الموضوع: الفكر والسلوك
عرض مشاركة واحدة
الصورة الرمزية غسان
غسان
المدير العام
°°°
افتراضي
أسئلتك جذرية ومهمة جدا ومطالب مبهمة تحصيلها مما يصعب على المبتدئين
وليكن الموضوع برسم النقاش والحوار بين الإخوة حوارا مسؤولا.
ولكي نمهد لجواب ما طرح من الإسئلة لا بدمن التمهيد والكلام حول حقيقة الإنسان .

نستطيع أن نُعرف الإنسان في عالمنا هذا بأنه كائن مكون من سبع طبقات أو أجسام باطنية , و الجسم المادي هو التجسد الأخير للذبذبات الكونية العميقة الدقيقة , و لذلك إذا ما أردنا التعامل مع هذا الكائن فإنه من المنطقي جداً و الطبيعي أن نأخذه كوحدة متكاملة و ليس كطبقة جزئية منفصلة كالجسد المادي مثلاً أو المكونات العاطفية أو طبقة المعتقدات الدينية , و بذلك يكون مثلنا مثل مَن يحاول أن يأخذ من الجسد البشري الجهاز الدموي فقط أو الجهاز العظمي فقط , و يحاول التعامل مع هذه الجزئية المادية بأساليبه العلاجية و طبعاً هنا سيؤدي إلى فشل العلاج الكامل0


لأنك تستطيع بطريقة ما أن تأخذ المرض من الدم و ترسله إلى جهاز آخر في الجسم 0 و تستطيع أن تحل مشكلة العظام على حساب أجهزة أخرى , أي و كأنك تنقل المرض من مكان و تضعه في مكان أخر , أو تعالج عضو من أعضاء الجسد البشري و تسبب المرض لعضو أخر 0 و نفس الشيء تماماً يحدث مع المعالجين الذين يستخدمون القوى فوق الطبيعية , حيث ينقلون في الكثير من الأحيان المرض العميق من طبقة إلى أخرى , أو يبدلون نوعية المرض و هكذا , و لكن ما هو الحل المناسب أمام تصارع الأمراض مع بعضها في عالم الإنسان ؟
و ما هو الحل أمام قوانين الكارما الجبارة(الفعل وردة الفعل) التي لا تغفل مثقال ذرة من خير أو شر إلا و ترد عليها الرد المناسب في المكان و الزمان المناسبين
وليكن كلامنا ممثولا بالطب .
هل حقاً ( لولا الأطباء لعاش الناس سعداء ) و ما هو المغزى العميق من هذه العبارة التي قيلت من قبل أحد الأطباء و عندما تحقق بعد خدمته الطبية لفترة زمنية طويلة من أنه كان يسبب مشاكلاً أخرى قد تكون أصعب من الأولى , و لكنه لم يقصد بهذه العبارة العمق الروحي للسعادة التي قد تنحرف عن طبيعتها المتسعة بسبب علاجات جزئية لأجسام دون أخرى في الإنسان , و كأن الأطباء في هذا المقام كان تدخلهم سلبياً بالنسبة لسعادة الإنسان الباطنية و لو أنه ايجابياً في تسكين آلامه الجسدية , و لكن الألم للتنبيه و ليس للمقاومة و الألم له ايجابيات مثلما له سلبيات , فإذا اعتبرناه نحن كادارسين للطب او أي علم اخر هو العدو الأساسي لمهنتنا فإننا قد أخذنا جانباً واحداً من الحياة النسبية التي نعيشها بحلوها و مرها , خيرها و شرها , حزنها و فرحها , سلبياتها و ايجابياتها , فشلها و نجاحها 0
و هكذا فإننا نكون قد قررنا سلفاً العيش فقط في النهار و نفينا أهمية الليل و أردنا العيش باليمين فقط من نواس الحياة و نفينا الطرف اليساري , و هذا غير منطقي و مخالف لأبسط قواعد و قوانين الحياة , أن نعتبر الألم أو المرض الجسدي عدو لدود و يجب القضاء عليه و مقاومته و هذا أساس الفشل العلاجي للإنسان كوحدة متكاملة
