المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دورة فى التأمل والايقاع التناغمى لحياتك هنا


09-01-2007, 07:06 PM
تعلّم التأمل

تعلّم كيف تتأمل ,اليوم


يعتبر التأمل جزء هامّ من عملية التحول الذاتي و التطور الروحي.عملية التأمل مباحة للجميع و ليست حكراً على بعض الناس المختارين.من أحد أهداف مدرسة أناندا مارغا جعل التأمل متوفراً للجميع و بدون أي مقابل.إن المعلمين المدربين بشكل خاص,و الذين ندعوهم (أشاريا)يعطون التعليمات الخاصة لتقنية التأمل بواسطة المانترا.من أجل الإتصال بأحد معلمي أناندا مارغا.نرجو الإتصال بأقرب مركز للأناندا مارغا إليك.هذه التعليمات تقدم مجاناً حول العالم.على أيةحال, بينما تكون متصلاً بالإنترنت,إفتح صفحات المقالات المدونة في الأسفل فهي تعطيك بعض الشروحات عن عملية التأمل,حتى أن المقال الأخير يعطيك طريقة توجيه أولية.إغطس عميقاً إلى ذاتك الحقيقية,اليوم


فن الإسترخاء

راقبوا طفلاً نائماً على سرير.إنه يلقي بثقله بشكل كامل على السرير بدون أي توتر عضلي

إن البدو في كل أنحاء آسيا يسافرون ليلاً و نهاراً ثم يصلون إلى واحة أو مكان للتخييم و في الحال يلقون بأنفسهم على الأرض و يمددون أطرافهم من الرأس إلى القدم كأنهم موتى.ساعة واحدة من مثل هذه الإستراحة تنعشهم بطاقة و حيوية جديدة تعادل ليلة من النوم عند الشخص العادي.هؤلاء المتجوّلين قادرون و بشكل مدهش على القيام برحلات طويلة و بكميات قليلة من الراحة

إن الأطفال و ما ندعوهم بالناس البدائيين لم ينسوا بعد فن الإسترخاء و القدرة على الإرتياح بشكل كامل بشكل إرادي.مارس اليوغيون هذا الفن منذ أمد بعيد.بدأوا إختباراتهم على هذه الحالة بمراقبة الحيوانات في حالة الإسترخاء العميق أثناء النوم خصوصاً في حالة السبات

حتى خلال بضعة دقائق من الإسترخاء العميق,يحدث هبوط سريع في ظغط الدم و معدل النبض,و يخف الإجهاد على القلب,و تنتعش المراكز العصبية التي تعرضت إلى ضغط زائد,و ينزل مستوى التوتر العضلي إلى ما دون المستوى الأساسي.ذلك لأنه خلال الإسترخاء العميق تُستهلك كمية قليلة جداً فقط من الطاقة الحيوية.الكمية المتبقية من الطاقة التي تُنتج يإسمرار من قبل خلايا الجسم يمكن أن تُحفظ و تُخزن لإستخدامها في المستقبل

لا يحتاج ممارسوا اليوغا للذهاب في إجازة من أجل الإسترخاء.يمكنهم أن يبقوا جالسين في غرفة تُطل على زحمة المرور في عاصمة تضج بالحركة,و يستطيعون أن ينقلوا أنفسهم إلى حالة بحيث لا يسمعون أية أصوات و يصلون إلى حالة الإسترخاء و التحكم بالنفس بسرعة و هم جالسين على كرسي كما لو أنهم كانوا في وادي أخضر في سويسرا.إذا ترجمنا ما نقول إلى لغة الطب,فإن هذه القدرة على التوقيف الإرادي للأعضاء الحسية الحركية,يمكن الوصول إليها بشكل واعي و تدريجي من خلال عكس تيار النشاط الحيوي,فبدلاً أن يكون من الداخل إلى الخارج يصبح من الخارج إلى الداخل

نعطي مثالاً آخر مأخوذ من الكهرباء.يستطيع ممارسوا اليوغا,و بشكل إرادي أن يضعوا أنفسهم مكان الشخص الذي يشغّل الهاتف أو الراديو و يريد أن يرتاح فيفصل أجهزته.إن الذبذبات ما تزال تصل الأجهزة و لكن الأجهزة غير قادرة على تحسّسها,و بذلك فهي لا تزعج من يشغلّها.و هكذا و هم يستلقون في حالة من السلام الواعي التّام,يستطيع ممارسوا اليوغا و من خلال التنفس أن يربطوا أنفسهم بالطاقة الحيوية (برانا).هم الآن مثل البطاريات الموصولة بمصدر للطاقة الكهربائية,بينما الإنسان العادي مثل البطارية التي تعمل بإستمرار و .هي غير قادرة على شحن نفسها من جديد



توازن في العمل

عندما ينتقل هذا الإسترخاء العميق إلى حالة النشاط,فإن الإستجابات العضلية تكون أسرع للتنبيهات العصبية و كل مهمة يمكن أن تنجز بكفاءة أكبر و بمجهود أقل

تربض القطة أمام جحر الفأر بشكل رشيق و بلا حراك.إنها تُظهر قوّةً و حيويةً هائلة وقت الرقود.عند الإنتظار لا تُجهد آلية العمل,و لكنها تكون مستعدة,وعندما تندفع للإمام فإن الفعل يتفجر من السكون كأنه بريق من الضوء.

كل عبقري,عن وعي أو غير وعي.يقوم بالإسترخاء أثناء عملية الإبداع,و لذلك فهو ذو كفاءة عالية في فنّه .قارنوا هذه الرشاقة المتوازنة مع حركات الناس أصحاب الأعمال السريعة في أيامنا الحاضرة, الذين بحركاتهم المُبالغة العبثية,يقلقون و يدخنون و ينهكون أنفسهم قبل أن تأتي ساعة العمل

من خلال الممارسة المنتظمة للإسترخاء العميق, طوّر ممارسوا اليوغا قدرتهم على إبقاء عقولهم و أجسادهم في حالة من التوازن الكامل في كافة الأحوال.يُعتبر تعلُّم كيفية الإسترخاء و الحفاظ على الرشاقة و الضغط من أكثر القدرات أهميةً في الحياة الإنسانية, في عصر التغيّر السريع ,حيث يُعتبر ضغط الدم العالي و أمراض القلب القتلة الأوائل .في المجتمعات التقنية



وضعية الجثّة

يمكن القيام بوضعية الجثة أو (شافاسانا)بأي وقت,حتى عندما تكون معظم الوضعيات اليوغية الأخرى ممنوعة خلال فترة المرض مثلاً أو أثناء الدورة الشهرية أو الحمل,في هذه الوضعية يبقى الجسد تماماً بلا حراك و يصبح في حالة إعادة شحن بالطاقة الحيوية (برانا) وينسحب إنتباه العقل تدريجياً من الجسد و المحيط الخارجي و يستغرق في حالة من الهدوء الداخلي العميق,و كلا الجسد و العقل يحصلان على راحة و غبطة تامة

من أجل الإستفادة التامة من ممارسة الوضعيات اليوغية (أساناز),يجب أن نؤدي وضعية الجثة من عشرة ثوانٍ إلى دقيقة واحدة بين كل تمرينين.إن الراحة المناسبة في وضعية الجثة تُهديء الجسد بشكل تام و تمنع الإجهاد الزائد للعضلات و التنبيه الزائد لأنظمة الغدد و الدورة الدموية و التنفس.يجب أن نرتاح على الأقل حتى تهدأ ضربات القلب و التنفس.يجب أن تتبع الوضعيات اليوغية و التدليك وضعية الإسترخاء العميق لمدة ثلاثة دقائق على الأقل.الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع يجب أن يقوموا بالإسترخاء العميق يومياً من خمسة إلى عشرة دقائق,لأن ذلك يُعتبر أحد أفضل العلاجات لضغط الدم المرتفع

للقيام بوضعية الجثة.إستلقي على الظهر,ضع عليك غطاءً إذا كنت تشعر بالبرد.مد الذراعين و باعد الرجلين قليلاً,وجّه راحتي اليدين إلى العلى و اترك الأصابع تنثني للداخل بشكل طبيعي.إغمض العينين و لا تحرّك أية عضلة من عضلات الجسم,و لا حتى مقلة العين.إبقَ ساكناً كما لو كنت ميتاً.دع عقلك يغوص مع تيار النَفَس في حالة من السلام المنعش .

