المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم التنجيم : مواضيع في أحكام التنجيم و مقالات دراسية عامة وعرض لكافة الأساليب والطرق المتبعة

رسالة في علم أحكام النجوم

Hjhjh رسالة في علم أحكام النجوم
باسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على اشرف المرسلين

ان الحكمة في كون الكواكب السبعة السيارة، اثنان منها نيران، واثنان منها سعدان، واثنان نحسان، وواحد ممتزج؛ وكون البروج الاثني عشر، أربعة منها منقلبة، وأربعة ثابتة، وأربعة ذوات جسدين؛ وكون العقدتين في خللها، فالحكمة في ذلك أكثر مما يحصى، ولكن نذكر منها طرفاً ليكون دليلاً على الباقي، وذلك أن الباري- سبحانه وتعالى- بواجب حكمته جعل حال الموجودات، بعضها ظاهراً جلياً لا يخفى، وبعضها باطناً خفياً لا تدركه الحواس. فمن الموجودات الظاهرة الجلية جواهر الأجسام وأعراضها وحالاتها. ومن الموجودات الباطنة الخفية جواهر النفس.
ومن الموجودات الظاهرة الجلية للحواس أيضاً أمور الدنيا. ومن الموجودات الباطنة الخفية عن أكثر العقول أمور الآخرة. ثم جعل ما كان ظاهراً جلياً دليلاً على الباطن الخفي، فمن ذلك النيران الشمس والقمر، فإن أحدهما الذي هوالقمر دليل على أمور الدنيا وحالات أهلها من الزيادة والنقصان والتغيير والمحاق؛ والأخرى التي هي الشمس دليل على أمور الآخرة وحالات أهلها من التمام والكمال والنور والإشراق.
ومن ذلك حال السعدين المشتري والزهرة، فإن أحدهما دليل على سعادة أبناء الدنيا وهي الزهرة، وذلك أنها إذا استولت على المواليد دلت لهم على نعيم الدنيا، من الأكل والشرب والنكاح والميلاد. ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهو من السعداء فيها. وأما المشتري فهو دليل على سعادة أبناء الآخرة، وذلك أنه إذا استولى على المواليد دل لهم على صلاح الأخلاق وصحة الدين وصدق الورع ومحض التقى. ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهو من السعداء في الآخرة. ومن ذلك أيضاً النحسان: زحل والمريخ، فإن أحدهما دليل على منحسة أبناء الدنيا وهوزحل، وذلك إنه إذا استولى على المواليد دل ذلك على الشقاء والبؤس والفقر والمرض والعسر في الأمور، ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهو من الأشقياء فيها. وأما المريخ فإنه دليل على منحسة أبناء الآخرة، وذلك إنه إذا استولى على المواليد دل لهم على الشرور من الفسق والفجور والقتل والسرقة والفساد في الأرض؛ ومن كانت حاله في الدنيا فهو من الأشقياء في الآخرة. وأما من استولى على مولده المشتري والزهرة فسعادتهما دلالة على السعادة في الدنيا والآخرة؛ ومن استولى على مولده زحل والمريخ فنحوستهما دلالة على منحسة الدنيا والآخرة. وأما امتزاج عطارد بالسعادة والنحوسة فهو دليل على أمور الدنيا والآخرة وتعلق إحداهما بالأخرى. وأما كون البروج المنقلبة فحالاتها تدل على تقلب أحوال أبناء الدنيا؛ والبروج الثوابت تدل على ثبات أحوال أبناء الآخرة؛ والبروج ذوات الجسدين تدل على تعلق أمور الدنيا والآخرة أحدهما بالآخر.
