المشاركات الجديدة
علوم الطاقة وعلوم الخوارق : يهتم بطاقة الكون والإنسان وظهور الخوارق وتعليلها

الباراسيكولوجي عند إبن سينا

افتراضي الباراسيكولوجي عند إبن سينا
قد يتفآجأ البعض حين نقول أنه كان لإبن سينا العديد من الدراسات على الظواهر الغريبة , وأنه حاول بعقله الجبار إيجاد تفسيرات مقنعة وعلمية لهذه الظواهر, وأنه
توافر على شرح بحوثه والتعليق عليها علماء أفذاذ كنصير الدين الطوسي , وهذا ما سيعرضه هذا الفصل المستقطع من شرح العالم نصير الدين الطوسي
لكتاب "الإشارات والتنبيهات" لإبن سينا.

النمط العاشر في أسرار الآيات
يريد أن يبين في هذا النمط الوجه في صدور الآيات الغريبة كالاكتفاء بالقوت اليسير، والتمكن من الأفعال الشاقة، والإخبار عن الغيب، وغير ذلك عن الأولياء؛ بل الوجه في ظهور الغرائب مطلقاً في هذا العالم على سبيل الإجمال.
إشارةٌ إذا بلغك أن عارفاً أمسك عن القوت المرزوء مدة غير معتادة فاسجح بالتصديق واعتبر ذلك من مذاهب الطبيعة المشهورة أقول: يقال: ما رزأت ماله: أي ما نقصت، وارتزأ الشيء انتقض. ومنه الرزيئة. وإنما وصف قوت العارف بكونه منقوصاً لارتياضه على قلة المؤونة ولقلة رغبته في الشهات الحسية. والإسجاح: حسن العفو. ومنه قولهم: إذا ملكت فاسجح، ويقال: إذا سألت فاسجح: أي سهل ألفاظك وارفق.

تنبيه
تذكر أن القوى الطبيعية التي فينا إذا شغلت عن تحريك المواد المحمودة بهضم المواد الرديئة انحفظت المواد المحمودة قليلة التحلل غنية عن البدل. فربما انقطع عن صاحبها الغذاء مدة طويلة لو انقطع مثله في غير حالته بل عشر مدته هلك. وهو مع ذلك محفوظ الحياة.

