المشاركات الجديدة
علم النفس ومهارات التفوق البشري : مبادئ الصحة النفسية ,البرمجة اللغوية العصبية,التنويم الإيحائي,إدارة الذات ,هندسة النجاح ,اليوجا

التواصل والانسجام والتناغم بين العقل الواعي والعقل الباطن

Cool التواصل والانسجام والتناغم بين العقل الواعي والعقل الباطن

التواصل والانسجام والتناغم بين العقل الواعي والعقل الباطن
العقل الباطن يأمر.. فتتوزع طاقة الجسد
21/06/2007 كتب جلال مراد:

يتحول الغذاء الذي يتناوله الإنسان بعد هضمه وانتقاله إلى الخلايا إلى طاقة يستخدم جزء منها في عمليات الاستقلاب في الخلية، والجزء الآخر يخزن في وحدات 'الآي تي بي'. داخل الخلايا، وقسم آخر من الغذاء يخزن على شكل دهون في الجسد تتوزع في أنحاء الجسد وتعتبر هذه الدهون كميات من الطاقة الاحتياطية يمكن أن تحرق وتستخدم في عمليات الاستقلاب الخلوي عند الحاجة. إن ثلث هذه الطاقة تقريبا يحرق في عمليات التفكير وأيضا إن ثلث الاوكسجين الذي يصل إلى الإنسان يحرق في الخلايا العصبية في الدماغ. وذلك في الحالات العادية من التفكير. وفي حالات التفكير العالية يمكن أن يستهلك الدماغ الإنساني ثلثي الطاقة الجارية في الجسد وثلثي الاوكسجين الوارد إليه. لذلك فإن الأزمات النفسية المترافقة مع الحصر قد تحول خير وسيلة لعمل الرجيم، كما إن المأزوم نرى أن طاقته تنخفض بشكل كبير وملحوظ بعد ساعة من التفكير والحصر، توازي عملا عضليا قد يكون بمعدل خمس أو ست ساعات. فما السبب وراء ذلك؟

العقل الباطن والطاقة
إن عملية تخزين الطاقة في وحدات 'الآي تي بي'، وفي الشحوم. إنما تتم من خلال أوامر العقل الباطن.
كما إن عملية توزيع الطاقة في الجسد ونقلها من مكان إلى آخر تتم من خلال أوامر العقل الباطن.
وعمليات حرق الطاقة وتحريرها من وحدات 'الآي تي بي' والشحوم أيضا تتم من خلال أوامر العقل الباطن.
لنلاحظ لو أن أحدنا مرض بالتهاب في القصبات الهوائية على سبيل المثال، فان الارتفاع بدرجة الحرارة في كامل الجسد سوف تظهر، وخلايا البلغم سوف تزود بالطاقة لكي تزيد من إفرازاتها، وسوى ذلك من العمليات النمطية. وإذا تعرض أحدنا إلى حالة من الغضب فإن العقل الباطن يرسل الطاقة للخلايا المسؤولة عن إفراز الأدرينالين والطاقة إلى العضلات في الجسد، ويحرر هذه الطاقة لكي تتحول إلى انقباضات وحركات في العضلات.
مفاد ما نود إيضاحه بأن العقل الباطن هو المسؤول عن تخزين وتوزيع وتحرير الطاقة في الجسد. وهذه الطاقة تحرر في عموم الأمر على شكلين أولهما الطاقة الحركية، وثانيهما الطاقة الكامنة.

الطاقة الحركية
الطاقة الحركية وهي الطاقة المصروفة لتوليد الحركة وهذه الحركة ممكن أن تكون على شكل ذبذبات تصدرها الحبال الصوتية لتصدر أصواتا، جزء من هذه الأصوات هو الكلام، ويمكن أن تكون على شكل حركات أخرى كحركة المعدة والرئتين أو حركة العضلات أثناء المشي أو الركض أو سوى ذلك، وإذا اعتبرنا أن السلوك هو عبارة عن حركة فإن الطاقة الحركية هي التي تزود السلوك بالطاقة.