وقد قيل إن طالع الدنيا السرطان، وهوبرج منقلب، وأوتاده مثله. وأما العقدتان اللتان تسمى إحداهما رأس التنين والأخرى الذنب فليسا بكوكبين ولا جسمين، ولكنهما أمران خفيان، ولهما حركات في البرج كحركات الكواكب، ولهما دلالة على الكائنات كدلالة الكواكب النحوس، وهما خفيا الذات، ظاهرا الأفعال؛ فخفاء ذاتيهما وظهور أفعالهما يدل على إن في العالم نفوساً وقبائل الجن وأحزاب الشياطين. فأجناس الملائكة هي نفوس خيرة موكلة بحفظ العالم وصلاح الخليقة، وقد كانت متجسدة قبل وقتاً من الزمان فتهذبت واستبصرت وفارقت أجسادها واستقلت بذاتها، وفازت ونجت وساحت في فضاء الأفلاك، وسعة السموات، فهي مغتبطة فرحانة مسرورة ملتذة ما دامت السموات والأرض. وأما عفاريت الجن ومردة الشياطين فهي نفوس شريرة مفسدة، وقد كانت متجسدة قبل وقتاً من الزمان، ففارقت أجسادها غير مستبصرة ولا متهذبة، فبقيت عمياً عن رؤية الحقائق، صماً عن استماع الصواب، بكماً عن النطق الفكري في المعاني اللطيفة، فهي سابحة في ظلمات بحر الهيولى، غائصة في قعر من الجسام المظلمة، ذي ثلاثة شعب، تهوي في هاوية الرزخ؛ كلما نضجت جلودهم بالبلاء بدلناهم جلوداً غيرها بالكون، فذلك دأبهم ما دامت السموات والأرض لابثين فيها أحقاباً لا يجدون برد نسيم عالم الأرواح، ولا يذوقون لذة شراب المعارف فهذه حالهم إلى يوم يبعثون. وأما الظاهر من تأثيرات الرأس والذنب فهو كسوف النيرين، وذلك أنهما من اثبت الأسباب في كسوفهما، وإنما اقتضت الحكمة كسوف النيرين، كما تزول التهمة والريبة من قلوب المرتابين بأنهما إلاهين، فلوكانا إلهين ما انكسفا، وإنما صارت محنة الشخصين النيرين الجليلين بأمرين خفيين، ليكون دليلاً؛ على أن أعظم المحنة من الشياطين على الأنبياء- صلوات الله عليهم أجمعين- لأن الأنبياء هم شموس بني آدم وأقمارهم، فمن ذلك قصة إبليس مع آدم أبي البشر وإخراجه من الجنة، وقصة ركوبه مع نوح في السفينة، وقصته مع إبراهيم خليل الرحمن، يوم طرح في النار، وقصته مع موسى- عليه السلام- حين وسوس إليه أن هذا الكلام الذي تسمع لعله ليس كلام رب العالمين، فعند ذلك قال موسى:" رب أرني أنظر إليك، قال: لن تراني." وقصته مع المسيح وزكرياء ويحيى عليهم السلام وغيرهم من الأنبياء معروفة يطول شرحها. وإنما ذكرنا هذه الأحرف في هذه الرسالة لأن بعض أهل زماننا شاكون في أمر الآخرة، شاكون في انفسهم وفي علومهم متحيرون في أحكام الدين، جاهلون بأسرار النبوات، منكرون للحساب والبعث، فدللناهم على تحقيق ما أنكروه من صناعتهم ليكون أقرب من فهمهم وأوضح لبيانهم،
ان العلماء مختلفون في تصحيح علم الأحكام وحقيقته، فمنهم من يرى ويعتقد أن للأشخاص الفلكية دلالات على الكائنات في هذا العالم قبل كونها؛ ومنهم من يرى ويعتقد أن لها أفعالاً وتأثيرات أيضاً مع دلالاتها؛ ومنهم من يرى ويعتقد أن ليس لها أفعال ولا تأثيرات ولا دلالات البتة، بل ترى أن حكمها حكم الجمادات والاموات بزعمهم. فأما الذين قالوا إن لها دلالات فهم أصحاب الأحكام، وإنما عرفوا دلالاتها بكثرة العناية بالأرصاد لحركاتها وتأثيراتها، والنظر فيها، واعتبار أحوالها وشدة البحث عنها.مؤكدين من تصاريف أمورها على ممر الأيام والشهور والأعوام، أمة بعد أمة وقرناً بعد قرن، كلما أدركوا شيئاً منها أثبتوه في الكتب وفي المدونات ، كما ذكروها في كتبهم بشرح طويل. وأما الذين أنكروا ذلك فهم طائفة من أهل الجدل تركوا النظر في هذا العلم، وأعرضوا عن اعتبار أحوال الفلك وأشخاصه وحركاته ودورانه، وأغفلوا البحث عنها والتأمل لتصاريف أمورها، فجهلوا ذلك وأنكروه، واعتبروا أهلها وناصبوهم العداوة والبغضاء. وأما الذين ذكروا أن لها مع دلالاتها أفعالاً وتأثيرات في الكائنات التي تحت فلك القمر، فإنما عرفوا ذلك بطريق آخر غير طريق أصحاب الأحكام، وبحث أشد من بحثهم، واعتبار أكثر من اعتبارهم، وهوطريق الفلسفة الروحانية والعلوم النفسانية، وتأييد إلهي وعناية ربانية. ونريد أن نذكر من هذا الفن طرفاً ليكون إرشاداً للمحبين للفلسفة والراغبين فيها، ودلالة لهم عليها ورغبة فيها.

