المشاركات الجديدة
العلوم الخفية في التاريخ : تاريخ العلوم ، قصص ، حوادث

الوعي الكوني

افتراضي الوعي الكوني
[align=right:14f3ec139d]الوعي الكوني
اعتقد العاملين في العلوم الروحية و المذاهب الصوفية المختلفة ، بالإضافة على الفلسفات الشرقية ، بوجود ذاكرة كونية تحتوي على جميع المعلومات المتعلقة بالأحداث و الأفعال و الأفكار و المشاعر و غيرها من انطباعات بشرية مختلفة حصلت منذ بداية الوجود . قالوا أن جميع هذه المعلومات المتنوعة محفوظة في حقل معلوماتي عملاق ، ضوء خفي يوصفه بعض الروحانيين بأنه نوع من الأثير ، مادته مجهولة ، يكمن ما وراء حواس الإنسان .
و ادعى هؤلاء بأن عملية التواصل معه قد اقتصرت على الوسطاء الروحيين ذات المواهب الفكرية المميزة . ( مثل المستبصرين و العرافين ، و غيرهم من وسطاء ) .
و يزعم بعض الفلاسفة و المفكرين ( القدماء و العصريين ) ، أن هذا الكيان المعلوماتي الخفي هو المصدر الذي تنبثق منه " قوة الإرادة " التي تحث الإنسان على توجهات محددة في أفعاله و أفكاره و مشاعره و خياله و غيرها من انطباعات أخرى في جوهره .
و يعتبر هذا الكيان عند البعض مخزون عملاق للقوى السحرية ، و أنه بحر عظيم من الوعي ، يتصل بجميع العقول و يتواصل معها . و هذا ما جعل ظاهرة الإدراك الخارق و معرفة الغيب و غيرها من إنجازات عقلية ممكنة .
تشير بعض التعاليم و الفلسفات الروحية الشرقية ( خاصة الهندوسية ) إلى هذا الكيان باسم " أكاشا " . و تقول أنه يشكل عنصر أساسي من عناصر الوجود . و أدخلوه إلى مجموعة العناصر التي تتألف منها الطبيعة : ( النار ، الهواء ، الماء ، التراب ، و أكاشا ) .
يتألف أكاشا ، بمفهومهم الفلسفي ، من مادة أثيرية خاصة يمكنها حفظ سجلات الكون المعلوماتية . هذه السجلات تحتوى على جميع المعلومات التي تخص الكون منذ بداية الوجود و سوف لن تزول أبداً ، و ستبقى حتى نهاية الوجود.
بالإضافة إلى التعاليم الفلسفية الشرقية ، و تعاليم المتصوفين العرب الذين اقتربوا في كتاباتهم من هذا المفهوم ، و غيرهم من روحانيين و متأملين و متصوفين .. ، نجد أن الكثير من المفكرين العصريين قد اقتربوا من هذا المفهوم أيضاً . و استخدموا مصطلحات مختلفة من أجل تعريف هذا الكيان ألمعلوماتي الخفي .
أشار إليه الدكتور " ريتشارد . م . بروك " ( 1837م 1902م ) " بالوعي الكوني " ، و جعله عنوان لكتابه الشهير . وصف هذا الكيان الخفي بالضوء .. ضوء غير قابل للوصف .. ضوء نادر غير مألوف .. ضوء يكمن وراء الكلمات و اللغة مما يصعب شرحه .
و قال أنه هناك حالات معيّنة ، يمكن أن يتواصل به أشخاص معيّنون ، بشكل عفوي .. فجائي .. دون سابق تحضير أو إدراك . فيشعر بأنه مغمور بما يشبه غيمة أو لهب غامض ، و يترافق ذلك مع شعور بالابتهاج و النشوة .. حالة تنوّر .. تكشف خلال لحظات معدودة عن حقيقة الكون .. و القصد من الوجود .. و يدرك كل ما هو غامض على الإنسان .. يدركه خلال هذه الفترة الزمنية التي لا تتجاوز لمحة البصر
