المشاركات الجديدة
تواريخ وحوادث : لتكوين قاعدة بيانات بتواريخ الاحداث والمواليد

قراءة متجددة لذي القرنين و يأجوج و مأجوج

Oo5o.com (2) قراءة متجددة لذي القرنين و يأجوج و مأجوج
بسم الله الرحمن الرحيم

الهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن اعدائهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته











قصة يأجوج ومأجوج ومرحلة ذي القرنين إلى الكواكب
(تفسير جديد)




إن قصة ذي القرنين مختلفة عن جميع القصص القرآني، وهي أكثرها غموضاً على الإطلاق. ويكفي في ذلك أنهم اختلفوا في شخصيته على عشرة أقوال وسبب تسميته على أحد عشر قولاً.. كما اختلفوا في ثمانية عشر لفظاً ورد في القصة رغم قصرها الشديد. وبقيت القصة إلى اليوم لغزاً محيراً عند العلماء. إذ وجدوا ان عبارات مثل (اتبع سببا)، (ساوي بين الصدفين)، (وجدها تغرب في عين حماة)، (لم نجعل لهم من دونها ستراً)، وجدوها، مع القوم يأجوج ومأجوج أشياء مستعصية على الفهم.
والذين حاولوا تفسير جميع الألفاظ، بحسب ما فهموه- من غير ما نظر لأجواء السورة نفسها وأغراضها تورطوا أكثر حينما ظلت الكثير من الأسئلة بغير إجابة!.
قالوا أن السد الذي بناه ذو القرنين في أذربيجان.. ولم يعثر أحد في المنطقة على ذلك السد! وقالوا ربما يكون ذلك سور الصين.. علماً أن سور الصين من حجر والمذكور في القرآن من حديد ونحاس. وتساءل الناس من هم يأجوج ومأجوج وأين يقطنون.. فافترض البعض أنهم سكان الصين، بالرغم من أن صفتهم في المأثور النبوي لا تشبه صفة بني الإنسان على أرضنا من قريب ولا من بعيد.
وقام صاحب الميزان بإحصاء الصور المحتملة لسرد القصة بناء على المعاني المتعددة
والوجوه المختلفة للمفسرين فوجدها تبلغ أكثر من مليون صورة محتملة، واستنتج من ذلك أن أي كتاب مهما بلغ من العلم لن يتمكن من صياغة قصة غامضة على هذا النحو لتعطي هذا العدد من الصور، مما يدل على سماوية القرآن!!. ولا نريد مناقشة هذا الاستنتاج بالمقارنة مع وصف القرآن لنفسه بأنه (مبين).لقد استخدمت في القصة لغة قرآنية بخلاف القصص القرآني وورود ذكر اسم أقوام مجهولين عندنا هم (يأجوج ومأجوج)، إذ لا يوجد على الأرض قوم آذانهم طويلة تستخدم عندهم فرشاً وغطاءً وبمقدورهم شرب ماء بحيرة طبرية عن آخره، كما ورد في الحديث، كما لا يوجد قوم على الأرض لا ستر لهم من الشمس ولا يوجد سور في الأرض يشبه سد ذي القرنين- مما يدل على أن أي تفسير يحاول فك رموزها على نطاق الأرض سيكون فاشلاً.
ولا أدري لماذا لم يتأمل المفسرون بقول الإمام علي (ع) (كل البشر ولد آدم- إلا يأجوج ومأجوج- إذ تكفي هذه العبارات بمفردها على التيقن من أن الرحلة كانت لخلق ليسوا من ولد آدم وبالتالي فإنها ليست رحلة أرضية.
إن الحديث يعني أنهم مجبولين من الطين ولكنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة الآدمية وبإمكاننا أن نفترض أنهم إذا كانوا في أرض أخرى في كوكب آخر فأن لهم طباع مختلفة وعلاقة بالجاذبية والمجالات المغناطيسية وأوزان مختلفة عنا تماماً. وبالتالي فإن لهم قدرات جسمانية تناسب كوكبهم تعتبر شديدة الوطأة بالنسبة لنا لكننا نتفوق عليهم بالقدرات العقلية وباجتياز مراحل من الآدمية.
ما هي الدلائل على أن هؤلاء في كوكب آخر وإن رحلة ذي القرنين كانت في الفضاء؟ إن الدلائل كثيرة جداً ومن أهمها الأسلوب القرآني نفسه:
فلم يذكر القرآن سفراً أو رحلة بمثل هذه العبارة: (ثم أتبع سببا).. فهذه العبارة بمفردها تدل على السفر في الفضاء، ذلك لأنها في القرآن لم تستخدم إلا في هذا المعنى فقط:
المورد الأول: (...يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السماوات فاطلع إلى إله موسى...) 36/37-غافر.
المورد الثاني: (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء فليقطع) 15/الحج.
المورد الثالث: (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما. فليرتقوا في الأسباب) 10/ص.
فهذه الموارد واضحة في معنى الارتقاء إلى الفضاء. والموارد الأخرى الأربعة في نفس القصة، ومجموع الموارد لهذا اللفظ (الأسباب) هو ثمانية موارد.
وهناك مورد واحد فقط لا يصرح بالرقي إلى السماء هو قوله تعالى (إذ تبرأ الذين أتُبّعوا من الذين أتَبَعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب).
وهو أيضاً للرقي إلى السماء- إذ سيأتيك البرهان- في فصل جنات الطور المهدوي وعذابه أن هذا عذاب المرحلة المهدوية حيث سيحاول الكفرة الهرب من الأرض عند رؤية العلامات الكونية- لاعتقادهم بدمار الأرض- وهو الذي يفسره المقطع في سورة الرحمن (لا تنفذون إلا بسلطان- يرسل عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران).. وفي الآيات دليل على أن الطور المهدوي يبدأ عند محاولة البشر تجربة القيام برحلات إلى الفضاء. ولذلك قال تقطعت (بهم) ولم يقل تقطعت بينهم الأسباب، ليدل على أن الفشل يلاحق الأسياد وعبيدهم على حد سواء. أي تقطعت بهم جميعاً. والبراهين على وجود عذاب دنيوي قبل القيامة كثير جداً تأتيك في محلها بإذن الله.
رأينا في الأحاديث السابقة أنهم (ع) يؤشرون إلى جهة المغرب أكثر من مرة.. لوصف كواكب وأقوام. فما هو الموجود في جهة الشمس لحظة الغروب؟. الموجود عند غروب الشمس –باتجاه الشمس- هي الكواكب الداخلية الزهرة وعطارد فمن الممكن أن نتصور أن الرحلة كانت باتجاه هذه الكواكب وبخاصة أن الرحلة تمت بثلاثة مراحل:-
(ويسألونك عن ذي القرنين، قل سأتلوا عليكم منهُ ذِكرا. إنا مَكنّا له في الأرض وأتيناه من كل شيء سببا. فاتبع سببا) الكهف/83-85.
تبدأ القصة على هذا النحو.. فالسفر في الفضاء شيء وقد آتاه الله من كل شيء سببا فليكن السفر الفضائي من جملة ما آتاه:
حديث (13):
عن أمير المؤمنين في قوله تعالى (وآتيناه من كل شيء سببا) قال:
(وأعطيناه من كل شيء علماً وقدرة وآله يتوصل بها إلى مراده) قصص الجزائري/ ذو القرنين.
يذكر الإمام (ع) هنا وجود علم وآله توصله إلى مراده. وهكذا بدأت السفرة بثلاثة مراحل:
الأولى: (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمأة ووجد عندها قوم). لقد تحرك باتجاه الشمس لحظة غروبها_ إذن فهو متجه نحو مدار الزهرة.. وفي كل سنة تمر الزهرة بهذا المدار حيث تصبح مع الأرض في جهة واحدة. عند الغروب أيضاً وصل إلى الزهرة لأنه لا يستغرق أي وقت يذكر.
فوجد الشمس تغرب عليه في عين حمأة. أي في كرة أرضية عالية الحرارة داكنة اللون. لقد عبر الأئمة مراراً عن الكواكب بلفظ (عين) كما في النصوص الآتية:
حديث (14): في البحار عن الصادق (ع) (إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس).
حديث (15): فيه أيضاً عنه (ع) أيضاً (إن من وراء عين قمركم أربعين عين قمر).
حديث (16): (في البشارة في علامات المهدي (ع) عنهم (ع):
(وبدنا بارزاً نحو عين الشمس).
العين في اللغة لها سبعين معنى.. لكن الأصل اللغوي لها هو: الشيء المكور بذاته والواضح وضوحاً كافيا (1) ولذ سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتياً من الأرض عينا.. أما كونها حمأة: فهو أوضح لأن الزهرة مرتفعة الحرارة إذ تقدر الحرارة فيها أكثر من مائة درجة مئوية.. مقابل 70 درجة أقصى حرارة للأرض. وهي شديدة اللمعان إذا شوهدت من الأرض- لكن سطحها مظلم لكثافة الغيوم على طول السنة. فورد ذكر هذه الظلمة في:
حديث (17): الجزائري في قصص الأنبياء عن علي (ع): (قال ذو القرنين أي يريد أن أسلك هذه الظلمة.. قالوا إنك تطلب أمراً ما طلبه أحد قبلك من الأنبياء والمرسلين.. قال لا بد لي من ذلك).
حينما تكون الزهرة في منطقة قريبة من الأرض، وينطلق ذي القرنين إليها فإنه يصل بطبيعة الحال إلى الجزء المظلم منها. لأنها كوكب داخلي. لاحظ الرسم.


