المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم الفلك : طرح مختلف المواضيع المهتمة بعلم الفلك

مباحث رؤية الهلال

افتراضي مباحث رؤية الهلال
مباحث علمية في رؤية الهلال
وهي عبارة موسوعة‌ علميّة‌ فقهيّة‌ حول جواز لزوم‌ اشتراك‌ الآفاق‌ عند رؤية‌ الهلال‌ لثبوت‌ دخول‌ الشهور القمريّة‌ أرسلها لنا أحد الاخوة الأعضاء من البحرين الشقيقة فأحببنا أن يطلع عليها كافة الاخوة الأعضاء في الموقع وها نحن ننشرها لعموم الفائدة .

تأليف : العلامة محمّد الحسين‌ بن‌ محمّد الصادق‌ الحسينيّ
جميع المباحث تدور حول مسألة
( حول‌ مسألة‌ رؤية‌ الهلال‌، علي‌ عدم‌ لزوم‌ اتّحاد البلاد في‌ الآفاق‌، و كفاية‌ الرؤية‌ الاءجماليّة‌ لجميع‌ الاصقاع‌ والنواحي‌ في‌ العالم‌.)



وبعد: فهذه‌ رسالة‌ حول‌ مسألة‌ رؤية‌ الهلال‌، جمعت‌ فيها ما مرّ علي‌ فكري‌ القاصر وخطر علي‌ قلبي‌ الفاتر، من‌ لزوم‌ اشتراك‌ البلدان‌ في‌ الآفاق‌ بالنسبة‌ إلي‌ رؤية‌ الهلال‌ في‌ الحكم‌ بدخول‌ الشهر الهلاليّ وعدم‌ كفاية‌ الرؤية‌ في‌ الآفاق‌ البعيدة‌.

فنقول‌ بحول‌ الله‌ وقوّته‌ ولا حول‌ ولا قوّة‌ إلاّ بالله‌ العليّ العظيم‌:

إنّ البحث‌ حول‌ هذه‌ المسألة‌ يقع‌ في‌ جهتين‌، الاُولي‌: الجهة‌ العلميّة‌، والثانية‌: الجهة‌ الشرعيّة‌.

البحث‌ عن‌ الجهة‌ العلميّة‌ في‌ المسألة‌
أمـّا البحث‌ عن‌ الجهة‌ الاُولي‌ فسرد الكلام‌ فيه‌ يقع‌ بعد تمهيد مقدّمات‌، وإن‌ كان‌ بعضها نافعاً للجهة‌ الشرعيّة‌ أيضاً.

المقدّمة‌ الاُولي‌ والثانية‌
الاُولي‌:
أنّ نسبة‌ القرب‌ والبعد بين‌ الكرتين‌ من‌ الكرات‌ السماويّة‌ لاتختلف‌، سواء جعلنا الاُولي‌ ساكنةً والاُخري‌ متحرّكةً أم‌ بالعكس‌. فما في‌ فرضيّة‌ بطلميوس‌ من‌ سكون‌ الارض‌ وحركة‌ الشمس‌ حولها وحركة‌ القمر حول‌ الارض‌ لايوجب‌ اختلافاً في‌ القرب‌ والبعد، والنسبة‌ سواء.

إنّ مدار حركة‌ الارض‌ حول‌ الشمس‌ في‌ الهيئة‌ الجديدة‌ عبارة‌ عن‌ منطقة‌ البروج‌ التي‌ كانت‌ مداراً لحركة‌ الشمس‌ حول‌ الارض‌ في‌ الهيئة‌ القديمة‌.

ولذلك‌ لايُري‌ الاختلاف‌ الفاحش‌ بين‌ الزيجات‌ المستخرجة‌ من‌ مرصودات‌ المتقدّمين‌ كصاحب‌ المِجَسطيّ: بطلميوس‌ والبتّانيّ والحكيم‌ محيي‌ الدين‌ المغربيّ والمحقّق‌ الطوسيّ والراصدين‌ في‌ سمرقند وأصحاب‌ زيـج‌ أُلُغ‌ بيك‌ والزيج‌ الهنديّ والزيج‌ البَهادُريّ، وبين‌ حساب‌ منجّمي‌ الغرب‌ جمعياً؛ والقليل‌ من‌ الاختلاف‌ المشاهد بينهما إنّما هو بسبب‌ أدقّيّة‌ نظر المتأخّرين‌.

والعجب‌ أنّ زيج‌ لُورِّية‌ الفرنسيّ مثل‌ الزيج‌ البهادريّ في‌ غالب‌ الحسابات‌ وهو أدقّ الزيجات‌. نعم‌ إن‌ كان‌ بينهما فرق‌ واختلاف‌ ففي‌ الثواني‌ والثوالث‌ والروابع‌ وأحياناً في‌ الدقائق‌ لا في‌ الدرجات‌ في‌ الاغلب‌؛ هذا مع‌ بعد العهد وطول‌ الزمن‌.

الثانية‌:
أنّ القمر يدور حول‌ الارض‌ من‌ المغرب‌ إلي‌ المشرق‌ دوراً كاملاً يساوي‌ 360 درجةً في‌ طول‌ 27 يوماً و8 ساعات‌ تقريباً. وهذه‌ المدّة‌ تسمّي‌ شهراً نجوميّاً. فالقمر يطوي‌ المدار نحو المشرق‌ كلّ درجة‌ منه‌ قريب‌ ساعتين‌.

وبما أنّ الارض‌ بحركتها الانتقاليّة‌ أيضاً تسير نحو المشرق‌ دوراً كاملاً يساوي‌ 360 درجةً في‌ طول‌ 365 يوماً وربع‌ يوم‌ فتطوي‌ المدار نحو المشرق‌ كلّ يوم‌ ما يقرب‌ درجةً وهو 59 دقيقةً و8 ثوان‌ يعني‌ أقلّ من‌ درجة‌ بقليل‌، فلا بدّ عند حساب‌ الشهر الهلاليّ الملحوظ‌ فيه‌ الزمان‌ الحاصل‌ بين‌ اقتراني‌ الشمس‌ والقمر المتواليين‌ أن‌ يلاحظ‌ مجموع‌ مقدار حركة‌ القمر وحركة‌ الارض‌ وهذا الزمان‌ يبلغ‌ 29 يوماً و13 ساعةً تقريباً وهذه‌ المدّة‌ تسمّي‌ شهراً هلاليّاً.
فالقمر في‌ الشهر الهلاليّ يدور في‌ المدار دوراً أزيد من‌ الدورة‌ الكاملة‌ وهو 389 درجةً تقريباً.
الهلال Royat1.gif


المقدّمة‌ الثالثة‌ و الرابعة‌

الثالثة‌:
أنّ الشهر القمري‌ّ وهو فصل‌ زمان‌ مقارنتي‌ الشمس‌ والقمر المتواليتين‌ أو مقابلتيهما كذلك‌، أو فصل‌ زمان‌ وقوع‌ الشمس‌ والقمر علي‌ خطّ نصف‌ نهار إلي‌ وقوعهما التالي‌ علي‌ نصف‌ نهار آخر يطول‌ تسعةً وعشرين‌ يوماً واثنتي‌ عشرة‌ ساعةً وأربعاً وأربعين‌ دقيقةً تحقيقاً (44/12/29).

