المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

ثورة «الميكروبيوم»

Arrow ثورة «الميكروبيوم»
ثورة «الميكروبيوم» القادمة!


يُجمِع العلماء على أن أهمية الغذاء لا تقتصر على بناء الأجسام ونموها، والوقاية من الأمراض وعلاجها فحسب، بل في تأثيرها المباشر على عادات البشر ورسم معالم شخصيتهم وأمزجتهم، وقدراتهم على التفكير والإبداع، وقد قال أحد الحكماء في السابق: «أنت ما تأكل»، وهذا يعنى أن الإنسان هو انعكاس مباشر لنوعية طعامه. ولكن مؤخراً، اكتشف العلماء حقيقة علمية مفجعة، هي أن بكتيريا الجسم هي التي تسيطر على سلوك الإنسان وطعامه وتتحكم في أرقى مخلوق متطور على وجه البسيطة!


فمن المعروف أن الجسم البشرى يعج بكائنات دقيقة، تُقَدَّر أعدادها بالتريليونات من الكائنات الأولية البسيطة، ويستوطن الجسم البشرى الواحد نحو 100 تريليون خلية من البكتيريا وغيرها من الميكروبات التي تُعرف جميعاً بـ«الميكروبيوم» أو «مجهريات البقعة المعوية»، وهو مصطلح يعبر عن جميع الميكروبات متعددة التراكيب الجينية داخل الجسم. وأعداد خلايا «الميكروبيوم» تبلغ عشرة أضعاف عدد الخلايا البشرية بمعنى أن كل مليار من الخلايا البشرية الموجودة في الجسم، يقابلها عشرة مليارات من الميكروبات. وينظر البعض للميكروبيوم الذي يصل وزنه في بعض التقديرات إلى 1400 جرام على أنه عضو بشرى جديد، يؤثر في العمليات الحيوية والفسيولوجية داخل الجسم البشرى، ويلعب أيضاً دوراً مهماً في الصحة والمرض.

وقد تبدو فكرة أن كائناً بسيطاً وحيد الخلية مثل البكتيريا يسيطر ويتحكم في كائن كبير معقد كالإنسان- فكرةً عجيبةً من عالم الخيال العلمى، لكن ثمة أمثلة عديدة موثقة جيداً، تثبت قيام الطفيليات بالتحكم بالفعل بمضيفيها. وبمقدور «الميكروبيوم» الموجود في أجسامنا القيام بالأمر ذاته؛ فالبكتيريا الموجودة في معدتنا تقوم بصنع بعض المواد الكيميائية التي تستخدمها خلايانا العصبية للتواصل مع بعضها البعض، مثل الدوبامين، وتستخدم بكتيريا المعدة مثل هذه الإشارات لتغيير التركيب الكيميائى للدماغ لتلبية متطلباتها من المواد الغذائية المفضلة لديها، لأن العديد من أجناس الميكروبات تعيش وتنمو على أنواع معينة من الغذاء، لذلك فإنها تحضنا على تناول المزيد من الطعام الذي تعتمد عليه بغية أن تتكاثر.

وأشارت دراسات علمية إلى أن بمقدور البكتيريا التأثير على الطريقة التي يأكل بها مضيفها، وأن بمقدور البكتيريا تغيير مستويات الهرمونات التي تتحكم بالشهية لدى الفئران. وتشكل عادات أكلنا دافعاً قوياً للميكروبات لكى تستغلنا لأنه من منظور الميكروبات، فإن طبيعة الأكل الذي نأكله هي مسألة حياة أو موت لها. وقد يملأ هذا الاستغلال الميكروبى بعض فجوات فهمنا واستيعابنا لتوقنا الشديد لنوعية معينة من الطعام في أوقات غريبة، ويُرجع العلماء هذا النوع من «الوحم» إلى أن الميكروبات قد تحاول استغلالنا بأساليب قد تنفعنا وتنفعها في الوقت ذاته.

وقد أضفت الأبحاث الأخيرة على «الميكروبيوم» الكثير من الأهمية التي قد تمكننا من تقدير قيمة هذه الميكروبات، وكم هي مفيدة ونافعة لأجسامنا، فهى تهضم طعامنا، وتحارب التهاباتنا، وتغذى جهازنا المناعى. إنها حديقة غنَّاء غير منظورة، تعمل في صمت، وينبغى علينا رعايتها والحفاظ عليها للتمتع بحياة طبيعية وصحية. وفى الوقت نفسه، فقد تسهم اختلالات توازن «الميكروبيوم» بشكل كبير في حالات الالتهاب والتحسس. وبالتالى، فإن التلاعب بميكروبات القناة الهضمية يَعِد بعلاج هذه الاضطرابات المناعية. وهناك موجة من الأفكار البحثية والاستثمارات تقترح الحصول على الدواء من البكتيريا التي تسكن الجسم، وتراقب كبرى شركات الأدوية الإمكانية الطبية للتلاعب بالتفاعلات التي تتم بين الجسم البشرى و«الميكروبيوم».

