المشاركات الجديدة
قسم الكتب و المنشورات : كتب و منشورات و مواقع في كل الميادين المرتبطة بتخصص منتديات الشامل

القول اللبيب عن شطحات الأولياء والمجاذيب..

افتراضي القول اللبيب عن شطحات الأولياء والمجاذيب..
بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على الكنز الأعظم والنور المطلسم طلعة الحق بالحق والهادي إلى الصراط المستقيم عبدالله حقيقة ومعنى وصورة وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم ننقل لكم بحول الله وقوته كلام الأولياء العارفين والعلماء الصالحين على شطحات المجاذيب



ذكر شيخنا شمس الفيضة التجانية مولانا الشيخ ابراهيم انياس الكولخي رضي الله عنه وعنا به في كتابه كاشف الإلباس عن فيضة أبى العباس ابتداء من صفحة 163 فصل في الكلام على شطحات المجاذيب ما نصه :-


قال العلامة العارف بالله الجامع بين الشريعة والحقيقة القطب الشعراني في لطائف المنن نقل عن شيخ الطائفة ابي القاسم الجنيد رضي الله عنه انه قال : مكثت زماناً وعندي وقفة في قول بعظهم : إن الذاكر لله تعالى يصل إلى حالة لو ضرب وجهه بالسيف لم يحس إلى أن وجدت الأمر كما قاله انتهى 0

ثم إن أكثر من يقع في الغلط في ذلك المؤلفون لكتب الرقائق من المتصوفين الذين لم يذوقوا مقامات الطريق فينقلون عن الولي كل ما بلغهم عنه ، ولا يعرفون الفرق بين ما قاله ذلك الولي في بدايته أو وسطه أو نهايته ، ويسمون كل ما لم يذوقوه في الطريق مقاماً للكمل ، فإذا طالع الكامل في كتبهم : أي أولئك المؤلفين عرف جهلهم ، ولو أن هؤلاء المؤلفين ذاقوا مقامات الطريق لم يذكروا عن الولي من مناقبه إلا ما عمله وقاله في حال نهايته ، لأن هذا هو الذي يصلح أن يكون منقبة له كما فعلت أنا ذلك في كتاب طبقات العلماء والصوفية ، فلم أذكر عن أحد منهم إلا ما قاله أو عمله حال نهايته 0 وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يسأل ربه الزيادة من العلم فما ظنكم بغيره ؟ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم عن نفسه (( إنه أوتى علم الأولين والآخرين )) وأعتقادنا أنه تعالى أجاب دعاءه وزاده علماً عن علم الأولين والآخرين ، فعلم أن أحداً لا يصح له مقام النهاية إلا إذا وصل إلى حالة لا مقام بعدها لأحد ، وهذا غير واقع لغيره صلى الله عليه وسلم ؛ إذا علمت ذلك فإياك أن تنكر على فقير سمعته يقول : أنا عبد الله الآن لا خوفاً من ناره ولا رجاء لثوابه فإن ذلك من مقامات المبتدئين في الطريق لا من مقامات الكاملين ، وذلك أن المريد إذا واظب على الذكر أو أكثر منه ليلاً ونهاراً يرى حجابه ضرورة ، وإذا رق حجابه راى الفعل لله تعالى لا للعبد ، ويسمع نداء الحق تعالى من فعله بنحو ما من معناه : ومن أظلم ممن عبدني لجنة أو نار ، لو لم أخلق جنة ولا نار ألم أكن أهلاً لأن أعبد ، فيجعل العبد يستحي من الله تعالى أن يعبد الله تعالى خوفاً من نار أو رجاء لثواب ، لأن أحد لا يطلب قط أجراً على فعل غيره ، وإنما يطلب الأجر على فعل نفسه فكل من رق حجابه من المريدين شهد أنه لا مدخل له في وجود أفعاله إلا بقدر نسبة التكليف فقط أدباً مع الشريعة المطهره ويرى كشفاً ويقيناً أنه كالآلة التي يحركها المحرك على الفراغ ؛ كما ، خالق لذات العبد ، فكذلك هو خالق لفعله ؛ ونظير ذلك أيضاً ما إذا سمعت أحداً يقول : لا ملك إلا لله وليس أحد يملك معه شيئاً ، فإن ذلك مقام يذوقه المريد أول دخوله في الطريق وليس قائله يدعي مقام النهاية كما قد يتوهم ، فإن من أول قدم يضعه المريد في الطريق شهوده الملك لله ، إذ هو الخالق لكل شيء 0 وفي عبارة المنهاج للنووي : ولا يملك العبد بتمليك سيده في الأظهر فأفهم ؛ وإذا صح لعبد شهوده الملك لله وحده صح له مقام الزهد في الدنيا وعدم الشح بها على أخذ من الخلق إلا لغرض شرعي 0ومن علامة ذوق العبد لهذا المقام أيضاً أنه لو كان عنده أردب من الذهب فسرقه أحد لا تتغير منه شعرة واحدة لأجله ، بل ينشرح لمن يأخذ منه خوفاً من الحساب عليه من حيث المصرف يوم القيامة ، وصاحب هذا المقام يتساوى عنده عطاء الله تعالى ومنعه له على حد سواء من حيث عين العطاء والمنع ، لا من حيث ما على العبد نفسه من نحو الرضى لأنه لا يرى له ملكاً مع ربه في الدارين ، ولو أعطاه شيئاً لا يرى أنه يملكه إلا بقدر نسبة العطاء إليه لأجل الشكر لا غير ثم يتبرأ منه إلى ربه الذي هو المالك الحقيقي له ولذاته أهـ 0

