المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم التنجيم : مواضيع في أحكام التنجيم و مقالات دراسية عامة وعرض لكافة الأساليب والطرق المتبعة

المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثاني

Oo5o.com (11) المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثاني
الكتـــاب الثاني





1- المقدمة:


فلنقل إننا قد وضحنا لغاية الآن وباختصار أهم تفاصيل المواضيع التي نحتاجها في مسالة تحقيق التنبؤات الخاصة.
وألان لنضيف وبتسلسل مناسب الآليات التي نتعامل بها وبشكل مفصل مع هذه الأمور والتي تقع ضمن حدود الإمكان لهكذا نوع من التنبؤات، فنستعين حيثما أمكن بالوسائل الطبيعية للشرح.
وعلى ذلك فان التنبؤ بالوسائل الفلكية ينقسم إلى قسمين أساسين ومهمين، فالأول وهو عالمي أكثر، فيتعلق بكل الأجناس والبلدان والمدن والذي يسمى بالعام، والثاني وهو متخصص أكثر ويتعلق بالأفراد ويسمى التنجيم الولادي .
ونعتقد انه من الأنسب أن نبدأ بمناقشة القسم الأول وهو العام لان أمور كهذه تتأثر وبشكل طبيعي بأسباب أقوى واهم من الأحداث الخاصة. وبما أن الطبيعة الضعيفة تخضع دائماً للأقوى، والأخص يندرج ضمن الأعم، فيكون من الضروري لأولئك الذين يهدفون للبحث حول الفرد أن يدركوا الاعتبارات العامة.
ومن جديد فانه بالنسبة للبحث العام نفسه، وهو القسم الذي يهتم بكل البلدان وبالمدن والأكثر من ذلك هو القسم الذي يتعامل بالأحداث الزمنية مثل الحروب المجاعات، الأوبئة، الهزات الأرضية، الفيضانات ونحو ذلك.
والقسم الآخر يتعامل مع الأمور العرضية والأقل مثل تغيرات الحرارة خلال السنة، وأنواع قوة العواصف والحرارة والرياح أو يتعامل مع المحاصيل الجيدة والسيئة وهكذا، لكل من هذه الحالات ومن المنطقي فان التعامل من خلال كل البلدان والأحداث الأهم هو المفضل وللسبب المذكور آنفاً.
وفي توضيح هاتين المسألتين، فان معرفة بروج دائرة البروج ونجوم الأقاليم لابد من أن يأخذ بنظر الاعتبار.
وكذلك أهمية الأجرام السماوية في مناطقها المناسبة في وقت محدد، يوضح من خلال الاقتران والخسوف والكسوف للشمس والقمر، ومرور الكواكب عند الطالع وفي فترات سكونها. سنوضح السبب الطبيعي للأعراض السابقة الذكر وفي نفس ألوقت سنستطلع باختصار الخصائص الفيزيائية والأثيرية التي تمت ملاحظتها عموما لكل الأمم والتي لا تنفصل عن الخصائص والصفات الطبيعية للنجوم التي تتوافق معهم.


2- مميزات سكان الأقاليم العامة:


إن تحديد المميزات الأممية في جانب منه يعتمد على خطوط العرض والزوايا من خلال مواقعها وصلاتها بدائرة البروج والشمس. ففيما نحن نقطن في واحدة من ألأرباع الشمالية فان الناس الذين يعيشون تحت خطوط العرض المتجهة إلى الجنوب أكثر وهي من خط الاستواء حتى مدار الجدي ( المدار الصيفي )، وبما أن الشمس هناك فوق رؤوسهم وهم محترقين بحرارتها، فان بشرتهم تكون سوداء وسميكة، وشعرهم شبيه بالصوف وذوي قامة قصيرة وبنية منكمشة، وهم بشوشين في طبعهم والعيش هناك على الأغلب بدائي ذلك أن الحرارة تخيم على بيوتهم باستمرار وبشكل عام ندعوهم بالإثيوبيين ( Ethiopians) وليسوا هم فقط على هذه الحال بل نلاحظ وبشكل مماثل طقسهم وحيواناتهم ونباتاتهم والتي تعطي انطباعاً واضحاً عن حالة الاحتراق بالشمس.
أما أولئك الذين يعيشون تحت خطوط العرض الشمالية، أولئك الذين يضعون دببة فوق رؤوسهم بما أنهم بعيدون من دائرة البروج وبعيدون عن الشمس لذا نجدهم باردين، لكن لأنهم يتمتعون بحصة أعلى من الرطوبة، فنراهم منتعشين غير مرهقين بالحرارة، وهم بيض البشرة، ذوي شعر سبط غير مجعد، طوال وبنيتهم قوية، طبعهم بارد نوعا ما، وهم أيضاً بدائيون في عاداتهم لان منازل سكانهم باردة دائماً.
إن الخاصية الشتوية لمناخهم، وحجم نباتاتهم ووحشية حيواناتهم تتفق مع هذه الصفات. وبشكل عام ندعوهم بـ (Scythions).
بالنسبة لسكان المنطقة الواقعة بين المدار الصيفي ومدار أصحاب الدببة، بما أن الشمس ليست مباشرةً فوق رؤوسهم ولا بعيدة جداً عند استواءها منتصف النهار، فهم يحظون بدرجة حرارةِ هواءٍ معتدلة، وبالتأكيد فهي تتنوع لكن لا نجد تغيرات عنيفة من الحرارة القاسية إلى البرودة الشديدة. فنراهم متوسطي اللون، وقامة معتدلة، وطبع معتدل، يعيشون معاً متقاربين ومتحضرين بعاداتهم، كما إننا نجد الذين يقطنون في الأماكن الأقرب إلى الجنوب أنهم أكثر ذكاء وإبداعاً، وخبرتهم أفضل في التنبؤ بالأشياء ذلك أن السمت (Zenith) قريب من دائرة البروج والكواكب التي تدور حولها، وبسبب هذه الحالة فان الناس يتميزون بروح نشطة، من آثارها الحصافة والبحث وهم مناسبين جداً لمتابعة العلوم خاصة الرياضيات، ونجد منهم المجموعة الشرقية التي تتميز بالذكورية وحيوية الروح والصراحة في كل الأمور، ومن المنطقي أن يعزى ذلك إلى أن الشرق يحظى بعضٍ من صفات طبيعة الشمس. لذا فان هذه المنطقة نهارية، مذكرة ويعتمدون على اليد اليمنى، وقد لوحظ انه حتى في حيواناتهم أن أعضاءها اليمنى هي الأكثر فاعلية وقوة. أما المجموعة الغربية فيميلون للأنوثة أكثر وهم ارق روحاً، كتومين وذلك لان منطقتهم قمرية، حيث يتلاشى القمر هناك ويتخذ شكله بعد الاقتران. ولهذا يعد إقليم ليلي، مؤنث وعلى عكس الشرقيين فهم أيسري اليد.
وألان فمن كل هذه المناطق العامة فان ظروفا معينة للصفات والعادات ستنشأ بشكل طبيعي فمثلاً في حالة المناخ ، حتى في المناطق التي تعد على إنها حارة، باردة أو معتدلة بشكل عام، فان بعض المناطق المحلية أو البلدان تتمتع بخصائص غريبة من إفراط أو نقص بسبب موقعها، ارتفاعها، أو انخفاضها، أو مجاورتها وكذلك نجد أن الناس في بعضها يميلون لإجادة الفروسية لانبساط بلدانهم أو في بعضها المتاخم للبحر يميلون لان يكونوا بحارة، وقد يميلون للتمدن لغنى تربة بلدانهم، وكذلك فمن الممكن اكتشاف خيرات خاصة في كل طالع ينتج من تناغمات الطبيعة لأقاليمهم الخاصة مع نجوم البروج. إن هذه الخيرات، أيضاً ممكن أن نجدها متوفرة بشكل عام، لكن ليس في كل فرد، وعليه لابد لنا مع التعامل مع الموضوع بشكل مختصر أي الذي يمكننا من الاستفادة منه لغرض التحقيقات الخاصة.


3- العلاقة بين البلدان والمثلثات والنجوم:

وألان فيما يخص المثلثات الأربعة التي تم تميزها سابقا أيضاً في دائرة البروج، فان المثلثة التي تتكون من الحمل والأسد والقوس هي شمال غربية ويحكمها المشتري بشكل رئيس بسبب الرياح الشمالية، لكن المريخ ينضم إلى المشتري في حكمه بسبب الرياح الجنوب غربية.
والمثلثة المؤلفة من الثور والعذراء والجدي هي مثلثة جنوب شرقية، وتحكمها الزهرة بشكل رئيسي بسبب الرياح الجنوبية ولكن زحل يشاركها حكمها بسبب الرياح الشرقية.
أما المثلثة المؤلفة من الجوزاء والميزان والدلو فهي مثلثة شمال شرقية ويحكمها بشكل رئيس زحل بسبب الرياح الشرقية ويشاركه حكمه المشتري بسبب الرياح الشمالية، أما المثلثة المؤلفة من السرطان والعقرب والحوت فهي جنوب غربية ويحكمها المريخ بشكل رئيسي بسبب الرياح الغربية والذي تشاركه الزهرة في حكمه كحاكم ثاني بسبب الرياح الجنوبية.
وحيث أن الحال هي كذلك، كما أن عالمنا المسكون ينقسم إلى أربعة أرباع مساوية في عددها لعدد المثلثات، وتنقسم عرضياً ببحرنا من مضيق هرقل إلى خليج آضنة[1] في تركيا وسلسلة الجبال المحاذية للشرق وبهذا كله ينفصل جزءاه الجنوبي والشمالي.
وطولياً بواسطة الخليج العربي، Acansea، بونتوس (The Pontus- منطقة تقع على الساحل الجنوبي للبحر الأسود) وبحيرة أزوف (Lake maeotis) فبهذا كله ينفصل الشرق عن الغرب. وهكذا تظهر أربع أرباع وهي تتوافق في مواقعها مع المثلثات، نجد الربع الأول يقع عند الجزء الشمال غربي من عالمنا المسكون وهو يحيط بالـ cetice gaul وندعوه باسم عام هو أوربا ويقابله الربع الجنوب الشرقي، ويشمل إثيوبيا. وهي الجزء الجنوبي من آسيا العظمى. وكذلك فالربع الشمال الشرقي من عالمنا وهو ذك الذي يتضمن سيثيا (Scythia- المنطقة إلى الشمال والشمال الشرقي من البحر الأسود) وهي كذلك الجزء الشمالي من آسيا العظمى، والربع الذي يقابله المتجه باتجاه الرياح الجنوب شرقية هو ربع إثيوبيا الغربية والذي ندعوه باصطلاح عام بـ ليبيا .
وكذلك بالنسبة للأرباع الأنفة الذكر، فالأجزاء الموجودة قريباً من مركز عالمنا المسكون وضعت بأسلوب معاكس بالنسبة للأرباع المحيطة، كما أن الأخيرة مقارنة بالعالم ككل، فحيث إن الربع الأوروبي يقع في الغرب الشمالي من العالم، فالأجزاء حول المركز والتي تقترن مع الزوايا المقابلة نجد أنها تقع في الجنوب الغربي من الربع والأمر ذاته بالنسبة للزوايا ألأخرى لذا فكل واحد منهم يتعلق بمثلثين يقعان مقابله، فالأجزاء ألأخرى في تناغم مع الميل العام للربع. فالأجزاء في المركز ( من العالم ) تتشارك في الصفات مع الميل المعاكس، وكذلك بالنسبة للنجوم التي تحكم مثلثاتها، ففي كل البيوت تحكم بمفردها لكن في الأجزاء حول المركز فهي من المجموعة ألأخرى، إلى جانب ذلك، عطارد فهو بين هذا وذاك، كما هو مشترك بيت القطاعين.
وضمن هذا الترتيب، فالباقي من الربع الأول واعني به الربع الأوربي، والذي يقع في الشمال الغربي من عالمنا المسكون، يشابه المثلث الشمال غربي أي مثلث الحمل والأسد والقوس، وبالتأكيد فان من يسيطر عليه من بين أرباب المثلثات هما المشتري والمريخ occidental. وعندما نعبر عنه باصطلاح الدول فان هذه الأجزاء تتألف من بريطانيا، (Gaul –Transalpine منطقة تحدها جبال الألب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وجبال البرانس والمحيط الأطلسي والراين أي ما هي ألان فرنسا وبلجيكا بالإضافة إلى أجزاء من ألمانيا وهولندا وسويسرا) ، مولدوفا (Bastarnia)،ايطاليا ، والمنطقة شمال ايطاليا من خليج جنوه إلى جبال الألب cisalpine) )، والمنطقة الواقعة في جنوب شرق ايطاليا المطلة على البحر الادرياتيكي الشرق والبحر الأيوني إلى الجنوب الشرقي ومضيق أو ترانتو إلى الجنوب (Apulia)، صقلية (Sicily)، والمنطقة في وسط ايطاليا (Tyrrhenia)، celltica ,Gane, واسبانيا .
وكما هو متوقع فان الصفة العامة لهذه الأمم، وبسبب سيطرة المثلث والنجوم التي تشترك في حكمه، هي الاستقلالية، حب الحرية، الولع بالجيوش، المثابرة، الولع بالحروب والقتال، والتمتع بصفة القيادة, الاهتمام بالنظافة، الاتصاف بالشهامة، لكنهم لا يمتلكون العاطفة الحارة تجاه المرأة وينظرون بازدراء لمباهج الحب كما إنهم يكتفون بالارتباط بالرجال ويرغبون بذلك أكثر وما ذلك إلا بسبب الزاوية الغربية للمشتري والمريخ والأكثر من ذلك بسبب أن الأجزاء الأولى من المثلث الأنف الذكر هي ذكورية والأجزاء الأخيرة مؤنثة. وهم لا ينظرون إلى هذا الأمر على انه انحطاط. كما إنهم لا يتحولون إلى حالة التخنث والرقة ذلك لان تربيتهم ليست فاسدة، لكنهم يحتفظون في ثنايا أرواحهم بالرجولة، والقدرة على المساعدة، والإيمان الخالص، حب الإنسانية، ولديهم قدرة على عمل الخير ومن هذه البلدان بريطانيا Transalpine Gaul ، - ألمانيا ومولدوفا Bastarnie)) حيث أنها أكثر شبهاً بصفات الحمل والمريخ ولذلك وعلى الأغلب، فان سكان هذه البلدان يمتازون بالقسوة والعناد والفظاظة لكن ايطاليا والمنطقة الواقعة في جنوب شرق ايطاليا المطلة على البحر الادرياتيكي الشرق والبحر الأيوني إلى الجنوب الشرقي ومضيق أو ترانتو إلى الجنوب (Apulia) والمنطقة شمال ايطاليا من خليج جنوه إلى جبال الألب cisalpine) )، صقلية (Sicily)، فلهم صفات أكثر شبهاً بصفات الأسد والشمس، فنجد هذه الشعوب تمتاز بالاستبداد و السيطرة، الكرم، والتعاون. أما المنطقة في وسط ايطاليا (Tyrrhenia)، celtica ، واسبانيا فهي بلدان تخضع القوس والمشتري، حيث نلحظ في شعوبها امتيازها بالاستقلال والبساطة وحب النظافة.
بالنسبة للأجزاء في الربع الذي يقع قرب مركز عالمنا المسكون، Thrace ،والمنطقة التي تقع شرق أوروبا وتشمل أجزاء من اليونان الحديثة وبلغاريا ويوغسلافيا (macedanion )،والمنطقة الواقعة في الجزء الغربي من جزيرة البلقان (illyria)، والمنطقة الواقعة غرب اليونان ((Achaia،والجزر اليونانية Hells، وجزيرة كريت (Crete) وبالمثل جزيرة سيكلاديس في بحر ايجة ((Cycladey والمناطق الساحلية من الأناضول (أسيا الصغرى (Asia Minor ، وقبرص الواقعة في ملتقى ثلاث قارات) (Cyprus والتي تقع في الجزء شرقي من الربع بأجمعه فلديها صفات مشتركة مع المثلث الجنوب غربي الثور والعذراء والجدي والحكام المشاركين وهم الزهرة ، وزحل وعطارد. وكنتيجة لذلك فان سكان هذه البلدان هم في حالة توافق وانسجام مع هذه الكواكب سواء كان بدنياً أو روحياً كما نجدهم ذوي بنية منسجمة. وكذلك فهم يتمتعون بصفات القيادة والنبالة والاستقلال وذلك بسبب المريخ. وهم محبين للحرية والسيطرة على الذات والديمقراطية كما أنهم وضّاعين للقوانين وذلك لتأثير المشتري. كما أنهم يمتازون بحبالموسيقى والتعلم مولعين بالمنافسة والعيش النظيف لتأثير الزهرة.
ونجدهم كذلك اجتماعيون، ودودون مع الغرباء محبين للعدالة ومولعين بالآداب وذوي فصاحة مؤثرة وذلك لتأثير عطارد. وهم أيضاً مولعين بالألغاز بشكل خاص، وذلك بسبب زاوية الزهرة الغربية.
والآن لنأخذ جزءاً جزءاً، فتلك المجموعة التي تعيش في جزر كلاديز cycladey وعلى سواحل الأناضولAsia Miner و قبرص Cyprus نجد أن صفاتهم أكثر شبهاً بصفات الثور والزهرة ولهذا السبب وعلى العموم، يمتازون بالترف والنظافة والاعتناء بالجسم. أما سكان المنطقة الواقعة غرب اليونان Achaia ، والجزر اليونانية Hellas وجزيرة كريت crete فصافتهم تماثل صفات العذراء وعطارد ولذا فهم أكثر عقلانية مولعين بالتعلم ويطورون الروح بشكل أفضل من الجسد، وسكان مقدونيا Thracians, Macedonian وسكان الجزء الغربي من البلقان llyrians صفاتهم تشابه صفات الجدي وزحل لذا فهم يمتازون بولع الاقتناء كما أنهم ليسوا في غاية الرقة ولا هم اجتماعين فيما يخص العلاقات الاجتماعية.
أما الربع الثاني والذي يحيط بالجزء الجنوبي من آسيا العظمى والأجزاء ألأخرى بضمنها الهند، Ariana , Gedrosa ,الأرض المقابلة تقريبا إلى المنطقة الحديثة من خراسان Parthia, بلاد فارس Persia ، المدينة الواقعة في جنوب غرب آسياMedia ، بابل Babylonia, بلاد ما بين النهرين Mesopotamia ، بلاد آشور Assyria والتي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من عالمنا المسكون، فهي كما نفترض، تماثل المثلث الجنوبي شرقي وهو مثلث الثور والعذراء والجدي، والذي يحكمه كل من الزهرة وزحل في الزوايا الشرقية، لذا فقد نجد أن طبائع سكان هذا المثلث تتوافق مع الطبائع التي يحكمها هذين الحاكمين، وكذا فهم يبجلون نجم الزهرة تحت مسمى إلهة الخصب إيزيس (Isis) وزحل تحت مسمى اله النور مثراس هيليوس(Mithras Helios) واغلبهم يتكهنون بالأحداث المستقبلية، ونجد عندهم طقوس لتقديس الأعضاء التناسلية بسبب زوايا النجمين ألسابقي الذكر وهما بطبيعتهما توليديان، كما أنهم غيورون، شهوانيون، وينزعون إلى ملذات الحب كما إنهم بسبب تأثير الزهرة فهم يجيدون الرقص والقفز وعندهم ولع بالتزيين، وبسبب تأثير زحل فهم يحبون حياة الترف.
يعيشون علاقاتهم مع النساء بشكل معلن وليس سراً، وهذا بسبب زوايا الكوكبين الشرقية، لكنهم يقيمون علاقات كهذه مع الرجال، لذا فهم ينجبون أولادهم من أمهاتهم، كما إنهم يعبرون عن الاحترام بالانحناء حتى الصدر، بسبب الشروق الصباحي للكوكبين وبسبب صدارة القلب وهو القريب لقوة الشمس. أما الباقين فم مترفون بشكل عام ومتنعمين في ملبسهم وفي زينتهم وفي كل العادات التي تتعلق بالجسد وهذا بسبب الزهرة، وفيما يخص أرواحهم ورغباتهم فهم حلماء نبلاء، مولعين بالحروب، وذلك بسبب موقع زحل الشرقي. والآن سنعدها جزءا فجزءاً، المقابلة تقريبا إلى المنطقة الحديثة من خراسان Parthia ،المدينة الواقعة في جنوب غرب آسيا Media و بلاد فارس Persia هي الأكثر شبهاً بالثور والزهرة حيث أن سكان هذه المناطق يرتدون ملابس مشغولة باليد والتي تغطي سائر الجسد عدا الصدر، وهم كرماء ويمتازون بالنظافة بشكل عام . أما بابل وبلاد ما بين النهرين و بلاد آشور فسكانها أشبه بالعذراء وعطارد لذا فان دراسة الرياضيات ومتابعة الكواكب الخمسة هي من مميزات سكانها. ونجد الهند Armani و Gedrosia هو الاسم القديم للمنطقة أن يقابل اليوم بلوشستان لها ارتباط مع الجدي وزحل لذا نراهم دميمين، قذرين، وهمجيين.
