عرض مشاركة واحدة
Cool إبن عربي ومفهوم الغريغور Egregors
هذه باقة من نصوص إستخرجتها من كتاب الفتوحات المكية وهي –حسب إعتقادي- تلقي المزيد من الأضواء على ظاهرة قريبة الشبه من ظاهرة الغريغور , تلك الظاهرة التي تعد أحد أهم دعائم الفلسفة الغيبية اليهودية .


يقول إبن عربي أن الكلمة يمكن لها أن تتجسد في صور تبعا لما هي عليه :
"فإن الكلمة إذا خرجت تجسدت في صورة ما هي عليه من طيب وخبيث, فالخبيث يبقى فيما تجسد فيه ما له من صعود , والطيب من الكلم إذا ظهرت صورته وتشكلت, فإن كانت الكلمة الطيبة تقتضي عملاً وعمل صاحبها ذلك العمل أنشأ الله من عمله براقاً أي مركوباً لهذه الكلمة فيصعد به هذا العمل إلى الله صعود رفعة يتميز بها عن الكلم الخبيث, كل ذلك يشهده أهل الله أعياناً أو إيماناً".

وأن تجسد الكلمة أو تشكلها أو تصورها في صورة معينة لا يعتمد فقط على طبيعة الكلمة من طيب وخبيث , بل ويعتمد أيضا على طبيعة القلب أو الخاطر الذي صدرت عنه هذه الكلمة:

" فإن تلفظ تشكل ذلك الهواء بصورة ما تلفظ به من الحروف, فيزيد في صورة ما اكتسبه من القلب , وإن لم يتلفظ خرج بالصورة التي قبلها في القلب من الخاطر, هكذا الأمر دائماً دنيا وآخرة , ففي الدنيا يتصوّر في خبيث وطيب , وفي الآخرة لا يتصوّر إلا طيباً , لأن حضرة الآخرة تقتضي له الطيب".

وأن خواص الكلمة تعتمد على خواص الحروف , وخواص الحروف هي على:
" ثلاثة أضرب منها حروف رقمية ولفظية ومستحضرة", وهو يعني بالمستحضرة " الحروف التي يستحضرها الإنسان في وهمه وخياله ويصوّرها,....... فيفعل بالاستحضار كما يفعل بالكتاب أو التلفظ".

وأن هذه الحروف لا تعمل ولا يتم تفعيل قواها ما لم يتم إستحضارها (أن يستحضرها الإنسان في وهمه وخياله ويصوّرها):

" فاعلم أن الحرف الواحد سواء كان مرقوماً أو متلفظاً به إذا عرى القاصد للعمل به عن استحضاره في الرقم أو في اللفظ خيالاً لم يعمل وإذا كان معه الاستحضار عمل فإنه مركب من استحضار ونطق أو رقم"

وأمّا الحروف الرقمية (المكتوبة والمنقوشة)فتتسم بأن:

" أشكالها محسوسة بالبصر فإذا وجدت أعيانها وصحبتها أرواحها وحياتها الذاتية , كانت الخاصية لذلك الحرف لشكله وتركيبه مع روحه, وكذلك إن كان الشكل مركباً من حرفين أو ثلاثة أو أكثر, كان للشكل روح آخر ليس الروح الذي كان للحرف على انفراده, فإن ذلك الروح يذهب وتبقى حياة الحرف معه, فإن الشكل لا يدبره سوى روح واحد, وينتقل روح ذلك الحرف الواحد إلى البرزخ مع الأرواح, فإن موت الشكل زواله بالمحو , وهذا الشكل الآخر المركب من حرفين أو ثلاثة أو ما كان ليس هو عين الحرف الأوّل الذي لم يكن مركباً إنّ عمرا ليس هو عين زيد وإن كان مثله".

وأمّا الحروف اللفظية ( ويعني بها ما نتلفظ به من حروف) فإنها:

1- تتشكل في الهواء , ولهذا تتصل بالسمع على صورة ما نطق بها المتكلم
2- فإذا تشكلت في الهواء قامت بها أرواحها
3-لا يزال الهواء يمسك علي الحروف شكلها
4-فإذا انقضى عملها, تلتحق بسائر الأمم , فيكون شغلها تسبيح ربها وتصعد علواً "إليه يصعد الكلم الطيب" وهو عين شكل الكلمة من حيث ما هي شكل مسبح لله تعالى , ولو كانت كلمة كفر فإن ذلك يعود وباله على المتكلم بها لا عليها "
5- " وهذه الحروف الهوائية اللفظية لا يدركها موت بعد وجودها بخلاف الحروف الرقمية"

والسبب في ذلك يعود إلى أن :
"شكل الحرف الرقمي والكلمة الرقمية تقبل التغيير والزوال, لأنه في محل يقبل ذلك, والأشكال اللفظية في محل لا يقبل ذلك ولهذا كان لها البقاء".

ومن طريف ما يقره إبن عربي أن العالم ملئ بأشكال الحروف اللفظية والتي يمكن مشاهدتها بالكشف فيقول:
" فالجوّ كله مملوء من كلام العالم يراه صاحب الكشف صوراً قائمة".

ويقول في موضع آخر :
"فإن الكلمة إذا خرجت تجسدت في صورة ما هي عليه من طيب وخبيث, فالخبيث يبقى فيما تجسد فيه ما له من صعود , والطيب من الكلم إذا ظهرت صورته وتشكلت, فإن كانت الكلمة الطيبة تقتضي عملاً وعمل صاحبها ذلك العمل أنشأ الله من عمله براقاً أي مركوباً لهذه الكلمة فيصعد به هذا العمل إلى الله صعود رفعة يتميز بها عن الكلم الخبيث, كل ذلك يشهده أهل الله أعياناً أو إيماناً".

وفي معرض حديثه عن الحروف المستحضرة ( وهي الحروف التي يرافق التلفظ بها أو كتابتها أو إستحضار صورتها قوة الخيال) يقر بأنها أقوى الحروف تأثيرا , خصوصا:
" إذا استحكم سلطان استحضارها واتحد المستحضر لها ولم يبق فيه متسع لغيرها, ويعلم ما هي خاصيتها حتى يستحضرها من أجل ذلك فيرى أثرها فهذا شبيه الفعل بالهمة وإن لم يعلم ما تعطيه فإنه يقع الفعل في الوجود ولا علم له به ".


هذا وللحديث بقية.......

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات في الروحانيات للمعتقدات الاخرى


....