وقال فيه أيضاً ما نصه : وكان السري السقطي يقول : لا فرق بين قول العبد : إن الله خلقني ورزقني وصورني وعلمني العلم والقرآن وجعلني مباركاً ، وبين أن يقول : أنا ولي الله وأنا من العلماء العاملين ونحو ذلك : لأن كل مؤمن ولي لله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) ولا يخلوا العالم قط من العمل بعلمه ولو في مسئلة واحدة فيشكر الله تعالى الذي جعله من العلماء العاملين ، ومن نفى عن نفسه الولاية والعلم مطلقاً فقد قل شكره انتهى 0 وكان الإمام الليث بن سعد يقول : أنا أعرف شخصاً منذ وعى على نفسه ما عصى ربه قط ، فكان أصحابه يتحدثون فيما بينهم انه يعني بذلك نفسه ، لأن أحداً لا يعرف ذلك من غيره إلا بوحي من الله تعالى 0 وغمز رجل قدم أبى العباس السياري أحد رجال رسالة القشيري فقال أبو العباس : اتغمز قدم ما مشى إلى معصية الله قط ؟ 0 وكان الشيخ عبد القادر الجيلي يقول : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله عز وجل : يعني من أهل عصره ، وكان أبو القاسم الجنيد يقول : لا يكمل أحد في مقام الشكر لله حتى يرى نفسه أنه ليس بأهل أن تناله رحمة الله عز وجل ، وإنما رحمة الله تعالى له من باب المنة والفضل 0 وكان الشيخ أبو عبدالله القرشي يقول : صحبت ستمائة شيخ ثم وزنت بهم فرجحتهم 0 وكان أبو العباس المرسي يقول : والله ما سارت الأبدال من قاف إلى قاف إلا ليصادفوا رجلاً مثلي يربيهم ويرقيهم إلى مقامات الرجال ، وكان يقول : والله لو احتجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة ما عددت نفسي من جملة المسلمين ؛ وكان يقول كثيراً : والله لو علم أهل العراق والمغرب والشام ومصر ما تحت هذه الشعيرات - ويشير إلى لحيته - من العلوم والأسرار لأتوها سعياً على الوجوه 0 وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي يقول : ما بقي بحمد الله عند غيرنا من أهل عصرنا علم نستفيده وإنما ننظر في كلام غيرنا لنعرف ما من الله به علينا دونهم بما هو فوق مقامهم ، فنشكر الله على ذلك وأخبرني الشيخ علي الشاذلي ربيب الشيخ أبو المواهب قال : سمعت سيدي أبا المواهب يقول : كنت أنا ومريد أتكدر من مدح الشاذلية نفوسهم وأقول : كيف ينبغي لفقير أن يزكي نفسه بين الناس حتى وصلت إلى مقامهم الذي مدحوا منه نفوسهم ، فرأيت أن ذلك من أوجب الواجبات على العبيد ، وأنه لا يكفي الإنسان أن يشكر ربه في نفسه فقط من غير لفظ ، وإنما عليه عليه أن يشيع ذلك بين العباد حتى يعلم به الخاص والعام ، فإنه تعالى يحب من عباده أن يشكروه ويذكروا فضله وإحسانه عليهم بين عباده ، ويصفوه بالجود والكرم والفضل أهـ قال : ورأيته بخط الشيخ جلال الدين في كتابه التحدث بالنعمة ما نصه : أنا أعلم خلق الله الآن قلماً وفماً ، ثم قال : فإن اعترض علينا معترض قلنا له : هذا موكول إلى تخصيص العقل ذلك بعالم زماننا أو بلدنا أو اقليمنا لا غير ، وعلى ذلك حمل العلماء قوله تعالى في بني اسرائيل ( وأني فضلتكم على العالمين ) وقالوا : لا يدخل في ذلك الأنبياء ولا الملائكة 0 قال الشيخ جلال الدين : ولولا اعتبار هذه القاعدة التي ليس عنها براح لكان التلقيب بقاضي القضاء وأقضى القضاء محرماً غير مباح لأنه شامل لكل نبي بل ولرب العالمين انتهى 0
