عرض مشاركة واحدة
افتراضي عالم جوف الارض ذكرها الشيخ الأكبر ابن عربي
مشاهد من أرض الصالحين ..السمسمة.

منقول





بسم الله الرحمن الرحيم...اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم




أرض الحقيقة..التى قال عنها اهل الله ارض السمسمة أو ارض الصالحين..

وهى مشاهدات ذكرها الشيخ الأكبر لانه دخل هذه الارض وراى بعض ما بها..

الموضوع من جزئين...والمرائى والمشاهدات العجيبة فى الجزء الثانى من هذا الموضوع..

.................



قرائي الأعزاء :

أن الشيخ الأكبر/ سيدي محي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي () أحد أشهر متصوفي أهل السنة وأحد علماءها، الذي لقبه أتباعه ومريدوه وغيرهم من الصوفية " بالشيخ الأكبر" ولذا ينسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. الذي ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان الكريم عام 558 هـ الموافق 1164م وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون في العاصمة السورية دمشق ..


دخل أرض الحقيقة ( الأرض المجوفة ) لزيارة أهل مدينتي : (جابلقا ) و(جابرسا) بعالم جوف الأرض الداخلي ، وليس هذا فحسب بل أفرد كتابا كبيرا بسط فيه الكلام عن هذه الأرض التي توجد بعالم جوف الأرض الداخلي ، تحدث فيه عن ماهية هذه الأرض وما يتعلق بها من المعارف والعلوم وذكر بعض ما جاء فيها من الغرائب والعجائب ، حيث قال الشيخ الأكبر/ سيدي محي الدين بن العربي () في كتابه: ( عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب ) ما نصه : ( وأما سيدنا النبي محمد () فانه اجتمع به في الأرض التي خلق منها آدم - عليه السلام - وفي هذه الأرض من العجائب ما يعظم سماعه ويكبر استشاعه ، وقد ذكرت هذه الأرض وما فيها من العجائب وما تحويه من الغرائب ، في كتاب أفردته لها سميته كتاب :" الإعلام بما خلق الله من العجائب في الأرض التي خلقت من بقية طينة آدم عليه السلام " ).


وطبعا لا توجد أرض بهذا الوصف ، فيضحك من ذلك جهلة العلماء الدينيين وعامة المسلمين ويقولون عنهم أنهم مجانين وجهله ومخرفون ويفسدون سمعة الدين ويصورونه علي أنه دين الخرافات ، ويقررون أن يطهروا كتب التراث من هذه الخرافات والخزعبلات خاصة كتب الشيخ الأكبر / محي الدين بن عربي ، والشيخ / عبد الكريم الجيلي - رضي الله عنهم - ويجهل هؤلاء العلماء قاصرو الفهم في علوم المحققين الربانيين أن كلامهم في مثل هذه التحقيقات إنما هو مصطلحات لا يفهمها إلا من كان مثلهم في العلم ، فإن (أرض السمسمة ) أو (أرض الحقيقة) التي يقصدونها في كتبهم هي الأرض التي توجد بعالم جوف الأرض الداخلي والتي يسكن بها خلائق كثيرة مثل: أهل مدينتي : (جابلقا ) و(جابرسا) وأمم يأجوج ومأجوج، وأمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- وعالم شياطين الجن السفلي وغيرهم ، وهذا قدر يسير مما سمح به مقام التبيان .


والجدير بالذكر أن كثيرا ًمن الأنبياء والأولياء والصديقين في الأديان السماوية الثلاثة قد زاروا أهل مدينتي : (جابلقا ) و(جابرسا) الذين سيكونون من أنصار وأعوان الإمام/ المهدي - عليه السلام - عند ظهوره ، ولهم اصطلاح في ذلك وهو تسمية هذه الأرض التي توجد بعالم جوف الأرض الداخلي باسم : ( أرض السمسمة ) أو (أرض الحقيقة) التي خلقت من الذرة المتبقية من طينه أبونا آدم - عليه السلام - وهذا أسلوب تقديم وتأخير ، فإن الذرة المتبقية من طينه أبونا آدم - عليه السلام - هي نفسها ذرة أدم الترابية ، وهي أصلا ً من " نهر التراب " الذي يجرى مثلما يجرى الماء على سطح هذه الأرض المباركة بعالم جوف الأرض الداخلي العظيم .


