المشاركات الجديدة
علوم الطاقة وعلوم الخوارق : يهتم بطاقة الكون والإنسان وظهور الخوارق وتعليلها

مفهوم للعناصر الأربعة

افتراضي مفهوم للعناصر الأربعة
نقلنا لكم مفهوم للعناصر الأربعة من كتاب طريقة السيد للدكتور علاء الحلبي بتصرف وهو مايعتمد علية محور التدريب فى البرنامج ربما يفتح باب جيد للنقاش بالمنتدى
مفهوم العناصر الأربعة
أولا عنصر النار :
الخواص الاساسية لعنصر النار هى الحرارة والانتشار ومن مفهوم الهرمسية أن بداية الخلق خلق النور والنار ولهذا العنصر طبيعتين , الحماوة والجفاف وكل عنصر من العناصر الأربعة لة قطبين الفاعل والمفعول أو السالب والموجب ...
والموجب دائما تأثيراته بناءة و السالب تأثيراتة هدامة .
ويحوز مبدأ النار على خاصية التوسع وهذا يعنى أنة يمثل السيولة الكهربية كما فى الفلسفة الهرمسية فمبدأ النار كامن وفاعل فى كل الاشياء المخلوقة ومن لمبادىء الاساسية فى عملية خلق الكون فكما هو فوق كما هو تحت ومايحدث فى العالم التحت الذرى يحدث فى الكواكب والبروج .
ثانيا عنصر الماء :
هو عنصر معاكس لعنصر النار وخواص معاكسة فمن خواصة البرودة والانكماش وطبيعتة البرودة والرطوبة وقطبة الموجب هو القطب البناء الفعال المغذى الحافظ والقطب السالب هو القطب المدمر الهدام المفكك المجزىء المخمر وهو رمز للسيولة المغناطيسية فى الهرمسية ولاغنى عن عنصر النار والماء فوجود الاثنين أمر مهم .
ثالثا عنصر الهواء :
لم يعتبرة القدماء عنصر فعلى مثل النار والماء فهو يعتبر موازن حيادى ووسيط بين الماء والنار فهو يكتسب طبيعة الحماوة من النار والرطوبة من الماء كما ان لة قطبين الموجب مانح للحياة والسالب مدمر للحياة مهمتة هى توجية السيولة المغناطيسية والكهربية لكل من الماء والنار
ملحوظة (( وجب الاخذ بالاعتبار أن العناصر الاربعة لاتؤخذ بالمعنى الحرفى لها بل هى قوى طبيعية مرموزة بهذة الاسماء للتقريب ))

رابعا عنصر التراب :
كعنصر الهواء لايحسب من العناصر الاربعة فهو مولود نتيجة تفاعل العناصر الثلاثة السابقة ولة طبيعتين هما الجفاف والرطوبة والخاصية التى نسبت لة هى الصلابة وتلك الخاصية هى التى منحت العناصر الثلاثة السابقة الشكل المادى وتم تحديدها بتقييدات زمنية ومكانية . أى قابلة للقياس والوزن .. وتفاعل العناصر الثلاثة مع عنصر التراب أعطت التراب مسمى (( سيال كهرومغناطيسي رباعى الأقطاب )) وتتجلى حقيقة أن جميع العناصر تتجلى جميعا فى التراب وتختفى وراء المظهر المادى للتراب . وللفلسفة الهرمسية دراسات موسعة على طبيعة تأثير القوى الأربعة فى الاشياء المادية وخاصة فى الانسان .
لنستخلص نتيجة أن كل مادة تتألف من العناصر الأربعة وتتجلى خواصها بأختلاف نسب العناصر داخل هذة المادة .

الله كريم

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علوم الطاقة وعلوم الخوارق


...
....
الصورة الرمزية الجدار
الجدار
مشرف
علوم الطاقة والمارائيات
°°°
افتراضي رد: مفهوم للعناصر الأربعة
نظرية مركز الشمس
أهم مظاهر المبدأ الشمسى هو تجلى الفقاعة الدائرية التى تحوى نشاط النواة الشمسية .
ومضمون النظرية هى أن كل نقطة فى الكون تتمحور حولها كل الافكار التى ولدت فى اللامكان واللازمان فكل نشاط شمسى متجلى فى العالم يحدث ضمن فقاعة دائرية الشكل والنواة الشمسية تكون نابضة على الدوام بوتيرة مستقرة وأيقاع ثابت يسمى فى الثقافات القديمة التنفس الألهى وفى الفيزياء الحديثة بالنبضات الكهرومغناطيسية .. هذة النبضات تكون تكاثف عقلى على جدار الفقاعة هذا التنابض يجعل الذرة تتناوب بين الحالة الطاقية والحالة المادية . فقد كان القدماء يؤمنون بأن المادة هى عبارة عن محتوى أثيري متبلور .

الصورة الرمزية الجدار
الجدار
مشرف
علوم الطاقة والمارائيات
°°°
افتراضي رد: مفهوم للعناصر الأربعة
العناصر الأربعة في حياتنا اليومية والروحية

قيصر زحكا

المبدأان الأساسيان: اليانغ والين
هناك مصدر أو طاقة إلهية بدئية والتي هي مصدر كل شيء مرئي وغير مرئي في هذا الكون. عندما تبدأ هذه الطاقة الخلاَّقة بأخذ طابع ما، يظهر قطبان تعبيريان واللذان يعطيان كل الثنائيات الموجودة في العالم. يطلق على هذين القطبين أو الثنائية أسماء مختلفة فقد نسميهما:
1) الأب أو الروح. 2) الأم Mother أو المادة Matter.
من الاثنين ينشأ الثلاثة، والثلاثة معًا تمثل الواحد. إن جوهر الأب أو الروح أو اليانغ يتظاهر بالإيجابية والذكورة والسيطرة والحركة النابذة والمنطق ويعبر عن رغبة التكوين وبالتالي النمو؛ بينما يتظاهر جوهر الأم أو المادة أو الين بالسلبية والأنوثة والاستقبال والحركة الجاذبة والإرهاف في الإحساس والرعاية، وتعبر عن حكمة التركيز وجلب الأضداد معًا من أجل رعاية بذور الخالق من أجل ولادة جديدة واستمرار الحياة. يحصل اتحادهما من خلال قوة الانجذاب أو المحبة وينجم الابن أو النفس، والمحبة توحِّد وتؤدي إلى زوال العزلة. إن طاقة الإرادة طاقة كهربائية إيجابية أو سلبية، أما المحبة فهي طاقة مغناطيسية تجذب الأب نحو الأم، أو الذكورة نحو الأنوثة، أو اليانغ نحو الين وبالعكس؛ ومن اجتماع المحبة مع الإرادة تتولد طاقة كهرطيسية.

من خلال هذه التعابير الإنسانية، نقول إن الأب يعطي بذور تولُّد الطفل وتكوُّنه، وتقدم الأم الخواص الاستقبالية للرحم كي ينمو الطفل، وبواسطة حكمتها تستخدم المواد المعطاة من الأب للحصول على أفضل شروط نموِّ الطفل، وكلاهما يشارك بنفس الأهمية لتكوين الطفل (أو النفس) والتي تعبر عن قوة محبتهما.
يتكون كل شيء حيٍّ من التداخل بين المادة والروح، ولذلك كان لكل شيء حيٍّ نفس بدءًا من الذرة وحتى المجرة، وفي كثير من الحالات، قد تكون النفس جمعيَّة أي أنَّ نفسًا واحدة تخص مجموعة من العناصر، كما هي حال معظم عناصر الطبيعة باستثناء الإنسان، حيث يوجد نفس واحدة مميزة لكل إنسان، وهذا ما يعطيه الوعي المتميز والتنوع الهائل والذي يعتبر من أبسط أمثلته بصمات الأصابع والعينين.
تحوي كل من الروح والمادة مستوى فطريًا من العبقرية والذكاء من خلال انبعاثها من القدرة الإلهية الأصلية، وباتحادهما، يتكون العنصر الثالث وهو النفس كمستوى من الوعي والإدراك الحاصلين من التقاء هذين العنصرين؛ وتبعًا لدرجة اللقاء والاتحاد الحاصلين بينهما، تكون درجة الوعي أو ما يسمى Shen في الطب الصيني، فدرجة وعي خلية تختلف عن درجة وعي نبات أو حيوان أو إنسان، كما أنها تختلف من إنسان لآخر. إن هدف الحياة في النهاية هو زيادة درجة الوعي عن طريق زيادة تداخل المادة بالروح حتى لا يكون هناك في النهاية أي افتراق بين هذين القطبين، وبذلك يكون وعي وإدراك النفس متطابقًا مع الوعي الكلي الأصلي. إذا يمكننا القول إن مسيرة الإنسان تقتضي أن يصبح مدركًا أو واعيًا لنفسه، وبالأحرى، أن يعرف نفسه؛ وهذا طبعًا لا يحصل بين ليلة وضحاها، بل هو مسيرة تطورية يصبح فيها الإنسان قادرًا على رؤية نفسه مستقلاً عن جسده ومشاعره وأفكاره أو ما نسميه بشخصيته.

إن تواجد قطبين للوجود: الروح والمادة ومن ثم اتحادهما وتشكل الابن أو النفس هو أساس كل التظاهرات الحياتية. أن نختبر ونقبل القطبين الحياتيين يجلب لنا الوعي الكامن بعدم وجود افتراق وانفصال، لأنهما في النهاية ليسا بقوتين متعارضتين، بل هما قطبان لنفس المبدأ، مثل الطاقة الكهربائية أو المغناطيسية، فالتيار نفسه يمر بين القطبين. إنهما تظاهران للمبدأ الواحد نفسه وللطاقة الإلهية الخلاقة الكبرى. إن الخط الفاصل بينهما غير المستقيم يوضح أن المظهرين دائما الامتزاج. تقول الفلسفة الصينية إنه من المستحيل البقاء في مظهر واحد دون الآخر – قانون التوازن والاستواء - عندما يصل أحد المظهرين لحده الأقصى، يبدأ المظهر الآخر بالظهور لإعادة التوازن. كثيرًا ما تكون الأمراض محاولة لإعادة التوازن المطلوب؛ فالمرض ليس بعقاب أو علامة ضعف، بل مسرى طبيعي لإعادة التوازن.
يوصف الين إذًا على أنه بارد، هادئ، سلبي، معتم، متجاوب، متناقص ونحو الداخل، أما اليانغ فحارٌّ، متحرك، فعَّال، براق، محرِّض، متزايد ونحو الخارج. يجب ألا ننسى أن هذه الثنائية تعود للانقسام من جديد إلى ثنائية، أي جزء أكثر ذكورة وجزء أكثر أنثوية ويبقى التداخل والتحول بينهما دائمًا موجود، وهذا ما يعطي التنوع الهائل والرائع في الطبيعة، فجذر النبات هو أكثر أقسام النبات قساوة ودعامة وثباتًا فهو أكثرها ذكورة أو يانغ، لكن بالوقت نفسه، فهو معتم ونحو الداخل فهو ين. كلما ارتفعنا في الساق ثم الأغصان ثم التفرعات الأدق ثم الأوراق والأزهار والثمار وأخيرًا البذور، نكون بشكل نسبي نقترب أكثر من طبيعة الين المؤنثة ونبتعد عن طبيعة اليانغ المذكرة، لأن البذور تختزن كل العناصر الأساسية لإنشاء النبات من جديد، فهي تدخل في مرحلة كمون لتعطي بعدها نباتًا يفوقها بأضعاف من حيث الحجم، وعندها تدخل في مرحلة التوسع أو اليانغ، لكن بنفس الوقت، فالبذرة سهلة التدحرج والحركة والنمو نحو الخارج، فلها صفات اليانغ. كل شيء في الطبيعة يجمع بين اليانغ والين بنسب مختلفة. قطعة الطبشور مثلاً، عادة جافة وقاسية فهي يانغ، لكنها باردة فهي ين، لها سطح خارجي هو اليانغ وداخلي هو الين، تتناقص حجمًا مع الوقت والاستعمال فهي ين. الشمس أكبر وأكثر سخونة ونورًا من الأرض فهي يانغ بالنسبة للأرض والأرض ين بالنسبة للشمس، ولكن الأرض يانغ بالنسبة للقمر. عندما تنتهي التفاعلات الكيماوية للشمس، ستتحول إلى ين. عندما تسطع الشمس على جهة من الجبل، يكون يانغ بالنسبة للجانب الآخر، ولكن بعد الظهر، سيأتي نور الشمس على الجهة الأخرى وتصبح تلك هي اليانغ بعد أن كانت صباحًا هي الين. عندما يأتي الليل، يصبح كل الجبل معتمًا ومظلمًا وباردًا وهادئًا فيصبح ين بالنسبة للقمر الذي أصبح هاهنا يانغ ضمن ظلام الليل الذي أصبح ين.
العناصر والطبائع الخمسة أو الأربعة
كما أن الطبيعة الأساسية غير المنقسمة للتاو قد عبَّرت عن نفسها من خلال الين واليانغ، كذلك تتولد الطبائع الخمسة من المراحل المختلفة لنشوء الين واليانغ. يولِّد اليانغ في تصاعده طبيعة الريح أو الهواء وعنصر الخشب، وعند بلوغه الذروة يولِّد طبيعة النار وعنصر الحرارة. يكون الأول مرتبطًا بفصل الربيع والثاني بالصيف. عندما يصل اليانغ لذروته، يبدأ بالتحول إلى ين، فعند مرحلة الانقلاب هذه تتولد طبيعة الرطوبة وعنصر الأرض كما في نهاية الصيف. عند تصاعد الين، تتولد طبيعة الجفاف وعنصر المعدن وفصل الخريف، ثم يصل الين لذروته، فتتولد طبيعة البرودة وعنصر الماء وفصل الشتاء.

