المشاركات الجديدة
المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة : هذه الساحة تعنى بنشر المقالات والمواضيع التنجيمية والفلكية المترجمة إلى العربية من اللغات الأخرى

نقل الروح من شخص لأخر

الصورة الرمزية ابو عز الدين
ابو عز الدين
عضو
°°°
افتراضي
الاخوه الكرام للموضوع ارتباط بخواص الاعضاء
وهو يفيد اصحاب البحث عن هذه الخواص فيمكن مطابقة هذا الانتقال للخواص الى الاعضاء الحيوانيه الا ترون ان ماورد في هذا البحث يشبه مايرد في المخطوطات والكتب وماجربناه نحن في خواص الاعضاء الحيوانيه
شكرا لتشريفكم الموضوع

...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو امادو
امادو
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
الحمد لله العليم العلام ثم الشكر لمشرفنا الاستاذ ابو عز الدين علي هذا الموضوع الهام المثير الدال علي عظمة الخالق سبحانه وتعالي
عندي بعض الاستفسارات . اذا نُقل قلب الي مريض ، وكانت حالة هذا المريض قبل نقل القلب تدل علي الصلاح والتقوي ثم انقلبت بعد العملية ( نقل القلب الجديد ) الي العكس وصارشريرا فاسقا !
ما كيفية حسابه في الاخرة؟؟

صورة رمزية إفتراضية للعضو عصام ي
عصام ي
عضو
°°°
افتراضي
جزاك الله خير علي هذا الموضوع ولاكن هناك تسائل هناك الاف ينقل لهم دم كل يوم ولايحدث شئ هذا محرد تسائل فهل السر في الاعضاء فقط !!!

صورة رمزية إفتراضية للعضو خادم محمد واله
خادم محمد واله
عضو
°°°
افتراضي
بسمه تعالى .

شكرا جزيلا لكم الاخ ابو عز الدين .

واضيف لكم ايضا شرحا وافيا عن القلب ووظائفه :

يقول العلامة اية الله مصباح اليزدي في بحثه :

