المشاركات الجديدة
ســــــوريــا ياحبيبتي : يهتم بالممانعة والمقاومة وبالمواضيع العامة الثقافية والاماكن السياحية و الاثريـة

كشف مخطط الشرق الاوسط الجديد

Untitled14 كشف مخطط الشرق الاوسط الجديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اريد منكم مشاركتي في قراءة الكتاب تدريجيا واتمنى ان تستفيدوا وتفيدوا

الشرق الاوسط الجديد


إن ما تعاقبت عليه الإدارات الأمريكية في رفد السياسة الاستعمارية في منطقة (الشرق الاوسط)
بمبادرات عبرت عنها بعدة تسميات وعلى مدى قرن من الزمان يشير الى مدى العمق الاستراتيجي
للسياسة الأمريكية وعمالة الانظمة الشرق الاوسطية في تنفيذ هذه السياسة، حيث بدأت بمشاريع
عملاقة على المستوى السياسي لتطويق المنطقة العربية عمومًا ومنطقة الجزيرة العربية والشام
خصوصًا.
أن الكثير ومن له اطلاع على السياسة الدولية أو له باع في التحليل السياسي يعتقد أن
المشاريع التي تطرح الآن هي نتاج تفكير المسؤولين الذين يحكمون الآن في الإدارات الأمريكية،
وهذا وهم فإن ما يطرحه الساسة الآن هو تنفيذ لمخططات ومشاريع سياسية تهدف الى رسم
الهيمنة على العالم ويضطلع فيها صناع السياسة الأمريكية من مفكرين ودهاة في السياسة الدولية
قابعين في دهاليز السياسة المظلمة يخرجون للنور ما تتفتق منه عقلياتهم الشيطانية ، مستمدين
أفكارهم من المشروع القديم لليهود للسيطرة على العالم ، وجدت معظم مفرداته في طيات
بروتوكولات زعماء صهيون.
كما أن تركيب الحكومة في هذه الدولة يختلف عما نعيشه في الدول الأخرى من وجود سلطة
تشريعية متمثلة بالبرلمان وأخرى تنفيذية متمثلة برئيس الجمهورية، فما نشاهده هو فريق
تنفيذي فقط متمثلا بالإدارة الأمريكية يعلن للملأ ما تصدره له تلك التي خلف الكواليس.
فالشرق الأوسط الجديد لم يقترحه بوش ولم ترسم خطوطه كونداليزا رايس بجولاتها في دول
الخليج وجنوب البحر المتوسط ، فهم رسل تبليغ ليس إلا.
وانه ليس بالغريب للمتابع السياسي أن يلاحظ مسار الطريق الذي بدأ بصورة غامضة منذ
اتفاقية سايكس بيكو مرورًا بمشروع مارشال وختامًا بالشرق الاوسط الجديد.
وربما يتبادر الى الذهن أنه من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأحداث بالمستقبل، ولكن
الأمور وكما تبدو سهلة الفهم والإدراك لأن هذا المشروع ليس الأول ولا الأخير.
كما أن ما نقيم عليه من أرض تحدها حدود كما نسميها مصطنعة قد حددتها نفس هذه الدوائر
فسعودية اليوم لم تكن قبلا سعودية والعراق اليوم لم يكن صغيرًا كاليوم والأردن لم تكن على
الخارطة. فبالأمس كانت حدود العراق تمتد من جنوب تركيا الى شمال الكويت.
إن من شأن هكذا مشروع إذا قدر له أن ينفذ وبعد موافقة الدوائر اليهودية المتنفذة على
إصداره، فسيلقى ترحيبًا رسميًا من قبل الأنظمة الحاكمة ولن يجد له معارضة ألا في مقالات
الصحف المقروءة أو مواقع الأنترنت، فما دامت هناك شعوب مغلوب على أمرها فالأمر هين، ودولة
الأكراد في شمال العراق خير شاهد على ذلك.

