المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم الفلك : طرح مختلف المواضيع المهتمة بعلم الفلك

الكون بـ11 بعدا حسب احدث النظريات العلمية

افتراضي الكون بـ11 بعدا حسب احدث النظريات العلمية
بسم الله الرحمن الرحيم

الى اخوتي واحبابي اعضاء الشامل الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احببت ان انقل لكم اليوم مقالة علمية اكثر من رائعة
تتحدث عن احدث النظريات العلمية في تفسير الكون وقواه الخفية
ارجو ان تستمتعوا بها وان كانت هنالك اسئلة حولها
فانا مستعد للاجابة حولها
ولكم مني جزيل الشكر والامتنان

امير الرافدين - العراق
----------------------------------------------

من المعروف ان نوى الذرات تتكون من بروتونات مشحونة بشحنة موجبة مقدار كل منها 6،1*10-19 كولوم ونيوترونات غير مشحونة، الا ان هناك مشاهدات تشير الى انبعاث جسيمات اولية اخرى من النوى تحت ظروف خاصة. وخلال العقود الثلاثة الماضية تم اكتشاف هذه الجسيمات واصبح عددها المستقر اكثر من ثلاثين جسيما.

ففي عام 1928 وضع العالم الانجليزي ب. ديراك نظرية متكاملة للالكترون واعطانا معادلة موجية له في مجال كهرومغناطيسي اخذا في الاعتبار النظرية النسبية للعالم البرت اينشتاين. وتنبأت هذه النظرية بوجود الكترون ذي شحنة موجبة بالاضافة الى الالكترون ذي الشحنة السالبة. واطلق العلماء على الالكترون الموجب اسم البوزيترون، حيث اتضح بعد ذلك ان زوجا من الالكترون والبوزيترون يتولد من فوتون ذي طاقة مناسبة لا تقل عن مقدار 02،1 ميجا الكترون فولت (واحد الكترون فولت يساوي 6،1* 10-19 جول). وكذلك عندما يلتقي الالكترون مع بوزيترون يفني أحدهما الاخر. من هنا يعتبر البوزيترون ضديد الالكترون. وببساطة فان ضديد الجسم يكون له نفس كتلته والعمر النصفي للجسم ذاته، لكن شحنته (إن وجدت) تكون عكس شحنة الجسم.

وعلى الرغم من تعدد الجسيمات الأولية واختلاف صفاتها فمن الممكن تمييز بعض التناسق بين هذه الجسيمات. وتصنف الجسيمات الاولية المستقرة نسبيا حسب تسلسل كتلتها السكونية.

وتقسم الجسيمات الاولية الى اربعة مجاميع هي:الفوتون، واللبتونات، والميزونات، والباريونات. ويمثل الفوتون مجموعة بحد ذاته، فهو يمثل كونتا المجال الكهرومغناطيسي وكتلته السكونية تساوي صفر وبرمه يساوي واحدا. ومجموعة اللبتونات تتمثلها جسيمات النيوترينوات والميونيوترينوات والالكترون - نيوترينوات والميونات والالكترونات التي لها جميعا برم يساوي (2/1). اما المجموعة الثالثة فتسمى الميزونات ويمثلها جسيمات البايونات والكايونات والايتات وبرمها يساوي صفرا. أما المجموعة الرابعة والاخيرة فتسمى مجموعة الياريونات ويمثلها جسيمات النويات (البروتونات والنيوترونات) والهايبرونات التي تمتاز بكبر كتلتها.

القوى الكونية

ومن خلال النظرية المجالية الكمية تعرف العلماء على وجود اربع قوى كونية في الطبيعة هي: القوة الكهرومغناطيسية، والقوة الجاذبية، والقوة النووية الضعيفة، والقوة النووية القوية.

