المشاركات الجديدة
العلوم الخفية في التاريخ : تاريخ العلوم ، قصص ، حوادث

موضوع قراته احببت ان تشاركونى 0000وليس دعايه له

افتراضي موضوع قراته احببت ان تشاركونى 0000وليس دعايه له
«الشرق الأوسط» تحقق في قصة اللبناني المؤسس لأكبر حركة روحانية في المنطقة العربية
لندن: كمال قبيسي
يزعمون أنه رمى عجمه حبة مشمش كان يأكلها، فاشرأبت النواة من التربة بدعاء الى الله سبحانه، وأصبحت بطرفة العين شجرة، أزهرت وأثمرت قبل 57 سنة في بيروت.

يقولون أن الورق العادي كان يتحول بين يديه الى دولارات وليرات لبنانية شرعية وأصيلة بالمئات والآلاف، وان الخشب كان ينقلب الى برونز أو ذهب أمامه في الحال، وانه أعاد مرات ومرات خاتما أو ساعة أو معطفا ضاع من صاحبه قبل سنوات، وبأسرع من البرق رآه الباحث عنه وقد تكوّن بين يديه من جديد.

يدّّعون أنه أعاد الحياة الى عصافير ماتت، بل الى حمامة قطع أحدهم رأسها بسكين أمام شهود مثقفين، ليضيف هذه الغريبة على العقل الى «خوارق» بالعشرات تمت على يديه طوال 75 سنة، عاش معظمها في لبنان، حيث كانت له 6 شخصيات روحانية، تتجسد أحيانا لتبدو الواحدة منها، أو كلها أو بعضها، أمام الكثيرين كنسخ طبق الأصل عنه تماما، الى درجة أن حكما بالاعدام «معززا بوثائق وصورة نشرتها صحف بيروت» كما يقولون، نفذ باحداها في ايران، ليتضح بعدها أن من تم رميه بالرصاص لم يكن سوى واحدة من شخصياته الروحانية، بينما كان هو حيا يرزق في لبنان، حيث له الآن أتباع بالآلاف. إنه سليم العشي، المعروف لكثيرين في لبنان بشكل خاص باسم «الدكتور داهش» أو الرجل الذي يثير هذا التحقيق تساؤلا عما كان عليه حقيقة: هل كان ساحرا ومشعوذا، أم داعية سيانيا مسيحيا، استعان بآيات قرآنية، كآية من سورة «غافر» تقول: «رفيع الدرجات ذو العرش، يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق» ليكون له أتباع «داهشيون» وآخرون «مندهشون» أصابتهم الحيرة في عجائب فسرها المشككون بأنها ليست سوى نتاج قابليات براسيكولوجية تعلمها منذ الصغر؟

في هذا التحقيق ما لن تصدقه عن الذي سماه تلامذته «الدكتور داهش» بقرعة أجروها لاختيار لقب له حين كان بعمر 20 سنة في 1929 بفلسطين، حيث أبصر النور في حي باب العمود بالقدس، وقضى بعدها بمرض تخثر العظام في 1984 بمستشفى في نيويورك، الراقد جثمانه محنطا في أحد مدافنها «تمهيدا لنقله حين تسمح الظروف» الى بيروت.

* من أليشي الى العشي

* سليم العشي، أو الدكتور داهش، الذي أبصر والده السرياني، موسى أليشي، النور في مدينة «إسفس» المجاورة لقرية «آزخ» حيث ولدت والدته، شموني حنا كانون، عند منطقة الهكاري الجبلية في الجنوب الشرقي التركي حاليا، وفيها تزوجا وانتقلا في 1906 مع بعض من كن قد أبصرن النور من بناتهما، جميلة وإليزابت ووديعة وأنطوانيت، الى القدس، التي تغير فيها اسم العائلة من أليشي الى العشي، قبل الانتقال بعد ولادته في 1909 بخمسة أشهر نهائيا الى لبنان، هو رجل مثير للجدل والفضول، ويحملك على الحيرة في تفسير ما يزعمون أنه «غرائب وعجائب» قام بها «من دون ارادة مني، بل باذن من الله» كما كان يردد أمام مئات عاينوا ما فعل.