الرسم (1): يمثل قطع مدار الزهرة عند الانطلاق من الأرض وقت الغروب باتجاه الشمس
(ووجد عندها قوما. قلنا يا ذا القرنين أما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا).
الزهرة مشابهة تماماً للأرض حجماً وسنتها قريبة من سنة الأرض (227) يوماً من أيامنا.ووجد فيها قوماً بطور يقرب من طور الأرض وخيره الله بين العقاب والقوة وبين الاقتناع والإحسان فاختار الجمع بين الطريقتين:
(قال أما من ظلم فسوف نعذبّه عذاباً شديداً ثم يرُدُّ إلى ربه فيعذبّه عذاباً نكراً. وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا).
إذن (فوجد عندها)- عند العين أي الكرة الأرضية لا عند الشمس. وقوله سوف نعذبه يدل على أنه وضع لهم قوانين وأنظمة وعقوبات وأفهمهم أمر الدين وعين لهم مرشدين، وإذن لم يكن مسافراً بمفرده. كما أنه بقي عندهم مدة كافية ثم ذهب إلى مطلع الشمس.
وقد يقال: إذا بقى مدة طويلة فلا بد أن الشمس طلعت عليه عدة مرات؟ الجواب كلا لم تطلع الشمس وهو الذي أنطلق إلى مطلعها لأن الزهرة هي الوحيدة من الكواكب السيارة التي يومها طويل جداً بدرجة غريبة.. إن يومها أطول من سنتها؟ كما في النص العلمي الآتي:
نص علمي: (ولم نكن نعرف مدة دورتها حتى عام 1962 حيث كشف الرادار أن يومها يساوي 247 يوماً من أيامنا)- دليل النجوم- ص 60 د. عبد الرحيم بدر.
ولهذا بقي في الظلمة عدة أيام مواصلاً السير كما في هذا النص:
حديث (18): الجزائري في قصصه عن أمير المؤمنين (ع) قال (سارَ ذو القرنين في الظلمة ثمانية أيام وثمانية ليال ومعه أصحابه).
من الواضح أنه (ع) يقصد ما يساوي هذا العدد من أيام الأرض لا من أيام (الزهرة) حسب الفرض.
المرحلة الثانية: (ثم أتبع سببا- حتى إذا بلغ مطلع الشمس)
أنطلق أيضاً بالسرعة الفائقة، لكن باتجاه مطلع الشمس. إذا كان دوران الزهرة حول محورها بطيئاً جداً ويومها ما يقرب من سنة فيفترض أن يتجه إلى مغرب الشمس أيضاً ليذهب إلى الكوكب الداخلي الآخر، (عطارد) فلماذا اتجه نحو مطلع الشمس؟ الجواب أنه لو تحرك باتجاه مغرب الشمس لعاد إلى الأرض وهو لا يريد ذلك إنه يريد الانطلاق إلى عطارد.. والسبب هو أن الزهرة هي الوحيدة من السيارات التي تدور من الشرق إلى الغرب مخالفة بذلك جميع أفراد المجموعة الشمسية كما في النص العلمي: نص علمي: (... ولكن الرادار نفسه اكتشف شيئاً مذهلاً حقاً. وجد أن الزهرة تدور حول نفسها في اتجاه معاكس للكواكب الأخرى. فكل الكواكب تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق. أما الزهرة فتدور من الشرق إلى الغرب) الدليل ص 60.
(فوجَدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)
تحرك إذن باتجاه مطلع الشمس ووجد هؤلاء القوم على كوكب (عطارد). وهؤلاء ليسوا من العلم بحيث يمكن تعليمهم وليسوا أشراراً ليعاقبهم إنهم شبه عراة يمرون بطور بدائي يشبه الطور الذي مرّت به الأرض قبل الزراعة وبناء المساكن.. ولذا لم يفعل باتجاههم أي شيء:
( كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا )- أي كنا نتابعه خلال حركته، بعلم احاطي.
المرحلة الثالثة: ( ثم أتبع سببا- حتى إذا بلغ بين السدين )
سار ذو القرنين بنفس الاتجاه- نحو الكواكب الداخلية، والمشرق والمغرب أمر يخص الكرات الأرضية وهو لا علاقة له بذلك- ولذا لم يذكر القرآن هذه المرة المغرب والمطلع لأنه حدد لنا اتجاهه (بنقطتين يمكن رسم مستقيم بينهم) فلا ضرورة للكلام الزائد.

)


يتبع...
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: تواريخ وحوادث


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
هؤلاء درجة تطورهم أدنى من القوم السابقين وهم مساكين لا يحسنون حتى التعبير. فجعل تخلف اللغة دليلاً على تدني معارفهم وهو أدق المقاييس إطلاقاً. لم يعرف القوم من هو ذو القرنين، لذلك عرضوا عليه مطلبهم بسذاجة لمجرد أنهم رأوه بعساكر وقوة لا مثيل لها. عرضوا عليه أن يحميهم من يأجوج ومأجوج مقابل ثمن:
( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض- فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً )؟
لكنه كان بين السدين فأين يريدون وضع السد الجديد؟
إن أكثر الفقرات غموضاً هو بناء السد- بالرغم من أنه ليس سداً كما سنرى. ولكن بناء على اقتراحنا السابق فإن هؤلاء القوم كانوا بين كوكبين في منطقة تعادل الجاذبية حيث هو المعبر عنه (بين السدين)- وهذه هي طبيعة هذا الخلق، ذلك لأن السد في التعبير القرآني هو الحاجز المانع عن الحركة والغير مرئي- أستخدم ثلاث مرات فقط.. مرتان هنا في فقرات بناء السد- ومرة واحدة بالمعنى الذي ذكرناه في يس:
( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) 9/يس.
وهذا الاستخدام الوحيد الواضح وهو الذي يفك رموز الموردين الغامضين أعلاه.
أما يأجوج ومأجوج فإنهم على الكوكب الصغير نفسه، فهل كان يأجوج ومأجوج يهاجمون القوم منطلقين من كوكبهم؟
يبدو ذلك- ففي رواية عن أمير المؤمنين (ع) يذكر فيها أن ذو القرنين استمع في طريقه وهو بالرحلة إلى شرح مفصل من (أحد الملائكة) لعملية نشوء الزلازل- وعند التأمل فيها يظهر واضحاً الربط بين الزلازل وبين القوى المغناطيسية للكوكب- وسوف نوضح أمر هذه الرواية قريبا- ولكن الذي يهمنا منها الآن أن الكوكب قريب من الشمس والمجال المغناطيسي فيه شديد الوطأة يدل على ذلك ( أن كثافته مقاربة لكثافة الأرض رغم أن حجمه خمسة بالمائة منها وسرعته في المدار ضعف سرعتها تقريباً رغم أن يومه 58 يوماً من أيامنا مما يدل على شدة المجال المغناطيسي فيه). الخطوط المغناطيسية تخرج من دائرة صغيرة في القطب الشمالي ممتدة إلى دائرة مثلها في القطب الجنوبي- وفي القطب بالذات ينعدم تأثير القوة المغناطيسية- وهذا هو المنفذ الوحيد لخروج يأجوج ومأجوج! يؤيد ذلك طبيعتهم القائمة على سرعة الحركة:




حديث (18): البيضاوي في أنوار التنزيل وأسرار التأويل في يأجوج ومأجوج قال:
( وقيل أنهما من الترك وقيل أنهما اسمان أعجميان بدلالة منع الصرف )
أقول أنه ليس في القرآن ما هو أعجمي:
( ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته ) 44/فصلت.
فالاسم مشتق من أج أي أسرع والآخر مشتق من مج ومعناه تحدّر أو إنسلّ فالأج والمج واحد في الفعل مختلف في الصورة الأول يظهر الإسراع والآخر ينسل خفية بإسراع فهو كالفارق تماماً بين الهمز واللمز.
القاموس: ( أج إذا أسرع وأصله الهمز ).
ما الذي فعله ذو القرنين؟ قام أولاً بتصحيح لغوي لطلبهم. فهم أرادوا سداً لكنه أخبرهم بأنه سيجعل بينهم ردماً! فما هو الفرق بينهما؟ إن الفرق بينهم يبين صحة الفرض السابق. فالسد رغم كونه قرآنياً غير مرئي لكن صورته الذهنية هي صورة الجدار الطولي. أما الردم فهو إغلاق فتحة علوية.
القاموس ( ردم الثلمة وردم الكوة إذا سدها أو أغلقها )
فالكوة التي تدخل فيها الشمس تردمها ولا تسدها.
تخيل الخطوط المغناطيسية الخارجة من قطب مغناطيسي لآخر أو أنظر الرسم سترى هنا الثُلمة المغناطيسية.