ووجد ان ثلاثة من تلك القوى يمكن وصفها بواسطة النظرية المجالية الكمية ماعدا القوة الجاذبية. فالنسبية العامة تربط قوة الجاذبية برباط وثيق بهندسة الزمكان (الزمن والابعاد الفراغية الثلاثة: الطول والعرض والارتفاع). وحتى الان لم يتم التزاوج بين نظريتي الكم والنسبية من اجل توحيد هذه القوى الكونية. وقد طرح العلماء اسلوب جديد من اجل توحيد هذه القوى يعتمد على قبول ان للكون ابعادا اخرى اضافية.

وفيما يلي سوف نوضح اوجه القصور في النظريات السابقة التي فشلت في هذا التوحيد.

لقد وجد العلماء ان ما نظنه فراغا ساكنا في الفضاء هو في الواقع خضم مزدحم بجسيمات عديدة اخرى تتناقل بلا كلل. ودرجة نشاط هذا التزاحم تعتمد على القوة محل الاعتبار. وإن لم تكن هناك هذه الجسيمات المتناقلة لما احس جسم من المادة بالجسم الاخر ولما تم اي تفاعل على الاطلاق. وتسمى هذه الجسيمات بالوسطاء مثل الفوتون الحامل للقوة الكهرومغناطيسية. وفي عام 1983 اكتشفت الجسيمات الوسيطة للقوة النووية الضعيفة ويرمز لها بالرمز W,Z. وجسيمات النواة من بروتونات ونيوترونات تعرف الان انها جسيمات مركبة كل منها من ثلاثة جسيمات تسمى كواركات. والكواركات مترابطة بقوة لا يتوصل إليها الا بثمانية جسيمات وسيطة على الاقل، اطلق عليها اسم «جلونات». وقد اهتم العلماء بتوحيد القوى الثلاث الكهرومغناطيسية والنوويتين الضعيفة والقوية عن طريق تبادل هذه الجسيمات الوسيطة. ووجد ان توحيد القوتين الكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة ينتج عنه القوة الكهروضعيفة.

هذه القوة تتحد بدورها مع القوة النووية القوية وتتولد عنهما القوة الموحدة العظمى. وقد ظهرت نظريات عديدة لصهر هذه القوى الثلاث في بوتقة واحدة.

دمج الجاذبية مع القوى العظمى

وحتى الان يبذل العلماء الجهود المضنية من اجل توحيد قوة الجاذبية مع القوة الموحدة العظمى وتوليد القوة الفائقة، الا ان ذلك يتطلب معالجة رياضية بالغة التعقيد يتطلب حلها ان يكون للفضاء ابعاد اخرى اضافية عديدة، فالنظرية الكمية ظهرت حين اكتشف ان الموجات الكهرومغناطيية تنطلق على هيئة كمات محددة وهي الفوتونات، ومن ثم كان من المتصور ان تكون لموجات الجاذبية كمات. واطلق العلماء على هذه الكمات اسم الغرافيتون التي مازالت افتراضية حتى الان. ويتشابه الغرافيتون مع الفوتون بان كلا منهما ينتقل بسرعة الضوء، والفرق الجوهري بينهما يكمن في ضعف تفاعل الغرافيتون مع المادة.

التناظر الفائق

ولنا ان نتصور صعوبة تطبيق مبادىء نظرية الكم ومبدأ اللايقين على الجاذبية، حيث تظهر من خلال المعالجة النظرية اللانهائية مع كل عملية مجالية تتضمن حلقة مغلقة. ونظرا لأن الغرافيتونات تتفاعل مع بعضها، فان الحلقات المغلقة ذات صفة اكثر شمولية. ويمكننا ان نفترض ان كل جسيم محاط بعدد لا نهائي من الحلقات المعقدة. وكل مستوى من الحلقات يضيف لا نهائية جديدة للحسابات. وبذلك تتراكم اللانهئيات وتزداد المشكلة صعوبة. وفي محاولة رائدة لحل هذه المشكلة في الجاذبية الكمية، وضع الفيزيائيون برنامجا لاستغلال اقوى تناظر تم اكتشافه في الطبيعة ويعرف الان بالتناظر الفائق. هذا التناظر يكمن في فكرة البرم الذاتي، فجميع الجسيمات الأولية في الطبيعة لها خاصية كم معينة للدوران حول نفسها تسمى البرم، وتأتي دائما على صورة مضاعفات القيمة الأساسية. ولأسباب تاريخية اتخذت القيمة الاساسية مساوية للنصف. فالالكترون والنيوترينو مثلا لهما قيمة برم ذاتي تساوي 2/1. والفوتون له قيمة برم تساوي واحدا. والغرافيتون له قيمة برم تساوي اثنين. ولم يعرف بعد جسيم في الطبيعة له برم يزيد عن اثنين.