وقام الداهش، الذي عاش يتيما منذ توفي والده بالسل في 1920 بمصيف الشبانية اللبناني، حيث دفن هناك، بخوارق أمام من رحلوا عن الدنيا في ما بعد أيضا، ومعظمهم كانوا على مستوى سياسي واجتماعي وعلمي كبير، كالعلامة الدكتور عبد الله العلايلي، مؤلف «كيف عرفت داهش» الصادر عن «دار النسر المحلق» قبل 17 سنة من وفاته عن 82 عاما في 1996 ببيروت. أو كالكاتب ووزير الثقافة ورئيس مجلس الشيوخ المصري الراحل، الدكتور محمد حسين هيكل، مؤلف كتاب «محمد» عن سيرة الرسول الأعظم، والمعروف بعلاقات «بريدية» كانت له مع داهش، عبر رسائل متبادلة، جمعت بعد وفاته في كتاب صدر قبل 20 سنة. أو كالصحافي المصري لطفي رضوان، رئيس تحرير مجلة «المصور» بأوائل الستينات في القاهرة، والمندهش بالرجل بعد3 مقابلات حملته على وضع «خوارق ومعجزات الدكتور داهش» في كتاب تضمن أسماء لمن ما زال بعضهم حيا، كالصحافي وليد عوض، رئيس تحرير مجلة «الأفكار» الأسبوعية اللبنانية.

* ورقة لم تصبح 100 ليرة

* يقول عوض إنه سعى للتعرف الى داهش، الذي لم يدخل مدرسة الا لشهرين وهو طفل في ميتم ببلدة «غزير» اللبنانية «لكثرة ما ملأ الدنيا وشغل الناس، ولما سمعت في الخمسينات عن قيامه بخوارق، فذهبت مرة اليه أتحداه في البيت» فوضع له داهش رزمة أوراق بيضاء على طاولة، وفوقها وضع ورقة من فئة 100 ليرة لبنانية، ثم قال: «سأحوّل كل ورقة تحتها الى عملة من فئة 100 ليرة أمامك، فانظر». الا أن رزمة الأوراق بقيت كما هي تماما «برغم محاولة ثانية أجراها، وهو يتصبب عرقا أمامي» طبقا لما قاله عوض، الذي نفى في مجلته قبل شهر هذه الحادثة، وعلى أثرها زاره رجل الأعمال الوارث نشاطه التجاري أبا عن جد في مرفأ بيروت، حسن البلطجي، الناطق باسم الداهشية هناك، مستغربا قوله عن فشل تحويل الأوراق الى ليرات، فأكد عوض ما حدث، وسط دهشة البلطجي، الذي سبق أن اتصلت به «الشرق الأوسط» وبداهشيين في كندا والولايات المتحدة ولبنان تسألهم معلومات تفصيلية عن داهش، لكنهم رأوها أمورا «خاصة بالرجل، فالمهم رسالته وما قام به من عجائب» وفق ما أجمعوا واحدا بعد الآخر بالهاتف من حيث يقيمون، فبدت الأمور كأنها مناقشات مجلس ادارة لشركة داهشية متعددة الجنسية.

وسألت «الشرق الأوسط» البلطجي وآخرين عن المكان المدفون فيه داهش بنيويورك، وكم ترك من ثروة، ومن ورثها، ومن أين جاء بما كان له من مال، طالما لم يمارس مهنة من المهد الى اللحد، سوى تبرير غير مقنع لداهش نفسه أورده في حديث لمجلة لبنانية ذكر فيه أنه يؤمّن مصاريفه من مبيعات أكثر من 90 كتابا ألفها في موضوعات أدبية ووجدانية بديهية المعاني وروحانية الأسلوب الانشائي البسيط، علما بأن ريع أي كتب عربية، بالكاد يكفي المصروف الضروري لمؤلفها، كائنا من كان، خصوصا اذا كان كداهش: مسافر متعطش الرغبة للتعرف على بلاد الآخرين، ومتجول باستمرار في الهند والولايات المتحدة ودول أوروبية، أو متسلح حين يبقى في بيروت على مكافحة حرها بسلاح القدرة على الاصطياف الجبلي في فنادق، لم يكن من نزلائها منذ الأربعينات الى الستينات الا مشاهير، وفق الوارد في كتاب صدر بأوائل هذا العام بعنوان «سوق الغرب في ذاكرتي».

* أكداس أكداس من المال

* يتحدث سمير الصليبي في كتابه عن «فندق فاروق» ونزلائه في بلدته الجبلية الصغيرة «ومن بينهم الياس خليل زخريا وأحمد الصافي النجفي والدكتور داهش، الذي تعرف اليه صاحب الكتاب أثناء وجوده بالفندق. وهو يحيي جلسات تنويم مغناطيسي وأعمال سحر وخفة يد. الا أن الحالة بدأت تتغير مع الأيام، عندما سرت شائعات بأنه يناجي الأرواح، حيث حضرت «جلسة روحية» له سمعت فيها صوت روح مستحضرة حلت فيه، وجعلته متغيّر الملامح في تلك اللحظات بعض الشيء، وكذلك متغيّر الصوت».

