عرض مشاركة واحدة
الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
01 (15)
الفصل الأولما الذي يجعل الغني غنياً وما الذي يجعل الفقير فقيراً؟!هل يعمل الغني كثيراً وهل يعمل الفقير قليلاً؟!يقول د. روبرت أنثوني – وهو طبيب نفسي أمريكي *معاصر – : "للأسف الشديد، إن الذين يكدحون ويشقون في عملهم *أكثر من غيرهم لا يكسبون *إلا أقل القليل!"*فالفقراء حول العالم هم أكثر الناس كداً وعملاً وبرغم ذلك فإنهم *أقل الناس *رزقاً وكسباً.لماذا إذن يصبح الغني غنياً بينما يظل الفقير فقيراً؟!للإجابة على هذا السؤال أخذ بعض المفكرين الأمريكيين – في النصف الأول من القرن العشرين – يراقبون أحوال الثروة والأثرياء حتى استطاعوا الوصول لبعض الملاحظات ولبعض الإكتشافات؛ فمثلاً اكتشف والاس واتلز*أن المكان والبيئة لا دخل لهما في الفقر أو الغنى ففي نفس المدينة أو القرية نجد الأغنياء ونجد الفقراء جنباً إلى جنب؛ كما وجد أن المهنة ليست هي المسؤولة عن الفقر أو الغِنى ففي نفس المهنة نجد إثنين وقد أصبح أحدهما غنياً بينما ظل الآخر فقيراً؛ وكذلك وجد أن الثراء لا يرتبط بامتلاك المواهب فكثير من الناس من يمتلك الموهبة ومع ذلك يظل فقيراً وكثير من الناس من لا يملك الموهبة ومع ذلك يصبح مع الأغنياء؛ ولاحظ أيضاً أن الثراء لا يأتي عن طريق البخل أو التوفير لأن الكثير من أهل البخل يظل فقيراً في حين أن الكثير من أهل الجود والإنفاق يصبح من الأغنياء. أما نابليون هيل*فقد لاحظ أنمن يمتلك الرغبة الشديدة الملتهبة في الوصول إلى المال (أو إلى أي شيء آخر) فإنه يصل إليه؛ كما لاحظ أن من لديه القدرة على تخيّل نفسه وقد امتلك المال أو الشيء الذي يريده فسيصل إليه أيضاً. وهكذا استطاع الباحثون أن يلاحظوا أحوال وأفعال من وصل إلى الثراء باجتهاده ثم وضعوا مناهج وقواعد للوصول إلى الثراء والغنى: ثم طبّقوا تلك القواعد على أنفسهم وعلى أصدقائهم وتلاميذهم فوصلوا جميعاً إلى الثراء وأثبتوا بذلك نجاح وفعالية المناهج والقواعد التي وضعوها.ولقد أخذ الباحثون المعاصرون ما توصل إليه الباحثون القدامى فطوّروا فيه وأضافوا إليه الشيء الكثير فأصبح بين أيدينا مناهج علمية صحيحة تُعلّمنا كيف نصل إلى الثراء والغنى وتجيب لنا على سؤالنا "لماذا يصبح الغني غنياً بينما يظل الفقير فقيراً ؟" إن إجابة هذا *السؤال هي منهج الوصول إلى الثراء الذي يتحدث عنه هذا الكتاب؛ ومن الجدير بالذكر أن هذا المنهج لا يصلح فقط للوصول إلى الثراء ولكنه يصلح أيضاً لتحقيق أي هدف آخر في الحياة.ولكن قبل أن نبدأ رحلة الإجابة على سؤال الكتاب سنناقش بعض النقاط الهامة مثل توضيح فكرة من هو الإنسان الغني/الثري، وما هو حجم ثروات الكون، وماذا يهمنا من معرفة حجم ثروات الكون، وهل الرغبة في الثراء أساساً أمر محمود أم مذموم عقلاً وشرعاً، وأهمية الزمن الحاضر عن بقية الأزمنة، والتعريف بطريقة الجذب.*من هو الإنسان الثري؟