الطاقة الكامنة
والآن إن سألنا أنفسنا كيف تصرف الطاقة أثناء التفكير رغم أنه لا يوجد حركة على مستوى الأنسجة أو الأعضاء؟
فعليا إن كل ما نفكر ونشعر ونقوم به من عمليات ذهنية يحتاج إلى طاقة، بل إنه يحتاج إلى طاقة كبيرة نسبيا مقارنة بالطاقة الحركية، وبالتالي فإن إدارة التفكير وتنظيمه هي من أهم السبل نحو إدارة الطاقة الإنسانية وتنظيمها والاحتفاظ بها بمستوى مرتفع في الجسد. فكما إن الطاقة في الطبيعة يمكن أن ترشد أو تهدر أو تتحول من شكل إلى شكل آخر فإنها كذلك في الجسد الإنساني. والأمور التي تهدر الطاقة وتضعفها في العمليات النفسية والذهنية كثيرة جدا ولكننا سوف نستعرض. أهم عمليتين يتم بهما إهدار الطاقة بل تبديدها دون مردود إيجابي في الجسد والنفس معا، مما يقود الإنسان إلى دروب بعيدة كل البعد عن الصحة النفسية والتوازن النفسي.

الدجاجة أم البيضة ؟
يوصف التفكير الذي لا جدوى منه بأنه تفكير يشبه السؤال البيضة قبل أم الدجاجة؟. والحقيقة أن الكثير من الأفكار التي تهدر طاقتنا تكون مشابهة لهذا السؤال هي في العموم أفكار ذات طبيعة دائرية أي النتيجة توصلنا إلى نقطة البداية، دون أن يتم الوصول إلى نتيجة من التفكير، تشبه هذه العملية الماس الذي يصيب أسلاك الكهرباء فخلال فترة وجيزة من الزمن يتم صرف كمية كبيرة من الكهرباء مما يؤدي إلى احتراق الفيوز الذي يفصل الكهرباء، ولأن الإنسان ليس لديه فيوزات فإن الطاقة لديه تستمر بالانخفاض لدرجة يشعر بها بالإنهاك وإن سألته ما بك ربما يقول 'انضربوا الفيوزات عندي' مثال ذلك: 'أنا أحب والدي واحترمه، غير أنه لا يتحرك إلى مكان إلا وأنا معه، وقد أصبح عمري خمسين سن] وما زلت لا أستطيع أن أستقل عنه، أفكر كثيرا أن أقول له أنه لدي حياتي الخاصة، غير أنه لن يتفهم ذلك، وقد يعتبرني أصدقاؤه والمجتمع ولد عاق، وهم الآن ينظرون إلي إنني أفضل ابن يمكن أن يحظى به والد، وهو دائم الافتخار بي، لكنني تعبت من كل ذلك وأريد الاستقلال، غير إني أحب والدي واحترمه، غير أنه لا يتحرك إلى مكان إلا وأنا معه..'.

العقدة
العقدة عبارة عن أزمة نفسية مزمنة ومستعصية، كلما حاول حاملها حلها تأزمت العقدة أكثر وانغلقت على نفسها، وهي تشبه تماما العقدة التي يمكن أن نعقدها في حبل ما فإننا كلما شددنا طرفي الحبل أكثر ازدادت العقدة تماسكا وتصلبا، والأمر من وجهة نظر الطاقة يعني أن الجهد النفسي والذهني الذي يبذله الشخص المصاب بالعقدة جهد يستلزم طاقة عالية دون الوصول إلى حل أو نتيجة أو مردود حقيقي سوى مزيد من التأزم وانخفاض للطاقة، كما إن العقدة النفسية تستهلك من طاقة الشخص الشيء الكثير في محاولة مداراتها والتمويه عنها والسعي الحثيث لعدم إظهارها للناس، وإن ظهرت فإنه أيضا يستهلك الوقت والجهد الذهني الكبير في محاولة تبرير مخاوفه المرضية أو سلوكياته المريبة، فتبديات العقدة النفسية دوما هي غير مقبولة للعقل ومستهجنه من قبل الناس المحيطين بالشخص.

المعافى نفسيا
إن الإنسان الخالي من العقد النفسية هو تقريبا الإنسان المعافى نفسيا حتى ولم يكن في صحة نفسية جيدة، فالعقدة النفسية هي الحد الفاصل بين المرضى والسليمين من الناحية النفسية، ولكن كيف يمكن لنا أن نعرف أننا من دون العقد أو لدينا عقدة ما أو أكثر، الحقيقة أننا يمكن أن نعرف الأمر من خلال الأعراض، فكما إن لكل مرض جسدي أعراضه الظاهرية فإن الأمراض النفسية أيضا لها أعراضها. ولكن كيف تنشا العقدة؟ في عموم الأمر تنشأ العقدة النفسية عندما يكون العقل الواعي لم يكتمل تماما، وخاصة في مرحلة الطفولة، حيث يتم زرع ملف مباشرة في العقل الباطن، وهذا الملف يحتوي على عناصر مرتبطة ببعضها على شكل غير عقلاني، وحيث أن العقل لا يعرف أن يفكر إلا بشكل عقلاني، فهو ينهك في محاولة استيعاب ما يحتويه الملف من عناصر وأحاسيس مرضية، مما يجعل هذا الملف يتضخم ويمتد إلى مناطق أخرى من العقل الباطن والعقل الواعي، ونستطيع أن نشبه العقدة ببذرة لنبات طفيلي وضار في حديقة النفس، يضرب جذوره مع الوقت بشكل أعمق في البنية النفسية، وتمتد أغصانه التي تمثل السلوك المنحرف والمخاوف المرضية والاعتقادات السلبية بين المحيط الاجتماعي للإنسان، مما يؤدي إلى إنهاك النباتات الطيبة في النفس الإنسانية.
ولكن كيف يتعامل العقل الباطن مع مثل هذه العقد.