وكان الشيخ ابو الحسن الشاذلي يقول كثيراً لأصحابه : اعلنوا بطاعتكم إظهاراً لعبوديتكم كما يتظاهر غيركم بالممعاصي ، وعليكم بالإعلام للناس بما منحكم الله تعالى من العلوم والمعارف ، فهذا بعض النقول من كلام السلف الصالح تؤذن بأن العلماء والصالحين ما مدحوا نفوسهم فخراً ورياءً ، حاشاهم من ذلك ، انما بنوا أمرهم في ذلك على قواعد صحيحة وأغراض شرعية ، فإياك يا أخي أن تبادر إلى الإنكار على أحد من العارفين إذا مدح نفسه وتحمله على الأغراض النفسانية بعد اطلاعك على هذه الأدلة والنقول التي ذكرناها ، وعليك بحملهم على أحسن المحامل ، وقد مدح الله تعالى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه بقوله ( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الألباب ) أهـ قال : وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول : لا يسوغ الإنكار شرعاً إلا إذا لم يقبل ذلك الأمر التأويل أهـ 0 وكان يقول أيضاً : من كمال الفقير أن يحمل كلام الأكابر على أحسن المحامل لخروجهم عن مقام التلبيس والرعونات النفسانية ، وإن عجز عن الجواب عنهم في قول قالوا أو فعل ما فعلوه ، فليسلم لهم وليكف عن الإنكار ، لأن منازعهم دقيقة على عقول أمثالنا ، لا سيما الأئمة المجتهدون وكبار مقلديهم ، وأنى لأمثالنا أن نتصدى لرد كلامهم ؟ وقد تصدى شخص للرد على الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه أهـ 0 وقال فيه أيضاً : قد يكون سبب انكار المنكر جهله بمصطلح القوم رضي الله تعالى عنهم ، وعدم ذوقه لمقاماتهم كما في كلام سيدي عمر بن الفارض رضي الله تعالى عنه في التائية وغيرها ؛ فالعاقل من ترك الإنكار وجعل ما لم يفهمه من جملة مجهولاته ، لا سيما ولم يبلغنا عن أحد من الأولياء رضي الله تعالى عنهم إنه أمر الناس بترك وضوء أو صلاة أو صوم أو غيرها مما يخالف الشريعة أبداً ، بل رسائلهم وكتبهم طافحة بالأمر بالتقيد على الكتاب والسنة وعلاج أخلاقهم وأعمالهم وتنقيتها من الدسائس والعلل القادحة في الإخلاص وتحمل الأذى وترك الأذى والزهد والورع والخوف والخشية ، وربما كان المنكر عليهم بالضد من هذه الصفات كلها ، وربما تكلم العارف في نظمه أو غيره على لسان الحق تبارك وتعالى ، وربما تكلم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، وربما تكلم على لسان القطب فيظن بعضهم أن ذلك على لسانه هو فيبادر إلى الإنكار فأفهم أهـ 0 وقال فيه أيضاً : ومن خاصية طريق القوم أن الصادق من المريدين إذا دخل طريقهم يعرف جميع ما اصطلحوا عليه بالخاصية من أول قدم يضعه في طريقهم حتى كأنه الواضع لذلك الإصطلاح ، وليس ذلك لغير الصادقين في طلب الطريق ولا لغيرهم من أهل سائر العلوم ، فلا بد لهم من شيخ يوقفهم على مصطلح أهل ذلك العلم كما هو مقرر في كتب المتكلمين والمناطقة وأهل الهندسة ؛ ثم إنه قد يكون ذلك الكلام أنكره بعضهم على ذلك الولي مثلأً مدسوساً عليه في كتبه أو مفترى عليه كما وقع ذلك في كتب الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله تعالى عنه ، فإنهم دسوا عليه جملة من الأمور المخالفة لظاهر