فأعلم يا أخي إن كواكب الفلك هم ملائكة الله وملوك سمواته، خلقهم الله تعالى لعمارة عالمه، وتدبير خلائقه، وسياسة بريته، وهم خلفاء الله في أفلاكه، كما أن ملوك الأرض هم خلفاء الله في أرضه، خلفهم وملكهم بلاده، وولاهم على عباده، ليعمروا بلاده ويصونوا عباده، ويحفظوا شرائع أنبيائه، بإنفاذ أحكامهم على عباده، وحفظ نظامهم على أحسن حالات ما يتأتى فيهم، وأتم غايات ما يمكنهم من البلوغ إليها، وأفضل نهايات ما يصلون إليها، إما في الدنيا وإما في الآخرة.
فعلى هذا المثال والقياس تجري أحكام هذه الكواكب في هذه الكائنات التي تحت فلك القمر، ولها أفعال لطيفة وتأثيرات خفية تدق على أكثر الناس معرفتها وكيفيتها ، وإنما يعرف ذلك منها العقلاء والبالغون المتأملون للأمور، فهكذا أيضاً لا يعرف كيفية تأثيرات هذه الكواكب وأفعالها في هذه الكائنات إلا الراسخون في العلوم من الحكماء والفلاسفة، البالغون في المعارف الربانية، الناظرون في العلوم الإلهية، المؤيدون من السماء بتأييد الله وإلهامه لهم.
ان معنى قول الحكماء:" العالم" صديقي العزيزإنما هوإشارة إلى جميع الأجسام الموجودة وما يتعلق بها من الصفات، وهوعالم واحد كمدينة واحدة أوحيوان واحد، ولكن الأجسام كلها تنقسم الى قسمين ، فمنها عالم الأفلاك، ومنها عالم الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض، ويسمى عالم الكون والفساد، فنقول إن أول حد عالم الأفلاك هومن أعلى سطح الفلك المحيط إلى منتهى مقعر سطح فلك الأثير، وهوفلك القمر، ثم مما يلي الهواء؛ وحد عالم الأركان هومن مقعر سطح فلك القمر إلى منتهى الأرض، ويسمى أحدهما العالم العلوي والآخر العالم السفلي، لأن العلوي هومما يلي المحيط، والسفلي مما يلي المركز. وتأمل الذي فوق الفلك فهو رتبة النفس الكلية التي هي سارية قواها في جميع الأجسام التي في العالمين جميعاً من لدن الفلك المحيط إلى منتهى مركز الأرض بإذن الباري جل ثناؤه.