والأدلة والبراهين من الأحاديث والآثار والروايات والنصوص المختلفة الواردة في السنة النبوية الشريفة ، وأقوال الصحابة والتابعين التي تثبت أن النبي ( ) بعثه الله تعالي في رحلة الإسراء إلى أمم يأجوج ومأجوج الذين يسكنون تحت سطح الأرض بعالم جوف الأرض الداخلي ليدعوهم إلي دين الله تعالى وعبادته فهي ما يلي:


1- قال الإمام / ابن جرير الطبري - رحمه الله - في كتابه : (تاريخ الأمم والملوك) المعروف باسم : (تاريخ الطبري) تحت عنوان : ( القول في الليل والنهار أيهما خلق قبل صاحبه ) ما نصه : ( حدثني محمد بن منصور قال : حدثنا خلف بن واصل قال : حدثنا أبو نعيم عن مقاتل بن حيان ، عن عكرمة () قال : وذكر الحديث بطوله إلي أن قال: قال النبي () : إن جبريل - عليه السلام - انطلق بي إليهم ليلة أسري بي من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى فدعوت يأجوج ومأجوج إلي عبادة الله عز وجل فأبوا أن يجيبوني ، ثم انطلق بي إلي أهل المدينتين فدعوتهم إلي دين الله عز وجل وإلي عبادته فأجابوا وأنابوا فهم في الدين إخواننا من أحسن منهم فهو مع محسنكم ، ومن أساء منهم فأولئك مع المسيئين منكم ثم انطلق بي إلي الأمم الثلاث - منسك ، وتافيل ، وتاريس - فدعوتهم إلي دين الله وإلي عبادته فأنكروا ما دعوتهم إليه فكفروا بالله عز وجل وكذبوا رسله فهم مع يأجوج ومأجوج وسائر من عصى الله في النار ).


2- قال العلامة / أبى إسحق النيسابورى المعروف بالثعلبي - رحمه الله- في كتابه : ( قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس ) تحت عنوان : (الشمس والقمر وصفة سيرهما وبدء أمرهما ومعادهما ) ما نصه : (اخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون الثقة الأمين بقراءتي عليه في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة قال : اخبرني أبو حامد احمد بن محمد بن الحسن الشرقي الحافظ قال : حدثنا أبو الحسن احمد ابن يوسف السلمي قال : حدثنا أبو عصمة يحي بن أبي مريم الخراساني قال : أنبأنا مقاتل، عن عكرمة عن عبد الله ابن عباس() قال : وذكر الحديث بطوله .... إلي أن قال: قال رسول الله () : إن جبريل - عليه السلام - انطلق بي إليهم ليلة أسري بي إلي السماء فدعوت يأجوج ومأجوج إلي الله تعالي والي دينه وعبادته فأبوا أن يجيبوني فهم في النار مع من عصي الله من ولد إبليس، ثم انطلق بي إلي هاتين المدينتين فدعوتهم إلي الله تعالي والي دينه وعبادته فأجابوا وأنابوا فهم إخواننا في الدين من أحسن منهم فهو مع المحسنين ، ومن أساء فهو مع المشركين ، ثم انطلق بي إلي الأمم الثلاث فدعوتهم إلي دين الله وعبادته فأبوا علي وكفروا بالله وكذبوا برسله فهم مع يأجوج ومأجوج وسائر من عصى الله تعالي في النار ).
3- قال الإمام / نعيم بن حماد - رحمه الله - في كتابه : ( الفتن ) ما نصه : ( عن عكرمة عن عبد الله بن عباس () عن النبي ( ) قال : بعثني الله تعالي حين أسرى بي إلي يأجوج ومأجوج فدعوتهم إلي دين الله وإلي عبادته فأبوا أن يجيبوني ، فهم في النار مع من عصا من ولد إبليس ) .