إذن المنطق الذي يستند عليه الطب الحديث في علاجه غير طبيعي و غير متكامل و يحتاج إعادة نظر جذرية بمبادئه الأولية , وهنا لا أقصد الطب كعلم بل أقصد المبادىء التي ظننا إننا فهمناها ووعيناها على إنها الطب . وهذا يعد تطرف أكثر من التطرف نفسه , لأننا نحن نعتقد بالتطرف فقط عندما يكون باتجاه المواضيع اللاحسية , و ننفي وقوعنا في التطرف عندما نقترب من دائرة الحس أو العلم , و هذا خداع يحدث أمام نظرنا , إذ نحن كأطباء أو كمعالجين أو كمنجمين أو كروحانيين أو كناس على وجه الأرض نكون قمة بالتطرف عندما نأخذ البعد الواقعي المادي المحسوس فقط , أو الجسد المادي فقط , أو البعد السطحي فقط , و يمكن هنا أن يناقش البعض ليقول أن الطب بحد ذاته يعتبر الإنسان أن له نفساً و دليل ذلك أن أحد فروعه هو علم طب النفس 0
و هنا تناسوا أن المقصود بكلمة نفس في الوسط الطبي العلمي الحديث هو أشياء حسية أيضا ً مادية من طبيعة اليمين المتطرف و لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بما تقصده سلسلة المسار الملكي لتحقيق الذات بكلمة نفس 0
على أية حال يحق لي أنا كإنسان حر أن أفكر مثلما أريد و اعتقد بما أريد و خصوصاً إذا ترافق هذا التفكير و الاعتقاد بتجارب عملية علمية و هنا كلمة علمية أي هناك الألوف المؤلفة من الباحثين الذين عندهم تجارباً من الأبعاد الأخرى للحياة , وبعض عناوين لهذه التجارب ذكرها الأخ باقر .
و لماذا أعتبر لنفسي هذه الأحقية ؟ و ذلك بسبب الفشل الذريع الذي وصلت إليه الأجناس البشرية في إتباعها طرق عميانها عن الحقيقة الكلية للحياة 0
وهنا أعود لما ضربته مثلا عن الطب
ففشل الطب في علاج الأمراض ذريعاً و مريعاً و لا يوجد فضل إلا لبعض الأطباء الذين لديهم توازناً باطنياً معيناً من خلاله يستطيعون مساعدة مرضاهم على عيش البعدين العمودي و الأفقي 0
و كذلك الطريق المسدود الذي وصل اليه بعض رجال الدين وفشلهم في حمل المجتمعات البشرية نحو التطور الكلي في الحياة و نحو قبول الآخر , و هذا منتشر في كل دول العالم و على اختلاف الأديان و المذاهب و المدارس و الطبقات , و لا ننسى فشل رجال السياسة و مَن بحوزتهم من خبراء و علماء و إعلاميين و أجهزة إعلام في نقل الحقيقة الكلية للإنسان , كل هذا يجعلني أكتب بحرية مطلقة دون اعتبار لأي شيء و دون خوف من أي شيء , و ذلك لثقتي المطلقة بالحقيقة الكلية للحياة و التي تحتاج من الذين يرغبون بالخلاص من الأمراض و المعاناة الدخول في ميدانها العملي التطبيقي لأخذ فوائدها مباشرة أو بشكل غير مباشر , و ذلك ضمن قوانين سأحاول توضيحها , و أود لفت النظر هنا إلى شيء مهم هو أنني لا أخدم إلا نفسي بموضوعي هذا لأن الحقيقة التي ينشدها الإنسان هي مطلبه الأول و الأخير 0 و عندما اعتبر أي إنسان كنفسي فإنني أخدم نفسي من خلال خدمته , فلا أريد منه مدحاً و لا ذماً , بل كل ما أريد هو أن يصمت عندما لا يفهم و أن يُحسن الظن عندما يقع أسير تناقضات فكرية و عقائدية , و أن يحاول التطبيق عندما يريد الخلاص , فلا أطلب منه تجمعاً عقائدياً و لا مذهبياً و لا سياسياً و لا علمياً , فأنا الإنسان الحر لأنني تحررت من كل القيود و ألتزمت بمساري الملكي هذا و لذلك فقد وجدت الراحة في الحياة , واجبي أن أساعد غيري ممن يستحقون وكاد أجزم بأن القارىء سيتأثر و يبدأ بالتغير السلبي أو الإيجابي و هذا بحد ذاته تطوراً , فإذ ما تم مدح فهذا تطور و إذا ما تم شتم فهذا تطور كيف ذلك ؟ تابع معي و ستعرف بنفسك !!
