عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
أوّلا نعتذر لو وجد الإخوة أنّ في بعض الخطاب حدّة، و الله يشهد بأنّ القصد هو البحث و ليس التّعرّض للإخوة أو معاداة رموز الصّلاح و أولياء الله تعالى.

و المنتدى يكون جميلا أكثر لمّا تدخلُ و تجد فيه فوائد روحانية نقيّة و مخطوطًا جديدا للباحثين و مقالاً روحانيًا منسّقاً و موضوعًا نقدياً يعبّر عن الرّأي و الرّأي الآخر...هذه هي ميزة الشّامل، التّنوّع في المواضيع و الحِراك العلمي و التّجديد...

لن أُطيل عليكم، أترككم مع هذه الحكم الغزالية، الغزالي الذي أشادَ به خصومه قبل مُحبّيه، كلّ الذين انتقدوه ذكروه بخيرٍ و شهدوا له بالعلم و بتجديد الدّين و وقفوا له وقفة إعجاب و انبهار، لكنّ ذلك لم يمنعهم طبعا من إيراد ملاحظاتهم على علومه كما ذكرنا، و هذه سنّة الحياة، لم يكتمل العلم لأحدٍ بعد رسول الله.

مقاطع تحثّ على نبذ التقليد و على البحث و التعمّق و الفضول العلمي و على إعمال العقل، و إسقاط القداسة على الموروث، و الحقّ في الإختلاف و حريّة الرأي، و الحث على مراعاة القول بمعزل عن قائله...


(إعلم يا أخي أنّك مهما كنتَ ذاهبا إلى تعرّف الحق بالرجال، من غير أن تتّكل على بصيرتك فقد ضلّ سعيك...فمن عوّل على التقليد، فقد هلك هلاكا مطلقا.).

(فجانب الإلتفات إلى المذاهب، و اطلب الحقّ بطريق النّظر، لتكون صاحب مذهب، و لا تكن في صورة أعمى، تقلّد قائدا يرشدك إلى الطريق، و حولك ألفٌ مثل قائدك ينادون عليك بأنّه أهلكك و أضلّك عن سواء السبيل، و ستعلم في عاقبة أمرك ظُلم قائدك، فلا خلاص إلاّ في الإستقلال...و لو لم يكن في مجاري هذه الكلمات إلاّ ما يشكّكك في اعتقاد الموروث...إذ الشكوك (في الموروثات) هي الموصلة إلى الحق.).

(وما استجرأت عليه من الارتفاع عن حضيض التقليد، إلى يفاعٍ الاستبصار...
فقد كان ما وعد أن يكون ولم أزل في عنفوان شبابي، منذ راهقت البلوغ، قبل بلوغ العشرين إلى الآن، وقد أناف السّن على الخمسين، أقتحم لجة هذا البحر العميق، وأخوض غمرته خوض الجسور، لا خوض الجبان الحذور، وأتوغل في كل مظلمة، وأتهجّم على كل مشكلة، وأتقحم كل ورطة، وأتفحص عن عقيدة كل فرقة، وأستكشف أسرار مذهب كل طائفة، لأميّز بين محق ومبطل، ومتسنن ومبتدع، لا أغادر باطنياً إلا وأحب أن أطلع على باطنيته، ولا ظاهرياً إلا وأريد أن أعلم حاصل ظاهريته، ولا فلسفياً إلا وأقصد الوقوف على كنه فلسفته، ولا متكلماً إلا وأجتهد في الإطلاع على غاية كلامه ومجادلته، ولا صوفياً إلا وأحرص على العثور على سر صفوته، ولا متعبّداً إلا وأترصد ما يرجع إليه حاصل عبادته، ولا زنديقاً معطّلاً إلا وأتحسس وراءه للتنبه لأسباب جرأته في تعطيله وزندقته.

وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي، من أول أمري، وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وضعها في جبلّتي لا باختياري وحيلتي، و حتى انحلّت عنّي رابطة التقليد، وانكسرت علي العقائد الموروثة على قرب عهد سن الصبا.

فتحرك باطني إلى طلب حقيقة الفطرة الأصلية، وحقيقة العقائد العارضة بتقليد الوالدين والأستاذين، والتمييز بين هذه التقليدات، وأوائلها تلقينات...).

(فالدّاعي إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكليّة جاهل، و المكتفي بمجرد العقل عن أنوار القرآن و السنّة مغرور، فإيّاك أن تكون من أحد الفريقين فتهلك).

(فالمعرض عن العقل مكتفيا بنور القرآن مثاله مثل المتعرّض لنور الشّمس مغمضا للأجفان، فلا فرق بينه و بين العميان، فالعقل مع الشّرع نور على نور).

عندما كان يعترض عليه معترضٌ بأنّه يخالف المشاهير من قبله كان يقول
(من عرف الحقّ بالرجال تاه في متاهات الضّلال).

يذكر حكمة عن علي كرّم الله وجهه قالها لكميل بن زياد (لا تعرف الحقّ بالرجال، بل اعرف الحقّ تعرف أهله).

و هنا نذكر ما قاله القرضاوي فيه (...ثقته بنفسه و اعتداده بفكره، و شجاعته الأدبية التي لم تُرعبها الأسماء الطّنانة و لا الألقاب الضّخمة، و هو يريد لقارئه أن يصحب معه هذه الرّوح التي لا تبالي بشهرة القائلين، بل بصواب القول، و يحاول بأسلوبه اللاذع أن يهوّن من تلك الأسماء و أصحابها بتعليقاته السّاخرة على مقولاتها).

الغزالي تمّ اتهامه من بعض مريدي المذهب الأشعري الذي ينتمي إليه، إتّهموه بالزّيغ و الكفر لمخالفته للأشعري، فردّ عليهم
(فخاطب نفسك و صاحبك، و طالبه بحدّ الكفر، فإن زعم أنّ حدّ الكفر ما خالف مذهب الأشعري، أو مذهب المعتزلي، أو مذهب الحنبلي و غيرهم، فاعلم أنّه غرّ بليد، قد قيّده التّقليد، فهو أعمى من العميان....و لعل صاحبه يميل من بين سائر المذاهب إلى الأشعري، و يزعم أنّ مخالفته في كلّ ما ورد و صدر كفر من الكفر الجلي، فاسئله، من أين ثبت له كون الحقّ وقف عليه، حتّى قضى بكفر الباقلاني، إذ خالفه في صفة البقاء لله تعالى...و لمَ صار الباقلاني أولى بالكفر لمخالفته الأشعري من الأشعري لمخالفته الباقلاني؟ و لمَ صار الحقّ وقفا على أحدهما دون الثاني؟ ).

و عموما، الغزالي مدرسة لا يُمكن لصفحة أن توفيه حقّه، و نترككم مع بعض المراجع للقراءة المباشرة، و لو شاء الإخوة أن نجمع ما يُنسب له من مخطوطات و نناقشها لا بأس بذلك.

كُتُب الإمام الغزالي الثَّابت مِنها والمنحول
تأليف الدكتور مشهد العلاّف

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


مؤلفات الغزالي ل عبد الرحمن بدوي.

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


الإمام الغزالي بين مادحيه و ناقديه للقرضاوي.

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


ثم مجموعة من كتب الغزالي توجد بالموقع.

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..