ما هو معنى القلب؟
قبل الإجابة على هذا السؤال الأساس، نذكّر بأنّ البحث والدراسة بشأن القلب وإن لم يكن بحثا أخلاقيا، ولا يمكن أن يعتبر من جملة مسائل علم الأخلاق، ولكن بما أنّنا نتحدّث عن النية بوصفها من عمل القلب فمن المناسب قبل الخوض في مسائل علم الأخلاق أن يكون لنا بحث في هذا المجال، فنبحث عن لفظ القلب أو الفؤاد في القرآن الكريم وعلم الأخلاق كي لا نقع في الأخطاء والمغالطات.
نقول في الإجابة عن السؤال: إن للفظ (القلب) في علم الفسلجة والعرف العامّ معنى واضحاً، وهو أنّه أحد اعضاء جسم الإنسان ويقع عادةً في الجانب الأيسر من الصدر ويطلق عليه في الفارسية (دِل) وما يرادفه في اللغات الأخرى، ولكن حينما يستعمل لفظ (القلب) هذا أو (الفؤاد) أو (دل) في الفارسية في مجال الأخلاق وعلم الأخلاق لا يكون هذا المعنى مراداً للمتكلم قطعاً، وهدفنا من إثارة هذا السؤال هو توضيح المعنى الأخلاقي للقلب، وهكذا اصطلاحه القرآني والروائي.
وقد أبدى علماء فقه الحديث والمفسرون آراءهم في تفسير الآيات والروايات، وإيضاح المعنى الموضوع له هذا اللفظ والمناسبة في استعماله بالمعنى الثاني. قال بعض اللغويين في بيان المناسبة بين معنيَي القلب والعلاقة بينهما: إنّ لفظ القلب ـ وهو من مجموعة تضمّ ألفاظاً كالتقلّب والقلب والانقلاب ـ يفيد معنى التغيير والتحول، وهذا هو وجه الإشتراك بين المعنى اللغوي والمصطلح الأخلاقي، لأن الدم في القلب بمعنى العضو الجسماني يكون في حالة تقلّب، والقلب بالمعنى الأخلاقي والقرآني هو الآخر يتضمن حالات التغيّر والانقلاب، وعليه فانّ هذا اللفظ قد استعمل في هذين الموردين لوجود مضمون الانقلاب والتقلّب والتحوّل.
لكن لا يكون لمثل هذه الابحاث لدى الإجابة عن السؤال فائدة كبيرة، فلابدّ أن نفكّر بنحو آخر لإيضاح مفهوم القلب في علم الأخلاق والاصطلاح القرآني والروائي.
للفظ القلب المستعمل في هذين المعنيين المختلفين ـ الطبيعي والأخلاقي ـ حكم الإشتراك اللفظي، ويستعمل في كلّ معنى من المعنيين بلا ملاحظة المعنى الثاني والعلاقة بينهما. فمراد عالم الطبيعة حينما يستعمل لفظ القلب هو العضو الخاصّ دون أدنى التفات الى المعنى الأخلاقي، كما أن عالم الأخلاق لا يقصد من استعماله هذا اللفظ غير المعنى الاصطلاحي الخاصّ بالأخلاق ولا يلتفت الى معناه الطبيعي.
بناءً على هذا يستعمل لفظ (القلب) كمشترك لفظي في هذين المعنيين، ولا يهمنا كشف العلاقة بين هذين المعنيين، أو تمييز المعنى الأصلي عن الفرعي بينهما، وإيضاح أنّ الوضع في أيّهما كان أولاً ثمّ نُقل الى الثاني، لأن مثل هذه القضايا تفقد أدنى تأثير في إدراك المعنى الأخلاقي الذي نقصده من لفظ القلب، وإن كان ذلك بحثاً ممتعاً لدى اللغويين وله قيمته في حدّ ذاته، كما عقد صاحب تفسير الميزان بحثاً مستقلاً تحت عنوان (القلب في القرآن) وقام بتقديم الوجه في بيان العلاقة بين هذين المعنيين بهذا النحو، وهو أنّ الحياة الإنسانية تتعلّق بالقلب في المرحلة الاُولى، ثمّ تنفصل عنه في مرحلتها الأخيرة، أي إنّ آخر عضو يموت وتفارقه الحياة هو (القلب) واستشهد بأقوال الأطباء القدامى أمثال ابن سينا وبالتجارب والإكتشافات الطبية الحديثة تأييداً لكلامه في التناسب بين معنيي القلب.
بناءً على هذا يكون استعمال لفظ القلب في الروح والصفات الروحية بهذا التناسب، وهو أنّ (القلب) بمعناه كعضو جسمي مظهر الروح وأول عضو تتعلّق به الروح، ويكون في أحد معانيه الواسطة في ترابط الروح مع الجسم.
ما ذكر قضية تجريبية يوكَل اثبات صحتها الى علماء الطبيعة، ومن المحتمل أنّ يوجد لها رصيد علميّ، ولكن الكلام يتركّز في أنّ استعمال لفظ القلب في هذا المعنى والمفهوم هل كان بهذا اللحاظ، وهو أنّ الروح تتعلّق أولاً بالقلب ثمّ تخرج منه أخيراً؟ هل إنّ كون القلب أول عضو تلج فيه الحياة وآخر عضو يموت هو السبب في استعمال لفظ القلب بمعنى القوة المدركة ومركز العواطف؟ ولعل المناسب هو أن تستعمل الروح بهذا المعنى، فانّ الروح هي التي يتداعى منها معنى الحياة، وعلى أيّة حال من المستبعد أن يكون اللحاظ المذكور منشأً لإطلاق لفظ (القلب) على القوة المدركة ومركز العواطف.