وما يثبت أن واردات داهش كانت كبيرة، اقتناؤه لأثريات ومحنطات حيوانات أليفة وكاسرة وطنافس وعجميات ولوحات، زادت على ألفي قطعة، وساعدته عائلة سعودية تعرف اليها في 1960 على شحنها بعد 16 سنة الى نيويورك، حيث أودعت في «متحف داهش» الذي تم دشينه في 1995 هناك، وهي لوحات اشترى معظمها خلال زيارات قام بها الى دار للمزادات كانت في فندق «دروأو» بباريس. وتؤكد مقابلة أعدها معه محرر بمجلة «اللواء» اللبنانية في 1964 أنه كان من كبار الموسرين، اذ كتب المحرر أنه «يملك في خزانة ملابسه لفصل الصيف فقط ما يزيد على المئة جاكيت «سبور» وعلى المئة بنطلون، وهي جميعها تعكس جميع الألوان الموجودة في الطبيعة، وقد سألناه: «هل اشتريت كل هذه الملابس»؟. قال ضاحكا: أبدا». قلنا: «هدية من الأرواح»؟. قال: «يمكن».

كذلك ذكرت احدى الداهشيات الشهيرات، وهي ماري حداد، شقيقة زوجة أول رئيس للبنان بعد الاستقلال، في افادة دفاعية لها عن داهش، وواردة في معظم كتب يصدرها أتباعه عن «مرحلة اضطهاده» من قبل السلطات اللبنانية بين 1944 و1952 ما يشير الى أن الداهش واحد من أصحاب المليارات، الا اذا كانت كاتبة الافادة من الميّالات للمبالغات، مما يفقدها في هذه الحالة مصداقية ضرورية لاثبات ما روته عن «خوارق» قام بها الداهش أمامها، ومنها حكاية شجرة ظهرت بطرفة عين من التربة بأمر داهشي، مرفق شفهيا بتضرع الى الله، فهي تقول في افادتها الدفاعية: «..واذا ما سألتني كيف يعيش الدكتور داهش، أجبتك أنني رأيت عنده من الأموال أكداسا أكداسا، وربما عز على أي مصرف أن يحوز على مثلها. وقد رأيته يسخو على الفقراء، ولكنه يقتصد على نفسه» طبقا لما ردت به في 1944 على أسئلة مدير البوليس العدلي ذلك الوقت، ادوار أبو جودة.

* شجرة مشمش تظهر بلمح البصر

* مع ذلك، ذكر البلطجي لـ «الشرق الأوسط» بالهاتف من بيروت إن داهش، الذي أعاد أمام كثيرين خاتما من الماس كانت والدته، السيدة فاطمة البلطجي، أضاعته في صيف 1960 وبحثت عنه طوال عام «كان من طينة بشرية مختلفة، وقصته أكبر من هذه التفاصيل الخاصة بكثير. إنه صاحب رسالة، ولم أر منه طيلة حياتي ما يسيء» طبقا لما وصف به داهش، الذي يعود الفضل للفلسطيني، فريد قطان، في الكشف بالثلاثينات عن تحديد هويته، اذ كانوا في فلسطين، التي كان يتردد على الاقامة فيها بين 1922 و1930 لدى خالة له بالقدس، يعتقدونه من أصل فارسي، ومن مدينة «أليشي» في وسط ايران بالذات.

كذلك قال عوض، البالغ عمره 64 سنة كالبلطجي، إن داهش «لم يكن دجالا ولا مشعوذا، انما كانت له قدرات خاصة، لا أملك تفسيرها حقيقة.. ربما كان يسيطر على من حوله مهما كانت نوعيتهم، بمجرد تحديقه بعيونهم. وكان لداهش شأن كبير زمن الرئيس بشارة» مشيرا بذلك الى أول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال، وهو بشارة الخوري، الذي اعتنقت ماري حداد، الرسامة والكاتبة بالعربية والفرنسية ورئيسة نقابة فناني الرسم والنحت في لبنان بالأربعينات، وشقيقة لور شيحا الخوري، زوجة الرئيس بشارة «عقيدة الداهشية» هي وزوجها وأولادها، لمعاينتهم أكثر من «عجيبة» قام بها أمامهم.