أخي ان أول قوة تسري من النفس الكلية نحوالعالم، فهي في الأشخاص الفاضلة النيرة التي هي الكواكب الثابتة، ثم بعد ذلك في الكواكب السيارة، ثم بعد ذلك فيما دونها من الأركان الأربعة، وفي الأشخاص الكائنة منها من المعادن والنبات والحيوان. وأيضاً، فإن النظر في هذا العالم يكون سبباً لترقي همم نفوسنا إلى عالم الأفلاك مسكن العليين، ويكثر جولان أفكارنا في محل الروحانيين. وكثرة أفكارنا في عالم الأفلاك تكون سبباً لانتباه نفوسنا من نوم الغفلة ورقدة الجهالة، ويدعوها ذلك إلى الانبعاث من عالم الكون والفساد إلى عالم البقاء والدوام، ويرغبها في الرحلة من عالم الأجساد وجوار الشياطين إلى عالم الأرواح وجوار الملائكة المقربين. وقد ذكرنا في هذه الرسالة طرفاً من كيفية صورة الأرض وصفة الربع المسكون منها، وما فيه من الأقاليم السبعة، ومن البحار والجبال والبراري والأنهار والمدن، ليكون طريقاً للمبتدئين بالنظر في علم الهيئة وتركيب الأفلاك، وطوالع البروج، ودوران الكواكب، ويقرب تصورها في أفكار المتعلمين، ويسهل تأملها للمتفكرين في ملكوت السموات والأرض الذين يقولون:" ربنا ما خلقت هذا باطلاً، سبحانك فقنا عذاب النار".
وفي الختام اود ان ارفع الى كريم علم كافة الاعضاء الكرام انه من خلال العديد من التجارب القياسية ومن خلال دراساتي الطويلة والبحث العميق في ميدان التنجيم والفلك توصلت والحمد لله الى نتائج مبهرة وعالية الدقة في هذا الميدان مما اسفر بي الى عدة تخصصات من الطراز العالي نذكر منها:
· تحليل هيئة الميلاد بدقة عالية
· اجوبة مقنعة على مستوى كل سؤال كيفما كان نوعه ونوعيته
· اختيارات الاوقات لاي عمل في المستقبل بدقة عالية
· تصحيح وقت الميلاد
· استصلاح هيئة الميلاد
· التنجيم الطبي
· التنجيم الفلاحي
· التنجيم الاقتصادي
· التنجيم التجاري
· الارصاد الجوية
· التنجيم الحرفي
· التنجيم العددي
· الزيرجة الفلكية
· التنجيم الروحاني
· وغيرها من التخصصات الاخرى الفريدة من نوعها.
والى هنا تنتهي رسالة اليوم. في انتظار الرسالة المقبلة بمشيئة الله والسلام عليكم اصدقائي الاوفياء ورحمته تعالى وبركاته .اخوكم سعد الدين حكيم . رسالة أحكام النجوم icon_arrowl.gif
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم التنجيم


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو المشرف العام
المشرف العام
عضو
°°°
افتراضي
الاخ سعد الدين
اهلا وسهلا بكم في عائلتك الثانية اسرة الشامل.
يفرحنا ان تنير سماء الفلك بمقالات هذا العلم الشيق والكبير.
ننتظر باقي علومكم المباركة.

الصورة الرمزية ragui brahim
ragui brahim
عضو
°°°
افتراضي
موضوع هام جدا .تبارك الله عليك السي سعد الدين.

صورة رمزية إفتراضية للعضو sifaou anouar
sifaou anouar
عضو
°°°
افتراضي
شكرا وبارك الله فيك نحن متابعين وننتظر بقية الرسائل


مواقع النشر (المفضلة)
رسالة في علم أحكام النجوم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
المدخل في أحكام النجوم لابو معشر الفلكي
مسائل أحكام النجوم بسهوله وبساطه كتاب من هدايا الشامل القديم
رسالة في أحكام النجوم
كيف نعرف أحكام النجوم ؟
ايران من خلال أحكام النجوم

الساعة الآن 10:52 AM.