4- قال العلامة / محمد السفارينى - رحمه الله - في كتابه : ( أهوال يوم القيامة وعلاماتها الكبرى ) ما نصه : ( ذكر الإمام الحافظ / أبو عمرو بن عبد البر- رحمه الله - في تفسيره الإجماع علي أنهم من ولد يافث بن نوح - عليه السلام - وأن النبي ( ) سئل عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك ؟ فقال ( ): جزت عليهم ليلة أسري بي فدعوتهم فلم يجيبوا )

5- قال العلامة الشيخ / كمال الدين الدميري - رحمه الله - في كتابه : ( حياة الحيوان الكبرى ) ما نصه : (سئل شيخ الإسلام محي الدين النووي - رحمه الله - عن يأجوج ومأجوج هل هم من ولد أدم وحواء وكم يعيش كل واحد منهم ؟ فأجاب : أنهم أولاد أدم وحواء عند أكثر العلماء ، ولم يثبت في قدر أعمارهم شيء ، وقد تقدم ما نقله الحافظ أبوعمرو بن عبد البر من الإجماع علي أنهم من ولد يافث بن نوح - عليه السلام - وأن النبي ( ) سئل عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك ؟ فقال ( ): جزت عليهم ليلة أسرى بي فدعوتهم فلم يجيبوا ).


6- قال الشيخ/ شهاب الدين الأبشيهي - رحمه الله - في كتابه : (المستطرف في كل فن مستظرف ) ما نصه : ( وفي الحديث: أن النبي ( ) سئل عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك ؟ فقال ( ): جزت عليهم ليلة أسرى بي فدعوتهم فلم يجيبوا ، فهم خلق النار).


7- قال العلامة / عبد الرحمن الصفوري الشافعي - رحمه الله - في كتابه : ( نزهة المجالس ومنتخب النفائس) ما نصه : ( سئل النبي ( ) عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك قال جزت عليهم ليلة الإسراء فدعوتهم إلى الله فلم يجيبوا) .
وبناء على ما جاء في هذه الأحاديث النبوية الشريفة والآثار القوية على اختلاف صيغها وتعدد ألفاظها نعرف أن النبي ( ) بعثه الله تعالي في رحلة الإسراء الأرضية إلى أمم يأجوج ومأجوج الذين يسكنون في طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي ليدعوهم إلي عبادة الله الواحد الأحد وإلي دين الإسلام لأن أكثرهم قد غرر بهم الشيطان فأضلهم عن ذكر ربهم ، وجعل طوائف من عمالقة أمم يأجوج ومأجوج يعبدون الشيطان الإنسي قابيل اللعين
(الدجال ) ويتخذونه اله من دون الله سبحانه وتعالى كما اخبرنا بذلك المستكشف والبحار النرويجي : أولاف يانسن (Olaf Jansen) الذي دخل لعالم جوف الأرض الداخلي بسفينته الشراعية من خلال فتحة منفذ القطب الشمالي ومن هناك دخل جنة عَدْن ورأى أنهارها وحدائقها الغناء التي تحتوي على نباتات وزهور وورود غاية في الروعة والجمال ، وشاهد بها حيوانات وطيور ضخمة عملاقة هائلة الحجم واسماك غريبة وعجيبة لا يوجد لها مثيل عندنا على سطح الأرض، ثم خرج من خلال التيارات البحرية المتدفقة من عالم جوف الأرض الداخلي عبر فتحة منفذ القطب الجنوبي إلى سطح الأرض الخارجي ، وأخبر الناس بما شاهده ووجده هناك من الغرائب والعجائب في جنة عَدْن بعالم جوف الأرض الداخلي العظيم .🙏🏻🙏🏻🙏🏻🙏🏻🙏🏻🙏🏻


يتبع للجزء الثانى..