إرخِ القدمين و أصابع القدمين و باطن الساقين و الركبتين و الأفخاذ,إشعر أن كلا الرجلين مسترخيتان تماماً و لايوجد أي توتر أو ضغط في أي مكان.الآن إرخِ كل أعضاءك الداخلية,جهاز الهضم,الرئتين,القلب,الظهر و العمود الفقري.الآن إشعر أن أصابعك تسترخي.إرخي الأصابع و اليدين و المعاصم و السواعد و الأكواع و العضدين و الأكتاف و الرقبة.يجب أن تشعر الآن أن كامل جسدك من الرقبة إلى الأسفل مسترخي تماماً و لايوجد أي توتر في أي مكان

إشعر كأن تيار الإسترخاء يتحرك إلى الأعلى بإتجاه الوجه ليرخي الخدود و الفم و الشفتين و الأذنين و الأنف و العينين,إشعر أن كل التوتر حول العينين يذوب بالكامل و الجبهة و الرأس يسترخيان تماماً.حاول أن تشعر بدماغك داخل جمجمتك.دماغك أيضاً مسترخي كلياً.الآن كل جسدك ,من رأس أصابع القدمين حتى قمّة الرأس مسترخي بشكل كامل.أنت تشعر أنك خفيف مثل الريشة و مرتاح جداً

و الآن إنتبه إلى تنفسك.تنفس ببطء و عمق من منطقة الحجاب الحاجز.بينما تأخذ الشهيق ,تخيّل أنك تستنشق الطاقة الكونية إلى كل خلية من خلايا جسدك ,عقلك و جسدك يصبحان مشحونين من جديد.حاول أن تشعر بالطاقة الآتية من الكون تتدفق من خلالك جارفةً معها كل التوتر و السلبية,تطهرك من الداخل و الخارج.إشعر بنفسك ممتليء لدرجة الطوفان مع هذه الطاقة المُطهرة لتشع من كل مسامات جسدك تملأ كل كيانك بالحب و الفرح

إبقى في هذه الوضعية بقدر ما ترغب.بعد ذلك سوف تشعر أنك منتعش تماماً بالجسد و العقل و الروح


خصائص المانترا

تعتبر المانترا مثل محرك الصاروخ الذي يدفع العقل إلى ما بعد حقول جاذبية المستويات الدنيا للوعي من خلال كل صخب العقل الباطن وصولاً إلى العقل السامي و حتى أبعد من ذلك.تتضمن عملية التأمل الصحيحة توليد طاقة فكرية هائلة من خلال التركيز الحاد على المانترا



بعض تقنيات التأمل التي تتضمن ترديد بعض الأصوات الداخلية,تنصح المتأملين بعدم التركيز على هذه الأصوات.مثل هذه التقنيات تعطي الإسترخاء و الإنتعاش الجيد,و لكن من أجل الإرتقاء الروحي,تعتبر عملية التركيز ضرورية,أي تركيز العقل المكثف على المانترا.تماماً مثل المزارع المُركَز عقله على إبنه المريض,أو مثل الكيميائي الذي يركز على أبحاثه,أو مثل الوسيطة الروحية التي تركز على كرتها البلورية؛إن التركيز الثابت للعقل على أي فكرة ,ينتج الطاقة الداخلية الضرورية لرفع العقل إلى مستويات ألطف.التجارب التي أجريت على المتأملين على طريقة أناندا مارغا التي تبدأ بالتركيز,أظهرت أنه بدلاً من أن يكونوا نائمين أو مسترخين بشكل سلبي,فإن أجسادهم و عقولهم في حالة من النشاط الفيزيائي الشديد,و هناك طاقة أكبر ,و ليست أقل ,تجري خلالهم





صفات المانترا الثلاثة





الصفة الإيقاعية



ما هو التأثير الخاص للمانترا ,بحيث إذا ركزنا العقل عليها يستطيع الإنسان أن يتخطى جهل و أوهام العقل الأدنى؟



يجب أن تمتلك المانترا ثلاثة خواص, يجب أن تبقي العقل القلق ثابتاً,يجب أن تعطيه الطاقة المحركة ,و يجب أن تنقله إلى مجالات ألطف.لذلك يجب أن تكون إيقاعية ,محركة ,و ذات مغزى لطيف



أولاً, يجب أن تكون إيقاعية مؤلفة من مقطعين بحيث تنساب إيقاعياً مع النفَس,لأن للتنفس أثر عميق على حالة الوعي عند الإنسان.لا بد أنك لاحظت عندما تكون غاضباً أو منزعجاً كيف أن تنفسك يكون قصيراً و سريعا,و لكن عندما تكون مستغرقاًً في أية مهمة فأنت بشكل تلقائي تتنفس ببطء و عمق



إن وظيفة التنفس مرتبطة بشكل وثيق بجريان الطاقة الحيوية في الجسم, والتي تدعى (برانا) و التي بدورها تؤثر على العقل بشكل عظيم.إذا كان التنفس سريعاً و غير منتظم,تصبح الطاقة الحيوية غير مستقرة و مهيّجة,و يصبح العقل مشوشاً و التفكير و الفهم غير واضحين,و لذلك يعتبر التحكم بالتنفس (برانا ياما)جزءً مهماً من التدريبات اليوغية.فكلما كان التنفس أبطأ و أكثر إنتظاماً,كلما أصبحت الطاقة الحيوية أهدأ,و التركيز و التحكم بالعقل أعظم



مرة ,كان هناك أحد الوزراء الذي أغضب ملكه بشكل كبير,و لكي يعاقبه الملك فقد سجنه في قمة برج عالٍ جداً و تُرك هناك كي يموت.في تلك الليلة أتت زوجة الوزير المخلصة إلى البرج و هي تبكي لترى إذا كان هناك أية طريقة يمكن أن تساعد بها زوجها على النجاة.لقد طلب منها أن تأتي الليلة التالية إلى البرج و معها حبل طويل,و بعض الخيوط,و بعض الخيوط الحريرية,و خنفساء و وعاء من العسل.أطاعت الزوجة الأمر رغم تعجبها من هذا الطلب الغريب,و أحضرت له الأدوات المطلوبة في الليلة التالية.طلب منها الوزير أن تربط خيط الحرير حول رجل الخنفساء بثبات,ثم تدهن قرون الإستشعار بقطرة من العسل و أن تضعها على حائط البرج مُوجّهةً رأسها للأعلى.مجذوبة برائحة العسل زحفت الخنفساء ببطء إلى أعلى الحائط جارّة خيط الحرير ورائها بعد عدّة ساعات وصلت الخنفساء إلى أعلى البرج و إلتقطها الوزير و حلَّ خيط الحرير.ثم طلب من زوجته أن تربط الطرف الآخر من خيط الحرير المتدلي على الأرض بالخيط الآخر الأكثر ثخناً,ثم سحب الوزير خيط الحرير إلى أن أمسك بطرف الخيط الثخين .بعد ذلك طلب منها أن تربط طرف الخيط الآخر بالحبل ,ثم سحب الخيط حتى أمسك طرف الحبل و ربطه بنافذة البرج و نزل إلى الحرية



يمكن أن نعتبر حركة التنفس مثل خيط الحرير,و الطاقة الحيوية(برانا) هي الخيط الثخين,و العقل هو الحبل.بالسيطرة على حركة التنفس نستطيع أن نسيطر على الطاقة الحيوية,و بالسيطرة على الطاقة الحيوية يمكن أن نتحكم بالعقل.عندها نحصل على التحرر من كل القيود



و هكذا يجب أن تكون المانترا مكوّنة من مقطعين بحيث أن ترديدها الداخلي البطيء و الإيقاعي يساعدنا على تبطييء حركة التنفس و جعل الطاقة الحيوية مستقرة و بالتالي تهدئة العقل القلق المتنقل و السيطرة عليه