ومما تذكره ماري حداد أنها رأته وبرفقته 5 من 6شخصيات روحانية تتجسد شبيهة به. وكذلك عاينت في 1943 أنه أصدر «أمرا» لنواة مشمش رماها في حديقة منزله السابق بمحلة النويري، حين قال: «بحق الله تحوّلي الى شجرة مثمرة» فاشرأب الجذع وارتفع بأغصانه في الحال شجرة أزهرت بثوان وأثمرت أمامها وأمام آخرين «فأكلنا المشمش منها، وكان من أطيب ما ذقنا، وما تزال قائمة في الحديقة حتى هذا التاريخ» وفق ما قالته المعاينة لأموال داهش أكداسا أكداسا في مقابلة لمجلة «اللواء» بمنتصف 1964 أي قبل 9 سنوات من وفاتها في 1973 عن 84 عاما في بيروت.. المدينة التي شهد حي القنطاري فيها ذات مرة، ما لا أذن سمعت: في 20 سبتمبر (أيلول) 1943 يشير داهش بيده الى الفضاء من شرفة بيت هناك، راغبا بتسلية من كانوا معه من حضور، ومن بينهم ماجدا وزينا، ابنتا الرسامة ماري حداد، واذا بصياح جماعي يتسارع تكرارا ومرارا من ديوك الحي، الذي دب في سكانه الذعر، الى أن سحب يده من حيث كانت نحو الفضاء «فاذا بالديوك تسكت بغتة، ولم يسمع بعدها لديك من صياح» وفق ما دونه الشاعر حليم دموس، الملقب بـ «مؤرخ الرسالة» في كتاب له عن «المعجزات والخوارق الداهشية المذهلة» عاين فيه 7 غرائب، منها إحضار داهش لحجر ضخم من مصيف الشبانية الى بيروت بلمح البصر.

* شروحات البراسيكولوجيا أصعب من تصديق الخوارق

* مهما حاول أحدهم اقناعك بأن النقطة البيضاء في الشكل الهرمي هي على مسافة متساوية بين القمة والقاعدة فلن تصدق، لأنك تراها غير ذلك بعينيك، كما يحدث الآن. لكنها في منتصفهما فعلا، فتأكد مستعينا بمسطرة أو أي أداة للقياس اذا أردت. كذلك ترى في الرسم الآخر ما لا وجود له على الاطلاق، اذا تمعنت ثانية بدقة، وهو 3 أعمدة رومانية.

ويحدث أحيانا أنك تسمع صوتا، فتظنه ترامى الى مسامعك من جهة اليسار، وهو من اليمين حقيقة، أو العكس بالعكس.. هكذا هو علم البراسيكولوجيا، المرجع ما نعتبره خوارق، يقوم أو قام به البعض، كالداهش وسواه، الى حجمه المنطقي، ولو عبر شروحات شبه علمية معقدة، يبدو استيعابها أحيانا، أصعب حتى من تصديق الخوارق نفسها. لذلك نبقى في حيرة، ولا نجد شرحا واضحا وحاسما لكل «خارقة» نسمع عنها أو نراها.

الدكتور داهش، الذي زعموا أنه بقي 7 أيام تحت نهر «السين» في 1930 بباريس وهو في صندوق مغلق، خرج منه حيا، لينال بعدها شهادتين، احداهما من معهد «ساج» الدولي الشهير، أن أول رئيس للبنان بعد الاستقلال، بشارة الخوري، بدأ يحاربه منذ تسلم السلطة في 1943 وجرده من الجنسية اللبنانية وأمر باعتقاله ثم نفاه 9 سنوات خارج لبنان، لانضمام شقيقة زوجته الى «الحركة الداهشية» هي وزوجها واولادها، بعد معاينتهم لغرائب قام بها أمامهم في حضور آخرين، طبقا لما ذكرته ماري حداد، شقيقة لور شيحا الخوري، زوجة الرئيس اللبناني الراحل، في لقاءات معها نشرت في صحف لبنانية في الخمسينات والستينات بشكل خاص، وبسبب ضغوطات من رجال دين مسيحيين وجدوا فيه «خارجا عن الكنيسة» لتشكيكه برواية الأناجيل عن صلب المسيح. كمال قبيسي يتابع قصة الدكتور داهش في حلقة أمس أيضا أن داهش «ظهر حيا في لبنان بعد اعدامه بايران» وهو ما نفاه عدم وجود أي وثيقة بالخارجية اللبنانية أو السفارة الايرانية تؤكد الخبر. تماما كما نفى عدم وجود أي وثيقة بمديرية اليانصيب الوطني اللبناني حكاية تحويله ورقة يانصيب خاسرة الى رابحة للجائزة الكبرى في 1963 أمام رئيس بلدية بيروت الأسبق، شفيق السردوك، واثنين من زملائه القضاة. مع تأكيد السردوك أن داهش «تنبأ» له باغتيال الرئيس الأميركي، جون كندي، قبل شهر من مصرعه بالرصاص في 1963 بدالاس.