تتكرر هذه السلسلة من جديد في دوران مستمر يمكن تشبيهه بمراحل الحياة، فالطفولة مرحلة نمو مضطرد جسدي ونفسي سريع وفي كل الاتجاهات كما هي طبيعة الريح وكما ينمو النبات في فصل الربيع، وتكون فترة المراهقة قمة الاندفاع العاطفي كما هي طبيعة النار وفصل الصيف بكل تنوع نباتاته وألوانها الزاهية. تكون فترة النضوج مثل عنصر الأرض وطبيعة الرطوبة ونهاية الصيف فترة انتقال من نمو لتراجع ومن هيجان لهدوء ومن حرارة لبرودة، ثم تأتي مرحلة الكهولة مثل طبيعة الجفاف وفصل الخريف وعنصر المعدن روتينية محددة السير منتظمة، ومن ثم الشيخوخة ساكنة هادئة باردة مثل طبيعة البرودة وعنصر الماء وفصل الشتاء.
تدخل الأعضاء في حلقة داعمة Supporting cycle على شكل دارة متصلة، فالخشب يدعم النار والنار تدعم الأرض والأرض تدعم المعدن والمعدن يدعم الماء والماء يدعم الخشب، فتسمح هذه الحلقة لكل عنصر أن يتحول إلى العنصر التالي وبالتالي لا يفيض عنصر عن الحد المقبول أو ينقص عن الحد المتوازن، ولكي يتم التوازن بشكل أفضل أيضًا يوجد ما يسمى بالحلقة المحدِّدة Restraining Cycle، أي أن الخشب يحدِّد الأرض ويمنعها من تجاوز حدِّها والأرض تحدِّد الماء... الخ. ينشأ من هاتين الدارتين أو الحلقتين توازن مبدع، بحيث أن اختلال أي عنصر على شكل زيادة أو نقصان، سيؤدي إلى سلسلة من التفاعلات التي تؤدي في النهاية إلى إعادة التوازن.
هذا بالنسبة للفلسفة والطب الصينيين، أما في الشرق الأوسط واليونان ولاحقًا أوروبا فقد ركزوا على أربعة عناصر أساسية (وسنرى أنه لا يوجد اختلاف كبير في الفكرة، بل يختلف الوصف الخارجي واللفظ المستخدم فقط) هي الهواء والنار والماء والتراب. بالنسبة للصينيين استبدلوا كلمة تراب بالمعدن وهي عمليًا لها نفس الصفات الحركية والنفسية من تأسيس وصلابة وإعطاء تركيب وهيكل مادي للأشياء ومسؤولية وحسم وقرار، وهناك العنصر الخامس الأرض الذي أعطيت له بشكل منفصل صفات التوازن والانسجام والربط بين العناصر الأربعة، أما في الشرق الأوسط فأبقيت هذه الصفات أيضًا للتراب ولم توضع بشكل مستقل. في الهند أضيف عنصر خامس هو الفراغ الذي يتجاوز العناصر الأربعة لينطلق باتجاه الأثير والعوالم السماوية.
نظرة عامة للعناصر الأربعة: لقد اعتبرت المياه عنصرًا أساسيًا في خلق الكون في الكتب المقدسة وأظهر لها ارتباط وثيق مع روح الله التي كانت تعلوها، لماذا؟ لأن الماء تمثل المادة الكونية، الين التي تحتاج لليانغ، للنار الإلهية من أجل إعطائها صفات الحياة والوفرة والثمر وغيره... التراب والماء عناصر ين، ولكن الماء بحكم كونه أكثر استقبالاً ومرونة يعبر عن هذا الجانب الأنثوي من الطبيعة بشكل أكبر، كذلك الهواء والنار عناصر يانغ، لكن النار بارتفاعها العمودي والدفء والطاقة الكبيرة التي تحملها، تعبر عن الجانب الذكري من الطبيعة بشكل أكبر.
تعبر العناصر الأربعة عن حالة الأشياء أيضًا، فالمادة الصلبة هي الأرض والسائلة هي الماء والغازية الهواء والتفاعلات الكيماوية للتحول من حال إلى آخر هي نتيجة فعل النار. إن اشتعال الشمعة بحد ذاتها يعطي معنى العناصر الأربعة، فمادة الشمع نفسها تعبر عن الأرض، وهي لا تشتعل بدون هواء وأوكسجين، وهذا عنصر الهواء، وعندما تشتعل تعطي عنصر النار، وشيئًا فشيئًا ينصهر الشمع ويشكل بحيرة صغيرة حول الشمعة، وهذا هو عنصر الماء.
لقد بدأت الحياة على الأرض من خلال فعل النار بالماء، فالحرارة والطاقة التي أعطتها الشمس للمحيطات سمحت بظهور أول الكائنات الحية، وإن فعالية النار والماء يرمز لها من خلال التصالب، فالخط الأفقي يمثل المفهوم الأنثوي أو الماء، الذي يتمدد دائمًا أفقيًا ويبحث عن الشقوق في الأرض ليدخل ضمنها ويختفي، والخط العمودي للتصالب يمثل المفهوم الذكري، النار والتي لها الدافع للتمركز والصعود للأعلى ولكن هل ينتهي الموضوع هاهنا؟ كما رأينا أن في ذروة الين يبدأ اليانغ، وفي ذروة اليانغ يبدأ الين، كذلك ألا نرى أشياء مشتركة بين الماء والنار، ألا يشبه شلال الماء المندفع من الجبال حركة النار بشكل عكسي؟ ألا تشبه حركة النار حركة شلال متجه للنبع؟
في الحقيقة النار والماء ليسا بالأعداء، بل يوجد محبة شديدة بينهما كالمحبة الكائنة بين اليانغ والين أو بين قطبي المغناطيس، بشرط أن تبقى بعض المسافة بينهما، ويحافظ على هذه المسافة كل من الهواء والأرض أو التراب، ولذلك ظهرت أهمية وجود عنصرين آخرين هما الهواء الذي يعتبر ذكري أو يانغ ولكن أقل ذكورة ويانغية من النار، والتراب الذي يعتبر أقل أنوثة وينية من الماء، فهما يعطيا تدرجات انسيابية بين القطبين الحادين للنار والماء، مثل التدرجات الانسيابية في ألوان الطيف بين الأحمر الصارخ اليانغي والأزرق الهادئ اليني، أو بين صوت الباص اليانغي والسوبرانو اليني. يوجد صداقة بين النار والماء، فالنار تعطي للماء عن بعد قوة البخار، والماء يساعد باشتعال النار إذا كان قليلاً.
- النار:
تعبر النار عن واحد من أهم أسرار الطبيعة وهو الاحتراق والتحول، لأن الكون ما كان ليكون بدون عملية احتراق المادة وتحولها إلى طاقة، ونفس الشيء ينطبق على جسد الإنسان وعقله وتنفسه وإحساسه وتفكيره، فكلها لا يمكن أن تحدث دون تواجد عملية احتراق وتحول.
لننظر إلى الخشب الميت الأسود المحطم وكيف يتحول بالنار إلى واحدة من أجمل تظاهرات الطبيعة من خلال النور والحرارة والطاقة، وهذا ينطبق رمزيًا على ما في داخلنا من أهواء أنانية كالغيرة والغضب والعنف والاحتقار واللامبالاة أو بالعكس الإحساس المفرط والمبالغ به. ما علينا سوى إحراق هذه الأهواء وتحويلها من خلال ما يسمى بالمحبة والتضحية والحكمة. إن تقدير قدماء الفرس والهند وغيرهم للنار ما هي إلا رمز لهذه القوة التحويلية. إن انتشار استعمال البخور في معظم الحضارات ما هي إلا تعبير عن هذه الطاقة التحويلية، بالإضافة طبعًا إلى التأثير الشمي العاطفي للروائح المختلفة (وكلنا يعلم مدى قرب المناطق الدماغية المسؤولة عن الشم من المناطق المذكورة عن الانفعالات والمشاعر والمناطق المسؤولة عن الذاكرة). لقد استعمل الهنود والصينيون والمدارس الصوفية المختلفة رمز النار الداخلية وطاقة الكونداليني للتعبير عن التحول الروحي الذي يحصل عند ممارسة هذه الطقوس المختلفة. حتى النار، بحد ذاتها، تمثل لنا صورة رائعة عن الحياة، فما يرتفع للأعلى يشع، وما يبقى بالأسفل يركد، وما بينهما ينطفئ.
الرجل مثل قطعة الحديد التي يتم تحولها فقط بفضل النار. نفس الشيء ينطبق على النار السماوية والتي هي المحبة الإلهية يمكن أن تضعه في تلك الحالة الروحية الجديدة، يخلع فيها شكله ونفسه القديمة المضطربة التائهة ليضع حلة جديدة مشعة براقة، وهذا ما عبرت عنه كل الحضارات القديمة التي تحدثت عن النار الحقيقية داخل النفس والروح، وهذا هو الأساس لعلم الخيمياء الذي كان معروفًا لدى الإغريق والعرب والفراعنة والهنود ومعظم الحضارات الأخرى. هذا التحول لا يحصل طبعًا بدون عقبات ومصاعب، وفي الحقيقة فهذه العقبات والآلام التي يمر بها هي التي ستقوي إيماننا وتعطينا تلك الحالة الجديدة وتسمح لهذا التحول بأن يكون له معنى.
لننظر إلى لهب صغير، فنجد أنه بنفخة هواء صغيرة بسيطة يمكننا إطفاؤه، ولكن أليس الهواء نفسه هو الذي يؤدي لانتشار الحرائق واللهب وإشعالها أكثر. يعبر اللهب عن الروح، وإذا لم نغذه بالأوكسجين الكافي يخمد أمام أصغر عقبة تقف في طريقه. وماذا يغذي الروح؟ الصلاة، التأمل، البهجة، العطاء، الإحسان والمحبة طبعًا... لماذا؟ لأن كل هذه الوسائل تسمح للروح بالانتشار، التوسع. وماذا يطفئها؟ الأنانية، التكبر، التقوقع على الذات، البخل، الكره والحقد... لماذا؟ لأنها تجعل الروح تنكمش على نفسها.
سيأتي وقت تنطفئ شمعة كل إنسان منا وهذا حتمي طبعًا، ولكن أليس استمرار شعلتنا هو بإعطاء ما تعلمناه وما كسبناه للآخرين، وعندها ستمتد شعلتنا من خلال الآخرين، وسيضيف عليها الآخرون من ذاتهم ومن روحهم، وبذلك تكبر وتنتشر هذه الشمعة.
تعبِّر النار عن الحدود الفاصلة بين المستوى الفيزيائي والمستوى الأثيري، ولذلك اعتبرت النار عبر التاريخ العنصر القوى للتخاطب مع المستوى الروحي.
تميزت كل مرحلة كبيرة من عمر الأرض بتغلب عنصر معين من العناصر الأربعة. تمر الأرض حاليًا بتغلب عنصر النار، لذلك كان من الهام جدًا معرفة كيفية التعامل مع رمز النار ومع الشمس ومع الشمعة، وأن ننظر لها ببعض الاحترام، وهي بدورها تعيد لنا هذا الاحترام بأن نتصل بكل ما هو في الطبيعة والكون. نستطيع أيضًا الشعور بالحماية لأن النار عنصر حماية قبل أن يكون تهديدًا.
عندما نشعل النار، نمسك بالمقدح ونشعل ورقة لتشعل بدورها الأغصان الصغيرة ومن ثم الجذوع الكبيرة، وهذا تمامًا ما يحصل في الجسم، فالمقدح يعبر عن الجسم السببي Causal Body أو الروح التي تشعل الورقة أو المستوى العقلي، لتشعل الأغصان الصغيرة أو المستوى العاطفي لتشعل الجذوع الكبيرة أو الجسم الفيزيائي، فكل شيء يبدأ بالروح ومن ثم العقل ومن ثم العاطفة ومن ثم الجسم، ولا يتحقق أي شيء على المستوى المادي ما لم يكن موجودًا على المستوى الروحي والعقلي والعاطفي. لا بد من وجود الوحي أولاً، ثم الإرادة ثم الدافع النفسي ليتحقق الشيء. عند القيام بأي مشروع، لا بد من وجود الوحي أو الومضة الفكرية ثم الإرادة ثم الاندفاع النفسي والعاطفي ليتبلور هذا المشروع.
من المهم جدًا عند كل إنسان إشعال تلك النار الداخلية فيه، ويوجد في كل إنسان نواة أو أتون جاهزة مع كل التفاعلات الكيماوية الضرورية لإشعال تلك النار، ومن أهم الطرق المساعدة الصلاة والتأمل وتمارين التنفس والمحبة.
يمكن القول بوجود نوعين من النار: النار العاطفية الناجمة عن الرغبات الدنيا، والتي تستهلك الإنسان من خلال آلام ومعاناة كبيرة من خلال مشاعره الأنانية الضيقة والجنسية والقصيرة الأمد، والنار الروحية التي تحرر الإنسان من نواقصه وضعفه، وتظهر للوجود كل ما هو نقي ونبيل فيه، وتحرق فقط النواقص فيه.
من أجل إظهار هذه النار الروحية، لا بد من تهيئة النفس لتقبل تلك الطاقة الهائلة، وإلا أحرقتها. يتم التحضير والتقبل من خلال نقاء النفس والمحبة والطيبة والعدالة والحكمة.
عندما نحرق جذع شجرة أو أغصان شجرة، يبقى الرماد، وإذا نظرنا إلى حجم الرماد، سنجده أقل بكثير وكثير من حجم الشجر الذي احترق... لماذا؟ لأن كمية التراب أو الأرض في الشجرة هي الأقل، بينما الماء أكثر بكثير والهواء أكثر بكثير، وأشعة الشمس أو النار أكثر بكثير؛ فالضوء وأشعة الشمس لا بد لهما من مادة لامتصاصها، ولكن في النهاية الجسم المادي أصغر وأقل من الجسم الطاقي أو غير المادي.
عندما تقوم بعض الحضارات بإحراق الإنسان بعد وفاته، ألا يحدث نفس الشيء؟ ألا يكون الرماد كمية قليلة بالمقارنة مع كامل الجسم؟ ألا يكون الرماد كمية أقل من الماء والذي بدوره أقل من الهواء وأقل من الطاقة الموجودة. نحن كائنات من تراب وماء (أو ين)، ولكن أيضًا من هواء ونور (أو نار) (أو يانغ). إن النار هي التي تحرر من كل ما هو مادي، ومن كل قوقعاتنا وأغلفتنا. إن الطاقة المتحررة المكبوتة ضمننا تتحرر وتنطلق إلى العوالم السماوية. تفتح النار مسامات الشجرة لتنطلق تلك الطاقة، وهذا صحيح أيضًا بالنسبة لنا. إن صوت الفرقعات الحاصل هو أصوات أغاني النصر للروح المتحررة. تصبح الشجرة نارًا لأن النار تلتهمها.
- الماء:
الماء هو السائل الحيوي للأرض، والأنهار هي الشرايين والأوردة، والبحيرات هي الضفائر العصبية. الماء كالدم يعطي الحياة لكل الأشياء، للنباتات والحيوان والإنسان وحتى للحجارة والبلورات التي تحتاج للماء لتتشكل. الحجارة الكريمة لا تتكون إلا بفضل جزيئات الماء. من الضروري جدًا أن نعطي للماء قيمته الحقيقية ودوره الفعَّال في حياتنا الروحية والعاطفية والعقلية.
كيف لا نشعر بالفرح أمام تلك المادة التي لا لون لها ولا طعم واضح لها، وهي تعبر عن المبدأ الأنثوي الكوني، وأول شيء علينا فعله هو التعامل مع الماء باحترام وتقدير لما يعطيه لنا، ولا ننسى المسير الطويل الذي مرت به قطرة الماء من المياه الجوفية والنبع للنهر حتى وصلت عندنا. لنشرب الماء ونحن نقدر طعمه ولمسه، لنستحم ونحن نشعر بعذوبة الماء وملمسه الرائع ونشكره، فهو يحمل كل طاقات الكون الذي مر به حتى وصل عندنا، فالماء هو أم الحياة والنار والدها. إن رمزية تحويل الماء إلى خمر من قبل السيد المسيح تعني التحويل إلى دم، إلى حياة.
هل فكرنا مرةً لماذا نشأت الحضارات بأكملها على الأنهار والبحيرات والبحار؟ هل يا ترى تذكر أجدادنا أن جذورهم والحياة الأولى نشأت في الماء؟ وطبعًا أدركوا أهمية الماء للحياة اليومية.
هل فكرنا يا ترى لماذا نغسل أقدامنا في عملية الوضوء قبل الصلاة، ولماذا غسل السيد المسيح أقدام تلاميذه، ولماذا يغسل الهندوس أقدامهم وأجسامهم في نهر الغانج. ليس المهم أن نغسل أقدامنا فقط، بل أن نعرف كيف نغسلها، ففي الأقدام مسارات عصبية مرتبطة بكل الجسم، فمن خلال نهايتنا العلوية في الرأس نرتبط بالسماء ومن خلال أقدامنا نرتبط بالأرض.
يجب أن نغسل أقدامنا بكل محبة، فأقدامنا هي التي احتملتنا طوال تلك السنين، وبإعطائها جزءًا من محبتنا وتدليك النقاط المختلفة فيها نساعد كل أعضائنا.
إن الماء الذي نشربه ونلمسه ما هو إلا التعبير المادي عن السائل الكوني الذي يملأ الفضاء، ونحن من خلال غسلنا وشربنا للماء، نلمس عنصرًا روحيًا من الطبيعة. إن الماء المادي يحتوي على كل عناصر الماء الروحي. علينا فقط أن نتعلم كيف نستقبل تلك الطاقات.