إذا رأيت الرسم بإمعان فإن شكل الخطوط يشبه شكل الصدفة- صدفة المحار لكن الصدفة نفسها عليها نقوش خطوط تشبه تماماً خطوط الفيض على كرة ممغنطة- فهناك أيضاً في المحار دائرة صغيرة في الأعلى تخرج منها الخطوط على المحارة.
إن الخطوط المغناطيسية ( تنقطع ) عند القطبين وفي هذه النقاط تضعف القوة ويمكنهم الإفلات منها. والطريقة الوحيدة لمنع القوم من الخروج هو توصيل الفيض ما بين الصدفين ولا يتم ذلك إلا ببناء مغناطيسي شديد الفيض فوق القطب- فاللازم إذن استخدام الأسلوب العلمي لصناعة مغناطيس يوضع على القطب لسّد الثلمة التي تبلغ ثلاثة أميال. فالمجال يسد الثلمة لكن المغناطيس يوضع على الجهتين وهو أصغر حجماً من الثلمة بكثير.
كيف تصنع المغانيط الحديثة؟ يجيب على هذا السؤال النص العلمي الرسمي الآتي:
(... فبناء على نظرية الدايبولات الحديثة تكون ذرة الحديد هي أفضل المواد الفيرومغناطيسية لأنها تحتوي على أربع إلكترونات لا إزدواجية في الطبقة الثالثة متشابهة في اتجاه البرم. وتصنع المغانيط الحديثة من خليط الفيرات وهي عبارة عن أوكسيدات الحديد مخلوطة مع أوكسيدات مواد فيرومغناطيسية أخرى كالنحاس- إذ يأتي بالدرجة الثانية بعد الحديد بالقابلية على التمغنط حيث تطحن أو تقطع هذه المواد إلى قطع صغيرة أو تضغط ثم تحرق بالنار فنحصل على مغانيط قوية ذات خصائص فريدة)- الفيزياء- كلية العلوم- جامعة بغداد.
لقد قام ذو القرنين بالعمل على هذا النحو تماماً:
( قال أأتوني زُبَر الحديد ).
قُرئت زُبًر الحديد بفتح الباء- والمعنى القطع العظيمة الكثيرة (القاموس). لكنهم في قوله تعالى ( فتقطعوا أمرهم بينهم زُبُرا ) اختلفوا بين الفتح والضم، وخالف ابن بري الجميع بما في ذلك خالويه حينما قال:
من قرأ زبُرا بالضم فهي جمع زَبُور- أي جعلوا دينهم كتباً كثيرة. ومن قال زُبَراً بالفتح فهي جمع زُبَرة- أي قطعة أي تقطعوا قطعاً.
سوف ننقل خلافهم الآن إلى موضوعنا! لأنهم تركوها اعتقاداً منهم بأن السد عظيم فالقراءة بالفتح حتماً. فلو قرأناها بالضم لكان المعنى أتوني قطع الحديد المقطعة قطعاً.. أي المسحوقة سحقاً. وهذا هو سبب قوله (فأعينوني بقوة)، أحتاج قوتهم لتقطيع الحديد لا لحمله.. لأنه كما يبدو من النص القرآني متوفر في المنطقة بكثرة.
لكن ابن منظور لا يرى فرقاً بين القراءتين فعنده زُبَر وزُبُر واحد هو الأجزاء الصغيرة. ومن هنا يتضح أن قول المفسرين قطعاً عظيمة لا مؤيد له من اللغة- فإن أرادوا وصف الكمية فهي كمية كبيرة ولا تحتاج لإيضاح إنما المقصود القرآني النوعية: أأتوني القطع المقطعة من الحديد لأحرقها واخلطها بالنحاس وأصنع منها أكاسيد تكون مغانيط فريدة!.
وهذا ما فعله- فلكي لا يضطر لنقل المغناطيس العظيم هذا فقد وضع الحديد بنفس المكان وبالشكل المطلوب بحيث يساوي في فيضه المغناطيسي بين الصدفين ثم أحرقه إحراقاً شديداً ثم رمى فيه النحاس:
(حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال أتوني أفرغ عليه قطراً ) - إذن فهو يعلم علاقة الفيض بحجم المغناطيس ونوعه.
أراد القرآن بقوله جعلها ناراً تأكيد عملية الإحراق في الجو لتكوين الأكاسيد. أتفق الجميع أن القطر هو النحاس ولكن اختلفوا في نوعه:
قال جماعة: هو النحاس المصهور لقول ابن عباس (قطر آن) فجزأه إلى قطر وآن أي في أوج حرارته.
لكن صاحب القاموس وصاحب اللسان قالا: إنه نوع من النحاس ولم يحدداه إذن فهو أوكسيد النحاس الذي أسمه القديم (زنجار النحاس).
ولهذا أحرق الحديد وحده وأخر النحاس لكونه متوفر لديه كأوكسيد جاهز فيكفي المتبقي من الحرارة لإدخاله الخليط وصهره كون درجة انصهاره أوطأ من درجة انصهار الحديد. وإذن فعلى قراءة ابن عباس يكون معنى آن جاهزاً لا مصهورا! فأين هذا من قول المفسرين إنه بنى الحديد بالنحاس كما يبنى الحجر بالطين وسموه سد ذي القرنين رغم تصحيحه لخطأهم اللغوي وتسميته ردماً؟
(فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقب).
لم يقل يظهروا عليه.. لأنهم أول مره رأوا الطريق مفتوحاً إلا هذا الشيء العجيب كحدوة الحصان.. أنها تعني لم يقدروا على خرق المجال وهي عبارة بالغة الدقة وتخلو من التاء لهذا الرمز.. وما استطاعوا له نقبا، عندئذ عرفوا أن هذا الشيء الغريب ( المغناطيس ) هو السبب فأرادوا تهديمه فما استطاعوا:
اللسان: نقبت خف البعير إذا تآكلت وتهرأت. إذن لم يحاولوا ثقبه كما ظن المفسرون بل حاولوا تهديمه لأن الثقب لا فائدة منه فالفيض متصل في الفراغ.
( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا ).
وهذا الوعد هو يوم المهدوية- كما سنبرهن عليه لاحقاً- ولهذا السبب أقترن خروج يأجوج ومأجوج بنزول المسيح (ع)- لأن دك الردم عند حدوث الوعد فيتمكنون من الخروج ثانية- ولما كان نزول المسيح (ع) مقترناً بظهور المهدي (ع)- دلّ ذلك على أن الوعد مفرده استخدمت للإشارة لهذا اليوم كما سيأتيك في اقترانات الوعد بالألفاظ الأخرى.
أدلة أخرى متفرقة من المأثور على صحة التفسير
حديث (18): الجزائري في (النور المبين) عن أمير المؤمنين في قوله تعالى (إنا مكنا له في الأرض) قال (ع): (سخر له السحاب ومد له في الأسباب فكان عليه الليل والنهار سواء).
الحديث واضح في تمكنه من السفر في الفضاء لوجود عبارتي السحاب والأسباب واستخدامه (ع) مد- إشارة إلى قوله تعالى (فليمدد بسبب إلى السماء).
كانت سرعته فائقة جداً- فيتمكن من الخروج من الليل والدخول في النهار ولهذا كانا عليه سواء أي بدون مرور زمن.
حديث (19): الجزائري أيضاً عنهم (ع) في الإجابة عن سبب تسميته ذي القرنين قالوا (ع): لأنه دخل النور والظلمة).
ويحلل بالتحليل نفسه فهو يدخلهما بوقت واحد من غير انتظار لحركة الفلك لامتلاكه السُرع الفائقة، وإلا فلا معنى للحديث، لأن أي فرد منا يمكنه الدخول إلى النور والظلمة. إن هذا يفك الرموز في حديث آخر حول شكل الأرض- حيث ورد في المأثور إجابة عن السؤال عن شكل الأرض أنها (على قرني ثور).
أي: على شكل قرني ثور فتعطي صورة الشكل المفلطح للأرض بدقة علمية أكبر وإذن فلا مكان للسخرية من هذا الحديث الشريف من قبل أولئك المتحذلقين بغير ما دراسة في نصوص وآثار دينهم. يدل عليه قولهم (ع) عن ذي القرنين ( أنه بلغ قرنيها) أي الأرض- أي بلغ جزئيها المتقابلين كقرني ثور شرقها وغربها. يدل عليه أيضاً:
حديث (20): السمرقندي عن النبي (ص): قال: ( سمي بذي القرنين لأنه طاف شرقها وغربها). إن المثير للسخرية ليس هذا الحديث وأمثاله وإنما بقاء الأمة الكبيرة ألف وأربعمائة سنة جاهلة بمعاني تلك الأحاديث.
حديث (21): العياشي في تفسيره عن علي (ع) بشأن ذي القرنين:
(ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا فكشط الأرض كلها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب). الحديث صريح في أن رحلاته كانت في الفضاء.
كشط في اللغة- كشف (وإذا السماء كشطت)- أي فرجت وكشفت.
فاستعمل (ع) لفظ كشط للدلالة على نوع الحركة- لارتباطه في القرآن بالسماء فقط.
حديث (22): الراوندي في قصص الأنبياء (ع) عن الباقر (ع): ( حج ذو القرنين بستمائة ألف- فسار إلى إبراهيم (ع) فقال إبراهيم (ع) بم قطعت الدهر؟)
أنّ قطع الدهر يعني (اختصار الزمن)- فهو يقطع المسافات التي لا تقطع إلا بالدهور مثل لمح البصر. ومن الواضح أنه ليس على الأرض مسافات تستغرق دهوراً- لأن الدهر حدد في القاموس على أنه ثمانين سنة.
نص آخر: البيضاوي في أنوار التنزيل حول المرحلة الثالثة من الرحلة قال:
(ثم أتبع سببا يعني طريقاً ثالثاً معترضاً بين المشرق والمغرب من الجنوب إلى الشمال).
إن هذا النص يؤكد ما قلناه من تحركه للمرة الثالثة نحو القطب الشمالي للكوكب لسد الثلمة المغناطيسية.
على أن في رواية الجبل المحيط- تنكشف أسرار أخرى- في القرآن تأتيك في محلها. وهنا سوف نذكر الرواية فقط مع تعليق موجز:
:



يتبع ...

