الموضوع: انقلاب العصور
عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد زاهد المشهداني
محمد زاهد المشهداني
عضو
°°°
افتراضي تعقيب
بسم الله الرحمن الرحيم
( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليّ في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )

اخي الكريم مناضل جعلك الله مناضلا في العلم واخراجه للناس
اشكرك على مقالتك العلمية الرائعة ، واود ان اعلق عليها ،
بالحقيقة تعتبر ظاهر الترنح الفلكية للأرض من الظواهر العلمية المعروفة لدى الفلكيين ، وكما معلوم ان هذه الظاهرة تسبب انحرافا الى جهة الغرب بقدر درجة واحدة كل سبعين سنة تقريبا ، هذا الأمر جعل العديد من الفلكيين الذين لا يؤمنون بحقائق علم التنجيم ، يكذبون احاكم علم التنجيم ويقولون بان ترهات لأنها تخالف الظواهر الفلكية لأنه وكما معلوم فان الأعتدال الربيعي الذي يعتمد عليه جميع المنجمون هو الذي يحدث في 21 أذار عند دخول الشمس في او نقطة من برج الحمل ومن خلال ذلك يحسب المنجمون احكامهم ويظهرون نتائجهم ، ويقررون توقعاتهم الفلكية لجميع المواليد ، هذا الأمر يجعل بعض الفلكيين المعارضين للتجيم يقولون بأن جميع هذه النتائج التنجيمية باطلة لأنها مبينه على حركة فلكية غير صحيحة بسبب ميلان الأرض عن موقعها الفلكي بسبب ظاهر الترنح ، وقد ذكرنا في مقالة لنا نشرت في مجلة هورسكوب ما اقتباسة