الشريعة في كتاب الفتوحات المكية التي ألفها رضي الله تعالى عنه ، وفي الفصوص أيضاً الذي ألفه رضي الله عنه كما قاله الشيخ بدر الدين بن جماعة وغيره ، وكا وقع لي في بعض كتبي كما مرت الإشارة إليه أوائل هذا الكتاب أهـ 0 وفي فتاوى العلامة الحافظ ابن حجر رحمه الله ما نصه : وسئل نفع الله به بما لفظه : من الذي يجاب به عما وقع من شطحات الأولياء كقول أبي يزيد : سبحاني ما في الجبة إلا الله ، وقول الحلاج : أنا الحق ونحو ذلك مما لا يخفى من كلماتهم وإشاراتهم التي ظاهرها انتقاد وباطنها حق إلا عند أهل المقت والعناد ؟0 فأجاب بقوله : ما وقع لهم رضوان الله عليهم من الشطحات للأئمة العلماء العارفين الحكماء الذين حماهم الله بالسلامة من حرمان الإنكار ومن عليهم بالإعتقاد في أوليائه وحمل ما صدر عنهم على أحسن المحامل وأقومها عنها أجوبة مسكتة وتحقيقات مبهتة ، لا يهتدي إليها الموفقون ولا يعرض عنها إلا المخذلون ؛ فأحذر أن تكون يتحسى كأس سم الإنكار فيهلك لوقته 0 وبادر إلى السلامة من غضب الله ومحاربته ومقته ، فقد قال على لسان الصادق المصدوق (( من عادا لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) أي أعلمته إني محارب له 0 قال الأئمة : ولم ينسب الله تعالى المحاربة لأحد من العصاة إلا للمنكرين على أوليائه وآكلي الربا ، ومن حاربه الله لا يفلح ابدأً 0 أحد تلك المسالك أن تلك الكلمات حكاية عن حضرة الحق ونطق عما يليق وما شاهدوه من أنوارها وغلبة التجوز في نحو ذلك من مقامات المحبة والعبودية والقرب يبسط لهم العذر ويرفع عنهم الإصر ، وممن اعتمد هذا المسلك الشهاب السهر وردي المجمع على إمامته في العلوم الظاهرة والباطنة في عوارفه حيث قال : وما حكي عن أبي يزيد رضي الله عنه من قول : سبحاني 0 حاشا الله أن يعتقد في أبي يزيد أن يقول ذلك إلا على معنى الحكاية عن الله تعالى ، قال : وذلك مما ينبغي أن يعتمد في الحلاج رحمه الله في قوله : أنا الحق ، إلى أن قال ثالثهما إنهم قد يأمرون تعريفاً لجاهل أو شكراً وتحدثاً بنعمة الله كما وقع للشيخ عبد القادر إنه بينما هو بمجلس وعضه وإذا هو يقول : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله ، فأجابه في تلك الساعة أولياء الدنيا ، قال جماعة : بل وأولياء الجن جميعهم وطأطئوا رءوسهم وخضعوا له وأعترفوا لما قاله إلا رجل بأصفهان فأبى فسلب حاله ، وممن طأطأ رأسه أبو النجيب السهر وردي وقال : على رأسي على رأسي ، وأحمد الرفاعي وقال حميد منهم ، وسأل فقال : الشيخ عبد القادر يقول كذا ، وكذا وأبو مدين في المغرب وأنا منهم : اللهم اني اشهدك وأشهد ملائكتك إنني سمعت وأطعت ، فسئل فأخبر بما قاله الشيخ ببغداد فأرخ ، فكان قول أبي مدين عقب قول الشيخ عبد القادر ذلك ، وكذا الشيخ عبد الرحيم القناوي مد عنقه وقال : صدق الصادق المصدوق ، فسئل فأخبر بما قاله الشيخ ؛ وذكر كثيرون من العارفين الذين ذكرناهم وغيرهم إنه لم يقل إلا بأمر إعلاماً بقطبيته فلم يسع أحد التخلف ، بل جاء بأسانيد متعددة عن كثيرين أنهم أخبروا قبل مولده بنحو مائة سنة إنه سيولد بأرض العجم مولود له مظهر عظيم يقول ذلك ، فتندرج الأولياء في وقته تحت قدمه 0