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
حديث (23) رواية الجبل المحيط:
سخر قوم من المعاصرين من مثل هذه الرواية واستنكروا أن ترد في الكتب المعتبرة. ولهم الحق في ذلك إذ لم يكلفوا أنفسهم عناء التأمل والبحث:
في ( إكمال الدين وإتمام النعمة ) بسنده عن أمير المؤمنين علي (ع) قال:
(ثم مشى على الظلمة ثماني أيام وثمانية ليال وأصحابه ينظرون إليه حتى انتهى إلى الجبل المحيط بالأرض كلها وهو الجبل الأعظم. وإذا بملك من الملائكة قابض على الجبل وهو يسبح فخر ذو القرنين ساجداً فلما رفع رأسه قال له الملك: كيف قويت يا ابن آدم على أن تبلغ هذا الموضع ولم يبلغه أحد من بني آدم قبلك؟ قال: قواني عليه الذي قواك على قبض هذا الجبل وهو محيط بالأرض كلها. قال الملك صدقت لولا هذا الجبل لانكفأت الأرض كلها وليس على الأرض جبل أعظم منه وهو أول جبل أسسه الله ورأسه ملصق بالسماء الدنيا وأسفله بالأرض السابعة السُفلى وهو محيط بها كالحلقة وليس على وجه الأرض مدينة إلا ولها عرق إلى هذا الجبل فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أوصى إلي فحركت العرق الذي يليها فزلزلته).
إن الحديث يوضح المغناطيسية الأرضية ويوضح الصلة بينها وبين الزلازل فقوله:
محيط بالأرض كلها: لا يعقل بأن الإمام (ع) يقصد به جبلاً مرئياً فكيف يقول ذلك ولا أحد يرى هذا الجبل؟.
وإذن فهو جبل غير مرئي.


قوله: ليس على الأرض جبل أعظم منه: فهو أعلا الجبال فعلاً وأكبرها حجماً.
قوله: وهو محيط بها كالحلقة: تصوير رائع في جميع جهاته. لأن المنظر العلوي والجانبي والمجسم كلها تظهر المغناطيسية على شكل حلقات.
قوله: ما من مدينة إلا ولها عرق إلى هذا الجبل! تصوير رائع آخر بالغ الدقة لرسم الخطوط المغناطيسية، التي تمر بكافة بقاع الأرض!.
قوله: رأسه ملصق بالسماء الدنيا- أي بالسماء القريبة تحديد آخر لمدى ارتفاع الخطوط الذي يبلغ بضعة آلاف الكيلومترات.
قوله: وأسفله بالأرض السابقة السُفلى: تحديد علمي آخر فيه دقة مدهشة! فلم يكتف بالقول الأرض السابعة حتى قال السفلى ليدلل على أنه في باطن الأرض أيضاً لأن الخطوط تدخل من القطب الشمالي إلى الجنوبي في عمق الأرض وفي أي مغناطيس آخر. وهذا ما يسمى بالقلب المغناطيسي للأرض. أنظر الرسم. علماً بأن طبقات الأرض سبعة طبقات!.
قوله: وهو أول جبل أسسه الله. تحديد علمي آخر مدهش! فإن المغناطيسية كقوة طبيعية تكون مرافقة لتكون الأرض وجزء لا يتجزأ من طبيعة وجودها وكتلتها وهو قطعاً سابق على نشوء أية تضاريس جبلية! بل فيه إشارة إلى تكون الجبال فيما بعد! حسبما أثبتت العلوم الجيولوجية.
فما هو المثير للسخرية في هذا الحديث المقدس؟.
أهو قوله وإذا بملك قابض على الجبل؟
نعم إنه قابض بمجمع الخطوط الكائن في القطب وهو الذي يحدد زاوية الميل المحوري لكل كوكب. وفي الأرض تتحكم هذه الزاوية بكل مصيرنا ومستقبلنا! فليست الزلازل وحدها هي بفعل القابض على الجبل! لأن زاوية الميل هي التي تتحكم في تعرض الأرض لأشعة الشمس وبالتالي يتكوّن الرياح والأمطار.. والأنهار.. إن مصير البشر وأرزاقهم تتحكم بها زاوية الميل المحوري.
أما سر المغناطيسية فلا أحد يأمل في الوصول إليه:
نص رسمي: (.. وتجدر الإشارة إلا أن مغناطيسية الأرض معقدة جداً بالرغم من الفرض الجديد للألماني وولتر القائم على أساس التيارات المائعة في قلب الأرض إذ لا زالت الحقائق عنها هزيلة والمعروف منها أمور متضاربة تجعل الحصول على نظريته حصيفة عن أصل المغناطيسية الأرضية أمراً بعيد المنال.)!!. نظرية المجال/كلية الهندسة.
وتشير معادلات ماكسويل في الحقل المغناطيسي إلى أن فيض الحقل يعتمد على قيمة الشكل المتجه للحقل وعلى القيمة الآنية للتمرير في المادة. وقيمة الشد تعتمد على حركة المحور وزاوية ميله.
ولذلك كان البيضاوي في (أنوار التنزيل) وابن منظور في (لسان العرب) يحومان حول المعنى من غير أن يعرفا أسراره:
البيضاوي: فلما ساوى بين الصَدَفين الصَدَف بالفتح والضم لغتان وكلاهما من (الميل) ولكن أي ميل لم يكن يدري؟ هكذا قالوا.
اللسان: والصدف منقطع الجبل المرتفع وبه قُرأ ساوى بين الصدفين!. والصدف غشاء الدُرّة، صَدَفُ الدُرّةِ غشاؤها.
إن عبارة (منقطع الجبل) المرتفع ليست لغوية قطعاً بل تسربت إلى المعاجم من علماء القرآن فهناك على القطب تنقطع الخطوط الشبيهة بالجبال. ولا معنى آخر لعبارته.
وعلى معنى غشاء الدرة يطابق المعنى بصورة أكثر دقة.. فهو يتضمن معنى الخيوط ومعنى الإحاطة.. فكأن المغناطيسية أشبه بغشاء يغطي الأرض كغشاء الدرة في الصدف!.
هذه خلاصة شديدة التركيز لما يتضمنه هذا الحديث من أسرار وعدا ذلك فإن له صلة بالكثير من الآيات القرآنية ومعانيها- لعل أهمها هو الباب الذي يفتحه الحديث لمعرفة الفرق بين الرواسي والجبال والذي يأتيك في موضعه بإذن الله تعالى.
ولا أدّعي ان اتجاه الحركة في الرحلة أمرُ محسومٌ تماماً وإن كنت أدّعي ان فضائية الرحلة أمرٌ لا شكّ فيه.
فلو أن العبارة القرآنية (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) قد تحقق معناهابوقت انطلاقٍ آخر معاكسٍ أي انه انطلق فجراً او صباحاً إلى مغرب الشمس لارنعكست الحركة كلها وأصبح اتجاه الرحلة إلى الكواكب الخارجية وهي المريخ واقمار المشتري ثم المشتري. وفي كل الاحوال يبقى هذا الاحتمال ممكناً كالأول لحين ظهور حقيقة في النص تثبت أيهما الذي حصل بالفعل. ولكن ذلك كله لا يؤثر على صحة الفرض بفضائية الرحلة ولا ما ذكرناه اجمالاً عن كيفية بناء السد.
وفي كتابنا (ملحمة جلجامش والنص القراني) توضيحٌ أكثر إسهاباً يطابق الاحتمال الثاني لاتجاه الحركة.
المرحوم عالم سبيط النيلي رضوان الله عليه ( الطور المهدوي

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على البشير النذير و السراج المنير أبي القاسم محمد و آله الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






بعض الأحاديث في إطار يأجوج و مأجوج :



الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سئل أمير المؤمنين (ع) عن الخلق فقال: خلق الله ألفا ومائتين في البر وألفا ومائتين في البحر وأجناس بني آدم سبعون جنسا والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج(3).



الحديث يشير أن يأجوج و مأجوج من الأنس ولكن ليسوا من سلالة آدم و هذا يشير أنهم ليسوا بضرورة أن يكونوا من سكان الأرض .



وروي عن علي عليه السلام أنه قال : سخر الله له السحاب فحمله عليها ، ومد له في الأسباب ، وبسط له النور ، فكان الليل والنهار عليه سواء ، فهذا معنى تمكينه في الأرض " وآتيناه من كل شئ سببا " أي وأعطيناه من كل شئ علما وقدرة وآلة يتسبب بها إلى إرادته " فاتبع سببا " أي فأتبع طريقا وأخذ في سلوكه ، أو فأتبع سببا من الاسباب التي أوتيها في المسير إلى المغرب " حتى إذا بلغ مغرب الشمس " أي أخر العمارة من جانب المغرب ، وبلغ قوما لم يكن وراءهم أحد إلى موضع غروب الشمس " وجدها تغرب " أي كأنها تغرب " في عين حمئة " وإن كانت تغرب وراءها ، لان الشمس لا تزائل الفلك ولا تدخل عين الماء ، ولكن لما بلغ ذلك الموضع تراءى له كأن الشمس تغرب في عين ، كما أن من كان في البحر يراها كأنها تغرب في الماء ، ومن كان في البر يراها كأنها تغرب في الارض الملساء ، والعين الحمئة : هي ذات الحمأ وهي الطين الاسود المنتن .