الصفة الثانية للمانترا:الصفة الإهتزازية



يجب أن يكون للمانترا صوت معيّن,نموذج إهتزازي معين بحيث عندما تُغنّى داخلياً ترفع الذبذبة الخاصة بالفرد,أو الإيقاع الذاتي



كل ذات أو كيان في هذا الخلق له إيقاع ذاتي خاص,له علامة موسيقية خاصة في هذا اللحن الكوني المنسجم؛من النجوم الفلكية البعيدة النابضة إلى الإلكترونات الدائرة حول الذرات؛من الأنغام الفوق صوتية للسلاسل الجبلية إلى صدى أصوات المخلوقات الذي لا ينقطع,الغناء, التطبيل ,الطنين النقر,الضحك,البكاء.كل العلامات الموسيقية تُعزف في لحن هذا الكون الشاسع



مصدر هذه الحركة الإيقاعية الدائمة هو الوعي المطلق الصامت الساكن محيط السلام.غير مشوّش بأية ذبذبة ,إنه يتدفق بخط مستقيم مطلق عبر الأبدية


أدرك الحكماء القدماء الذين دمجوا عقولهم بهذا البحر من الوعي الغير متجلّي,أن الكون عبارة عن مسرحية إهتزازية من الموجات المتنوّعة بأطوال مختلفة.لقد فهموا عن طريق قواهم البديهية الحدسيةقوانين هذه الذبذبات الكونية المنسجمة التي تحكم هذا الفيض الإهتزازي(الخلق)و طوّروا علماً لطيفاً من الأصوات كي يؤثروا على إيقاعات الخلق بدون أى جهاز ميكانيكي



إن الموسيقا الهندية التي طوّرها المعلم اليوغي العظيم شيفا,قبل أكثر من سبعة آلاف عام,هي إحدى فروع هذا العلم.إن السلالم الموسيقية الهندية التقليدية التي تدعى (راجا) تنسجم مع إيقاعات الطبيعة بحيث أن كل (راجا) تُعزف أو تُغنّى فقط في فصل محدد و في وقت محدد أيضاً من اليوم لكي تُعطي تأثيراً عاطفياً خاصاًعلى الموسيقي و على المستمعين.إحدى (الراجات) تُعزف فقط عند الفجر في فصل الربيع كي تثير مزاج الحب الكوني.(راجا) أخرى تُغنّى فقط في أمسيات فصل الصيف لإثارة الحنان و العطف .و أخرى تُغنّى فقط عند منتصف النهار في الفصل الماطر لإستحضار الشجاعة



لقد قيل أن أسياد الموسيقا لم يتحكموا فقط بالمشاعر الإنسانية,و إنما بكل الظواهر الطبيعية أيضاً ,حتى أنهم يستطيعون أن يولدوا الحرارة و أن يُنزلوا المطر جسب إرادتهم,و أن إهتزازات أصواتهم لوحدها تجعل الآلات الموسيقية المُنغّمة بشكل دقيق ترن مصاحبةً لهم. الوثائق التاريخية تصف القدرات الرائعة التي كان يمتلكها (تانسن) موسيقي البلاط للإمبراطور (أكبر ) العظيم.عندما أمره الإمبراطور أن يعزف (راجا) ليليّة بينما ما تزال الشمس في كبد السماء,فإن ذبذبات أغنية (تانسن) جعلت كل القصر في الحال يتغلف في الظلام



و لكن الألطف من بين علوم الأصوات هذه هو علم المانترا.لقد عرف الأسياد الروحيين أن كل إيقاع فردي ذاتي يتذبذب عند تردّد معين كما أن العديد من الآلات الموسيقية تعزف بإنسجام فيما بينها ,كذلك مجموع الإيقاعات الحيوية للعقل و الجسد (الموجات الفكرية ,ضربات القلب ,نسب عمليات الإستقلاب...إلخ) كلها تنتج اللحن الفردي الخاص.إذا رفعنا هذا اللحن الفردي إلى ترددات ألطف و أبطأ فسيصبح أخيراً لانهائياً و سيندمج العقل بالوعي الكوني اللامحدود



خلال التجارب الداخلية الطويلة ,طوّر اليوغيون سلسلة من الأصوات الفعالة أو المانترات ,و التي إذا غُنّيت بشكل داخلي أو فكري تتجاوب مع الإيقاع الذتي الفردي و تحوّله بالتدريج إلى الخط المستقيم المطلق للسلام الأسمى



نشأت هذه الأصوات من داخل أجسادهم .و نُظّمت فيما بعد ليُصنع منها أقدم أبجدية و أقدم لغة على الأرض ,و هي اللغة السنسكريتية




اللغة السنسكريتية : أغنية الجسد البشري الأبدية



إغمض عينيك للحظة و إستمع فقط.ماذا سمعت؟ حتى عندما نكون في بيئة هادئة فإن الكثير من الأصوات تطرق آذاننا : عنين الآلات الممل,الأصوات البعيدة التي تحملها الريح,تغريد الطيور ,أصوات الهواتف,ضجيج أعمال البناء و المرور.يبدو من المستحيل الهروب من الضجيج الخارجي في العالم الحديث



و لكن إذا إستطعنا أن نسحب عقولنا من هذه الأصوات الخارجية ,فسوف نسمع ذبذبات داخلية ألطف بكثير. في السكون المطلق للحجرات المقاومة للأصوات في المختبرات العلمية التي تعزل عن كل أنواع الضجيج الخارجي,إستطاع بعض الناس أن يسمعوا بعض من هذه الأصوات الداخلية : رنين عالي النبرة,ضربات عميقة ,إهتزازات جهازهم العصبي,و نبض الدورة الدموية



قبل آلاف السنين,إستطاع اليوغيون المتأملون في الصمت المطلق للكهوف و الجبال أن يسحبوا عقولهم ,ليس فقط من الأصوات الخارجية,بل من ضوضاء الجسد المادي أيضاً.عندئذٍ إستطاعوا أن يركزوا عقولهم على مراكز الطاقة اللطيفة في داخلهم .يوجد على طول العمود الفقري و في الدماغ سبعة مراكز طاقة عقلية,نسميها (شاكرات)و هي التي تتحكم بكل وظائف العقل و الجسد معظم بني البشر غير واعين لهذه المراكز,و لكن عندما يصبح العقل و الجسد أكثر صفاءً عبر التأمل, يمكن لمراكز الطاقة اللطيفة هذه أن تُدرك و يمكن التحكم بها



لقد تمّ وصف هذه (الشاكرات) من قبل القديسين المتنوّرين و الصوفيين في كل الثقافات و الطرق الروحية _من قبل البوذيين, الصينيين القدماء,الهندوس,ممارسي التانترا يوغا,الصوفيين المسيحيين, الصوفيين الإسلاميين,و سكان أميريكا الأصليين الهنود الحمر.و مؤخراً أستطاع العلم إكتشاف هذه المراكز أيضاً.قاست الآلات الحساسة إنبثاقات للطاقة (فيما بعد الترددات المعروفة التي تأتي من الأنظمة الكيميائية الحيوية و التشريحية) تنبثق من سطح الجسد تماماً في مواقع (الشاكرات



هؤلاء اليوغيون القدماء الذين وجّهوا أذنهم الداخلية بإتجاه مراكز الطاقة هذه, إستطاعوا أن يسمعوا الذبذبات اللطيفة التي تنبعث من كل مركز,و مجموع هذه الإهتزازات 49.و بعد ذلك لفظوها بشكل مسموع,و كل واحد من هذه الأصوات الداخلية اللطيفة أصبح حرفاً من الأبجدية السنسكريتية.و هكذا فإن اللغة السنسكريتية, التي تدعى بعض الأحيان " أم جميع اللغات",قد تطورت عبر إظهار أصوات الطاقة الداخلية اللطيفة.إنها أغنية الجسد البشري الأبدية