الإنسان الثري هو الذي يمتلك كل ما يلزمه لكي يحيا حياة كريمة مكتملة الجوانب وناجحة، حياة تليق بخليفة الله في الأرض، فمن ذلك مثلاً أن يمتلك الإنسان *المال الكافي لشراء جميع احتياجاته الأساسية من مسكن صحي متسع يليق بحياة كريمة، ومن ملبس لائق يحفظ كرامته بين الناس، ومن مأكلٍ مغذٍ يمده بالصحة الوافرة، ومن علاج وتطبيب إذا لزم الأمر، ولكي يتمكن من الحصول على القدر الكافي من التعليم ومن تنمية المهارات والقدرات الشخصية والوصول بها *إلى أرقى درجة ممكنة، ولا بد له أيضاً من امتلاك المال اللازم لتلبية جميع احتياجاته المادية والنفسية والروحية الأخرى فمن ذلك أن يتزوج وأن *ينجب الأطفال، ومن ذلك أيضاً أن يجد المكان المناسب لممارسة الرياضة ولممارسة الهوايات والأنشطة المختلفة ... إلخ؛ وبسبب تقدم الحضارة الإنسانية وتطورها أصبح الإنسان العادي – رجلاً كان أم امرأة – يحتاج لقدر كبير جداً من المال لكي يحقق النجاح في الحياة *ولكي يصل إلى كل* ما هو مؤهل له وإلى كل ما يريد تحقيقه لنفسه ولمن معه.*ما حجم الثروات في هذا الكون؟أمر الله تعالى مادة الكون أن تشكِّل من نفسها كل شيء في هذا الكون ففعلت دون أن يستنفد ذلك منها إلا قدراً يسيراً جداً فلا تزال مادة الكون قادرة على تكوين وخلق أكوان وأكوان وثروات وثروات وأضعاف أضعاف ما هو موجود الآن، فمخزون الثروات في هذا الكون لا ينفد ولا ينتهي وهو متجدد ومستمر وكيف لا وكل ما في الكون بيده سبحانه وتعالى " ولله خزائن السموات والأرض " (المنافقون: 7)؛ فالثروة متجددة لا حدود لها مثلما أن علم الله لا حدود له* " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم" (لقمان: 27). ولقد خلق الله الحياة من أجل النماء لا من أجل الفناء وهذا ما نراه في الحبة التي نبذرها في الأرض فتعطينا مثلها أضعافاً مضاعفة؛ وهكذا الحال مع كل ما يسهم في زيادة الحياة ونمائها فنجده متوفر بسخاء ولا يمكن أن يصبح فيه نقص ما دامت السموات والأرض.يذكر لنا*وس هوبر*أن فريقاً من العلماء قام مؤخراً بإحصاء الطاقة الكونية فوجدوا أن 4 % *فقط من الطاقة المتاحة هي التي تم استخدامها حتى الآن لتكوين كل شيء في هذا الكون أي أن هناك *96 % *من الطاقة لايزال بكراً لم يُستغل بعد أي ما يعادل إنشاء 25 كوناً آخر:*فهل يمكن لأحد بعد ذلك أن يشكك في أن ثروات الكون لا تنتهي؟ويقول والاس د. واتلزلا أحد مقهور على الفقر لنقص في موارد الثروة: فهناك من الثروات ما يفوق احتياج كل البشر... إن الطبيعة عبارة عن خزائن لا تنفد ثرواتها، كما أن مواردها لن تنقص أبداً؛ إن مادة الكون حيّة ذات طاقة خلاقة لا تتوقف عن إنتاج المزيد من الأشياء، فعندما تنفد مواد البناء من الأرض سيتم إنتاج المزيد، وعندما تُستَهلَك التربة فلا تصلح لزراعة الغذاء والملبس فلسوف تتجدد أو يتكون منها المزيد، وإذا تم استخراج جميع الذهب والفضة من باطن الأرض وكان الإنسان لا يزال في احتياج إلى الذهب والفضة فإن المزيد منهما سوف يُنتج من مادة الكون: إن تلك المادة تستجيب لاحتياجات البشر وهي لن تترك العالم دون أن تَمُدَه بما يحتاج إليه ... إن موارد مادة الكون طوع بنان الرجل أو المرأة اللذان يفكران ويتصرفان وفقا للطريقة العلمية في الوصول إلى الثراء.