والجدير بالذكر انه قبل ظهور التناظر الفائق عوملت الجسيمات المنتمية الى قيم مختلفة من البرم على انها تنتمي لأسر مختلفة تماما. فكل الجسيمات التي معامل برمها عدد صحيح اتضح انها حاملة للقوى، اي انها جسيمات لمجالات كم كالفوتونات والغرافيتونات. اما الجسيمات ذات معامل البرم الكسري كالالكترون فهي جسيمات مادية. وللتمييز بين الطائفتين تسمى المجموعة الأولى «بوزونات» وتسمى الثانية «فرميونات»، ولا يوجد وجه للتناظر معروف بين خواص البوزونات والفرميونات. ويتطلب التناظر الفائق ان يكون لكل نوع من الجسيمات نظير ذو برم معاكس. وكان اكتشاف البوزيترون كضديد للاكترون مدعاة لافتراض ضديد للنيوترون وضديد للبروتون للحفاظ على التناظر.

حل مشكلة اللانهائيات

والسؤال المطروح هو كيف يمكن حل مشكلة اللانهائيات في النظرية الجاذبية الكمية؟

ان الغرافيتون الذي افترض انه يحمل قوة الجاذبية يتطلب له من وجه نظر التناظر الفائق وجود جسيمات حاملة للجاذبية تسمى «غرافيتينو» لكل منها برم ذاتي مقداره واحد ونصف. وبالطبع وجود الغرافيتينو سيكون بالغ الاثر في مشكلة النهائيات. وتأثير الغرافيتينو يسمى عادة الجاذبية الفائقة. وخلال حقبة الثمانينات بدأ التناظر الفائق يمهدالطريق لظهور نظرية متناسقة عن الجاذبية في اطار ميكانيكا الكم. ولكن اكتشف ان هذه النظرية تفشل ايضا مع زيادة عدد اللانهائيات.

حاليا يطرح العلماء اسلوبا جديدة لحل المشكلة يرتكز على بحث امكانية توحيد قوة الجاذبية مع قوى الطبيعة الاخرى في نظرية متناسقة رياضيا اذا ما اعترف «بوجود ابعاد اضافية للكون».

ابعاد اخرى للكون

وفيما يلي سوف نتناول قصة وجود الابعاد الاخرى للكون.

وقصة وجود ابعاد اكثر من ثلاثة للكون لها تاريخ طويل. فبعد طرح النظرية النسبية العامة بوقت طويل لم يكن معروفا سوى قوتين فقط في الطبيعة هما الجاذبية والكهرومغناطيسية، واستطاع العالم الالماني تيودور كالوزا وصف القوة الكهرومغناطيسية بطريقة هندسية. وبين ان المجال الكهرومغناطيسي يمكن النظر اليه كالتواء في الفضاء. ولكن ليس الفضاء العادي ثلاثي الابعاد الذي تدركه احاسيسنا، بل فضاء ذو بعد رابع، لسبب ما لا ندركه. ولو صح ذلك، لأمكننا تصور الموجات الكهرومغناطيسية والضوئية كاهتزازات في البعد الرابع للفضاء. ولو اننا اعدنا صياغة نظرية الجاذبية لاينشتاين ذات الابعاد الاربعة لنضم هذا البعد الرابع فسيصبح المجموع خمسة ابعاد. وعلى ذلك فان الجاذبية والكهرومغناطيسية منظورا اليهما من البعد الرابع، سيكونان اشبه بجاذبية ذات خمسة ابعاد. بعد ذلك تمكن العالم السويدي اوسكار كلاين ان يبين لماذا لا يمكننا ادراك البعد الرابع للفضاء. وتوصل الى ان البعد الرابع للفضاء مطوي بصورة ما فلا نشعر به، بالضبط كما تظهر لنا انبوبة على البعد كخيط وحيد البعد، على الرغم من انها في الحقيقة اسطوانية الشكل.

