الفتوحات المكية: ص 2930: وأما الملائكة المخلوقة من أنفاس العالم عند تنفسهم فلهم غذاء أيضاً من الأركان لا بد من ذلك ويخرج الملك من المتنفس بحسب ما يكون في قلب ذلك المتنفس من الخواطر فإن تلفظ المتنفس خرج النفس بحسب ما تلفظ به مفصلاً في الصورة تفصيله حروفاً في الكلمة وبهذا القدر تكون كيفية الانفعال عن خواص الحروف لمن شهد ذلك وإن لم يتلفظ وخرج النفس من غير لفظ فإنه يخرج هيولائياً لا صورة له معينة فيتولى الله تصويره بحسب ما كان عليه العبد في باطنه عند التنفس فيركبه الله في تلك الصورة فإن تعرى المحل المتنفس عن كل شيء كتنفس النائم الذي لا رؤيا له في منام ولا هو في الحس فإن الله يصوّر ذلك النفس بصورة ما نام عليه عند فراقه الإحساس كان الذكر ما كان أو الخاطر في القلب ما كان.