عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
البحث السادس


علم الحروف والأرقام في القرآن الكريم












علم الحروف والأرقام في القرآن الكريم.



قال الله تعالى في محكم كتابه: {الله الذي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان}(يجب التسجيل لمشاهدة الروابط). ويعني ذلك أنّ الله سبحانه وتعالى الذي أنزل الكتاب بالحقّ، أي، الكتب المنزلة من عنده على أنبيائه. والميزان وهو العدل والإنصاف. وكلّ كلمة في القرآن الكريم في موضعها وفي تكوينها بميزان دقيق، كما أنّ الأعداد والأرقام هي الميزان الدقيق الذي لا يختلف عليه الناس، وهي ليست محل اجتهاد واختلاف. والقرآن الكريم معجز في كلّ وجه من وجوهه وحال من أحواله، وهو معجز في حركات حروفه، وحروف كلماته، وكلمات آياته، وآيات سوره، وسور مصحفه ؛ معجز في الصياغة والنظم الموزون. وكلمّا تقدّم الزمن عكف الباحثون على دراسة القرآن الكريم، وقد جاء القرآن الكريم لتحرير العقول، ولا يكتفي بالظاهر إنّما تمتد إلى أعماق العقل والنفس. وأوّل ما ذكر في القرآن، في قوله تعالى:{اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق}(يجب التسجيل لمشاهدة الروابط). تحرير العقول من قيود الجهل والأوهام والأساطير، والدعوة إلى التفكّر في آيات الله سبحانه وتعالى، وتحكيم العقل، والحث إلى اكتشاف أسراره.

حروف الهجاء والقرآن.
قد تمّ الإتفاق بأنّ جميع حروف الهجاء (28) حرفاً، فجعلوا سبعة وعشرين منها الأصول، وهي مراتب الأعداد من الآحاد والعشرات والمئات، وواحد للألف، ولم يحتاجوا معها إلى ضم شيء آخر إليها، وكان هذا هو المشهور في حساب أهل النجوم في البلاد الإسلامية. ومن عجائب القرآن وأسراره، وعلاقته بحروف الهجاء فأنّ الآية (154) من سورة آل عمران، تحتوي على (28) حرفاً، أي، على جميع حروف الهجاء. قال تعالى: { ثمّ أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحقّ ظنّ الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إنّ الأمر كلّه لله يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحّص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور}(يجب التسجيل لمشاهدة الروابط).
فائدة:


إنّ حروف الهجاء في القرآن بعضها يتلفظ بأسمائها، مثل ( ص ) ويلفظ (صاد) و ( ق ) يلفظ (قاف) و (ن) يلفظ (نون)، وهناك حروف لا ينطق بأسمائها، بل بأصواتها خاصّة، مثل (الحاء) من {حم} و(الهاء) و (الياء) من {كهيعص}.
إذن، لكلّ حرف من حروف الهجاء اسم وصوت، فالأسماء: ( ألف, باء، جيم، دال...) أمّا الأصوات: ( ء، ب،ج، د... ). فإذا أراد الشخص أن يعبّر عن حرف من هذه الحروف لابدّ له أمّا أن يتلّفظ باسمه أو بصوته. لكن التعبير بالحروف المقطّعة في أوائل السور ليس إلاّ بالأسماء خاصّة {ألم} (ألف، لام، ميم) {المص} (ألف،لام،ميم،صاد) وهكذا.أمّا الحاء من {حم} حيث اسمه (حاء) ولكن يلفظ بـ (حا) من غير همزة في آخر الحرف، وكذلك (الهاء والياء) من {كهيعص} حيث ينطق هكذا (كاف، ها، يا، عين، صاد) فـ (الهاء و الياء)، من غير همزة.
ألفاظ المقطعات القرآنية.


عندما تجمع الحروف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم تجدها ثلاثين اسما، بعدد أجزاء القرآن الكريم، تبدأ بحروف التهجي. والجدول التالي يبين إحصائية للحروف المقطعة:


.
وتجمع حروف الثلاثين اسما تحصل على تسعة وسبعين حرفاً، بعدد ( الله أحد ) وهي كالآتي ( الله ):
(أ = 1) + (ل = 30) + (ل = 30) + (هـ = 5 ) فالمجموع = 66 أمّا أحد:
(أ =1) + (ح = 8) + (د = 4) فالمجموع = 13
المجموع الكلي = 79
إذن، الله أحد مقام الأحدية، وهو الله.
إنّ الاعتقاد في ألفاظ المقطّعات القرآنية كان سائداً ومعمولاً به في زمن النزول بين فصحاء العرب، بدليل، إنّه صلى الله عليه وآله كان يتلو هذه المقطّعات القرآنية وغيرها ولم ينكروا عليه ذلك، بل صرّحوا بالتسليم له صلى الله عليه واله في البلاغة والفصاحة. وكان المشهور كما ذكرنا سابقاً: إنّ في حساب أهل النجوم في البلاد الإسلامية قديماً، وما نقله بعض المفسرين عن بعض في تفسير المقطّعات القرآنية. إنّ كلّ حرف منها يدلّ على مدّة قوم، وآجال آخرين، حتّى أنّهم نقلوا عن اليهود أنهم بعد سماع أفتتاح سورة البقرة { الم } توهموا أنّه إشارة إلى مدّة بقاء شريعة محمّدصلى الله عليه وآله، فقالوا: مدّة الشريعة المحمّدية إحدى وسبعين سنة، عدد مجموع (الألف واللام والميم) ( الألف واحد، واللام ثلاثين، والميم أربعين، فالمجموع = إحدى وسبعين ). فلمّا قرأ عليهم باقي الفواتح، التبس عليهم الأمر.
نقل الصدوق رحمه الله عن محمّد بن قيس، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدّث أنّ حييّاً وأبا ياسر ابني أخطب ونفراً من يهود أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما أنزل الله عليك {الم}؟ قال: بلى. قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله تعالى؟ قال: نعم. قالوا: لقد بعثت أنبياء قبلك وما نعلم نبيّاً منهم أخبرنا مدّة ملكه، وما أجل أمّته غيرك. قال: فأقبل حييّ بن أخطب على أصحابه فقال لهم: (الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون) فهذه إحدى وسبعون سنة. فعجب ممّن يدخل في دين مدّة ملكه وأجل أمّته إحدى و سبعون سنة! قال: ثمّ أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمّد، هل مع هذا غيره؟ قال: نعم. قال: هاته. قال: {المص}. قال: هذه أثقل وأطول، (الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، و الصاد تسعون) فهذه مئة وإحدى وستّون سنة. ثمّ قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قال: هاته. قال صلى الله عليه وآله:{الر}. قال: هذه أثقل وأطول. (الألف واحد، واللام ثلاثون، و الراء مئتان). ثمّ قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم. قال: هاته. قال: {المر}. قال: هذه أثقل وأطول. (الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مئتان). ثم قال له: هل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قالوا: قد إلتبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ! ثمّ قاموا عنه، ثمّ قال أبو ياسر لحُييِّ، أخيه: ما يدريك ! لعل محمّداً قد جمع له هذا كلّه وأكثر منه. (يجب التسجيل لمشاهدة الروابط)
ويدل على ذلك ما يروى عن أبي القاسم بن روح، وقد سئل عن معنى قول العباس للنبي صلى الله عليه وآله: إنّ عمّك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل، وعقد بيده ثلاث وستين، فقال: عني بذلك (إله أحد جواد) وتفسير ذلك ( الألف واحد، واللام ثلاثون، والهاء خمسة، والألف واحد، والحاء ثمانية، والدال أربعة، والجيم ثلاثة، والواو ستة، والألف واحد، والدال أربعة، فذلك ثلاثة وستون ).(يجب التسجيل لمشاهدة الروابط)
ومعنى الحديث:إنّ قوله: ( وعقد بيده ) عطف تفسير لقوله: قد أسلم، بحساب الجمل. والمراد إنّ أبا طالب أخبر عن إسلامه بإشارة حسابية، يفهم أهل الخبرة منها، أنّه أقرّ بأُمّهات أسمائه وصفاته الّتي يمكن أن يرجع إليها البواقي.
وقد استخدم البعض في حساب الجمل تصرفات لطيفة منها: التعبير من الحروف بإيراد لفظ يدل بنفسه، أي، يعبّر عن اللام بالشهر ؛ باعتبار أنّ عدد حروفها موافق لعدد أيام الشهر، ومنها: حساب (الغين) في ( ضظغ ) بالعندليب ؛ باعتبار أنّ أسمه بالفارسية هزار.
ومنها: ما قيل في معنى ( طه ) أنّه يجوز أن يكون المراد به يا بدر، خطاباً للنبي صلى الله عليه وآله باعتبار أنّ عدد مجموع (الطاء والهاء) أربعة عشر حرفاً، وهو ما يصير به الهلال بدراً من الشهر.
وفي الحروف المقطّعة وكما ذكرنا سابقاً ما نقل عن الزجّاج في تفسير المقطّعات القرآنية في معنى قوله تعالى {الم} أنا الله أعلم، وفي { الر } أنا الله أرى. فلو قمنا بجمع الحروف المقطّعة في بدايات السور مثل ( الم، حم، ن، الر... ) وإسقاط مكررات الحروف نحصل على ( أ، ح، ر، س، ص، ط، ع، ق، ك، ل، م، ن، هـ، ي ) وبترتيب هذه الحروف النورانية نحصل على: صراط عليّ حقّ نمسكه، أو عليّ صراط حقّ نمسكه.(يجب التسجيل لمشاهدة الروابط)
إذا أراد الشخص أن يعبّر عن حرف من هذه الحروف فلابد أن يتلفّظ باسمه أو صوته.لكن التعبير بالحروف المقطّعة في أوائل السور ليس إلاّ بالأسماء خاصّة {الم} (ألف, لام, ميم) {المص} (ألف،لام,ميم,صاد..) وهكذا.أمّا الحاء من {حم} حيث اسمه حاء، ولكن يلفظ بـ ( حا ) من غير همزة في آخر الحرف، وكذلك الهاء والياء من {كهيعص} حيث ينطق هكذا ( كاف، ها، يا، عين، صاد ) الهاء و الياء من غير همزة، وهي منطوقة بأسمائها.
تطبيقات الحروف والأعداد في القرآن الكريم.

في بداية هذا الفصل ذكرنا قوله تعالى: {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان}(يجب التسجيل لمشاهدة الروابط) أنّ القيمة العددية لكلمة الحقّ مساوية للقيمة العددية لكلمة الميزان.
الحقّ( ا ل ح ق )= ( 1 + 30 + 8 + 100 ) = 139
الميزان ( ا ل م ي ز ا ن ) = (1 + 30 + 40 + 10 +7 +1 + 50 ) = 139
وهذا ينطبق على آيات كثيرة وبإمكانك ـ أيّها القاريء ـ اكتشاف الكثير من الأسرار من قيمة الحروف العددية على حسب الجدول أدناه:

يجب التسجيل لمشاهدة الروابط