وقد حازت نظرية كلاين على شيء من الفضول العلمي لعدة عقود. ومع اكتشاف القوتين النوويتين الضعيفة والقوية عادت فكرة وجود ابعاد اضافية للكون. في هذه النظرية الجديدة اعطيت كل قوى الطبيعة منشأ هندسيا بغرض تعميم نظرية كالوزا - كلاين، والسبب في ذلك هو ان القوة الكهرومغناطيسية تحتاج لبعد واحد اضافي لاحتوائها في ذلك التصور. بينما احتاجت كل من القوتين الاخريين لعدد من الابعاد اكثر بسبب تعقدهما. ووجد اننا نحتاج لما يقرب من عشرة ابعاد كونية اضافية لاحتواء كافة الخصائص للقوى الاربعة بالاضافة للبعد الزمني.

وتسبب هذا التزايد في الابعاد الكونية في صعوبة المسألة، فمن المهم ان نتصور شكلا من الطي لتبرير عدم ادراكنا لها. وهناك طرق متعددة لذلك، فبعدان فضائيان مثلا يمكن تجميعهما في كرة او حلقة اسطوانية. ومع المزيد مع الابعاد تزداد الامكانات وتزداد صعوبة التصور.

وقد وجد ان الجاذبية الفائقة تتناسب مع هذه الفكرة، فابسط صياغة رياضية لها تضمنت احد عشرة بعدا. بمعنى ان التناظرات العديدة في الابعاد الاربعة اختصرت جميعها لتناظر طبيعي وحيد وبسيط في رياضيات الابعاد الاحد عشر. وعلى ذلك سيستطيع المرء ان يصل الى تناظر ذي احد عشر بعدا، اذا بدأ من النسبية العامة ووصفها للقوى كانحناء في الزمكان (الزمن والمكان)، او بدأ من النظرية الكمية وتصويرها بمفهوم الجسيمات الوسيطة.

ان مكمن الصعوبة في اية محاولة لتوحيد قوى الطبيعة مازال شبح اللانهائيات الذي يهدد بتدمير القوة التنبئية لأية نظرية. وترجع محاولات معاملة الالكترون ككرة نقطية هندسية الى بداية القرن العشرين، الا ان هذه الافكار لم تتقبل لعدم اتساقها مع النسبية. اما وجه الجدية في الافكار الحديثة فهي ان الجسيمات مدت في الفضاء في بعد واحد فقط. فهي ليست نقاطا هندسية، ولا تكور من المادة، بل هي اوتار ذات قطر متناه في الصغر. وينظر لهذه الاوتار على انها اللبنات الاساسية للكون وتتشابه مع الجسيمات في قدراتها على الحركة ولكنها تحوز درجة من حرية اوسع وبامكانها ان تتلوى. ومنذ وضع هذه النظرية في السبعينات واجهت صعوبات بالغة فقد بينت الحسابات ان تلك الاوتار تتحرك اسرع من الضوء وهو ما تحرمه النظرية النسبية.