( لكن الخلاف الجوهري يكمن في تفسير وتعليل المتغيرات الكونية ، فالمنجمون يعتمدون في تحليلاتهم لآثار المتغيرات الكونية هذه على ما يعتبرونه حقائق ثابتة في حين انها في نظر العالم الفلكي ليست كذلك وتبعا لذلك تثور عواصف من الجدل العنيف بين الطرفين ومن بين ما يستند عليه الفلكيون في تفنيد علم التنجيم Astrology واعتباره ضربا من ضروب الوهم والخداع ، أن الأرض بفعل ظاهرة الترنح قد انحرفت عن محورها نحو الغرب وهذا الانحراف يكون درجة واحدة كل سبعين سنة مما أدى إلى ان فترة حصول الاعتدال الربيعي يكون في برج الحوت أو بالأحرى في نهاية برج الدلو فيما يطلق عليه بعض المتحمسين من الفلكيين بعصر الدلو وهذا الأمر يجعل جميع ما يقوم به المنجمين من حسابات لتوقعاتهم خاطئة ، لذلك فان مواقع الأبراج بالنسبة للأرض والشمس ومدة مكوث الشمس في كل برج قد تغيرت عن السابق )
( ويرد الفلكيون المنجمون على هذه الاعتراضات بان موقع دائرة البروج ثابت وليس له علاقة بظاهرة الترنح مع اختلاف الميل المتعلق بالأرض والشمس ، بل ان الاعتدال الربيعي وأول دخول الشمس في بداية دائرة البروج المعبر عنها بالحمل يكون في 21 / 3 من كل سنة ولا يتغير هذا التقويم لان تغيره يعني اجراء تعديلات مستمرة في تحديد مواقع بداية الأبراج وضبطها وهذا الأمر صعب ولا يتوافق مع الكم الهائل من الاحكام التنجيمية التي يعتمد عليها المنجم في تحديد بعض التوقعات )
( إن العديد من الفلكيين المنجمين ومن خلال تراكم العديد من المعلومات الفلكية والتي قرنت بأحداث على الأرض استنتجوا دراسات واسعة وكبيرة تقوم على أساس المشابهة والتكرار ، وقد أكدت الدراسات الميدانية التي أجريت خلال النصف الثاني من القرن العشرين صدق هذه المعلومات التي يعتمد عليها المنجمين ، فقد وجد مثلا ان الزوايا 180 و 90 درجة تعطي دلالة سلبية للإنسان وان بقية الزوايا تكون إيجابية ، والأمر نفسه أكده الباحث كلارك اذ جمع عشرون شخصا ممن تراوحت أعمارهم بين خمسة واربعين إلى ستين سنة يعملون في مهن مختلفة وتؤلف السيدات حوالي نصف عددهم ، أعطى قائمة بأسمائهم وأعمارهم واخرى بالمهن التي يمارسونها لعلماء النفس ولعلماء الفلك من المنجمين وطلب من كلا الطرفين ان يوفق بين كل اسم في القائمة الأولى والمهنة من القائمة الثانية ، وكانت النتيجة ان واحدا فقط من علماء النفس وبقدر وآفر من الخط استطاع ان يتوصل إلى الحل الصحيح في حين ان سبعة عشر من بين عشرين فلكيا توصلوا إلى هذا الحل مما أعطى دليلا واضحا على صحة المعلومات الفلكية المستعملة لهذا الغرض ، كما توصل عالم الاحصاء والنفس الفرنسي " ميشيل غوغولين " إلى نتائج مدهشة حيث اكتشف ان العلاقة بين الأفلاك والأرض اقوى من مجرد كونها محض صدفة بل قرر ان هناك علاقة معينة بين حركة بعض الأفلاك ووظيفة المرء أو تخصصه ، وهذا ما اكدته الدراسات الميدانية حيث أجريت استقراءات أخذت لخمسين ألف شخص من كلا الجنسين يمثلون مشاهير السياسة والسلطة والعلم والأدب والفن بجميع أنواعه ومن خلال عمل خرائط فلكية دقيقة لهم وجد ان ثمة علاقة بين الكواكب وتشكيلات زواياها وبين المهن والأعمال التي يمتهنوها وكانت نتائج هذه الدراسة مذهلة لانها كانت متوافقة بنسبة تزيد على 90 % من مهن واعمال النماذج المأخوذة .
ومن بين الدراسات التي اجراها الفرنسي غوغولين ان ارتفاع المريخ أو زحل إلى الذروة في الخارطة الفلكية تجعل الإنسان ناجح في مجال العلم والطب ، اما ارتفاع المشتري فيشير إلى مشاهير الرياضيين والأبطال العسكريين والوزراء والممثلين والصحفيين والمؤلفين والمسرحيين .
وظل غوغولين يجد صعوبة بالغة في تصديق تلك النتائج بالرغم من مطابقتها للواقع ولكنه بعد دراسة طويلة دامت اكثر من خمس سنوات خرج بنظرية علمية أطلق عليها اسم " الوراثة الفلكية " التي تشير إلى ان هناك عوامل وراثية غير معروفة يمكن ان تؤثر على نوع التخصص الذي سيختاره الطفل عند ولادته وموعد اختياره ذلك .
ومن بين أهم الدراسات التي أجريت على علم التنجيم الدراسة التي قام بها عالم النفس الشهير كارل يونج الذي وجد ان هناك علاقة وارتباط بين حركات النجوم في الأبراج وبين الأمراض التي تصيب الإنسان وقد دعا إلى الاعتراف بالتنجيم وكان يصر في أواخر أيامه على الحصول على خريطة بطالع مرضاه لان ذلك يساعد في فهم شخصية المريض وصفاته النفسية مما يفيده في علاج المريض ( ) .
إن ادعاء اكثر الفلكيين على عدم مصداقية التنجيم تقوم على أساس أن انحراف الأرض في محورها يؤدي إلى خطأ في حساب المنجمين ، جعل العديد من الفلكيين المنجمين يحاولوا تعديل بعض الازياج والحسابات الفلكية وفق التغير الذي احدثته ظاهرة الترنح وانحراف الأرض عمن محورها كما فعلت مؤسسة التنجيم الشرقي في بداية الثمانينات من القرن الماضي حين كلفت الاستاذ "دورسان" بحل هذه الإشكاليات فوضع ما سمي بـ " السيد روسكوب " الذي عدل فيه الفرق الحاصل في ظاهرة انحراف الأرض حول محورها نحو الغرب وخرج بدراسة جديدة اطلق عليها اسم
desn Etolles Retour au Zod iaque ولكن هذا لا يعني ان التنبؤات التي ذكرها الأقدمون أو التي مازال يستخدمها بعض المنجمون خاطئة لان العديد منها كان له مصداقية كبيرة ، وما اعتمد عليه المنجم الكبير نوستراداموس خير شاهد ويمكننا ان نبرهن على صدق نتائج التنجيم بما ذكره العديد من المنجمين من الأخبار والحوادث التي كان لها مصداقية كبيرة والحديث لا يسعنا لسرد هذه الأخبار بل سنشير إلى ما ذكره أحد منجمي " مدرسة هامبورغ " حينما كشفت عن موت امرأة في فيّنا ( عاصمة النمسا ) برصاصة في ظهرها وهو في هامبورغ عن طريق اخذ تاريخ ومكان ولادتها وكان ما ذكره صحيحا بنسبة كبيرة . )
وفي نهاية المطاف اود ان اشير الى انه لو اخذ بنظر الأعتبار ظاهرة الانحرف والميلان للارض لتغيرت جميع مفاهيم واحكام التنجيم ولتغير بداية دخول الشمس في الأبراج الفلكية ولسببت ارباكا في هذا العلم لذلك قرر الاتحاد العالمي للمنجمين وكلية الدراسات التنجيمية وجميع المعاهد والمؤسسات التنجيمية المعتبرة عالما عدم الأخذ بظاهر انحراف الأرض عن سيرها تنجيميا واخذها فلكيا حتى لا ندخل في اشكالات نحن اغنياء عنها مع العلم بان البابليين الذين وضعو اسس علم الفلك والتنجيم قد عرفو هذه الظاهرة للأرض وهي انحرافها ولم يحسبوها تنجيميا .. والله اعلم

اخوكم
أ. محمد زاهد المشهداني