الحمد لله
أردت أن أورد هذا المثال على مسألة حيرتني قليلا. لأن المنجم الذي أجاب فيها خالف بعض القواعد ورغم ذلك أصاب في حكمه.
السؤال في 10/12/2004
21 ت 50 ق
الطالع: الأسد 23 جه 5 ق 4 ني
بكين/ الصين الشعبية
( عذرا لأني لم أستطع - كعادتي - نشر الصورة وأرجو من أحد الأخوة أن يفعل ذلك )
المنجم فرنسي ( نسيت اسمه ) والسؤال كان: هل سأجني الأرباح من مشروعي الجديد ؟
السائلة صينية الجنسية، تفكر في إقامة مشروع جديد مواز لمشروعها الأصلي. ونظرا لغياب كل مرجعية لديها لمعرفة مدى نجاح
فكرتها قررت أن تستشير منجمنا.
أول القواعد التي خالفها هذا المنجم هي: أن رب الساعة ليس هو رب الطالع وليس من طبعه وليسا حتى من مثلثة واحدة.
إذن وحسب القواعد فالسؤال ليس جذريا ( Radical ). وقد أشار لهذا بقوله: " إن الحذر في هذه المسألة واجب هنا نظرا لأن المسألة
ليست جذرية ".
القاعدة الأخرى التي خالفها هي أنه حكم بالإيجاب في المسألة رغم أن القمر خالي السير، والقواعد تقول إن مسائل المال خاصة لا أمل
لها في النجاح حين يكون القمر خالي السير.
بعد هذين الملاحظتين التين أوردهما في البداية شرع في تحليله فقال:
المستولي على الطالع هو الشمس، والمستولي على الثاني هو عطارد ( المال )، وهما في قران كامل في الرابع بالقرب من رأس
البيت الخامس. عطارد راجع مقبل على تسديس المشتري رب بيته والدليل العام للمال والمستولي على البيت الخامس والثامن.
سهم السعادة مقترنة برأس البيت الثاني.
المستولي على العاشر ( النجاح ) الزهرة وهي في الرابع مع المريخ المستولي على هذا البيت. وهو في بيته.
حتى وإن كان القمر خالي السير وعطارد ( صاحب الطالع ) راجعا، فإن القران الكامل بين المستولي على البيت الأول والمستولي
على البيت الثاني في وتد واقتران سهم السعادة مع البيت الثاني، كذلك حلول المستولي على العاشر في الرابع، هذا كله يدفعنا
إلى الحكم بالإيجاب في المسألة. الربح سيكون في الموعد مع السائلة.
التوقيت:
رجوع المستولي على الثاني وخلو سير القمر يدلان على البطء. ولكن نظرا لأن السائلة تمارس مهنة طبيعة الربح فيها أن يكون
سريعا وفوريا فإن الحكم يجب أن يأخذ هذا العنصر بعين الاعتبار، فإننا نستطيع أن نحكم أن دخول جني الأرباح سيكون مع
14 شباط حين يقترن عطارد مع الشمس.
ماذا حدث ؟
بعد بعض المصاعب في المجال الذي تتحرك فيه، حققت السائلة أرباحا من صفقة تجارية وذلك في منتصف شهر شباط.
بقية السنة كانت منتجة أن المعنية بالأمر استطاعت مضاعفة أرباح الصفقة الأولى.
ملاحظة:
اعتمدت اقتران المستولي على الطالع والمستولي على الثاني في التوقيت، ولم أعتمد التوقيت باعتبار اتصال مع القمر
أو التوقيت حسب الدرجات التي تفصل الأدلة، وذلك لأني وجدت دلالة المستوليين قوية: اقتران كامل في حد عطارد،
الطالع في حد عطارد. ففكرت أن مفتاح المسألة بين عطارد والشمس. لم أتبع أي قاعدة هنا وليس ثمة من قاعدة تشجع
على هذا الخيار، ولكن كما يقول وليام ليلي: " لا يجب بالضرورة التزام القواعد دائما "
تمت.
نسيت أن أشير أن صاحب السابع راجع في وباله وحسب القاعدة التي أوردها بطليموس فإن المنجم يجب أن لا يجيب
في هذه الحالة.
فالسؤال المطروح هنا هو متى يلتزم المنجم القواعد ومتى يشذ عنها ؟ ولقد أشار بطليموس إلى هذا حين قال: " علم النجوم
منك ومنه "
والسلام.
[/img]