خارطة الشرق الاوسط الجديد
الشرق الاوسط الجديد sharqawst_jadid.JPG
الشرق الاوسط الجديد watadcee36a3f4.jpg

يتبع. . .الشرق الاوسط الجديد icon_arrowl.gif

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: ســــــوريــا ياحبيبتي


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو fauzy2006
fauzy2006
عضو
°°°
افتراضي
سلمت يداك ....................من اين جئت بالخارطتين رجاءا ارجو الايضاح اكثر جزاك الله كل خير

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
اهلا اخ فوزي سررت بتواجدك

اخذتهما من كتاب اسمه الشرق الاوسط الجديد


لنتابع

بعد صدام؟ إعادة بناء الشرق الأوسط

يتسائل المراقبون الخارجيون هل يؤيد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هدف الولايات
المتحدة في إسقاط صدام حسين. إلا أن المطلعين على السياسة الخارجية من الداخل يتوقعون حربًا
أمريكية ونصرًا أمريكيًا، يتبعهما إعادة تعمير العراق.
بالنسبة لمن في الداخل، فإن القضية الأساسية هي طبيعة ودرجة طموح الولايات المتحدة في
البلدان الناطقة بالعربية بعد إنجاز كل هذا. تنبيء هذه القضية بالجدال الذي من الأرجح أن يسود
دوائر السياسة الخارجية لعقود من الزمان: ما الذي ينبغي أن يكون عليه دور أمريكا في العالم؟

دعونا نسترق السمع.

في الركن الطموح يقف المتخصص في الشرق الأوسط فؤاد عجمي، مهاجر لبناني وأستاذ في
جامعة جونز هوبكنز. في مقالته المنشورة في فورين أفايرز ذات الميول الليبرالية، يكتب منتقدًا وبقوة
الثقافة السياسية السائدة والحاكمة في البلدان العربية ("حب القتال والخصام والجدال، والرثاء
للذات، وتراجعها عن ثقافة الحداثة، وإيمانها بنظريات المؤامرة"). ويرى عجمي أن الاستخدام النشط
للسلطة والقوة الأمريكية هو أفضل حل وفرصة لتحسين وتطوير أوضاع الشرق الأوسط: "لا ينبغي أن
تكون هناك اعتذارات أو تبريرات لأحادية الجانب أو القطب التي تتمتع بها أمريكا. تستطيع المنطقة
أن تتعايش مع أحادية الجانب أو القطب وتستعين بها وتنتفع منها".
يود عجمي من الإرادة والمكانة الأمريكية أن تقلب الموازين "لصالح التحديث والتغيير" ويدعو
واشنطن للتحلي بأهداف كبيرة. "ينبغي أن يكون تحديث العالم العربي هو الدافع وراء الجهود
الأمريكية في العراق والبلدان العربية المجاورة، وهو الدافع الذي يعلو ويتجاوز مجرد إسقاط نظام
صدام حسين وإزالة أسلحته للدمار الشامل".

إن نجاح الحملة العسكرية الأمريكية في العراق هو وحده الذي سوف يحرك جرأة وشجاعة العرب
الذين يسعون "للتخلص من التخلف والفساد السياسي،" لذا يأمل عجمي أن تشن الولايات المتحدة
الحرب "مع الوعد بأن تكون الولايات المتحدة في جانب الإصلاح".
هناك في الركن الحذر يقف المتخصص في الشؤون الاستراتيجية أندرو جاي باسفيتش، كولونيل
الجيش المتقاعد والأستاذ بجامعة بوسطن حاليًا. قام باسفيتش بنشر مقالة له عنوانها مثير وله
دلالته "لا تكن جشعًا!" في الناشنل ريفيو المحافظة، يحذر فيها إدارة بوش وينصحها بأن يقتصر
اهتمامها وعملها على العراق ذاته ولا تتورط في خطط كبيرة من أجل الاتيان بالديمقراطية للعرب.
وهو يرفض هذه الخطط بوصفها "متهورة وحمقاء تماما" بناءًا على أسس أربعة:

*"العرب لا يفهمون الديمقراطية ولا تروق لهم إلا قليلا" نتيجة عوامل تاريخية ·
وثقافية ودينية .

*يرى العرب أن الديمقراطية تعني تدمير نظام الزواج والإباحية الجنسية والسماح ·
بالإجهاض مثلما تعني الحكم الذاتي وسيادة وحكم القانون – وهم يرفضون هذه السلة أو
الحزمة بحلوها ومرها .

*لن تجد جهود زرع القيم الديمقراطية سوى القليل من الحلفاء داخل المجتمعات ·
العربية حيث"يمثل من يتبنى القيم الليبرالية في أحسن الأحوال أقلية صغيرة ".