ويمكن القول أيضاً: إنّ الحالات الروحية التي تنسب الى القلب والروح من قبيل الفرح، والاضطراب، والخوف وغيرها يتمّ الشعور بها في القلب بصورة أكبر وأسرع من أيّ عضو آخر، والإنسان يدرك أنّ (القلب) هو العضو المرتبط بهذه الحالات في جسمه، ففي حالة الغمّ والحزن يكون الصدر هو الذي يتضيّق والقلب هو الذي ينبض بصعوبة، ومنشأ عملية النبض هو القلب، وقد استعملت عبارة (ضيق الصدر) في القرآن الكريم في الموارد التي يشعر الإنسان فيها بضيق القلب، كما استعمل (شرح الصدر) في موارد الشعور بالسرور والإنبساط. وإذا كان من الواجب ان نقدِّم وجهاً في بيان العلاقة بين القلب بمعنى العضو الخاص، وبين القلب بمعنى القوة المدرِكة ومركز العواطف كان هذا الوجه هو الأوجه والأجمل، وإن لم يكفِ أيُّ بحث من هذه البحوث مؤونة حلّ المشكلة، وليس بإمكانه أن يعيننا في الإجابة عن ماهية معنى القلب في القرآن الكريم. وبناءً على هذا يطرح هذا السؤال: ما السبيل لمعرفة معنى القلب ومصداقه في القرآن الكريم؟ وهو ممّا ينبغي أن نجيب عنه هنا.
طريق معرفة حقيقة القلب
الطريق الوحيد الذي وجدناه لمعرفة معنى (القلب) في القرآن الكريم هو أن نبحث عن الأعمال التي تنسب الى القلب فيه، وما هي آثارها فنتعرف على القلب من خلال مطالعة هذه الآثار. إنّنا حينما نراجع موارد استعمال لفظ القلب بهذا الهدف نجد أنّ حالات متنوعةً وصفات مختلفةً قد نسبت الى القلب والفؤاد أهمُّها هو (الإدراك) الأعمّ من الإدراك الحصولي والحضوري، وقد اُشير في القرآن الكريم ـ بتعابير مختلفة ـ الى أنّ الفهم والإدراك من شؤون (القلب) و(الفؤاد) ـ الذي يستعمل كمرادف له ـ من هنا نلاحظ أنّ القرآن وبتعابير مختلفة وباستعمال ألفاظ من مجموعة (العقل والفقه والفهم والتدبر و...) ينسب الإدراك وعدمه الى القلب، أي حتّى في الموضع الذي ينفي فيه الإدراك عن القلب يريد إفهام هذه الحقيقة، وهي أنّ القلب قد لا يؤدي وظيفته ويكون غير سليم، فيفيد أنّ شأن القلب هو أن يدرك، وعدم إدراكه يكون لعدم سلامته، ولو كان سليما لقام بعملية الإدراك بالطبع.
نواجه في القرآن الكريم آيات من قبيل الآية:
وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالإِْنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها.1
إنها تعترض على بعض ذوي القلوب بأنّهم لا يفقهون، وتشير الى أنّ القلب قد جعل للفهم والفقه. كما تقول آية اُخرى:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ.2
تتحدّث هذه الآية عن أنّ قلوب هؤلاء لا تفهم آيات الله وكلام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وتسند عدم فهمهم هذا الى الحُجب والموانع التي تصدّ القلب عن أداء وظيفته، أي إنّ مقتضى الفهم موجود، لأنّ القلب قد خلق للإدراك والفهم، ولكن الحجب والموانع تحول دون إنجاز عمله.
وقد استعمل لفظ العقل في بعض الآيات، قال تعالى:
أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَْرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها.3
من خلال هذه الآية يمكن إدراك أنّ القلب قد خلق للتدبر وإدراك الواقع، فلابدّ للإنسان من أن يستفيد من هذه الوسيلة التي سخرها الله تعالى للفهم بنحو مناسب، ويستخدمها لإدراك الحقائق حيث إنّ الله مهّد له الأرضية الخِصبة لكي يفهم عن طريق القلب.
واستعمل لفظ التدبر في آية اُخرى، قال تعالى:
أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوب أَقْفالُها.4
هذه الآية نسبت (التدبر) ضمنيا ـ وليس صريحاً ـ الى القلوب، وتعاتب المنافقين على عدم فهمهم للقرآن: هل إنّهم لم يفعّلوا قلوبهم ولم يفكّروا ويتدبروا، أم إنّ هناك اقفالاً على قلوبهم، وهذا المانع يصدّهم عن الفهم؟ فيستفاد منها أنّ القلب آلة للفهم، وأنّ عدم فهم هؤلاء مع وجود القلوب هو إمّا لأنّهم لا يستخدمون قلوبهم للفهم، أو أنّ هناك موانع للإدراك.