_________________
لا اله الا الله..سيدنا محمد رسول الله




أعلى





شريف عليان

عنوان المشاركة: Re: مشاهد من أرض الصالحين ..السمسمة.

مرسل: الثلاثاء يناير 26, 2016 6:49 pm


اشترك في: الجمعة يناير 25, 2013 10:11 pm
مشاركات: 1253
مكان: المنيا / صعيد مصر



دخول الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي عالم جوف الأرض الداخلي








وقد أفرد الشيخ الأكبر/ سيدي محي الدين بن عربى () لهذه الأرض التي تعرف في اصطلاح الأولياء والصديقين باسم : ( أرض السمسمة ) أو (أرض الحقيقة) بابا خاصا ًبها وهو : (الباب الثامن ) من " الجزء الثاني " في كتابه الشهير: (الفتوحات المكية في معرفة الاسرارالمالكية والملكية)..

تحت عنوان : (معرفة الأرض التي خلقت من بقية خميرة طينة آدم وتسمي: أرض الحقيقة ) تحدث فيه عن ماهية هذه الأرض وما يتعلق بها من المعارف والعلوم وذكر بعض ما جاء فيها من الغرائب والعجائب ..!!


واليكم أيها الإخوة الأحباب نص رسالة الشيخ الأكبر/ سيدي محي الدين بن عربى () عن هذه الأرض التي توجد بعالم جوف الأرض الداخلي ، وذلك كما يلي :


( في معرفة الأرض التي خلقت من بقية خميرة طينة آدم - عليه السلام - وتسمي" أرض الحقيقة " وذكر بعض ما جاء فيها من الغرائب والعجائب .



يا أخت بل يا عمتي المعقولة ******** أنت الأميمة عندنا المجهولة
نظر البنون إليك أخت أبيهم ******** فتنافسوا عن همة معلولــــة
إلا القليل من البنين فإنهم ******** عطفوا عليك بأنفس مجبولة
يا عمتي قل كيف أظهر سره ******** فيك الأخيّ محققاً تنزيلــــــة
حتى بدا من مثل ذاتك عالم ******** قد يرتضي رب الورى توكيلة
أنت الإمامة والإمام أخوك والـ ******** مأموم أمثال له مـسلولـــــــة


النخلة أخت آدم :



اعلم أن الله تعالى لما خلق آدم - عليه السلام - الذي هو أول جسم إنساني تكون وجعله أصلاً لوجود الأجسام الإنسانية وفضلت من خميرة طينته فضلة خلق منها النخلة فهي أخت لآدم - عليه السلام - وهي لنا عمة وقد سماها الشرع " عمة " وشبهها بـ " المؤمن " ولها أسرار عجيبة دون سائر النبات وفضل من الطينة بعد خلق النخلة قدر السمسمة في الخفاء فمد الله من تلك الفضلة أرضاً واسعة الفضاء إذا جعل العرش وما حواه والكرسي والسموات السبع والأرضون السبع وما تحت الثرى والجنات كلها والنار في هذه الأرض كأن الجميع فيها كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض ..!!