تذكر هذه المخططات لتقريب الفكرة 0





يجتمع في جسد الإنسان المادي سفارات مادية لكل الأجسام الباطنية العميقة , فهذه الأجسام لها كياناتها المستقلة في عوالمها و لها قوانينها و كذلك بدخولها في العالم المادي النسبي لها أماكن صلة و ارتباط مع الجسد المادي فنستطيع أن نقول أن :

الهيكل العظمي في الإنسان دليل تعبير عن الجسد المادي بكثافته و صلابته , و الهيكل العضلي دليل تعبير عن الجسم الأثيري حيث تمتاز العضلات بالتقلص و التمدد بما يناسب الشحنات الموجبة و السالبة للجسم الأثيري 0
و الجهاز الدموي له علاقة مع الجسم العاطفي 0
و الجهاز العصبي له علاقة مع الجسم العقلي أو هو بمثابة تجسيد مادي له 0
و جسم المحبة له علاقة مع ابتسامة الإنسان العميقة و إشعاع وجهه بالإشراق و السلام 0
و جسم القدر هو الذي يحدد في العالم المادي مكان و زمان ولادة الإنسان و الشكل الذي يأخذه كامل الكيان بأمراضه و تشوهاته و انحرافاته النفسية و الجسدية و الاجتماعية 0
أما الروح فهي بمثابة أخذ كل شيء بتناغم واحد مع بعضه البعض و عمل كل الأجسام بروح واحدة أو انسجام و تناسق كامل يدل على وجود قوتها في العالم المادي و لا يصل إلى الإحاطة بمعرفتها مثل رؤيتنا لظواهر فعل الهواء بدون أن نراه بالعين و كذلك الروح لا نستطيع مادياً أو حسياً الإحاطة بها , بل يمكن التدليل عليها و الترقي باتجاهها من خلال وسائل أدق و أعمق من الوسائل المادية الحسية 0
و على مقولة ( في آخر الزمان تجتمع كافة الفرق على قتل الموحدين)
و التي تأخذ تفسيراً غير المتعارف عليه في أنه باستمرار ترقيك إلى أن تصل إلى مستوى الوعي الأحدي و الذي هو المستوى السابع من مستويات الوعي فيكون عندها وصولك لآخر زمانك لأنك على وشك تجاوز الزمان فعندها يكون كما قيل ( أيها الحق لم تترك لي صديق ) سيكون نظرك للعالم غير نظر الآخرين , فأنت تنظر من أعلى قمة هرم الحياة بوعي أحدي يلف الجميع فمن الطبيعي أن لا تحاول إرضاء أحد , بل لا يوجد بوعيك إلا الواحد الأحد و لا يوجد إلا الحق الواحد و الذي قيل فيه ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) فأنت لن تسكت عن الخطأ و لن تساير أو تجامل أو تنافق أحداً , فمن الطبيعي اجتماع الفرق عليك , فأنت تركت تسييس القضايا و محاولاتك لإرضاء جميع الأطراف , و نظرت لقمة بندول الحياة , و لذلك تتكلم بحسن نية و بمحبة و بحب لخير الكل بغض النظر عن إرضاء أحد , و هذا ما سيسبب لك هجوماً مضاداً من كل حدب و صوب , و ما أشبه هذا الكلام بمصارحاته إلا بفتح معركة على كل الجبهات و الصعد و لن يكون فيها إلا خاسر وحيد هو أنت و رابحاً وحيداً هو أنت أيضاً , فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ,