المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الكساء


عبد الزهرا
09-12-2019, 04:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

وبعد: فقد روى والدي (رحمه الله تعالى) حديث الكساء في مجموعة له، بسند صحيح إلى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) كما رواه غيره[1]:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

عَنْ جَابر بن عَبْدِ اللهِ الأنْصَاري عَنْ فَاطِمَةَ الزَّهراءِ عَلَيهَا السَّلامُ (1) بِنتِ رَسُول اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم) قَالَ سَمِعْتُ فاطِمَةَ أَنِّها قالَت: (2) دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم) (3) فِي بَعضِ الأيَّامِ (4) فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ، (5) فَقُلتُ عَلَيكَ السَّلامُ، قالَ: إنّي أَجِدُ في بَدَني ضُعفاً، (6) فَقُلتُ لَهُ: أُعِيذُكَ باللهِ يا أَبَتاهُ مِنَ الضُّعفِ (7) فَقَالَ: يا فاطِمَةُ إِيتيني بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّينِي بهِ. (8) فَأَتَيتُهُ بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّيتُهُ بِهِ (9) وَصِرتُ أَنظُرُ إِلَيهِ (10) وَإِذا وَجهُهُ يَتَلألأ كَأَنَّهُ البَدرُ (11) فِي لَيلَةِ تمامِهِ وَكَمالِهِ، (12) فَما كَانَت إِلاّ ساعَةً (13) وإذا بوَلَدِيَ الحَسَنِ قَد أَقبَلَ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيكِ (14) يا أُمّاهُ، (15) فَقُلتُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ (16) يا قُرَّةَ عَيِني وَثَمَرَةَ فُؤادِي، (17) فَقالَ: يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً (18) كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم) (19) فَقُلتُ: نَعَم إِنَّ جَدَّكَ تَحتَ الكِساء، (20) فَأَقبَلَ الحَسَنُ نَحوَ الكِساء (21) وَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللهِ (22) أَتَأذَنُ لي أَن أَدخُلَ مَعَكَ (23) تَحتَ الكِساءِ؟ (24) فَقالَ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي (25) وَيا صاحِبَ حَوضِي (26) قَد أَذِنتُ لَكَ، (27) فَدَخَلَ مَعَهُ تَحتَ الكِساءِ. (28) فَما كانَت إِلاّ سَاعَةً وَإِذا بِوَلَدِيَ الحُسَينِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَدْ أَقبَلَ (29) وَقال: السَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ، فَقُلتُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَثَمَرَةَ فُؤادِي، (30) فَقالَ لِي: يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم) فَقُلتُ: نَعَم إِنَّ جَدَّكَ وَأَخاكَ تَحتَ الكِساءِ، (31) فَدَنَا الحُسَينُ (عَلَيْهِ السَّلام) نحوَ الكِساءِ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنِ اختارَهُ اللهُ (32) أَتَأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُما تَحتَ الكِساءِ؟ (33) فَقالَ: وَعَلَيكَ السَّلامُ (34) يا وَلَدِي وَيا شافِع أُمَّتِي (35) قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحتَ الكِساء، فَأَقبَلَ عِندَ ذلِكَ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ (36) وَقال: السَّلامُ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ، (37) فَقُلتُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَبَا الحَسَن وَيا أَمِيرَ المُؤمِنينَ. (38) فَقالَ: يا فاطِمَةُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ أَخي (39) وَابِنِ عَمّي رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ: نَعَم ها هُوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ، فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟ (40) قالَ لَهُ وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَخِي وَيا وَصِيّيِ وَخَلِيفَتِي وَصاحِبَ لِوائِي (41) قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحتَ الكِساءِ.ثُمَّ أَتَيتُ نَحوَ الكِساءِ وَقُلتُ: السَّلامُ عَلَيكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ الله (42) أَتأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟ (43) قالَ: وَعَليكِ السَّلامُ يا بِنتِي وَيا بَضعَتِي قَد أَذِنتُ لَكِ، فَدَخَلتُ تَحتَ الكِساءِ، (44) فَلَـمَّا اكتَمَلنا جَمِيعاً تَحتَ الكِساءِ أَخَذَ أَبي رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم) بِطَرَفَيِ الكِساءِ (45) وَأَومَأَ بِيَدِهِ اليُمنى إِلىَ السَّماءِ (46) وقالَ: اللّهُمَّ (47) إِنَّ هؤُلاءِ (48) أَهلُ بَيتِي (49) وخَاصَّتِي وَحَامَّت، (50) لَحمُهُم لَحمِي وَدَمُهُم دَمِي، (51) يُؤلِمُني ما يُؤلِمُهُم ويَحزُنُني ما يُحزِنُهُم، (52) أَنَا حَربٌ لِـمَن حارَبَهُم (53) وَسِلمٌ لِـمَن سالَـمَهُم (54) وَعَدوٌّ لِـمَن عاداهُم (55) وَمُحِبٌّ لِـمَن أَحَبَّهُم، (56) إنًّهُم مِنّي وَأَنا مِنهُم (57) فَاجعَل (58) صَلَواتِكَ (59) وَبَرَكاتِكَ وَرَحمَتكَ وغُفرانَكَ وَرِضوانَكَ (60) عَلَيَّ وَعَلَيهِم (61) وَأَذهِب عَنهُمْ (62) الرِّجسَ (63) وَطَهِّرهُم تَطهِيراً. (64) فَقالَ اللهُ (65) عَزَّ وَجَلَّ: (66) يا مَلائِكَتي وَيا سُكَّانَ سَماواتي (67) إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً (68) وَلا أرضاً مَدحيَّةً (69) وَلا قَمَراً مُنيراًوَلا شَمساً مُضيِئةً (70) وَلا فَلَكاً يَدُورُ (71) وَلا بَحراً يَجري (72) وَلا فُلكاً يَسري (73) إِلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ (74) الخَمسَةِ (75) الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساءِ، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ: (76) يا رَبِّ وَمَنْ تَحتَ الكِساءِ؟ (77) فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: هُم (78) أَهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ (79) وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ (80) هُم فاطِمَةُ وَأَبُوها، وَبَعلُها (81) وَبَنوها، (82) فَقالَ جِبرائِيلُ: يا رَبِّ أَتَأذَنُ لي (83) أَن أَهبِطَ إلىَ الأَرضِ (84) لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً؟ (85) فَقالَ اللهُ: نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ. (86) فَهَبَطَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ، العَلِيُّ الأَعلَى (87) يُقرِئُكَ السَّلام، (88) وَيَخُصُّكَ بِالتًّحِيَّةِ وَالإِكرَامِ (89) وَيَقُولُ لَكَ: وَعِزَّتي وَجَلالي (90) إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً ولا أَرضاً مَدحِيَّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً وَلا شَمساً مُضِيئَةً ولا فَلَكاً يَدُورُ ولا بَحراً يَجري وَلا فُلكاً يَسري (91) إِلاّ لأجلِكُم وَمَحَبَّتِكُم، (92) و َقَد أَذِنَ لي أَن أَدخُلَ مَعَكُم، فَهَل تَأذَنُ لي يا رَسُول اللهِ؟ (93) فَقالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم): وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَمِينَ وَحيِ اللهِ، إِنَّهُ نَعَم (94) قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ جِبرائِيلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ، (95) فَقالَ لأِبي: إِنَّ اللهَ قَد أَوحى إِلَيكُم يَقولُ (96) إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطهِّرَكُمْ تَطهِيرا. (97) فَقالَ: عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلام) لأَبِي: يا رَسُولَ اللهِ أَخبِرنِي (98) ما لِجُلُوسِنا هَذا تَحتَ الكِساءِ مِنَ الفَضلِ عِندَ اللهِ؟ (99) فَقالَ النَّبيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم): وَالَّذي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً، (100) ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا (101) فِي مَحفِلٍ مِن مَحافِل أَهلِ الأَرَضِ (102) وَفِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَمُحِبِيِّنا (103) إِلاّ وَنَزَلَت عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ، (104) وَحَفَّت بِهِمُ الـمَلائِكَةُ (105) وَاستَغفَرَت لَهُم (106) إِلى أَن يَتَفَرَّقُوا. (107) فَقالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلام): إذَاً وَاللهِ (108) فُزنا (109) وَفازَ شِيعَتنُا (110) وَرَبِّ الكَعبَةِ. (111) فَقالَ أَبي رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّم): يا عَلِيُّ (112) وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِلٍ مِن مَحافِلِ أَهلِ الأَرضِ وَفِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَمُحِبّيِنا (113) وَفِيهِم مَهمُومٌ إِلا ّوَفَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ (114) وَلا مَغمُومٌ إِلاّ وَكَشَفَ اللهُ غَمَّهُ (115) وَلا طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَقَضى اللهُ حاجَتَهُ، (116) فَقالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلام): إذَاً وَاللهِ فُزنا وَسُعِدنا، وَكَذلِكَ شِيعَتُنا (117) فَازوا وَسُعِدوا في الدُّنيا وَالآخِرَةِ (118) وَرَبِّ الكَعبَةِ. (119)