أقول: الإمساك عن القوت قد يعرض بسبب عوارض غريبة إما بدنية كالأمراض الحارة، وإما نفسانية كالخوف. واعتبار ذلك يدل على أن الإمساك عن القوت مع العوارض الغريبة ليس بممتنع بل هو موجود. ولذلك نبه الشيخ على وجوده بسبب هذين العارضين في فصلين إزالة للاستبعاد، وأشار إلى وجود سببه في الموضع المطلوب في فصل ثالث بعدهما.
فإن قيل: بين الإمساك عن القوت الذي يكون بسب الأمراض الحارة وبين غيره فرق وهو أن القوى الطبيعية هيهنا واجدة لما يتغذى به أعني المواد الرديئة، وفي سائر المواضع غير واجدة لذلك. فإذن إمكان هذا الإمساك لا يدل على إمكان الإمساك في سائر الصور.
قلنا: الغرض من إيراد هذه الصورة ليس إلا بيان انتقاض الحكم بامتناع الإمساك عن القوت في مدة طويلة على الإطلاق. وهو حاصل. واختلاف أسباب وجود الإمساك ليس بقادح فيه
تنبيه
أليس قد بان لك أن الهيئات السابقة إلى النفس قد تهبط منها هيئات إلى قوى بدنية كما تصعد من الهيئات السابقة إلى القوى البدنية هيئات تنال ذات النفس. وكيف لا وأنت تعلم ما يعتري مستشعر الخوف من سقوط الشهوة وفساد الهضم والعجز عن أفعال طبيعية كانت مؤاتيه أقول: نبه في هذا الفصل على الإمساك عن القوت الكائن عن العوارض النفسانية وأشار بقوله أليس قد بان لك إلى ما ذكره في النمط الثالث وهو أن كل واحد من النفس والبدن قد ينفعل عن هيئات تعرض لصاحبه أولاً.
إشارةٌ إذا راضت النفس المطمئنة قوى البدن انجذبت خلف النفس في مهماتها التي تنزعج إليها احتيج إليها أو لم يحتج. فإذا اشتد الانجذاب واشتد الاشتغال عن الجهة المولى عنها فوقفت الأفعال الطبيعية المنسوبة إلى قوة النفس النباتية فلم يقع من التحلل إلا دون ما يقع في حالة المرض. وكيف لا والمرض الحار لا يعرى عن التحلل للحرارة وإن لم يكن لتصرف الطبيعة ومع ذلك ففي أصناف المرض مضاد مسقط للقوة لا وجود له في حال الانجذاب المذكورة فللعارف ما للمريض من اشتغال الطبيعة عن المادة وزيادة أمرين: فقدان تحليل مثل سواء المزاج الحار، وفقدان المرض المضاد للقوة. وله معين ثالث وهو السكون البدني من حركات البدن وذلك نعم المعين. فالعارف أولى بانحفاظ قوته. فليس ما يحكى لك من ذلك مضاداً لمذهب الطبيعة أقول: السبب في كون العرفان مقتضياً للإمساك عن القوت هو توجه النفس بالكلية إلى العالم القدسي المستلزم لتشييع القوى الجسمانية إياها المستلزم لتركها أفاعليها التي منها الهضم والشهوة والتغذية وما يتعلق بها.
وإنما قايس بين الإمساك العرفاني والإمساك المرضي ولم يقايس بينه وبين الإمساك الخوفي لأن الخوف والعرفان نفسانيان. فالاعتراف أن يكون أحدهما مقتضياً للإمساك اعتراف بتجويز كون الأحوال النفسانية سبباً له أما المرضى فمخالف لهما للسبب الذي ذكرناه وهو وجدان المادة التي تتصرف الغاذية فيها. والشيخ بين أن العرفان باقتضاء الإمساك أولى من المرض لإن المرض في بعض الصور يختص بأمرين يقتضيان الاحتياج إلى الغذاء أحدهما راجع إلى مادة البدن وهو تحليل الرطوبات البدنية بسبب الحرارة الغربية المسماة بسوء المزاج فإن الحاجة إلى الغذاء إنما تكون لسد بدل تلك الرطوبات وكلما كان التحليل أكثر كانت الحاجة أشد، والثاني راجع إلى الصورة وهو قصور القوى البدنية بسبب حلول المرض المضاد لها بالبدن وإنما يحتاج إلى حفظ الرطوبات لحفظ تلك القوى التي لا توجد إلا مع تعادل الأركان، وتغذي الحرارة الغريزية بها وكلما كانت القوى أفتركانت الحاجة إلى ما يحفظها أشد. والعرفان بختص بأمر يقتضي أيضاً عدم الاحتياج إلى الغذاء وهو السكون البدني الذي يقتضيه ترك القوى البدنية أفاعليها عند مشايعتها للنفس. فإذن العرفان باقتضاء الإمساك أولى من المرض. وقد ظهر عند ذلك جواز اختصاص العارف بالإمساك عن الغذاء مدة لا يعيش غيره بغير غذاء تلك المدة.
إشارةٌ إذ بلغك أن عارفاً أطاق بقوته فعلاً أو تحريكاً أو حركة يخرج عن وسع مثله فلا تتلقه بكل ذلك الاستنكار فلقد تجد إلى سببه سبيلاً في اعتبارك مذاهب الطبيعة أقول: هذه خاصية أخرى للعارف قد ادعى إمكانها في هذا الفصل وسيجيء بيانها في فصل بعده.

تنبيه
قد يكون للإنسان وهو على اعتدال من أحواله حد من المنة محصور المنتهى فيما يتصرف فيه ويحركه، ثم تعرض لنفسه هيئةٌ ما فتنحط قوتها عن ذلك المنتهى حتى يعجز عن عشر ما كان مستر سلافيه كما يعرض له عند خوف أو حزن، أو تعرض لنفسه هيئةٌ، ما فتضاعف منتهى منته حتى يستقل به بكنه قوته كما يعرض له في الغضب أو المنافسة وكما يعرض له عند الانتشاء المعتدل، وكما يعرض له عند الفرح المطرب. فلا عجب لو عنت للعارف هزة كما يعن عند الفرح فأولت القوى التي له سلاطة أو غشية عزة كما يغشى عند المنافسة فاشتغلت قواه حمية وكان ذلك أعظم وأجسم مما يكون عند غضب أو طرب وكيف لا وذلك بصريح الحق ومبدء القوى وأصل الرحمه أقول: المنة: القوة والاسترسال: الانبعاث. والانتشاء: السكر. وعن: اعترض. والهزة النشاط والارتياح. وأولت له: أي أعطت، يقال: أوليته معروفاً. والسلاطة: القهر.
وأعلم أن مبدء القوى البدنية هو الروح الحيواني فالعوارض المقتضية لانقباض الروح وحركته إلى داخل كالحزن والخوف يقتضي انحطاط القوة، والمقتضية لحركته إلى خارج كالغضب والمنافسة أو لانبساطه انبساطاً غير مفرط كالفرح المطرب والانتشاء المعتدل يقتضي ازديادها. وإنما قيد الانتشاء بالاعتدال لأن المسكر المفرط يوهن القوة لإضراره بالدماغ والأرواح الدماغية. ثم لما كان فرح العارف ببهجة الحق أعظم من فرح غيره بغيرها، وكانت الحالة التي تعرض له وتحركة اعتزازاً بالحق أو حمية الهية أشد مما يكون لغيره كان اقتداره على حركة لا يقدر غيره عليها أمراً ممكناً. ومن ذلك يتعين معنى الكلام المنسوب إلى علي رضي الله عنه: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانيه ولكن قلعتها بقوة ربانية.