* داهش في فلسطين أيضا وسعت «الشرق الأوسط» ورا المعلومات عن داهش في فلسطين أيضا، باعتباره عاش فيها سنوات متقطعة زمن الانتداب البريطاني. الا أنها لم تجد سوى نثريات صغيرة مشتتة وسلبية في معظمها. الى أن عثرت على أخطر ما كتب عنه هناك، وهو افتتاحية للشيخ عبد الله قلقيلي في عدد يوم 5 ابريل (نيسان) 1938من صحيفته «الصراط» التي أسسها في 1933بحيفا، وموجودة بعض أعدادها في المتحف البريطاني بلندن، وفيها يشير الى مداخلة كتبتها في عدد سابق السيدة فريدة يوسف قطان، التي وصفها القلقيلي في عدد قبله بأنها «كانت احدى ضحايا داهش» وفق تعبيره. وقال الشيخ في افتتاحيته: «كنا نشرنا كلمة، لمنا (عاتبنا) فيها الصحف المروجة لألاعيب الرجل المعروف بداهش، وأشرنا الى ما قالته فريدة من أنه أرسل الى ولدها، نصري، المقيم في السودان، يقول له انه ميت، ولكنه حي بالروح. لذلك يستصرخه بالمروءة أن يترك أعماله التجارية في السودان، وأن يأتي الى القدس ليقرأ له تعويذة، فيرجع الى الحياة. وصدق نصري هذا الدجال الفظيع، فترك شغله وجاء الى فلسطين ليحييه هذا المشعوذ الميت. وكانت نتيجة ذلك أن يقع في الشراك ويفقد أمواله. وكشفت الكاتبة (يعني فريدة قطان، صاحبة المداخلة في العدد السابق) الاسم الحقيقي لداهش، وهو سليم موسى الياس العشي، السرياني الداعي نفسه الدكتور داهش، وهو لقب انتحله اعتباطا لتسهيل أسباب دجله» وفقا لافتتاحية القلقيلي.

* كان لا يعي ما يحدث كذلك اتصلت «الشرق الأوسط» بمصادر في البرازيل، الشهيرة بمراكز روحانية يزيد عددها هناك على عدد نوادي كرة القدم، لأنها أكثر من 8 آلاف مركز، تضمها اتحادات فاعلة، للالمام بصورة واضحة بما يحدث عادة خلال «جلسات روحية» يعقدها وسطاء في تلك المراكز من حين لآخر، فاذا بها تختلف تماما عما كان يحدث للدكتور داهش، حين كان يعقد «جلسة روحية» في بيروت أو سواها، وهو ما تعرفت اليه «الشرق الأوسط» من خلال حديث عبر الهاتف سريع مع اللبناني، موسى المعلوف، البالغ عمره 64 سنة، والأب لابنين من زوجته ليلى، الابنة الوحيدة لانطوانيت العشي، وهي احدى 4 شقيقات لم يكن لداهش سواهن من اخوة، وتوفيت عن 84 عاما في 1996ببيروت، بينما شقيقاته الراحلات، جميلة وأليزابت ووديعة، تنقلن في فلسطين، حيث تزوجن وأنجبن هناك أولادا. وزعم المعلوف، وهو شاعر وأستاذ مدرسة حكومية سابق، انه رأى كثيرا من «عجائب» خال زوجته الذي تعرف اليه في 1959 في بيروت، ومنها «توقعه» في أي ساعة ودقيقة سيولد ابنه البكر، المقيم في الولايات المتحدة حاليا، والذي سماه «مهنّد» بناء على «أمر» جاء في ورقة هبطت من سقف غرفة في بيت داهش ببيروت خلال ««جلسة روحية» وموقعة باسم «علي» كما ورد ذكرها في كتاب الصحافي شاهين. وقال المعلوف، بالهاتف من لبنان، انه لا يعرف كم ترك داهش من ثروة ومن كان الوارث، ومن يدير استثماراته بأميركا «فهناك على حد علمي عائلة سعودية وغيرها تساههم بادارة كل شيء» علما بأن داهش أوصى بأن يتولى مقرّبون منه قضيته ومتاعه بعد وفاته. وعما كان يحدث لداهش حين الجلسات، ذكر المعلوف أن هيئته كانت تتغير فعلا، وكذلك صوته. الا أنه لم يكن يمتقع أو يتخشب، بل يلوي عنقه ببطء أحيانا كدورة نصفية لرادار. والمعروف عن داهش أنه لم يكن يعي ما يجري حوله غالبا، الا عندما تنتهي «الجلسة الروحية» فيخبره من حضرها بما حدث خلالها، لذلك يعتقد بعض المشككين بأن عددا من الروايات عن داهش، قالها له أتباعه بعد الجلسات، من دون أن يتأكد هو نفسه من حدوثها. ويتحدثون عن الشاعر حليم دموس بأنه قد يكون هو الذي اقترح عليه تأسيس حركة روحانية حين تعرف اليه قبل عام من تأسيسها رسميا في 1942 لأن دموس، الذي يكبر داهش بـ21 سنة، هاجر وهو بعمر 17 عاما الى البرازيل، حيث تأثر بحركاتها الروحانية، كبعض اللبنانيين الآن هناك، قبل أن يعود في أواسط العشرينات الى بيروت. ما يقال عن اهتزاز الوعي لدى داهش يؤكده الراحل، الدكتور عبد الله العلايلي، الذي يروي في كتاب عنه، بأنه أيقظه بعد «جلسة روحية» حضرها في بيته مع آخرين، حيث «أتى بيده بحركة، بدأت من الهواء وانتهت على النضد، واذا فوقه ستمائة ليرة في ست قطع من ذوات المائة» كما دوّن العلايلي في «كيف عرفت داهش» الصادر ككتاب قبل 17 سنة من وفاته عن 82 عاما في 1996 ببيروت. وذكر أن داهش سأله لماذا لم يأخذها «فهي لك» فرد العلايلي: «أبيت على الروح أي شيء ليس من طبيعتها، وأبت عليّ الا شيئا من طبيعتي، وما حاجتي الى الزيادة». فسر داهش من ذهنية بعيدة عن التفكير بالماديات كذهنية العلايلي، الذي أقبل في صباح يوم آخر «ومعي صديق شاقه خبر الدار» وفجأة شعر الحاضرون بداهش وقد احتلته روح، صرخ على أثرها صديق العلايلي ينبهه الى طاولة كان عليها خنجر صغير «رآه يطول ويثبت على ما انتهى اليه من طول، ورأينا الخنجر في شكله الجديد» وفق تعبيره.

