المشاركات الجديدة
مقالات في الروحانيات للمعتقدات الاخرى : شرح المواضيع و تبادل الآراء والخبرات بين المشاركين والمتابعين

الباب الأول في الذات (سلسلة مراتب الوجود)

21 الباب الأول في الذات (سلسلة مراتب الوجود)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد ،،
مرحباً لكل أعضاء الشامل من الشيوخ و الأساتذة الكرام والباحثين وقراء المنتدى
بعد الطرح الأول للموضوع المسمى بـ "حقيقة الكرسي أو العرش : مراتب الوجود الجزء الأول" والذي نقلت نصه من فيديو في اليوتيب وقد أدرجت فيديو الشارح في ذلك الموضوع
إلا حسب ما جاء في الردود وخاصة ما أتى نقده في سرد المعلومات وحقيقة مصدر المعلومات لجأت نحو الكتاب مباشرةً وقد أفادنا به الأخ المحقق جزاه الله خيراً في رده
وهو هذا الكتاب "الإنســـــان الكــــامــل في معرفة الأواخر والأوائل تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي667هـ : 828هـ"
وهذه أبوابه حسبما جاء نصه في الكتاب
وسندرجها موضوعاً موضوعاً في فهمه إلى نهايتة إن شاء الله
وهذا هو الفهرس المذكور في الكتاب وسأتم إدراج فصوله بإذن الله

الباب الأول في الذات
الباب الثاني في الاسم مطلقاً
الباب الثالث في الصفة مطلقاً
الباب الرابع في الألوهية
الباب الخامس في الأحدية
الباب السادس في الواحدية
الباب السابع في الرحمانية
الباب الثامن في الربوبية
الباب التاسع في العماء
الباب العاشر في التنزيه
الباب الحادي عشر في التشبيه
الباب الثاني عشر في تجلّي الأفعال
الباب الثالث عشر في تجلّي الأسماء
الباب الرابع عشر في تجلّي الصفات
الباب الخامس عشر في مجلّى الذات
الباب السادس عشر في الحياة
الباب السابع عشر في العلم
الباب الثامن عشر في الإرادة
الباب التاسع عشر في القدرة
الباب الموفي عشرين في الكلام
الباب الحادي والعشرون في السمع
الباب الثاني والعشرون في البصر
الباب الثالث والعشرون في الجمال وفي هذا المعنى قلت في قصيدتي العينية:
الباب الرابع والعشرون في الجلال
الباب الخامس والعشرون في الكمال
الباب السادس والعشرون في الهوية
الباب السابع والعشرون في الإنية
الباب الثامن والعشرون في الأزل
الباب التاسع والعشرون في الأبد
الباب الموفي للثلاثين في القدم
الباب الحادي والثلاثون في أيام الله
الباب الثاني والثلاثون في صلصلة الجرس
الباب الثالث والثلاثون في أم الكتاب
الباب الرابع والثلاثون في القرآن
الباب الخامس والثلاثون في الفرقان
الباب السادس والثلاثون في التوراة
الباب السابع والثلاثون في الزبور
الباب الثامن والثلاثون في الإنجيل
الباب التاسع والثلاثون في نزول الحق جل جلاله إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة
الباب الموفي أربعين في فاتحة الكتاب
الباب الحادي والأربعون في الطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور
الباب الثاني والأربعون في الرفرف الأعلى
الباب الثالث والأربعون في السرير و التاج
الباب الرابع والأربعون في القدمين والنعلين
الباب الخامس والأربعون في العرش
الباب السادس والأربعون في الكرسي
الباب السابع والأربعون في القلم الأعلى
الباب الثامن والأربعون في اللوح المحفوظ
الباب التاسع والأربعون في سدرة المنتهى
الباب الموفي خمسين في روح القدس
الباب الحادي والخمسون في الملك المسمى بالروح.
الباب الثاني والخمسون في القلب وأنه محتد إسرافيل عليه السلام من محمد صلى الله عليه وسلم
الباب الثالث والخمسون في العقل الأول وأنه محتد جبريل عليه السلام من محمد صلى الله عليه وسلم
الباب الرابع والخمسون في الوهم وأنه محتد عزرائيل عليه السلام من محمد صلى الله عليه وسلم
الباب الخامس والخمسون في الهمة وأنها محتد ميکائيل من محمد صلى الله عليه وسلم
الباب السادس والخمسون في الفكر وأنه محتد باقي الملائكة من محمد صلى الله عليه وسلم
الباب السابع والخمسون في الخيال وأنه هيولي جميع العوالم
الباب الثامن والخمسون في الصورة المحمدية