*لا تنظر أبداً إلي الثروات المرئية التي يمتلكها الآخرون ولكن انظر إلي المخزون اللانهائي لمادة الكون الخام فهي لاتزال قادرة على إنتاج المزيد والمزيد من الثروات وتشكيل ما لا حصر له من الأشياء وهي مصدر كل ما ستحصل عليه أنت من مال ومن غيره. لا تصدق أبداً أن هناك من يستطيع أن يمنعك من الحصول على ثروتك حتى *وإن تحكَّم أو حاصر كل ثروات العالم التي نراها؛ لا تصدق أبداً أن جميع أراضي البناء المتميزة ستنفد قبل أن تتمكن من بناء منزلك؛ لا تصدق أنك ستفقد ما تريده لأن هناك من ينافسك في الحصول عليه: إن هذا لن يحدث؛ فأنت لا تسعي للحصول علي ما يريده أو ما يمتلكه غيرك بل أنت تتسبب في خلق رزقك من مادة الكون وهي مادة كما رأينا مخزونها لا ينفد. *إن الإيمان بفكرة أن ثروات الكون لا حدود لها*أمر ضروري للغاية*لأنه يبعدك عن التنافس الذي يجعل التفكير والمشاعر تهبط إلى درجة دنيا تمنع عن صاحبها القدرة على تطبيق منهج هذا الكتاب؛ لابد لك أن تطرد فكرة التنافس والتناحر على الموارد من فكرك ومن سلوكك ومن روحك تماماً وأن تعلم أن مالك لن يقل إن أصبح جارك من الأثرياء كما أنك لن تضطر لأن تأخذ المال من يد أحد لكي تصبح أنت أيضاً من الأثرياء؛ إن تسلل داء التنافس إلى نفسك سوف يحرمك من النتائج المبهرة التي ستحققها باتباعك لإرشادات هذا الكتاب.هل الرغبة في الثراء أمر محمود* أم مذموم؟يقول شوقي رحمه الله:بالعلم والمال يبني الناس ملكهم*لم يبن*ملكٌ*على جهلٍ*وإقلال*فالمال لازم لبناء الحضارات ولقوة الأمم وعزتها، أما بالنسبة للأفراد فلقد جعل المجتمع عملية "الشراء" هي الطريقة المشروعة لكي يحصل الإنسان على المستلزمات الأساسية للحياة، فالمال الوفير لازم للأفراد لكي يحيوا حياة مكتملة. ويرى والاس واتلز أن الحق في الثراء يوازي الحق في الحياة نفسها وهو يصنّف جوانب احتياج الإنسان للمال كي يحيا حياة طبيعية فيحدد ثلاثة جوانب هي الجسد والعقل والروح ويوضح كيف يحتاج كل جانب منها إلى المال الوفير فيقول:*لا يمكن لإنسانٍ أن يحيا حياة كاملة في جسد لا يجد الطعام أو الثياب المريحة أو المأوى الدافيء أو في وجود عمل مضن زائد عن الطاقة ... ولا يمكن لحياة العقل أن تكتمل بدون الكتب والوقت المتاح لقراءتها ودراستها أو بدون الفرصة في الترحال والمشاهدة أو بدون الصحبة الفكرية ... ولكي يحيا الإنسان الحياة الكاملة للروح لا بد له من الحب والحب لا يجد التعبير الصحيح في وجود الفقر: إن السعادة الكبرى للإنسان هي أن يجود بما يملك لمن يحبهم فالحب يجد التعبير الطبيعي والتلقائي من خلال العطاء والشخص الذي لا يملك ما يعطيه لا يستطيع أن يملأ مكانته كزوج أو كأب أو كمواطن أو حتى كإنسان.*والإنسان هو خليفة الله في الأرض وهو المسؤول عن قيادتها وإعمارها وإقرار العدل فيها وحياته فيها عبارة عن فترة اختبار، فكيف يمكنه القيام بكل تلك المسؤوليات والأعباء والاختبارات إن كان يحيا تحت خط الفقر أو حتى فوقه بدرجة صغيرة؟ فالمال الوفير ضروري حتى يتمكن الإنسان من تنمية شخصيته وتنمية قدراته إلى أرقى درجة ممكنة؛ كما أن الفقر ليس هو الخيار الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للإنسان فلو كان الله يريد حياة الفقر لعباده فلم يكافيء المستغفرين بالثراء العريض؟ يقول الله تعالى على لسان نوح عليه السلام "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً " (نوح: 10-12). إن الثراء مع الاستغفار ومع الشكر هو ما يرضاه الله لعباده.ولقد منع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) من أن يوصي للصدقات بأكثر من ثلث ماله قائلا: "الثلث. والثلث كثير. إنك إن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس."قد يحتج البعض بأن "القناعة كنز لا يفنى" وهي كلمة حق إذا قيلت في المكان المناسب فهي أفضل كلمة تقال لمن كان همه تكديس المال وحبسه طمعاً وجشعاً، أو لمن كانت طريقته في الوصول هي الوسائل غير المشروعة *أو التنافس واستغلال الآخرين، إلا إن ذلك بعيد كل البعد عمن يتّبع إرشادات هذا الكتاب الذي يشرح منهجاً أقل ما يقال فيه أنه منهج "أخلاقي"؛ ولا يعني ذلك أن تحقيق الثراء باتِّباعه سيكون بطيئاً أو صعباً بل إن ما سيأتيك – إن اتبعت التعليمات بدقة – سيكون أفضل وأسرع وأسهل مما تتوقع.فالرغبة في الثراء إذن أمر يستحق الثناء طالما أن الإنسان يأتي بالمال من طرق مشروعة وينفقه في طرق مشروعة. إن الدعوة إلى الثراء التي يطلقها هذا الكتاب لن تزيد من يتبعها إلا خيراً فهي لا تدعو إلى الجشع أو إلى التنافس والاستغلال بل تدعو إلى إعطاء كل ذي حق حقه وإلى الكرم والتسامح.*"الآن" هو الزمانولكي تنجح في الوصول إلى ما تريد باستخدام منهج هذا الكتاب عليك أن تستوعب حقيقة هامة جداً وهي أن الإنسان يعيش حياته كلها*في لحظة واحدة فقط*وهي اللحظة الحالية والتي نسميها جميعاً*"الآن"، فالزمن الماضي قد ذهب ولن يعود ثانياً* أما المستقبل فلن يطرح الثمرة التي ترغب فيها إن لم تقم ببذرها "الآن"، كما أنك لا تستطيع أن تسترجع ذكريات الماضي الجميل وتستمتع بها إلا في هذه اللحظة، أي "الآن"، ولا تستطيع أن تحلم بمستقبل مشرق إلا في هذه اللحظة أيضاً، أي "الآن"."الآن" هو الزمان المناسب لكي تفكر في كل ما تريد ولكي تشعر بكل ما تريد ولكي تقوم بكل ما تريد ولكي تحيا كما تريد.طريقة الجذبإن المنهج الذي يتحدث عنه هذا الكتاب منهج متكامل: فهو*منهج*علمي*يعتمد على البحث والملاحظة والوصول إلى النتائج بطريقة منهجية مع الاستفادة من القوانين العلمية الثابتة؛ وهو*منهج*أخلاقي*يدعو إلى فضائل الأخلاق والأعمال بل يجعلها أساساً للنجاح في الحياة بصفة عامة وللنجاح في دنيا المال بصفةٍ خاصة؛ وهو*منهج فكري/عاطفي*حيث يركز على أهمية الأفكار التي نفكر بها والعواطف التي تسكن في قلوبنا؛ وهو*منهج روحي/إيماني*يضع روح الإنسان – التي هي نفخة من روح الله عز وجلّ – في تواصل مع الكون كله فهو يطالب من يتّبعه بالإيمان بنفسه وبقدراته الشخصية وبالإيمان بأن ثروات الكون لا تنتهي وبأن الكون ودود محب له حريص على أن يعطيه كل ما يريد؛ وهو*منهج إبداعي*يعلِّم الإنسان كيف يتخيل هدفاً لا يزال في علم الغيب ثم يحوِّله إلى حقيقة فيتعلَّم بذلك الابتكار ويصبح قادراً على استقبال الإلهام والأفكار؛ ومع هذا كله نجده منهجاً مرناً سهل التنفيذ ولقد اخترت أن اسميه*"طريقة الجذب"لسهولة هذا الاسم وأيضاً لأنه يعتمد اعتماداً أساسياً على قانون الجاذبية. ****

منقوول