المانترا تحوّل الإيقاع الذاتي



بعد ذلك جمع اليوغيون هذه الأصوات الفعالة على شكل (مانترات)متناغمة مع الإيقاعات الكونية لهذا الكون الأكبر.على مدى آلاف السنين لم تدوّن هذه المانترات حتى لا تُستغل من قبل الأشخاص الذين لا يستحقونها و الذين يسعون وراء القوى الخارقة,و لكنها كانت تُنقل من المعلم إلى التلميذ.حتى هذه الأيام,يجب أن تُعلّم المانترا بشكل شخصي من قبل معلم مُؤهَّل؛ إن الأشخاص المختلفين ذوي الإيقاعات الذاتية المختلفة,سوف يتلقون مانترات مختلفة من أجل التركيز عليها.و هكذا فإن الناس من مختلف الجنسيات ,بغضّ النظر عن لغتهم, سوف يستخدمون في تأملاتهم مانترات باللغة السنسكريتية,لأن السنسكريتية هي اللغة الكونية لمعرفة الذات



إن الغناء المتكرر للموسيقا الداخلية اللطيفة للمانترا (الإيقاع الذات )خلال التأمل يُولّد ذبذبةً في مراكز الطاقة و يُهدّء العقل القلق.بشكل تدريجي يتباطأ الإيقاع الذاتي للمتأمل تجاوباً مع المانترا حتى يتحول أخيراً إلى الإيقاع الكوني ذو الخط المستقيم و يذوب في بحر الوعي الكوني الخالد الصافي الهاديء؛ و هذا هو الهدف من ممارسة اليوغا





الصفة الثالثة للمانترا : إنها ذات معنى لطيف



المانترا ليست فقط عبارة عن صوت إهتزازي إيقاعي يؤدي إلى إنسجام كل إيقاعات العقل و الجسد مع الإيقاع الأسمى ,بل تمتلك معنى خاص قابل للتوسع أيضا

ً

لقد علّم اليوغيون و على مدى قرون,الحقيقة البسيطة التي تقول : "كما تفكر تكون".هذه الحقيقة مقبولة الآن كحقيقة نفسية و فكرية أن العقل يأخذ شكل الموضوع الذي يتخيله أو يفكر فيه .أظهرت التجارب العديدة أن وعيّنا يميل لأن يدمج أو يطابق ذاته مع أي تركيز للإنتباه يستمر لفترة كافية.و هكذا فإن التخيّلات و التأكيدات ستحوّل عقولنا بالتدريج وفقاً لموضوع التركيز



حاول علماء النفس ,إعتماداً على فهمهم أن الناس غالباً ما يكونوا مقيديين بالأفكار السلبية أو بعقد النقص عن أنفسهم, حاولوا أن يغيّروا "الصورة الذاتية"و بهذا فهم يحوّلون شخصيّاتنا تماماً.في إحدى التجارب, رجل يستطيع أن يرفع وزن 150 كغ فقط مهما كافح و تعب ,ثم تمّ تنويمه مغناطيسياً,و كرّر الشخص الذي ينوّمه " أنت أقوى رجل في العالم ,أنت تمتلك قوة هائلة"عندها إستطاع تحت تاثير التنويم أن يرفع 200 كغ بدون أي إجهاد أو صعوبة



في هذه الأيام ,تستخدم قوة التفكير الإيجابي و التأكيد الإيجابي و التصوّرات الخلاّقة,من قبل كثير من الناس عبر العالم بهدف أن يصبحوا أكثر نجاحاص و شعبية و ثراءً. و لكن هدف اليوغا ليس ضيّقاً أو محدوداً كالنجاح أو الثروة الدنيوية.إنه ليس أقل من الأبدية؛التوسع المطلق للعقل حتى يتّحد بالوعي الأسمى



و هكذا فإن عملية التأمل أيضاً تُوظّف تأكيداً متكرّراً لمعنى المانترا وهو " أنا الوعي المطلق" أو " أنا واحد مع ذلك المطلق".بالفعل هذه هي الحقيقة ,ففي أعلى مستويات وجودنا نحن غير محدودين ,و لقد كنا كذلك دائماً,نحن فقط لا ندرك ذلك لأننا نميز أنفسنا على أنها الأنا الصغيرة ,و نطابقها مع المستويات الدنيا للعقل



و هكذا بالممارسة اليومية ,و بالتصوّر المستمر لمعنى المانترا "أنا ذلك ", فنحن نقلّل بالتدريج التطابق المزيّف لهويّتنا مع الجسد و العقل الأدنى و نميّز أنفسنا على أنها الذات الداخلية المباركة. بينما يتوسع العقل بالتدريج و بشكل غير مُدرَك عبر طبقات أعلى,ففي يوم مجيد سوف نصبح أحراراً تماماً من كل قيود الأنا,و سندرك أننا لسنا هذا الجسد و لا هذا العقل؛نحن الوعي الأسمى.في تلك اللحظة نتخطى حدود المانترا و الإيقاع و الإهتزاز و المعنى و التصور ,و في صمت بلا تنفس,نذوب بنشوة الإتحاد مع أصل كل الوجود



عاجلاً أم آجلاً سوف نختبر ذلك .إنه الحق الفطري لكل كائن إنساني.كل شخص هو قناة للقوة و الطاقة و المعرفة المطلقة,و وعاء يجب أن يُملأ غبطة لا تنضب.إن المكاشفات التي تحصل خلال الأحلام و التنويم المغناطيسي و الهلوسة و الومضات الإبداعية و البصيرة البديهية ,أعطتنا فكرة عن المصادر الغير محدودة لفراغاتنا الداخلية.الآن,يجب أن ندقّق في إنجراف عقولنا نحو الخارج و نوجّه وعينا إلى نفسه حتى نستطيع أن نكتشف مملكة النور في داخلنا



إن الوعي الأسمى بداخلك كالزبدة داخل الحليب؛ خضّ عقلك خلال التأمل وهو سيظهر لك.سترى أن تألق الوعي الأسمى ينير كل كيانك الداخلي.إنه مثل نهر تحت الأرض في داخلك ,أزل رمال العقل و ستجد المياه الباردة الصافية في الداخل

شري شري أناندا مورتي

09-01-2007, 07:09 PM
البدء بالتأمل و عملية معرفة الذات

بداخل كل كائن حي يوجد عطش للمطلق.هذا العطش يدفع الكائنات الحية للبحث في كل زاوية من بيئتهم عن شيء ما ,عن شخص ما لإرواء هذا العطش.بعد أن تكتشف كل الإمكانيات حقاً بدون أن ترضي الإنسان,يصبح الفرد جاهز لتعلّم العملية الصحيحة,و الطريقة المضبوطة من معلم مؤهّل.بعد أن يكون الفرد قدتحطم عنفوانه نتيجة البحث المضني,فإنه يسلّم إلى سلطة المعلم.يقول اليوغيون :عندما يجهزالتلميذ يحضر المعلم


عند تعليم التأمل للمريد ,هناك أربعة عوامل تجعل عملية التعليم كاملة.أولاً,يقطع المريد عهداًعلى نفسه بإلتزام الأخلاق.ثانياً, فهم النظام الدقيق لعملية التركيز على الهدف من الحياة.ثالثاً,أن يكون المعنى الوجداني للمقاطع الصوتية أو(المانترا)التي تستمد قوتها من سلطة السيد الروحي(غورو)واضحاً.رابعاً,أن يسلّم إلى سلطة السيد الروحي مثل المولود الجديد بين ذراعي والده الذي يرعاه


في الأزمنة القديمة,أراد معلمو الممارسة اليوغية أن ينقلوا فكرة تعلّم التأمل إلى عامة الناس بلغة مفهومة من قبل الجميع.ولذلك أخذوا أمثلة من الحياة اليومية.في الهند هناك أناس مختصون بسحر الأفاعي.يسافرون من قرية إلى قرية حاملين سلّتهم المليئة بالأفاعي الحية بغية كسب النقود لقاء تسلية الناس.إنهم يعدّون قرعة و يجففوها وينظفونها و يصنعون ثقوباً في جوانبهاكي يخلقوا علامات موسقية يعزفونها على القرعة مثل الناي.و في طرف الناي يربطون عصىً.و عندما يعزفون على الناي لحناً خاصاً,يتحرك ساحر الأفاعى في قُرى الهند جاذباً الناس الفضولييين الذين يحبون أن يروا رقص الأفعى.و عندما يصل إلى وسط القرية ,يضع سلة الأفاعي المكشوفة على الأرض ,ثم ينشر قطعة قماش صغيرة و يضرب رأس الأفعى كي يوقضها


إن الأفعى النائمة,التي تعرف غريزياً أن أحدا ًما يهاجمها,ترفع رأسها و تهدد باللدغ.بينما تستعد الأفعى لتلقي ضربة أخرى,يلوّح الساحر بالعصى المربوطة بطرف الناي في وجه الأفعى.تراقب الأفعى طرف العصى متوقعة ضربة ثانية.و بينما تراقب الأفعى العصى ,يستمر ساحر الأفاعي بعزف لحنه البسيط بينما يُحرّك طرف الناي من جانب إلى آخر.و بما أنها ما تزال تتوقع هجوم آخر,تتابع الأفعى طرف الناي أيضاً متحركة من جانب إلى جانب.و على الرغم أن الأفعى صمّاء,فهي تبدو كأنها ترقص على أنغام الموسيقى.