أما الأجزاء المتبقية من الربع والمتموقعة حول مركز العالم المسكون وهي المنطقة الواقعة جنوبي شرقي فلسطين على الطريق بين مصر وفلسطين (Idumaea)، جوناء سوريا (المنطقة الجنوبية من سوريا Coelê Syria)، Judaca ، فينيقيا (شمال فلسطين Phoenicia)،Chaldaea، Orchinia،عسير واليمن (حالياً المنطقة الخصبة الواقعة في جنوب غرب وجنوب اليمن Arabia Felix)، والواقعة باتجاه شمال غرب الربع بأكمله، وعلى توافق مع المثلث الشمال غربي أي مثلث الحمل والأسد والقوس، بالإضافة إلى حكامه المتشاركين وهم المشتري والمريخ وعطارد، لذلك فان هذه الشعوب مقارنة بغيرها متفوقين في التجارة والمقايضة، يفتقرون إلى المبادئ، يتصفون بالدناءة والجبن والغدر والوضاعة، ومتقلبين (ذوي نزوات) بشكل عام، وعلة ذلك زوايا النجوم آنفة الذكر.
وفيما يخص هذه المناطق، فان سكان المنطقة الواقعة جنوبي شرقي فلسطين على الطريق بين مصر وفلسطين (Idumaea)، جوناء سوريا (المنطقة الجنوبية من سوريا Coelê Syria)، Judaca اقرب في صفاتهم للحمل والمريخ، لذلك فهم بشكل عام جريئين، ملحدين وماكرين. أما الفينيقيون وال Chaldaea، Orchinia فهم على صلة مع الأسد والشمس،لذلك نجدهم ابسط وأكثر لطفا ومولعين بالتنجيم. أما سكان عسير واليمن (حالياً المنطقة الخصبة الواقعة في جنوب غرب وجنوب اليمن Arabia Felix) فعلاقتهم مع القوس والمشتري وهو ما يعزى إليه خصوبة البلد ويتناسب مع اسم البلد وتنوع توابله، وكذلك ظرف وكياسة السكان وانفتاحهم وترفهم في أمور معاشهم، التبادل التجاري وفي عملهم.
وفيما يخص الربع الثالث،والذي يتضمن الجزء الشمالي من آسيا العظمى، والأجزاء الأخرى المحيطة ب(Hyrcania)، أرمينيا، (Matiana)، (Bactriana)، (Casperia)، البلد الواقعة في شرق آسيا في الجزء الشمال الغربي من جمهورية الصين الشعبية في مقاطعة شينجيانغ (Serica)، (Sauromatica)، (Oxiana)، (Sogdiana)، والمناطق الشمال شرقية من العالم، فانه على توافق مع المثلث الشمال شرقي أي مثلث الجوزاء والميزان والدلو، وكما هو متوقع، فهو محكوم من قبل زحل والمشتري في زاوية شرقية. لذلك فان سكان هذه المناطق يعبدون المشتري وزحل ويتمتعون بثروات وفيرة بالإضافة إلى الذهب ويتصفون بالنظافة والعيش الرغيد، متعلمين وخبراء في أمور الدين، ويمتازون بالصلاح و الذهنية المنفتحة، تتسم روحهم بالنبل والشموخ، كارهين للشر وعطوفين وعلى استعداد للموت فداءً للصديق إن كانت القضية عادلة أو مقدسة، وهم شرفاء وانقياء في علاقاتهم الجنسية ويبذخون في ملبسهم، ذوي صدر رحب ووجه منبسط. إن هذه الصفات تأتت لهم عن طريق زحل والمشتري في الزوايا الغربية.
ونرى من هذه الشعوب إن (Hyrcania)، أرمينيا، (Matiana) على توافق أكثر مع الجوزاء وعطارد وعليه يستفزون بسهولة ويميلون للوضاعة. أما القاطنين في (Bactriana)، (Casperia)، البلد الواقعة في شرق آسيا في الجزء الشمال الغربي من جمهورية الصين الشعبية في مقاطعة شينجيانغ (Serica) فيتوافقون مع الميزان والزهرة، لذا نراهم أغنياء ومن أتباع عرائس الإلهام (بنات زيوس - أساطير) كما أنهم أكثر ترفاً. أما مناطق (Sauromatica)، (Oxiana)، (Sogdiana) sogdiana (وادي نهر زرافشان) وتقع في عصرنا الحديث في أو زبكستان وطاجيكستان، فهي متوافقة مع الدلو وزحل، لذا فإن شعوبها اقل لطفاً، ويفتقرون للإبداع والخيال ويتصفون بالهمجية.
الأجزاء المتبقية من هذا الربع والواقعة قريباً من مركز هذا العالم وهي (Bithynia)، (Phrygia)، (Colchica)، سوريا(Syria)، المنطقة من أرمينيا القديمة التي تقع في جنوب شرق تركيا الحديثة على الحدود مع سوريا (Commagenê)، السهول والمنطقة الجبلية في شرق الأناضول الوسطى (Cappadocia)، (Lydia)، (Lycia)، (Cilicia)، و (pamphylia المنطقة في جنوب آسيا الصغرى ، بين lycia وcilicia ، وتمتد من البحر الأبيض المتوسط إلىجبل الثور (مقاطعة انطاليا الحديثة اليومPamphylia)، وحيث أنها واقعة في جنوب غرب الربع، نجد أن لها علاقة إضافية مع المثلث الجنوب غربي أي مثلث السرطان والعقرب والحوت وحكام هذا المثلث وهم المريخ والزهرة وعطارد، لذا فان من يعيش في هذه البلدان عادة ما يعبدون الزهرة على إنها أم الآلهة ويسمونها بأسماء محلية عديدة، أما المريخ فيدعونه بأدونيس (Adonis)، والذي بدوره يسمى بتسميات أخرى، ويقيمون طقوس دينية خاصة والاحتفالات المصحوبة بالمراثي، وهم منحرفون إلى أقصى حد ووضيعين، متعبين، أنذال، وعادة ما نجدهم في إرساليات المرتزقة يسلبون الغنائم ويأخذون الأسرى، ويستعبدون مواطنيهم ويشتبكون في حروب مدمرة، وبسبب اقتران المريخ والزهرة في الشرق وحيث أن المريخ شرفه في الجدي، وهو برج في مثلثة الزهرة، والزهرة في الحوت وهو برج من مثلثة المريخ فيحدث أن تبدي نساءهم ودا كبيراً لأزواجهن، كما إنهن عطوفات،يتحملن مسؤولية بيوتهن، مجتهدات، متعاونات، وكدودات ومطيعات بكل معنى الكلمة. ومرة أخرى وبالتفصيل، فمن هذه الشعوب اؤلئك الذين يعيشون في (Bithynia)، (Phrygia)، (Colchica) وهم على توافق مع السرطان والقمر لذلك نجد أن رجالهم متروين ومذعنين، واغلب النساء رجوليات ومسيطرات وعدائيات كالأمازونيات[2] اللواتي كن يتحاشين إقامة علاقة مع الرجال، مولعات بالأسلحة، واللواتي كن ومنذ نعومة أظفارهن يقمن بتشويه صفاتهن الأنثوية وتحويلها إلى رجولية وذلك بقطع الثدي الأيمن لإغراض حربية ويكشفن هذه الأجزاء للعيان في جبهة المعركة ليكشفن عن افتقارهن للأنوثة بطبيعتهن، إن سبب ذلك هو الزاوية الشرقية والمذكرة للقمر. أما سكان سوريا(Syria)، والمنطقة من أرمينيا القديمة التي تقع في جنوب شرق تركيا الحديثة على الحدود مع سوريا (Commagenê)، والسهول والمنطقة الجبلية في شرق الأناضول الوسطى (Cappadocia)، فهم على توافق مع العقرب والمريخ لذا فهم أكثر غلظة ومحتالين ومخادعين وتجد من بينهم المجدين. أما سكان (Lydia هو تاريخي منطقة غربي آسيا الصغرى ، والمنسجمه مع تركيا 'دا الحديثة مقاطعات مانيسا وازمير.)، (Lycia)، (Cilicia)، و (Pamphylia)، فهم على صلة مع الحوت والمشتري، ولهذا فهم أكثر ثراءً و يعملون في التجارة كما إنهم اجتماعيون ومتحررون ويمكن الوثوق بهم في المعاهدات.
أما الربع المتبقي والذي يتضمن ما يسمى بشكل عام بليبيا والأجزاء الأخرى تتضمن (Numidia)، قرطاجة (Carthage)، إفريقيا(Africa)، (Phazania)، (Nasamonities)، جيرمانيا (Garamantica)، موريتانيا (Mauritania)، (Gaetulia)، (Metagonitis) والمناطق الواقعة جنوب غرب العالم، فهي على صلة بالمثلث الجنوب غربي أي مثلث السرطان والعقرب والحوت، وعليه فهو محكوم بالمريخ والزهرة في زاوية غربية، وبسبب هذا الاقتران بين هذين الكوكبين فان سكان هذه المناطق يحكمون من قبل رجل وزوجته هما في الأصل أخوين،الرجل منهما يحكم الرجال والمرأة تحكم النساء، وتستمر عندهم الخلافة على هذا المنوال، وهم متأججي العاطفة ويحبون إقامة العلاقات مع النساء حتى أن بعض الزيجات تحدث بالعنف والاختطاف، وعادة ما يستمتع ملوكهم في أو ل مع العرائس، كما انه من الشائع عند البعض منهم أن تكون المرأة مشاعا للجميع، كما أنهم مولعين بتجميل أنفسهم والتزين بزينة النساء وما ذلك إلا لتأثير الزهرة، أما تأثير المريخ فيجعل متصفين بالرجولة روحاً، مؤذين، يمارسون السحر، محتالين، مخادعين، مستهترين. ومن هذه الشعوب سكان (Numidia)، قرطاجة (Carthage)، إفريقيا(Africa)، وهم أكثر توافقا مع مثلث السرطان والقمر، لذلك هم اجتماعيون ومنخرطون في التجارة، ويعيشون في رخاء. أما اؤلئك الذين يقطنون موريتانيا (Mauritania)، (Gaetulia)، (Metagonitis)، فهم على توافق مع مثلث العقرب والمريخ، وعلى هذا فهم شرسين، مولعين بالحروب، آكلي لحوم، متهورين للغاية، يستهينون بالحياة إلى حد انه لا يرحم احدهم الأخر. اؤلئك الذين يقطنون (Phazania)، (Nasamonities)، جيرمانيا (Garamantica لمنطقة جغرافيه من الارض على الضفة الشرقية لنهر الراين (جوف جيرمانيا))، فهم على توافق مع الحوت والمشتري، لذلك هم متحررون وبسطاء، متحمسين للعمل، أذكياء، يتسمون بالنظافة الاستقلالية كقاعدة عامة، ويعبدون المشتري على انه آمون (Ammon)، الأجزاء المتبقية من الربع والواقعة قرب مركز العالم،وهي (Cyrenaica)، (Marmarica)،مصر(Egypt)، (Thebais هو المنطقة من مصر القديمة اقصى الجنوب من صعيد مصر ، من abydos إلىاسوان.)، الواحات(the Oasis)، (Troglodytica هو قديم من ميناء مصر على الساحل الغربي للبحر الأحمر.)، شبه الجزيرة العربية(Arabia)، (Azaniaازانيا هو الاسم الذي تم تطبيقه على اجزاء مختلفة من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى)، وإثيوبيا الوسطى (Middle Ethiopia)، المواجهة لشمال غرب الربع بأكمله، ولها بالإضافة لذلك علاقة بالمثلث الشمال شرقي وهو مثلث الجوزاء والميزان والدلو، ويكون على ذلك حكامه زحل والمشتري بالإضافة إلى عطارد، لذلك نجد من يعيش في هذه البلدان، والخاضعين لتأثير السيطرة للكواكب الخمسة في الغرب، يعبدون الآلهة ويتأثرون بالخرافات، يكرسون أنفسهم للطقوس الدينية وهم مولعين بالمراثي، يدفنون موتاهم تحت الأرض بعيدا عن الأعين بسبب تأثير الزاوية الغربية للكواكب، ويمارسون جميع أنواع الأعراف، والعادات، والشعائر خدمة لجميع الآلهة، وعندما يكونون تحت السيطرة فيصبحون أكثر إذعانا وجبنا وعوزا وتحت طائلة المعاناة ، أما في محل القيادة فنجدهم شجعانا وذوي نفوس سامية متعددي الزوجات أو الأزواج ومنغمسين في الشهوات، يتزوجون من أخواتهم، يتصف الرجل منهم بمقدرته على الإخصاب من اجل الايلاد والمرأة منهن علىالحمل بالرغم من أن أراضيهم قاحلة، بالإضافة إلى العديد من رجالهم معتلي الصحة وذوي شخصية متأنثة، حتى أن البعض منهم يحتقرون الأعضاء التناسلية بسبب تأثير الكواكب النحسة عند ضمها إلى الزهرة في الغرب، ومن هذه الشعوب سكان (Cyrenaica)، (Marmarica)، وخاصة في مصر السفلى(Lower Egypt) فهم أكثر توافقا مع الجوزاء وعطارد، ولهذا فهم متفكرون وأذكياء وسطحيون في كل الأمور خاصة في بحثهم عن الحكمة والدين، كما إنهم سحرة ويمارسون المهن المبهمة والغامضة وبشكل عام فهم بارعون في الرياضيات. اؤلئك الذين يقطنون في (Thebais)، الواحات(the Oasis)، (Troglodytica)، فهم اقرب إلى الميزان والزهرة، فيتسمون بالعاطفة الجياشة وتملئهم الحيوية والنشاط ويعيشون في وفرة ورخاء.
أما سكان شبه الجزيرة العربية(Arabia)، (Azania)، وإثيوبيا الوسطى (Middle Ethiopia)، فهم على توافق مع الدلو وزحل، وهو السبب الذي يجعل منهم آكلي اللحوم واكلي سمك ، رحالة يعيشون حياة قاسية ووحشية.
وليكن هذا هو شرحنا المختصر فيما يخص علاقة الكواكب وبروج الدائرة بمختلف الأمم، وكذلك الخصائص العامة للأخيرة. وسنستعرض فيما يلي قائمة بالأمم المختلفة والبروج التي هي على علاقة معها استنادا إلى ما قد ذكرناه عنها قبل قليل:

الحمـــــل:
الثــــــور:
الجـوزاء:
السرطان:
الأســــــد:
العــذراء:
الميــزان:
العقــرب:
القـــوس:
الجــــدي:
الدلــــــو:
الحـــوت:




[1] هي خامس اكبر مدن تركيا تقع جنوب البلاد على جبال طوروس تبعد 50 كم عن البحر الأبيض المتوسط.
[2] الأمازونيات: الأمازونية امرأة من عرق خرافي زعمت الأساطير الإغريقية إنهن كن يقمن قرب البحر الأسود.


4- طريقة عمل التوقعات الدقيقة :


بعد هذه المقدمة التوضيحية ستكون المهمة التالية هي التعامل وبشكل مختصر مع آلية التنبؤات، وستكون أو لها تلك التي تتعلق بالأحوال العامة للبلدان والمدن. إن طريقة هذا المطلب هي كالتالي: إن العامل الأول والأكثر فاعلية لهذه الأحداث يكمن في اقترانات الشمس والقمر في الكسوف والخسوف كما حركة النجوم في الوقت ذاته. وفيما يتعلق بالتنبؤ بحد ذاته، فأن جزأً منه يتعلق بالأقاليم حيث لابد أن نتنبأ بالبلدان أو المدن التي ستتأثر بالكسوفات والخسوفات أو بالحركات الدورية المهمة للكوكب، أي زحل والمشتري والمريخ حيثما حلت، َسيُعدَ حينئذ مؤثراً. وجزء آخر من التنبؤ وهو الذي يتعلق بالزمن حيث يتعين توقع وقت التنبؤات ومدتها. وجزءا آخر وهو الجزء الذي يتعلق بالشمولية، أي لابد لنا أن نفهم ما هي الأصناف التي ستشملها هذه النبوءة. وأخيراً الزاوية المخصوصة التي من خلالها سنحدد ما هو نوع الحدث نفسه.


5 - تحديد البلدان المتأثرة:


نحن ألان بصدد بحث الجزء الأول من المطلب، وهو الأقاليم، بالطريقة التالية: ففي الكسوف والخسوف للشمس والقمر عندما يحدثان، خاصة تلك التي تلاحظ بسهولة، سنتحرى عن ذلك الجزء من دائرة البروج الذي ستحدث فيه وعن البلدان ذات العلاقة مع مثلثات هذه الأجزاء، وبأسلوب مماثل سنحدد أي من المدن يتوافق مع البرج الذي حدث فيه الكسوف أو الخسوف وذلك إما من خلال طالعها أثناء وقوعهما ومواقع النيرين في الوقت عينه أو من خلال تواجد الأرباب في منتصف السماء.
ومهما كانت البلدان والمدن التي سنكتشفها والتي توافق هذه الحالات فلابد لنا من افتراض وقوع نفس الحدث لها جميعا عند الحديث مجملا خاصة تلك ذات العلاقة الحقيقية مع البرج الشمسي للكسوف أو الخسوف وفي برج الكسوف أو الخسوف ذاته، ذلك انه وقع فوق كوكب الأرض وكان ملاحظاً.


6- وقت وقوع الأحداث المتنبأ بها:

المطلب الثاني وهو الذي يخص التسلسل الزمني، حيث يجب أن نتعلم أو قات الأحداث المعنية وطول ُمددها، وسنوضحه كما يلي؛ فبقدر ما يكون الكسوف أو الخسوف الحاصلَين في نفس الوقت لا يكتملان في نفس عدد الساعات المعهود في كل مكانٍ وناحية، وحيث أن الكسوف الشمسي ليس متساوي في درجة الاحتجاب أو طول المدة في كل ألاماكن، سنتكلم أو لا عن ساعة الكسوف أو الخسوف في ألاماكن التي يطالها ذلك وعن الارتفاع الزاوي للقطب والمراكز كما هي عند الولادة؛ وثانياً عن عدد ساعات الاحتجاب التي يستغرقها كل منهما. فعندما نحدد هذه المعلومات ونتفحصها فسنجد انه في الكسوف الشمسي أن الحدث المتنبأ به سيستمر لعددٍ من السنين مسأو لعدد ساعات الاحتجاب التي سجلناها؛ وان كان خسوفاً قمرياً فسيتمر الحدث المتنبأ به لأشهر مساوية بعددها لعدد ساعات الخسوف.
إن طبيعة بدايات الأحداث وشدتها يستدل عليها من موقع مكان الكسوف أو الخسوف بالنسبة للمراكز. فلو أن الكسوف أو الخسوف وقع على الأفق الشرقي فهذا يشير إلى أن بداية الحدث المتنبأ به سيكون في الفترة الأولى من أربعة أشهر من وقت الكسوف أو الخسوف وذروة الحدث ستكون في الثلث الأول من الزمن الكلي لمدته؛ وإن وقع في منتصف السماء فإن الحدث سيقع في الأربعة أشهر الثانية والثلث الأوسط ؛ وإن وقع على الأفق الغربي فإن الحدث المتنبأ به سيقع في الأربعة أشهر الثانية أي الثلث الأخير.
ونستدل على البدايات المحددة لفتور الحدث أو اشتداده من التقابلات التي تحدث أثناء ذلك، إن كان الكسوف أو الخسوف قد وقع في مناطق مهمة أو في مناطق لها زاوية مع نفس هذه المناطق المهمة، وكذلك من التحركات ألأخرى للكواكب، فإن كانت الكواكب التي تؤثر في الحدث المتنبأ به إما شارقة أو غاربة أو ثابتة أو بازغة وكانت في ذات الوقت على نفس الزاوية مع البروج الداعمة للسبب (للعلة)، ذلك إن الكواكب عندما تكون مشرقة أو ثابتة فإنها تبث الشدة في الأحداث، لكن عندما تكون غاربة وتحت مستوى أشعة الشمس أو مقتربة من المساء فإنها ستعمل على التقليل من شدة الحدث.


