السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
منذ حين اتصل بي الكثير من الأعضاء يسألون عن المخطوطات ، و كما هو معلوم منتدى الشامل يعد اكبر موقع لتحميل الكتب و المخطوطات القديمة مجانا مما جعله قبلة لكل من يريد تعلم الروحانيات لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو مدى صحة المخطوطات المعروضة ؟ طبعا سبب هذا التهافت على المخطوطات هو عدم صلاحية الفوائد الموجودة في الكتب المطبوعة بسبب نقصها أو عدم صحتها تماما.
و لتعميم الفائدة على الجميع إليكم هذه الطريقة لمعرفة المخطوط الصحيح من المخطوط المزور أو المغشوش.
أولا: المخطوط القديم لا يكون وجوبا كتاب قديم ممزق و متآكل بل بالعكس المخطوطات القديمة و النادرة تظهر و كأنها قد كتبت اليوم، و سبب ذلك أنها مكتوبة على ورق الحرير الأصفر الذي اخترعه الصينيون و هو ورق مقاوم للرطوبة و الحشرات التي تعيش على الورق مثل الأرضة و قد صنع الصينيون هذا الورق لأن ورق الجريد الذي اخترعه الفراعنة كان عرضة للتلف السريع بسبب الرطوبة و الأرضة و مرور الزمن، كما أن طريقة صنعها خاضعة لمعايير عالمية معروفة لدى المختصين في علم المخطوطات القديمة، و التي أحددها لكم الآن.
ثانيا: كان الورق يطلى بشمع النحل بعد الكتابة عليه لإن شمع النحل حافظ قوي يزيد من قوة ورق الحرير مما يزيد في مدة حياة الكتاب حتى يمكنه أن يصل 700 او 800 سنة و للعلم تحنيط الموتى الذي مارسه الفراعنة كان يستخدم فيه شمع النحل للقضاء على البكتيريا.
ثالثا: كانت حواف الكتب تطلى بمادة ذهبية حتى يحفظ حواف المخطوط من التآكل.
رابعا: هناك نوعان من المخطوطات القديمة الأول كان يكتب في دواوين الانشاء و كانت هذه الدواوين تضم امهر الخطاطين الذين كانوا يزينون المخطوط بألوان شتى و زاهية بينما النوع الثاني كان يكتبه الكاتب بخط يده و نوعية الكتابة في معظمها رديئة و بلون واحد (أسود أو بني قاتم).
خامسا: الفهرس يكتب في بداية المخطوط و ليس في أخره اما المخطوطات القديمة جدا أي التي تعود لأكثر من 750 سنة فلا فهرس لها.
سادسا: كانت المخطوطات التي يكتبها صاحبها يختمها بختمه في أول المخطوط (الختم يكون غالبا على الشمع الأحمر).
سابعا: الأوراق غير مرقمة تماما.
ثامنا: النسخ محدودة جدا لأنها تكتب بناء على طلب يقدم لديوان الانشاء أو أحد الخطاطين و كان ثمن المخطوطات قبل اختراع الآلة الطابعة غال جدا.
تاسعا: الورق الحريري سمكه حوالي نصف ميليمتر (أي انه غليظا مقارنة بالورق المستعمل في عصرنا هذا).
عاشرا: كان صناع المخطوطات يلصقون وسط الكتب القديمة شريط من الحرير الأحمر كي يستطيع القارئ أن يحدد أخر ورقة قراها دون أن يقوم بطي الورقة فيتلفها.
بالنسبة للمخطوطات المزورة أو المغشوشة فطريقة معرفتها سهلة جدا لأن مزورها يسعى بشتى الطرق لإعطاء المخطوط المزور شكلا قديما جدا و هناك طرق كثيرة لصناعة من ورق جديد و عادي ورق يبدوا و كأنه قديم جدا ، لن انشر هذه الطريقة كي لا اعين النصابين في عملهم، كما إنهم يعطون للكتب شكل عادي جدا و هذا خطأ جسيم لأن المخطوطات القديمة تحفة في الفن الأصيل و ليست مجرد كتب عادية.
بالنسبة لعصرنا الحالي ظهر الكثير من النصابين الذين يزورون المخطوطات و ينسبونها لعلماء كبار قصد جني المال و أكل مال الغير بهتانا ، لذلك أرجوا من جميع الاخوة توخي الحذر لأن لنه ليس كل شيء لامع ذهب و ليس كل شيء أخضر نباتا.