ماذا تعلمنا الكتب السماوية عن الجنة؟ ألا تذكر الأنهار والينابيع والماء والعسل؟ ألا يعطينا هذا فكرة كيف أن الأرض وما عليها ما هي إلا تعبير عن العوالم الأخرى.
كلنا يعرف تمامًا دورة الماء التي تبدأ نقية وبلورية على مستوى الجبال ومن ينابيعها، ثم تدخل فيها الشوائب تدريجيًا وتتراكم الأوساخ رويدًا رويدًا سواء من الطبيعة، والأكثر من الإنسان نفسه الذي يعتبر أكبر مسيء للطبيعة. تصل المياه وسخة إلى البحر، ولكن من خلال أشعة الشمس الدافئة، تتحول إلى بخار وتصعد من جديد للسماء، ومن ثم تهبط مجددًا من خلال الأمطار والثلوج لتصنع نبعًا أو ساقية أو نهرًا، وتستمر الحلقة، وبعكس النار تمامًا والتي من خلال تمثيلها للروح ليست مضطرة لمثل هذه التحولات، لأنها نقية من الأصل.
رحلة الماء رمزية جدًا وتشبه رحلة الإنسان بين السماء والأرض، رحلة روحه من الولادة حتى الممات، رحلة كل صفة من صفاتنا الإنسانية النفسية والجسدية، حتى في المعرفة علينا التصاعد من أجل معرفة أفضل وعلينا التنازل من أجل مساعدة الآخرين، وإلا فما هي فائدة المعرفة؟ وإن الابتعاد عن الناس والتكبر عليهم أو الخوف من التعامل بطريقتهم من أجل عدم التلوث والاتساخ حجة سخيفة، وإنه من الأفضل الاقتراب من الناس ومساعدتهم قدر الإمكان حتى إن كنا سنخطئ ونتسخ، فهذا الاتساخ والتلوث له دروسه وفوائده أكثر بكثير من العزلة، فلنتعلم كيف نتصاعد ونهبط، كيف نستقبل ونعطي.
يتواجد الماء في كل العناصر ذات الصفات الامتصاصية والمرنة، فهو ليس له شكل يحتويه. لا لون له، ولكن يصبح بسهولة أحمر، أخضر أو أصفر حسب ما يمتص من أشياء أثناء عبوره بها. الماء يمتص كل شيء، السيء والجيد. الأرض طبعًا لها صفات الامتصاص ولكن ليس لها صفات المرونة والعبور كالماء. في المقابل، الهواء شديد المرونة لدرجة لا يحتفظ طويلاً بما يمتصه، وهو يتجدد أكثر من الماء.
ومن هنا فإن للماء دور امتصاص شديد، فهو يمتص العناصر الجيدة والعناصر السيئة، الطاقات الجيدة والطاقات السيئة بسهولة بالغة. كما أن علينا معرفة مصدر الماء وصلاحيته للشرب، علينا أيضًا مراقبة أفكارنا ومشاعرنا ونحن نشرب الماء؛ فشرب الماء بأفكار ومشاعر جيدة، يغذينا بطاقات إيجابية وصحة، أما شرب الماء بأفكار مؤذية، يسبب لنا المرض. لقد أثبت هذا الأمر العالم الياباني Masaru Emoto من خلال دراسته للبلورات المتكونة من ماء تعرض لظروف مختلفة وأفكار جيدة وسلبية وصلوات مختلفة... الخ.
يحمل الماء قلقنا وأحزاننا، كما يحمل صفات النبات الطبي الذي نشربه، لذلك فنحن نشرب البابونج واليانسون والنعنع... الخ. إن للاستحمام دورًا كبيرًا أيضًا، فالاستحمام مع فكرة أننا نغسل كل أحزاننا وأتراحنا وقلقنا، يساعدنا، أما في حالة كنا مرحين وفرحين جدًا، فالأفضل أن نؤجل الاستحمام حتى لا تزول هذه المشاعر بسرعة.
من إحدى التجارب المعروفة أن نضع ماء نقيًا في كأس ونغسل أيدينا جيدًا، ونضع إصبعًا أو إصبعين بالماء ونحن نركز على صفة حميدة نريد اقتناءها، وهذا ما يسمى مغنطة الماء Water magnetization. لما كان الماء يحوي صفات الامتصاص والتحاور، فهو يحوي من خلال أنهاره وبحيراته ومحيطاته تاريخ الإنسانية البائس بأكمله. إذا أخذنا قطرة ماء وحاولنا الإصغاء لها، ستخبرنا عن الأرض والبحر والسماء والإنسان بأكمله.
قيل في الكتب المقدسة إن الله سبحانه وتعالى فصل المياه العليا عن المياه الدنيا. لقد احتوت المياه العليا تلك على أرشيفات الكون، هذه المكتبة الكونية التي تسمى أحيانًا Akasha Chronica. ليس للماء وحده تلك القدرات الشافية، بل كل عنصر من عناصر الطبيعة الأربعة له قدرات مماثلة أو مكملة؛ فلطالما استخدمت القبائل القديمة النار، وبالذات النار الصاعدة من الأشجار المحترقة كوسيلة للشفاء. عندما نجلس حول نار صادرة من أشجار محترقة ونشعر بأهمية تلك الأشجار وفائدتها وماذا فعلت للإنسانية، والصحة التي تعطيها، سنجد أن تلك النار ستشفينا من أمور متعددة. علينا ألا ننسى أن الشجرة بحد ذاتها هي مزيج من العناصر الأربعة.
للكون شوق دائم للتعبير عن نفسه، وهذا يظهر من خلال أي شيء: عيني الطاووس بين جناحيه الرائعين، انعكاس الأجرام السماوية على الماء الراكدة، الشوق الإنساني الدائم للنظر في غياهب الكون وغباره الذي ينتمي إليه، والماء طبعًا لا يخرج عن القاعدة؛ فالماء يريد دائمًا التعبير عن نفسه ويشعر بأقل الاهتزازات، ويتأثر ويتفاعل مع إيقاعات الكون والسماوات تمامًا كأوتار الآلة الموسيقية من خلال تفاعله مع المد والجزر، وهو يصل الأرض الصلبة تحته بالسماء الرقيقة فوقه، وهو يرتفع وينخفض باستمرار من خلال التبخر والتكثف.
لنتأمل حركة الماء فمن خلال تياراته تتكون الحياة، وهناك نباتات وحيوانات تعتمد بأكملها على حركة الماء مثل قنديل البحر والطحالب والأشنيات. يعتمد عمل العين بحد ذاته على وجود حاجزين جوفيين مائيين، وخلال تكون العين يسيل الماء بين الجوفين، ثم يتكون حاجز بلوري حساس لحركة تلك الماء.
- التراب أو الأرض:
عنصر التراب هو العنصر الهيكلي التركيبي الأساسي، والذي بفضل الماء والهواء ومن ثم النار يتحول إلى الحياة العضوية. التراب عنصر ين كما ذكرت، ولكن أقل ينية من الماء. الأرض أو التراب هو العنصر الذي يسمح للماء بالالتقاء مع الهواء والنار. الأرض هي الأم، هي التي تعطف علينا، هي التي تعطينا جسدها لنمشي عليه، لنستلقي عليه، هي التي تعطينا ما نأكل وما نلبس وما نسكن تحته، وبالمقابل كيف نرد لها جميلها؟ بالإهمال والحروب ورمي النفايات العضوية وغير العضوية والكيماوية والبيولوجية والذرية، وحرق الغابات وتلويث المياه، والهجوم على البترول والغاز الذي يسيل فيها كسيلان الدم في أجسادنا. للأسف، فإن كانت الإنسانية تسيء للعناصر الأربعة، فهي تسيء للأرض أضعاف ما تسيء لغيرها. كيف يمكن لإنسان أن يدعي محبة والدته، وهو لا يحب الأرض.
أهمية المرتفعات والجبال: تشبه الجبال المستقبلات الضخمة التي يتم عن طريقها تخاطب السماء مع الأرض، لذلك يكون للماء النازل من الجبل أهمية خاصة، فهو مليء بتفاعلات جوية من خلال بخار الماء والغازات الأخرى، لذلك نجد أن معظم الحكماء والأنبياء قد اختاروا الجبال من أجل صلواتهم وتأملاتهم.
كان من المهم دائمًا أن يقوم تلاميذ معظم الحكماء بالصعود للجبال من أجل التخاطب مع السماء جسديًا وروحيًا وداخليًا. إن كل الوديان والقمم والشلالات والبحيرات والثلوج لها دلالاتها على الحياة الروحية، ومن يتأمل داخليًا يعرف تمامًا شعور التصاعد مثل قمم الجبال، ويعتقد أن للجبال ملائكتها الخاصة وعوالمها الخاصة والتي تحتوي على الكثير من النور؛ ومن أجل الدخول إلى تلك العوالم، لا بد من الصعود إلى تلك المرتفعات والمستويات، والأهم من ذلك، لا بد من دخول تلك العوالم بقلب مفتوح وروح نيرة.
تمثل المرتفعات الأجسام العقلية الأعلى للبلدان التي تتواجد فيها، فالجبل الأبيض Le Mont Blanc هو الجسم العقلي الأعلى لفرنسا وإيطاليا وسويسرا، كما أن أفرست هي الجسم العقلي الأعلى للتيبيت ونيبال والهند، كما أن قمم Moussala هي لبلدان البلقان، وسلسلة لبنان الغربية والشرقية لسوريا ولبنان، وجبال الروكي والسموكي لأميركا وكليمنجارو لتنزانيا ودول إفريقيا. يعرف التلميذ المجتهد تمامًا أنه بصعوده للجبال، يقترب من نفسه وروحه أكثر، وقد عرفت الأديان كلها هذا الشيء. كلنا نعرف الشعور الذي نحصل عليه ونحن نتنفس بعمق في الجبال، والغبطة الروحية التي نشعر بها عندئذ. لذلك، كان من المهم جدًا أن نتأمل بالجبال ونفكر بها ونحن ننام. من هنا يأتي غنى الماء؛ فالجبال العالية تحتوي على الطاقات السماوية، وهي تعطيها للماء المنحدر من الجبال.
- الهواء:
من أجل فهم النار، لا بد من فهم الهواء أيضًا؛ فللهواء تأثير تنظيمي للنار، فهو قد يساعد على انتشارها وإشعالها، أو إخمادها كما نفعل بالنفخ في الشمعة. إذا كانت النار تعبر عن المحبة، فالهواء يعبر عن الحكمة، فلكي يكون الحب مفيدًا وغير انفعالي أو مخرِّب، لا بد له من الحكمة التي تحدد كمية الحب وتوازنه. بدون الحكمة، يصبح الحب مشوشًا مضطربًا، وإن الأشخاص الانفعاليين يتعرضون دائمًا للهياج والفوضى، وبالمقابل فإن إخماد النار تمامًا يصيبنا بالبرودة والتجمد ولا يعود هناك بريق في حياتنا. لذلك كان من الضروري جدًا إحداث توازن بين العقل والقلب، بين الحكمة والحب، بين الهواء والنار.
نظرة جديدة إلى العناصر الأربعة
العناصر الأربعة المعروفة ليست إلا التظاهرات الخارجية للعناصر الحقيقية أو المبادئ الأساسية التي تفرعت من الوحدة. لعنصر الماء الصفات المغناطيسية، فهو يغذي ويدعم الوجود، أما عنصر النار فله الصفات الكهربائية الخلاقة وهو يغير الوجود من شكل إلى آخر، أما الهواء فهو عنصر فصل وهو الذي يسمح أصلاً بتواجد النار والماء معًا، أما عنصر الأرض أو التراب فيسمح لتواجد النار والماء والهواء بنسب معينة تسمح لتكوين الأشياء والطبائع المختلفة.
لنفهم العناصر الأربعة في الطبيعة. الشجرة مثلاً تمتص الماء والمعادن من الأرض من أجل النمو أي عنصر الماء والأرض، وتتنفس الهواء من أوراقها وتمتص أشعة الشمس أو عنصر النار. عندما نحرق شجرة يعود إصدار هذه العناصر، فالماء يتبخر، والضوء الممتص سوف يعطي النار المنبثقة، والهواء المتنفس والأوكسجين سوف يساعد عملية الاحتراق، والمواد المغذية الممتصة سوف تعود لرماد، مصدر جديد للمعادن ولأنماط جديدة للحياة. يحوي الإنسان هذه العناصر الأربعة في داخله، ولكنه يحويها بنسب تتفاوت قليلاً بين إنسان وآخر على المستوى الجسدي، أما على المستوى النفسي والروحي فالعناصر الأربعة الحقيقية أو طلائعها تتفاوت بنسب أكبر، ويجب أن يكون هناك توازن معين بينها حسب نسبة معينة في كل إنسان، وإن اختلال هذه النسبة والتوازن، يعرضه للأمراض المختلفة.
طبقًا لتغلب عنصر معين (أو خلط معين من الأخلاط الأربعة حسب الطب الإغريقي والعربي)، يمكن لهذا الإنسان أن يكون صفراويًا (كوليريًا) أو دمويًا، أو سوداويًا (مالنخوليًا) أو بلغميًا. تظهر أهمية هذه الأخلاط والطبائع جدًا من الناحية الاجتماعية، لأنها تجعلنا ننظر إلى المادة من زوايا مختلفة واضعين كل الاحتمالات من أجل كمال أكبر. في الحقيقة فإن الطبائع الاثني عشر للإنسان من خلال الأبراج الاثني عشر ما هي إلا تفاعل هذه الأنماط الأربعة بدرجات مختلفة، أو أن كل عنصر من العناصر الأربعة بمرحلة صعود، قمة وهبوط، وهذا ما يعطي 3 أبراج مائية و3 نارية و3 ترابية و3 هوائية. إن تفاعل النمطين الأساسيين للماء والنار نجدهما من خلال علاقة الرجل بالمرأة. العنصر بحد ذاته حيادي وليس إيجابيًا أو سلبيًا، وإنما الإنسان هو الذي يجعله كذلك بتصرفاته ومعتقداته وأعماله.
عنصر النار: صفراوي، كوليري
الصفات الإيجابية: القوة، الحماس، التعاطف، الشجاعة، الإرادة وأخذ القرار، قوة الخلق، التحدي.
الصفات السلبية: الميل للحروب والصراع، النزق، الميل للتحطيم، عدم الاعتدال، الميل للتطرف، الغيرة، الشر، الانتقام، العنف، الكره، الغضب.
عنصر الهواء: دموي
الصفات الإيجابية: اليقظة، التحرر وعدم القيود، دفء القلب، الثقة بالآخرين، الوضوح، الخفة، الاستقلال، التفاؤل، الاجتهاد، الدقة، الفرح، الابتسام.
الصفات السلبية: قلة الصبر، عدم الصدق، الثرثرة، الاحتيال، انتقاد الآخرين Backbiting، عدم الثبات، النزق، التبذير.
عنصر الماء: بلغمي
الصفات الإيجابية: التفهم، المرونة والليونة، الاعتدال، الثقة، الإخلاص، الرحمة، التسامح، التواضع، التعاطف، الحماس، الطبيعة التأملية الداخلية.
الصفات السلبية: عدم الاهتمام والاكتراث، الكسل، الخمول، الصلابة، فقدان الاهتمام، عدم الاستقرار، الكآبة.
عنصر الأرض: مالنخولي
الصفات الإيجابية: الثبات، الوعي، ، الاستمرار، الدقة، الحذر، المسؤولية، الانتباه، ثبات الرأي، مصدر ثقة، الصحو، الطموح، الاحترام.
الصفات السلبية: الشعور الخانق/السطحية، الكسل، عدم الاكتراث، عدم الوعي، الخجل، عدم الانتظام، الاحتقار، ثقل الظل.
إن تأملنا بشكل أكبر أقوال الأقدمين والحضارات القديمة، وما عبر عنه لاحقًا بشكل علمي كل من Gurudjieff وKarl Jung بمبدأ الأنماط البدئية أو الـ Archetypes بمعنى أن كل شيء نراه ونسمعه ونلمسه في الدنيا هو صورة عن مبدأ أعلى موجود في العوالم العليا، لوجدنا أن مبدأ اليانغ أو الذكورة موجود في كل ما هو ذكري، مندفع، قوي، اتجاهه للخارج، صلب، قاس، حار، نهاري، ومبدأ الين الأنثوي يتظاهر بكل ما هو أنثوي، هادئ، لطيف، اتجاهه للداخل، ليلي، بارد... الخ.
لنسمع صوت الطبيعة وما حولنا من حجارة ونباتات وأشجار وحيوانات وأصوات العناصر الأربعة من خلال الحجارة، الرمال، المطر، الثلج، الهواء، الشمس، النجوم؛ فهناك الكثير مما يجب ملاحظته وفهمه. يكفي النظر إلى الغيوم ورؤية أشكالها وألوانها لنرى عالمًا كاملاً من الفرسان والأفراس والمعارك والأعياد والاحتفالات... إلخ.
لماذا نشعر بالضياع وعدم التوازن والاكتئاب والغضب... إلخ؟ لأننا جعلنا من أفكارنا وأحاسيسنا تجمعات وكتل تحولت إلى أورام على المستوى النفسي، وعندها علينا القيام بالشيء نفسه عكسيًا وهو صهر هذه الأورام من خلال نار الروح، وخلق مظاهر تعبير أكثر نقاء وشفافية وتوازنًا. لنبدأ بالتركيز على الشمس وعلى النور والدفء الذي يملأ الكون. لنحاول فهم طبيعتها لتساعدنا في فهم طبيعتنا. كل ما هو موجود بالكون موجود فينا.
*** *** ***
المراجع
 Between Heaven and Earth: Harriett Beinfield & Efrem Korngold
 Harnessing the Power of the Universe: Daniel Reid.
 The complete Book of Chinese Health and Healing: Daniel Reid.
 Les Revelations du feu et de l’eau: Omraam Aivanhov.