يشرح المعلمون اليوغيون عملية البدء بالتأمل بإستخدام هذه الحالة.في قاعدة العمود الفقري ,تتوضع في سائل النخاع الشوكي القوة الروحية الكامنة.يقال أن هذه القوة ملتفة مثل الأفعى النائمة.و عند البدء بعملية التأمل و إعطاء الدرس الأول,فإن هذه القوة الكامنة النائمة تصحو كما إستيقظت الأفعى بواسطة ساحر الأفاعي .على أية حال ,فإن هذه القوة الروحية تستيقظ بطاقة صوت مُعدّ علمياً و بسلطان المعلم و ليس بواسطة قوة مادية


هذه الطاقة الصوتية التي يعطيها المعلم و يرددها التلميذ مع إيقاع النفس ,هي التي تسبب إيقاظ الطاقة الروحية داخل التلميذ و تحركها بإتجاه الأعلى عبر القناة المركزية للنخاع الشوكي .إنها قدرة المعلم التي تسبب هذه الحركة بإتجاه الأعلى إلى حين الوصول للتجربة النهائية,و هي إتحاد الروح بالوعي الأسمى .و لهذا ,من الضروري أن يكون لهذه الطاقة الصوتيةالتي يمتلكها المعلم هذه الإمكانية .يجب أن يكون واضحاً جداً منذ بدء عملية التأمل,أنه بسبب هذه القدرة التي يمتلكها المعلم(غورو) يحصل التطور الروحي عند التلميذ .من واجب التلميذ أن يتبع تعاليم المعلم بشكل صارم و دقيق من أجل الوصول إلى التطهير الجسدي و الفكري .بسبب إخلاص التلميذ و كفاءة المعلم ,يحصل التلميذ على إختبارات متنوعة .تُختبر هذه الحالات من المعرفة عندما تصعد القوة الروحية داخل التلميذ إلى الأعلى عبر النخاع الشوكي إلى قمة الرأس


هذه هي العملية التي تُعلّم للمريدمن قبل المعلم (غورو) بواسطة من ينوب عنه,ويسمى (أشاريا) عند البدء بالتأمل.بواسطة عملية دقيقة جداًمن التركيز,يتم جلب عقل المتأمل أو (الشعور بالأنا)بعناية شديدة و ببطيء من إرتباطاته بالعالم الخارجي عبر الجسد إلى نقطة معينة حيث تتوضع (الأنا).كل شخص له مركزه العقلي الشخصي الخاص من حيث تبدأ ذاته الصغيرة حركتها بإتجاه الذات الكونية. تماماً كما أن أجسامنا تحتل مكاناً مادياً,كذلك عقولنا لها موقعها و مركزها.نقطة توضع العقل هذه ,تختلف من شخص لآخرعلى حسب الزخم الروحي عند الإنسان.يتم تحديد موقع العقل و شرح كيفية الوصول إلى هناك من قبل المعلم


يجب أن يكون هدف التأمل واضحاً جداً في ذهن المتأمل.بعد أن يُحضر العقل إلى مركزه يجب أن يُوجه إلى الهدف.إن إختبار الحالات المفرحة أو المؤلمة داخل العقل ليس هو الهدف.لا يوجد أية تجربة محدودة للمتع المادية أو الفكرية ترضي تطلع الروح إلى السلام و الفرح.سوف يكون هناك دائماً رغبة بالمزيد إلى حين الوصول إلى السعادة المطلقة.لذلك أن يجب أن يكون واضحاً منذ البداية في ذهن المريد أن الروح تتوق إلى الحرية و يجب أن يكون العقل مُركّزاً على ذلك.عندها فقط يمكن للمانترا التي أعطاها المعلم أن تحمل العقل إلى مُستقره الأخير .


إن هذا الصوت المُعَدّ بشكل علمي و الذي يستمد قوته من قدرة المعلم ,يسمى في اليوغا (مانترا).يعتمد تأثير المانترا على ثلاثة شروط.أولاً,يجب أن يُردّد على إيقاع النفس .المانترا لها مقطعين ,يُردّد المقطع الأول مع الشهيق و يرتبط بالإحساس بالوجود الفردي,أما المقطع الثاني يُردّد مع الزفير وهو مرتبط بالوعي الأسمى.يجب أن يذوب إنفصالنا أو إحساسنا بكياننا الفردي بتلك الحالة السامية من الوجود بواسطة طاقة المانترا


لذلك يجب أن تُردّد المانترا مع كل نفس .أمّا ما هو مطلوب ثانياً فهو خلق زخم عقلي معين يُطوره التلميذ بحيث لا يكون هناك توقُّف أو إنقطاع في التركيز .كل الطاقة الجسدية و القوة الفكرية يجب أن توجّه و تصب أقنيتها في المانترا بحيث يتشكل تيار متواصل لا ينقطع من المانترا.ممارسة التأمل بالتدريج يطوّر هذه الإمكانية من خلال الممارسة اليومية المنتظمة


إن معنى المانترا بغاية الأهمية.يوجد معنيان للمانترا, أحدهما , المعنى الفكري الذي يمكن أن نبحث عنه في القاموس,و الآخر ,المعنى الوجداني الذي يُقتبس من ممارسة التأمل.يتوحّد هذان المعنيان نتيجة عملية التصوّر و هي الخاصية الثالثة المهمة.إن مجرد ترديد المانترا مع إيقاع النفس لا يحقق النتائج المرجوّة ,يجب أن هناك فهم صحيح للروح الأساسية الباطنية للمانترا,و يجب أن يستغرق العقل بتلك الروح


كنتيجة لهذا الجهاد الفكري من أجل التحرك بالإتجاه المناسب كي نجلب (الشعور بالأنا)إلى موقعه ,و من أجل تركيز زخم العقل على الهدف,و كذلك من أجل ترديد المانترا و معناها مع إيقاع النفس,كنتيجة لكل ذلك فإن العقل يتسع بثبات.هذا التوسع العقلي يسمح بتعبير أعظم للمحبة إتجاه الكائن الأسمى .إن عملية التأمل هي معرفة و إدراك الذات الحقيقية في الداخل.إن المعرفة تؤدي إلى المحبة ,و الحب يُلهم الإنسان بالتضحية من أجل محبوبه.تضحي الأم من أجل أبناءها و الزوجة من أجل زوجها و الزوج من أجل الزوجة و الأولاد من أجل الوالدين.هذه التضحية تقود إلى العطاء بدون توقع شيء بالمقابل.إن الطاقة الهائلة للحب الإلهي التي يختبرها التلميذ خلال التأمل ,تغمر كيانه و تلهمه بالتضحية من أجل الحبيب


من خلال الممارسة الروحية الحقيقية ,يتسع العقل و يخلق شعوراً بأن كل شخص و كل شيء في هذا العالم هو جزء من ذاتك ,تماماًكما يشعر الإنسان أن جسده البشري هو جزء من ذاته.إن طريقة التفكير التحليلية التقسيمية تبعد و تفصل و تضع الإختلافات و ترى كل شيء خارج عن الذات .بينما تؤدي الروحانية ,و بشكل عفوي , إلى ظهور العطف و المشاركة و الإهتمام و التضحية و الخدمة.على أية حال ,فإن التفكير المادي يثير الأنانية و الجشع و اللامبالاة و توقع المكافأة على ما يقدمه الإنسان