فلمّا كان‌ هذا المقدار يتعسّر ضبطه‌ بل‌ يتعذّر العلم‌ به‌ لعامّة‌ الناس‌ فلايعرفه‌ إلاّ الاوحديّ العالم‌ الخبير بالزيجات‌ المستخرجة‌ من‌ الارصاد الصحيحة‌ الدقيقة‌، جعلوا شهراً واحداً ثلاثين‌ يوماً وآخر تسعةً وعشرين‌ يوماً وهكذا إلي‌ آخر السنة‌ فيصير مجموع‌ الايّام‌ علي‌ هذا النهج‌ في‌ السنة‌ 354 يوماً. وأمّا علي‌ حسب‌ المقدار المذكور فانّ السنة‌ الكاملة‌ القمريّة‌ تساوي‌ ثلاثمائة‌ وأربعة‌ وخمسين‌ يوماً وثمان‌ ساعات‌ وثمان‌ وأربعين‌ دقيقةً 12 * (44/12/29) = 48/8/354.
ثمّ لمّا كان‌ هذا المقدار أزيد من‌ 354 يوماً بثمان‌ ساعات‌ وثمان‌ وأربعين‌ دقيقةً (48/8) جعلوا للسنوات‌ القمريّة‌ كبائس‌ فجعلوا لكلّ ثلاث‌ سنين‌ تقريباً سنةً كبيسةً، ولكلّ ثلاثين‌ سنةً إحدي‌ عشرة‌ سنةً كبيسةً تحقيقاً؛ وجعلوا في‌ هذه‌ السنة‌ الشهور التامّة‌ سبعةً والشهور الناقصة‌ خمسةً فيصير المجموع‌ 355 يوماً. وعلي‌ هذا النهج‌ كانوا يستخرجون‌ التقاويم‌، وجعلوا الكبائس‌ السنوات‌ 2 و 5 و 7 و 10 و 13 و 16 و 18 و 21 و 24 و 26 و 29.

كلّ هذا علي‌ منهج‌ الملل‌ والاقوام‌ قبل‌ الاءسلام‌ ومنهج‌ الذين‌ كانوا بعده‌ وجعلوا الشهور القمريّة‌ مبدأ تواريخهم‌ بلا نظر إلي‌ الاُمور الشرعيّة‌.

الرابعة‌:
أنّ كلّ كوكب‌ إذا أشرق‌ علي‌ كوكب‌ آخر أصغر منه‌ يكون‌ الطرف‌ المستشرق‌ من‌ الكوكب‌ الاصغر المواجه‌ للكوكب‌ الاكبر أكبر من‌ الطرف‌ الآخر المظلم‌ الّذي‌ لايواجه‌ الكوكب‌ المشرق‌.

فإذاً يحدث‌ بهذا الاءشراق‌ ظلّ مخروطي‌ّ ممدود تكون‌ قاعدته‌ الدائرة‌ الصغيرة‌ المنطبقة‌ علي‌ دائرة‌ فصل‌ النور والظلمة‌.

فلمّا كانت‌ الارض‌ أصغر من‌ الشمس‌ [ و بعيدةً عنها ] بكثير فبطلوع‌ الشمس‌ وإشراقها يحدث‌ ظلّ مخروطيّ طويل‌ تكون‌ قاعدته‌ ما يقرب‌ من‌ الدائرة‌ العظيمة‌، فيظلم‌ نصف‌ الارض‌ الواقع‌ في‌ هذا المخروط‌.
الهلال Royat2.gif

وبما أنّ الارض‌ تدور حول‌ نفسها مرّةً واحدةً في‌ كلّ يوم‌ وليلة‌ بحركتها الوضعيّة‌، فلا محالة‌ يدور هذا الظلّ المخروطيّ حول‌ الارض‌ دائماً ولا يمكث‌ آناً أبداً؛ وإن‌ شئتَ فقل‌ إنّ الارض‌ تدور دائماً في‌ هذا الظلّ المخروطيّ.

فابتداء الليل‌ في‌ كلّ ناحية‌ هو أوّل‌ دخوله‌ في‌ هذا المخروط‌. فلا محالة‌ لايكون‌ في‌ جميع‌ العالم‌ ابتداء الليل‌ إلاّ في‌ خطّ واحد
شمالاًوجنوباً، و هذا الخطّ هو نصف‌ النهار للبلاد الواقعة‌ جميعاً في‌ طول‌ واحد إذا بلغ‌ حدّ غروب‌ الشمس‌.

وبهذه‌ المناسبة‌ لا يكون‌ آخر الليل‌ وهو الخروج‌ عن‌ الظلّ إلاّ في‌ خطّ واحد كذلك‌.

ولا يكون‌ نصف‌ الليل‌ وثُلثه‌ وربعه‌ وخمسه‌ وهكذا، إلاّ في‌ خطوط‌ خاصّة‌ لا يتعدّاها إلي‌ غيرها.

وبالمناسبة‌ الاءضافيّة‌ أيضاً لايكون‌ أوّل‌ النهار وآخره‌ ووسطه‌ إلاّ في‌ خطوط‌ خاصّة‌ بعينها لايتعدّاها إلي‌ غيرها، لانّ الظلّ المخروطيّ حيث‌ يتحرّك‌، يتحرّك‌ بتبعه‌ نصف‌ كرة‌ الارض‌ المستضي‌ء. ففي‌ كلّنقطة‌ من‌ نقاط‌ العالم‌ علي‌ حسب‌ اختلاف‌ مشرقه‌ ومغربه‌ يوم‌ خاصّ وليلة‌ خاصّة‌.

فالليل‌ والنهار في‌ بلدة‌ طهران‌ مثلاً غير الليل‌ والنهار في‌ ما يليها من‌ البلاد الواقعة‌ في‌ المشرق‌ والمغرب‌ كسمنان‌ وهمدان‌ مثلاً.
الهلال Royat3-1.gif

المقدّمة‌ الخامسة‌

أنّهم‌ قسّموا الدائرة‌ الكاملة‌ ثلاثمائة‌ وستّين‌ درجةً فقسّموا الارض‌ـ بما أنّها تدور حول‌ نفسها علي‌ محور القطبين‌ شرقاً وغرباً علي‌ 360 درجةً.

واعتبروا هذا التقسيم‌ في‌ البلاد مبتدَءاً من‌ [ جزيرة‌ «فِرو»، إحدي‌ ] جزائر الخالدات‌، التي‌ كانت‌ في‌ غرب‌ إسبانيا، مائلاً نحو المشرق‌ وسمّوها بالطول‌ الجغرافيّ.

مثلاً قالوا: إنّ طول‌ مكّة‌ 77 درجةً يعني‌ أنّها بعيدة‌ عن‌ هذه‌ الجزيرة‌ شرقاً بهذا المقدار.

ولمّا أصبحت‌ هذه‌ الجزائر غريقةً تحت‌ الماء ذهبوا يعيّنون‌ المبدأ من‌ رصد كرنويتش‌ الواقع‌ في‌ ناحية‌ الجنوب‌ الشرقيّ من‌ مدينة‌ لندن‌، وذلك‌ لانّ هذه‌ المدينة‌ واقعة‌ في‌ ما يقرب‌ طولاً من‌ أوّل‌ المعمورة‌ من‌ الرُّبع‌ المسكون‌ ولا يختلف‌ طولها عن‌ جزائر الخالدات‌ إلاّ بدرجات‌ قليلة‌ أوّلاً؛ ولانّ فيها رصداً يمكن‌ النظر منه‌ إلي‌ الكواكب‌ جميعاً وإلي‌ السيّارات‌ والشمس‌ والقمر وإرصادها في‌ أيّ نقطة‌ من‌ المدار ثانياً.

