشرقي ويدفن مع الميت متاعه وثيابه وخاتمه وخواتمهم عليها تماثيل منحوتة على حجارة صغيرة ( ومعظم فصوص الخواتم من العقيق ) ولقبور الحرانية شواهد طويلة على شكل تماثيل. وفي كلا الديانتين المندائية والحرانية لا يظهرون الحزن على الميت . فاللطم والبكاء محرمان.
والسلام عليكم اخوكم العقابي