وبغض النظر عما ذكر فانّ القرآن يعدّ القلب ـ بلفظ (القلب) أو (الفؤاد) ـ من جملة وسائل الإدراك من قبيل السمع والبصر دائماً، كالآية:
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْئُولاً.5
كما يؤيد بتعابير اُخرى هذه المسانخة في بعض الآيات كالآية:
لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها.6
حيث وضع القلب مرّة اُخرى الى جانب البصر والسمع كآلة وأداة للإدراك.
إضافةً الى الإدراك الحصولي في بعض الآيات الكريمة نسب القرآن الإدراك الحضوري الى القلب أو نفاه عنه بلحن الذمّ والتوبيخ، فيدلّ في مجموعه على أنّ القلب قد خلق بنحو يتمكّن من الإدراك الحضوري، وامتلاك مثل هذا الإدراك دليل على صحة القلب وسلامته، كما أنّ فقدانه غير متوقَّع ودليل على المرض والعمى.
ونظير هذه الآيات ما ورد بلفظ الفؤاد، حيث قال تعالى:
ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى * أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى.7
هذه الآيات نسبت الرؤية الى القلب، ورؤية القلب هي الإدراك الحضوري في الواقع، كما نسب العمى الى القلوب في بعض آخر من الآيات، كالآية:
فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَْبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.8
وطبيعي أنّ العمى يكون في مورد من شأنه البصر، فعدم البصر هنا ليس عدما مطلقاً، بل عدم ملكة.
والتعبير الآخر الذي يؤيد الإدراك الحضوري هي الآية النازلة في الكفار حيث تقول:
بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ.9
فقلوبهم قد غشاها الصدأ، فلا ضياء فيها لكي تعكس الحقائق كما ينبغي.
كما أنّ هناك تعابير مختلفة ـ الى جانب هذه الآيات ـ تشير الى هذا المضمون، وبعبارة اُخرى تدلّ على أنّ القلب إذا كان سليما فانّه يدرك الحقائق لا محالة، فانّ لم يدركها كان ذلك دليلاً على وجود نوع من الأمراض القلبية. هذه التعابير من قبيل الختْم أو الطبْع على القلب في الآيات:
وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ.10
كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ.11
وكجعل الأقفال على القلوب في الآية:
أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوب أَقْفالُها.12
هذه التعابير ظاهرة في انّ هذه القلوب لا تفهم، وعدم فهمها أمر غير طبيعي ودليل على وجود المرض فيها، كما أنّ تعبير: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ13يحكي عن هذه الحقيقة.
كما أنّ من جملة التعابير التي وردت في الآيات وتدلّ على أنّ وظيفة القلب هو الإدراك هي وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ14 أو بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ15 أو قُلُوبُنا غُلْفٌ16وأمثالها.
وعليه نستنتج أنّ القرآن الكريم يرى أنّ الإدراك ـ أعمَّ من الإدراك الحصولي أو الحضوري ـ وظيفة القلب بحيث لو كان الإنسان ذا (قلب سليم) فانّ الإدراك لا محالة يتمّ بنحو جيّد، وإن لم يؤدِّ عملية الإدراك كان ذلك دليلاً على مرض القلب.
وهناك نوع آخر من الإدراك أيضاً هو الوحي الذي نجهل حقيقته، وفي القرآن الكريم اُسند تلقّي الوحي ـ هذا الإدراك المعقَّد والمرموز ـ الى القلب.
ففي هذا الشأن ورد أن الله تعالى قد أنزل القرآن الكريم على قلب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بتعابير من قبيل:
قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ.17
ونَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَْمِينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ.18
بناءً على هذا فانّ تلقّي الوحي عمل قلبيٌّ أيضاً يجد مصداقه في الأنبياء(عليهم السلام).
إذنْ نستنتج أنّ الإدراك الحصولي عمل قلبيٌّ يتمّ بالتعقل والتفقّه والتدبر وهكذا الإدراك الحضوري أو الرؤية الحضورية وتلقّي الوحي فانّه عمل قلبيٌّ.
والحاصل انّ الإدراك بمعناه العريض والأعمّ من الحصولي والحضوري والإعتيادي وغير الإعتيادي عمل يرتبط بالقلب، وصفة يوصف بها القلب بتعابير مختلفة.