ويرى الباحثون أن وجود الميكروبات داخل الأمعاء يشبه وجود مصنع دواء صغير داخل الجسم، وأصبحت «البروبايوتيكس» أو بكتيريا الأمعاء النافعة من العلاجات الشائعة حديثاً. ومع توصل العلماء إلى فهم كيفية تأثير بكتيريا معينة على الجسم، يعتقد الكثيرون أنهم يستطيعون، وبمنتهى الدقة، تحديد الخليط المناسب من الميكروبات لعلاج الحالات المختلفة. وفى تلك الأثناء، يعمل العلماء على تطوير أجهزة لاكتشاف جزيئات دوائية تنتجها البكتيريا ترتبط بمستقبلات الخلايا البشرية، ومن ثم التأثير على الجهاز المناعى أو العصبى كدواء حقيقى يتم إنتاجه داخل الجسم.

وعلى الرغم من أن أبحاث «الميكروبيوم» جذبت نحو 500 مليون دولار أمريكى من أموال الإنفاق البحثى منذ 2008 فإن الأبحاث التي أُجريت على الميكروبات التي تسكن الجسم البشرى لم تنتج إلا القليل من العلاجات بالفعل، ولطالما تساءل الأطباء عن سبب قلة ضخ الأموال في هذا المجال العلمى الجديد المشوق الذي سيُحدث ثورة غير مسبوقة في عالم التداوى والعلاجات الطبيعية، وسيزيد من فهمنا لطبيعة هذه العلاقة الأزلية بيننا وبين الكائنات المجهرية. ومؤخراً كشف البيت الأبيض (يوم 14/5/2016) عن مبادرة «الميكروبيوم» القومية، التي تعد أكبر ثورة علمية في هذا المجال العلمى المميز. وقالت الحكومة الاتحادية الأمريكية إنها تخطط لإنفاق 121 مليون دولار خلال العام المالى الاتحادى الحالى والذى يليه نحو المضى قدماً في دراسة متكاملة عن «الميكروبيوم» عبر مختلف النظم البيئية. وتأتى هذه المبادرة بعد عام كامل من المحادثات بين الحكومة الاتحادية، والمؤسسات الأكاديمية، والتجارية للتوصل إلى أهم أولويات هذه المبادرة الجديدة وهى: دعم البحوث المتعددة التخصصات للإجابة عن الأسئلة الأساسية حول «الميكروبيوم»، وتطوير تقنيات تعمل كمنصة تهدف إلى توليد الأفكار ومساعدة معرفة «الميكروبيوم» في نظم بيئية متنوعة، وتعزيز الوصول إلى البيانات، وتوسيع القوة العاملة في مجال «الميكروبيوم» من خلال العلم الشعبى، والمشاركة العامة، والفرص التعليمية.

وأعلنت أكثر من 100 مؤسسة أكاديمية وبحثية بدء سلسلة بحوث جديدة متكاملة حول «الميكروبيوم»، وأكبرها مؤسسة بيل وميليندا جيتس التي تنوى إنفاق 100 مليون دولار في 4 سنوات للبحث وتطوير أدوات لدراسة «الميكروبيوم» البشرى والزراعى. وتقدم وزارة الزراعة الأمريكية أكثر من 15.9 مليون دولار في السنة المالية 2017 لتوسيع القدرات الحسابية للبحث في مجال الميكروبيوم من خلال خدمة البحوث الزراعية، بالإضافة إلى ما يقرب من 8 ملايين دولار للسنة المالية 2017 لدعم الدراسات من خلال المعهد الوطنى للأغذية والزراعة للميكروبيوم في النباتات والماشية الحيوانية والأسماك والتربة والهواء، والماء لأنها تؤثر على إنتاج الغذاء.

وحسب بيان البيت الأبيض فإنه على الرغم من أن التقنيات البحثية الجديدة مكَّنت الاكتشافات المثيرة حول أهمية «الميكروبيوم» فلا يزال العلماء يفتقرون إلى المعرفة والأدوات اللازمة لإدارة «الميكروبيوم» بطريقة تمنع الاختلال الوظيفى، ويتوقع الخبراء أن تحمل الأشهر القادمة ازدياداً كبيراً في تلك المشارَكات والاستثمارات، وأن الأدوية والعلاجات الجديدة المعتمدة على «الميكروبيوم» سيتم طرحها بالأسواق خلال بضع سنوات من الآن. وحينها قد تظهر مقولة مستقبلية جديدة: «أنت ما يأكله ميكروبيومك»!