وحكى إمام الشافعية في زمنه أبو سعيد عبدالله بن أبي عصرون قال : دخلت بغداد في طلب العلم فوافقت ابن السقا ورافقته في طلب العلم بالنظامية وكنا نزور الصالحين ، وكان ببغداد رجل يقال له الغوث يظهر إذا شاء ويختفي إذا شاء فقصدنا زيارته أنا وأبن السقا والشيخ عبد القادر وهو يومئذ شاب ، فقال ابن السقا ونحن سائرون : لأسألنه مسئلة لا يدري له جواباً ، وقلت لأسألنه مسئلة وأنظر ما يقول فيها ، وقال الشيخ عبد القادر : معاذ الله أن نسئل شيئاً ، أنا بين يديه أنتظر بركة رؤيته ، فدخلنا عليه فلم نره إلا بعد ساعة فنظر الشيخ إلى ابن السقا مغضباً وقال : ويحك يا ابن السقا تسألني عن مسئلة لا أدري لها جواباً هي كذا وجوابها كذا : اني لأرى نار الكفر تلتهم فيك ؛ ثم نظر إلي وقال : يأبن عبدالله أتسألني عن مسألة لنتظر ما اقول فيها ، هي كذا وجوابها كذا ، لتحزن الدنيا عليك إلى شحمة أذنيك بإساءة أدبك ؛ ثم نظر إلى الشيخ عبد القادر وأدناه منه وأكرمه وقال : يا عبد القادر لقد أرضيت الله ورسوله بحسن أدبك كأني أراك ببغداد وقد صعدت الكرسي متكلماً على الملأ وقلت : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله ، كأني أرى الأولياء في وقتك وقد حنوا رقابهم إجلالاً لك ، ثم غاب عنا فلم نره 0 قال : وإن الشيخ عبد القادر فقد ظهرت إمارات قربه من الله ، وأجمع عليه الخاص والعام وقال : قدمي 0000 الخ ، وأقرت الأولياء في وقته له بذلك 0 وأما ابن السقا فإنه اشتغل بالعلوم الشرعية حتى برع فيها وفاق كثيراً من أهل زمانه واشتهر 0 بقطع من يناظره في جميع العلوم ، وكان ذا لسان فصيح وسمت بهي ، فأدناه الخليفة منه وبعثه رسولاً إلى ملك الروم ، فرآه ذا فنون وفصاحة وسمت ، فأعجب به وجمع له القسيسين والعلماء بالنصرانية ، فناظرهم وأفحمهم وعجزوا فعظم عند الملك فزادت فتنته ، فتراءت له ابنة الملك فأعجبته وفتن بها فسأل أن يزوجها له ، فقال : إلا أن تتنصر ، فتنصر وتزوجها ثم مرض فألقوه بالسوق يسأل القوت فلا يجاب ، وعلته كآبة وسواد حتى مر عليه من يعرفه فقال له : ما هذا ؟ قال : فتنة جلت بي سببها ما تراه ، قال له : هل تحفظ شيئاً من القرآن ؟ قال لا إلا قوله ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال : ثم خرجت عليه يوماً فرأيته كأنه قد حرق وهو في النزع فقلبته إلى القبلة فأستدار إلى الشرق ، فعدت فعاد وهكذا إلى أن خرجت روحه ووجهه إلى الشرق ، وكان يذكر كلام الغوث ويعلم أنه اصيب بسببه قال ابن أبي عصرون : وأما أنا فجئت إلى دمشق فأحضرني السلطان نور الدين الشهيد وأكرهني على ولاية الأوقاف ، فوليتها وأقبلت علي الدنيا اقبالاً كثيراً ، فقد صدق قول الغوث فينا كلنا 0