7- الأصناف المشمولة بالتأثير:


والمطلب الثالث هو تصنيف الشمولية، حيث لابد من تحديد أي الأصناف ستتأثر بالحدث. ويمكننا تحديد ذلك من خلال طبيعة وهيئة البروج التي يصدف أن يحدث فيها الكسوف أو الخسوف والتي تكون الأجرام السماوية فيها (الكواكب أو النجوم الثابتة) حاكمة لكلٍ من برج الكسوف أو الخسوف وللزاوية التي تسبق هذا الكسوف أو الخسوف. ففيما يخص الكواكب وجدنا أن حكم هذه المناطق هو كالأتي: المنطقة ذات اكبر عدد من العلاقات مع كل من المناطق الأنفة الذكر وهي مناطق الكسوف أو الخسوف ومناطق الزاوية التي تتبعها بفضل اقرب الاتصالات أو والانفصالات التي يمكن ملاحظتها وبفضل تأثير الزوايا ذات العلاقة والأكثر من ذلك هو حكم البيوت والمثلثات والأرباب والحدود ومن ذلك كله فان الكوكب هو من سيكون صاحب التأثير الأقوى.
وفي كل الأحوال فان لم يصدف أن يكون نفس الكوكب ربا للكسوف أو الخسوف أو ربا للزاوية فلابد لنا من أن نأخذ الاثنين معاً حيث سنجد اكبر عدد من الخصائص، كما ذكرنا سابقا، لأحدى المناطق حيث تكون الأولوية لرب الكسوف أو الخسوف.
إن لم يصدف أن يكون الكوكب ذاته هو رب الكسوف أو الخسوف أو رب الزاوية، فلابد أن نأخذ أكثر كوكبين حظيا بأكبر عدد من التآلفات، كما قد سبق، مع إحدى المناطق ومع اعتبار الأفضلية لرب الكسوف أو الخسوف. وان وجدت عدة كواكب على أي منطقة فسنعطي الأولوية في التأثير للأقرب للزاوية، أو للأهم، أو للأكثر محاذاة ً للقطاع الشمسي.
أما في حالة النجوم الثابتة، فسنأخذ أو ل النجوم المضيئة والواضحة والتي تدل على الزاوية القادمة عند الزمن الفعلي للكسوف أو الخسوف وحسب الزوايا التسعة التي سبق أن عرفنا عنها في مصنفنا الأول، والنجم الذي ينتمي للمجموعة المرئية عند وقت الكسوف أو الخسوف إذا كان في الطالع أو على خط الاستواء مع الزاوية التي تلي موقع الكسوف أو الخسوف.
وهكذا عندما نكون قد حددنا الكواكب المؤثرة في الحدث وأخذنا بنظر الاعتبار أجزاء البروج والتي حدث فيها الكسوف أو الخسوف أو وجد فيها الكوكب الرئيسي (المؤثر) فسنستطيع تحديد الأصناف المشمولة بتأثير الحدث.
إن التشكيلات النجمية ذات الهيئة البشرية وكذلك النجوم الثابتة تجعل من الحدث متعلقاً بالجنس البشري.وبالنسبة للبروج الأرضية، فان رباعية القدم تتعلق بالحيوانات رباعية القدم، والتي تكون بهيئة الزواحف فيختص تأثيرها بالأفاعي وما شابهها، وكذلك الحال بالنسبة لتلك التي تكون بهيئة الحيوانات المفترسة والتي لها القابلية على مهاجمة الإنسان فتأثيرهـا يتعلق بنفس الفئة، أما التي بهيئة الحيوانات الأليفة فيتعلق تأثيرها بالحيوانات الداجنة والمفيدة ذات المنفعة الاقتصادية، وحسب هيئاتها المتعددة، مثل الخيول، الثيران، الخراف وما إلى ذلك.
ومرة أخرى البروج الأرضية، الشمالية منها، تشير إلى الهزات الأرضية، والجنوبية تشير إلى أمطار مفاجئة وغير متوقعة.
البروج التي تسيطر على مناطق معينة وتكون بهيئة مخلوقات مجنحة مثل العذراء والقوس وكوكبة الدجاجة أو كوكبة النسر الطائر وما إلى ذلك, فسيقع تأثيرها على المخلوقات المجنحة خاصة التي تستخدم في غذاء الإنسان.
وان كانت بهيئة كائنات سابحة فسينصب تأثيرها على الأسماك والحيوانات المائية ومن هذه التشكيلات المتعلقة بالبحر، نجد السرطان والجدي وتشكيلة الدولفين فإنها تؤثر على الكائنات البحرية والبحار و الأساطيل.
أما التشكيلات التي تتعلق بالأنهار مثل الدلو والحوت، فإنها تؤثر على الكائنات النهرية والتي تعيش في الينابيع.والنجوم في كوكبة برج السفينة (Argo) فهي تؤثر فيما شابه ذلك. وكذلك النجوم في البروج المعتدلة والبروج المنقلبة فلها تأثير على أحوال الطقس والفصول التي تقع في كل واحد من هذه البروج وبشكلٍ خاص فإنها تتعلق بالنمو والأشياء التي تنمو وتنبثق من الأرض، حيث إنها عند الاعتدال الربيعي تؤثر في البراعم والشتلات الجديدة للنباتات الشُجيرية مثل العنب والتين وكل ما ينتج عن ذلك. وفي الانقلاب الصيفي فإنها تؤثر في جمع المحاصيل وخزنها، وفي مصر خاصة فإنها تؤثر في ارتفاع منسوب النيل.
أما بروج الانقلاب الخريفي فإنها تؤثر على البذار والمحاصيل العشبية المخزنة وهكذا، وفي بروج الانقلاب الشتوي فنها تؤثر في الخضراوات وأنواع الطيور والأسماك المنتشرة في هذا الفصل. الأمر الأخر هو أن البروج المعتدلة لها تأثير على الطقوس المقدسة وعبادة الآلهة، والبروج الانقلابية لها تأثير على تغيرات الجو وكذلك السلوكيات الأعراف السياسية. أما البروج الثابتة فتأثيراتها تقع على تأسيس وبناء البيوت وبالنسبة للبروج المجسدة (bicorporal) فتأثيرها يقع على الرجال والملوك. و بشكل مماثل تلك المجموعات النجمية القريبة من الشرق، وبالنسبة لوقت الكسوف أو الخسوف فانه سيدل على ما يخص كل من المحاصيل، الشباب، والتأسيسات والكسوفات أو الخسوفات التي تحدث قرب منتصف السماء فوق الأرض فهي تؤثر في الطقوس المقدسة، الملوك و منتصف العمر.
أما الكسوف أو الخسوف الذي يقع قرب الغرب فهو يؤثر في تغيير التقاليد أو العادات وكذلك مرحلة الشيخوخة وأولئك الذين يموتون.
وحول مسالة حجم الجزء المشمول من هذا الصنف بتأثير الحدث فالجواب يحدده نطاق الاحتجاب في كل من الكسوف أو الخسوف وكذلك المواقع ذات الصلة بهما حيث إن نجوم هذه المواقع هي أيضاً ضالعة في التأثير، فلو كانت نجوم ذات الصلة بالكسوف غربية أو أنها شرقية ولها ارتباط مع الخسوف، فإنها تؤثر على اقل مقدار وان كانت متضاربة فتأثيرها يقع على النصف، وان كانت ارتباط الكسوف مع نجوم شرقية أو الخسوف مع نجوم غربية فسيكون التأثير على الأغلبية.


8- طبيعة الحدث المتنبأ به:

أما المطلب الرابع فيتعلق بطبيعة الحدث المتنبأ به، أي إذا كان حدثاً ذا تداعيات ايجابية أو العكس، وأي نوع من التأثير هو في كلا الحالتين، انسجاما مع الخصائص المحددة للأجناس، ونستطيع أن ندرك ذلك من خلال طبيعة نشاط الكواكب التي تحكم المواقع المؤثرة ومن خلال تشكيلاتها إحداها مع الأخرى ومن خلال المواقع التي صادف أن تواجدت فيها. فالشمس والقمر هما المسؤولان عن الكواكب الأخرى كما لو أنهما كانا القائدين لها لأنهما المعنيان بالطاقة كلياً، وهما ما يجعل من الكوكب حاكما، والأكثر من ذلك هما سبب قوة أو ضعف الكواكب الحاكمة. إن الملاحظة الدقيقة للنجوم الحاكمة هي التي ستدلنا على نوعية الحدث المتنبأ به.
وسنبدأ مع ميزات القوى الفعالة، واحدة تلو الأخرى، وفي كل الأحوال لتكون مطالعة عامة وموجزة للتذكير وليكون واضحاً عندما نتكلم عن الطبائع للكواكب الخمسة، أي أن كل ما ينتج من هذه الطبائع معني بالأمر، سواء أكان الكوكب نفسه في وضعه الملائم أو احد النجوم الثابتة أو احد بروج الدائرة، اخذين بالاعتبار الطبيعة الملائمة له،كما لو أن الخصائص قد طبقت على الطبائع أو الصفات ذاتها وليس على الكوكب. ولا بد أن لا ننسى انه في المُركبات لا بد أن نأخذ في الاعتبار تمازج كوكب مع آخر، بل، ما ينتج من تمازجهما مع غيرهما مما يشاطرهما نفس الطبيعة، سواء كانت نجوماً ثابتة أو بروج، وذلك بفضل تآلفها مع الكواكب التي سبق ذكرها.
فزحل عندما ينفرد في تأثيره فهو بالتأكيد سيتسبب في التدمير بالبرودة وخاصة عندما يعنى الحدث بالإنسان، حينها سيسبب أمراض رئوية، سل، تدمير، تصدعات في القشرة الأرضية سببها الموائع، الروماتيزم، الحمى الرباعية، الملاريا، الإبعاد، الحرمان، السجن، الأسى، الخوف، الوفيات وخاصة بين كبار السن،كذلك فهو يشير إلى الحيوانات البكماء المفيدة للإنسان، فهو الذي يتسبب في ندرتها وكذلك يشير إلى الأمراض الجسدية المدمرة، لذا فان الذين يربون هذه الحيوانات يتأثرون بها ويهلكون إثر ذلك.
وفيما يخص الطقس،فيسبب البرد القارص، الإنجماد، الرطوبة، الأوبئة، فساد الهواء، تلبد الغيوم، الظلام، بالإضافة إلى العواصف الثلجية، وليس المفيدة منها بل المدمرة، والتي تساعد على ظهور الزواحف (الهوام) المؤذية للإنسان.
أما البحار والأنهار فيتسبب، بشكل عام، بتدمير الأساطيل، والرحلات الكارثية وندرة ونفوق السمك وخاصة المد والجزر الشديدين للبحار وسيول مياه الأنهار الشديدة وتلوثها.
وعند الحديث عن المحاصيل الأرضية، فان زحل يصيبها بالنقصان والندرة والتلف خاصة تلك التي تزرع لاستخدامات ضرورية، وذلك إما بواسطة الديدان أو الجراد أو الأمطار الغزيرة ونحو ذلك، وعن ذلك ينتج المجاعة والدمار للإنسان.