وفيها من العجائب والغرائب ما لا يقدر قدره ويبهر العقول أمره وفي كل نفس خلق الله فيها عوالم :{ يُسَبِّحُوْنَ الْلَّيْلَ وَالْنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ }


وفي هذه الأرض ظهرت عظمة الله وعظمت عند المشاهد لها قدرته وكثير من المحالات العقلية التي قام الدليل الصحيح العقلي على إحالتها - هي موجودة في هذه الأرض - وهي مسرح عيون العارفين العلماء بالله وفيها يجولون .
وخلق الله من جملة عوالمها عالماً على صورنا إذا أبصرهم العارف يشاهد نفسه فيها وقد أشار إلى مثل ذلك عبد الله بن عباس () فيما روى عنه في حديث : " إن الكعبة بيت واحد من أربعة عشر بيتاً " و " أنّ في كل أرض من السبع ارضين خلقاً مثلنا حتى أن فيهم ابن عباس مثلي " وصدقت هذه الرواية عند أهل الكشف ..!!
مجلس الرحمة في ارض الحقيقة :


فلنرجع إلى ذكر هذه الأرض واتساعها وكثرة عالمها المخلوقين فيها ومنها وما يقع للعارفين فيها من تجليات إلهيه أخبر بعض العارفين بأمر أعرفه شهوداً.


قال: دخلت فيها يوماً مجلساً يسمى: " مجلس الرحمة " لم أر مجلساً قط أعجب منه فبينما أنا فيه إذ ظهر لي تجل إلهي لم يأخذني عني بل أبقاني معي وهذا من خاصية هذه الأرض فإن التجليات الواردة على العارفين في هذه الدار في هذه الهياكل تأخذهم عنهم وتفنيهم عن شهودهم من الأنبياء والأولياء وكل من وقع له ذلك وكذلك عالم السموات العلى والكرسي الأزهى وعالم العرش المحيط الأعلى إذا وقع لهم تجل إلهي أخذهم عنهم وصعقوا وهذه الأرض إذا حصل فيها صاحب الكشف العارف ووقع له تجل لم يفنه عن شهوده ولا اختطفه عن وجوده وجمع له بين الرؤية والكلام .


قال: واتفق لي في هذا المجلس أمور وأسرار لا يسعني ذكرها لغموض معانيها وعدم وصول الإدراكات إليها قبل أن يشهد مثل هذه المشاهد لها وفيها من البساتين والجنات والحيوانات والمعادن ما لا يعلم قدر ذلك إلا الله تعالى وكل ما فيها من هذا كله حي ناطق كحياة كل حي ناطق ما هو مثل ما هي الأشياء عليه في الدنيا وهي - أي ارض الحقيقة - باقية لا تفنى ولا تتبدل ولا يموت عالمها وليست تقبل هذه الأرض شيئا من الأجسام الطبيعية الطينية البشرية سوى عالمها أو عالم الأرواح منا بالخاصية التي فيها وإذا دخلها العارفون فإنما يدخلونها بأرواحهم لا بأجسامهم فيتركون هياكلهم في هذه الأرض الدنيا ويتجردون .
مراسم الدخول في ارض الحقيقة :


وفي تلك الأرض صور عجيبة النشء بديعة الخلق قائمون على أفواه (نواصي) السكك المشرفة على هذا العالم الذي نحن فيه من الأرض والسماء والجنة والنار فإذا أراد واحد منا الدخول لتلك الأرض من العارفين من أي نوع كان : من أنس أو جن أو ملك أو أهل الجنة بشرط المعرفة وتجرد عن هيكله وجد تلك الصور على أفواه السكك قائمين موكلين بها قد نصبهم الله سبحانه وتعالي لذلك الشغل فيبادر واحد منهم إلى هذا الداخل فيخلع عليه حلة على قدر مقامه ويأخذ بيده ويجول به في تلك الأرض :{ ويَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ } ويعتبر في مصنوعات الله ولا يمر بحجر ولا شجر ولا مدر ولا شيء ويريد أن يكلمه إلا كلمه كما يكلم الرجل صاحبه ولهم لغات مختلفة .





وتعطى هذه الأرض بالخاصية لكل من دخلها الفهم بجميع ما فيها من الألسنة فإذا قضى منها العارف وطره وأراد الرجوع إلى موضعه مشى معه رفيقه إلى أن يوصله إلى الموضع الذي دخل منه يودعه ويخلع عنه تلك الحلة التي كساه إياها وينصرف عنه وقد حصل علوما جمة ودلائل وزاد في علمه بالله ما لم يكن عنده مشاهدة وما رأيت الفهم ينفد أسرع مما ينفد إذا حصل العارف في هذه الأرض .