حديث ذو دلالة واضحة على أن رحلة ذو القرنين ليست في حدود الأرض ففي بداية الحديث تكلم عن الآلية التي حملت ذو القرنين وجنوده فهو محمولٌ على السحاب و أعتقد أن كلمة سحاب كلمة لها دلالتها المنفتحة الغير محصورة كأن يكون معناها حصراً السحاب المعرف بالاصطلاح وهذا ما تكفلت به اللغة الموحدة في إثبات معاني الحروف ، هذا فإن كلمة سحاب بحد ذاتها كلمة لها حركتها الخاصة التي بإمكاننا أن نستعملها في غير إصطلاحها المعهود و على ذلك كان يكون ذو القرنين كسلمان عليه السلام له ما له من آلة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام تسير به حيث ما شاء في الأسباب أسباب السماوات و الأرض أي خارج الكوكب الأرضي وهذا ما أثبته السيد النيلي حين تعقب اللفظ " سبب " حيث وجنا أن هذا اللفظ قرآنياً يعني الاتجاه إلى السماء فكل موارده تنصب في هذا المعنى ولك أن تتبع اللفظ لترى ما ذهب إليه المرحوم النيلي .

بعدها قال أمير المؤمنين عليه السلام
" وبسط له النور ، فكان الليل والنهار عليه سواء ، فهذا معنى تمكينه في الأرض " وآتيناه من كل شئ سببا " أي وأعطيناه من كل شئ علما وقدرة وآلة يتسبب بها إلى إرادته " فاتبع سببا " أي فأتبع طريقا وأخذ في سلوكه ، أو فأتبع سببا من الاسباب التي أوتيها في المسير إلى المغرب " حتى إذا بلغ مغرب الشمس " أي أخر العمارة من جانب المغرب ، "


هذه الجملة واضحة تدل على أن ذو القرنين كان في سفره إلى السماء يجري بسرعة الضوء بدلالة فبسط له النور فأي سرعة تجعل عليه الليل و النهار سواء فمن المعلوم أن أعلى سرعة توصل إليها الإنسان يمكنه ركوب آلة ولا خوف عليه منها هي الطائرات النفاثة حيث بلغت أعلى سرعة لها 10855 كيلومتر في الساعة وهي سرعة ليست بقليلة أي بإمكان هذه الطائرة أن تقطع دائرة الأرض خلال ساعتين هذا و إن تنازلنا عن فرضية سرعة الآلة التي ركبها ذو القرنين و التي قدرنا أن تبلغ سرعتها سرعة الضوء المهولة أي 1080000000 كيلو متر في الساعة أي أكثر من مليون ضعف سرعة الطائرة النفاثة وهذه سرعة خيالية بالنسبة إلى محيطنا الضيق ولكن بالنسبة إلى الكون الفسيح كأنها حلزون تقطع محيط الأرض فلا انتفاء لهذه الفرضية حيث أن ذو القرنين أُتي من كل شيء سببا و حيث هو ممكن وأيضا بحيث أعطي علماً لدنيّاً فلا ننسى ما قام به آصف بن بلخيا من إيتاء عرش بلقيس في أقل من طرفة عين و تلك السرعة إن حسبتها ستبلغ عشرات الملايين من السنين الضوئية .
وأقدر لك احتمال ثالث في سرعة ذو القرنين بما قاله أمير المؤمنين أنه كان عليه الليل و النهار سواء فإذا أفترضنا أن مركبة ما تسير بسرعة دوران الأرض حول نفسها و باتجاه الشمس فإن المركبة ستثبت في موقع قبالة الشمس على شرط أن تكون سيرها عكس دوران الأرض وبهذا الفرض تكون سرعة المركبة في هذه الحالة 1670 كيلومتر في الساعة وهذه السرعة متححقة في هذا الزمن بل هي سرعة طائرة نفاثة عادية أو قل قديمة وعلى ذلك يتطلب من ذي القرنين أن يحقق ثلاثة أضعاف سرعتها لكي يبلغ قرنيها كما في الحديث الشريف أي 5010 كيلو متر في الساعة وهذه السرعة نصف سرعة الطائرة النفاثة أعلاه وهذا إحتمالٌ وارد ولكن بالسبة إلى الكون الخارجي أو الفضاء إتباع الأسباب لكي يتجه ذو القرنين إلى مطلع الشمس فلا تكفي هذه السرعة فهي من البطء الشديد بحيث يتطلب أن يصل كما أفترض المرحوم النيلي إلى كوكب الزهرة فمن المعلوم أن كوكب الزهرة يبعد عنا 41000000 كيلومتر أي يتطلب الوصول إلى كوكب الزهرة 341 يوم وهذا كثير مع العلم أن المرحوم النيلي أفترض أقل من ألف كيلو متر في كتاب ملحمة جلجامش هذا إن كان فهمي صحيصاً وإن أخطأت الرجاء من الأخوة أن ينبهوني وعليه فستتضاعف المدة إلى 1705 يوم أي أربع سنوات و سبعة أشهر وهذا شيء ليس بالقليل بالنسبة إلى رجل أتاه الله من كل شيء سببا و أُتي علماً لدنيا و الشخص الذي عنده علم لدنيّ يعرف المسافة بينه وبين الكوكب المراد التوجه إليه وعليه فهو لا يقبل أن يذهب إليه في هذه المدة الكثيرة و وقد روي انه سار في الظلمة ثمانية أيام أي في الفضاء لن الفضاء مظلم فلا يرى إلا الجرام التي تعكس أشعة الشمس حتى الشمس ترى كأنها نجمٌ بعيد وذلك بسبب المادة المظلمة كما يسميها علم الفلك وعليه فإن قدرنا أن ذو القرنين متجه إلى كوكب الزهرة وهو يسير ثمانية أيام فسنخرج بنتيجة تبين أن سرعته في الظلمة إلى كوكب الزهرة تبلغ 213541 كيلومتر في الساعة وهي سرعة تناسب نوعاً ما المجموعة الداخلية للمجموعة الشمسية أي الزهرة و عطارد ولكن لا تناسب هذا الكون الفسيح على الإطلاق هذا وأنا أعتقد أن الرحلة سماوية فضائية ولكن ليست بحدود المجموعة الشمسية بل أبعد بكثير بما يتناسب سرعة النور وعليه فان أعتقد أنه خرج من المجموعة الشمسية بل من الممكن أن تكون خلف الشمس مباشرة وهذا مالم يكتشفه علماء الفلك إن كان هناك أجرامٌ خلف الشمس وذلك لموقع الشمس منه فإن كان باستطاعتهم ذلك فعند كسوف الشمس الكلي فقط وبحدود دقائق معدودة لا تكفي للتأمل .



يتبع ...

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
" وبلغ قوما لم يكن وراءهم أحد إلى موضع غروب الشمس"

ترى ما المقصود من لم يكن ورائهم أحد فإن هذا يتنافى مع دائرية الأرض، إن قال القائل أنه يقصد غرب الأرض وهذا الكلام إعتباطي لا يمت إلى الموضوعية و التدبر في الكلام بشيء وذلك فإن كل قرية ورائها قرية حتماً ، وعلى هذا فأن المقصود لم يكن وراء أرضهم أرض وعليه فقد يكون المقصود به كوكب عطارد لأن خلفه الشمس مباشرة .


بعدها قال عليه السلام :
" " وجدها تغرب " أي كأنها تغرب " في عين حمئة " وإن كانت تغرب وراءها ، لان الشمس لا تزائل الفلك ولا تدخل عين الماء ، ولكن لما بلغ ذلك الموضع تراءى له كأن الشمس تغرب في عين ، كما أن من كان في البحر يراها كأنها تغرب في الماء ، ومن كان في البر يراها كأنها تغرب في الارض الملساء ، والعين الحمئة : هي ذات الحمأ وهي الطين الاسود المنتن "


وهذا ما أثبته المرحوم النيلي في نظرته حيث قال أن معنى العين هو الشيء المكور بذاته والواضح وضوحاً كافيا ولذ سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتياً من الأرض عينا .
أما بالنسبة إلى كلمة حمأ فقد عرفها أمير المؤمنين عليه السلام بأنها وهي ذات الحمأ وهي الطين الأسود المنتن وهذا المعنى يتبادر إلى الذهن حمأ البركان فهو يحتوي على نسبة عالية من الكبريت وهو ذو رائحة منتنة قاتلة ولون أسود .

عن حارث بن حبيب قال : أتى رجل عليا عليه السلام فقال له : يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين ، فقال له : سخر له السحاب ، وقربت له الاسباب ، وبسط له في النور ، فقال له الرجل : كيف بسط له في النور ؟ فقال علي عليه السلام : كان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار ، ثم قال علي عليه السلام للرجل : أزيدك فيه ؟ فسكت .


ما هذا الرجل يقول له الأمير أزيدك فيسكت ، قرأت مقولة إلى البرت إنشتاين من فترة طويلة ولا أدري هل صدرت منه أو تقولوها عليه أحد تقول فيها " علي إبن أبي طالب خلق في زمان ليس بزمانه و أظن أنه لا يحده زمان "
وهذا الرجل تعسر عليه فهم جملتين فامتنع عن سماع الباقي.
نعم بسط له النور فبتصوري أن عنده آلة تنشر له النور بحيث يرى كل شيء كأنه في النهار .





