عرض مشاركة واحدة
الصورة الرمزية افكار
افكار
عضو
°°°
افتراضي


البلاسيبو و تجارة الوهم

في هذه الابحاث.. وجدوا أيضاً أن التأثير الإيجابي للدواء الوهمي يزيد في الحالات التالية:-
1- كلما زادت الجرعة، زاد التأثير!
2- الحقن بالإبر يعطي مفعول أفضل من تناول الحبوب!
3- علبة الدواء الفاخرة تزيد من التأثير الإيجابي!
4- زيادة سعر الدواء الوهمي، تزيد من تأثيره! (على أساس الغالي سعره فيه!) :-)
5- طباعة إسم شركة أدوية مشهورة على الدواء، يعطي مفعول أفضل!
6- كلما زادت خبرة الطبيب الذي يقدم العلاج الوهمي، كلما زاد التأثير (بمعنى آخر، زيادة ثقة المريض في مُقدم العلاج تجعله يستجيب بشكل أفضل!).

الآن ركز على آخر نقطة (زيادة ثقة المريض في مَـن يقدم له الدواء الوهمي) هذا سيساعدك على فهم بعض الأمور العجيبة التي تحدث لدينا في المجتمع!
هل تذكر ذلك الشخص الذي يبصق في وجوه الناس، ثم يخرجون أصحاء من عنده؟!
أنا لا أزعم، بل أؤكد، أن هذا ليس إلا تأثير الوهم.


إيمان المريض بـ "كرامات" الشيخ المزعومة، تؤدي إلى نفس تأثير الطبيب الخبير الذي قدم الدواء الوهمي للمريض! لأن زيادة قناعة المريض في خبرة الطبيب هي التي كانت السبب وراء تماثله للشفاء من مجرد دواء وهمي!.
تذكر، أن ليس من الضروري أن يشفى كل من يذهب لتلقي البصقة من فم الشيخ (التي لا يعلم إلا الله بما فيها من مزارع بكتيريا!). لأن من الكافي جداً أن يتماثل للشفاء بعض المرضى بفعل ”تأثير البلاسيبو“ ليتناقل الناس الخبر و يتجهون إلى ذلك ”الشيخ“ و يدفعون له الأموال (او غيرها) مقابل بصقته "البلاسيبوية" المباركة!
كيف يرضى البعض على أنفسهم تلقي شيء مقرف كهذا بإسم الدين؟!
قد تتساءل الآن.. اذا كان تأثير الوهم يفيد و يؤدي إلى زوال أعراض المرض، فلم لا؟!
أخبرك لم لا...
المشكلة تكمن في أمور:
1- إلصاق هذا الوهم في الدين و التجارة به (ليشتروا به ثمناً قليلاً).
2- أحياناً قد لا يكون لدينا الوقت لنجرب ”بلاسيبو الشيخ“ و بصقته!
هذا الوهم ليس عندنا فقط! لأني سبق أن رأيت هذه التجارة أيضاً عند شعوب أخرى.

لست ضد الرقية! لكني ضد الإعتقاد أن مفعولها "أقوى" عندما تأتي من الشيخ الدكتور فلان الفلاني او علان العلاني!
حتى و إن كنت أميا لا تقرأ ولا تكتب.. فأنت بالتأكيد تحفظ أم الكتاب (الفاتحة) و تحفظ المعوذات و سورة الإخلاص. و إن ظننت أنها لا تكفيك.. راجع عقيدتك، لأن فيها خلل بكل تأكيد. فالمشرع لهذا الدين قال عن المعوذتين: (لم يـتعوذ بمثلهن) و هذا يعني أن ليس هناك أفضل منهن في الإستعاذة بالله. فإن انت قلت غير ذلك و اعتقدت ان ”بصقة“ الشيخ فلان مفعولها أقوى.. فلديك خلل في العقيدة بكل تأكيد.
الإستعاذة هي عبادة مثلها مثل باقي العبادات التي لا تصرف إلا لله سبحانه و تعالى.
أتساءل...
ما الفرق بين من يتوسل إلى الله عن طريق الأصنام و بين من يعتمد على "شيخ" في الإستعاذة بالله؟
لأن كفار قريش لم يكونوا ينكروا قدرة الله أو إستحقاقه للعبادة، إنما كانوا يتوسلون إليه من خلال الأصنام فقط
(ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).
أترك الإجابة لتأملاتكم..

ختاماً، أحب أن ألفت إنتباهكم إلى حقيقة علمية أخرى..
كمية البكتيريا المتواجدة في فم الإنسان، أكبر من كمية البكتيريا المتواجدة في أعضائه التناسلية (سواءً كان ذكر أم أنثى).
لاحظ أني أتحدث هنا عن الإنسان الذي يفرش أسنانه مرتين في اليوم على الأقل!
الآن..
يمكنك الإستمرار في شرب ذلك الماء الملوث ببصقة الشيخ.. بالتوفيق :-)
ملاحظة: إذا أحسست بفائدة الموضوع، ساعدني على نشره...