الباب الأول في الذات
اعلم أن مطلق الذات هو الأمر الذي تستند عليه الأسماء والصفات في عينها لا في وجودها، فكل اسم أو صفة استند إلى شيء فذلك الشيء هو الذات، سواء كن معدوماً كالعنقاء فافهم.
أو موجوداً، والموجود نوعان:
نوع موجود محض، وهو ذات الباري سبحانه وتعالى.
ونوع موجود ملحق بالعدم، وهو ذات المخلوقات.
واعلم أن ذات الله سبحانه وتعالى عبارة عن نفسه التي هو بها موجود لأنه قائم بنفسه، وهو الشيء الذي استحق الأسماء والصفات بهويته فيتصوّر بكل صورة يقتضيها منه كل معنى فيه، أعني اتصف بكل وصف يطلبه كل نعت، واستحق لوجوده كل اسم دلّ على مفهوم يقتضيه الكمال، ومن جملة الكمالات عدم الانتهاء ونفي الإدراك، فحكم بأنها لا تدرك، وأنها مدرآه لاستحالة الجهل عليه فاعلم،
وفي هذا المعنى قلت في قصيدة:
أحطت خبراً مجملاً ومفصلاً .... بجميع ذاتك يا جميع صفاته
أم جلّ وجهك أن يحاط بكنهه ...... فاحتطه أن لا يحاط بذاته
حاشاك من غاي وحاشا أن تكن ..... بك جاهلاً ويلاه من حيراته
واعلم أن ذات الله تعالى غيب الأحدية التي كل العبارات واقعة عليها من وجه، غير مستوفية لمعناها من وجوه كثيرة، فهي لا تدرك بمفهوم عبارة ولا تفهم بمعلوم إشارة، لأن الشيء إنما يفهم بما يناسبه فيطابقه، أو بما ينافيه فيضادُّه، وليس لذاته في الوجود مناسب ولا مطابق ولا مناف ولا مضاد، فارتفع من حيث الاصطلاح إذاً معناه في الكلام وانتفى بذلك أن يدرك للأنام، المتكلم في ذات الله صامت، والمتحرك ساكن والناظر باهت، عزّ أن تدركه العقول والأفهام، وجلّ أن تجول فيه الفهوم والأفكار، لا يتعلق بكنهه حديث العلم ولا قديمه، ولا يجمعه لطيف الحد ولا عظيمه، طار طائر القدس في فضاء الجو الخالي، وسبح بكليته في هواء هذا الفلك العالي.
فغاب عن الأكوان واخترق الأسماء والصفات بالتحقيق والعيان ، ثم طار محلقا على أوج العدم بعد أن قطع مسافة الحدوث والقدم، فوجده واجبأ لا يجوز وجوده ولا يغيب مفقوده، فلما أراد الرجوع الى العالم المصنوع طلب حصول العلامة ، فكتب على جناح الحمامة: أما بعد؟
فإنك أيها الطلسم الذي لا ذات ولا اسم، ولا ظل ولا رسم، ولا روح ولا جسم، ولا وصفر ولا نعت، ولا وسم .
لك الوجود والعدم ، ولك الحدوث والقدم، معدوم لذاتك موجود في النفس، معلوم بنعمتك مفقود بالجنس، كأنك ما خلقت الا معيارا وكأنك لم تكن الا أحبارا، برهن عن ذاتك بصريح لغاتك، فقد وجدتك حيا عالما مريدا قادرا متكلما سميعا بصيرا.
حويت الجمال وحزت الجلال، واستوعبت بنفسك أنواح الكمال، أما ما تصورت من اثبات موجود غيرك فما ثم، وأما حسنك الباهي فقد ثم المخاطب بهذا الكلام ذاك.
بل أنت بل أنا، يا من عدم هناك فقد وجدناك هنا:
عزّت مداركه غابت عوالمه ..... جلّت مهالكه أصمت صوارمه
لا العين تبصره لا الحد يحصره ..... لا الوصف يحضره من ذا ينادمه