فإذا وصل‌ مركز الشمس‌ إلي‌ نصف‌ النهار بالنسبة‌ إلي‌ ذلك‌ الرصد، جعلوا يقدّرون‌ مبدأ الطول‌.

والمنجّم‌ المعروف‌: فِلا مِسْتيد في‌ القرن‌ الثامن‌ عشر الميلاديّ كان‌ رئيساً لهذا الرصد، وألّف‌ تأليفات‌ نافعةً لطول‌ البلاد وعرضها، وخرائط‌ مهمّةً وطرقاً نافعةً لاءرصاد الكواكب‌.

وقسّموا الارض‌ أيضاً جنوباً وشمالاً علي‌ مائة‌ وثمانين‌ درجةً وسمّوها بالعرض‌ الجغرافيّ، وكان‌ المبدأ خطّ الاستواء أو دائرة‌ الاستواء إلي‌ قطبَي‌ الشمال‌ والجنوب‌.

فقسّموا النواحي‌ الشماليّة‌ علي‌ 90 درجةً مائلاً نحو الشمال‌ حتّي‌ إذا وصل‌ نفس‌ القطب‌ الشماليّ؛ مثلاً عرض‌ بلدة‌ طهران‌ يساوي‌ 35 درجةً و 41 دقيقةً و 59 ثانيةً، يعني‌ أنّها واقعة‌ في‌ العرض‌ الشماليّ علي‌ هذا البُعد من‌ دائرة‌ الاستواء. وقسّموا النواحي‌ الجنوبيّة‌ أيضاً كذلك‌ وسمّوها بالعرض‌ الجنوبيّ.
الهلال Royat4-1.gif

المقدّمة‌ السادسة‌ والسابعة‌
أنّ الارض‌ كرويّة‌ لامسطّحة‌. وهذه‌ النظريّة‌ قد أصبحت‌ في‌ هذا العصر من‌ البديهيّات‌ التي‌ لا مجال‌ للنقد والبحث‌ فيها أيّ مجال‌. فإذاً تطلع‌ الكواكب‌ وتغرب‌ ومنها القمر في‌ ناحية‌ دون‌ أُخري‌.

السابعة‌:
أنّ الاُفق‌ الحقيقيّ في‌ كلّ ناحية‌ هو محيط‌ الدائرة‌ العظيمة‌ التي‌ تنصف‌ كرة‌ الارض‌ بنصفين‌ متساويين‌، بحيث‌ يمرّ الخطّ القائم‌ المارّ علي‌ رؤوس‌ أهل‌ هذه‌ الناحية‌ علي‌ مركز هذه‌ الدائرة‌. والاُفق‌ المَحَلّيّ في‌ كلّ ناحية‌ هو أكبر دائرة‌ صغيرة‌ علي‌ سطح‌ الارض‌ يراها أهل‌ هذه‌ الناحية‌، موازيةً للدائرة‌ العظيمة‌.

مثلاً إذا قام‌ انسان‌ في‌ بيداء سهل‌ بلاجبل‌، يري‌ في‌ غاية‌ مدّ بصره‌ أنّ السماء متّصلة‌ بالارض‌ بالدائرة‌ التي‌ تحيطها من‌ كلّ جانب‌. هذه‌ الدائرة‌ تسمّي‌ بالاُفق‌ المحلّيّ.

والمناط‌ في‌ إمكان‌ رؤية‌ الكواكب‌ وعدمه‌، كونها فوق‌ الاُفق‌ المحلّيّ وكونها تحت‌ هذا الاُفق‌، لا الاُفق‌ الحقيقي‌ّ؛ وهذا واضح‌.
الهلال Royat5-1.gif


تابع ....
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم الفلك


...
....
الصورة الرمزية غسان
غسان
المدير العام
°°°
افتراضي
الثامنة‌:
أنّ القمر في‌ حال‌ المقارنة‌ مع‌ الشمس‌ تنطبق‌ الدائرة‌ الظاهرة ‌ منه‌ علي‌ الدائرة‌ المستضيئة‌ من‌ شعاع‌ الشمس‌ فإذاً لايُري‌ نصفه‌ الذي‌ يسامت‌ الارض‌. وهذه‌ الحالة‌ تسمّي‌ بالمحاق‌، لمحق‌ نوره‌.

وهذا علي‌ قسمين‌:

الاوّل‌: حالة‌ الكسوف‌ وهي‌ حالة‌ اجتماع‌ الارض‌ والقمر في‌ درجة‌ واحدة‌ من‌ برج‌ واحد علي‌ عرض‌ واحد، وعلي‌ رأي‌القدماء اجتماع‌ الشمس‌ والقمر كذلك‌.


الثاني‌: في‌ ما إذا كانا في‌ برج‌ واحد ودرجة‌ واحدة‌ ولكن‌ لم‌ يكونا في‌ عرض‌ واحد، بل‌ كان‌ الاختلاف‌ بينهما قليلاً إلي‌ خمس‌ درجات‌ شمالاً أو جنوباً، أو أكثر من‌ الخمس‌ باختلاف‌ المنظر.

وذلك‌ لانّ القمر تختلف‌ نسبة‌ حركته‌ إلي‌ منطقة‌ البروج‌؛ فتارةً يميل‌ إلي‌ الجنوب‌ خمس‌ درجات‌ وأُخري‌ إلي‌ الشمال‌ كذلك‌؛ فإذاً لايتحقّق‌ الكسوف‌ لاختلاف‌ العرض‌ وإن‌ كانت‌ المقارنة‌ حقيقيّةً، ولكن‌ لمحق‌ نوره‌ لا يُري‌ أبداً.

و علّة‌ عدم‌ رؤيته‌ أنّ وضعه‌ قريب‌ جدّاً في‌ الظاهر للمحلّ الذي‌ تشغله‌ الشمس‌ في‌ السماء، فيوجّه‌ نحو الارض‌ نصف‌ كرته‌ المظلم‌ المحجوب‌ عن‌ الاشعّة‌ الشمسيّة‌.

وهذا يتّفق‌ في‌ كلّ شهرٍ هلاليّ مرّةً واحدةً.

ولولا اختلاف‌ العرض‌ في‌ القمر لكان‌ في‌ كلّ شهر هلاليّ يتحقّق‌ كسوف‌ في‌ آخره‌ وخسوف‌ في‌ وسطه‌، لكن‌ لمكان‌ اختلاف‌ العرض‌ لايتحقّق‌ الكسوف‌ في‌ المحاق‌ أواخر جميع‌ الشهور؛ وبملاحظة‌ محق‌ نوره‌ تسمّي‌ هذه‌ الحالة‌ حالة‌ المحاق‌


وإذا خرج‌ القمر عن‌ هذه‌ الحالة‌ لابدّ أن‌ يُري‌ علي‌ شكل‌ هلال‌ ضعيف‌؛ لكنّ دقّة‌ القطر المنوّر للهلال‌ جدّاً، تمنعنا عن‌ رؤيته‌ إلي‌ حدّ يسيرُ في‌ الفضاء ويبعد عن‌ الشمس‌ بقدر يصير قابلاً لرؤيته‌ بشكل‌ الهلال‌.

هذا الفصل‌ من‌ الزمان‌ يسمّي‌ تحت‌ الشعاع‌؛ وهو ما إذا كان‌ الفاصل‌ بين‌ جرمَي‌ الشمس‌ والقمر علي‌ قدر نصف‌ جرميهما.