* ساعة الصحافي تعود بعد 7 سنوات ومن غرائب داهش، ومثلها العشرات مدونة على لسان شهود مهمين في كتب متنوعة لمؤلفين عرفوه وأصبح معظمهم «داهشيين» أو متعاطفين «مندهشين» ما ذكره الصحافي اللبناني المندهش الى الآن، حافظ ابراهيم خير الله، في مقابلة أحدثت دويا في لبنان حين نشرتها جريدة «النهار» في 1965 على صفحتين من ملحق كانت تصدره كل أحد، وخلالها حوّل داهش ورقة بيضاء أقفل خير الله يده عليها باحكام الى ليرة لبنانية «ظلت معي حتى خروجي من البلد في 1976 هربا من الحرب» بحسب ما أكد خير الله، المقيم منذ ذلك العام في لندن، حيث اتصلت به «الشرق الأوسط» لمعاينة ما ذكر في المقابلة، التي التقط خلالها المصور همبار، المقيم أيضا في لندن منذ ذلك العام، صورا عن مراحل التحويل. وأكد همبار، الذي عمل مع خير الله في «النهار» طوال 15 سنة، ما ورد في المقابلة حين التقته «الشرق الأوسط» لهذا الغرض في لندن، وقال: «رأيتها وقد أصبحت ليرة لبنانية أمامي بالفعل، فصورتها. لكني لا أعرف كيف حدث ذلك، ربما كان سحرا». وفي المقابلة أن خير الله جاء أيضا بأوراق وضعها أمام داهش، وطلب منه تحويلها الى ليرات اذا استطاع، فقال الأخير: «ادخلها بنفسك في ظرف واختمه». ثم طلب منه فتحه ثانية، فصعق خير الله حين رأى أن كل ورقة أصبحت 100 ليرة، وراح يعدها فاذا هي 30 ألف ليرة لبنانية، أي ما قيمته الشرائية اليوم أكثر من 120 ألف دولار. وما لم يذكره خير الله في المقابلة القديمة، ذكره الآن لـ «الشرق الأوسط» وهو أن داهش نبهه الى صعوبة الاحتفاظ بالورق المتحول الى مال، لأن هذا من شأنه اثارة قضية أمنية بتهمة اقدام أحدهم على فتح بنك مركزي على حسابه الخاص، يصدر منه عملة عن غير طريق المصرف الرسمي للدولة «لذلك قام وأعادها بلمح البصر الى حالتها الأولى أمامي، أي الى أوراق» على حد ما ذكر خير الله. وقال انه كانت لمقابلته الصحافية توابع من زيارات قام بها لداهش في ما بعد «حيث كانت بيننا جلسات أمام زواره الكثيرين، وأذكر منها دخولي مرة الى بيته، حيث اجتمعت اليه في غرفة كان فيها وحيدا، بينما كان الزائرون في الصالون.. كانت غرفة معتمة بعض الشيء، وعلى أحد جدرانها رأيت لوحات زيتية جميلة، فسألته: «من أين هذا كله يا دكتور»؟ قال داهش مشيرا الى احداها: «هذه مثلا جئت بها اليوم من متحف بوسطن الأميركي في الولايات المتحدة، لكني سأعيدها بعد قليل الى هناك، لكي لا يعتقدوا غدا بأنها سرقت.. أحببت أن آتي بها فقط للتمتع بمشاهدتها» وفق ما نقله خير الله عن لسان الرجل، الذي كان يهوى اقتناء المحنطات والعاجيات والعجميات واللوحات، وجميعها نقلها حيث هي محفوظة الآن في «متحف داهش» الذي تم تدشينه في 1995 بالجادة الخامسة في نيويورك، وهو متحف قالت عنه «نيويورك تايمز» في منتصف العام الماضي ان موازنته السنوية تتجاوز 30 مليون دولار «بعضها من ثروته الشخصية، والباقي من عائلة زاهد السعودية، المشرفة على تراث داهش الأدبي والفني، والراعية استثماراته في نيويورك» كما نقل عنها الزميل محيي الدين اللاذقاني في مقالة له عن «داهش.. الرجل والرمز» في «الشرق الأوسط» قبل 8 أشهر. وذكر خير الله أنه زار داهش مرة، وكان ذلك في 1965 أيضا، وجرى حديث عن السحرة والمشعوذين الممارسين للتنويم وتوابعه، وأحب أن يثبت له بأنه ليس منهم «فعلمني كيف يفعلون، كأن يوقف أحدهم قلبه عن النبض متى أراد، أو يقوم بتنويم دجاجة فتصبح بلا وعي وحراك، ثم يعيدها للحركة ولو بنفخة، أو بمجرد لمس أي جزء منها ببساطة».

