عرض مشاركة واحدة
الصورة الرمزية nahid.fs
nahid.fs
خبير فلكي
علوم الفلك والتنجيم
°°°
افتراضي
أشكرك أخي علي على طرح الموضوع .
جئت متأخرا فلم تتركوا لي شيئا , لكني أحببت التثنية على ما ذكرتم :
من بعض معاني الموت الطبيعية انه : ترك النفس استعمال الجسد , وبعد هذا الترك يوجد حولها عدة اعتقادات , منها ذهابها الى الله ريثما يبعث الله الاجساد (يحيي العظام وهي رميم) , ومنها حلولها في جسد آخر تستعمله ريثما تقوم القيامة ويتم حسابها ومساءلتها عما جنته يداها , ومنها تلاشيها حيث لا ايمان ببعث ولا بقيامة , ومنها ... الخ .
ومن بعض المعاني الدينية والفلسفية انه : ترك استعمال النفس الحواس للتفرغ للقيام بالواجبات الروحية فقد قال ارسطو الحكيم (ربما خلوت من جسدي واذ بي انظر الى عرش ربي) وهو المعبر عنه دينيا بالزهد . وقال تعالى (تمنوا الموت إن كنتم صادقين) , وقال السيد المسيح (من أمات نفسه من أجلي فقد أحياها) .
مما تقدم يستنتج الفكر ان الموت بنوعيه الطبيعي والفلسفي هو نقطة البدء والانطلاق الى عالم آخر حيث قال سقراط الحكيم في محاكمته (وان فارقتكم اخوان كرماء فإني ذاهب الى اخوان كرماء فضلاء) , فهو عملية إيجاد وتكوين يبدأ العمل معه وينتهي الى ضده وهو الوجود , لذلك ترافق المصطلحان دينيا (الموت والحياة) قال تعالى (يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون) , وترافقا فلسفيا (العدم والوجود) قال ارسطو الحكيم (المباديء ثلاثة : العدم والوجود والهيولى) , وترافقا طبيعيا (الهدم والبناء) .
فالموت والحياة ثنائية جدلية يتولد منهما البقاء .


اما بالنسبة للحرب , فالحرب تشن لامرين , دينيا ودنيويا . فدنيويا : اما للتحرير من العدو ومن ثم نشر السلام , واما للسيطرة والسلب وامتصاص خيرات الناس والتحكم باراداتهم .
ودينيا : فالمؤمن يشن حربه على الشيطان (رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر) , واما الفاجر فيشن حربه على الملاك .
فبالجهتين تكون الحرب نقطة انطلاق ولكن تختلف بالوجهة من حيث الخيرية والشرية , فالاولى نهايتها الخير , والثانية نهايتها الشر . فتلك النهاية غاية من اجلها كانت البداية .
والصراع بين الخير والشر صراع الى حين , فلا بد في النهاية من انتصار الخير وانكسار الشر .