وأمّا مدّة‌ مكث‌ القمر تحت‌ الشعاع‌ فبعد خروجه‌ من‌ المحاق‌ إلي‌ أن‌ يسير في‌ المدار ما يقرب‌ ثماني‌ درجات‌؛ وحيث‌ نعلم‌ أنّ زمان‌ سير القمر في‌ المدار في‌ كلّ درجة‌ يطول‌ ما يقرب‌ ساعتين‌ ، فإذاً يخرج‌ القمر عن‌ تحت‌ الشعاع‌ بعد ستّ عشرة‌ ساعةً تقريباً .

اعلم‌ أنّ حالتَي‌ المحاق‌ وتحت‌ الشعاع‌ جميعاً تطولان‌ ثمانياً وأربعين‌ ساعةً تقريباً .
لانّ القمر يدخل‌ تحت‌ شعاع‌ الشمس‌ قبل‌ المقارنة‌ باثنتي‌ عشرة‌ درجةً إلي‌ المقارنة‌، ويخرج‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌ بعد اثنتي‌ عشرة‌درجةً من‌ المقارنة‌، فالمجموع‌ أربع‌ وعشرون‌ درجةً المساوي‌ زماناً لسير القمر في‌ المدار ثمانياً وأربعين‌ ساعةً.

بعضهم‌ يسمّي‌ المحاق‌ وتحت‌ الشعاع‌ باسم‌ واحد ويعبّر عنهما بالمحاق‌ أو تحت‌ الشعاع‌؛ ولا مشاحّة‌ في‌ التعبير.


المقدّمة‌ التاسعة‌
أنّ حركة‌ الارض‌ حول‌ الشمس‌ لم‌ تكن‌ علي‌ كيفيّة‌ واحدة‌ بحيث‌ تنطبق‌ دائرة‌ الحركة‌ الظاهريّة‌ اليوميّة‌ للشمس‌ علي‌ دائرة‌ معدّل‌ النهار دائماً، بل‌ تختلف‌ نسبتها إلي‌ المعدّل‌ في‌ كلّ يوم‌ من‌ الايّام‌.
ففي‌ أوّل‌ الحَمَل‌ الذي‌ هو نقطة‌ الاعتدال‌ الربيعيّ، تنطبق‌ الدائرتان‌؛ ويكون‌ اليوم‌ والليلة‌ في‌ جميع‌ نقاط‌ الارض‌ متساويين‌.

ثمّ تميل‌ الشمس‌ في‌ دورانها حول‌ الارض‌ عن‌ المعدّل‌ إلي‌ طرف‌ الشمال شيئاً فشيئاً، ميلاً دائماً مستمرّاً، ثلاثة‌ أشهر إلي‌ آخر الجَوزاء وأوّل‌ السَّرَطان‌.

وفي‌ جميع‌ هذه‌ المدّة‌ تختلف‌ نسبة‌ الايّام‌ إلي‌ لياليها في‌ جميع‌ نقاط‌ الارض‌ إلاّ في‌ نفس‌ خطّ الاستواء وحواليه‌ تقريباً. وآخر ميل‌ الشمس‌ عن‌ المعدّل‌ يكون‌ ثلاثاً وعشرين‌ درجةً وثلاثين‌ دقيقةً وسبع‌ عشرة‌ ثانيةً شماليّةً ( ْ23 و َ30 و ً17 ليّ).

وأوّل‌ السرطان‌ وهو نقطة‌ الانقلاب‌ الصيفيّ يكون‌ أطول‌ أيّام‌ السنة‌ في‌ النواحي‌ الشماليّة‌ بالنسبة‌ إلي‌ خطّ الاستواء ودائرة‌ المعدّل‌، وأقصرها في‌ النواحي‌ الجنوبيّة‌؛ وهذا آخر نقطة‌ للميل‌ الشماليّ. ثمّ تميل‌ الشمس‌ إلي‌ المعدّل‌ جنوباً من‌ أوّل‌ السرطان‌ شيئاً فشيئاً ثلاثة‌ أشهر إلي‌ آخر السُّنبلة‌ وأوّل‌ الميزان‌، فيرجع‌ مدارها إلي‌ حالته‌ الاوّليّة‌ فينطبق‌ علي‌ المعدّل‌ فتتساوي‌ الايّام‌ والليالي‌ مرّةً أُخري‌ في‌ جميع‌ بقاع‌ الارض‌.

ثمّ تميل‌ الشمس‌ أيضاً نحو الجنوب‌ من‌ أوّل‌ الميزان‌ الذي‌ هو نقطة‌ الاعتدال‌ الخريفيّ شيئاً فشيئاً حتّي‌ يبلغ‌ ثلاثاً وعشرين‌ درجةً وثلاثين‌ دقيقةً وسبع‌ عشرة‌ ثانيةً جنوبيّةً ( ْ23 و َ30 و ً17 بي‌ّ) في‌ مدّة‌ ثلاثة‌ أشهر إلي‌ آخر القوس‌ وأوّل‌ الجَدْي‌. ويكون‌ عندئذٍ أقصر أيّام‌ السنة‌ في‌ النواحي‌ الشماليّة‌ وأطولها في‌ النواحي‌ الجنوبيّة‌؛ وهذا آخر الميل‌ الجنوبيّ.

ثمّ تميل‌ الشمس‌ أيضاً نحو الشمال‌ من‌ أوّل‌ الجدي‌ الذي‌ هو نقطة‌ الانقلاب‌ الشتويّ ثلاثة‌ أشهر إلي‌ آخر الحوت‌ وأوّل‌ الحمل‌، فتنطبق‌ الدائرتان‌ أيضاً ويتساوي‌ المَلَوان‌.

ومدّة‌ هذا الميل‌ الشماليّ والجنوبيّ في‌ دورة‌ كاملة‌ لحركة‌ الارض‌ حول‌ الشمس‌ المسمّاة‌ بالحركة‌ الانتقاليّة‌، تبلغ‌ اثني‌ عشر بُرجاً كاملاً لا ربط‌ لها بالشهور الهلاليّة‌؛ وتسمّي‌ بالسنة‌ الشمسيّة.


ثمّ تتكرّر السنوات‌ بدوران‌ الارض‌ حول‌ الشمس‌ مع‌ ميل‌ الشمس‌ عن‌ المعدّل‌ شمالاً وجنوباً علي‌ هذا المنهج‌ دائماً.

المقدّمة‌ العاشرة‌ والحادية‌ عشرة‌ والثانية‌ عشرة‌
أنّ مدار حركة‌ القمر حول‌ الارض‌ لا ينطبق‌ علي‌ صفحة‌ منطقة‌ البروج‌ بحيث‌ يسير القمر فيها دائماً، بل‌ يقع‌ بعض‌ الاحيان‌ فيها ثمّ يميل‌ عنها شمالاً ما يقرب‌ خمس‌ درجات‌، ثمّ يرجع‌ إليها ثمّ يميل‌ عنها جنوباً ما يقرب‌ خمس‌ درجات‌، ثمّ يرجع‌ إليها وتستمرّ حركة‌ القمر علي‌ هذه‌ الوتيرة‌ دائماً.