ولذلك بدت هذه النظرية محكوما عليها بالفشل، اما ما حفظ على النظرية بقاءها فكان احتواؤها على التناظر الفائق. ثم برزت صعوبة اخرى فالصياغة النظرية لهذه الاوتار بدا انها تحتوي على جسم ليس له محل في الاسرة المعروفة من الجسيمات ذات برم قيمته اثنان وكتلته صفرية ومن ثم فله سرعة الضوء. ولم يكن هذا الجسم معروفا في العمليات النووية. هذا الجسم غير المتوقع معروف جيدا تحت اسم «غرافيتون» وسريعا تطورت نظرية الاوتار الى نظرية جاذبية، وحين مزجت بافكار التناظر الفائق اقترحت فكرة جديدة وهي «الاوتار الفائقة». واصبح واضحا على الفور ان الاوتار الفائقة لها خواص تعد بمحو كل اللانهائيات التي صاحبت نظريات الجسيمات التقليدية. فعند مقادير الطاقة الدنيا تتجول الاوتار كما لو انها جسيمات عادية، وتتقمص كافة الخصائص التي وصفتها النظريات التقليدية لعقود خلت. ومع ارتفاع قيم الطاقة بما يسمح بظهور شأن للقوة الجاذبية، تبدأ الاوتار في التحور وبالتالي تغير من السلوك عند الطاقات العالية بصورة جذرية وبطريقة تمحو اي تواجد للانهائيات.

وفي احدى صياغات النظرية تتكون الاوتار من عشرة ابعاد، وفي صياغة اخرى تطلب الامر ستة وعشرين بعدا. وتضمنت نظرية الابعاد العشرة البرم بدون مشاكل، كما هو الوضع في نظرية كالوزا - كلاين حيث كبست الابعاد الاضافية الى حجم غاية في الضآلة. ورغم ان هذه الابعاد الاضافية غير قابلة للرؤية مباشرة، الا انه من المغري ان يفكر المرء ما إذا كان بامكانه الاحساس بأثرها بصورة او باخرى. ولذلك يربط علماء فيزياء الكم بين المسافة والطاقة. فلكي نسبر غور المسافة لجزء من بليون بليون جزء من قطر نواة الذرة، نحتاج الى طاقة اعلى من طاقة النواة بنفس النسبة. وليس من مكان يتصور ان يتواجد في طاقة بهذا المستوى سوى في الانفجار الاعظم عند نقطة بداية الكون. ومن الاحتمالات المثيرة ان تكون كافة ابعاد الفضاء في البداية على قدم المساواة وان قاطني الكون البدائي من جسيمات اولية قد عايشت تلك الابعاد المتعددة. وحدث التطور بعد ذلك، ثلاثة من تلك الابعاد ابتلعت سريعا خلال التضخم لتكون الكون الحالي، بينما توارت الابعاد الاخرى عن الانظار تعبر عن وجودها ليس كفضاء، ولكن كخواص كامنة في الجسيمات والقوى. وتظل الجاذبية اذن القوة الوحيدة المصاحبة لهندسة الفضاء والزمن كما تتصور الان تماما، ولكن كل هذه القوى والجسيمات ذات اصل هندسي.

ومازال الوقت مبكرا لمعرفة ما اذا كانت نظرية الاوتار الفائقة بمقدورها ان تعيد صياغة الفيزياء كما نعرفها الان. وفي نفس الوقت تتلاشى اللانهائيات التي تعيق نظريات التوحيد الاخرى. وتضمن نظريات التوحيد الكبرى اندماج القوى المختلفة في هوية واحدة. كما انها تتضمن توحيد الصور المختلفة من المادة في هوية واحدة. والجسيمات المعتادة تقع في مجموعتين، الالكترونات والكواركات. والتمييز الجوهري بينهما هو ان الكواركات فقط هي التي تستجيب للقوة النووية القوية المحمولة بواسطة الجلونات. بينما تعمل القوة الكهروضعيفة النوعين. ولكن القوة الموحدة العظمى تفشل بحكم طبيعتها في التمييز بين الكواركات واللبتونات، حيث ان ذلك يتطلب خواص من كلتا القوتين.

