بعد استئذان استاذنا الفاضل ناهض , نوجّه اليه كل التحية والاحترام
حين ننظر في الخارطة الفلكية لاي انسان , نتمكن من قراءة طبائعه الفطرية بشكل واضح , وماسيترتب عليها بديهة من سلوك وتصرفات لذلك الانسان , وبالتالي مايترتب على ذلك السلوك وتلك التصرفات من نتائج حتمية .(قضاء اولا وقدر ثانيا)
هذا في حال انقياد الانسان لطبائعه الفطرية , دون دراسة وفهم لها , وبالتالي دون التحكّم فيها .
هنا سيلوم الانسان حظه وسوء طالعه , وكما قال الشاعر :
مشيناها خُطاَ كتبت علينا ومن كتبت عليه خُطاَ مشاها
ولكن الانسان لديه طاقة جبارة جدا , يقدر بها ان يتحكّم بالكون وليس بنفسه فحسب , الا وهي العقل , وكما ذكر بطليموس في احدى كلماته :
الكلمة السابعة:
وقد يقدر المنجم على دفع كثير من أفعال النجوم إذا كـان عالما ً بطبيعة ما يؤثر ووَطَاَء قبل وقوعه قابلاً يحمله.
حين تكون اوضاع الكواكب سيئة او متضررة او ضعيفة (هنا الزهرة راجعة في العقرب بيت وبالها)
فهل يجب علينا ان نسلّم بواقع الحال ؟ وانتهى كل شئ ؟
اذا كان الامر كذلك فالانسان مجبور ولاحول له ولاقوة !؟ كما في مدرسة الجبرية , وهذا لايؤيده العقل ولا تجارب الواقع , فكم من ناس توجد لديهم اوضاع فلكية صعبة , لكنهم من اسعد وانجح الناس في حياتهم ..
اذن توجد قوّة ما , هي اقوى من الكواكب واقوى من كل شئ , الا وهو عقلك ايها الانسان
الكلمة العاشرة:
النفس الحكيمة تعين الفعل الفلكي كما تعين الزرّاع القوى الطبيعية بالحرث والتنقية .
هنا نرى وضع فلكي مناسب جدا , مثل ارض خصبة ومياه وامطار وفيرة , لكن هذا لايكفي , يجب ان يسعى الانسان , فيحرث الارض ويبذر البذار , ثم ليحصد ثمرة تعبه
الكلمة الرابعة :
اذا طلب المختار الافضل فليس بينه وبين المطبوع فرق .
هذه الكلمة تجمع الكلمتين السابقتين , فسواء كانت الاوضاع الفلكية مناسبة ام لم تكن , حين يتصرف الانسان التصرف الصحيح , حتما ستكون النتائج صحيحة ومثمرة
والانسان دوما مختار , او مخيّر وليس مسيّر جبرا وقهرا
ومن اروع ما نستشهد به في هذا الموضع , قول امام الحكماء علي عليه السلام :
ان ضعفت النفس انقطعت الى الحظ والبخت , وإن قويت النفس انقطعت الى الرأي (العقل)
الاوضاع السيئة للكواكب تشير الى سلوك وتصرّف خاطئ , نكرّره دوما في حياتنا , بشكل لاواعي , وتؤدّي دوما الى نتائج سيئة
لكنا حين ندرس انفسنا ونفهم النقاط السلبية فيها , نتمكّن من معالجها وتصحيحها , حينها ستتغير مسار حياتنا بالدنيا وحتى مصيرنا بالآخرة
ملاحظة :
توجد في المكتبة الروسية , تحليلات رائعة حقا لاوضاع الكواكب واتصالاتها
في حالة الاوضاع الجيدة للكواكب يذكر الجوانب السلبية لتلك الاوضاع , حين يسئ الانسان التصرّف
وفي حالة الاوضاع السيئة للكواكب يذكر ايضا الجوانب الايجابية , حين يحسن الانسان تصرّفه ويتحكّم بنفسه
وقد قمت بترجمتها للعربية ورفعتها في موقع فورشيرد للفائدة العامة .