الصورة الرمزية الجدار
الجدار
مشرف
علوم الطاقة والمارائيات
°°°
افتراضي رد: مفهوم للعناصر الأربعة
العناصر الأربعة و طاقة الهرم

أمجد سيجري

الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 15:11
المحور: الطب , والعلوم


الهرم الأكبر هو مجسم هرمي له قاعدة عبارة عن مربع وأوجه جانبية تلتقي بنقطة واحدة هي رأس الهرم لكن لماذا الوجوه الأربعة ؟
ببساطة الوجوه الجانبية الاربعة هي المكونات المادية الأربعة في العالم القديم المتمثلة في بالماء والنار و الهواء والتراب.
لكن يتسائل البعض وما دلالة القاعدة؟
القاعدة المربعة هي الجزء الخفي من الهرم الغير مرئي كغيره من الاوجه الجانبية التي تمثل المكونات الاربعة بالتالي القاعدة الخفية هي الطاقة الخفية ومكون الوجود الخفي الذي تحتويه دائرة الأثير أو دائرة الخلق أي هو الوسيط الإلهي الذي يدمج المكونات الأربعة بالتالي يكون الهرم هو الصورة المصغرة عن الوجود الإبداعي للكون و المكون من العناصر الخمسة حسب الفهم الفلسفي القديم وليس عبارة عن مدفن كما يتصور البعض.
والمثير أكثر بين هذه الأهرامات الثلاثة هو الهرم الأكبر اي هرم " خوفو" فنجد أن زواياه الأربعة تتجه بدقة إلى الجهات الاربعة بدقة دون اي إنحراف ويمكن التأكد من ذلك بوضع بوصلة عند الحرف الشمالي.
كما أن إرتفاع الهرم أي المسافة بين القاعدة والرأس إذا ضربت بمليار ينتج 14967000 كم
وهو ذات المسافة بين الارض والشمس كما نجد نسبة المساحة الجانبية أي مجموع مساحات الأوجه الأربعة إلى نسبة القاعدة الغير مرئية تساوي النسبة الذهبية فاي = 1.618 كما أن خط العرض الذي يقع فيه الهرم الأكبر هو 29.9792458ْْ درجة شمال وهو يماثل السرعة الدقيقة لسرعة الضوء وهي 299،792،458 بالتالي يمكن أن نستنتج من معرفة المصريين بهذه الإعداد الدقيقة أن بناء الهرم الاكبر كان محاكاة للطبيعة المتأثرة بالعبادة الشمسية التي كانوا يعتنقونها بالتالي معرفتهم بنسب الوجود المادي وإعتبارها بصمة للمبدع الإله وإعتبرها نسبة إنسجام بين المادة واللامادة المتمثلة بالأثير.
إذاً لنستعرض العناصر الأربعة وبعض أسرارها :
1- عنصر "الأرض" أو " التراب " :
أطلق المصريون القدماء على أرضهم إسم " كميت " نسبة للطين الاسود الذي ينتج من فيضان النيل الذي يحمل معه الخصوبة للتربة .
وفي الشمال كانت تسمى هذه الاراضي اراضي اوزوريس وكما نعلم أن عبادته كانت منتشرة شمالاً ونجد فيها حزاماً طويلاً على ضفاف النيل يحتوي عدد من الاهرامات والمعابد.
أهمها أهرامات ومعابد هضبة الجيزة التي يبلغ عددها 11 هرماً وتمثال أبو الهول على مساحة قدرها 250 الف متر مربع اشهر هذه الاهرامات الإحدى عشر هي الأهرامات الثلاثة الكبرى هي " خوفو -خفرع -منقرع " وهرمها الأكبر " خوفو " الذي يعد أشهر الأهرامات في العالم وأكبرها.
كثير من العلماء يعتبرونها مدافن فقط وسميت على أسماء الفراعنة الذين دفنوا بداخلها من الأسرة الرابعة 2613- 2498 ق. م والواقعة على حافة القاهرة الحديثة على هضبة الجيزة التي تشتهر بصرح أبو الهول الشهير عموماً إن هضبة الجيزة هي أعلى هضبة صخرية في تلك المنطقة ترتبط بها الاهرامات الثلاثة إرتباطاً كلياً وتتربع على هذه الهضبة بشكل يعتبر محاكاة أو إسقاط مباشر على الأرض للكواكب الداخلية الثلاثة الأقرب للشمس : عطارد ، الزهرة ، الأرض حيث يتطابق طريقة توضعها وحجمها النسبي بالنسبة لبعضها مع الحجم النسبي للكواكب الثلاثة .
كما يمكن إعتبار توضعهم أيضاً هو التوضع النسبي للملوك الثلاثة من نجوم كوكبة الجبار النجم سيروس الذي يبشر ظهوره بفيضان
النيل.
اذاً الهضبة الصخيرة التي تبلغ مساحتها 250 الف متر مربع افضل ممثل لمكون الأرض كون الصخر ينقل بشكل نقي الذبذبات من باطن الأرض إلى سطح الارض .
- عنصر الماء :
كانت السنة المصرية مكونة من ثلاثة فصول:
- آخت : فصل الفيضان
-بيريت: فصل إنحسار الفيضان وخصوبة الأراضي التي يجلبها فيضان النيل.
-شيمو: فصل المزروعات.
الفصل الأول من التقويم المصري القديم هو شهر "آخت" وهو فصل الفيضان الناتج عن غمر نهر النيل للاراضي المحيطة كنتيجة كان موسم "الأخت" أو الغمر السنوي ويكون بين حزيران وايلول أي مع برج الأسد وفقا للمصريين القدماء يترافق هذا الفصل مع المجيء السنوي للإله حابي إله الفيضان السنوي الذي جلب الخصوبة على أرضهم .
بالتالي كان أبو الهول الأسد هو المرحب بقدوم هذا الإله الذي يحمل الخصوبة للأراضي الزراعية تمهيداً للقيامة وتناولنا في مقال سابق دلالات الأسد حول القيامة فكانت المياه حسب المؤرخ اليوناني هيريدوت تصل إلى الكفوف الامامية لأسد ابو الهول المتربع على هضبة الجيزة القريبة من ضفاف النيل .
إذا في وقت حدوث هذه الفيضانات التي تجلب الحياة كان كل من الشمس وكوكبة الأسد يرتفعان فوق الأفق في الشرق وبالتالي كان يسمى أبو الهول "حارس الشمس".
أمام تمثال أبو الهول نجه متجه شرقاً يستقبل الشمس لكن يجب ان نعرف أن المصريين القدماء حددوا العصر ب 2160 سنة تقريباً وبينوا ان شروق الشمس في صباح اﻻعتدال الربيعي كل عصر سيكون من موقع برج مختلف وذلك وبحركة معاكس للحركة الظاهرية لمحور إنحراف الارض الأرض اي تسير الابراج للخلف فكنا في عصر الحمل الأن نحن في عصر الحوت وبعده الدلو وهذه الحركة ناتجة من تذبذب محور الارض الناتج عن الحركة الدوراتية اليومية وتستغرق الارض للعودة للمكان الاصلي بالنسبة لمحورها 25920 سنة وهي تسمى السنة العظيمة ما يهمنا بهذا الكلام أن ابو الهول الاسد كان مطابق لنطاق برج الاسد الذي شرقت منه الشمس في الاعتدال الربيعي منذ 12000سنة .
عموماً يوجد على جانبي أبو الهول ابارجمعية للمياه يستجر الماء من خلالها إلى الأنفاق الموجودة تحت هضبة الجيزة مما يسبب صعود هذه المياه الى داخل الهرم بعد اغلاق صمامات دخول المياه فيتشكل ضغط يؤدي حسب مبدأ هيرون أو نافورة هيرون الإسكندراني إلى تدفق طبيعي للمياه ووصول ماء نقي.
لكن وفقا للفيزياء يبدأ الماء بالغليان دون استخدام الحرارة وذلك ناتج عن التاثر بدرجة حرارة جوف الأرض بالإضافة للإحتكاك الناتج عن دفع الماء إلى أعلى وعن طريق الحركات الإهتزازية الصخرية الباطنية التي تنقلها الهضبة الصخرية من باطن الأرض والتي تولد حركة إهتزازية لجزييات الماء تولد حرارة على مبدأ عمل المايكروويف الذي يسخن الطعام بذات الطريقة بالتالي يكون هنا البخار ويلتقي الماء بالهواء .
عنصر الهواء :
يعرف الصوت أنه إهتزاز ناتج عن تغير طفيف في ضغط الهواء ينتقل بين الذرات المختلفة لمكونات الهواء يتم التعبير عن عدد الاهتزازات أو التغيرات في ضغط الهواء بواحدة تسمى hertz (هرتز) وكما نعلم ان الأذن البشرية تسمع الأصوات التي يبلغ ترددها من 20 إلى 16000 هيرتز.
من الجوانب المثيرة التي عانى منها الباحثون الذين زاروا غرفة الملك في الهرم الأكبر ومازالوا يعانون هي الصدى الإستثنائي والغريب ضمن هذه الحجرة والناتجة عن إختيار ابعاد هذه الحجرة بعناية من اجل خلق اصداء وترددات مميزة.
في عام 1952 اكتشف العالم الألماني فومو شومان (1888 - 1974) وهو أستاذ في الفيزياء أن الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة من تفريغ البرق بين الارض وطبقة الايونوسفير يتردد صداها بتردد 8 هيرتز تقريباً تم حسابها لاحقاً فتبين انها بدقة 7.83 هرتز لذلك يسمى هذا التردد بإسمه " تردد، شومان " ما السر في هذا التردد؟
يعتبر هذا التردد مهماً جدا لدى ممارسي الطب البديل حيث يؤكدون ان سماع هذا التردد يحسن من الصحة الجسدية والنفسية للمستمع .
لكن ماعلاقة هذا الكلام بالهرم الأكبر؟
إن المتوسط بين التردد المحسوب والتردد الفعلي المقاس للأرض عند خط العرض في الجيزة هو 8.1 هيرتز وهو مقارب لتردد شومان
تم نقل تردد 8.1 هيرتز إلى غرفة الملك حيث جعلت القياسات الدقيقة لها تقوم بتضخيم التردد 8.1 هيرتز عن طريق الصدى إلى الضعف فيكون 16.2 هيرتز وهو النسبة الذهبية للموجات الصوتية في غرفة الملك .
عموماً تسبب هذه الأصداء الصوتية قوة مكانيكية كهربائية ضخمة داخل غرفة الملك يتم نقلها بلورات الكوارتز في الغرانيت المهتزة بتردد 16.2 حيث يتصف الكوارتز بتردد رنيني ثابت يساعد على الحفاظ على هذه القيمة فينقل الهواء هذه الترددات ويعرضها جزيئات البخار لهذه الرددات الرنينية بالتالي كان الهواء هو الوسيط الناقل للإهتزازات بالتالي كان المزج بين الماء والتراب والهواء .
النار :
في العام 1985 م قام العالم الامريكي أندريا بوهاريتش Andrija K. Puharich بتقسيم جزيئة الماء ألى هيدروجين و أوكسجين مولداً طاقة نظيفة وذلك بالإستناد لتجارب العالم العبقري نيكولاي تيسلا وابحاثة في الترددات الكهرمغناطيسية المنخفضة التردد (ELF) حيث إستخدم بوهاريتش رنيناً قوياً يساوي تردد جزيء الماء، مما يودي إلى تكسرها وإنتاج اوكسجين هدروجين كما يحدث مع الزجاج
و هذا هو بالضبط ما حدث في غرفة الملك بالهرم الأكبر راينا أنها تولد رنيناً يتم تطبيقه هذا الرنين من أجل إنتاج وقود نظيف من الماء النقي من خلال تحليل جزيئات بخار الماء الناتج من خروج الماء من جوف الأرض وتوليد الأوكسجين والهيدروجين
بنفس الطريقة التي يقوم بها التحليل الكهربائي للماء لتحليل الكهربائي للماء:
2H2O → 2H2 + O2
لكن تعود ذرات الهيدروجين الناتجة وتتجمع باعمدة في غرفة الملكة ويتأكسد الهيدروجين فيها و التي تحتوي باب مجهزين بقبضتين معدنيتين يمثلان أقطاب كهربايية "مصعد ومهبط " وينتج عن هذا، التفاعل العكسي الكترونات تولد تيار كهربائي وطاقة حرارية هو ذات الاسلوب المستخدم في خلايا الوقود في محركات السيارات النظيفة التي تعمل بالماء.
2H2 + O2 → 2H2O + e
بالتالي يعتبر هذا الماء الناتج هو نفايات هذا التفاعل والطاقة الكهربائية والحرارية هي المخرجات الاساسية بالتالي كان دمج المكونات الثلاثة تراب ماء هواء يهدف لإنتاج العنصر الرابع أي النار .
عموماً منذ فترة قرأت تقريراً على موقع ناسا بالعربي عن قيام فريق من علماء الفيزياء ببحث نظري مفاده أنه يمكن الهرم اﻷكبر في الجيزة أن يركز الطاقة الكهرومغناطيسيّة في غرفه الداخليّة وتحت قاعدته لكن يتهم التقرير أن هذا الإنجاز العلمي الموجود في الهرم هو مجرد مصادفة لا أكثر لكن بعد ما ذكرت أعلاه هل تعتقد أن هذا الكلام مصادفه تقرير ناسا على الرابط :
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
المراجع :
The Great Pyramid of Giza as a monument of creation ، Willem Witteveen ، summary of the book (Dutch title: De Grote Piramide van Gizeh als monument van de schepping



الصورة الرمزية الجدار
الجدار
مشرف
علوم الطاقة والمارائيات
°°°
افتراضي رد: مفهوم للعناصر الأربعة
كتاب المدخل الصغير إلى علم الطب للرازي:
وقد كتب أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، أحد أشهر أطباء المسلمين وأعلاهم قدرا، كتابا صغيرا سماه (المدخل الصغير إلى علم الطب) (1) وهو كتاب لا بد لمن يريد أن يتعلم الطب في تلك الأزمنة من قراءته وفهمه وتدبره.
وقد لخص فيه الرازي تلخيصا جيدا النظريات الفلسفية الإغريقية في خلق العالم واتبع في ذلك فلسفة أرسطو وأفلاطون واهتم بصفة خاصة بنظرية الفيض التي جاء بها أفلوطين.
خلاصة النظرية اليونانية في خلق العالم وتكوين العناصر بعد تعديلها لتوائم التفكير الاسلامي:
وخلاصة هذه النظرية أن الله سبحانه وتعالى خلق الأشياء على مراحل متعددة (فأول ما أبدع الباري عز وجل الأنوار المضيئة وهي الجواهر البسيطة والأنوار الروحانية التي هي أول الحركات وعنصر الكائنات).
والنور ينقسم إلى قسمين: بسيط لا تدركه الحواس، مخصوص بأعلى العالم. ومركب وهو محسوس وموجود في أسفل العالم.
ومن النور البسيط الذي لا تدركه الحواس خلق الله العقل ومن العقل خلق النفس الناطقة ومن النفس الناطقة خلق النفس الحيوانية ومن الحيوانية خلق النفس الطبيعية الخامدة، وصارت جسما!!.
ومن النفس الطبيعية الخامدة خلق المولى تبارك وتعالى الطبائع البسيطة الأربع وهي: الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة. وهي أصل تكوين كل