يوجد هناك ستة مراحل للمعرفة أو الإدراك ,وتدعى في اليوغا (سامادهي) كلمة سامادهي مكونة من قسمين :(ساما)+(آدهي) (ساما) تعني معاً أو الوحدة, أما كلمة (آدهي)تعني الهدف.و هكذا يكون المعنى الكلي : الوحدة مع الهدف .بينما تصعد القوة الروحية داخل التلميذ إلى الأعلى عبر النخاع الشوكي ,تمر عبر ستة مراكز تحكم أو (شاكرات


بينما تغادر القوة الروحية مركزها الأول,وهو مقرّها في قاعدة العمود الفقري .إلى مركز التحكم التالي,يتملك الإنسان شعور" بأن الله موجود معي بنفس هذا المكان".قبل ذلك ,ربما كان التلميذ يؤمن أو يشك بوجود الله,و لكنه الآن يعرف أنه موجود,و هذا يعطي نوعاً معيناً من الفرح ينعش العقل


بمزيد من الممارسة ,تعبر القوة الروحية مركز التحكم الثالث المتوضع عند السرة.و يكون الشعور عند هذه المرحلة"إن الله قريب مني"وهو قُرب عاطفي يسبب فرحاً أكبر من الأول.كلما إقتربنا من الشخص الذي نحبه ,تزداد الإلفة.ليس فقط إن الله موجود ,و لكن تردّدي قد ذهب أيضاً.أشعر أنني أستطيع الإقتراب منه و أن أجد الراحة و السلام


عندما تعبر القوة الروحية خلال مركز القلب,تصبح العلاقة مع الله حميميّة"فلا توجد بيننا شكليات و لا حواجز,أنا معه دائماً,وهو يعرف كل أفكاري و مشاعري,فلا يوجد بيننا أسرار ,و كل شيء مشترك ,و كل منا يهتم بالآخر


بينما يحاول المتأمل العاشق أن يستغرق بشكل أعمق بمعنى المانترا,تعبر القوة الروحية مركز الحنجرة.هنا ,يبدو الشعور بالأنا الخاصة بالمريد و الأنا الإلهية نفس الشيء.على الرغم أنهما منفصلتان ,و لكنهما تبدوان متطابقتين.هنا يفقد العاشق ذاته فداءًلرغبات المحبوب,و يجتاحه فرح شديد.و الآن تصل القوة الروحية إلى الغدة النخامية.عندها كأن العقل يتفجر,و تذوب الأنا الفردية بالوحدانية و تصبح الروح راضية و يحصل التوحّد " .أنا هو ذلك".لا يوجد غير الله و ذاته و ذاتي أصبحتا واحد .هذا الكون هو جسدي و أفكاري تتجسد فيه


أما الإدراك الأخير يحصل بواسطة الجذب القوي للمطلق عندما تتحد القوة الروحية بالمركز السابع.بهذه الحالة تكون (الأنا) قد إندمجت بالوحدانية المطلقة .و هي حالة تتعدى التعبير و الوصف


لا تكتمل عملية تلقين التأمل إلاّ إذا سلّم المريد إلى سلطة السيد الروحي (غورو)بدون وجود السيد الروحي في عملية التأمل ,منذ البدء و لغاية الإدراك الأخير ,فلا يمكن حتى أن نتصور مثل هذه التجارب الروحية.يصبح المريد مثل الطفل في حجر والده,و لذلك يدعى السيد الروحي "بابا"أو الأب.إنه تماماً مثل الوالد بينما نسير في طريقنا إلى السعادة المطلقة.عندما نطلب سيارة أجرة كي تأخذنا إلى مكان ما ,فنحن ببساطة نخبر السائق عن وجهتنا ثم ندخل السيارة و نترك السائق يهتم بالباقي.نحن لا نسأل السائق إذا كان يعرف القيادة أم لا,و إذا كان قد حصل معه حوادث أم لا,فيما إذا كان يعرف الطريق أم لا ,نحن ببساطة ندخل السيارة و نسترخي.و بشكل مشابه ,إن التسليم لسلطة السيد الروحي تماماً كما لو أننا ندعه يتولى القيادة.و بالطبع فهو يعرف وجهتنا أفضل مما نعرف نحن.إنه يعرف أين كنّا ,و ما نحن الآن ,و ما يجب القيام به كي نجعل رحلتنا ناجحة


على أية حال ,يوجد جانب آخر لتدخل السيد الروحي .لنأخذ مثالاً.عاش رجل عشرين عاماً.كل عام فيه 365 يوماً,و هكذا نضرب 20 بـ 365.و كل يوم فيه أربع و عشرين ساعة ,و هكذا نضرب المجموع بـ 24.أيضاًكل ساعة فيها 60 ثانية,فنضرب المجموع بـ60 ,فيكون الناتج 10,5 مليون.فإذا قام الإنسان بفعل واحد ,جيد أو سيء,في كل دقيقة من حياته ,فيكون قد راكم 10,5مليون من ردود الأفعال.و مع مرور الوقت ,فإن الفوائد تزداد أيضاً


و بينما يتابع هذا الرجل حياته ,فإن رقم ردود الأفعال يزداد.إفترض أننا وضعنا إشارة $بعد الرقم 10,5 مليون,و على إعتبار أنك ذلك الشخص و عليك أن تسدد هذا الدين للبنك من راتبك الحالي,فكم من الوقت يلزمك؟و إذا إستمر الدين بالإزدياد يومياً مع الفوائد,فسيصبح عبءً لا نهاية له.من سيساعدك؟السيد الروحي سيفعل ,و لكن فقط إذا سمحت له بذلك و سلمت له


إنه يساعدنا على دفع ديوننا التي تعيق حركتنا.إفترض أن والداً أعطى إبنه عصى الهوكي كهدية في عيد ميلاده.يركض الولد للخارج مبتهجاً كي يلعب بالهدية الجديدة.و في غمرة حماسه , يضرب الولد كرة الهوكي على نافذة الجيران.بشكل طبيعي ,سيخرج الجار كي يوبّخ الولد و يقول له :"من سيدفع ثمن نافذتي المكسورة؟"و سيقول الولد بكل براءة "والدي سيدفع".عندما يقبل الوالد الإبن فهو أيضاً يقبل مسؤولية تحمل حاجيات الطفل إلى أن ينضج كفايةً و يتحمل مسؤولية نفسه


إن العلاقة بين المريد و السيد الروحي علاقة مشتركة.أنت تقبله وهو يقبلك.عندما تدخل مأوى السيد الروحي ,عندها يترتب عليك إلتزامات معينة.يجب أن تتبع تعليماته بحذر شديد.كذلك عملية التأمل التي تلقيتها في البداية,يجب أن تقوم بها بإنتظام.مساعدته لك أكبر من المجهود الذي تبذله ,و لكن إخلاصك ضروري


بناءًعلى تعاليم التانترا يوغا,فإن المريد المستحق إذا تلقّى علم التأمل من معلم مؤهل,فإن التطور الروحي مؤكد.لذلك على التلميذ أن يتحمل عبء ممارسة هذا العلم بدقة.لا يكفي أن نقرأ كتاب الطبخ كي نرضي جوعنا,يجب أن نطهو الطعام حسب الوصفة و من ثم نذوق و نستمتع بالأكل.لن يكون كافياً أن نقرأ أونستمع إلى هذا الشرح,بل يجب أن نحصل على تعاليم التأمل و نتبع النظام بدقة ,كي تصبح أرواحنا راضية عن حق و ذلك بمساعدة السيد الروحي


نصائح من أجل تأمل أفضل
نتيجة ً لعدم الرضى عن الحياة المادية ,تغوص الكائنات الإنسانية إلى أعماق ذواتها بمساعدة العلم الروحي من أجل تجاوز قيود العالم المادي حولهم و الإستمتاع بالغبطة الأبدية للذات.هذا الإنجاز ممكن التحقيق من خلال التأمل العميق

