عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
شكرا لك أخي شامي على الإهتمام، و لا يخفى على أحدٍ أنّ الغزالي عصره يشبه عصرنا، و كان الغزالي في حربٍ اشتدّت نيرانها و تشعّبت، و كان عقل المسلم متشتّتا بين فلسفة دخيلة و عقائد فاسدة و تقاليد راكدة، و كان على الغزالي أن يحارب على جبهاتٍ مختلفة، و تذكّرتُ الآن عادل إمام في مسرحيته الواد سيد الشغال، إذ قالوا له أنّ الأطباق غالية لأنّها ممضية من نابليون بونابرت، فقال لهم عادل إمام (هو يعني بونابرت ساب الحرب و قعد يمضي أطباق!).

فمن يتمعّن في المحن و الفتن التي دفعها الغزالي و كان عليه أن يردّها عن الأمة الإسلامية، يستصعب عليه أن يصدّق أنّه كتب المثلّث ليتزوّج به فلان و يسترزق به فلان، مسؤوليات الغزالي كانت أكبر من ذلك، و عقل الغزالي أكبر من ذلك.

المثلث.

1. ذكر الأخ الكريم القديمي أنّ المثلّث ذكره الغزالي في كتابه (بداية الهداية)، و مع أنّ مونتمجري شكّك في صحّة القسم الأخير من هذا الكتاب، فلم أجد الغزالي ذكر المثلّث في كتابه هذا، الكتاب كلّه في آداب العلم و العبادات، و الفائدة الروحانية الوحيدة التّي في هذا الكتاب هو قول الغزالي عند الحديث عن أدب الدّخول للخلاء (...فقدّم في الدّخول رجلك اليسرى و في الخروج رجلك اليمنى، و لا تستصحب معك شيئا عليه اسم الله تعالى أو اسم رسوله).
فلعلّ الأخ القديمي يقصد كتابا آخر.

مخطوط بداية الهداية من مكتبة الرياض، و المطبوع متوافر على النت بنسخ متعدّدة.

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..



2. القصيدة.
يوجد منفرجتان، الأولى مطلعها (الشدّة أودت بالمهج)، و الثانية مطلعها (إشتدّي أزمة تنفرجي).
صنّف عبد الرحمن بدوي القصيدة في تحقيقه لكتب الغزالي ضمن الكتب التّي من المرجّح أنّها ليست له، و نقل ذكرا لمخطوطاتٍ تَنسبُ القصيدة الأولى للغزالي، لكنّه ذكر أنّ القصيدة الثانية نُسبت لعدّة مؤلفين، و منهم الغزالي، و إن كان المشهور أنّ الثانية لإبن النحوي.
فالغزالي نُسبت له المنفرجتين، و عبد الرحمن بدوي بمعاييره التّحقيقية يجعل القصيدتين من ضمن الأعمال التي من المرجّح أنّها ليست للغزالي، فلا يوجد من يقين في هذا الأمر.


3. يقول الغزالي في المنقذ (بل قد اعترفوا بخواص هي أعجب من هذا فيما أوردوه في كتبهم ، وهي من الخواص العجيبة المجربة في معالجة الحامل التي عسر عليها الطلق ، بـهذا الشكل:

ب ط د
ز ه ج
و ا ح

2 9 4
7 5 3
6 1 8


يكتب على خرقتين لم يصبهما ماء ، وتنظر إليهما الحامل بعينها ، وتضعهما تحت قدميها ، فيسرع الولد في الحال إلى الخروج. وقد أقروا بإمكان ذلك وأوردوه في (( عجائب الخواص )) ؛ وهو شكل فيه تسعة بيوت ، يرقم فيها رقوم مخصوصة ، يكون مجموع ما في جدول واحد خمسة عشر ، قرأته في طول الشكل أو في عرضه أو على التأريب.
فيا ليت شعري! من يصدق بذلك ، ثم لا يتسع عقله للتصديق ، بأن تقدير صلاة الصبح بركعتين...)

و لا أعتقدُ أنّ إينشتاين صاحب النظرية النّسبية كان سيقول مثلا (...النظرية النّسبية التي أوردوها..)، و يُحيل على جهاتٍ أخرى بينما النظرية من بناءه و منسوبة له!!

المنقذ من الضلال من موقع الغزالي.

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


4. لقد ذكرنا سابقا و نُكرّر أنّ الأبحاث الغربية أثبت بما لا يدع مجالا للشّك أنّ فكرة المثلث كانت موجودة بالصّين. كونفسيوس الذي تُوفي في سنة 479 قبل الميلاد، نقل لنا تلك الأسطورة التي كان بطلها الإمبراطور (يو) الذي حكم بين 2205 و 2198 قبل الميلاد. تقول الأسطورة أنّ هذا الإمبراطور كان مهووسا ببناء السّدود كي يمنع عن القرى المجاورة للنّهر (لو) الفياضانات.
كان أهالي القرى يقدّمون القرابين إلى إله الأنهار لكن دون جدوى. عند كلّ مرة كانوا يقدّمون القرابين، لاحظ أهالي القرى أنّ هناك سلحفاة كانت تخرج من النّهر و تقترب من مكان القربآن. و في يوم من الأيّام إنتبه الإمبراطور (يو) إلى ذلك الشّكل الغريب على ظهر السلحفاة، و ما كان ذلك الشكل إلاّ ما نعرفه اليوم ب (المثلّث)، ففهم الإمبراطور أنّه يجب إهداء 15 قربانا.
طبعًا هذه أسطورة، تناقلتها أجيال الصّين حتّى ثبّتها كونفسيوس في كتابه، و نحن لا نأخذ العلم من الأساطير، لكنّها شاهدٌ على وجود الفكرة. فالمغاربة مثلا عندما تمّ نفيُ ملك المغرب إبّان الإستعمار يقولون أنّهم رأوا وجهه في القمر، و لا يزالون يُؤكّدون أنّهم رأوه، فلو ضاق عقلك العلمي على تصديق ذلك إلاّ أنّه لا بدّ و أنّه سيتّسع إلى أنّ الفكرة التّي مفادها أنّ الملوك يمكن رؤية صورها في القمر، كانت موجودة عند المغاربة في منتصف القرن الماضي.

رابط من موقع موظفي الأمم المتحدة بالفرنسية و المراجع في ذكر هذا الأمر متوفرة.

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


و مراجع أخرى في الموضوع نثبتها عندما نعود للموضوع.