الأشياء الجسمانية. وأبدع المولى من هذه الطبائع البسيطة الأربع، العناصر الأربعة وهي مركبة هكذا.
1 - ازدوج البرد مع الرطوبة فصار ماء. ولذا كان الماء أول المخلوقات الجسمانية والعناصر الأرضية.
2 - ازدوجت الحرارة مع اليبوسة فصارت نارا.
3 - وارتفعت النار لخفتها ورسب الماء لثقله سفلا فصار بينهما تضاد وتباعد ونتج عن هذا التضاد والتباعد الهواء.
4 - وحرك الباري الهواء بقدرته فصار ريحا. وحرك الريح الماء حتى تلاطمت أمواجه وأرغى زبده. وصار الزبد طبقات بعضها فوق بعض، فجمد بالقدرة وصار ترابا وأرضا.
فهذه هي العناصر الأربعة: الماء والنار والهواء والتراب، ولكل منها صفات:
فالماء بارد رطب ثقيل سيال، والنار حارة يابسة خفيفة، والهواء حار رطب لطيف والتراب (الأرض) بارد يابس ثقيل.
الأمزجة الأربعة في جسم الانسان:
وفي جسم الانسان تمثيل لهذه الطبائع الأربع والعناصر الأربعة، وهي الأمزجة الأربعة: الدم والبلغم والمرة الصفراء والمرة السوداء. ولكل واحد منها صفات ومكان ينبع منه ولها تأثير على مزاج الانسان وحركته وسكونه.
ونفصل ذلك فيما يلي:
1 - الدم: وهو سكن الرطوبة والحرارة وينبوعه الكبد. ومكانه العروق (الأوعية الدموية) وسلطانه في سطح البدن ومقدم الرأس. والذي يلحق النفس من أعراضه: قوة الشهوة للنساء مع غزارة الجماع وغزارة الشعر ونعومته، وكثرة الدم، وخاصية طبعه في المعدة سرعة الهضم وسهولته ونفوذ الغذاء وتغيره وإجادته وإحالته إلى جوهر الدم واللحم.
وصاحب الطبع الدموي Sanguineous Temperament قوي الشكيمة، كثير الحركة، سريع الغضب. وخلق الله عز وجل كما يقول الرازي اللحم والدم والعصب والعروق والقلب والصدر والكلى والأنثيين (الخصيتين) والعضلات واللسان واللوزتين واللهاة من جوهر الدم. وكذلك ما كان رطبا من الجلد.
2 - البلغم Phlegm: وهو سكن البرودة والرطوبة. وخلق الله (كما يقول الرازي) الدماغ والرئة، وكل ما في البدن من الأعضاء الباردة والرطبة من البلغم... فجميع ما نتعارف اليوم عليه بأنه الجهاز العصبي مخلوق حسب هذه النظرية من البلغم وكذلك الجهاز التنفسي لأن من القصبات الهوائية والأنف يخرج البلغم (النفث والبصاق). والبلغم قسمين: قسم من الدماغ وهو ينصب كما ينصب الندى من الجو وسلطانه في مؤخر الصدر وتجتمع أثقاله في مغارة الصلب والظهر كما يقول الرازي.
وقسم من الرئة ويطفو من الرئة إلى أعلى حتى يخرج من الحلق والأنف.
ويلحق النفس من أعراضه (المزاج البلغمي) Phlegmatic Temperament وعلاماته: العجز والكسل والفتور والثقل والنسيان وإبطاء الجواب والسكون وقلة الحركة والحلم واللين. ويلحق الجسم من أعراضه:
السعال وقلة الشهوة للنساء والسلاسة، والارتعاش والفالج (الشلل) وخاصية طبعه في المعدة: تزيد الوهج الكائن عند مرارة الأغذية والأشربة والأدوية وسائر المواد الواردة على البدن. وذلك أن المعدة تتقوى به إذا هو شكلها كما يتقوى النظر بالنظر والجنس بالجنس.
ومسكن البلغم في الرئة. ويتصل برده بنسيم الآناف (جمع أنف) الداخل من الحلق على أنابيب الرئة ثم توصله إلى القلب، إذ هي متصلة به. فيستريح بذلك القلب ويندفع عنه حدوث الحرارة الدخانية (النابعة من جوهر الدم) وتنتبه بذلك قوى النفس والحرارة الغريزية.
3 - المرة الصفراء Yellow Bile: المرة الصفراء حارة يابسة نارية وتفرز من
الحويصلة المرارية Gall Bladdes وهي لاصقة بالكبد لتعين الكبد على طبخ الطعام.
وجعل الله سلطان المرة الصفراء في اليافوخ Fontanelle، لخفتها ولطافتها وارتفاعها. والأذنان من قسمتها وطبعها.
ولها من البدن ما هو حار ويابس وهي تجري مع الدم لازدواجها ومشاكلتها له كالدهن للسراج. ومن خاصية طبعها في المعدة هضم الطعام وطبخه وكذلك حكمها في الكبد.
ويلحق النفس من أعراضها المزاج الصفراوي Bilious Temperament وعلاماته: الحدة والطيش والضجر واللطافة والذكاء والنباهة والشجاعة والاقدام وشهوة النساء والحيطة وسرعة الجواب وكثرة الكلام والحركة. وتطلق لفظ Bilious في اللغة الإنجليزية على الشخص الضجر السئم المتشائم. وكذلك تطلق على من يشعر بالغثيان والضيق (1).
ويلحق الجسم من أعراضها كل ما ظهر من دلائل الحار واليابس ولها في المعدة والكبد والأمعاء خاصية العون على نضج الطعام وهضمه.
4 - المرة السوداء: (Black Bile) Melancholy: مكونة من الأرض ومسكنها الطحال وسلطانها في البصر من الجانب الأيسر من البدن. وبها يكون الصمت والتفكير والحزن والثقل والابطاء والتثبت والنظر في العواقب. ولها من المعدة خاصية الدفع وإمساك الطعام وانتباه الشهوة.
ومنها المزاج السوداوي Melancholic Temperament والمقصود به الكئيب الحزين المتشائم المنقبض المسبب للكآبة. ومنه كلمة الملانخوليا Melancholia وهي حالة سوداوية قد تعتري الانسان وتسبب له كآبة شديدة ويكون ذلك مصحوبا ببعض الهلوسات السمعية والبصرية والاعتقادات الزائفة مع آلام متوهمة في الجسم ولا يزال هذا الاسم يستخدم في الطب النفسي إلى اليوم وفي لغة
البشر. ويسميها العامة المناخوليا ويقصدون بها الجنون... وفي كلامهم بعض الصحة. والمقصود به نوع من الذهان المصحوب بكآبة شديدة مع نوع من الجنون depressive Psychosis _ Manic (1) أو بعض حالات الشيزوفرينا.
باختصار هناك طبائع أربع وهي:
الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.
وهناك عناصر أربعة صدرت عن تفاعلها وهي:
الماء والنار والهواء والتراب.
ولهذه الطبائع والعناصر تمثيل في جسم الانسان وهو ما يعبر عنه بالأمزجة الأربعة or Temperaments (Four Humors) وهي:
المرة الصفراء (حارة ويابسة).
المرة السوداء (باردة ويابسة).
البلغم (بارد ورطب).
الدم (حار ورطب).
خصائص الأمزجة ومراحل العمر:
ولكل واحد من هذه الأربعة خصائص... وهي جميعا موجودة في جسم الانسان، فإذا اعتدلت هذه الطبائع أو الأمزجة الأربعة كانت الصحة وإذا انحرفت بزيادة أو نقصان أو تغلب أحدها على الآخر كان المرض.
وتكون وظيفة الطبيب هي تعديل هذه الطبائع أو الأمزجة حتى تعود لسابق عهدها.
وتنقسم مراحل عمر الانسان إلى أربعة مراحل وفي كل مرحلة من هذه المراحل تكون الغلبة لأحد هذه الأمزجة كالآتي:
ففي سن الشباب والطفولة تكون الغلبة للدم حيث تتكون الأعضاء الدموية ويكثر النشاط ويعمل الكبد (مركز الدم) بهمة ونشاط، ويكون الاندفاع وعدم التروي.
وفي سن الرجولة (15 - 35) تظهر الغلبة للمرة الصفراء وفيها حدة الفهم والذكاء والشجاعة والحيطة.
وفي سن الكهولة (35 - 55) تظهر الغلبة للمرة السوداء: وفيها الصمت والتفكير والتثبت والنظر في العواقب.
وفي سن الشيخوخة (ما بعد الخامسة والخمسين إلى أرذل العمر) تكون الغلبة للبلغم وعلاماته العجز والفتور والثقل والنسيان والسكون والحلم واللين.
وتحتوي الأطعمة والأشربة على هذه العناصر الأربعة أيضا فبعضها يغلب عليه الحرارة ويسمى حارا، وبعضها يغلب عليه البرودة ويسمى باردا، وهكذا... ولهذا وجب تعديل الطعام بحيث يكسر الحار البارد والعكس...
وبحيث يناسب كل سن وكل فصل من فصول السنة لأن فصول السنة أيضا تتبع العناصر الأربعة والطبائع الأربع، والطبيب الماهر هو الذي يعطي لكل حالة لبوسها فطعام المريض غير طعام الناقة، وطعام الصحيح غير طعام السقيم، وطعام الرضيع غير طعام الفطيم وهكذا... وطعام الانسان في السفر غير طعامه في الحضر... وطعامه أثناء فصل الربيع ينبغي أن يختلف عن طعامه أثناء فصل الخريف... وطعامه في الصيف لا بد أن يختلف عن طعامه في الشتاء.
ولهذا عقد الإمام علي الرضا فصلا لموضوع الغذاء في رسالته وقال للمأمون: (واعلم يا أمير المؤمنين أن كل واحدة من هذه الطبائع يحب ما يشاكلها فاغتذ ما يشاكل جسدك.
ومن أخذ من الطعام زيادة لم يفده، ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص نفعه.. واعلم يا أمير المؤمنين: كل البارد في الصيف والحار في الشتاء والمعتدل في الفصلين (أي الربيع والخريف لاعتدالهما) على قدر قوتك وشهوتك..
وابدأ بأول الطعام بأخف الأغذية التي تغتذي بها بدنك..) ثم ذكر بعد ذلك فصول السنة وأشهرها شهرا شهرا بالتقويم الشمسي وابتدأ بشهر آذار (مارس) لأنه أول الربيع وذكر فيه ما ينبغي أن يؤكل فيه وما يجتذب من الطعام والدواء، ثم نيسان (إبريل) وهكذا حتى انتهى إلى شباط
(فبراير). وما يناسب كل شهر من غذاء وما لا يناسبه... وما يناسب كل شهر من أنواع النشاط الجسماني ودخول الحمام والجماع والرياضة وما لا يناسبه..
وكذلك الحجامة والفصد وأنواع الأدوية.
كلمة أخيرة: إن الطب الحديث والعلم الحديث قد ألغى فكرة العناصر الأربعة والطبائع الأربع والأمزجة الأربعة. واستبدلها بأمور أكثر تعقيدا بكثير مما كان يظن. والعناصر الأربعة لم تعد عناصر بل هي مركبات وحالات فالماء مركب والهواء مركب والتراب مركب والنار حالة تعتري المواد كلها وهي حالة الاحتراق بواسطة الأوكسجين..
وعدد العناصر قد جاوز المائة عنصر... والطبائع الأربع الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة لم تعد أساسية وإنما هي تعبر عن درجة الحرارة (الحرارة والبرودة) التي يمكن أن تقاس بمختلف الأجهزة المعقدة والبسيطة (ميزان الحرارة الترمومتر) والرطوبة واليبوسة عبارة عن درجة وجود الماء في الأشياء فإذا زادت نسبة الماء زادت الرطوبة وإذا قلت النسبة كانت اليبوسة.
وما يسمى الأمزجة في جسم الانسان قد تغير مفهومه كثيرا. والدم سائل من سوائل الجسم... صحيح أنه يتكون في الكبد في أثناء نمو الجنين ولكن هذه مرحلة فقط من المراحل ثم يتكون في نقي العظام..
وأما الطحال فلا تفرز المرة السوداء كما يقولون بل تحطم خلايا الدم الحمراء التي انتهى أجلها.
وتفسيرات الدم والبلغم والمرة السوداء والصفراء مضحكة بالنسبة للطب الحديث... وأغلب ما ذكر في ذلك أثبت العلم خطأه وخطله. وقد يبقى منه فتات أو شذرات تصح منه الإشارات.
وتبدلت الحال وظهرت الهرمونات والمواد الكيمياوية المعقدة وظهر تأثيرها على جسم الانسان وعلى سلوكه كذلك. ومع هذا بقيت تعبيرات المزاج الصفراوي والمزاج السوداوي والمزاج الدموي والمزاج البلغمي في جميع اللغات الحية إلى اليوم.