القوة الموحدة العظمى

وتفترض الحسابات ان القوة الموحدة العظمى محمولة بواسطة جسيم وسيط اعطي اسما كوديا * يملك كتلة هائلة تقدر بجزء من مليون جزء من الجرام، وهي هائلة لأنها اثقل من البروتون بمليون بليون (1015) مرة. وبفضل مبدأ عدم اليقين في النظرية الكمية، فان هذا الجسم لا يظل الا لفترة وجيزة جدا. فهذا الجسم الشبحي يمكنه الظهور الفجائي، حتى بداخل البروتون، ولكنه لا يظل الا لفترة 10-35 ثانية تقريبا. ولذا لا ينتقل إلا لمسافة 10-35 من السنتيمتر، والى جزء من تريليون جزء من قطر البروتون قبل ان يعيد الطاقة التي اقترضها من الفراغ التقديري. ولما كان البروتون يحتوي على ثلاثة كواركات، فانه من غير المتصور ان يتلاقى اي منها مع الاخر في تلك الفترة الوجيزة، الا ان الاحتمال غاية في الضآلة بان يقترب كواركان لتلك المسافة الضئيلة. واذا حدث ذلك الاحتمال فانه يمكن تبادل جسيم * بينهما وهي عملية ذات خطر عظيم. فالكواركان المتفاعلان معا سيتحولان الى كواركين ضديدين بالاضافة الى بوزيترون. وحين يتم هذا التحول داخل البروتون، فان البوزيترون يلفظ بينما يتحول الكوارك الثالث مع الكواركين الضديدين الى جسيم يسمى بيون. وبعد جزء من ثانية يتحول البيون ذاته الى البروتون وينبعث الكترون. ولقاء الالكترون بالبوزيترون يعني ان المادة بأسرها غير مستقرة ولن تدوم الى الابد. فنظريات التوحيد العظمى كما تقدم آلية ظهور المادة وتقدم ايضا آلية فنائها.

وعلى الرغم من عدم ملاحظة انحلال البروتون بصورة مباشرة فان اغلب الفيزيائيين يعتقدون ان قوى الطبيعة لها بالفعل اصل مشترك وقد تركزت كل هذه المجهودات في العشر سنوات الماضية في اتجاه التوحيد. ويتم حاليا بناء اضخم معجل للتصادم الهيدروني في مركز ابحاث الطاقات العالية بمدينة سيرن بالقرب من جنيف بسويسرا ويتوقع الخبراء ان ينتهي هذا العمل في ديسمبر 2005. ومن المنتظر ان يساهم هذا المعجل في دراسة عمليات الاضمحلال البروتوني. ويقترح العلماء انه يوما ما سوف نتعلم كيف ننفتح على الابعاد الاخرى للكون وليكن البعد الخامس وذلك بالسفر خلاله ثم طيه ثانية.

وقد يعطينا هذا البعد امكانية السفر بسرعة اكبر من سرعة الضوء المعروفة في الابعاد الزمكانية التقليدية. فمن خلال الابعاد الاضافية يمكن للمرء ان يعيد حركة الدوران بين الفراغ التقليدي. عندئذ، سيمكن تحويل الوزن الكتلي للفرد او سفينة فضاء محملة بالمسافرين الى الافناء الكتلي المكافىء وهذا يحدث عند الحركة بسرعة الضوء. وعند انتهاء الرحلة تتحول الاجسام الى وضعها الطبيعي. بالطبع هذا التصور يبقى من ملكوت الخيال العلمي، الا ان علماء الفيزياء لديهم الكثير والمثير نحو اكتشاف البعد الخامس او السادس او حتى البعد السابع. والشيء المهم في كل ذلك هو اننا بالفعل وصلنا الى حافة البداية نحو وضع الأسس الحقيقية لنظرية كل شيء. فمازال الانسان بالعقل والذكاء يحاول اكتشاف اعاجيب الكون.