[1] وإليك نص حديث الكساء سنداً على ما في عوالم العلوم والمعارف والأحوال، تحقيق وطبع مؤسسة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، قم: رأيت بخط الشيخ الجليل السيد هاشم، عن شيخه السيد ماجد البحراني، عن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني، عن شيخه المقدس الأردبيلي، عن شيخه علي بن عبد العالي الكركي، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ أحمد بن فهد الحلي، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري، عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأول، عن أبيه، عن فخر المحققين، عن شيخه العلامة الحلي، عن شيخه المحقق، عن شيخه ابن نما الحلي، عن شيخه محمد بن إدريس الحلي، عن ابن حمزة الطوسي صاحب ثاقب المناقب، عن شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ الجليل محمد بن شهر اشوب، عن الطبرسي ـ صاحب الإحتجاج ـ ، عن أبيه شيخ الطائفة، عن شيخه المفيد، عن شيخه ابن قولويه القمي، عن شيخه الكليني، عن علي ابن إبراهيم، [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم، عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن قاسم ابن يحيى الجلاء الكوفي، عن أبي بصير، عن أبان بن تغلب البكري، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة الزهراء (عليها السلام)بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... وهذا السند في منتهى الجلالة ورجاله من كبار ومشاهير العلماء، أما القاسم بن يحيى فالصحيح عندنا تبعاً لجمع منهم صاحب الجواهر والعديد وغيره، اعتباره إذ هو من شيوخ البزنطي، والبزنطي صح انه لا يروي إلا عن ثقة، وأما جابر ففيه قولان، وقد اعتبره جمع وهو الأصح، وقد نقل متن حديث الكساء أيضا العلامة الثقة فخر الدين الطريحي الأسدي صاحب (مجمع البحرين) في كتاب (المنتخب الكبير)، وكذلك نقل ما يقرب من نصفه الديلمي صاحب (الإرشاد) في (الغرر والدرر) وكذلك نقله كله الحسين العلوي الدمشقي الحنفي وكذلك آخرون، وهو من الإشتهار بحيث يغني عن تتبع السند، وقد سبق في المقدمة وسيأتي في البحث عن سند خطبتها (عليها السلام)في المسجد ما ينفع في المقام جداً، فليراجع.