الصورة الرمزية الجدار
الجدار
مشرف
علوم الطاقة والمارائيات
°°°
افتراضي رد: مفهوم للعناصر الأربعة
رُباعية أرسطو: العناصر في العصور القديمة
اعتُقل الكيميائي الفرنسي إتيان دو كليف في عام ١٦٢٤م بتهمة الهرطقة. لم تكُن أفكارُ كليف غيرُ المقبولة تتعلَّق بتفسير الكتاب المقدَّس، ولم تكن ذات طابع سياسي، كما أنها لم تَطعن في مكانة البشر في الكون كما كان جاليليو يفعل ذلك بجرأة.
كانت هرطقة إتيان دو كليف تتعلَّق بالعناصر الكيميائية؛ إذ كان يؤمن بأن جميع المواد تتألَّف من عنصرَيْن — الماء والتراب — و«خليط» من هذين العنصرين مع ثلاث مواد أساسية أو «جواهر» أخرى؛ وهي: الزئبق والكبريت والملح. ليست هذه بفكرة جديدة؛ إذ إن الصيدلي الفرنسي العظيم جان بيجين الذي نشر كتابه «الكيمياء للمبتدئين» — واحد من أوائل كتب تعليم الكيمياء — في عام ١٦١٠م، ظلَّ حتى وفاته، بعد مرور عقد من الزمن على نشر الكتاب، يؤكِّد على أن جميع المواد تشتمل — على نحوٍ جوهريٍّ — على تلك المكوِّنات الخمسة الأساسية نفسها.
ولكن عدم أصالة فكرة إتيان دو كليف لم ينفعه، فقد نُعِتت فكرته بالهرطقة؛ لأنها تتناقض مع نظام العناصر الذي قَدَّمه الإغريق وأَيَّده أرسطو؛ فيلسوف الإغريق الأكثر تأثيرًا. أخذ أرسطو هذا المخطَّط من أستاذه أفلاطون، الذي وَرِثه بدوره من إيمبيدوكليس؛ وهو الفيلسوف الذي عاش خلال ديمقراطية بريكليس في العصر الذهبي لمدينة أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد. ووفقًا لإيمبيدوكليس، كانت توجد أربعة عناصر: التراب والهواء والنار والماء.
بعد الصدمة الثقافية التي سبَّبها سقوط روما، نهض الغرب في القرون الوسطى من صدمة العصور المظلمة بتقديسٍ لعلماءِ العصور القديمة جَمَعَ بين معتقداتهم والمذاهب المسيحية. وأصبحت كلمات أرسطو مصبوغةً بسُلطة الإله، والتشكيك فيها كان بمنزلة الكفر. ولم يَستعِدِ العالم الغربي القدرة على التفكير المستقل بشأن الكيفية التي نُظِّم بها الكون حتى أواخر القرن السابع عشر بعد اكتشافات جاليليو ونيوتن وديكارت.
وهذا هو السبب في انهيار خطةِ إتيان دو كليف، وعددٍ قليلٍ غيره من المفكرين الفرنسيين، الراميةِ إلى مناقشة نظريةٍ مخالِفةٍ لنظريةِ أرسطو عن العناصر في منزل النبيل الباريسي فرانسوا دو سوسي في أغسطس ١٦٢٤م بأمرٍ برلماني؛ مما أدَّى إلى إلقاء القبض على قائدهم.
لم يكن الجدل يتعلَّق في واقع الأمر بالعلم، ولم يكن استخدام القانون والإكراه للدفاع عن نظريةٍ ما دليلًا على أن السلطات تهتم كثيرًا بطبيعة العناصر بقدرِ ما كان انعكاسًا لرغبتها في الحفاظ على الوضع الراهن. ومثلما كانت محاكمة جاليليو أمام محاكم التفتيش الكاثوليكية، لم يكن ذلك جدلًا بشأن «الحقيقة»، وإنما كان صراعًا على السلطة؛ وهو دليل على الدوجماتية الدينية المعارِضة للإصلاح.
كان الإغريق متحرِّرين من هذه القيود، فناقَشوا العناصر بحُرية أكبر بكثير. وسبقت رُباعيةَ أرسطو — ووُجِدت في الواقع جنبًا إلى جنب معها — عدةُ مخطَّطات أخرى للعناصر. في الواقع، أشار الباحث السويسري كونراد جسنر في القرن السادس عشر إلى ما لا يقلُّ عن ثمانية أنظمة للعناصر، قُدِّمت بين عصر طاليس (بداية القرن السادس قبل الميلاد) وإيمبيدوكليس. ورغم حُكْم الإدانة الصادر عام ١٦٢٤م، فإن هذا جعل من الصعب في نهاية المطاف مَنْح أيِّ وضعٍ متميزٍ لرباعية أرسطو، وساعد مرة أخرى على طرح قضيةِ «ممَّ صُنعت الأشياء؟»
ممَّ صُنعت الأشياء؟ هذا كتاب قصير، ولكن الإجابة يمكن أن تُعطى حتى على نحوٍ أكثر إيجازًا. يتضمَّن الجدول الدوري جميع العناصر المعروفة، وبصرف النظر عن الصف السفلي المكوَّن من العناصر التي يصنعها الإنسان، والذي ينمو ببطء، فإن هذا الجدول شامل. إليك الجوابَ: هذه هي العناصر؛ ليست واحدًا، ولا أربعة، ولا خمسة، ولكن نحو اثنين وتسعين عنصرًا تظهر في الطبيعة.
ممَّ صُنعت الأشياء؟ الجدول الدوري واحد من أبرز الإنجازات العلمية، لكنه لا يجيب إجابة شافية عن هذا السؤال. ضعْ جانبًا حقيقة أن الوحدات البنائية للذرَّة في الواقع أكثر تنوُّعًا على نحوٍ معقَّد مما يشير إليه الجدول (كما سنرى لاحقًا)، وانسَ لِلَحظةٍ أنَّ هذه الذرَّات ليست أساسية وقابلة للتغيير، لكنها في حدِّ ذاتها مركَّبة من أشياء أخرى. دعنا لا نقلق الآن من فكرة أن معظم الناس لم يسمعوا حتى عن الكثير من هذه العناصر، فضلًا عن وجود أدنى فكرة لديهم حول طبيعة العناصر وسلوكها. وَلْنضع قيدَ النقاش في مقامٍ آخر مسألةَ أنَّ ذرَّات العناصر عادةً ما تترابط في مجموعات تُسمَّى الجزيئات، لا يمكن بسهولةٍ التفريقُ بين خواصها وطبيعة العناصر نفسها. حتى عندئذٍ لا يكفي تقديم الجدول الدوري كما لو أننا نقول إن أرسطو كان مخطئًا بشدةٍ حول قضيةِ «ممَّ صُنعت الأشياء؟» وكذلك كان كل شخص آخر حتى أواخر القرن الثامن عشر. ومن خلال التقصي عن العناصر، يمكننا أن نتعلَّم أشياءَ كثيرة تتعلَّق بطبيعة المادة، ليس فقط من خلال معرفة الجواب نفسه (وهو الجواب الصحيح)، وإنما من خلال التعرُّف على الكيفية التي عُولِجت بها المشكلة في عصور أخرى كذلك. ومن ثم، لن تفيدنا قائمةُ العناصر وحسب، وإنما سنستفيد من معرفة الكيفية التي وصلنا بها إلى تلك القائمة الحالية.
ممَّ صُنعت الأشياء؟ لقد أصبحنا مجتمعًا مهووسًا بالأسئلة المتعلِّقة بالتكوين؛ وذلك لسبب وجيه؛ فالرصاص الموجود في البترول يَظهر في حقول الثلج في القارة القطبية الجنوبية. ويسمِّم الزئبقُ الأسماكَ في أمريكا الجنوبية. ويُسبِّب الرادون الذي مصدره الأرض مخاطرَ صحيَّة في المناطق المبنية على الجرانيت، ويُلوِّث الزرنيخُ الطبيعيُّ الآبارَ في بنجلاديش. وتكافح مكملاتُ الكالسيوم أمراضَ تآكل العظام، ويخفِّف الحديدُ من فقر الدم. يوجد عناصر نتلهَّف عليها، وأخرى نبذل قصارى جهدنا لتجنُّبها.
للوهلة الأولى، يبدو العالم الحي بالكاد طَبَقًا غنيًّا من العناصر؛ فأربعةُ عناصر فقط تتبدَّل إلى ما لا نهاية في جزيئات الجسم: الكربون والنيتروجين والأكسجين والهيدروجين. لا غنى كذلك عن الفوسفور في العظام وكذلك في جزيئات الحمض النووي التي تنظِّم الحياة في جميع أشكالها، والكبريت مكوِّن هام في البروتينات؛ حيث يساعدها على الاحتفاظ بأشكالها المعقَّدة. ولكنْ بخلاف هذه العناصر الرئيسية، توجد مجموعة أخرى لا يمكن أن تُوجد الحياةُ بدونها. والمعادن تحتل جزءًا كبيرًا في هذه المجموعة؛ فالحديد يصبغ دَمَنَا باللون الأحمر ويساعده على نقل الأكسجين إلى خلايانا، ويمكِّن المغنيسيوم الكلوروفيل من التقاط الطاقة من أشعة الشمس عند سفح الهرم الغذائي، ويحمل الصوديوم والبوتاسيوم النبضاتِ الكهربائيةَ العصبيةَ. ومن بين جميع العناصر الطبيعية، يمكن اعتبار أحد عشر عنصرًا بمنزلة المقوِّمات الأساسية للحياة، وربما يمثِّل خمسة عشر عنصرًا آخر عناصرَ نادرةً ضرورية تحتاجها جميع الكائنات الحية تقريبًا بكميات صغيرة (من بينها الزرنيخ «السامُّ» والبروم «المسبِّب للعقم»؛ وهو ما يبين أنه لا يوجد تقسيم سهل للعناصر إلى «مفيدة» و«ضارة»).
شكَّل التوزيعُ غير المتكافئ للعناصر على وجه الأرض التاريخَ؛ حيث حفَّز على التجارة وشجَّع الاستكشاف والتبادل الثقافي، ولكنه أيضًا شجَّع على الاستغلال والحرب والإمبريالية. وقد دفعت جنوب أفريقيا ثمنًا غاليًا لامتلاكها الذهب والماس المكوَّن من عنصر الكربون. وما زال يتمُّ استخراج العديد من العناصر النادرة والمهمَّة من الناحية التكنولوجية — مثل التنتالوم واليورانيوم — من المناطق الفقيرة في العالم في ظروف (ولأسباب) يعتبرها البعض ضارة وخطرة.
أصبحت جميع العناصر المستقرَّة الموجودة على نحوٍ طبيعي معروفةً بحلول منتصف القرن العشرين، وسَلَّطَت تجاربُ الطاقة النووية في ذلك الوقت الضوءَ على مجموعة كاملة مهمَّة من العناصر المشعَّة الأثقل القصيرة العمر. ولكنْ فقط من خلال تطوير تقنيات جديدة فائقة الحساسية تُستخدم في التحليل الكيميائي، تَنَبَّهنا إلى التعقيد الذي تمتزج به العناصر في العالم، مضفية على المحيطات والهواء تنوعًا رائعًا.
وحتى زجاجات المياه المعدنية في الوقت الراهن تحمل قائمةً بالنِّسب الموجودة فيها من الصوديوم والبوتاسيوم والكلور وأشياء أخرى؛ مما يلغي فكرةَ أن كلَّ ما نشربه هو الماء المكوَّن من الهيدروجين والأكسجين. نحن نعلم أن العناصر أشياء قابلة للتغيير؛ ولهذا السبب لم تَعُد تُصنَّع أنابيب المياه من الرصاص والدهانات التي تحتوي على الرصاص، وهذا هو أيضًا السبب في اتِّهام أواني الطهي المصنوعة من الألومنيوم (صوابًا أو خطأً) بالتسبُّب في الخَرَف. وتُواصل سمعة العناصر تشكُّلها من خلال الأفكار الموروثة والمعتقدات المتعارَف عليها بقدرِ تشكُّلها من خلال فهم آثارها الكَمِّية. هل يُعَد الألومنيوم جيدًا في الملمِّعات المعدنية في مساحيق الغسيل ويكون سيئًا في الأواني والمقالي؟ يمكن أن تكون أملاح النحاس سامَّة، ولكن يشاع أن الأساور المصنوعة من النحاس تعالج التهاب المفاصل. ونتناول مكمِّلات السيلينيوم لزيادة الخصوبة، بينما يدمِّر تلوث المياه الطبيعية بالسيلينيوم النُّظم الإيكولوجية في كاليفورنيا. مَن منا يستطيع أن يقول إن نسبة اﻟ ٠٫٠١ ملِّيجرام من البوتاسيوم الموجودة في المياه المعدنية أقل من اللازم أو أكثر من اللازم؟
مصطلحات العناصر تملأ لغتنا، وتكون أحيانًا منفصلة عن مسألة التكوين التي كانت تشير إليها في وقت من الأوقات؛ فالأنابيب المستخدَمة في أعمال السباكة اليوم تُصنع على الأرجح من البلاستيك وليس من الرصاص، رغم أن كلمة Plumbing (وتعني سِباكة بالعربية) مشتقَّة من الكلمة الرومانية plumbum، التي تعني الرصاص. وأقلام الرصاص لا تحتوي على عنصر الرصاص. ودهانات «الكادميوم الأحمر» غالبًا لا تحتوي على الكادميوم مطلقًا. وعُلب الصفيح لا تحتوي على أكثر من مجرد قشرة رفيعة من الصفيح المعدني؛ فهو أكثر قيمةً من أن يُستخدم بكمية أكبر من ذلك في تلك العُلب. والنيكل الأمريكي يحتوي على القليل نسبيًّا من هذا المعدن. وثمة أناس يظنون أن عملاتهم المعدنية مصنوعة من الفضة رغم أنها تكون مصنوعة من شيء مختلف تمامًا.
هذه هي الأسباب التي تجعل قصة العناصر أكثر من مجرد قصة لمائة نوع مختلف أو نحو ذلك من الذرَّات التي يمتلك كلٌّ منها خواصَّ وسماتٍ فريدةً. إنها قصة عن تفاعلاتنا الثقافية مع طبيعة وتركيبة المادة. لا يقتصر تاريخ الكيمياء على مجرد اكتشاف عناصر جديدة وتصنيفها، وإنما يتضمَّن أيضًا سعيًا حثيثًا للتعرُّف على بنية العالم، وقابلية هذه البنية للتغيير بفعل العوامل البشرية أو الطبيعية.
أجزاء اللغز
يرتبط مفهوم العناصر ارتباطًا وثيقًا بفكرة الذرَّات، ولكنَّ كليهما لا يتطلَّب الآخر. آمن أفلاطون بالعناصر الأربعة المعروفة في العصور القديمة، لكنه لم يتفق تمامًا مع فكرة الذرَّات. وآمن فلاسفة إغريقيون آخرون بالذرَّات، لكنهم لم يقوموا بتقسيم المادة بأكملها إلى حفنة من المكوِّنات الأساسية.
حدَّد طاليس الميليسي (نحو ٦٢٠–٥٥٥ق.م) — وهو أحدُ أوائل الباحثين المعروفين في مجال استكشاف بِنية العالم المادي — مادةً أساسية واحدة فقط؛ وهي الماء. وتوجد مبرِّرات كافية لهذا الرأي في الأساطير. فلم يكن الإلهُ العبري الإلهَ الوحيد الذي خلق العالم من محيط أوَّلي. لكن الفلاسفةَ من المدرسة الميليسية التي أسَّسها طاليس لم يقدِّموا إجماعًا حول «المادة الأولى» (Prote hyle بالإغريقية) التي شكَّلت كل شيء. وتجنَّب أناكسيماندر (نحو ٦١١–٥٤٧ق.م) — جاء بعد طاليس — هذه المسألةَ بزعْمِه أن الأشياء صُنعت في الأساس من مادة أوَّلية «غير محدَّدة» ومجهولة. ورأى أناكسيمينس (المتوفَّى نحو عام ٥٠٠ق.م) أن الهواء — وليس الماء — كان المادة الأولى. وبالنسبة إلى هرقليطس (المتوفَّى نحو عام ٤٦٠ق.م)، كانت النار هي مادة الخلق.
لماذا ينبغي من الأساس لأي شخص أن يؤمن ﺑ «المادة الأولى»؟ أو في هذه الحالة، بأيِّ مخطَّط للعناصر التي تشكل أساس العديد من المواد التي نجدها في العالم؟ لماذا لا نستنتج ببساطة أن الصخر هو صخر والخشب هو خشب؟ معادن ولحم وعظام وعشب … كان يوجد الكثير من المواد المختلفة في العالم القديم. لماذا لا نقبلها على ظاهرها، بدلًا من كونها تجسيدًا لشيء آخر؟
يقول بعض مؤرخي العلوم إن هؤلاء العلماء القدامى كانوا يبحثون عن الوحدة؛ من أجل اختزال العالَم المتعدِّد الأنواع إلى نظامٍ أكثر بساطةً وأقل إثارةً للحيرة. ثمة ميلٌ إلى «الجواهر الأولى» واضحٌ بالتأكيد في الفلسفة الإغريقية، ولكن يوجد أيضًا سبب عملي لاستحضار عناصر أساسية؛ وهو أن الأشياء تتغيَّر. فالماء يتجمَّد أو يغلي، والخشب يحترق وتتحول قطعه الثقيلة إلى رماد هشٍّ، والمعادن تذوب، والطعام يُبلع ويختفي معظمه بطريقةٍ ما داخل المعدة.
إذا كان يمكن تحويل مادة معينة إلى مادة أخرى، فهل يكون سبب ذلك أنهما — في الأصل — شكلان مختلفان فحسب لنفس المادة؟ بالتأكيد لم تنشأ فكرة العناصر بسبب أن الفلاسفة كانوا منهمكين في سعيٍ يشْبه سعي الفيزيائيين لإيجاد نظرية موحَّدة، ولكن بسبب أنهم أرادوا فهْم التحولات التي لاحظوها يوميًّا في العالم.
ولهذه الغاية، اعتقد أناكسيماندر أن هذا التغيير حدث بسبب وجود خواص متضادة: ساخن وبارد، وجاف ورطب. وعندما طرح إيمبيدوكليس (نحو ٤٩٠–٤٣٠ق.م) نظرية العناصر الأربعة التي سادت في الفلسفة الطبيعية الغربية، أشار أيضًا إلى أن تحوُّلاتها شملت صراعًا.
إيمبيدوكليس أبعد ما يكون عن نموذج الفيلسوف اليوناني الرصين المبجَّل؛ فالأسطورة ترسمه في صورة ساحر وصانع معجزات يمكنه إحياء الأموات. ويُعتقد أنه توفِّي بالقفز في فوهة بركان جبل إتنا؛ حيث كان مقتنعًا أنه إله خالد. وربما لا عجب في أن التراب والهواء والنار والماء عنده شُكِّلَت في صورة خلطات مختلفة — مواد العالم الطبيعي — من خلال الجوهرين النابضين بالحياة: الحب والصراع؛ فالحب يسبِّب الاختلاط، والصراع يسبِّب الانفصال. وصراعهما كرٌّ وفرٌّ أبديَّان؛ ففي وقتٍ ما، يهيمن الحب وتختلط الأشياء، ولكن بعد ذلك يظهر الصراع فيفصل بينها. ويرى إيمبيدوكليس أن هذا لا ينطبق على العناصر وحسب، ولكن على حياة الشعوب والثقافات.
لا تمثِّل عناصرُ إيمبيدوكليس الأربعةُ أشكالًا مختلفة من «المادة الأولى»، وإنما هي تمثيلٌ برَّاقٌ يُخفي تعقيدات هذه المادة. سلَّم أرسطو أنه يوجد في الأساس مادة أوَّلية واحدة فقط، ولكنها كانت بعيدة جدًّا ومجهولة جدًّا لدرجة تمنعها من أن تكون أساسًا لفلسفة المادة؛ لذلك، قَبِلَ عناصرَ إيمبيدوكليس كنوعٍ من العناصر الوسيطة بين هذه المادة التي لا يمكن تحديدها والعالم الملموس. وهذه القدرة الفطرية على اختزال الأسئلة الكونية إلى أسئلة يمكن الإجابة عنها هي أحد الأسباب التي جعلت أرسطو فيلسوفًا مؤثِّرًا للغاية.
شارك أرسطو أناكسيماندر في وجهة النظر القائلة بأن خواص الحرارة والبرودة والرطوبة والجفاف هي مفاتيح التحول، وأيضًا مفاتيح خبرتنا بالعناصر. فلِأنَّ الماء رطب وبارد، يمكننا الشعور به. ففي علم الوجود لدى أرسطو، مُنح كل عنصر من العناصر اثنتين من هذه الخواص، لكي يمكن تحويل كل عنصرٍ منها إلى آخر عن طريق عكس واحدة من هذه الخواص. فيصبح الماء الرطب البارد أرضًا جافة باردة من خلال تحويل الرطوبة إلى جفاف (شكل ١-١).
من المغري — والواقعي على نحوٍ جزئي — اعتبار هؤلاء الفلاسفة القدماء منتمين إلى نوع من نوادي السادة التي يستعير أعضاؤها بعضُهم أفكار بعض باستمرار، ويوجِّهون مديحًا وافرًا أو انتقادات لاذعة لزملائهم، في حين يَظلون في جميع الأوقات علماءَ «كُسالى» يرفضون، إلى حدٍّ كبير، تلويثَ أيديهم بإجراء التجارب. وتنطبق الصورة نفسها على أولئك الذين يناقشون قَدَر الذرَّات المتذبذب.