آلت عبارته ضاعت إشارته ...... هدت عمارته قلب يصادمه
عكل ولا فلك روح ولا ملك ..... ملك له ملك عزّت محارمه
عين ولا بصر علم ولا خبر ...... فعل ولا أثر غابت معالمه
قطب على فلك شمس على حبك ..... طاوس في سكك تجلى عظائمه
أنموذج سطرا بالاصطلاح سرى ..... عن الوجود عرى روحي عوالمه
حرب ملوّنة دار مكوّنة ...... نفس مدوّنة ميت همى دمه
ذات مجرّدة نعت مفرّدة ...... آي مفردة يقراه راقمه
محض الوجود له والنفي يشمله ...... يدري ويجهله من قام نائمه
نفى وقد تثبتت سلب وقد وجبت ...... رمز وقد عرفت نشر وناسمه
لا تطمعن فما تلقى له حرما ..... إن كنت مغتنماً هذي مغانمه
عنقاء مغربه أنت المراد به ..... تنزيه مشتبه مما يلائمه
موج له زخر بحر به غرر ..... نار له شرر والعشق ضارمه
مجهولة وصفت منكورة عرفت .... وحشية ألفت قلباً يسالمه
إن قلت تعرفه فلست تنصفه ...... أو قلت تنكره فأنت عالمه
سري هويته روحي إنيته ...... قلبي منصته والجسم خادمه
إني لأعقله مع ذاك أجهله ..... من ذا يحصله صدت غنائمه
يعلو فكتمه يدنو فأفهمه ..... يملي فأرقمه يدهيك قائمه
نزهته فعرى شبهته فسرى ..... جسمته فطرا ما لا أقاومه
نزلته فأبى بالحسن منتهياً ..... يلقاه منتسباً في الهُدب صارمه
في خده سجل في ناره شعل .... في جفنه كحل كالرمح قائمه
في ريقه عسل في قده أسل .... في جعده رسل والظلم ظالمه
سمر سواعده سود جعائده ..... بيض نواجذه حمر مباسمه
خمر مراشفه سحر معاطفه ..... وهم لطائفه التيه لازمه
مجهولة وصفت مملوآة عرفت ..... وحشية ألفت قلبي تكالمه
الفتك صنعته والقتل شيمته ...... والهجر حليته مرت مطاعمه
مرآب بسطا مقيد نشطا ...... مصور غلطا نور طواسمه
ما جوهر عرض ما صحة مرض ..... سهم هو الغرض حارت قواسمه
فرد وقد آثرا جمع ولا نفرا ...... أمامنا وورا الكل عالمه
جهل هو العلم حرب هو السلم ..... عدل هو الظلم مدت قواصمه
يبكي ويطربني يصحو ويسكرني ..... ينجو ويغرقني أبغي أحكمه
طوراً ألاعبه طوراً أصاحبه ..... طوراً أجانبه طوراً اكالمه
طوراً يخاللني طوراً يواصلني ..... طوراً يقاتلني حتى أخاصمه
إن قلت قد طرباً ألقاه مغتضبا ..... أو قلت قد وجبا تبقى عزائمه
وحش وما ألفا نكر وما عرفا .... ذات وما وصفا عكل دعائمه
شمس وقد سطعت برق وقد لمعت ..... ورق وقد سجعت فوقي حمائمه
ضدان قد جمعا فيه وما امتنعا ..... عين إذا نبعا هاجت ملاطمه
سم لذائقه مسك لناشقه بحر ....... لغارقه ضاعت علائمه
ثم كتب على جناح الطير الأخضر بقلم مداد الكبريت الأحمر: كما بعد، فإن العظمة نار والعلم ماء والقوى هواء والحكمة تراب، عناصر بها يتحقق جوهرنا الفرد.
ولهذا الجوهر عرضان:
الأول الأزل.
والثاني الأبد.
وله وصفان:
الوصف الأول: الحق،
والوصف الثاني: الخلق.
وله نعتان:
النعت الأول القدم،
والنعت الثاني الحدوث.
وله اسمان:
الاسم الأول الربّ،