* علمك ايقاف قلب غيرك عن النبض أيضا؟

ـ لا، بل ايقاف قلبي فقط، ويمكنني أن أفعلها الآن أمام أي طبيب.

* وكذلك كيف تجعله ينبض ثانية؟

ـ وباشارة واحدة.

* يمكنك تعليم سواك ما تعلمته منه؟

ـ بثوان معدودات، وهذا سهل جدا.

* والدجاجة؟

ـ تنويمها من أسهل ما يكون أيضا، ويمكنني تنويمها أمام أي راغب، كما علمني داهش.

* الدجاج فقط أم غيره من الطيور والدواجن؟

ـ تعلمت تنويم الدجاجة فقط، لأنه كانت في البيت عنده دجاجة، فأحضرها كتجربة لتعليمي كيف أقوم بتنويمها، الى درجة تبدو معها بلا حراك ولا نفس، بل وكأنها ميتة تماما، ثم أعيدها الى وعيها بمجرد النفخ عليها، أو بمجرد ملامسة أي جزء منها ببساطة. وذكر خير الله، المتحدث عبر الهاتف بجدية معهودة، ما يصعب تصديقه: مرة، وكان ذلك في 1965 أيضا، ذهب الى بيت داهش، وهناك تذكر أنه أضاع ساعة كانت معه في 1958 وهو طالب ببرلين، فطلب منه أن يعيدها اليه اذا استطاع «وكان طلبي يرتدي بعض التحدي، وللحال قال لي انها أصبحت تحت مسند كان بقربي وأنا جالس.. مددت يدي وأنا غير مصدق طبعا، لكني وجدتها هناك. كانت هي نفسها تماما، فأخذتها وأنا مندهش، وصدق أو لا تصدق».

* ما زالت معك يا حافظ؟

ـ ظلت معي هي والليرة لسنوات، لكني عندما غادرت مع زوجتي بالطريقة التي خرجنا بها هاربين من الحرب في لبنان، أهملت أشياء كثيرة، أو ضاعت مني.. لم تعد الساعة معي للأسف، ولا الليرة أيضا.