ما هي طرق الوصول لتأمل أفضل؟

إنه سؤال هام,وهناك محاولة للإجابة عليه بطريقة عملية

تقليل الإنقطاع خلال التأمل

إرفع سماعة الهاتف,و دع أصدقاءك و عائلتك يعرفون أنك خلال هذا الوقت لا ترغب أن يقاطعك أحد.أغلق الباب و أغمض عينيك,و في هذه الأثناء دع العالم وراء ظهرك.إن لذلك تأثيراً نفسياً هائلاً.إذا كان جزء من عقلك خلال التأمل, يصغي إلى جرس الباب,أو كان مستعداً لأن يقفز إذا رنّ جرس الهاتف, أو أن يخرج ليتحدث مع أحد ما,فسيكون من الصعب جداً التركيز.أعطِ نفسك كلياً للمهمة التي بين يديك,و دع الناس من حولك يعرفون أن هذا الأمر بغاية الأهمية لك,فسوف يتعلمون إحترامه أيضاً.بعد أن ترسخ في ذهنك أنك في هذه الفترة لا تريد أن يزعجك أحد,و بعد أن تقوم بالترتيبات الضرورية أيّاً كانت(العناية بالأطفال,تجارة,رسائل هاتفية ..إلخ)فإنك ستشعر بالحرية و ستكون أكثر سعادة في تأملك


تأمل بنفس الوقت كل يوم

وجد المتأملون المجربون أنهم إذا تأملوا دائماً,لنقل في الساعة السادسة صباحاً و في الخامسة و النصف مساءً,فإنهم عندما تأتي هذه الأوقات,يريدون أن يتأملوا بشكل تلقائي.أفضل هذه الأوقات للتأمل هي عند الشروق و الغروب

إذا كان أحد ما يريد بإخلاص أن يكتشف التأمل,فمن المهم أن يرسخ عادة التأمل المنتظم.مرتين في اليوم,صباحاًكي نظبط موجاتنا الداخلية و نشحن أنفسنا بالطاقة لنبدأ يومنا,و مساءً كي نرسخ هذا الإيقاع و الإنسجام في حياتنا.هاتان المرتان من التأمل تربطنا بإيقاعات العالم اليومية.فمن المهم الوصول إلى هذا الإنتظام.حتى لو كان هناك ظرف طاريء ,مثل التأخر عن العمل,يجب أن تتأمل حتى ولو 5-10 دقائق

الناس الذين يبدأون التأمل ,غالباً ما يقولون أنهم يجدون صعوبة في إيجاد وقت للتأمل إن كتابة البرنامج اليومي,و من ثم دفع الدماغ لفهم الإمكانيات و إدراجها في البرنامج و كل أنواع الطرق المختلفة لتخصيص الوقت للتأمل,كل ذلك يساعد على تخطي هذه العقبة.إن المتأملين المجربين غالباً ما يقولون أن حاجتهم للنوم قد إنخفضت إلى حد كبير,و ذلك بسبب الحالة العميقة من الإرتياح النفسي خلال التأمل,و بذلك يكسبون من 1-3 ساعات من الوقت المفيد

يجب أن لا ننسى أن الحياة ذات مغزى كبير.يوجد لدينا هدف في هذه الحياة .عندما لا نعرف هدفنا في الحياة ,فإننا غير قادرين على الحصول على السعادة المطلقة(أناندا)غني أو فقير ,كبير أم صغير ,متعلم أو غير متعلم ,معظم الناس اليوم يعانون جسدياً و فكرياً و روحياً.لماذا؟لأنهم بلا هدف في حياتهم.عندما يحاول الناس أن يجدوا السعادة بالثروة المادية المحدودة,فإنهم لا يرضون العقل البشري

تأمل مرتين باليوم ,دائماً


هذا هو مفتاح النجاح في التأمل .إذا كان يرغب أحد ما و بإخلاص أن يختبر أعلى و أعمق حالات التأمل,من المهم أن تترسخ عنده عادة أن لا يفوته شيء من واجبات التأمل اليومية.يُشبّه التأمل بسلسلة جميلة,فنحن كل يوم نضيف حلقات دقيقة,و الأثر العام هو الحصول على أداة قوية و مفيدة .و لكن إذا فاتنا أحد التأملات ,فكأننا نخلق حالة "حلقة مفقودة"و لكي تجعل عقلك قوياً,حاول أن لا تفقد أية حلقة أبداً.لا تساوم ,حتى في الظروف الطارئة يمكنك أن تقوم بالتأمل لمدة 5 أو 10 دقائق إذا عزمت أن تفعل ذلك.مع أن الأمر صعب بالبداية ,و لكنه على المدى البعيد يصبح مثل عملية تنظيف الأسنان أو كأنك تأكل شيء ما,فأنت تفعل ذلك حتى بدون تفكير


تأمل بنفس المكان

حاول أن ترتب زاوية أو غرفة صغيرة كمكان لتأملك.حافظ على هذا المكان نظيفاً و جيّد التهوية,و حاول أن تقوم بتأملك هناك دائماً.سوف تجد أن ذلك المكان يصبح ذو معنى كبير لك.عندما تذهب إلى ذلك المكان ,فإن عقلك بشكل تلقائي يريد أن يتأمل

بالطبع يمكنك أن تتأمل في أي مكان ,في المكتب ,في السيارة ,في الباص,في الطبيعة,ولكن أن يكون لديك مكان خاص و هاديء,خصوصاً في البداية,يساعدك كثيراً

تأمل على معدة خفيفة

بعد الأكل تتوجه طاقات الجسد إلى عمليات الهضم على حساب العمليات العقلية,كلنا لاحظنا الكسل الذي يصيبنا بعد تناول وجبة ثقيلة.و لأن التأمل يتطلب التركيز و الإنتباه و الطاقة العقلية و الصحو ,فإن المعدة الخفيفة تساعد على ذلك .إذا كنت جائع كثيراً,تناول كأساً من العصير أو الحليب أو وجبة خفيفة.إذا كان جسدك جائع فعلاً,فإن تأملك سوف يتشوّش

تأمل في وضعية مريحة بحيث يكون الظهر مستقيماً

عندما تتقدم عملية التأمل بشكل صحيح,هناك تيار هائل من الطاقة يتدفق للأعلى عبر العمود الفقري.أن التراخي و الإنحناء يعرقل تدفق هذه الطاقة و يضعف التنفس و يعدم التيقظ العقلي,لذلك من المهم أن يجلس المُتأمل جالس الظهر قدر الإمكان ,و السطح الصلب يساعد على ذلك .أيضاً القيام ببعض التليين و التحمية يساعد عل تهيئة الجسد للتأمل.بعض الناس يجدون أن وضع وسادة صغيرة تحتهم أثناء التأمل يقلل من الضغط على الركب و يعطي وضعية أفضل بواسطة رفع العمود الفقري.من المهم أن تكون الوضعية مريحة كي يكون فكرك حراً و قادر على التركيز على عملية التأمل.إذا كان التأمل على سجادة أو وسادة أو بطانية مطوية ليس مريحاً,فيمكنك أن تتأمل و أنت جالس على كرسي.ممارسة التأمل مرتين باليوم بوضعية مريحة مع بعض الإحماء لتليين العضلات,سيندهش معضم الناس عندما يكتشفون كم يمكن أن تصبح أجسادهم مسترخية و مرنة في بضعة أسابيع من الزمن

إرتبط بالناس الروحانيين


من أعظم المساندات خلال تقلبات نموك الروحي هو الوقت الذي تقضيه مع الآخرين الذين يمشون على طريق التأمل.إن التأمل الإسبوعي الجماعي أمر واجب للمتأملين الجادّين.تقدم مؤتمرات أناندا مارغا و حلقات البحث التي تقوم بها فرصة للمتأملين كي يغمسوا أنفسهم بممارساتهم الروحية و يتعلموا أكثر عن فلسفة اليوغا


إقرأ الكتب التي تساعد على الإرتقاء الروحي

أإن الفكر الذي يجب أن يبقى هاديءً خلال التأمل,أيضاً يحتاج إلى مجال للنمو و التطور.لذلك يُنصَح أن ينفرد الإنسان لبعض الوقت كل يوم كي يقرأ الكتب التي تساعد على الإرتقاء الروحي.بعد التأمل هو وقت جيد للقراءة بضعة دقائق حيث يكون العقل صافياً و هاديءً و يستوعب الأفكار بسهولة أكثر