الحادية‌ عشرة‌:

الشهر القمريّ علي‌ أربعة‌ أقسام‌:

الاوّل‌: الشهر القمريّ الحسابيّ، وهو فصل‌ زمان‌ مقارنتَي‌ النيّرين‌ المتواليتين‌، ويكون‌ تسعةً وعشرين‌ يوماً واثنتي‌ عشرة‌ ساعةً وأربعاً وأربعين‌ دقيقةً (29 يوماً و 12 عةً و 44 قةً) وهذا لايختلف‌ بمرّ الدهور.

الثاني‌: الشهر القمري‌ّ الوَسَطيّ، وهو جعل‌ شهر ثلاثين‌ ثمّ تسعةً وعشرين‌ ثمّ ثلاثين‌ ثمّ تسعةً وعشرين‌، وهكذا علي‌ هذا المنهج‌.

وصحّحوا المقادير الجزئيّة‌ الخارجة‌ عن‌ هذه‌ الضابطة‌ بجعل‌ كبائس‌ كما عرفت‌.
الثالث‌: الشهر القمريّ الهلاليّ الفلكيّ، وهو المبدوّ بأوّل‌ زمان‌ إمكان‌ رؤية‌ الهلال‌ عند الفلكيّين‌.

ولا يكون‌ هذا إلاّ تسعةً وعشرين‌ يوماً أو ثلاثين‌ يوماً علي‌ حسب‌ اختلاف‌ المقامات‌ والاوضاع‌ الفلكيّة‌ الدخيلة‌ في‌ الرؤية‌ عند الخبير المتضلّع‌ باستخراج‌ التقاويم‌.

فإذاً تارةً يكون‌ شهر تسعةً وعشرين‌ يوماً ثمّ ثلاثين‌ ثمّ تسعةً وعشرين‌ ثمّ ثلاثين‌؛ وتارةً يكون‌ شهران‌ متواليان‌ أو ثلاثة‌ أشهرمتواليات‌ كلّ واحد منها تسعةً وعشرين‌ يوماً، ولا يمكن‌ أزيد من‌ ذلك‌؛ وتارةً يكون‌ شهران‌ متواليان‌ أو ثلاثة‌ أشهر أو أربعة‌ أشهر متواليات‌ كلّ واحد منها ثلاثين‌ يوماً، ولا يمكن‌ أزيد من‌ ذلك‌. فلا يمكن‌ أن‌ يكون‌ أربعة‌ أشهر متواليات‌ تسعةً وعشرين‌؛ ولا خمسة‌ أشهر متواليات‌ ثلاثين‌.

الرابع‌: الشهر القمريّ الهلالي‌ّ الشرعيّ، وهو المبدوّ برؤية‌ الهلال‌ خارجاً لا بإمكان‌ رؤيتها، كما ستعرف‌ إن‌ شاء الله‌ تعالي‌.

الثانية‌ عشرة‌:
الاُمور الدخيلة‌ في‌ إمكان‌ رؤية‌ الهلال‌ في‌ أوّل‌ الشهر الهلاليّ وجوه‌:
الاوّل‌: اختلاف‌ البلاد طولاً. لانّ كلّ بلد يكون‌ طوله‌ أقلّ من‌ جزائر الخالدات‌ أو من‌ رَصَد كرنويج‌، هو أقرب‌ في‌ الرؤية‌؛ لغروب‌ النيّرين‌ فيه‌ بعد غروبهما من‌ البلد الذي‌ يكون‌ طوله‌ أكثر.

فيمكن‌ أن‌ يُري‌ الهلال‌ فيه‌ دون‌ ذلك‌، وإن‌ كان‌ عرضهما سواءً.

مثلاً إذا فرضنا في‌ بلدة‌ طهران‌ التي‌ يكون‌ طولها من‌ نصف‌ نهار كرنويج‌ واحدةً وخمسين‌ درجةً ونصف‌ درجة‌ تقريباً وتغرب‌ الشمس‌ فيها قبلها بثلاث‌ ساعات‌ وخمس‌ وعشرين‌ دقيقةً (3 عاتٍ و25 قةً) أن‌ يكون‌ القمر وقت‌ الغروب‌ تحت‌ الشعاع‌ وأن‌ يكون‌ إلي‌ خروجه‌ درجة‌ واحدة‌، فإذاً يخرج‌ بعد ساعتين‌؛ ففي‌ طهران‌ وجميع‌ البلاد التي‌ يكون‌ طولها أزيد من‌ ساعة‌ وخمس‌ وعشرين‌ دقيقةً، لا يكون‌ الهلال‌ قابلاً للرؤية‌، وإن‌ كانت‌ متساويةً في‌ العرض‌ بالنسبة‌ إلي‌ طهران‌، في‌ الجملة‌.

وفي‌ جميع‌ البلاد التي‌ يكون‌ طولها أقلّ من‌ ساعة‌ واحدة‌ وخمس‌ وعشرين‌ دقيقةً، يكون‌ قابلاً لها.

الثاني‌: اختلاف‌ البلاد عرضاً. وهذا من‌ ثلاث‌ جهات‌:

الجهة‌ الاُولي‌ بُعد الشمس‌ عن‌ المعدّل‌ و قربها منه‌: بُعد المعدّل‌ [ أي‌ اختلاف‌ ميلها عنه ‌].
لما ذكرنا من‌ أنّ أيّام‌ السنة‌ تختلف‌طولاً وقصراً علي‌ حسب‌ اختلاف‌ ميل‌ الشمس‌ عن‌ المعدّل‌؛ ومن‌ هذه‌ الناحية‌ أيضاً يختلف‌ وقت‌ غروب‌ الشمس‌ في‌ الاماكن‌ المختلفة‌ عرضاً؛ فيمكن‌ أن‌ تغرب‌ الشمس‌ في‌ ناحية‌ ولمّا يخرج‌ القمر عن‌ تحت‌ الشعاع‌، ثمّ تغرب‌ في‌ ناحية‌ أُخري‌ وقد خرج‌ عن‌ تحته‌، فيُري‌ الهلال‌ في‌ الثانية‌ دون‌ الاُولي‌.

مثلاً في‌ بلدة‌ طهران‌ التي‌ يكون‌ عرضها الشماليّ 35 درجةً و 41 دقيقةً و59 ثانيةً، يكون‌ أطول‌ أيّام‌ السنة‌ وهو أوّل‌ السرطان‌ ما يقرب‌أربع‌ عشرة‌ ساعةً ونصف‌ ساعة‌؛ وفي‌ نفس‌ اليوم‌ يكون‌ النهار في‌ بلدة‌ جنوبيّة‌ من‌ المعدّل‌ بحيث‌ يكون‌ عرضها الجنوبيّ بهذا المقدار وهو 35 درجةً و 41 دقيقةً و 59 ثانيةً جنوبيّةً وكانت‌ متساوية‌ الطول‌ لطهران‌، أقصرَ أيّام‌ السنة‌، وهو تسع‌ ساعات‌ ونصف‌ ساعة‌ تقريباً. فإذاً يكون‌ الاختلاف‌ بينها وبين‌ طهران‌ خمس‌ ساعات‌؛ فتطلع‌ الشمس‌ في‌ طهران‌ بنصف‌ هذا المقدار وهو ساعتان‌ ونصف‌ ساعة‌ قبل‌ تلك‌ البلدة‌ وتغرب‌ أيضاً بعدها بهذا المقدار. فحينئذٍ إذا فرضنا كون‌ القمر وقت‌ الغروب‌ في‌ تلك‌ البلدة‌ تحت‌ الشعاع‌ بدرجة‌ واحدة‌، لم‌ يُرَ الهلال‌ فيها؛ وبعد سيره‌ في‌ المدار بدرجة‌ واحدة‌ تطول‌ ساعتين‌، يخرج‌ ويُري‌ في‌ طهران‌، لانّ غروب‌ الشمس‌ في‌ طهران‌ إنّما هو بعد نصف‌ ساعة‌ من‌ خروج‌ القمر عن‌ تحت‌ الشعاع‌.