يعلم الشخص الذي يدخل هذه الحالة بأن الكون هو حيّ .. و أن الحياة هي حالة أزلية .. و روح الإنسان لا تموت .. و أساس الحياة هو الحب .. و أن السعادة هي هدف الإنسان .. و سيدركها في النهاية .. آجلاً أم عاجلاً . الخوف من الموت يزول .. الشعور بالخطيئة تزول .. في هذه اللحظات القليلة ، تتغيّر شخصية الإنسان .. و تصبح أكثر فتنة و وداد .. في هذه اللحظات بالذات ، يتعلّم الإنسان أشياء كثيرة لا يستطيع تعلّمها في حالته العادية مما يتطلّب ذلك سنوات طويلة من الدراسة و البحث في هذا المجال .. لكن للأسف الشديد .. هذا المجال قد انقرض في العصر الحديث ، ذات الفكر المنحرف .
و صف هذه الحالة أيضاً الفيلسوف " أبراهام ه . ماسلو " ( 1908م 1970م ) . و أطلق عليها اسم " تجربة القمة " أي يصبح فيها الشخص في قمة التجربة الروحانية .
وصف هذه الحالة أيضاً الفيلسوف و عالم النفس " وليام جيمس " ، و سماها بالحالة الروحانية ، أو التجربة الروحانية .
أما رجال العلم الماديين ( العلمانيين ) ، فقد اعترف بعضهم بهذا الكيان العقلي و أشاروا إليه باعتمادهم على المصطلحات المنهجية . اعتقدوا بوجود عقل كوني عظيم يجمع كل العقول ، و يحتوي في مخزونه على كل التجارب الفردية للبشر ، و بنفس الوقت ، يمكن لأحد هذه العقول أن ينهل من التجارب التابعة لغيره بالإضافة إلى معلومات مخزونة أخرى .
سماه الدكتور " وزلي ه . كيتشوم " بالعقل الباطن الجماعي . و توصل إلى هذا المفهوم الجديد للعقل بعد دراساته المتواصلة التي أجراها على الروحاني الأمريكي الشهير " أدغار كايسي " الملقّب بالنبيّ النائم . بسبب قدرته على معرفة معلومات غيبية ( ماضية ، حاضرة ، مستقبلية ) عن طريق الدخول في غيبوبة .
يقول الدكتور :
" إن عقل " كايسي " الباطني .. هو على تواصل مباشر بجميع العقول الباطنية الأخرى .. و يستطيع معرفة كل المعلومات المخزنة في جميع العقول الباطنية الموجودة على هذه الارض .. و بهذه الطريقة ، يستطيع جمع الملايين من المعلومات و التجارب الشخصية الخاصة بكل فرد و التي تم تخزيتها في ذلك العقل الباطني الجماعي .. " .
استنتج عالم النفس " كارل غوستاف جونغ " أن الدلائل تشير إلى وجود عقل لاواعي "عام" إلى جانب العقل اللاواعي "الخاص" في كل إنسان . و سما هذا العقل ب"اللاوعي الجماعي" أو "اللاوعي السلالي". فهو العقل المشترك بين جميع الأجناس و السلالات على السواء .
كتب طبيب النفس " سيغموند فرويد " يقول : لقد توصلت إلى استنتاج يثبت وجود عقل جماعي ، تتم فيه عمليات التفكير و الإجراءات العقلية المختلفة كما تجري في العقل الفردي العادي.

المصدر:
نقلا عن مجلة الإبتسامة
[/align:14f3ec139d]

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: العلوم الخفية في التاريخ


...
....

مواقع النشر (المفضلة)
الوعي الكوني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
الوعد الصادق في مخمس الشيخ التواتي
علم النفس الكوني والفلك
الدخول الى فضاء العقل الكوني
الدخول الى فضاء العقل الكوني
قانون الجذب الكوني

الساعة الآن 01:34 PM.