عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو baidoon
baidoon
شيخ
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

أخى الحبيب الأستاذ الكريم عادل ...... لو تتبعنا ما كتبه الصوفيون والفلاسفه سواء الأسلاميين

أو اليونانيين فسوف نلاحظ أن هناك منهجا محوريا يدور حوله اتفاقهم واختلافهم ومحاولة البرهنه

من كل منهم لدحض مزاعم الآخر واقامة بنيان لنظريته على أنقاض ما زعمه الآخرون باظهار نواحى

القصور فى نظرياتهم عن الأبداع والخلق وصفات الخالق جل جلاله ففى نظريتهم عن صدور المخلوقات

عن الخالق جل جلاله وفى محاولاتهم حاولوا وصف الألاه جل جلاله وتعالى عما يصفون بصفات

فرقت بينهم بالأسماء فمنهم المعطله والمجسمه وما أشبه فهل تجاوزوا العقل فى أبحاثهم فتناولوا

ما تصوروه الاها بالبحث والتحليل وكل ظن أنه على حق ونرى من أئمتهم كالغزالى من أسلم

قياده فى نهاية المطاف الى ماجاء به الرسول الكريم المكاشف بالحق وحاول أن يغوص فى

بحار معانى كلمات القرآن والسنة المطهره بعقل تطهر من التحيز ( كزيتونة لاشرقية ولا غربيه )

ولذا قلت لاثقة الا فيما جاء به الأنبياء والرسل ولننظر الى كلمات القرآن الكريم عن وصف الظواهر

الكونيه ففى الفلك بالرغم من قول الخليل صلى الله عليه وسلم للنمروذ ربى يأتى بالشمس

من المشرق فاتى بها من المغرب الا أننا نجد فى القرآن ..... اذا الشمس كورت .... لاالشمس

ينبغى لها ان تدرك القمر ولاالليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون وغير ذلك من آيات وردت

عمن خلق الكون ويعلم أسرار صنعته على لسان نبيه الكريم الذى لاينطق عن الهوى انما هو وحى

يوحى وهذا الذى نثق به يقول الله جل جلاله ما أشهدتهم خلق السموات والأرض حتى الأشراقيين

منهم نراهم يغلفون نظرية الصدور عند الفلاسفة اليونانيين بما ورد عنها فى القرآن من كلمات تعطى

معناها الرسول صلى الله عليه وسلم وصف رحلة الأسراء والمعراج بعدما عرج به الى الحضرة

الألاهيه فهل أتوا هم بجديد فيما يقولون به فى عروجهم وهل رأينا أحدا من الصحابه قال أنه

عرج به الى السموات العلى بالرغم من أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال ( اصحابى

كالنجوم اذا اقتديتم بأحدهم أهتديتم ) لاننكر على ألمتصوفون أنهم أجهدوا الفكر لأيجاد صيغة

شبه مانعة لتطر ف العقول فى الأعتقاد أما مايقولون به من دخولهم الى مدينة النحاس وما أشبه

فقد قرأنا مايشبه ذلك فى قصص الف ليله وسيف ابن ذى يزن ولذا قلت ان الصوفى فنان فى

تصويره للصور العقليه والمعانى ولننظر الى وضعهم المعانى فى قالبها التصورى حينما يقول

أحدهم ركبت مركب وسرت فى بحر وكان مجدافها كذا تعبيرا عن ماعرفه من معانى ويقول

الآخر عن نفس المعنى سرت فى صحراء كذا ( اليسوا فنانين يصورون معاناتهم بما شاهدوه

كل فى بيئته ) والمعنى كله واحد هو وصف طريقة للتهذيب العقلى والجسدى والنفسى بأسلوب

رمزى تصويرى يبعد المعنى وان كان قريب هدفه سير المرء وفق القانون الألاهى الذى

أسلمت له السموات والأرض فيتشبه الفرع بالأصل فيندمج العقل الجزئى بالعقل الكلى وهذه

هى النرفانا أو التوحد العقلى وهو أقصى مايناله المخلوق فى معراجه