منقول


موضوع آخر



ذكرت الجمعية الأمريكية لتقدّم العلوم، الخميس 15 فبراير/ شباط، أن المشاكل الناجمة عن ضعف النوم بسبب فقدان الذاكرة، يمكن معالجتها بالتلاعب بـ"الميكروبيوم"، وهي تريليونات البكتيريا التي تعيش داخل الأجساد البشرية السليمة.



أشار بحث صادر عن الجمعية، أن "الميكربيوم" يساهم في تغييّر المزاج والسلوك، بعدما كان العلماء يركزون في بادئ الأمر، على أنها تلعب دورا فقط في هضم الطعام، والتمثيل الغذائي، ومشاكل مثل السمنة، ومرض التهاب الأمعاء، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

قالت مديرة العلوم البيولوجية في المختبر الوطني، في شمال غربي المحيط الهادئ في ولاية واشنطن جانيت جانسون: "عثرنا على دليل قوي على وجود ارتباط بين الدماغ و"الميكروبيوم"، ونسعى الآن لاكتشاف العوامل البيوكيميائية والوراثية المسؤولة". وأردفت: "لدينا بعض النتائج الأولية المثيرة ولكنها لم تُنشر بعد".

وبعد إجراء اختبارات على الفئران في معملها، اكتشفت جانسون وجود اختلافات جينية في الحيوانات التي تعزز نمو بكتيريا في أمعائها، كما اتضح لها أن هناك العديد من الجينات المتورطة في تحسين الذاكرة.

وعندما قام الباحثون بزرع الميكروبات الملبنة بداخل الفئران التي ولدت لكي تكون خالية من الجراثيم، وجدوا أنها أصبحت بـ "ذاكرة أفضل بكثير"، مقارنة بالفئران التي ولدت من دون ميكروبات على الإطلاق.

وأوضح الطبيب يانسون من المختبر، أن فريق العلماء يسعى الآن لتحديد المواد الكيميائية التي تنتجها البكتيريا، والتي قد تصل إلى الدماغ وتحسين الذاكرة.

ويتم تمويل عمل فريق جانيت جانسون جزئيا من قبل مكتب الولايات المتحدة للبحوث البحرية، والذي يدعم بحوث "الميكروبيوم" على نطاق واسع، والذي قال إنه حدد ذلك المجال "كأولوية قصوى نظرا لما له من تأثير بعيد المدى على أداء مقاتلى الحرب". موضحا أن القوات البحرية ترغب في "زيادة قدرة الجنود على الصمود العقلي والجسدي، في الحالات التي تنطوي على تغييرات غذائية، وفقدان النوم، أو إيقاعات الساعة البيولوجية المتقطعة، من تغيير المناطق الزمنية أو العيش في الغواصات".

وأظهرت تجارب أخرى، أن الفئران تصبح أكثر مقاومة للإجهاد، عندما يتم تزويدهم بـ "الميكروبيوم"، من خلال تطعيمات من البكتيريا التربة المتفطرة اللقاح.

وقال البروفيسور نايت: "نريد أن نعمل على كيفية تطعيم الفئران، وثم الجرذان، وأخيرا البشر بالبروبيوتيك واللقاحات، من أجل إنتاج تغييرات مفيدة في الميكروبيوم بداخل أجسادهم"، واعتبر أن حميات الميكربيوم الغذائية الشخصية هي رؤية مختلفة للمستقبل، لأن توافر البكتيريا في جسد الإنسان تختلف من فرد للآخر.

ولكن ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، أن باحثو "الميكروبيوم" غير متأكدين من فوائد تناول البروبيوتيك، المتوافرة على نطاق واسع اليوم، في محلات السوبر ماركت والصيدليات.
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مواضيع مختلفة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو صلااح الدين
صلااح الدين
عضو
°°°
افتراضي رد: ثورة «الميكروبيوم»
شكرا على جهودك .....

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: ثورة «الميكروبيوم»
شكرا استاذنا يناير، الموضوع رائع جدا،
استفدت بارك الله فيك.


مواقع النشر (المفضلة)
ثورة «الميكروبيوم»

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
ثورة الربيع الاسلامي في الحضرة الروحيه
قصيده تورث الحكمه
ابيات تورث حسن الخاتمه
ثورة بطعم خفة الدم المصري
ثورة طائفية فى مصر

الساعة الآن 04:49 PM.