شكل ١-١: اعتقد أرسطو أن عناصر إيمبيدوكليس الأربعة كانت مصبوغة باثنتين من الخواص، يمكن من خلالها تحويل كل عنصر إلى الآخر.
ويُنسَب إلى ليوكيبوس الميليسي (القرن الخامس قبل الميلاد) عمومًا طرح مفهوم الذرَّات، ولكننا نعرف عنه أكثر قليلًا من ذلك؛ إذ أكَّد على أن هذه الجسيمات الصغيرة كلها مصنوعة من المادة الأولى نفسها، ولكن تختلف أشكالها باختلاف المواد. تلميذه ديموقريطس (نحو ٤٦٠–٣٧٠ق.م) أَطلَق على هذه الجسيمات اسم atomos، وهي كلمة تعني «غير قابل للتقسيم» أو «غير قابل للتجزئة». وفَّق ديموقريطس بين هذه النظرية الذرية الوليدة والعناصر الكلاسيكية من خلال افتراضه أن ذرَّات كل عنصر لها أشكال مسئولة عن خواصه. فذرَّات النار لا تمتزج مع الذرَّات الأخرى، ولكن ذرَّات العناصر الثلاثة الأخرى تمتزج لتشكِّل مادة كثيفة ملموسة.
ما ميَّز أنصارَ النظرية الذرِّية عن خصومهم لم يكن الاعتقاد بوجود جسيمات صغيرة تشكِّل المادة، ولكن ميَّزتهم مسألةُ ما يفصل بين تلك الجسيمات. افترض ديموقريطس أن الذرَّات تتحرك في فراغ. سَخِر الفلاسفةُ الآخرون من فكرة «العدم» تلك، مشيرين إلى أن العناصر يجب أن تملأ كل الفراغ. ادَّعى أنكساجوراس (نحو ٥٠٠–٤٢٨ق.م) — الذي كان معلِّمًا لبريكليس ويوريبيدس في أثينا — أنه لا يوجد حدٌّ لصغر حجم الجسيمات؛ لذلك كانت المادة قابلة للتقسيم بلا حدود؛ وهذا يعني أن الحبوب الصغيرة من شأنها أن تملأ كافة الزوايا بين الحبيبات الأكبر، مثل الرمل بين الحجارة. وأكد أرسطو — ومَن يستطيع أن يلومه؟ — أن الهواء سيسدُّ أيَّ فراغ بين الذرات (هذا يصبح مشكلة فقط إذا كنت ترى أن الهواء في حد ذاته «مكوَّن» من الذرات).
أدرك أفلاطون كل ذلك بدقَّة؛ فلم يكن مؤمِنًا بالنظرية الذرِّية وفق صورة ديموقريطس، لكنه كان مقتنعًا بالفعل بفكرة الجسيمات الأساسية الشبيهة بالذرَّات لعناصر إيمبيدوكليس الأربعة. وأدَّت ميوله الهندسية إلى اقتراح أن هذه الجسيمات لها أشكال رياضية منتظمة: المجسَّمات الثلاثية الأبعاد التي تسمَّى المجسمات الأفلاطونية المنتظمة. فكان عنصر التراب مكعبًا، والهواء مجسمًا ثمانيَّ الأوجُه، والنار رباعيَّ الأوجُه، والماء مجسمًا له عشرون وجهًا. ويمكن صناعة أسطح كلِّ هذه الأشكال من نوعين من المثلثات. ووفقًا لأفلاطون، تمثِّل هذه المثلثات «الجسيمات الأساسية» الحقيقية للطبيعة، كما أنها منتشرة في كل الفراغ. وتخضع العناصر للتحويل من خلال إعادة ترتيب المثلثات في صورة أشكال هندسية جديدة.
ثمة مجسَّم أفلاطوني منتظم خامس أيضًا: المجسم الاثنا عشري الأوجُه (وكل وجه منها خماسي الأضلاع). وهذا المجسَّم متعدِّد الأوجه لا يمكن أن يُصنع من مثلثات المجسمات الأربعة الأخرى، وهذا هو السبب في تخصيصه من قِبل أفلاطون للسماء؛ ومن ثَمَّ فإنه يوجد عنصر كلاسيكي خامس أطلق عليه أرسطو اسم الأثير. لكن لا يمكن للكائنات الأرضية استشعاره، وهكذا لا يلعب أيَّ دور في تكوين المادة الأرضية.
العناصر من واقع الشِّعر
يعجُّ تاريخ الثقافة الغربية بذكر العناصر الأربعة القديمة. فيَهِيم الملك لير في أعمال شكسبير على وجهه في المطر الشديد والهواء العاصف و«الصواعق المقتلِعة لشجر البلوط»؛ وهي «عناصر الطبيعة الغاضبة». وتتشابه اثنتان من سونيتاته في الاحتفاء بالعناصر الأربعة: «البحر والبر … كثير من التراب والماء المزخرفَيْن»، و«الهواء العليل والنار المطهِّرة». وواصل التراث الأدبي دعْم هذه العناصر القديمة الأربعة، والتي مثَّلَت المبدأ التنظيمي ﻟ «رباعيات» تي إس إليوت.
قَرَنَ الفلاسفة الإغريق نظريةَ العناصر الأربعة بفكرة الألوان «الأساسية» الأربعة؛ فبالنسبة إلى إيمبيدوكليس كانت هذه الألوان هي الأبيض والأسود والأحمر ولون «أوكرون» المحدَّد على نحوٍ غامض، بما يتسق مع تفضيل الرسامين الإغريق الكلاسيكيين لِلَوحة بأربعة ألوان هي الأبيض والأسود والأحمر والأصفر. ونَسَبَ المنجِّمُ الأثيني أنطيوخوس — الذي عاش في القرن الثاني الميلادي — هذه الألوانَ إلى المياه والأرض والهواء والنار على الترتيب.
استمرَّ الإصرار على ربط العناصر الأربعة بالألوان لفترة طويلة بعد طرح الألوان الرئيسية الإغريقية. فمَنَحَ فنانُ عصر النهضة ليون باتيستا ألبرتي اللونَ الأحمر للنار، والأزرقَ للهواء، والأخضرَ للماء، و«لونَ الرماد» (الرمادي) للتربة. وخصَّص ليوناردو دا فينشي اللون الأصفر للتراب بدلًا من ذلك. ومن شأن هذا الربط أن يبيِّن بالتأكيد الأفكار المعاصرة للرسامين حول كيفية خلط الألوان واستخدامها.
امتدت رباعية المبادئ الأساسية تلك إلى أبعد من ذلك؛ حيث شملت نقاط البوصلة الأربع (يقرُّ التراث الصيني بخمسة عناصر، وخمسة «اتجاهات») و«الأخلاط» الأربعة للطب التقليدي. ووفقًا للطبيب اليوناني جالينوس (نحو ١٣٠–٢٠١ ميلاديًّا)، فإن صحتنا تعتمد على توازن هذه العصارات الأربع: الدم الأحمر والبلغم الأبيض ومادة الصفراء التي يفرزها الكبد بلونَيْها الأسود والأصفر.
حتى مع السماح بهَوَس العصور القديمة والوسيطة بوجود «توافق» بين سمات الطبيعة وكائناتها، فمن الواضح أنه يوجد شيء يتعلَّق بالعناصر الأربعة الأرسطية له جذور عميقة في التجارب الإنسانية؛ فيكتب المؤلِّف الكندي نورثروب فراي قائلًا: «إن العناصر الأربعة ليست مفهومًا مستخدمًا في الكيمياء الحديثة؛ أي إنها ليست عناصر الطبيعة. ولكن … التراب والهواء والماء والنار لا تزال العناصرَ الأربعة للتجارب الخيالية، وسوف تظل هكذا دائمًا.»
هذا هو السبب في أن الفيلسوف الفرنسي جاستون باشلار يرى أنه من المناسب استكشاف تأثير «التحليل النفسي» لهذه العناصر (ولا سيما الماء والنار) في الأساطير والشعر.
أعتقد أنه من الممكن ترسيخ «قانون العناصر الأربعة» في عالم الخيال، الذي يصنِّف أنواع الخيال المادي المختلفة من خلال ارتباطها بالنار أو الهواء أو الماء أو التراب … ويجب على العنصر المادي أن يوفِّر مادته الخاصة وقواعده المحدَّدة وسماته الشعرية. وليس من قبيل المصادفة أن الفلسفات الأوَّلية غالبًا ما تتخذ خيارًا حاسمًا متوافقًا مع هذا الأمر. فتربط مبادئها الشكلية بواحد من العناصر الأساسية الأربعة، التي أصبحت من ثَمَّ علامات «الطابع الفلسفي».
ويشير باشلار إلى أن هذا التصرف — بالنسبة إلى كل فرد — مشروط ببيئته المادية:
إن المنطقة التي نسميها الوطن أقل اتساعًا من المادة؛ فهي إما تكون من الجرانيت أو التربة، الرياح أو الجفاف، الماء أو الضوء. وفيها نجسِّد أحلام اليقظة الخاصة بنا، ومن خلالها يكتسب حلمنا مضمونه الحقيقي، ومنها نلتمس لوننا الأساسي. فعندما أحلم بالنهر، فإني أكرِّس مخيِّلتي للماء؛ للماء الأخضر النقي، الماء الذي يجعل المروج خضراء.
على الرغم من المَيْل إلى المبالغة في تقدير أهمية مخطَّط العناصر الأربعة — كانت توجد عناصر كثيرة غيرها كما رأينا — فإن هذه الفكرة تمضي لتوضِّح قِدَم عناصر إيمبيدوكليس. فهذه العناصر «ملائمة»، وتتفق مع خبراتنا، كما تميِّز «الأنواع» المختلفة للمادة.
ما يعنيه هذا حقًّا هو أن العناصر الكلاسيكية تمثيلات مألوفة ﻟ «الحالات المادية» المختلفة التي يمكن أن تتخذها المادة. فالتراب لا يمثِّل التربة أو الصخور فحسب، بل يمثِّل كل المواد الصلبة. والماء هو النموذج الأصلي لجميع السوائل. والهواء نموذجٌ لجميع الغازات والأبخرة. أما النار فهي عنصر غريب؛ لأنها في الواقع ظاهرة فريدة وملفتة للنظر؛ فالنار في الواقع بلازما راقصة من الجزيئات والشظايا الجزيئية، مُثارة إلى حالة متوهِّجة بفعل الحرارة. وهي ليست مادة على هذا النحو، ولكنها مزيج متغيِّر من المواد في حالة معينة وغير عادية ناجمة عن تفاعل كيميائي. وبالمصطلحات التجريبية، النار رمز مثالي للجانب الآخر غير الملموس من الواقع؛ وهو الضوء.
رأى القدماء الأشياء على هذا النحو أيضًا؛ إذ اعتبروا العناصر «أنواعًا»، فلا يمكن تحديدها على نحو وثيق جدًّا من خلال مواد معينة. فعندما يتحدَّث أفلاطون عن عنصر الماء، فإنه لا يعني الماء نفسه الذي يتدفَّق في الأنهار؛ فماء النهر مَظهر من مظاهر الماء الأوَّلي، ولكن الرصاص المنصهر هو أيضًا كذلك. الماء الأوَّلي هو «الذي يتدفَّق». وبالمثل، التراب الأوَّلي ليس مجرد المادة الموجودة في الأرض، بل اللحم والخشب والمعدن.
يمكن لعناصر أفلاطون أن تتحوَّل فيما بينها بسبب القواسم الهندسية المشتركة لذرَّاتها. وبالنسبة إلى أنكساجوراس، فإن جميع المواد المادية مزيجٌ من كل العناصر الأربعة؛ ومن ثم تتغيَّر مادة إلى أخرى بسبب الزيادة في نسبة واحد أو أكثر من العناصر ونقص مقابل في العناصر الأخرى. إن وجهة النظر تلك التي ترى المادة خليطًا من العناصر تُعَد محوريةً في نظريات العناصر القديمة، وتُعَد واحدة من التناقضات الصارخة مع الفكرة الحديثة للعنصر باعتباره مادةً أساسية يمكن عزلها وتنقيتها.
عصر المعادن
بتصديق من أرسطو، ظلَّت عناصر إيمبيدوكليس مزدهرة حتى القرن السابع عشر. ومع استمرار تلك المباركة، ذَبَل المذهب الذري. أنشأ الفيلسوف اليوناني إبيقور (٣٤١–٢٧٠ق.م) نظامًا ذَرِّيًّا أشاد به الشاعر الروماني لوكريتيوس في قصيدته «حول طبيعة الأشياء» في عام ٥٦ قبل الميلاد. وقد أُدينَت هذه القصيدة المنضوية تحت المذهب الذرِّي من قِبل المتعصِّبين الدينيين في العصور الوسطى، ونَجَت بالكاد من التدمير الكامل. لكنها ظهرت في القرن السابع عشر بأثرها الكبير على العالِم الفرنسي بيير جاسندي (١٥٩٢–١٦٥٥م)، الذي كانت رؤيته لعالَم ميكانيكي من الذرَّات المتحرِّكة تمثِّل واحدةً من بين العديد من التحديات الناشئة للعقيدة الأرسطية.
لم يكن الجميع على استعداد لمثل هذه التغييرات الراديكالية؛ ومع ذلك، أيَّد مارين ميرسين (١٥٨٨–١٦٤٨م) — زميل جاسندي الذي كان مفكِّرًا تقدُّميًّا في نواحٍ كثيرة — الإدانةَ الصادرة عام ١٦٢٤م، التي أُلقي فيها القبض على إتيان دو كليف بدعوى أن مثل هذه التجمُّعات شجَّعت على انتشار أفكار «الخيمياء». رغم ذلك، كان لدى الخيمياء الكثير مما تقوله عن العناصر.
قد يبدو غريبًا بمنظورنا اليوم أن العديد من المواد المعترَف بها حاليًّا كعناصر — مثل معادن الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والقصدير والزئبق — لم تُصنَّف على هذا النحو في العصور القديمة، على الرغم من أنه كان يمكن تحضيرها في حالة نقية على نحو مذهل. إن علم الفلزات واحد من أقدم الفنون التقنية؛ ومع ذلك قلَّما اصطدم بنظريات العناصر وصولًا إلى ما بعد عصر النهضة. فكانت المعادن — باستثناء الزئبق السائل — تُعتبر ببساطة من أشكال عنصر «التراب» الأرسطي.
غيَّرت الخيمياء — التي قدَّمت الأساس النظري لعلم الفلزات — هذا الأمر تدريجيًّا، وأضافت تطورًا أعمق للأفكار حول طبيعة وتحوُّل المادة، مقدِّمةً جسرًا بين المفاهيم القديمة والجديدة للعناصر.
وإذا كانت فكرة «المادة الأولى» مثَّلت في البداية طريقًا مسدودًا أمام نظرية المادة، فلم تكن عناصر أرسطو أفضل في هذا الأمر؛ فالاختلافات بين الرصاص والذهب كانت مهمَّة كثيرًا في المجتمع، ولكن نظرية العناصر الأربعة لا يمكنها أن تفسِّرها. وكانت ثمة حاجة إلى مخطَّط أكثر دقَّةً من أجل المعادن.
الذهب والنحاس أقدم المعادن المعروفة؛ لأنهما يوجَدان في الطبيعة في صورة نقية. وتوجد أدلة على تعدين الذهب واستخدامه في منطقة أرمينيا والأناضول قبل عام ٥٠٠٠ قبل الميلاد، واستخدامُ النحاسِ قديمٌ على نحوٍ مشابه في آسيا. ومع ذلك، لا يظهر النحاس في الغالب في صورة معدن، ولكن في صورة خامٍ معدنيٍّ؛ أي في صورة مركَّب كيميائي من النحاس وعناصر أخرى؛ مثل كربونات النحاس (الملكيت المعدني وكربونات النحاس القاعدية). واستُخدِمت خامات النحاس كأصباغ ومواد تلوين لطلاء الزجاج، ومن المرجَّح أنَّ صَهْر النحاس — الذي يرجع تاريخه إلى نحو عام ٤٣٠٠ قبل الميلاد — نَتَجَ بالصدفة خلال طلاء زخارف حجرية من مادة تسمَّى الفخار في الشرق الأوسط. ويعود تاريخ تركيبة البرونز — سبيكة من النحاس والقصدير — إلى الوقت نفسه تقريبًا.
صُهر الرصاص من واحد من خاماته (كبريتيد الرصاص، «جالينا») منذ نحو عام ٣٥٠٠ قبل الميلاد، ولكن لم يصبح شائعًا إلا بعد ألف سنة من ذلك التاريخ. ويبدو أن القصدير ظهر للمرة الأولى في بلاد فارس في الفترة من عام ١٨٠٠–١٦٠٠ قبل الميلاد، والحديد في الأناضول نحو عام ١٤٠٠ قبل الميلاد. وتعكس هذه السلسلة من اكتشافات المعادن درجةَ صعوبة فصل المعدن النقي من خامه؛ فالحديد يلتصق بإحكام بالأكسجين في خام الشَّاذَنَج المعدني الشائع (المغرة الحمراء أو أكسيد الحديد الثلاثي)، ويستلزم فصلهما حرارة شديدة وفحمًا.
مع وفرة المعادن هذه، كانت هناك حاجة إلى مخطَّط لتصنيفها. فَرَضَ العُرف أن يكون هذا في البداية نظامًا من المتطابقات، وهكذا أصبحت المعادنُ السبعة المعروفة مرتبطةً بالأجرام السماوية السبعة المعروفة وأيام الأسبوع السبعة (جدول ١-١). وبما أن جميع المعادن تشترك في سمات عامة (اللمعان والكثافة وقابلية التطويع)، يبدو من الطبيعي أن نفترض أنها كانت مختلفة فقط في الدرجة وليس في النوع. وهكذا نشأ مبدأ أن المعادن «تنضج» في الأرض، بدءًا من الرصاص الباهت وصولًا إلى الذهب المتألِّق.