*يشير من يتبنون البرنامج الطموح إلى ألمانيا واليابان كنموذجين، ناسين فشل ·
الولايات المتحدة "المتواصل والبغيض والذي أضعف من شعبيتها" في الفلبين والمكسيك
وهايتي وجمهورية الدومينيكان وفيتنام الجنوبية. ومن الأرجح أن يكون حال البلدان العربية
حال المجموعة الثاني وليس الأولى.

يذهب باسفيتش إلى أن الهدف ينبغي أن يكون تحسين وتطوير سلوك الحكومات بدلا من محاولة
جر العرب إلى التماثل والتجانس الإيدولوجي مع الولايات المتحدة. "إن مفاهيم مثل المجالس
النيابية والبرلمانات أو حقوق المرأة من الأرجح أن يراها الأمير السعودي غريبة وصادمة. في المقابل،
لن يجدوا صعوبة في إدراك معنى المقاتلة بي- ٢ أو مجموعة القتال المحمولة جوًأ".
بصفة عامة، يرى باسفيتش في هذه المقاربة "تواضعًا وضبطا للذات" صائبين في السياسة
الخارجية للولايات المتحدة.
لكل من عجمي وباسفيتش حججه القوية – وينبغي قراءة مقالتيهما قراءة كاملة – إلا أني كمحلل
أقف إلى جانب عجمي. أتناول الآن نقاط باسفيتش الأربعة:

*كان مقدار"فهم الديمقراطية والرغبة فيها" لدى اليابانيين في عام ١٩٤٥ هو نفس ·
مقدار فهم العرب ورغبتهم في الديمقراطية اليوم، ومع ذلك انتصرت وسادت الديمقراطية في
اليابان .

*لا يوجد مؤشر ودليل على أن النظام السياسي المنفتح يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع ·
معدلات الطلاق وغيره من التغيرات الاجتماعية – مرة أخرى، انظر إلى اليابان .

*سوف يخرج النصر الأمريكي الرائع في العراق وإعادة تعمير وبناء هذا البلد ·
الليبراليين من حالة العزلة والتخفي والعمل السري وسوف يحرك المنطقة بصفة عامة إلى
الديمقراطية. (يسرب القادة السعوديون حاليا أخبارًا عن خططهم لتأسيس مجالس بلدية
منتخبة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ مملكتهم (.

*لا يصح أن تفوت الولايات المتحدة فرصة فريدة لإعادة بناء المنطقة التي تمثل أكثر ·
مناطق العالم إضطرابًا من الناحية السياسية.

قال كولين باول وزير الخارجية الأسبوع الماضي أن النجاح الأمريكي في العراق" يمكن أن يعيد
تشكيل (الشرق الأوسط) بطريقة قوية إيجابية،" مما يعطي الانطباع أنه حتى أكثر أعضاء فريق بوش
حذرًا قد أصبح وبصواب قريبًا من وجهة النظر الطموحة.

يتبع . . .

صورة رمزية إفتراضية للعضو fauzy2006
fauzy2006
عضو
°°°
افتراضي
والله انه موضوع يستحق النظر ....اكمل رحم الله امك واباك

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
ولك ولعائلتك بالمثل اخي الطيب