الجهة‌ الثانية‌: بُعد القمر عن‌ المنطقة‌ [أي‌ اختلاف‌ عرضه‌ عنها ] شمالاً وجنوباً مايقرب‌ عشر درجات‌. فإذا كان‌ القمر بعيداً عنها شمالاً لم‌ يُرَ الهلال‌ في‌ بعض‌ النواحي‌ الجنوبيّة‌، وإذا كان‌ بعيداً عنها جنوباً لم‌ يُرَ الهلال‌ في‌ بعض‌ النواحي‌ الشماليّة‌؛ وإن‌ كانت‌ النّواحي‌ متساوية‌ الطول‌.

الجهة‌ الثالثة‌: لمّا كان‌ مدار حركة‌ القمر الظاهريّة‌ منطبقاً أو موازياً لصفحة‌ المعدّل‌، فيكون‌ عموديًّا علي‌ الاُفق‌ في‌ المناطق‌ الاستوائيّة‌ وكلّ بلد يكون‌ أبعد منها شمالاً أو جنوباً يكون‌ اضطجاع‌ دائرة‌ مدار حركة‌ القمر الظاهريّة‌ بالنسبة‌ إليه‌ إلي‌ الاُفق‌ أكثر.

فيلزم‌ أوّلاً، أن‌ يكون‌ الهلال‌ عند الغروب‌ فيه‌ إلي‌ الاُفق‌ أقرب‌. (فيمنع‌ شعاع‌ الشمس‌ من‌ رؤيته‌.)

وثانياً، حيث‌ تكون‌ الاغبرة‌ المجتمعة‌ في‌ حوالي‌ الاُفق‌ أكثر، تكون‌ الرؤية‌ فيه‌ أصعب‌.

وهذه‌ الجهة‌ موجبة‌ لامتناع‌ الرؤية‌ أو صعوبتها في‌ البلاد التي‌ يكون‌ عرضها كثيراً.

بخلاف‌ ما إذا كان‌ مدار القمر في‌ البلد أقرب‌ إلي‌ الانتصاب‌، فتكون‌ الرؤية‌ أسهل‌.

الثالث‌: الاوضاع‌ الفلكيّة‌. وهي‌ أُمور:

الامر الاوّل‌: بُعد تقويم‌ القمر عن‌ تقويم‌ الشمس‌ المعبّر عنه‌ بالبعد السُّوي‌ وهو بُعد مكان‌ القمر عن‌ الشمس‌ في‌ السماء، لانّ القمر إذا بعد عن‌ الشمس‌ مقداراً قريباً من‌ اثنتي‌ عشرة‌ درجةً أو أقلّ بقليل‌ أو أكثر كذلك‌، خرج‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌ وصار قابلاً للرؤية‌؛ والمعروف‌ عند المحقّقين‌ أنّ أقلّ مقدار البُعد السُّوي‌ عشر درجات‌.

لكنّ المقامات‌ تختلف‌؛ لانّه‌ ربّما خرج‌ في‌ أوّل‌ الغروب‌ فيكون‌ قابلاً للرؤية‌ ولكن‌ بصعوبة‌، لانّ القطر المنوّر للهلال‌ حينئذٍ دقيق‌ جدّاً؛ وأمّا إذا خرج‌ مثلاً في‌ أوّل‌ النهار قبل‌ غروب‌ الشمس‌ باثنتي‌ عشرة‌ ساعةً، يسير في‌ المدار إلي‌ الغروب‌ ستّ درجات‌، فحينئذ يكون‌ بُعده‌ عن‌ الشمس‌ عند الغروب‌ بثمان‌ عشرة‌ درجةً، فيزيد البعد السوي‌ ويصير القطر المنوّر ضخيماً يُري‌ بالسهولة‌.

الامر الثاني‌: بُعد مغرب‌ القمر عن‌ مغرب‌ الشمس‌ زماناً المعبّر عنه‌ بالبعد المعدّل‌ وهو بُعد زمان‌ مَغيبَيهما، ثمّ يحسب‌ علي‌ حسب‌ الدرجات‌ مكاناً فيصير بُعد جِرم‌ القمر عند غروب‌ الشمس‌ عن‌ الاُفق‌ علي‌ جهة‌ غروب‌ القمر.

لانّه‌ كلّما كان‌ هذا الفصل‌ أطول‌ كان‌ زمان‌ مكث‌ الهلال‌ فوق‌ الاُفق‌ أكثر، فيُري‌ فوق‌ الاُفق‌ بسهولة‌. وأمّا إذا كان‌ هذا البعد قليلاً، يغرب‌ القمر بعد غروب‌ الشمس‌ بفاصلة‌ قليلة‌، ولا يكون‌ قابلاً للرؤية‌.

والمذكور في‌ الكتب‌ المشهورة‌، أنّه‌ ينبغي‌ أن‌ يكون‌ البعد بين‌ مغربَي‌ النيّرين‌ أكثر من‌ عشرة‌ أجزاء. وقيل‌: ينبغي‌ أن‌ يكون‌ ما بينهما عشرة‌ أجزاء أو أكثر، حتّي‌ يكون‌ مكث‌ الهلال‌ فوق‌ الاُفق‌ بعد غروب‌ الشمس‌ ثُلثي‌ ساعة‌ أو أكثر؛ لانّ الارض‌ تدور حول‌ نفسها كلّ درجة‌ في‌ أربع‌ دقائق‌، وفي‌ هذه‌ المدّة‌ يقرب‌ الهلال‌ من‌ محلّ غروبه‌ درجةً واحدةً؛ فإذا كان‌ بُعد مغرب‌ القمر عن‌ مغرب‌ الشمس‌ عشر درجات‌، فبَعد حاصل‌ ضربهما وهو أربعون‌ دقيقةً (10 * 4 =40) يخفي‌ الهلال‌ تحت‌ الاُفق‌. ولكنّ التّحقيق‌ أنّ الهلال‌ يُري‌ ببُعد تسع‌ درجات‌ أيضاً.


واعلم‌ أنّ من‌ جملة‌ ما هو دخيل‌ في‌ البعد المعدّل‌، حالة‌ ترقّص‌ القمر عند علماء الفلك‌، فيشاهد القمر كأنّه‌ واقف‌ مضطرب‌.

ففي‌ هذه‌ الحالة‌ يكون‌ مكث‌ القمر فوق‌ الاُفق‌ أكثر ممّا لم‌ يكن‌ فيه‌ هذه‌ الحالة‌، فتكون‌ الرؤية‌ أسهل‌.

وحالة‌ الترقّص‌ هي‌ حالة‌ مدار سير القمر حول‌ الشمس‌ فيما يقرب‌ القمر من‌ زاوية‌ مداره‌ المضرّس‌ بقليل‌ وفيما يبعد عنها كذلك‌.

وهذا المدار المضرّس‌ هو مداره‌ حول‌ الشمس‌ الحاصل‌ من‌ نتيجة‌ سير القمر حول‌ الارض‌ وسير الارض‌ حول‌ الشمس‌.