وعندما يحكم المشتري لوحده، فإنه حدث الزيادة بشكلٍ عام، وبشكلٍ خاص عندما يتعلق الحدث بالإنسان فيؤدي إلى الشهرة، الرفاهية، الرخاء، حلول السلام، والزيادة في ضروريات الحياة، الصحة الجسدية و النفسية، بالإضافة إلى المنح والعطايا من الملوك الذين بدورهم يحضون بامتداد ملكهم وبالعظمة والنبل عندما ينفرد المشتري في حكمه.
بالنسبة للحيوانات المفيدة للإنسان فيصيبها بالزيادة والوفرة أما تلك التي لا تنفعه فيصيبها بالنقصان والهلاك، كما انه يجعل من حالة الجو معتدلة وصحية، كما يكون كثير الرياح ورطب ومثالي لنمو المحاصيل الأرضية، ويحقق إبحاراً موفقا للأساطيل وارتفاع الأنهار لمستوى معتدل ووفرة المحاصيل ونحوه.

المريخ عندما يتصدى للحكم بمفرده، فهو يتسبب في الدمار عموماً والذي يسببه من خلال الجفاف وخاصة عندما يتعلق الحدث بالإنسان فيجلب الحروب والعصيان المدني والأسر والاسترقاق والانتفاضات الغضب والانتقام من الرؤساء، والموت المفاجئ الناشئ عن هذه الأسباب، والأكثر من ذلك فهو يسبب الحمى المتكررة وارتفاع ضغط الدم والموت السريع والعنيف خاصة لمن كان في مقتبل العمر وكذلك العنف والاعتداءات والفوضى والحرائق المتعمدة وجرائم القتل والسطو والقرصنة.
بالنسبة للجو فيتسبب بالطقس الحار والدافئ والرياح العنيفة والجو الذي يسبب أمراضاً وبائية والتلف بسبب البرق والأعاصير والجفاف.
أما تأثيره على البحار فيتسبب بتحطم السفن والأساطيل بسبب الرياح المتغيرة أو البرق وما شابه، انحسار المياه في الأنهار وجفاف الينابيع وتلوث مياه الشرب. وعند الإشارة إلى الاحتياجات الضرورية للإنسان التي تنتجها الأرض فيتلفها بسبب الجفاف نتيجة الجو الحار أو بسبب الجراد أو الرياح العاتية أو إحراقها في مخازنها.

بالنسبة للزهرة إ ن أصبحت هي الحاكم المنفرد والمسيطر فتحدث بشكل عام تأثيرات مشابهة لتلك التي يحدثها المشتري مضافا لذلك خاصية جديدة الذات عندما يتعلق الحدث بالإنسان فهي تجلب الشهرة والشرف و السعادة والرخاء والزواج السعيد وكثرة النسل والاكتفاء في كل العلاقات المتبادلة والزيادة في الممتلكات ونمط منظم وناجح في الحياة واحترام القيم الجليلة. إن الزهرة هي السبب وراء الصحة البدنية الجيدة التحالف مع القادة وتزيد في رونق الحكام.
أما الرياح فتحيلها إلى الاعتدال واستقرار حالة الرطوبة كما تجعلها رياحاً منعشة و من الهواء نقياً، وتغدق في انهمار المياه التي تزيد الخصوبة وتجعل من إبحار الأساطيل موفقاً، ناجحاً ورابحاً وكذلك ارتفاع مناسيب مياه الأنهار. أما لحيوانات والمحاصيل المفيدة للإنسان فهي السبب الأبرز لغزارتها وجودة المنتجات والأرباح.

عطارد لو انه كان لحاكم فطبيعته، عند الحديث يشكل عام، ستكون مثل أي كوكب آخر يرتبط به، وعند الحديث بشكل خاص فانه يفوق غيره نشاطاً وعند التنبؤ بالأحداث التي تتعلق بالإنسان فيشير إلى الذكاء والنشاط الشديد والإبداع في كل حال لكنه أيضاً يتسبب في حالات السطو والسرقة و القرصنة والتهديد وزيادة على ذلك فهو يجعل من الرحلات البحرية غير موفقة عندما يرتبط بزاوية مع كوكبٍ نحسْ ، ويشيع أمراض الجفاف، حمى الملاريا المتكررة والسعال والسعال المصاحب بالبلغم والسل الرئوي .
إن عطارد هو السبب في الأحداث التي تقع فيما يخص القوانين الدينية وعبادة الآلهة والدخل القومي وهو مسؤول عن تغيير العادات القوانين من وقت لآخر،انسجاماً مع الكوكب الذي يرتبط به في كل مناسبة وحدث.
أما تأثيره على الجو، فبما انه شديد الجفاف والتقلب نظراً لقربه من الشمس وسرعة دورانه حولها فهو، بالخصوص، ميال إلى إنتاج رياح غير منتظمة وشديدة ومتغيرة وكما هو متوقع الرعد والأعاصير والتصدعات في القشرة الأرضية والزلازل والحرائق الناجمة عن ذلك وأحياناً واستنادا إلى ما سبق فهو قد يعني نفوق الحيوانات وهلاك النباتات المفيدة، وعند الغروب ينقص مياه الأنهار تدريجياً وعند الشروق يزيدها.

وهكذا هي التأثيرات التي تنتجها الكواكب، كلٌ بذاتها وبحسب ما تمليه عليها طبيعتها الخاصة، وعند ارتباطها مرة مع هذا ومرة مع ذاك وبزوايا مختلفة وبتبادل البروج ووضعيتها مع الشمس، حيث تعاني الكواكب طبائع مشتركة لقواها فكل ينتج خاصية هي نتاج مزيج الطبائع المشتركة والتي تتصف بالتعقيد.
وبالطبع فإنها ستكون مهمة عسيرة بل مستحيلة لتحديد ما ينتج من كل مزيج بشكل مضبوط أو إحصاء كل الزوايا لكل الأنواع. لكن من الممكن استيعاب ذلك والأسئلة المترتبة على ذلك فمن الأفضل تركها لمهارة وقدرة الرياضيين لتحديد الفروقات الدقيقة.
ومن الضروري إدراك ماهية العلاقة بين الكواكب التي تحكم عملية التنبؤ والبلدان أو المدن التي يعنى بها التوقع.فلو كانت الكواكب الحاكمة سعيدة لها علاقة بالأشياء المتأثرة بها، وليست مغلوبة بكواكب أخرى من القطاع المقابل فستكون أقوى لإنتاج خيرات الطبيعة وحتى وان كانت لا علاقة لها بالأشياء المتأثرة بها أو مغلوبة من كواكب القطاع المقابل فستكون اقل دعماً للطبيعة. لكن لو كانت ذات طبيعة منحوسة أو مؤذية وتحكم عملية التنبؤ فان كانت على صلة بالأشياء التي ستؤثر عليها أو مسيطر عليها من قبل القطاع المقابل فيكون أذاها اقل. أما لو أنها لم تكن لا حاكمة للبلدان و لا مغلوبة بالكواكب ذات العلاقة بهذه البلدان فتنال هذه البلدان اشد ما في طبيعتها من قوى تدميرية.
وفي كل الأحوال فان هؤلاء الناس هم الأكثر تأثراً بالأمراض التي تنتشر على مستوى عالمي حين يصدف أن يكونوا في نفس المواقع واقصد بذلك النيرين والزوايا مل تلك التي تهيئ سبب البلاء والتعاسة أي إن مكان الكسوف أو الخسوف أو المواقع المقابلة لها تماماً من هذه المواقع التي تكون الأخطر والأصعب تجاوزا هي التي تكون إما في نفس الدرجة للكسوف أو الخسوف أو في الدرجة المقابلة.


9- ألوان الكسوف أو الخسوف والمذنبات ونحو ذلك:

في عملية التنبؤ للحالات العامة فلابد أن نلاحظ الألوان في وقت الكسوف أو لخسوف سواء كان للنيرين نفسيهما أو للتشكيلات النجمية التي يصدف أن يحدثا بقربها.مثل القضبان (Rods) أو الهالات (Halos) وما شابه. فلو أنها بدت سوداء أو مكدرة وشاحبة اللون فإنها تشير إلى التأثيرات التي لها علاقة بطبيعة زحل، أما لو بدت بيضاء اللون فستشابه تأثيرات المشتري، وإن بدت محمرة اللون فان تأثيراتها ستماثل المريخ وتلك التي تميل إلى الاصفرار فستماثل الزهرة، وإن تعددت ألوانها فستكون مثل عطارد.
وإن كان اللون المميز قد ظهر بشكل يغطي كل جسم النيرين أو كل المنطقة المحيطة بهما فهذا يعني أن الحدث المتنبأ به ستتأثر به عظم البلدان.وإن كان اللون منحصراً في جزء معين فإنها ستؤثر فقط في الجزء المقابل لهذه الظاهرة.
ولابد أن نلاحظ إضافة لذلك، من اجل التنبؤ بالأحداث العامة، المذنبات التي تظهر أما في وقت الكسوف (أو الخسوف) أو في أي وقتٍ آخر. فمثلاً، ما يسمى بالحزم (beams)، الأبواق (trumpets)، الجرار(Jars)، وما إلى ذلك. فهذه تنتج بالطبيعة التأثيرات الخاصة بالمريخ و عطارد، وهي الحروب والجو الحار وتخلخل الأوضاع وما يرافق ذلك. كما أنها تشير إلى المناطق التي ستعاني من المشاكل من خلال تلك الأجزاء من دائرة البروج التي تظهر فيها رؤوسها ومن خلال اتجاهات الأشكال التي تشير إليها نهايات ذيولها.
أما التشكيلات التي تتخذها رؤوسها فإنها تشير إلى نوع الحدث والفئة التي ستنالها المتاعب، أما المدة التي تستغرقا فيمكن من خلالها أن نتنبأ بمدة الحدث، ويمكن معرفة بداية هذه الأحداث من خلال موقعها بالنسبة للشمس، وبشكل عام فان ظهورها في الشرق فيدل على أن الأحداث ستقع بشكل متسارع وظهورها في الغرب يدل على أن الأحداث ستدنو بشكل بطيء.