قال : صلى الله عليه وآله رحم الله أخي ذا القرنين ما كان مخطئا إذ سلك ما سلك وطلب ما طلب .
ولو ظفر بوادي الزبرجد في مذهبه لما ترك فيه شيئا إلا أخرجه إلى الناس لأنه كان راغبا ، ولكنه ظفر به بعدما رجع فقد زهد .


يا ترى ما وادي الزبرجد هذا ولماذا فقط في مذهبه هل رأى شيئاً في رحلته جعله يزهد بالحصول على الزبرجد .
أقول إن ما أقرأه الآن له قرينة بما أثبته النيلي من الوحدة الشخصية لجلجامش مع ذو القرنين فجلجامش عند عودته مر على وادي فيه ما فيه من المعادن ولكن كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله زهد مما رآه في رحلته فصغر كل شيء بالنسبة له وعف عن الزبرجد .
هنا ينبغي علينا معرفة وادي الزبرجد ، في الحقيقة لا يوجد وادي على مستوى كوكب الأرض كله زبرجد هذا إن فهمنا المقصود من الزبرجد الحجر الكريم المعروف أم شيء آخر فإن كان الزبرجد المعروف فإن تركيبه الكيمائي هو سليكات المغنيزيوم و الحديد ومن المعلوم أن الزبرجد أخضر اللون ويقال أن الزبرجد معدن أو حجر ليس من أصل أرضي أي ليس من كوكب الأرض وهذا دليل آخر على أن ذو القرنين رحلته فضائية .
من المعلوم أن كوكب المشتري يحتوي على مجموعة كبيرة من الأقمار تبلغ حوال 63 قمراً وكل قمر يتكون من نسبة كبيرة من معدن واحد أو مركب و باقي المعادن متفاوتة النسب ومن ضمن أقماره قمر يتكون بنسبة كبيرة من السليكات و المغنيزيوم و الحديد ولونه مائل إلى الخضرة .
ولكن هذا الفرض سيعرقل نتيجة أن ذو القرنين في طريقه إلى مغرب الشمس إلا إذا قُصد من الشمس هي شمس أخرى غير شمسنا و موقعها يتجه بأتجاه الكواكب الخارجية وعليه ستكون المسافة سحيقة جداً وذلك من المعلوم لدى من تتبع علم الفلك أن أقرب نجم بالنسبة إلى المجموعة الشمسية هو القنطوري ويبعد عنا 4.3 سنة ضوئية وفي هذه الحالة يتطلب على ذو القرنين أن يزيد من سرعته بسرعات مضاعفة وهذا ما خمنته حين قرأت ملحمة جلجامش ففيه يشير إلى أن جلجامش يسير بسرعة ويزيد سرعته بسرعة مضاعفة قدرها عشرة مرات فإذا قلنا أن السرعة المعهودة التي تسير بها مركبته هي على أقل تقدير كما أشار النيلي على ما أتذكر 900 كيلو متر في الساعة فتكون سرعته المضاعفة على ما خمنته أنا هي 90 أوس 10 وفي هذه الحالة ستكون سرعته 3.7 مليون سنة ضوئية وفي هذه الحالة ستكون رحلته إلى نجم بهذا البعد بضرب 8 مرات وهي مدة الرحلة ثمان ليال وعليها سيكون النجم الذي ذهب إليه يبعد عنه 710 مليون سنة ضوئية وهو من البعد الغير متوقع بالنسبة لنا نحن الذين لم نؤتى من كل شيء سببا فلا نعجب فكل الاحتمالات واردة بسبب إيتاء ذو القرنين كل شيء .



يتبع....

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
جبرئيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إن ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ماشاء الله ، ثم ركب البحر فلما انتهى إلى موضع منه قال لاصحابه : دلوني ، فإذا حركت الحبل فأخرجوني ، فإن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره ، فأرسلوه في البحر وأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما ، فإذا ضارب يضرب حيث الصندوق ويقول يا ذاالقرنين أين تريد ؟ قال : اريد أن أنظر إلى ملك ربي في البحر كما رأيته في البر ، فقال : يا ذا القرنين إن هذا الموضع الذي انت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم فهو يهوي في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره ، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج .


الإمام عليه السلام يشير أن ذو القرنين عمل صندوقاً مصنوع من قوارير وبغض النظر عن نوعية القوارير مع أني أعتقد أنها غواصة ذو نوافذ من زجاج مجهزة بكامل التجهيزات فحملها معه طيلة رحلته مع أني استبعد أن يكون هذا البحر بالبحر المعهود لنا وأنه يريد أن يغوص في عالمه فأعتقد أنه بحر ليس بالمعهود لنا فقد يكون في كوكب آخر وذلك بدليل قرينة أن قدوم أسقطه نبي الله نوح عليه السلام لم يزل يسقط إلى عهد ذو القرنين فما هذا العقم السحيق الذي يسقط فيه قدوم سرعته لا تقل عن 100 كيلومتر خلال زمن يساوي تقريباً 5200 سنة ( وذلك لأن زمن الطوفان تقريباً 7000 سنة قبل الميلاد و حكم ذو القرنين في سنة 1800 قبل الميلاد ) فعليه سيكون عمق هذا البحر أكثر من 4.38 مليار كيلومتر فباعتقادك هل هذا بحر الكرة الأرضية التي أكتشف أعمق نقطة لها في وادي في المحيط الهادي ويبلغ 11 كيلو متر وهذا ما خافه ذو القرنين فهو لم يتوقع أن يمتد عمق البحر إلى هذا السحق مع أن الحبل الممدود لذو القرنين من الطول الذي يكفيه أن ينزل في عمق بحر يمتد إلى 55000 كيلومتر وهذا العمق يساوي 5000 ضعف أعمق نقطة في بحر الكرة الأرضية ، ستقول إن سفينة نوح جابت بحار الكرة الأرضية فسأقول لك إن الروايات التي تشير إلى بناء السفينة و مدة بناءها و حجمها المهول لا تدل أن رحلة نوح عليه السلام في حدود الكرة الأرضية فقط .
الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : عاش نوح عليه السلام ألفي سنة وخمسائة سنة ، منها ثمانائة سنة وخمسون سنة قبل أن يبعث ، وألف سنة إلا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم ومائتا عام في عمل السفينة ، وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الامصار
تخيل ما هي ضخامة سفينة نوح الذي ظل مائتي سنة يعمل بها هل ستقول أنها بضخامة باخرة تايتنك لا أظن فسفينة تحمل من كل زوجين أثنين بغض النظر عن أن يكون الزوجين نبات أو حيوان أو حيتان فالآية الكريمة لم تحدد فأطلقت في الأمر أي أن الأمر صدر إلى نوح عليه السلام أن يحمل من كل زوجين أثنين إطلاقاً من كل جنس فإن الطوفان القادم بعد بناء السفينة و بعد أن فار التنور وغرقت الأرض بكاملها فهذا يتطلب سفينة هي من الضخامة كي تتحمل الأمواج التي كالجبال كما عبر عنها القرآن قال تعالى :

حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ [40] وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [41] وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ [42] قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ [43] وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [44]



يتبع ....

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
بهذا الاسناد عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن صالح ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : سمعت أبي عليه السلام يحدث عطا قال : كان طول سفينة نوح عليه السلام ألفا ومائتي ذراع ، وكان عرضها ثمانمائة ذراع ، وعمقها ثمانين ذراعا ، فطافت بالبيت وسعت بين الصفا والمروة سبعة أشواط ثم استوت على الجودي .



الطــول = 51 سم طول الذراع × 1200 = 612 متر
العـرض = 51 سم طول الذراع × 800 = 408 متر
الارتفاع = 51 سم طول الذراع × 80 = 40.8 متر

هذه مقاسات سفينة نوح عليه السلام على ما عليه أغلب الروايات .
إذا أردنا قياسها بما يقاس عليه المساحات اليوم فتكون
612 × 408 = 249696 متر مربع وهذه مساحة كافية لحمل من كل زوجين أثنين .
أما ارتفاعها فتكون ارتفاع مبنى مكون من 12 طابقاً





عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : " لم نجعل لهم من دونها سترا " كذلك قال : لم يعلموا صنعة البيوت .


هذا الحديث يدل دلالة واضحة على أن القوم الذي قابلهم ذو القرنين بدائيين وهم يمرون في طور بدائي كأن يكون كالإنسان قبل مئة ألف سنة .



إن من الخلاف عليه أن :
يأجوج و مأجوج هل هم أقوام من الأرض أم من غيرها .
وهل هم من ولد آدم أم لا .
وهل كلمة يأجوج و مأجوج عربية أم أعجمية كما يدعي الكثيرين .
وهل أوصافهم كما ذكرت الروايات الشريفة من أن لهم آذان طويلة يستخدموها غطاء لهم و أطوالهم تقاس بالأشبار وهي تدل على قصر قامتهم وباستطاعتهم شرب ما طبرية بأكمله بلمح البصر وهم يأكلوا البشر بنهمٍ شديد .


أما بالنسبة إلى الفقرة الأولى :
يأجوج و مأجوج هل هم أقوام من الأرض أم من غيرها ؟
أن ما تدل عليه أوصافهم وعلى أنهم من غير ولد آدم وأنهم خلق كثير جداً بحيث أن آدم عليه السلام يأتي بولد واحد وهم يأتون بتسعة وعلى أن أحدهم يولد له ألف من ذريته قبل أن يموت وعلى أن ذو القرنين عليه السلام حصرهم و ردم الفتحة التي يخرجون منها وكل هذه القرآن تدل على أنهم ليسوا من الأرض وكذلك أن رحلة ذي القرنين ليست أرضية .