ثمّ اعلم‌ أنّ ممّا هو دخيل‌ في‌ الرؤية‌ وسهولتها، ارتفاع‌ الهلال‌ من‌ الاُفق‌؛ لانّه‌ كلّما كان‌ أكثر كانت‌ الرؤية‌ أسهل‌.


هذا ولكنّ الارتفاع‌ ليس‌ دخيلاً فيها بحذاء البعد السوي‌ والبعد المعدّل‌، بل‌ هو أمر تابع‌ لمقدارهما؛ فبحصول‌ مقدار هما يحصل‌ قدر الارتفاع‌ قهراً.

وأمّا انحراف‌ القمر عن‌ الشمس‌ شمالاً أو جنوباً وتعيين‌ القطر المنوّر للهلال‌ علي‌ حسب‌ الثواني‌ الفلكيّة‌، فليسا دخيلين‌ في‌ الرؤية‌ البتّة‌؛ وما تري‌ أنّ بعض‌ الفلكيّين‌ يحسبونهما في‌ مستخرجاتهم‌ فهو من‌ باب‌ المعاونة‌ علي‌ تعيين‌ محلّ الهلال‌ وكيفيّة‌ مشاهدته‌.

الرابع‌: العوامل‌ الفيزياويّة‌، كالابخرة‌ المائيّة‌ الموجودة‌ في‌ الهواء.

ففي‌ فصل‌ الشتاء تمنع‌ الابخرة‌ المائيّة‌ المتلالئة‌ عن‌ الرؤية‌ كثيراً، فيُري‌ الهلال‌ تحتها رقيقاً وتكون‌ الرؤية‌ أصعب‌.

وفي‌ فصل‌ الصيف‌ تمنع‌ الابخرة‌ المائيّة‌ عن‌ الرؤية‌ قليلاً وتكون‌ الموادُّ المحرقة‌ والغازات‌ غير المائيّة‌ كثيرةً، فينعكس‌ النور وينكسر، فيُري‌ الهلال‌ تحتها غليظاً ضخيماً؛ فتكون‌ الرؤية‌ أسهل‌.

هذا مضافاً إلي‌ جهات‌ أُخري‌ غير مستمرّة‌، مثل‌ السحب‌ والغيوم‌ والرياح‌ الموجبة‌ لكدورة‌ الهواء وتضريس‌ بعض‌ الاراضي‌ والجبال‌ وكلالة‌ البصر؛ فتكون‌ الرؤية‌ أصعب‌.

بخلاف‌ الصحو وصفاء الهواء وتسطيح‌ الارض‌ وحدّة‌ البصر الموجبة‌ لسهولة‌ الرؤية‌؛ لكن‌ لا يمكن‌ ضبطها.

الصورة الرمزية غسان
غسان
المدير العام
°°°
افتراضي
المقدّمة‌ الثالثة‌ عشرة‌
أنّ متقدّمي‌ علماء النجوم‌، أعرضوا عن‌ تخريج‌ ضابطة‌ كلّيّة‌ لرؤية‌ الهلال‌ في‌ جميع‌ الشهور؛ وذلك‌ لتعذّر تعيين‌ ضابطة‌ كلّيّة‌ للاهلّة‌، من‌ حيث‌ البعد السوي‌ والبعد المعدّل‌ والارتفاع‌ وانحرافه‌ عن‌ مغيب‌ الشمس‌ ومكثه‌ فوق‌ الاُفق‌، وسائر الجهات‌ الفلكيّة‌ التي‌ لايمكن‌ إدراج‌ جميعها تحت‌ قاعدة‌ كلّيّة‌ أبداً.

وأمّا متأخّروهم‌ فقد أتعبوا أنفسهم‌ في‌ تخريج‌ هذه‌ الضابطة‌، لكن‌ لم‌ يأتوا بشي‌ء في‌ المقام‌؛ وكلّ ما أوردوه‌ ناقص‌ مراعيً فيه‌ بعض‌ الجهات‌ دون‌ بعض‌.

وقد أتعب‌ نفسَه‌ المحقّق‌ الطوسيّ كثيراً علي‌ ما في‌ «زيج‌ إيلخانيّ» وغيره‌ من‌ الكتب‌؛ وذكر نتيجة‌ حساباته‌ من‌ لحاظ‌ البعد بين‌ تقويمَي‌ النيّرين‌ وبين‌ مغربَيهما المعبّر عنهما بالبعد السوي‌ والبعد المعدّل‌، وذهب‌ إلي‌ أنّ البعد المعدّل‌ إذا كان‌ عشر درجات‌ فالهلال‌ قابل‌ للرؤية‌ علي‌ أيّ نحو كان‌.

فبني‌ علي‌ أنّ الهلال‌ في‌ كلّ ناحية‌ يكون‌ قابلاً للرؤية‌، يبقي‌ في‌ السماء أربعين‌ دقيقةً؛ لما مرّ عليك‌ من‌ ضرب‌ عشر درجات‌ في‌ أربع‌ دقائق‌.

ولم‌ يكن‌ في‌ علماء الاءسلام‌ فلكيّ خبير مثل‌ هذا المحقّق‌ مجدّاً في‌ تعيين‌ هذه‌ القاعدة‌ الشاملة‌؛ ولذلك‌ تري‌ أنّ أصحاب‌ التقاويم‌ المستخرجة‌ من‌ بعده‌، ذهبوا إلي‌ هذا المرام‌ ولم‌ يتعدّوا عنه‌ وبنوا علي‌ أنّ أقلّ درجة‌ البعد المعدّل‌ لابدّ وأن‌ يكون‌ عشر درجات‌ حتّي‌ يصير الهلال‌ قابلاً للرؤية‌.

ولكنّه‌ مع‌ هذا التعب‌ لم‌ يأت‌ بحساب‌ صحيح‌ دقيق‌، بل‌ هو عين‌ التقريب‌؛ لانّه‌
أوّلاً:
أدخل‌ تحت‌ حساباته‌ البعد السوي‌ الواقعيّ والبعد المعدّل‌ الواقعيّ؛ وهذا غير مجدٍ، بل‌ لابدّ من‌ حساب‌ البعد السوي‌ المرئيّ والبعد المعدّل‌ المرئيّ، لانّه‌ باختلاف‌ المناظر يختلف‌ البعدان‌؛ والمرئيّ منهما يختلف‌ باختلاف‌ النواحي‌ والبلاد وباختلاف‌ الشهور ولا يكون‌ تحت‌ ضابط‌.

و ثانياً: أنّه‌ ذهب‌ إلي‌ أنّ أقل‌ البعد المعدّل‌ عشر درجات‌، مع‌ أنّه‌ إذا اجتمع‌ سائر الشرائط‌ بنحو أعلي‌ من‌ كثرة‌ البعد السوي‌ والارتفاع‌ ربّما يمكن‌الرؤية‌ مع‌ تسع‌ درجات‌ بالنسبة‌ إلي‌ البعد المعدّل‌.[46] هذا مع‌ أنّه‌ ادّعي‌ فلكيّ خبير جدّاً، أنّه‌ رصد الهلال‌ أوّل‌ الغروب‌ من‌ دخول‌ شهر من‌ الشهور، فوجد البعد المعدّل‌ ثماني‌ درجات‌.