هذا نقل بسيط للبحث عله يساعد في معرفة القلب المشار اليه في القرآن الكريم


والله ولي التوفيق

صورة رمزية إفتراضية للعضو بوسايدون
بوسايدون
عضو
°°°
افتراضي
المعذرة ولكنه كلام غير صحيح بالمرة صفاتك لن تتغير الا اذا استبدلوا نفسك بنفس اخرى , ونفس وماسواها الهمها فجورها وتقواها , والنفس لاتوجد ليست الجسد ولو غيروا قلبك وكليتك وكبدك فاانت هو انت .

صورة رمزية إفتراضية للعضو خادم محمد واله
خادم محمد واله
عضو
°°°
افتراضي
بسمه تعالى .

تكملة البحث السابق للعلامة اية الله مصباح اليزدي حول القلب .


القلب والشعور الباطني
من الأمور التي تُسند الى القلب وتُعدّ من آثاره هي حالات الانفعال والشعور الباطني. وقد أسند القرآن هذه الحالات بتعابير مختلفة الى القلب، ومنها الشعور بـ (الخوف) الذي يُعدّ من الحالات والانفعالات القلبية، ونلاحظ آيات في هذا المجال، من قبيل الآية:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ.19
والآية:
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ.20
ففي هاتين الآيتين تمّ استعمال لفظين مشتقين من مادة (وَجَل) التي تُستعمل في معنى الشعور بالخوف.
وفي آيات اُخرى استُعمل لفظ (رُعْب) وهو الآخر يعني الشعور بالخوف مع هذا الفارق ظاهراً، وهو أنّه يتصف بشدّة أكبر، ويستعمل غالباً في موارد الخوف السلبي من قبيل الآية: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ.21
كما جاء هذا التعبير في آية اُخرى: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ.22
والشعور بـ (الاضطراب) من المشاعر الباطنية للقلب كما جاء في القرآن الكريم: قُلُوبٌ يَوْمَئِذ واجِفَةٌ.23
كما أنّ الله يبيّن اضطراب وقلق أمّ موسى(عليه السلام) حينما ألقتْه في النيل والتقطه آل فرعون من الماء بهذا النحو:
وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.24
يُستفاد من هذه الآية جيّداً بأن (القلب) يساوي (الفؤاد).
ومن جملة المشاعر الباطنية والحالات التي يسندها القرآن الى (القلب) هو (الحسرة) و(الغيظ) حيث يقول: لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ.25
ويقول في آية اُخرى: وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ.26
ومن الحالات التي تسند الى القلب هي (القسوة) و(الغِلظة) بتعابير من قبيل: فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ27 أو قَسَتْ قُلُوبُكُمْ28 أو وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً.29
كما خاطب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في مورد الغلظة:
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.30
فالغلظة تقع في النقطة المقابلة للّين كما جاء في صدر هذه الآية:
فَبِما رَحْمَة مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ.
كما اُسند ما يقابل الحالات المذكورة من قبيل حالة (الخشوع)، و(اللين)، و(الرأفة)، و(الرحمة) و(الإخبات) الى القلب في القرآن من قبيل الآية:
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ.31
حيث وضع خشوع القلب قبال قسوة القلب، والآية:
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ.32
والآية: وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً.33
والآية: فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ.34
وهناك حالات اُخرى من قبيل (الغفلة) و(الإثم) قد اُسندت في القرآن الكريم الى القلب أيضاً كما جاء في الآية:
وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا.35
وجاء في آية اُخرى: وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ.36
وهكذا اعتبر (الذكر) و(التوجه) و(الإنابة) و(القصد) و(العمد) من حالات القلب كما قال تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ.37
وقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ.38
وجاء في آية اُخرى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ.39
وفي آية اُخرى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ.40
وقال في آية اُخرى: مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْب مُنِيب.41
كما أن (الإطمئنان) و(السكينة) و(التثبيت) صفات يتصف بها القلب في القرآن الكريم حيث نلاحظ تعابير من قبيل:
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِْيمانِ42 ووَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ.43 ووَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي44 وأمثالها45 في إسناد الإطمئنان والسكينة الى القلب، كما جاء في آية اُخرى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ.46
وقال تعالى في آية اُخرى: لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ.47
وفي آية اُخرى:
نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ.48
ومن الصفات التي تستقر في القلب: صفتا (الإيمان) و(التقوى) حيث قال تعالى في آية: قالَتِ الأَْعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الإِْيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ.49
وقال في آية اُخرى: كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِْيمانَ.50
كما جاء عن التقوى في بعض الآيات:
وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.51