انخفاض الطاقة
إن الطاقة الخلوية المحررة والموجهة للحفاظ على كبت العقدة هي استنزاف دائم للطاقة قد يستمر عشرات السنوات، وأيضا الطاقة المحركة للرسائل المرضية (الأعراض) تستهللك الكثير من الطاقة ولمدة قد تستمر أيضا عشرات السنوات، وكما بينا سابقا فإن المدارات الاجتماعية، والمحاولات الدائمة والفاشلة في حل هذه العقدة أيضا تستهلك الكثير الكثير من الطاقة الخلوية في الجسد، وهذا ما يجعل الإنسان المصاب بالعقدة إنسان شبه مشلول، مع إنه معافى من الناحية الفيزيولوجية.

مشاكل سلوكية
كما ذكرنا فإن العقدة مثل البذرة للنبات الضار، فجذوره في البنية النفسية وأغصانه عبارة عن سلوك في المجتمع، فإن كان الجذر مبنيا على الانحراف فإن السلوك المعبر عنه عبارة عن سلوك غير اجتماعي (منحرف) يجعل المرء دوما بحالة دفاع حذر، أو في حالة هجوم عنيف أصله 'خير وسيلة للدفاع هي الهجوم'. وهذه مما يؤدي إلى مشاكل سلوكيه واجتماعية مقلقة جدا مثال ذلك 'إنني فعلا أشعر بالإحراج الشديد، فكلما أرى أو أشم الغبار فإن صدري يضيق، وأشعر بصعوبة في التنفس، لا شعوريا أذهب إلى الحمام لأستحم، وهذا يجعل أقربائي وحتى أهل بيتي يسخرون مني، الأدهى من ذلك إنني وأنا أشاهد التلفاز إن ظهرت لقطة ما تحتوي على غبار أو دعاية عن مكنسة كهربائية يضيق نفسي، ويطبق صدري، وتدفعني رغبة لا تقاوم بأن أذهب إلى الحمام لكي أستحم، تخيل إنني أدخل الحمام في بعض الأحيان عشرين مرة في اليوم'.

الأوهام ولاعقلانية الحياة
الأمر أن العقدة كما ذكرنا إنها تؤثر على باقي البنية النفسية والذهنية للشخص لتجعله يتعامل مع الأمور قاطبة من خلال أوهام وتصورات شخصية منافية للحقيقة كما إنه يعممها على العالم وعلى الناس كلهم فعلى سبيل المثال إن العميلة التي تعاني من كراهية للرجال نتيجة عقدة في طفولتها كان حديثها 'إن الرجال جميعهم على الأرض أنانيون وشرسون، ولا يأبهون إلا لأنفسهم، إنهم جنس متوحش لا يمتلك أي قطرة من العواطف، وكل ما يتفوه به الرجل من إنسانية ومشاعر إنما هي مصائد كي يصيد بها المرأة ويفترسها، إن الرجال مرعبون، وإنني أخاف أن يكون لي في يوم من الأيام طفل، فعندها سأشارك في مأساة المرأة، لا بل مأساة العالم كله، وفي الأصل لا داعي لوجود الرجل في الحياة فهو كائن طفيلي، فالمرأة هي التي تحمل، وهي التي تلد وهي التي تربي وتدير البيت، أما الرجل فهو لا يفعل شيء سوى اللهو، وافتراس المرأة، حتى إن الرجال يفترسون بعضهم البعض'.