---------------------------------------

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم الفلك


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو بلقيس
بلقيس
عضو
°°°
افتراضي
تحياتي
يا أمير الرافدين
لا يوجد مثل علماء الطبيعه الذين جمعوا بين المنطق البحت الرياضي
و روح الفلسفه التي تبتسم بها مقالاتهم
عندي تعليق على طريقه الطرح إذا سمحت لي
في البدايه أجد انك فصلت في ذكر الجسيمات الأوليه
والأمر لا يحتاج ذلك
لان لمن له العلم بها يمل من طول الأسهام
ومن لا علم له به لن تكفي لأن يفهم

و أرى ان محاولت العلماء إيجاد القانون واحد يربط بين القوى
مستخدمين في ذلك الفضاء كمجال لاجادها
يزيد الأمر تشتيت
وهذا التشتت تمثل في زيادة الأبعاد التي تعقد الأمر كما ذكرت
لان الفضاء هو مثال مثالي لنظريه الأنتروبيا
التي تقول أن الكون والطبيعه في سعي دائم إلى الفوضى والعشوائيه
في علم الفيزياء الأحصائيه
وأنبه هنا أن الفوضى التي يقصدها العلماء ليست التي نعرفها نحن في حياتنا
بل هو عدم التنبأ لم قد يحدث
في أي عمليه طبيعية
ويعد الفضاء المثال النوذجي لهذا الطرح
مثال بسيط هو تفتت الصخور الى رمال تتطاير والحديد الى صدأ يتفتت
مع مرور الوقت
وأيضا الأنفجار العظيم مثال أخر
ومثال على عدم التنبأ لم قد يحدث هو
أن ترمي بقطعة نرد لها ستة وجوه بفس القوه والظروف المحيطه
تجد أنها تعطيك في كل رميه وجه
وهذا ينطبق على الكون والطبيعه
الذي أتعجب أنهم يحاولوا أن يوجدوا تناظر له
إذا أعتماد على ذلك لابد من وجود ثقوب بيضاء تخرج الأجسام
عكس الثقوب السوداء
أرى ان فكره التماثل (المثاليه)
تبعدنا عن الحقيقه
هذا رأى في الموضوع
المتواضع البسيط من خلال دراستي
ضعف تفاعل الغرافيتون مع المادة اتنمى التوضيح في هذه الجمله
ومشكور على طرح كل شيء جديد

صورة رمزية إفتراضية للعضو prince of darkness
prince of darkness
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورة اخت بلقيس على مرورك الكريم بالموضوع

اما بخصوص الاطالة او الاسهاب في الشرح بخصوص الجسيمات الاولية وعلى الرغم من اني قد نقلت الموضوع فقد اليت على نفسي ان لا احذف منه شي من المادة العلمية
وهذا التفصيل مهم لان اغلب الناس لم يسمعوا بالنظرية النسبية ومفاهيمها فكيف
بنظرية الخيوط الفائقة او الكواركات فكان لا بد من الاسهاب بعض الشي في الطرح
لكي يجدد معلوماته من له اهتمام بالموضوع واما من لا اهتمام له فسوف يضيع
وسط هذا الكلام العلمي المعقد ولن ينتفع بشي اذا الخرصة اني كنت موجه هذه المقالة
لذوي الاحتياجات الخاصة في المعرفة وليس الى الجميع حيث يوجد غيري الكثير
من يشرح الامور البسيطة او المتوسطه الصعوبة اما التماس المباشر مع حافات العلم
الامامية فلم اجد وللاسف الشديد في هذا المنتدى كثيرين ممن يحملون هذا الشعار
وآليت على نفسي ان ادخل هذا المضمار فائدة لاخواني الشامليين نفعنا الله بهم


اما كلامك عن الانتروبيا فهو صحيح وان العلماء يبحثون عن حلول فهذا عملهم ومصدر
دخلهم انهم يحلون مشاكل البشرية ومن ضمنها المشاكل الفلسفية او الكونية العصية
على الافهام

واما قولك ان زيادة الابعاد عقدت الامر فهذا شي واضح ولكن هذه هي الحقيقة الكون اكثر من 4 ابعاد
ماذا نفعل اذا نغمض اعيننا عن هذه الحقيقة او نقوم بحل المعضلات التي ولدتها
وهذا ما قامت به نظرية الكل شي او نظرية الخيوط الفائقة