* لماذا لم تصبح من أتباعه كسواك؟

ـ لا أدري، لم يكن ذلك في البال، ولا هو الآن. لكني لا أعاند ما رأيت.

* ألم يكن صاحب خفة وقابلية براسيكولوجية وتوابعها برأيك؟

ـ كل شيء جائز. لكنه لم يكن يبدو لي من هذه الطينة. لا أدري، أعتقد أنه كان يريد أن يقول شيئا من هذا كله.
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: العلوم الخفية في التاريخ


...
....
الصورة الرمزية أنوار المشارق
أنوار المشارق
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

بلفعل موضوع شيق لأول مره اسمع واقرء عنه
سلمت يداكي للنقل وبارك الله بك

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة الريحان
زهرة الريحان
عضو
°°°
افتراضي
شكرا على مرورك اخت انوار المشارق وبارك الله بك

صورة رمزية إفتراضية للعضو عبود المغربى
عبود المغربى
عضو
°°°
افتراضي
مشكورة اختنا زهرة بالفعل هناك اناس بهذا الشكل يملكون خوارق منهم كراولى وراسبوتين هذان ما يحضران فى ذهنى وكانا يتمتعان بخوارق غير طبيعية بالمرة بالاضافة الى نسترداموس طبعا وغيرهم

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة الريحان
زهرة الريحان
عضو
°°°
افتراضي
شكرا على مرورك اخ عبود المغربى
وهذا ما ادهشنى فى الخوارق مما جعلنى افكر كيف تكون خوارق الاعور الدجال اخر الزمان
اعاذنا الله منه

الصورة الرمزية ابو عز الدين
ابو عز الدين
عضو
°°°
افتراضي
الموضوع ممتع ومثير جدا ويفتح اما م الجميع افق لدراسة هذه الامور الخارقه واسبابها
شكرا لك اختنا الكريمه زهرة الريحان ....................

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة زمان
زهرة زمان
عضو
°°°
افتراضي
الف شكر الك أختي زهرة موضوع شيق وجميل بالفعل

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
مشكورة اختنا زهرة بالفعل هناك اناس بهذا الشكل يملكون خوارق منهم كراولى وراسبوتين هذان ما يحضران فى ذهنى وكانا يتمتعان بخوارق غير طبيعية بالمرة بالاضافة الى نسترداموس طبعا وغيرهم

شكرا لطارح الموضوع بارك الله فيكم

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة الريحان
زهرة الريحان
عضو
°°°
افتراضي
شكرا لمروركم اخوتى وبارك الله بكم

صورة رمزية إفتراضية للعضو حزن في ضوء القمر
حزن في ضوء القمر
عضو
°°°
افتراضي
بالفعل داهش هو شخص مشهور جدا عندنا في لبنان و كما اسمع ان له طائفة خاصة به تسمى الطائفة الداهشية و لديه العديد من الاتباع حتى الان
كان والدي يحدثني عنه وعن ماكان يتناقل على السن الناس في تلك الفترة من الزمن عندما كان داهش موجود عن خوارقه و عجائبه وما كان يفعله
ومن فترة قامت احدى المحطات بعمل حلقة خاصة عنه والذي لفتني هو انه هناك مجتمع داهشي بحد ذاته و متبعيه هم اشخاص مثقفين جدا و من طبقات جيدة بالمجتمع يعني ناس فهمانة وواعية ومدركين للي هنن متبعينو ولا يسمحون باحد بالقول عنه مشعوذ او ساحر فهذا الكلام يعتبر اهانة كبيرة لهم
والاكثر من ذلك انه هناك فئة من الناس يتراوح عمرهم 25 ال 30 اي انه اتبعو الداهشية بالوراثة و اعتنقوها من دون حتى ان يروا عجائبه وخوارقه
وللانخراط بالداهشية طقوس خاصة فهي كما ادعوا معتنقيها انها تجمع بين الاديان و ان اتباع داهش لازالو حتى اليوم برعايته و يحميهم حتى بعد مماته
لا اعلم ما طبيعة خوارقه او كيف اكتسبها وهل كانت خوراقه مقنعة لدرجة ان يسلب الشخص عقله و يتبعه
اسال الله ان يثبتنا على دين الاسلام و ان ينجينا من الفتن
و اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله


مواقع النشر (المفضلة)
موضوع قراته احببت ان تشاركونى 0000وليس دعايه له

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
حقيقه-موقع اكثر من رائع احببت ان اشارككم فيه
سؤال قراته في احد المنتديات..
قراته في مخطوط قديم

الساعة الآن 05:27 PM.