والاسم الثاني: العبد.
وله وجهان:
الوجه الأول الظاهر وهو الدنيا،
والوجه الثاني: الباطن وهو الأخرى.
وله حكمان:
الحكم الأول الوجوب،
والحكم الثاني: الإمكان.
وله اعتباران:
الاعتبار الأول أن يكون لنفسه مفقوداً ولغيره موجوداً،
والاعتبار الثاني: أن يكون لغيره مفقوداً ولنفسه موجودا.
وله معرفتان:
المعرفة الأولى وجوبيته أولا وسلبيته آخرا.
المعرفة الثانية سلبيته أولا ووجوبيته آخرا.
وله نقطة للمفهوم فيها غلطة وللعبارات عن معانيها انحرافات وللإرشادات عن معانيها انصرافات .
والحذر أيها الطير في حفظ هذا الكتاب الذي لا يقرأه الغير.
فلم يزل الطير طائرا في تلك الأفلاك حيا في ممات باقيا في إهلاك، إلى أن نشر جناحه، وقد كان لف، وكشف بصره وقد كان كف .
فوجده لم يخرج عن نفسه ولم ينطق في سوى جنسه، داخلا في البحر خارجا عنه شاربا ريانا فيه ظمآنا منه ، ولا يكلمه قطعا ولا يفقد منه شيئا، تجد الكمال المطلق محققا عبارة عن نفسه وذاته ، ولا يملك تمام صفاته.
يتصف بأسماء الذات والأوصاف حق الاتصاف، وليس له زمام يملكه بحكم الاتفاق والاختلاف.
يتمكن من التصرف بصفاته كل التمكين، وليس له شيء بكماله في التعيين، له كما الجولان في محله وعالمه، وليس له سرى الانحصار في منازله ومعالمه، يرى كمال بدره محققا في نفسه، ولا يستطيع منعا لكسوف شمسه ، يجهل الشيء وهو به عارف ويرحل من المحل وهو فيه واقف، يسوغ الكلام فيه بغير لسان ولا يسوغ، ويستقيم عرفانه ولا يزوغ.
أدخل العالم فيه عرفانا أبعدهم عنه بيانا، أقصى الناس عن سوحه أقربهم منه، حرفه لا يقرأ ومعناه لا يفهم ولا يدري.
وعلى الحرف نقطة وهمية دارت عليها دائرة، ولها في نفسها عالم ، ذلك العالم على هيئة الداثرة المستدرة فوقها وهو أعني النقطة نقطة من تلك الدائرة .
وهي جزء من هيئة أجزائها، والدائرة بجميعها في حاشية من حواشي بساطها، فهي بسيطة من نفسها مركبة من حيث هيئتها.
فرد من جهة ذاتها، نور باعتبار وضوحها، ظلمة باعتبار عدم الوقوع عليها.
وكل هذا المقال لا يقع على حقيقة ذات المتعال ، كل فيه اللسان وانحصر، وضاق عنه الزمان وانحسر، تعالى الله العظيم الشأن، الرفيع السلطان العزيز الديان.


يتابع إن شاء الله في الباب الثاني
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات في الروحانيات للمعتقدات الاخرى


...
....

مواقع النشر (المفضلة)
الباب الأول في الذات (سلسلة مراتب الوجود)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
حقيقة الكرسي أو العرش : مراتب الوجود الجزء الأول
سلسلة دروس المجلد الأول من كتاب التنجيم المسيحي...
الدرس الأول من سلسلة تعليم اللغة العبرية القديمة الأبجدية العبرية.
مراتب الوجود وحقيقة كل موجود - عبد الكريم الجيلي
الدرس الأول في سلسلة السفر الى الله تعالى

الساعة الآن 08:49 AM.