ومن قال لك يا اختي العزيزة انه لا توجد ثقوب بيضاء توجد وقد اكتشفها العلماء
وغالبا ما تكون في وسط العناقيد المجرية او وسط المجرات
ويجري الحديث الان عن الثقوب الدودية حيث من المرجح ان الثقوب البيضاء
متصله بالثقوب السوداء عبر كون اخر يسمى بالكون التايشوني وان احببت
الاستزادة توجد مقالة بهذا الخصوص في نفس هذا القسم تتحدث
عن النظرية النسبيه والكون التايشوني

اما عن سوالك (ماذا يعني ضعف تفاعل الغرافيتون مع المادة ؟)
فاقول.......

اولا حسب نظرية الكم لبلانك ان الاشعاع الكهرو مغناطيسي ينبعث بشكل كمات
كما يعلم من لدية المعرفة بالفيزياء الحديثة وقد ثبت علميا من النضرية النسبية وبراهينها
الرياضية ان الجاذبية هي عبارة عن سيل من كمات الطاقة يخضع لنظرية الكم
وسمي الكم الواحد من الجاذبيه بالغرافيتون تشبيها له بكم الضوء الفوتون
اما عن ضعف تفاعل الكرافيتون فنحن كما نعلم ان الفوتون يتفاعل مع المادة
كما اثبت انشتاين في التجربة الكهروضوئية وتفسيره للتاثير الكهروضوئي
والذي نال على اثره جائزة نوبل اما الغرافيتون فهو لم يكتشف عمليا حتى الان
لانه لا يتفاعل مع المادة بشكل محسوس يمكن قياسه بالوسائل العلمية المتاحة
ولكن للرياضيات قول اخر حيث تشير انه يتفاعل مع المادة
ولكي نصل الى حل علمي مقبول لكل العلماء قلنا انه يتفاعل مع المادة ولكن
لا ندرك هذا التفاعل اي بالتعبير الادق حسب علم الكيمياء ان جاز التعبير
التفاعل ضعيف بحيث لا يكاد يكون محسوسا
وارجو ان اكون قد ازلت الغموض من الجملة

ولكي فائق احترامي ولكل الاخوان المارين بالموضوع وشكرا

امير الرافدين - العراق

الصورة الرمزية زياد علاوي
زياد علاوي
عضو
°°°
افتراضي
الاخ امير...
هذا الموضوع وامثاله الذي يربط الفيزياء بالكيمياء هو من اشد المواضيع التي كنت احب قراءتها ومتابعتها وعموما فان جميع العلوم الطبيعية لا انفك عن دراستها.
مشكور اخي العزيز على طرح هذا الموضوع الوافي.
اخوك زياد

صورة رمزية إفتراضية للعضو بلقيس
بلقيس
عضو
°°°
افتراضي
تسلم على التوضيح
الجمله الغرافيتون
لأني كنت ابحث عنها فأختصرت ذلك لي
مشكور
أمابخصوص
الثقوب البيضاء فانا أعرف أن
عدد من الباحثين النظريين أخذالثقوب البيضاء بشكل جدي على الرغم
من أنها مازالت مجرد نماذج كونية افتراضية حتى الآن
أي
مجرد توقعات وتخمينات ونماذج رياضية تستخدم لتسهيل
أو للوصول الى حقيقه ما يمكن رصدها
أو لتلتقي مع نظريات أخرى صحيحه


مواقع النشر (المفضلة)
الكون بـ11 بعدا حسب احدث النظريات العلمية

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
الانتقاد في المواضيع العلمية
انت تسال وانا اجيب عن طوالعك الرمليه من الاخ reyad
الاسماء العلمية للأعشاب
غرفة الدراسة والإجابة عن الاسئلة حول الأساليب العلمية النادر
كيف نام اهل الكهف من الناحية العلمية ؟؟؟؟؟

الساعة الآن 03:35 PM.