كما جاء: أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى.52
ويمكن القول: إنّ القرآن الكريم يرى أنّ (الطمع) يرتبط بالقلب أيضاً حيث يقول في آية: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ.53
و(الزيغ) أيضاً من الحالات التي يسندها القرآن الى القلب في هذه العبارة التي قال فيها: مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيق مِنْهُمْ.54
كما أن (الإشمئزاز) اُسند الى القلب في الآية: وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآْخِرَةِ.55
وهكذا اعتبر (الصَغْو) و(اللهو) من صفات (القلب) في القرآن الكريم حيث يقول: صَغَتْ قُلُوبُكُما.56 ويقول: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآْخِرَةِ.57
ويقول في آية اُخرى: لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ.58
كما أسند (الإباء) و(الإنكار) و(الكذب) و(النفاق) الى القلب في آيات مختلفة، كالآية: يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ.59
والآية: فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآْخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ.60
والآية: فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ.61
والآية: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى.62
حيث نفت الكذب عن القلب، الاّ أنّ نفي الكذب عن القلب يعني إثبات شأنية القلب لنسبة الصدق والكذب إليه، على أنّ نفي الكذب سيكون في ذاته إثباتاً للصدق.
كما أنّ (الحميّة) قد اُسندت الى (القلب) في بعض الآيات، حيث يقول تعالى:
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ.63
كما اُسند (الفزع) الى القلب في الآية:
حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ.64
كما اعتبرت (الطهارة) و(الامتحان) من شؤون (القلب) واُسندا الى القلب في الآيات القرآنية، كالآية: ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ.65
والآية: أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ.66
فالآيات كلها تشير الى أنّ المراد هو الطهارة والتطهير المعنوي من التلوث وأهواء النفس، كالآية: أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى.67
كما أنّ من جملة صفات (القلب) صفتَي (السلامة) و(المرض) كما قال تعالى في الآية: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْب سَلِيم.68
وقال في آية اُخرى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لاَِبْراهِيمَ * إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِيم.69
وكالآية: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً.70
وأمثال هذه الآيات التي تشير قرائنها الى أنّ المراد من السلامة والمرض ليس السلامة والمرض الطبيعيَّين والماديَّين لكي يتطابق مع (القلب) المادي الكائن في الصدر، بل السلامة والمرض المعنويّين.
كما اُسند (الشوق) و(الميل) الى القلب حيث قال تعالى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ.71
كما أنّ (التآلف) و(الاُنس) و(الإستئناس) مع الآخرين عمليات قلبية حيث جاء: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً.72
وجاء في آية اُخرى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الأَْرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ.73
وبملاحظة الصفات والأمور المتنوعة التي نسبت الى (القلب) في القرآن الكريم من قبيل الإدراك، والتدبر، والخوف والاضطراب، والحسرة والغيظ، والقسوة والغلظة، والغفلة والمعصية، والزيغ والكذب، والنفاق والانكار، والذكر والتوجة، والإنابة والإيمان، والتقوى والاطمئنان والسكينة والخشوع والرحمة والرأفة واللين والاُنس والاُلفة والصفات والأعمال المتعدّدة والمتنوعة الاُخرى ـ على التفصيل المذكور آنفاً ـ يمكن الإستنتاج جيّداً بأنّ مصطلح القلب في القرآن يختلف تماماً مع القلب المادي، ولعله يمكن القول: إنّ القلب بمعناه الجسماني لم يستعمل في موضع من القرآن، لانّه لا يمكن اسناد أيّ واحد من هذه الأعمال الى عضو جسمي، وحتّى بعض الصفات النادرة كالسلامة والمرض اللّذين يمكن أن يكونا من صفات القلب المادي فانّ القرائن الحافة بالكلام تدلّ جيّداً على أنّ المراد من السلامة والمرض ليس المعنى المادي والجسماني منهما، بل الجهات الروحية والأخلاقية والمعنويّة.
بناءً على هذا فانّ (القلب) في المصطلح القرآني موجود يتولّى مهمة القيام بهذه الأعمال: الإدراك، والتدبر، وتركيز المشاعر، واتخاذ القرار، والصداقة والعداوة و... ويمكن الادعاء بأن المراد من القلب هو الروح والنفس الإنسانية التي يمكن أن تكون منشأً لجميع الصفات السامية والخصائص الإنسانية، أو منشأً للإنحطاط والرذائل الإنسانية. ويمكن ادعاء هذه الحقيقة وهي عدم إمكان العثور على بُعد من أبعاد النفس الإنسانية، وصفة من الصفات، أو عمل من أعمال الروح الإنسانية آب عن الإسناد الى القلب. نعم، يمكن استثناء مورد واحد وهو أنّ الروح منشأ الحياة لا يصحّ إسنادها الى القلب. لكن لابدّ من الإلتفات الى أنّ المراد من الحياة هنا هي الحياة النباتية والحيوانية، والمراد من الروح هي الروح النباتية والحيوانية، أو هي ـ على الأقل ـ أعمُّ وتشملهما، ولكن لو اعتبرنا الحياة بمعنى الحياة الإنسانية كما قال تعالى:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ74