أما بالنسبة إلى الفقرة الثانية :
وهل هم من ولد آدم أم لا ؟
لقد سبق الجواب عليه في الفقرة الأولى هذا وقد أشارت بعض الأحاديث في ذلك مع أن بعض الروايات تشير إلا أنهم من الصين وهذا ينافي أوصافهم وهل يا ترى يقدر البشر على الحصر لآلاف السنين في ردم وهم تناسلون بكثرة ولا يأذن لهم بختراقها إلا أن يجيء أمر الله وحتى إذا فتحت يأجوج و مأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، فإن قلت كيف وردت بعض الروايات أنهم من سلالة آدم وهم سكان الصين ففي ذلك تتناقض الروايات ، نقول قبل نرفض الرواية لابد لنا من الروية فلا نستعجل الحكم فكثير من الروايات ضعفت لعدم بلوغها العقل ففي رواية جبل قاف ورواية الملك الممسك بالجبل خير دليل على رفض بعض العلماء لها وتضعيفها و البعض يقول أنها إسرائيليات تسربت إلى كتب الأحاديث و .... .


أما بالنسبة إلى الفقرة الثالثة :
وهل كلمة يأجوج و مأجوج عربية أم أعجمية كما يدعي الكثيرين ؟
إن من قال أن يأجوج و مأجوج كلمة أعجمية فهو يلغي عربية القرآن وتنزيله بلسان عربي مبين وهذا السبب يكفي لإلغاء هذا الفرض التعسفي الذي يتماشى مع الأهواء .



أما بالنسبة إلى الفقرة الرابعة :
وهل أوصافهم كما ذكرت الروايات الشريفة من أن لهم آذان طويلة يستخدموها غطاء لهم و أطوالهم تقاس بالأشبار وهي تدل على قصر قامتهم وباستطاعتهم شرب ما طبرية بأكمله بلمح البصر وهم يأكلوا البشر بنهمٍ شديد ؟
وهذه أواصفهم كما ذكرت الروايات و إليكم بعضاً منها :




في الخبر عن علي عليه السلام ع: يأجوج أمة لها أربعمائة أمير، و كذلك مأجوج، لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف فارس من ولده، صنف منهم طوله مائة و عشرون ذراعا، و صنف يفترش أذنه و يلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل و لا خنزير إلا أكلوه، و يأكلون من مات منهم، مقدمهم بالشام و سالفهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق، و يمنعهم الله من مكة و المدينة و بيت المقدس.


و عن علي (ع): يأجوج و مأجوج صنف منهم في طول شبر، و صنف منهم مفرط الطول، لهم مخالب الطير و أنياب السباع و تداعي الحمام و تسافد البهائم و عواء الذئب، و شعور تقيهم الحر و البرد و آذان عظام .


[color="Black"]
أقول : مما سبق من الروايات فيها دلالة واضحة على أن يأجوج و مأجوج خلق مجبولين من الطين مثل البشر لكنهم خلق آخر لهم صفاتهم الخاصة فمنهم من هو مفرط الطول ومنهم من هو مفرط القصر وهم يأكلون بعضهم بعضاً إذا مات أحدهم إذا هم في كومتهم أي تحت الردم يقتاتون على أنفسهم .

هناك آية أخرى ذكرت يأجوج و مأجوج في القرآن :[/COLOR


]حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ [96] وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ [97]





ومما أثبته السيد النيلي عليه الرحمة كون أن الوعد الحق المراد به في الآية هو خروج الحجة المنتظر عليه السلام ولا أريد الخوض فيه ففي كتاب الطور المهدوي أغرقه المرحوم بحثاً .
لكن في الآية التالية ذكرت كلمة شاخصة فهل الشخوص النظر إلى الأعلى أم هي صفة الذهول .
هذا ما أحتاج أن يساعدني فيه أخوة القصد وخاصة ( الموالي – التابعي – شهاب ثاقب – فرقان - محمد الصالحيوهناك ثلة من بحاثينا ذو القدرة على هذه أبحاث وما أنا إلا تلمي لهم ولي الفخر.... )


هذا و البحث عن هذه الأسرار التي حصل فيها لبس كثير تحتاج إلى مشاركات الأخوة الأعضاء فلا يحرمونا من علمهم فرب حامل علم إلى من هو أعلم منه فما أنا إلى متعلمٌ على سبيل نجاة يحتاج أن يروى من علمكم فزكاة العلم أن تعلمه عباد الله ودمتم في رعاية الله .



يتبع ....

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

الهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن اعدائهم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





وهذه أحبتي رواية من إكمال الدين في ذي القرنين عليه السلام









(إكمال الدين) بإسناده إلى عبدالله بن سليمان وكان قارئاً للكتب قال: قرأت في بعض كتب الله عز وجل أن ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندرية وأمه عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره يقال له إسكندر وكان له أدب وخلق وعفة من وقت ما كان فيه غلاماً إلى أن بلغ رجلا وكان رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها وشرقها وغربها , فلما قص رؤياه على قومه سموه ذا القرنين. هذه الرؤيا بعدت همته وعلا صوته وعز في قومه وكان أول ما أجمع عليه أمره أن أسلم لله ودعا قومه إلى الإسلام , فأسلموا هيبة له , ثم أمرهم أن يبنوا له مسجداً , فأجابوه إلى ذلك , فأمر أن يجعل طوله أربعمائة ذراع وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعاً وعلوه إلى السماء مائة ذراع , فقالوا له يا ذا القرنين كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين قال فاكبسوه بالتراب حتى يستوي الكبس مع حيطان المسجد فإذا فرغتم من ذلك فرضتم على كل رجل من المؤمنين على قدره من الذهب والفضة ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر وخلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشباً من نحاس وصفائح تذيبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم على أرض مستوية فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضة. فبنوا المسجد وأخرج المساكين ذلك التراب وقد استقل السقف بما فيه واستغنى المساكين فجندهم أربعة أجناد في جند عشرة آلاف ثم نشرهم في البلاد وحدّث نفسه بالسير فاجتمع إليه قومه فقالوا ننشدك بالله لا تؤثر علينا بنفسك غيرنا فنحن أحق برؤيتك وفينا كان مسقط رأسك وهذه أموالنا وأنفسنا , فأنت الحاكم فيها وهذه أمك عجوز كبيرة وهي أعظم خلق الله عليك حقاً فلا تخالفها , فقال ان القول لقولكم وان الرأي لرأيكم ولكنني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره ويقاد ويدفع من خلفه لا يدري أين يؤخذ به, ولكن هلمو معشر قومي فادخلوا هذا المسجد واسلموا على آخركم ولا تخالفوا علي فتهلكوا , ثم دعا دهقان الإسكندرية فقال هل: أعمر مسجدي وعز عني أمي , فلما رأى الدهقان جزع أمه وطول بكائها احتال ليعزيها بما أصاب الناس قبلها وبعدها من المصائب والبلاء فيصنع عيداً عظيماً , ثم أذن مؤذنه أيها الناس ان الدهقان يدعوكم أن تحضروا يوم كذا وكذا , فلما كان ذلك اليوم أذن مؤذنه أسرعوا واحذروا أن يحضر هذا العيد إلا رجل قد عري من البلاء والمصائب فاحتبس الناس كلهم , فقالوا ليس فينا أحد عرى من البلاء ما منا أحد إلا وقد أصيب ببلاء أو بموت حميم , فسمعت أم ذي القرنين فأعجبها ولم تدر ما أراد الدهقان , ثم ان الدهقان أمر منادياً ينادي فقال: يا أيها الناس ان الدهقان قد أمركم أن تحضروا يوم كذا وكذا ولا يحضر إلا رجل قد ابتلي وأصيب وفجع ولا يحضره أحد عري من البلاء فإنه لا خير فيمن لا يصيبه البلاء , فلما فعل ذلك قال الناس هذا رجل قد بخل , ثم ندم واستحى فتدارك أمره ومحى عيبه.