الجذر الأساسي للعقدة
لكل عقدة جذر رئيسي، وهذا الجذر الرئيسي يكون على الأغلب في الطفولة المبكرة، ثم تبقى العقدة في فترة كمون إلى أن يعيد إحياءها حدث لاحق في فترة متقدمة نسبيا لتبدأ الأعراض المرضية بالظهور. والعلاج النفسي في عموم الأمر يستهدف وعي العميل لكي يدرك ذلك الجذر إدراكا وجدانيا زمنيا ثم تبدأ عندها مرحلة العلاج. ويمر العلاج النفسي الذاتي بالمراحل الأساسية التالية:

تحديد المشكلة
من كل التفاصيل والأفكار الكثيرة جدا التي يرويها الشخص الحامل للعقدة هناك شيء جوهري يعتبر هو المشكلة بعينها، وهنا يتحتم على الشخص أن يفرق بين الأعراض والأوهام المرتبطة بالعقدة والتعميمات الكثيرة وبين المشكلة الحقيقية، حيث أن معرفة المشكلة الحقيقية هي أولى الخطوات باتجاه الخلاص ومعالجة العقدة النفسية.

الاسترخاء
بعد تحديد المشكلة على العميل أن يسترخي، ويتداعى في الحديث بعد أن يعيش حالة العقدة بعينها وهنا نلاحظ ما تكلم عنه فرويد وما تحدثت عنه مدرسة الجشتالط، حول الحتمية النفسية عند الأول والتخزين المرتبط بالزمن عند الثانية، كما يمكن استخدام تقنيات التنويم الذاتي للتواصل مع السلسلة المرضية وتتبعها نحو الجذر الأول للعقدة.

الحفاظ على الذات
يخترق الجلد كائن ما ولنفترض على سبيل المثال قطعة زجاج، فإن العقل الباطن يحرك الكريات البيض إلى هذا الكائن ليحيط به من كل جانب ويفصله عن باقي الأنسجة، ثم يرسل رسائل لنا على شكل أحاسيس من الألم لكي نتنبه لوجود خلل في هذه المنطقة، ثم يقوم برفع درجة هذه المنطقة لتحريض الخلايا المجاورة لكي تقاوم هذا الجسم بما يحتويه من جراثيم وفيروسات، وهذا عين ما يفعله العقل الباطن مع العقد النفسية من خلال الكبت حيث إن النية الإيجابية من العقل الباطن تتلخص في حماية الذات والمحافظة عليها.ولكن إن ظل الأمر على هذا النحو فإنه فعليا لا توجد مشكلة في العقدة النفسية، لكن الحقيقة أن الأمر ليس على هذا النحو دوما بالنسبة للعقد، فالتغطية الدائمة، والرسائل المرسلة تستهلك الكثير من الطاقة البيولوجية.

قانون الكبت
إن العقل الباطن يقوم بتغطية وكبت العقدة النفسية وحجبها عن العقل الواعي، مع إرسال رسائل له لكي يتنبه لوجودها وما هذه الرسائل الأعراض المرضية بعينها، والغاية من هذه التغطية هي حماية الذات، ولكن كيف يتم ذلك؟

معرفة الجذر
معرفة الجذر هي استعادة الحدث الأول الذي أدى إلى حدوث العقدة، بكل تفاصيله وبكل المشاعر المرافقة، لكن بوعي إنسان ناضج هذه المرة، ويقدم المشرف على هذه العملية التوصيات والتقنيات التي تخدم في التخلص من هذه العقدة.

العودة للجذر يتميز الجذر الأساسي للعقدة:
1- بأنه التوضع الذي لا يسبقه أي عرض من الأعراض المرضية.
2- بأنه على الأعم في مراحل الطفولة المبكرة.
3- يكون على شكل مرض نفسي قوي اخترق جدار الأوعية (لا سيما أن الأوعية في هذه المراحل العمرية هشة جدا).
4- يشكل الاقتراب من هذا الجذر هزة وجدانية وعاطفية قوية











غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علم النفس ومهارات التفوق البشري


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو aicha43
aicha43
عضو
°°°
افتراضي
مشكورييييييين

صورة رمزية إفتراضية للعضو dr_sosi
dr_sosi
عضو
°°°
افتراضي
مشكور اخي حكيم

صورة رمزية إفتراضية للعضو هالة البشر
هالة البشر
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله فيك يا ( حكيم )


مواقع النشر (المفضلة)
التواصل والانسجام والتناغم بين العقل الواعي والعقل الباطن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
بيت العقل الباطن .........
متى وكيف يحدث الخلل في العقل الباطن ؟
العقل الباطن متى وكيف يحدث الخلل في العقل الباطن
فوائد العقل الباطن وحقائق العقل الباطن

الساعة الآن 11:12 AM.