تحدث إلى معلم تأمل


يسافر معلمو اليوغا بإنتظام إلى أغلب المناطق.إنهم قادرون على إجابتك على أسئلتك حول التأمل و على تعليمك تقنية تأمل خاصة .أعضاء أناندا مارغا المحليون يمكن أن يخبروك متى يُتوقّع حضور المعلم و ما نوع النشاطات المُخطط لها أثناء زيارتهم,مثل محاضرات,تأملات جماعية...إلخ .المعلمين(أشاريا) هم رجال و نساء مدربون على مستوى عالٍ قد كرّسوا أنفسهم لمهمة خدمة الإنسانية .عملهم هو تعليم التأمل و الممارسات الروحية لكل من يرغب أن يتعلم بإخلاص .الكثير من الصعوبات و المشاكل المحتمل مواجهتها ,يمكن حلّها بسهولة بمساعدة المعلم,لذلك لا تدع الفرصة تفوتك لإستشارة المعلم .إسأل مرشد الصف أو الدورة التي تتبعها,أو الشخص الذي ينسق زيارة المعلم,أن يأخذ لك موعداً معه للإستشارة.يمكنهم أن يخبروك ما هو متوقع بحيث تستغل إستشارتك لأقصى حد




كن مثابرا

ً
الكثير من الناس يمرون بحالة من الإحباط و عدم الإندفاع عندما لا تكون نتائج تأملاتهم الأولى بقدر توقعاتهم و آمالهم.يمكن أن يشعروا أنهم إرتكبوا خطأً,أو حتى أنهم يتخلون عن الممارسة مع شعور بالفشل و النقص.كل الأشخاص الذين مارسوا التأمل مرّوا بذلك بطريقة أو بأخرى.تعتبر مساعدة عظيمة عندما نعرف أن الآخرين أيضاً مرّوا بتجارب مشابهة,و أن نفهم ماذا يجري فعلاً في هذه الفترة.قد يبدو العقل,خاصة في البداية ,أنه لا يمكن التحكم به.اليوغي العظيم راما كرشنا قال مرة:"إن الفكر مثل القرد السكران الذي لدغه عقرب".يمكن أن تجد عندما تجلس للتأمل ,أن الكثير من الأفكار تثور في الفكر,فبينما أنت تردد المانترا إذ تجد نفسك تنجرف إلى شيء آخر.الأصوات و الضجيج من الخارج يمكن أن تشتّت تركيزك الداخلي و يصبح جسدك متوتراًفي مثل هذه الأوقات يمكن أن يصاب الإنسان بالإحباط بسهولة و يظن أن لا شيء يحدث.على أية حال فإن الكثير من فوائد التأمل تأتي من أعماق العقل و لا تُظهر نفسها في الحال.إذا أعدت عقلك بثبات إلى المانترا,فأنت تطور مقدرتك على الإمساك بزمام عقلك في المستقبل

09-01-2007, 07:12 PM
تعلم كيف تتامل, الآن
أجل الحصول على أفضل النتائج,من الضروري أن يتواصل الإنسان مع معلم تأمل.على أية حال هناك بعض الخطوات التمهيدية التي يمكنك القيام بها قبل لقء المعلم



أولاً- يمكنك ممارسة تمرين الإسترخاء العميق الذي شرحناه سابقاَ.بعد إنهاء الإسترخاء العميق,إجلس و الرجلين متصالبتين,إبقِ الظهر مستقيماً و اليدين متشابكتين على الحِجْر و عينيك مغمضتين.إجلس بهدوء في هذه الوضعية لمدة خمسة دقائق.لا تحاول أن "تنجز" أي شيء.فقط إجلس في هذه الوضعية يقظاً و لكن مسترخياً.مارس هذا التمرين مرتين باليوم لمدة إسبوع أو أكثر,ثم إنتقل إلى الخطوة الثانية



ثانياً- مارس التأمل مستخدماً "مانترا" كونية.كما شرحنا في مقالات سابقة,يستخدم في نظام أناندا مارغا للتأمل مانترا شخصية.على أية حال يوجد مانترا كونية يمكن إستخدامها من قبل أي شخص.تتكون المانترا من ثلاثة كلمات سنسكريتية و هي :بابا نام كيفالام . بابا تعني "المحبوب" و تشير إلى ذاتك السامية العميقة.نام تعني "إسم"و كيفالام تعني "فقط".يصبح معنى المانترا"لا شيء سوى إسم المحبوب".من المهم أن تبقي معنى المانترا في ذهنك بينما تردد الكلمات السنسكريتية



إن المانترا الكونية بابا نام كيفالام يمكن أن تُغنّى قبل القيام بالتأمل الصامت.يمكنك أن تغنيها على أي لحن ترغب,أو يمكنك أن تستخدم لحناًمن أحد تسجيلاتنا(إنعش الصفحة كي تسمعها مرة أخرى).بعد غناء المانترا لبعض الوقت.يجب أن تستعد للتأمل الصامت.إجلس بوضعية مريحة مستقيم الظهر.من الأفضل أ، تجلس متصالب الرجلين على الأرض.إغمض عينيك و أبدأ بترديد"بابا نام كيفالام"في عقلك.بينما تردد الكلمات السنسكريتية ,إبقِ في ذهنك معنى المانترا "لا شيء سوى إسم المحبوب". إذا شرد عقلك إلى أفكار أخرى فقط أعده إلى المانترا.إجلس لمدة 15 دقيقة.(إستخدم ساعة لضبط الوقت,إذا فتحت عينيك قبل 15 دقيقة, فقط إغمضهما و تابع التأمل.بعد بعض الوقت,ستكون ساعتك الداخلية قادرة على إخبارك متى يحب إيقاف التأمل

حاول أن تحسّن ممارستك



مارس التأمل مرتين باليوم.في الصباح بعد الإستيقاظ و الغسيل,إجلس للتأمل و من ثم إبدأ نشاطاتك اليومية العادية.في المساء,قبل الوجبة المسائية ,إجلس للتأمل مرة ثانية.إذا إستطعت أن تحافظ على هذا الروتين اليومي للقيام بالتامل فأنت في طريقك للنجاح



ثالثاً- إذا وجدت أن التأمل على المانترا الكونية بابا نام كيفالام يعود عليك بالفائدة,فربما تريد أن تنتقل إلى ممارساتنا المتقدمة أكثر


ونحن على استعداد باءن نحيطك بما لم تحط به علما

كريم يوجى

[email protected]

X55
10-01-2007, 12:12 AM
يا اخي العزيز اعتقد بان جل ما قلته حقيقي ولكن هل تعلم من يمارسون هذه الرياضة "اي التامل" انه يجعلون حقيقة ديننا ايه نعم فنحن باعتبارنا مسلمين فقد من الله تعالى برياضة افضا بالاف المرات من التامل و اليوغا الى غيرهم وهي الصلاة ايه نعم.فالصلاة تهذب النفس وتنعشها وتستطيع من خلالها الشعور والتامل والرياضة في نفس الوقت هذا بالاضافة الى صلاة الفجر في الجماعة مع ذكر البعض من اسمائه الحسنى باعدادها
واقول لل يا حبيبي اذا كنت ما تصلي و تعمل تامل فهذا حرام اما اذا جمعت بينهما فاحسن
انت تتامل ولا تصلي قل كيف حتكون حياتك جحيم يا اخي مو نشاط وحيوية :|

10-01-2007, 05:35 PM
اعلم ماقلته يا اخى والحمد لله انا مسلم يوجى واصلى ولله الحمد

ولكن ما اجمل العلم والعلوم فاءذا اردت ان تتعلم فاءفصل بين العلم والدين ولا تخلط هذا بهذا

فالدين اجل واطهر من ان ندخله فى علومنا الدنيويه الا لائثبات مايتناسب منه مع العلم

وقال التسترى ررضى الله عنه

من لايعرف الله هو من فاته العلم ولم ياءخذة

وقال الرسول

من سلك طريق به علما سهل الله له طريقا فى الجنه

ونصحيه لك يا اخى

ليس مهم من قال ولكن المهم ماذا يقول

اخوك

كريم يوجى