وفي هذه الحكاية التي كادت أن تتواتر في المعنى لكثرة ناقليها وعدالتهم فيها أبلغ زجر وآكد ردع عن الإنكار على أولياء الله تعالى ، خوفاً من أن يقع المنكر فيما وقع فيه ابن السقا من تلك الفتنة المهلكة الأبدية التي لا أقبح منها ولا أعظم منها 0 نعوذ بالله من ذلك ونسأله بوجهه الكريم وحبيبه الرؤوف الرحيم أن يأممنا من ذلك ومن كل فتنة ومحنة بمنه وكرمه 0 وفيها أيضاً أنه حظ على أعتقادهم والآدب معهم وحسن الظن بهم ما أمكن أهـ

النهاية


manqool

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: قسم الكتب و المنشورات


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو سهيل الجني
سهيل الجني
عضو
°°°
افتراضي
جزاك الله خير الجزاء اخي العزيز hesham11

على ما تكرمت به والله اسأل ان يحشرنا مع من نحب

حفظك الله ورعاك

ودمت بود

صورة رمزية إفتراضية للعضو شرشور
شرشور
عضو
°°°
افتراضي
السلام عليكم أي أخي الحبيب جزاك الله كل خيرعلى هذه العجاله التي ذكرتنا بأشياخنا وكراماتهم وأفعالهم وأقوالهم وهم لم يغيبوا عنا برغم أفات الدنيا وأفعال العباد جزيت كل خير أخوكم في الله السيد شرشور النعيمي الرفاعي الحسيني


مواقع النشر (المفضلة)
القول اللبيب عن شطحات الأولياء والمجاذيب..

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
كتاب مصطلحات القوم
هل تصوير الجن وأرواح الأولياء كذب أم حقيقة
عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب
كتاب ختم الأولياء للحكيم الترمذ
تصرف الأولياء الكاملين

الساعة الآن 10:23 PM.