فإذاً تعيين‌ الضابطة‌ الكلّيّة‌ الحقيقيّة‌ لرؤية‌ الهلال‌ عند المنجّمين‌، من‌ الاُمور المستحيلة‌؛ نعم‌ لابأس‌ بما ذكروه‌ علي‌ سبيل‌ التقريب‌.

المقدّمة‌ الرابعة‌ عشرة‌
العرب‌ قبل‌ الاءسلام‌ كانوا يعرفون‌ الصور الفلكيّة‌ ومنازل‌ القمر؛ والمنازلُ الثمانية‌ والعشرون‌ للقمر كانت‌ من‌ مخترعاتهم‌. وأيضاً كانوا خبيرين‌ بحساب‌ الانواء التي‌ هي‌ التغييرات‌ الجوّيّة‌، ومواضع‌ الطلوع‌ والغروب‌.

وكانوا يستدلّون‌ من‌ أوقات‌ الطلوع‌ وسقوط‌ المنازل‌، علي‌ اختلاف‌ الاهوية‌؛ وكانوا واقفين‌ بهذه‌ الاُمور إلي‌ حدّ لم‌ يكن‌ يُعرف‌ مثله‌ لسائر الاقوام‌، بحيث‌ تعرف‌ هذه‌ المواضع‌ من‌ علم‌ النجوم‌ من‌ خصائصهم‌ في‌ زمان‌ الجاهليّة‌.

العرب‌ كانوا يميّزون‌الكواكب السيّارات‌من‌ الثوابت؛ نري‌ اسم‌ الزهرة‌ وعُطارِد في‌ أشعارهم‌ في‌ الجاهليّة‌، وأيضاً نري‌ في‌ مسطوراتهم‌ اسم‌ زُحَل‌ والمشتري‌ والمرّيخ‌ قبل‌ نقل‌ العلوم‌ من‌ يونان‌؛ ففي‌ أشعار كميت‌ المتولّد في‌ سنة‌ 60 من‌ الهجرة‌ والمتوفّي‌ في‌ سنة‌ 126، نري‌ اسم‌ زحل‌ والمرّيخ‌.

يقولون‌: إنّ عرب‌ الجاهليّة‌ من‌ بني‌ تميم‌ كانوا يعبدون‌ عطارد.

ويستفاد من‌ مسطورات‌ المولّفين‌ السُّريانيّين‌ واليونانيّين‌ في‌ القرن‌ الخامس‌ والسادس‌ الميلاديَّين‌، أنّ العرب‌ المجاورين‌ للشام‌ والعراق‌ كانوا يعبدون‌ كوكب‌ الزهرة‌ في‌ زمان‌ ظهوره‌ الصباحيّ.

و هذا الذي‌ ذكرنا مختصر ممّا ذكر من‌ اختصاصاتهم‌ بالنجوم‌ وتبحّرهم‌ في‌ الانواء؛ والتفصيل‌ في‌ كتب‌ عبد الرحمن‌ الصوفيّ و«المجسطيّ» للبطلميوس‌ و«أنواء» أبي‌حنيفة‌ الدِّينَوَريّ و«روضة‌ المنجّمين‌» للحكيم‌ شَهْمَرْدان‌ الرازيّ من‌ كتب‌ القدماء، وكتاب‌ «علم‌ الفلك‌، تاريخه‌ عند العرب‌ في‌ القرون‌ الوسطي‌» للمستشرق‌ الاءيطاليّ: نَلّينو.
والمستشرقُ الفرنسيّ سِدِيّو الذي‌ تَرجم‌ باللغة‌ الفرنسيّة‌ مقدّمةَ كتاب‌ «زيج‌» أُلُغ‌ بيك‌ بن‌ شاهرخ‌ بن‌ أمير تيمور، ذكر في‌ مقدّمة‌ كتابه‌ هذا ما يفيد تضلّع‌ العرب‌ في‌ النجوم‌ والانواء.

المقدّمة‌ الخامسة‌ عشرة‌
السنوات‌ القمريّة‌ وشهورها لم‌تكن‌ من‌ مختصّات‌ الاءسلام‌ ومخترعاته‌، بل‌ غالب‌ الاقوام‌ القديمة‌ كانوا يتّخذون‌ السنوات‌ القمريّة‌ وشهورها في‌ أُمورهم‌.

أهل‌ الصين‌ الذين‌ كانوا متقدّمين‌ في‌ علم‌ النجوم‌ علي‌ سائر الاقوام‌، وذلك‌ قبل‌ ألفي‌ سنة‌ من‌ ميلاد المسيح‌، وكانوا يستخرجون‌ تقاويم‌ الكواكب‌ ويحسبون‌ الكسوفات‌ والخسوفات‌، وكانوا يعيّنون‌ عبور ثمانية‌ وعشرين‌ كوكباً من‌ دائرة‌ نصف‌ النهار، ويعيّنون‌ دورة‌ حركة‌ الشمس‌ علي‌ مقدار 365 يوماً وربع‌ يوم‌؛ كانوا يتّخذون‌ في‌ أُمورهم‌ ومحاوراتهم‌ وتواريخهم‌ السنين‌ القمريّة‌ وشهورها.

مِتُن‌: المنجّم‌ المعروف‌ اليونانيّ الذي‌ كانت‌ حياته‌ قبل‌ خمسة‌ قرون‌ من‌ ميلاد المسيح‌، اكتشف‌ أنّ تسع‌ عشرة‌ سنةً شمسيّةً تشمل‌ مائتين‌ وخمساً وثلاثين‌ رؤيةً للهلال‌، وبَعد هذه‌ المدّة‌ أهلّة‌ القمر تعود علي‌ ترتيبها الاوّل‌ وموضعَي‌ الشمس‌ والقمر يعودان‌ علي‌ كيفيّتهما الاُولي‌ بالنسبة‌ إلي‌ الارض‌.

و إنّ هذه‌ المدّة‌ سمّيت‌ عند اليونانيّين‌ بالدورة‌ الذهبيّة‌.

وعرب‌ الجاهليّة‌ بأجمعهم‌ كانوا يتّخذون‌ الشهور القمريّة‌ في‌ مواقيتهم‌. وعند هذه‌ الطوائف‌ جميعاً كان‌ مبدأ الشهر القمريّ، رؤية‌ الهلال‌ بعد خروجه‌ عن‌ تحت‌ الشعاع‌. ولم‌ يُنسب‌ إليهم‌ العلم‌ بمعرفة‌ السنة‌ الشمسيّة‌ وشهورها.

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزهراء66
الزهراء66
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله بك استاذ غسان

الصورة الرمزية غسان
غسان
المدير العام
°°°
افتراضي
اهلا بالزهراء66 ريحانة الشامل وشكرا لك على تعقيبك

الصورة الرمزية الرحيلي
الرحيلي
عضو
°°°
افتراضي
هذه السنه اعتمدوا على المرصد في روية الهلال

شكرا على الموضوع اخي غسان

الصورة الرمزية syrguy
syrguy
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله فيك أخي غسان وشكرا لك جزيلا

صورة رمزية إفتراضية للعضو الشيخ ادريس
الشيخ ادريس
عضو
°°°
افتراضي
---------------------------------------

صورة رمزية إفتراضية للعضو آلـطـور آلآخـر
آلـطـور آلآخـر
عضو
°°°
افتراضي
بــارك الله فيك أخي الكريم غـسـان ...


مواقع النشر (المفضلة)
مباحث رؤية الهلال

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
مباحث علم الفلك الميقاتي
رؤية نقش الحناء

الساعة الآن 02:39 AM.