فلما اجتمعوا خطبهم و ثم قال: اني لم أجمعكم لما دعوتكم له ولكني جمعتكم لأكلمكم في ذي القرنين وفيما فجعنا به من فقده وفراقه فاذكروا آدم أن الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته ثم ابتلاه بأن عظم بليته وهو الخروج من الجنة , ثم ابتلى إبراهيم بالحريق وابتلى ابنه بالذبح , ويعقوب بالحزن والبكاء ويوسف بالرق وأيوب بالسقم ويحيى بالذبح وزكريا بالقتل وعيسى بالأمر , وخلقاً من خلق الله كثيراً لا يحصيهم إلا الله عز وجل فلما فرغ من هذا الكلام قال لهم : انطلقوا فعزوا أم الإسكندر لننظر كيف صبرها فإنها أعظم مصيبة في ابنها , فلما دخلوا عليها قالوا لها: هل حضرت الجمع اليوم وسمعت الكلام ؟ قالت لهم: ما غاب علي من أمركم شيء وما كان فيكم أحد أعظم مصيبة بالإسكندر مني ولقد صبَّرني الله وأرضاني وربط على قلبي , فلما رأوا حسن عزائها انصرفوا عنها. وانطلق ذو القرنين يسير على وجهه حتى أمعن في البلاد يؤم المغرب وجنوده يومئذ المساكين , فأوحى الله جل جلاله إليه: يا ذا القرنين إنك حجتي على جميع الخلائق ما بين الخافقين من مطلع الشمس إلى مغربها , وهذا تأويل رؤياك. فقال ذو القرنين: إلهي إنك ندبتني لأمر عظيم لا يقدر قدره غيرك فاخبرني عن هذ الأمة بأية قوم أكاثرهم وبأي عدد أغلبهم وبأية حيلة أكيدهم وبأي لسان أكلمهم وكيف لي بأن أعرف لغاتهم ؟ فأوحى الله تعالى إليه : أشرح لك صدرك فتسمع كل شيء وأشرح لك فهمك فتفقه كل شيء وأحفظ عليك فلا يعزب منك شيء وأشد ظهرك فلا يهولك شيء وأسخر لك النور والظلمة أجعلهما جندين من جنودك النور يهديك والظلمة تحوطك وتحوش عليك الأمم من ورائك فانطلق ذو القرنين برسالة ربه عز وجل , فمر بمغرب الشمس فلا يمر بأمة من الأمم إلا دعاهم إلى الله عز وجل فإن أجابوه قبل منهم وإن لم يجيبوه أغشاهم الظلمة , فأظلمت مدنهم وقراهم وحصونهم وبيوتهم وأغشت أبصارهم ودخلت على أفواههم وآنافهم , فلا يزالون فيها متحيرين حتى يستجيبوا لله عز وجل.

( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً ) الآية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه , ففعل بهم مع غيرهم حتى فرغ مما بينه وبين المغرب.



ثم مشى على الظلمة ثمانية أيام وثمان ليال وأصحابه ينظرونه حتى انتهى إلى الجبل الذي هو محيط بالأرض كلها , فإذا بملك من الملائكة قابض على الجبل وهو يسبح الله , فخر ذو القرنين ساجداً , فلما رفع رأسه , قال له الملك: كيف قويت يابن آدم على أن تبلغ هذا الموضع ولم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك ؟ قال ذو القرنين: قوَّاني على ذلك الذي قوَّاك على قبض هذا الجبل وهو محيط بالأرض كلها قال له الملك صدقت , لولا هذا الجبل لانكفأت الأرض بأهلها وليس على وجه الأرض جبل أعظم منه وهو أول جبل أسسه الله عز وجل , فرأسه ملصق بالسماء الدنيا وأسفله بالأرض السابعة السفلى وهو محيط به كالحلقة , وليس على وجه الأرض مدينة إلا ولها عرق إلى هذا الجبل , فإذا أراد الله عز وجل أن يزلزل مدينة فأوحى الله إليَّ فحركت العرق الذي يليها فزلزلتها.



ثم رجع ذو القرنين إلى أصحابه , ثم عطف بهم نحو المشرق يستقري ما بينه وبين المشرق من الأمم , فيفعل بهم ما فعل بأمم المغرب , حتى إذا فرق ما بين المشرق والمغرب عطف نحو الروم الذي ذكره الله عز وجل في كتابه , فإذا هو بأمة ( لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ) وإذا ما بينه وبين الروم مشحون من أمة يقال لها ياجوج وماجوج أشباه البهائم يأكلون ويشربون ويتوالدون وهم ذكور وإناث وفيهم مشابة من الناس الوجوه والأجساد والخلقة ولكنهم قد نقصوا في الأبدان نقصاً شديداً وهم في طول الغلمان لا يتجاوزون خمسة أشبار وهم على مقدار واحد في الخلق والصور عراة حفاة لا يغزلون ولا يلبسون ولا يحتذون , عليهم وبر كوبر الإبل يواريهم ويسترهم من الحر والبرد ولكل واحد منهم أذنان أحدهما ذات شعر والأخرى ذات وبر ظاهرهما وباطنهما ولهم مخالب في موضع الأظفار وأضراس وأنياب كالسباع , وإذا نام أحدهم افترش إحدى أذنيه والتحف الأخرى فتسعه لحافاً , وهم يرزقون نون البحر كل عام يقذفه عليهم السحاب , فيعيشون به ويستمطرون في أيامه كما يستمطر الناس المطر في أيامه , فإذا قذفوا به أخصبوا وسمنوا وتوالدوا وأكثروا فأكلوا منه إلى الحول المقبل ولا يأكلون منه شيئاً غيره وإذا أخطأهم النون جاعوا وساحوا في البلاد فلا يدعون شيئاً أتوا عليه إلا أفسدوه وأكلوه وهم أشد فساداً من الجراد والآفات وإذا أقبلوا من أرض إلى أرض جلا أهلها عنها وليس يغلبون ولا يدفعون حتى لا يجد أحد من خلق الله موضعاً لقدمه ولا يستطيع أحد أن يدنو منهم لنجاستهم وقذارتهم فبذلك غلبوا وإذا أقبلوا إلى الأرض يسمع حسهم من مسيرة مائة فرسخ لكثرتهم , كما يسمع حس الريح البعيدة ولهم همهمة إذا وقعوا في البلاد كهمهمة النحل , إلا أنه أشد وأعلى وإذا أقبلوا إلى الأرض حاشوا وحوشها وسباعها حتى لا يبقى فيها شيء , لأنهم يملؤون ما بين أقطارها ولا يتخلف وراءهم من ساكن الأرض شيء فيه روح إلا اجتلبوه وليس فيهم أحد إلا وعرف متى يموت وذلك من قبل أنه لا يموت منهم ذكر حتى يولد له ألف ولد ولا تموت أنثى حتى تلد ألف ولد , فإذا ولدوا الألف , برزوا للموت وتركوا طلب المعيشة. ثم أنهم أجفلوا في زمان ذي القرنين يدورون أرضاً أرضاً وأمة أمة وإذا توجهوا لوجه لم يعدلوا عنه أبداً.



فلما أحست تلك الأمم بهم وسمعوا همهمتهم استغاثوا بذي القرنين وهو نازل في ناحيتهم , قالوا له فقد بلغنا ما آتاك الله من الملك والسلطان وما أيَّدك به من الجنود ومن النور والظلمة , وإنا جيران ياجوج وماجوج وليس بيننا وبينهم سوى هذه الجبال وليس لهم إلينا طريق إلا من هذين الجبلين لو مالوا علينا أجلونا من بلادنا ويأكلون ويفرسون الدواب والوحوش كما يفرسها السباع ويأكلون حشرات الأرض كلها من الحيات والعقارب وكل ذي روح ولا نشك أنهم يملؤون الأرض ويجلون أهلها منها , ونحن نخشى كل حين أن يطلع علينا أوايلهم من هذين الجبلين , وقد أتاك الحيلة والقوة ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ.... ) الآية.



ثم انه دلهم على معدن الحديد والنحاس فضرب لهم في جبلين حتى فتقهما واستخرج منهما معدنين من الحديد والنحاس قالوا: فبأي قوة نقطع هذا الحديد والنحاس ؟ فاستخرج لهم من تحت الأرض معدناً آخر يقال له السامور وهو أشد شيء بياضاً وليس شيء منه يوضع على شيء إلا ذاب تحته , فصنع لهم منه أداة يعملون بها.



وبه قطع سليمان بن داود أساطين بيت المقدس , وصخوره جاءت بها الشياطين من تلك المعادن , فجمعوا من ذلك ما اكتفوا به. فأوقدوا على الحديد النار , حتى صنعوا منه زبراً مثل الصخور فجعل حجارته من حديد ثم أذاب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة ثم بنى وقاس ما بين الجبلين فوجده ثلاثة أميال , فحفروا له أساساً حتى كاد يبلغ الماء وجعل عرضه ميلا وجعل حشوه زبر الحديد وأذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من نحاس وأخرى من حديد ثم ساوى الردم بطول الصدفين فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد.



فيأجوج يأتونه في كل سنة مرة وذلك أنهم يسيحون في بلادهم , حتى إذا وقعوا إلى الردم حبسهم , فرجعوا يسيحون في بلادهم , فلا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة , فإذا جاء أشراطها وهو قيام القائم عجل الله فرجه فتحه الله عز وجل لهم.



فلما فرغ ذو القرنين من عمل السد انطلق على وجهه , فبينما هو يسير إذ وقع على الأمة العالمة الذين منهم قوم موسى ( وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فأقام عندهم حتى قبض ولم يكن له فيهم عمر وكان قد بلغ السن فأدركه الكبر وكان عدة ما سار في البلاد من يوم بعثه الله عز وجل إلى يوم قبض خمسمائة عام.



والسلام عليكم و رحمة الله

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
شكرا لك اخي الزبيدي على الموضوع القيم بارك الله فيكم

صورة رمزية إفتراضية للعضو الرازي
الرازي
شاملي جديد
°°°
افتراضي
بارك الله فيك وزادك علما ووسع لك فيه فهذه من علوم ال البيت عليه سلام الله ما دامت السموات والارض قائمين
اللهم صل وسلم وبارك على محمد رسولك ونبيك وال محمد الطاهرين المطهرين


مواقع النشر (المفضلة)
قراءة متجددة لذي القرنين و يأجوج و مأجوج

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
المجموعة الكبرى للكتب ** للتحميل** متجددة !!
كتاب يأجوج ومأجوج
أبجدية التصوف
محطوط قصة ذو القرنين المعروف بالاسكندر
فك اسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج

الساعة الآن 05:46 PM.