في هذه الحالة يمكن أن نسندها الى القلب أيضاً، لأن الحياة الإنسانية في الحقيقة ليست غير هذه الصفات السامية والخصائص والامتيازات التي تنبع من القلب وتستقر فيه. الاّ أن نقول: إنّ الإنسان لا يملك غير روح واحدة، وهي منشأ حياته النباتية وهكذا الحيوانية والإنسانية. بناءً عليه تكون له روح واحدة كاملة، فهي إضافةً الى دَورها كروح نباتية وحيوانية تمتلك امتيازات وخصائص إنسانية تمتاز بها عن الأرواح النباتية والحيوانية. وبهذا الفرض يكون القلب أحد أبعاد روح الإنسان، وعبارة عن تلك المرتبة الروحية التي تكون منشأً للصفات والخصال الإنسانية التي ذكرناها تفصيلاً. وعلى هذا المبنى يمكن القول: إن الروح منشأ للحياة الحيوانية والنباتية، ولكن لا يمكن اسناد ذلك الى (القلب) باصطلاحه القرآني.
الملاحظة الاُخرى التي يمكن استنتاجها من الآيات هي أنّ للفؤاد معنى القلب ذاته مع فارق أنّ (القلب) إذا كان لفظاً مشتركاً بين (القلب) الجسماني و(القلب) غير الجسماني فانّ الفؤاد يستعمل في (القلب) غير الجسماني فقط، وهذا ـ طبعا ـ فارق في الإستعمال العرفي للّفظَين لا الإستعمال القرآني، إذ كما أشرنا آنفاً لم يستعمل القلب في القرآن بمعنى القلب المادي أبداً، وبناءً عليه فلا وجود لفارق بهذا النحو بين (القلب) و(الفؤاد) في الإستعمال القرآني بهذا المعنى، والدليل على أنّ الفؤاد والقلب متحدان في القرآن هو قوله تعالى:
وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.75
هذه الآية استعملت لفظي (القلب) و(الفؤاد) بمعنى واحد وأطلقتهما على شيء واحد.
الدليل الآخر هو أنّ أعمالاً وصفات متشابهةً قد اُسندت إليهما في آيات مختلفة، كما يتضح ذلك من التأمّل في الآيات التي مرّ ذكرها.
ما معنى الصدر؟
التعبير الآخر الذي يلاحظ في القرآن الكريم هو لفظ «الصدر» من قبيل شرح الصدر أو ضيق الصدر، فما هو المراد من الصدر في الآيات الكريمة؟
في الإجابة عن هذا السؤال يمكن القول: المراد من الصدر هو ما يعتبر وعاءً وموضعاً للقلب. وعلى هذا فانّ القلب إذا كان ماديّاً فالصدر مادي أيضاً وسيكون موضعه، وفي القلب المعنوي سيكون الصدر أيضاً بما يناسبه موضعاً غير جسماني، أي إنّ القلب بمضمونه المعنوي ـ وإن لم يكن أمراً جسمانياً لكي يكون وعاءً وموضعاً جسمانياً ـ قد اعتبر له ما يشابه الظرف أيضاً، وذلك نظراً الى اُنس أذهاننا بالماديات والمحسوسات، ويتصور للقلب المادي وعاء باسم الصدر ويمثّل فضاءً أوسع من القلب ويحويه، فقد قدّر للأمور المعنويّة مثل هذا التقدير أيضاً وهو أنّ روح الإنسان وعاء لقلبه وعبّر عنها بالصدر، كهذه الآية التي تقول:
فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَْبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.76
إذنْ المراد من الصدر هو الروح ومرجع ضيق الصدر وشرحه الى احساس الروح بالضيق والانشراح.
الحصيلة: يمكن تقسيم خصوصيات القلب التي ذكرناها تفصيلاً الى ثلاث مجموعات: الاُولى ترتبط ـ سلبا أو إيجابا ـ بأنواع المعرفة المختلفة. والثانية ترتبط ببُعد الميول والأحاسيس المتنوعة. والثالثة هي الخصوصيات التي ترتبط بالقصد والارادة والنية.
من اللازم هنا التذكير بهذه الحقيقة وهي أنّ الإنسان في البداية لا فعلية فيه لأيّ بُعد من الأبعاد المذكورة غير مجموعة من الغرائز الحيوانية كغريزة الميل الى الطعام. فالمعرفة في الإنسان تكون بالقوة ولا فعلية لها كما قال تعالى:
وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً.77
والقدر المتيقن هو أن لا وجود في البداية لمعرفة واعية لبني الإنسان الإعتياديين، وهكذا الميول التي تظهر في روح الإنسان إذ لا وجود لها في بدء الخلق الاّ بالقوة، وتتحقّق بالفعل على مدى سنين ومراحل مختلفة للحياة وفي ظروف مؤاتية.
فهذه الأمور توجد بالقوة في النفس وتصل الى الفعلية تدريجيّاً، الاّ أنّ فعليتها غير متساوية، إذْ إنّ بعضها تصبح فعلية بصورة ذاتية وليس لاكتساب الإنسان واختياره دور يذكر في فعليتها كالغريزة الجنسية، وبعض آخر من الغرائز والأمور الفطريّة وغير الإكتسابية التي تجد فعليتها وتصل الى حدّ بلوغها ونضجها في ظروف طبيعية خاصّة. فالإدراكات الحسية في بُعد المعرفة تحصل للإنسان بصورة غير اكتسابية، بمعنى أنّ إعداد أسباب الإدراكات الحسية ليس اكتسابيا. وهذا النوع من الإدراكات يحصل للإنسان في ظروف خاصّة بنحو طبيعي وإن كان بمقدوره الحيلولة دون تحقّق الكثير منها، بأن لا يرى بعض الأشياء ولا يسمع بعض الأصوات، ويتحكم بسائر حواسه الى حدّ ما.
الملاحظة الاُخرى التي ينبغي التذكير بها هي أنّ ما كان من هذه الأبعاد غير اكتسابي ويحصل بصورة طبيعية، ونظراً لعدم دخل اختيار الإنسان فيها فلا يمكن دخوله في دائرة الأخلاق ليكون موضوعاً للمدح والذمّ أخلاقياً، كما هو حال الإنسان في امتلاكه الثروات الطبيعية والقابليات الإلهيّة القهريّة فانّه لا يمدح أو يذمّ عليه أخلاقياً، ولا يتعلّق بها أجر أو عقاب، ولكنه في المواضع التي يكون لاكتساب الإنسان واختياره دور في فعلية هذه الأبعاد يدخل في نطاق الأخلاق ويكون ذا قيمة أخلاقية إيجابيّة أو سلبية. وأما الجهل الفطري والطبيعي الذي يصاحب خلق الإنسان وإن كان أمراً غير اختياري وليس فيه ذمّ أخلاقي، الاّ أنّ طلب العلم والمعرفة والخروج من الجهل الفطري أمر اختياري تماماً، فيمكن أن يعدّ في مجموعة الموضوعات الأخلاقية.