حكاية الشيخ أوحد الدين الكرماني مع شيخه :
وقد ظهر عندنا في هذه الدار وهذه النشأة ما يعضد هذا القول فمن ذلك ما شاهدناه ولا أذكره ومنها ما حدثني أوحد الدين حامد بن أبي الفخر الكرماني - وفقه الله - قال: كنت أخدم شيخاً وأنا شاب فمرض الشيخ وكان في محارة وقد أخذه داء البطن فلما وصلنا تكريت قلت له : يا سيدي اتركني أطلب لك دواء ممسكاً من صاحب مارستان سنجار من السبيل فلما رأى احتراقي قال لي : رح إليه !

قال أوحد الدين فرحت إلى صاحب السبيل وهو في خيمته جالس ورجاله بين يديه قائمون والشمعة بين يديه وكان لا يعرفني ولا أعرفه فرآني واقفاً بين الجماعة فقام إليّ وأخذ بيدي وأكرمني وسألني : ما حاجتك ؟ فذكرت له حال الشيخ فاستحضر الدواء وأعطاني إياه وخرج معي في خدمتي والخادم بالشمعة بين يديه فخفت أن يراه الشيخ فيحرج فحلفت عليه أن يرجع فرجع فجئت إلي الشيخ وأعطيته الدواء وذكرت له كرامة الأمير صاحب السبيل بي فتبسم الشيخ وقال لي: يا ولدي إني أشفقت عليك لما رأيت من احتراقك من أجلي فأذنت لك فلما مشيت خفت أن يخجلك الأمير بعدم إقباله عليك فتجردت عن هيكلي هذا ودخلت في هيكل ذلك الأمير وقعدت في موضعه فلما جئت أكرمتك وفعلت معك ما رأيت ثم عدت إلى هيكلي هذا ولا حاجة لي في هذا الدواء وما استعمله فهذا شخص قد ظهر في صورة غيره فكيف أهل تلك الأرض (أي ارض الحقيقة) .
تربة ارض الحقيقة وثمرها :


قال لي بعض العارفين : لما دخلت هذه الأرض رأيت فيها أرضاً كلها مسك عطر لو شمه أحد منا في هذه الدنيا لهلك لقوة رائحته تمتد رائحته ما شاء الله أن تمتد ودخلت في هذه الأرض أرضاً من الذهب الأحمر اللين فيها أشجار كلها من ذهب وثمرها ذهب فيأخذ الإنسان التفاحة أو غيرها من الثمر فيأكلها فيجد من لذة طعمها وحسن رائحتها ونعومتها ما لا يصفها واصف تقصر فاكهة الجنة عنها فكيف بفاكهة الدنيا ؟

والجسم والشكل والصورة ذهب والصورة والشكل كصورة الثمرة وشكلها عندنا وتختلف في الطعم وفي الثمرة من النقش البديع والزينة الحسنة ما لا تتوهمه نفس ولا يتخيل فأحرى ألا تشهده عين ..!!

ورأيت من كبر ثمرها بحيث لو جعلت الثمرة بين السماء والأرض لحجبت أهل الأرض عن رؤية السماء ولو جعلت على الأرض لفضلت عليها أضعافاً مضاعفة وإذا قبض عليها الذي يريد أكلها بهذه اليد المعهودة في القدر عمها بقبضته لنعومتها لأنها ألطف من الهواء بحيث يطبق عليها الرجل بيده مع هذا العظم ! وهذا بما تحيله العقول هنا في نظرها

قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
🙏🏻🙏🏻🙏🏻🙏🏻🙏🏻



منقول
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: العلوم الخفية في التاريخ


....