10 – القمر الجديد للسنة الجديدة:

الآن وبعد أن بينّا الطريقة التي يتم بها التنبؤ لعموم الدول والبلدان والمدن، ولا يبقى للذكر سوى الأمور ذات التفاصيل الأكبر، والإشارة إلى الأحداث التي تقع بشكل سنوي وتأثير الفصول عليها. وعند البحث في هذا الموضوع فإن مما يناسب المقام تعريف ما يسمى بالقمر الجديد للسنة.
إن القمر الجديد للسنة هو ذلك القمر الذي يتواجد عند بداية الدورة الشمسية في مدارها الدائري لكل دوراتها، وهو أمر يتضح بذاته.
وللتأكد، فانه لا يمكن فهم معنى نقطة البداية في الدائرة، وفي عرض عام، لكن من خلال الدائرة في وسط دائرة البروج يمكن اعتبار نقاط البداية الوحيدة محددة أما بخط الاستواء أو المدارين وهما النقطتين على القبة السماوية حيث تتقاطع الدائرة الظاهرية لمسير الشمس بين البروج مع الدائرة الاستوائية السماوية أو النقطتين اللتين تكون عندهما الشمس في أطول بعد من الدائرة الاستوائية السماوية، وحتى حينها سيكون المرء في حيرة من أمره في تفضيل أي من هذه النقاط الأربعة.
في الحقيقة فانه في الدائرة ولا واحدة من هذه النقاط ستكون المقصودة، هذا لو كانت هناك نقطة بداية واحدة، لكن الذين اضطلعوا بالكتابة حول هذه الأمور فقد استفادوا من كل واحدة من النقاط الأربع وبطرق مختلفة مفترضين كل واحدة على إنها نقطة البدء.
وهذا ما قادتهم إليه جدالاتهم والخصائص الطبيعية لكل من النقاط الأربعة، إن هذا ليس بالأمر الغريب فكل واحدة من هذه النقاط لها ادعاء خاص بها لتكون أو لتعتبر هي نقطة البدء والواقع الجديد، قد يتم تفضيل نقطة الاعتدال الربيعي ذلك أو لا: انه في هذا الوقت يبدأ النهار ليكون أطول من الليل ولأنه موسم الرطوبة، وهذا العنصر كما ذكرنا سابقا يكون فعالا بشكل كبير عند الولادات، أو قد تم تفضيل نقطة الانقلاب الصيفي وذلك أن أطول نهار يحدث في هذه الفترة، وبالنسبة للمصريين فلأنها تدل على تدفق مياه النيل وشروق نجم الشعرى اليمانية في مجموعه الكلب الاكبر ، وهناك من يفضل نقطة الاعتدال الخريفي لان كل المحاصيل تكون في هذه الحين قد حصدت ووضعت البداية الجيدة لبذر المحاصيل المستقبلية والبعض الذي يفضل الانقلاب الشتوي فلان بعد النقصان أو ل ما يبدأ النهار بازدياد طوله، وانه ليبدو أكثر مناسبا لي هو أن يتم تطبيق أو استخدام النقاط الأربعة للبحث والتدقيق لمعرفة أي واحدة منها هي التي تؤثر بالسنة مع ملاحظة نقاط الاقتران والتقابل للشمس والقمر مع البدر الجديد والذي تقريبا يسبقهما، ومن بين هذا كله بالخصوص الاقترانات التي يحدث عندها الكسوف أو الخسوف ، لذا فعندما تحدث نقطة البداية في الحمل فحينها يمكننا تخمين الوضع الذي سيكون عليه الربيع وعندما تكون في السرطان فنستطيع تخمين حال الصيف، وهكذا الحال عندما تكون نقطة البداية في الميزان في معرفة حال الخريف، وعندما تكون في الجدي، حال الشتاء.
وبالرغم من ذلك فان الشمس هي المسؤولة عن إيجاد الصفات العامة وأحوال الفصول والتي من خلالها، حتى ذلك الجاهل بعلم التنجيم يستطيع الإخبار بالمستقبل.
إضافة لذلك فلابد أن نأخذ بالاعتبار الصفات الخاصة ببروج الدائرة للحصول على تنبؤات عن الرياح والطبائع العامة، وتنوع الدرجات من وقت لآخر توضحها الاقترانات التي تحدث في النقاط الآنفة الذكر وزوايا الكواكب معها، وبالخصوص من خلال الاقترانات والقمر الكامل عندما يقعان في البروج على اختلافها ومن خلال بدورة الكواكب، وهذا ما يمكن بالحث الشهري.
وبما انه من المناسب لهذا الغرض أن يتم تطبيق القوى الطبيعية الخاصة للبروج وتأثيرها في الأحوال السنوية، كما هي الحال للكواكب وقد شرحنا هذا الأمر فيما سبق، أي علاقة الكواكب والنجوم الثابتة مع الجو والرياح والفصول وسيبقى لنا الحديث طبائع البروج واحداً تلو الآخر، وجزءاً فجزء.


11- طبائع البروج وتأثيراتها على الطقس:

إن برج الحمل، إجمالاً، وحيث انه يشير إلى الاعتدال فهو يتميز بالرعد و البَرَد، وعند الحديث عنه جزءً تلو آخر من خلال تعدد درجاته وهذا مما يعزى إلى تأثيرات النجوم الثابتة والمعينة، فيتسم قسمه الأول بالمطر والرياح أما وسطه فبالاعتدال والأخير يتصف بكونه حاراً وضاراً.
أما أجزاءه الجنوبية فتتميز بالحرارة وبكونها مدمرة أما الأجزاء الجنوبية فتتميز بالبرد الشديد والمثلج.

أما برج الثور، إجمالاً، فهو يشير إلى ارتفاع درجات الحرارة وعند تفصيله جزءً تلو آخر، فان جزءه الأول خاصة القريب من مجموعة نجوم بنات أطلس (Pleiades) فيدل على الهزات الأرضية و الرياح والضباب، الجزء الأوسط فيتميز بالرطوبة والسيولة، أما الأخير قرب مجموعة نجوم القلاص (Hyades) فيتسم باتقاد الحرارة وبوفرة الرعد والبرق.
أما أجزاءه الشمالية فيميزها الاعتدال الجنوبية بعدم الثبات والانتظام.

برج الجوزاء، بالعموم، فيتميز باستقرار درجات الحرارة، أما تفصيل أجزاءه فالأول ممطر ومدمر، الأوسط بالاعتدال، والأخير مختلط وغير منتظم.
أجزاءه الشمالية عاصفة وتسبب الهزات الأرضية والجنوبية تشير إلى الجفاف والإحراق.

برج السرطان، عند الحديث عنه يشكل مجمل، فيتميز بجو مشمس ودافئ لكن جزءً فجزء، فالأول ومنطقة (Praesepe) فهو خانق، يشير إلى الهزات الأرضية والضباب، الأوسط إلى الاعتدال، وجزءه الأخير عاصف.
الأجزاء الشمالية منه و الجنوبية فتتميز بالحرارة المتقدة والمحرقة.

برج الأسد، إجمالاً، حار خانق أما أجزاءه، فالأول خانق ومهلك، الثاني معتدل، والأخير ممطر ومدمر. الأجزاء الشمالية تتميز بعدم الاستقرار والإحراق أما الجنوبية فتمتاز بالرطوبة.

برج العذراء، إجمالاً، يتميز بالرطوبة ويدل على عواصف رعدية أما تفصيل أجزاءه فالأول يتميز نوعاً ما بالدفء والإهلاك، الأوسط بالاعتدال، والأخير مشبع بالرطوبة. الأجزاء الشمالية منه عاصفة والأجزاء الجنوبية معتدلة.

برج الميزان، عموماً، يتميز بالتغير والتنوع، أما الحديث عن أجزاءه ، فالأول والأوسط معتدلان والأخير مشبع بالرطوبة. أجزاءه الشمالية عاصفة وأجزاءه الجنوبية رطبة ومدمرة.

برج العقرب، بالإجمال، يدل على الرعد والنار، وتفصيل أجزاءه، فالأول مثلج والثاني معتدل والأخير يسبب الهزات الأرضية. الأجزاء الشمالية تتسم بالحرارة والجنوبية بالرطوبة.

برج القوس، جملةً، فيتميز بأنه عاصف لكن تفصيله: فالجزء الأول منه رطب والثاني معتدل والأخير حارق. أجزاءه الشمالية عاصفة والجنوبية رطب ومتقلب.

برج الجدي، عموماً، فهو رطب، أما تفصيل أجزاءه: فالأول يتميز بجو حار ومدمر أما الثاني فتدل والأخير فيدل على عواصف مطرية. الأجزاء الشمالية والجنوبية رطبة مدمرة.

يرج الدلو، ككل، بارد ومشبع بالرطوبة لكن تفصيل أجزاءه: الأو ل رطب والأو سط معتدل والأخير عاصف. الأجزاء الشمالية تشير إلى جو حار والجنوبية فتشير إلى تلبد الغيوم.

برج الحوت، بالإجمال، هو بارد وعاصف، لكن بالتفصيل: فجزءه الأو ل معتدل والثاني رطب والأخير حار. أجزاءه الشمالية عاصفة، الجنوبية ممطرة.