انتهى الموضوع .

والله ولي التوفيق

صورة رمزية إفتراضية للعضو خادم محمد واله
خادم محمد واله
عضو
°°°
افتراضي
بسمه تعالى .

خلاصة البحث اعلاه المقدم من قبل سماحة اية الله مصباح اليزدي ان القلب المشار اليه في القرآن الكريم هو ليس القلب المادي المتعارف عليه فسيولوجيا .. علما بانني قرأت بعض البحوث الاخرى سابقا حول معنى او تعريف القلب حسب المصطلح القرآني وكانت تشير الى ان القلب المشار اليه في القرآن الكريم هو ليس القلب الذي يضخ الدم للجسم .


والله ولي التوفيق

صورة رمزية إفتراضية للعضو سيد محمد العلوي
سيد محمد العلوي
محظور
°°°
افتراضي
جزاكم الله خيرا استاذنا العزیز استاذ ابوعز الدين على هذا البحث المميز
نسال الله ان يثبت قلوبنا على الايمان و يجعل القرءان شفاءا لها و نورا نهتدي به في الظلمات و دمتم بخير

صورة رمزية إفتراضية للعضو سيد محمد العلوي
سيد محمد العلوي
محظور
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
المعذرة ولكنه كلام غير صحيح بالمرة صفاتك لن تتغير الا اذا استبدلوا نفسك بنفس اخرى , ونفس وماسواها الهمها فجورها وتقواها , والنفس لاتوجد ليست الجسد ولو غيروا قلبك وكليتك وكبدك فاانت هو انت .
[html][/html]
كلامك المحدد بالاحمر غيرصحيح لان الانسان جسم و روح لا ينفك بعضهما عن بعض ... النفس جسمانية الحدوث و روحانية البقاء ....النفس اساسه و قوامه البدن مع انها روحاني ...
اليكم هذا الدليل الاقوى على موضوع الاستاذ ابوعزالدين
:
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَا هُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لحما ثم انشانا ه خلقا آخر...

الصورة الرمزية الحنطيه
الحنطيه
عضو
°°°
Smile السلام عليكم
مقال جميل ومميز استاذي العزيز ابو عز الدين موفق لكل خير


مواقع النشر (المفضلة)
نقل الروح من شخص لأخر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
كشف المستور......منير الغضبان
منير الابصار مع المنجح فى التداوى
بين شيخ من بني نمير وقوم من الجن المسلمين
سؤال الى أمير برج الدلو غسان

الساعة الآن 10:27 PM.