تنبيه
وإذا بلغك أن عارفاً حدث عن غيب فأصاب متقد ما ببشري أو نذير فصدق ولا يتعسرن عليك الإيمان به فإن لذلك في مذاهب الطبيعة أسباباً معلومة أقول: هذه خاصية أخرى أشرف من المذكورتين ادعاها في هذا الفصل وسيبينها في ستة عشر فصلاً بعده.
إشارةٌ التجربة والقياس متطابقان على أن للنفس الإنسانية أن تنال من الغيب نيلاً ما في حالة المنام فلا مانع من أن يقع مثل ذلك النيل في حال اليقظة إلا ما كان إلى زواله سبيل ولارتفاعه إمكان. أما التجربة فالتسامع والتعارف يشهدان به وليس أحد من الناس إلا وقد جرب ذلك في نفسه تجارب ألهمته التصديق أللهم إلا أن يكون أحدهم فاسد المزاج نائم قوي التخيل والذكر. وأما القياس فاستبصر فيه من تنبيهات أقول: يريد بيان المطلوب على وجه مقنع فذكر أن الإنسان قد يطلع على الغيب حالة النوم فاطلاعه عليه في غير تلك الحالة أيضاً ليس ببعيد ولا منه مانع أللهم إلا مانعاً يمكن أن يزول ويرتفع كالاشتغال بالمحسوسات أما اطلاعه على الغيب في النوم فيدل عليه التجربة والقياس. والتجربة تثبت بأمرين: أحدهما باعتبار حصول الاطلاع المذكور للغير وهو التسامع، والثاني باعتبار حصوله للناظر نفسه وهو التعارف. وإنما جعل المانع عن الاطلاع النومي فساد الماج وقصور التخيل والتذكر لتعلق ما يراه النائم في نفسه بالمتخيلة، وفي حظفه وذكره بالمتذكرة، وفي كونه مطابقاً للصور المتمثلة في المبادىء المفارقة إلى زوال الموانع المزاجية. وأما القياس فعلى ما يجيء بيانه.

تنبيه
قد علمت فيما سلف أن الجزئيات منقوشة في العالم العقلي نقشاً على وجه كلي، ثم قد تنبهت لأن الأجرام السماوية لها نفوس ذوات إدراكات جزئية وإرادات جزئية تصدر عن رأي جزئي ولا مانع لها من تصور اللوازم الجزئية لحركاتها الجزئية من الكائنات عنها في العالم العنصري ثم إن كان ما يلوحه ضرب من النظر مستوراً إلا على الراسخين في الحكمة المتعالية أن لها بعد العقول المفارقة التي هي لها كالمبادىء نفوساً ناطقة غير منطبعة في موادها بل لها معها علاقةٌ ما كما لنفوسنا مع أبداننا. وإنها تنال بتلك العلاقة كمالاً ما حقاً صار للأجسام السماوية زيادة معنى في ذلك لتظاهر رأي جزئي وآخر كلي فيجتمع لك مما نبهنا عليه أن للجزئيات في العالم العقلي نقشاً على هيئة كلية، وفي العالم النفساني نقشاً على هيئة جزئية شاعرة بالوقت أو النقشان معاً

وللحديث بقية,,,,,,

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علوم الطاقة وعلوم الخوارق


...
....

مواقع النشر (المفضلة)
الباراسيكولوجي عند إبن سينا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
الباراسيكولوجي بين الاسطورة والواقع
الباراسيكولوجي: علم.. خرافة.. أم أدوات تجسس؟!
مكتبة الباراسيكولوجى
احذر بنى ..... ابن سينا
الباراسيكولوجي - علم القرن الواحد والعشرون -الجزء الاول

الساعة الآن 08:13 PM.