12- البحث في الطقس بشكل مفصل:

بعد أن تم توضيح الحقائق كما في المقدمة السابقة، فان أسلوب التعامل مع الدلالات بالتفصيل يتضمن الخطوات التالية:
فالأسلوب الأو ل وهو الأكثر فهماً وعلى علاقة بالأرباع والذي يتطلب، كما قلنا سابقاً، ملاحظة الأقمار الجديدة أو البدور والتي غالباً ما يحدث قبيل بروج الانقلاب والاعتدال، وكذلك ملاحظة درجة القمر الجديد أو البدر الذي قد يقع على الخطوط التي يكون البحث عندها، ونرتب الزوايا كما في طوالع الولادات.
سيكون من الضروري تحديد حاكم موقع القمر الجديد أو البدر والزوايا التي تليه، بالأسلوب الذي بيناه سابقا في شرح الكسوف أو الخسوف وبناء على ذلك سنحدد الحالة العامة من خلال طبيعة الأرباع الخاصة، وتحديد مسألة درجة الشدة ودرجة الفتور من طبيعة الكواكب الحاكمة وصفاتها ونوعية الطقس الذي تسببه.
الأسلوب الثاني لهذه العملية يستند بشكل أساسي على الشهر، هنا سيكون من الضرورة بمكان أن نحلل الأقمار الجديدة أو البدور التي تولد في البروج بنفس الطريقة ناظرين فقط إلى القمر الجديد إذا تواجد قرب برج الاعتدال أو برج الانقلاب السابق، ويجب أن نستفيد من الأقمار الجديدة التي ولدت في ابعد نقطة من الربع التالي، وفي حالة البدر نلاحظ البدور التي ولدت في ابعد نقطة من الربع التالي، وبشكل مماثل سيكون من الضروري ملاحظة الزوايا والحكام لكلا الموقعين،بالخصوص اقرب ظهور للكواكب و تقدمها ورجوعها والخصائص المعينة للكواكب ومواقعها، والرياح التي يسببها كلا من الكواكب نفسها ومن قبل أجزاء البروج التي تصدف أن تكون فيها، إضافة لذلك، لأي ريح يميل الخط الذي يقع عليه القمر من خلال انحراف الدائرة. ومن كل هذه الحقائق واستناداً إلى قانون السيادة يمكننا أن نتنبأ بالإجمال بحال الطقس والرياح لكل شهر.
الخطوة الثالثة هي الأكثر تفصيلاً فيما يخص الشدة والفتور. إن هذه الملاحظة مبنية على تشكيلة الشمس قبل، وأحيانا قد يكون بثلاثة أيام بعد، تقدم القمر المشابه لتقدم الشمس، وكذلك مبنية على زواياهم مع الكواكب، عندما تكون في كل موقع من هذا النوع، أو إنها مثل غيرها، أي مثل التثليث أو التسديس. ذلك انه، وانسجاما مع طبيعة هذه الزوايا يمكن إدراك ميزة التغيير الخاصة، بالتناغم مع العلاقات الطبيعية للكواكب المصاحبة وبروج الدائرة مع البيئة والرياح.
إن اشتداد هذه الصفات الخاصة يوما بعد آخر وفتورها يكون سببه بشكل رئيسي طلوع أكثر النجوم الثابتة لمعاناً وتلألؤاً وقوة في الصباح أو المساء، عند الشروق أو الغروب، بالنسبة للشمس. فالمعتاد أن هذه النجوم تلطف من الطبائع الخاصة لتتوافق مع طبيعتها هي. ولا يقل عن ذلك عندما يمر احد النيرين فوق إحدى الزوايا.
أما عند الحديث عن اشتداد الطقس أو فتوره ساعة بعد ساعة، فهي تتنوع استجابة لمواقع مثل هذه النجوم، وبنفس الطريقة فان ارتفاع أو انحسار المد يتجاوب مع حالة القمر، والتغيرات في الهواء (الجو) السائد تحدث خاصةً عند ظهور احد النيرين في الزوايا، وباتجاه تلك الرياح التي وجد ميل القمر متجها نحوها.
وفي كل الأحوال لابد من أن نستنتج استناداً على مبدأ أن السبب الكوني والأولي الكامن له الأسبقية والسبب وراء الأحداث الخاصة يليه، وان القوة تشتد وتتعزز عندما تتعاضد النجوم سيدة الطبائع الكونية في تشكيلة مع الأسباب الثانوية.


13- أهمية البروج المحيطة (الجوية):

إن ملاحظة البروج التي تُرى حول الشمس أو القمر، أو الكواكب ممكن أن تكون مفيدة في معرفة الدلالة أحداث معينة. فلابد لنا حينئذٍ أن نلاحظ الشمس عند الشروق لتحديد الطقس في النهار وملاحظتها عند الغروب لتحديد الطقس أثناء الليل، وكذلك الزوايا التي تشكلها الشمس مع القمر لتوقع أحوال الطقس لفترات أطول.
واستناداً، إلى افتراض، إن كل زاوية تتنبأ بالأحوال الجوية حتى الزاوية التالية، فعندما تكون الشمس عند شروقها أو غروبها واضحة وصافية ومنتظمة ولا تشوبها الغيوم فهي تشير إلى جوٍ أو طقسٍ صاف ومشمس و لطيف، لكن إذا كان قرصها مشوبا بألوان مختلفة أو مائلا إلى الاحمرار أو إن الأشعة إلي يرسلها ذات ل
ون بني محمر بشكل خارج من القرص أو مرتد عليه، أو أن تظهر بقعة مشعة على احد جوانب الشمس وعادة ما تكون على شكل هالة أو حلقة متوهجة أو تشكيلات غيمية مصفرة كما لو كانت تبعث أشعة طويلة، فهي تشير إلى رياح عنيفة، والتي ستنشأ من الجهات أو الزوايا التي تشير لها العلامات السابقة. أما لو كانت شاحبة أو غائمة أو داكنة أو قاتمة اللون عند الشروق أو الغروب وكانت صاحبة بالغيوم، أو رافقتها هالات من جانب واحد أو البقع المشعة التي اشرنا لها سابقاً، على جانبيها، وكانت ترسل أشعةً كامدة وغير متلألئة فهي حينئذٍ تشير إلى عواصف وأمطار.
أما القمر فلابد ملاحظته في دورته بثلاثة أيام قبل، أو ثلاثة بعد، من القمر الجديد أو البدر أو الأرباع، فعندما يظهر رفيع وصافٍ لا يحوطه شيء فهو يشير إلى جوٍ صاف، وان كان رفيعاً واحمر، وعتمة الجهة غير المضاءة بادية نوعاً ما معكرة فتشير إلى الرياح واتجاهها باتجاه ميله، وان شوهد شاحباً أو قاتماً وعريض فيشير إلى عواصف وأمطار.
ولابد أن ندقق في الهالات حول القمر، فان وجدنا واحدة وكانت صافية ومتلاشية بشكل تدريجي فإنها تشير إلى جو صحو، وان كان هناك اثنان أو ثلاثة فتشير إلى العواصف، أما إن كانت الهالات مصفرة أو مكسورة فكذلك ستشير إلى عواصف تصاحبها رياح قوية، وان كانت الهالات سميكة وضبابية فتدل على عواصف ثلجية وان أتسمت بالشحوب والعتمة وان كانت مكسورة فستكون العواصف ثلجية ورياحها قوبة وكلما زاد عددها كلما اشتدت العواصف.
أما الهالات التي تحيط بالنجوم أي الكواكب والنجوم الثابتة المتلألئة فتشير إلى ما يلاءم لونها وما يلاءم طبيعة النيرين اللذان تحيط بهما.
أما النجوم الثابتة والمتجمعة والمتقاربة بعدد معين فلابد تدقيق ألوانها وضخامتها، فان بدت ساطعة وأضخم من المعتاد ومن الممكن أن تكون في جزء من السماء فستدل على الرياح التي ستهب من المناطق التي رأيناها فيها.
أما العناقيد النجمية مثل (Praesepe) ونحو ذلك، في أي سماء صافية تظهر هذه العناقيد وكانت غير مرئية أو غير واضحة فستدل على انهمار المياه، أما إن كانت صافية وشديدة التلألؤ فتدل على رياح عنيفة، وكذلك كلما وجدنا المجموعة النجمية المسماة (Asses) على جانبي (Praesepe) فتلك إلى الشمال إن أصبحت غير مرئية فهذا يعني أن الرياح الشمالية ستهب، أما إذا كانت المجموعة الجنوبية منها غير واضحة فهذا يعني أن الرياح الجنوبية هي التي ستهب.
أما الظواهر التي تحدث من حين لآخر في السماء، فان المذنبات تدل على الجفاف والرياح، وكلما زاد عدد الأجزاء الموجودة في رؤوس المذنبات وكبر حجمها فان ذلك يدل على أن الرياح ستكون أقوى واشد. وبالنسبة للنيازك والشهب فان ظهرت من زاوية واحدة فتدل على أن الرياح ستهب من هذا الجانب. لكن إذا ظهرت من زاويتين متقابلتين فستكون الرياح مختلطة، وان ظهرت من الزوايا الأربع فستحدث عواصف من كل الأنواع بضمنها الرعد والبرق وما إلى ذلك.
أما السحب والغيوم التي تكون بهيئة الصوف المنكوش فأحيانا تشير إلى العواصف، أما قوس قزح الذي يظهر من حين لآخر فيدل على العواصف إن كان الجو صحوا وعلى الصحو إن كان الجو عاصفاً.
ولتلخيص الموضوع برمته، فان الظاهرة المرئية والواضحة والظاهرة بألوان معينة في السماء فبشكل عام تدل على نتائج مماثلة لتلك التي أحدثتها ، فبالشكل الذي قد تم شرحه مما سيق.
ولنعتبر ما قد شرحناه للان وبوصف عام هو تعليل لمباحث الأسئلة العامة وسواء بالظواهر الأكثر كونية أو بالتفاصيل الخاصة.
وفيما يلي، وبأسلوب مناسب، سنوضح العملية التي يتم التنبؤ بها لفرع المواليد .

...
....
الصورة الرمزية الحنطيه
الحنطيه
عضو
°°°
Thumbs up
جزاك الله خيرا


مواقع النشر (المفضلة)
المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
ابراهيم اليهودي الكتاب الثاني
المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الأول
حصريا المقالات الأربعة لبطليموس +الشرح
الكتاب الثانى حسب طلبكم
كتاب الثمرة لبطليموس

الساعة الآن 09:00 AM.