جدول ١-١: المعادن السبعة «الكلاسيكية» ومتطابقاتها في اللغات الأوروبية.
المعدن الجرم السماوي اليوم
الذهب الشمس الأحد
الفضة القمر الإثنين
الزئبق عطارد الأربعاء
النحاس الزهرة الجمعة
الحديد المريخ الثلاثاء
القصدير المشتري الخميس
الرصاص زحل السبت

كان هذا المعتقَد الرئيسي في الخيمياء. وإذا كان من الممكن تحويل أي معدن إلى آخر بالفعل في أعماق الأرض، فربما يستطيع الخيميائي أن يجد وسيلة لتسريع العملية صناعيًّا ويصنع الذهب من المعادن الخسيسة. ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك؟
أُجريت محاولات تحويل المعادن الأخرى إلى الذهب منذ فترة طويلة تعود للعصر البرونزي. ولكن بعد القرن الثامن الميلادي لم تَعُدْ تلك المحاولات اعتباطية؛ فقد كانت تستند إلى دعمٍ مِن نظرية الكبريت-الزئبق التي وضعها الخيميائي العربي جابر بن حيان. يُعد اسم جابر أكثر دلالةً على مدرسة فكرية من دلالته على شخص؛ فيُعزى من الكتابات إليه أكثرُ مما يمكن أن يكون قد كَتَبَه بنفسه، وتوجد بعض الشكوك حول كونه شخصًا حقيقيًّا من الأساس. فمنهج جابر يصنع أشياءَ عجيبة بعناصر أرسطو؛ إذ إنه يَقبلها ضمنًا، ولكن بعد ذلك، عندما يتعلَّق الأمر بالمعادن، يضيف طبقةً أخرى بين هذه المواد الأساسية والواقع.
ووفقًا لجابر، «السماتُ الأساسيةُ» للمعادن هي السمات الأرسطية؛ السخونة والبرودة والجفاف والرطوبة، ولكن «السمات المباشرة» تتمثَّل في «جوهرَين»: الكبريت والزئبق. وتُعتبر جميع المعادن خليطًا من الكبريت والزئبق. وفي المعادن الأساسية يكونان غير نقيَّيْن، أما في الفضة والذهب فإنهما يبلغان أعلى مستوًى من النقاء. وأنقى خليطٍ من الكبريت والزئبق لا يُنتِج الذهبَ، ولكن يُنتِج أهمَّ منتَج في الخيمياء: «حجر الفلاسفة»، الذي يمكن لأصغرِ كميةٍ منه تحويلُ المعادن الخسيسة إلى ذهب.
اعتبر بعضُ العلماء الكبريتَ والزئبق، اللذين أشار إليهما جابر، بمنزلة المتضادَّيْن الأرسطيَّين المتمثِّلَين في النار والماء. ثمة شيء واحد مؤكَّد؛ وهو أنهما ليسا الكبريت الأصفر اللامع والزئبق السائل الموجود في مختبر الكيمياء، اللذين كانا معروفَيْن في صورة أقل نقاوةً حتى بالنسبة إلى الخيميائيين. بدلًا من ذلك، كان هذان الجوهران بالأحرى مماثِلَين للعناصر الكلاسيكية الأربعة: مادتَيْن «مثاليَّتَيْن» متجسِّدتَيْن في صورة غير نقية فقط في المواد الأرضية.
إذن، تبنَّى نظامُ جابر بن حيان العناصرَ الكلاسيكية الأربعة ثم دَفَنَها، تمامًا مثلما سمحت العناصر الأرسطية بوجود «المادة الأولى» الكونية ولكن تجاهلَتْها. ومثَّل ذلك بداية توجُّه لتأييد أرسطو بالكلام فقط مع مواصلة المزيد من عمليات البحث العملية حول ما تُصنَع منه الأشياء.
الخطوة التالية التي تبتعد عن أعراف العصور القديمة شملت إضافة «جوهر» ثالث لكبريت وزئبق جابر؛ وهو الملح. وفي حين أن الكبريت والزئبق كانا من مكوِّنات المعادن، اعتُبر الملح عنصرًا أساسيًّا في الأجسام الحية. وبهذه الطريقة أصبحت النظرية الخيميائية أكثر من مجرد نظرية للمعادن وشملت كل العالم المادي. تُنسَب نظرية الجواهر الثلاثة عمومًا إلى الكيميائي السويسري باراسيلسوس (١٤٩٣–١٥٤١م)، على الرغم من أنها أقدم على الأرجح. وأكَّد باراسيلسوس أن الكبريت والملح والزئبق «تكوِّن كلَّ ما يكمن في العناصر الأربعة.»
لذلك، فإن جواهر باراسيلسوس لم يكن من المفترض أن تكون عناصر في حد ذاتها، بل تجسيدًا ماديًّا للعناصر القديمة. وبحلول نهاية القرن السابع عشر، كانت الأمور قد تطوَّرت من جديد، فلم يَعُد يوجد أي التزام ملحوظ بتوفيق وجهات نظر الشخص مع وجهة نظر أرسطو، واعتُبرت «الجواهر» على نطاق واسع بمنزلة عناصر في حدِّ ذاتها. وقدَّم جان بيجين مخطَّطًا شهيرًا لخمسة عناصر: الزئبق والكبريت والملح والبلغم والتراب، وادَّعى أنه ليس هناك عنصر واحد منها يتَّسم بالنقاء؛ فكلٌّ منها يحتوي على قدر بسيط من العناصر الأربعة الأخرى.
سلَّم يوهان بيشر (نحو ١٦٣٥–١٦٨٢م) — وهو عالم كيمياء ألماني شهير كان متخصصًا في عمليات الاحتراق — بفكرة أن الهواء والماء والتراب كانت عناصر، ولكنه لم يمنحها مكانة متساوية؛ إذ كان يعتقد أن الهواء خامل ولا يشارك في عمليات التحول، ورأى أن الاختلافات بين المواد الكثيفة الكثيرة في العالم تنبع من ثلاثة أنواع مختلفة من التراب. كان «تيرا فلويدا» عنصرًا سائلًا يمنح المعادن اللمعان والثقل، وكان «تيرا بينجويس» ترابًا «دبقًا» غنيًّا بالمادة العضوية (الحيوانية والنباتية) التي تجعل الأشياء قابلة للاحتراق، وكان «تيرا لابيديا» ترابًا «زجاجيًّا» يجعل الأشياء صلبة. وهذه الأنواع الثلاثة من التراب ليست في واقع الأمر إلا الزئبق والكبريت والملح في صورة مقنَّعة، ولكن سنرى لاحقًا كيف نشأت الكيمياء الحديثة منها.
الكيميائي المتشكِّك
غالبًا ما كانت التجارب هي مصدر زخم هذه الوفرة المفاجِئة والتوسُّع في مخطَّطات العناصر. ونظرًا لعدم رضا الكيميائيين في أوائل القرن السابع عشر بتقسيم المادة إلى عناصر الإغريق المجرَّدة القديمة، بدءوا في محاولة فهْم المادة بوسائل عملية.
كان للخيمياء دائمًا جانب تجريبي قوي؛ ففي سعيهم الحثيث من أجل الحصول على حجر الفلاسفة، أحرق الخيميائيون جميع أنواع المواد، وقاموا بتقطيرها وإذابتها وتكثيفها، وتعثَّروا في العديد من المركَّبات الجديدة المهمة من الناحية التكنولوجية؛ مثل الفوسفور وحمض النيتريك. ولكن في بداية القرن السادس عشر ظهرت مجموعة انتقالية من فلاسفة الطبيعة الذين لم يعد هدفهم الرئيسي هو إجراء أعمال التحويل الخيميائي العظيمة، وإنما دراسة المادة وفهْمها على مستوًى أكثر واقعيةً. ولم يكن هؤلاء خيميائيين ولا كيميائيين، بل بالأحرى كانوا — إلى حدٍّ ما — مزيجًا من الاثنين معًا. وكان أحد هؤلاء روبرت بويل (١٦٢٧–١٦٩١م).
كان بويل ابنًا متعلِّمًا لأحد الأرستقراطيين الأيرلنديين من إيتون، وقد أصبح واحدًا من أهم الشخصيات في مجال العلوم في بريطانيا في منتصف القرن السابع عشر. وكان على علاقة جيدة — إن لم تكن حميمة — مع إسحاق نيوتن (لم يكَد يوجد أي شخص في علاقة صداقة حميمة مع نيوتن)، وشارَك في تأسيس الجمعية الملكية في عام ١٦٦١م. وعلى غرار العديد من معاصريه، كان مهتمًّا بشدة بالخيمياء، ولكنه كان أيضًا — وعلى نحوٍ حاسم — مفكِّرًا مستقلًّا وذكيًّا.
على الرغم من الوصف المعتاد لكتاب بويل الكلاسيكي الذي بعنوان «الكيميائي المتشكِّك» (١٦٦١) بأنه بمنزلة هجوم شديد على الخيمياء عمومًا، فإنه كان في الواقع يهدف إلى التمييز بين «خبراء» الخيمياء المتعلِّمين والمحترمين (مثل بويل نفسه) و«المجرِّبين المبتذلين» الذين كان هدفهم الحصول على الذهب عن طريق اتباع الوصفات العمياء. وتنبع قيمة الكتاب الدائمة بالنسبة إلى الكيمياء من هجوم بويل على جميع المدارس الفكرية الرئيسية حول العناصر. فكما أشار، هذه المدارس ببساطة لا تتفق مع الحقائق التجريبية.
زعمت نظرية العناصر الأربعة التقليدية أن كل عناصر أرسطو الأربعة موجودة في جميع المواد. ولكن يشير بويل إلى أن بعض المواد لا يمكن اختزالها إلى المكونات الأولية الكلاسيكية؛ ومع ذلك يمكن تغييرها عن طريق «فولكان»؛ أي حرارة الفرن:
لا يمكن استخراج العناصر الأربعة من بعض المواد مثل الذهب؛ فلم يُستخرج أيُّ «واحد» منها من الذهب حتى الآن. وينطبق الأمر نفسه على الفضة، والتَّلْك المتكلِّس، والمواد الأخرى الصلبة المختلفة، التي تُعَدُّ مهمةُ اختزالها إلى المواد الأربع المتغايرة مهمَّةً ثَبَتَ حتى الآن أنها صعبةٌ للغاية بالنسبة إلى الفولكان.
بعبارة أخرى: لن يمكن العثور على العناصر من خلال التنظير، ولكن من خلال إجراء التجارب؛ «لا بد أن أمضي قُدُمًا لأقول لكم إنه بالرغم من أن أنصار العناصر الأربعة يقدِّرون المنطق إلى حدٍّ كبير … فإنه لم يستطِع أيُّ شخص حتى الآن أن يُجري أيَّ تجربة معقولة لاكتشاف عددها.»
إن تعريف بويل للعنصر لم يكن شيئًا مثيرًا للكثير من الجدل وفقًا لمعايير عصره:
مواد معينة بدائية وبسيطة غير مخلوطة بأي شيء آخر وغير مصنوعة من أي مواد أخرى، أو بعضها من بعض، هي المكونات التي تتكوَّن منها مباشرةً جميعُ تلك المواد التي يقال عنها إنها مخلوطة تمامًا، والتي تُحَلُّ إليها في نهاية المطاف.
لكنه ينتقل بعد ذلك إلى السؤال عن وجود أيِّ شيء من هذا النوع فعلًا؛ بمعنى، هل هناك وجود للعناصر من الأساس؟ بالتأكيد، لم يقدِّم بويل أيَّ بديل لمخطَّطات العناصر التي هَدَمَها، على الرغم من إظهاره بعضَ التعاطف مع الفكرة التي نادى بها العالِم الفلمنكي يان بابتيست فان هيلمونت أنَّ كل شيء مصنوع من الماء.
وبحلول نهاية القرن السابع عشر، لم يكن العلماء في واقع الأمر أقرب إلى إحصاء العناصر من الفلاسفة الإغريق. مع ذلك، بعد مرور مائة عام، ألَّف الصيدلي البريطاني جون دالتون (١٧٦٦–١٨٤٤م) كتابًا وَضع فيه الخطوط العريضة لنظريةٍ ذرِّية حديثة معترَف بها، وقدَّم قائمةً من العناصر، كانت في محتواها وجوهرها تمهيدًا واضحًا للتصنيف الحالي للعناصر التي تزيد على المائة، رغم أنها لا تزال غير مكتملة وأحيانًا خاطئة على نحو صريح. لماذا تغيَّر فهمنا للعناصر بهذه السرعة؟
تُعد مطالبة بويل بأن يكون التحليلُ التجريبي هو الحكم على حالة العنصر جزءًا رئيسيًّا من هذا التغيير. وثمة سبب آخر للثورة هو التخلِّي عن الأفكار المسبقة القديمة حول ما ينبغي أن تكون عليه العناصر. فبالنسبة إلى العلماء الكلاسيكيين، كان يجب أن يتوافق العنصر مع الأشياء التي يمكنك العثور عليها من حولك (أو على الأقل، أن يكون قابلًا للتعرُّف عليه فيها). إن العديد من المواد المشار إليها في الوقت الحالي كعناصر هي المواد التي لن يراها جميعنا تقريبًا أو يمسكها بيديه. أما في العصور القديمة، كان ذلك سيبدو تعقيدًا سخيفًا (صحيح أنه لا أحد يمكنه أن يمسك بالأثير، ولكن يستطيع الجميع أن يرى أن السماء فوق الأرض). وقد تبدَّدت أيضًا بعض الحيرة؛ حيث بدأ العلماء يدركون أن المواد يمكن أن تغيِّر حالتها المادية — من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة إلى الحالة الغازية — دون تغيير تركيبها العنصري. فالجليد ليس ماءً تحوَّل إلى «مادة صلبة»، بل هو ماء متجمِّد.
باختصار، لا يوجد شيء «بديهي» حول العناصر. وحتى القرن العشرين، لم يكن العلماء لديهم أدنى فكرة عن السبب في وجوب وجود الكثير منها، ولا أدنى فكرة في الواقع عن السبب في عدم وجوب وجود المزيد منها بالآلاف. فلا يمكن استنتاج العناصر عن طريق المعاينة العرضية للعالم، ولكن فقط عن طريق التدقيق الشديد باستخدام جميع الأدوات المعقَّدة الخاصة بالعلم الحديث.
وربما هذا هو السبب في أن بعض الناس يحبون التمسُّك بالتراب والهواء والنار والماء. إنها ليست عناصر الكيمياء، ولكنها تقول شيئًا مهمًّا حول كيفية تفاعلنا مع العالم وحول تأثير المادة علينا.


صورة رمزية إفتراضية للعضو تابووت
تابووت
عضو
°°°
افتراضي رد: مفهوم للعناصر الأربعة
شكراً جزيلاً على هذا الموضوع


مواقع النشر (المفضلة)
مفهوم للعناصر الأربعة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
مفهوم الاسم الاعظم
مفهوم للطاقة
إمتحان ترتيب الأخ عبد الباقي للعناصر
كلام غير مفهوم
مفهوم الذات “Self concept”

الساعة الآن 05:49 AM.