نكمل

جريدة البيان الإماراتية

احمد عمرابي
٢٥ فبراير/ شباط ٢٠٠٤

اسم المشروع ابتداء مريب. والاشارة الى المشروع الاميركي الذي اختارت له واشنطن اسم
« الشرق الاوسط الكبير »
وهل هناك شرق اوسط كبير وآخر صغير؟ ولماذا لم يقع الاختيار الاميركي
على اسم« العالم الاسلامي » ببساطة؟ الاجابة لا تحتاج منا الى عناء تفكير فمشكلة واضعي ؟
المشروع في واشنطن كانت كيف يمكن ادماج اسرائيل مع العالم الاسلامي في مشروع واحد، هذا
هو ما يوحي به تعريف« الشرق الاوسط الكبير »
كما ورد في صلب وثيقة المشروع حيث تنص
الوثيقة على ان« الشرق الاوسط الكبير »
يتكون من العالم العربي زائد باكستان وافغانستان وايران
وتركيا واسرائيل.
من هنا نفهم لماذا لم يورد واضعو المشروع اية اشارة الى مشكلة فلسطين وكيفية حلها
والصراع العربي الاسرائيلي وكأن المفروض ضمنا هو ان يبقى الاحتلال الاسرائيلي للارض
الفلسطينية كما هو عليه.
وهكذا من الوهلة الاولى تستطيع ان تدرك انه مشروع بلا مصداقية وانه مجرد حبر على ورق
وانه بالتالي لا ينطوي الا على قيمة دعائية رخيصة.
يبدأ المشروع بطرح احصائي للاوضاع الاقتصادية السائدة حاليا في بلدان العالم الاسلامي
تعكس الحالة للتخلف الشامل لهذا الجزء من العالم والتدهور الهيكلي .
ومن بين البيانات الرقمية ان مجموع اجمالي الدخل القومي للبلدان العربية مجتمعة اقل من
نظيره في اسبانيا وان حوالي ٤٠ في المئة من العرب البالغين اي ٦٥ مليون شخص أميون وان
عدد العاطلين سوف يبلغ ٢٥ مليونا خلال سنوات معدودة.
وبينما يعزو واضعو المشروع هذا التخلف والبؤس الى الفساد المستشري بين الانظمة الحاكمة
في العالم الاسلامي فانهم لا يوردون اي اشارة الى مسئولية الغرب عن هذه الحال . ومع عدم اغفال
العوامل المحلية للتدهور الاقتصادي في العالم الاسلامي كفساد انظمة الحكم فان الولايات
المتحدة ومعها قوى غربية اخرى طرف متواطيء في عملية الفساد.. وبالتالي فهي تتحمل
مسئولية كبرى في الانهيار الاقتصادي الذي ينعكس بؤسا على الشعوب .
ومن اولى عناصر هذا التواطؤ عبء المديونية الخارجية الذي ترزح تحته الدول الاسلامية غير
النفطية بصفة خاصة، ان هذه الديون التي تقدر اجمالا بمئات المليارات من الدولارات تستنزف
عائدات تلك الدول بنسب قد تصل الى ٩٠ في المئة من دخل الصادرات فلا يتبقى في خزائنها
سوى اليسير من اجل تمويل الواردات الضرورية والانفاق على خدمات التعليم والصحة بحدود ادنى
ومن ثم لا يبقى شيء لتمويل تنمية مبرمجة.
ان الوصفة التي يقدمها المشروع الاميركي لخلق نهضة اقتصادية في العالم الاسلامي هي
« الاصلاح عن طريق الديمقراطية »حتى تبرز قيادات جديدة ذات اجندة اصلاحية.

ولكن من يكبح الامال والطموحات والمحاولات الشعبية في العالم الاسلامي لاحلال الديمقراطية
كنظام للحكم سوى الولايات المتحدة ؟ ان الهاجس الاعظم للولايات المتحدة تجاه العالم
الاسلامي ليس توفير الحريات للشعوب الاسلامية وانما مساعدة الانظمة الحاكمة في قمع شعوبها
. ومن نافلة القول ان القطاع الذي يحظى بالاهتمام الاميركي الاعظم في العالم الاسلامي ليس
القطاع التنموي ولا قطاع حقوق الانسان وانما قطاع الامن الداخلي، وبفضل المساعدات الاميركية
فان جهاز الامن في البلدان الاسلامية هو الاكثر كفاءة من غيره من القطاعات .
ان الدور الاقتصادي المرسوم اميركيا لحكومات العالم الاسلامي يتكون من عنصرين:
اولا: ان تنفذ هذه الحكومات برامج خصخصة تباع بموجبها مؤسسات القطاع العام الى رؤوس
اموال اجنبية مع الغاء كافة قيود حركة النقد الاجنبي تشجيعا لتهريب الارباح.
ثانيا: قمع احتجاجات الشعوب ضد نتائج هذه الاجراءات ومن بينها غلاء متصاعد ، فمن
يصدق ان هدف المشروع الاميركي هو اشاعة الحريات ؟ .

يتبع . . .

صورة رمزية إفتراضية للعضو عبد الغفور
عبد الغفور
عضو
°°°
افتراضي
ما شاء الله موضوع رائع جدا جدا بارك الله فيك أخي الكريم محمد


صورة رمزية إفتراضية للعضو الضوء الشارد
الضوء الشارد
محظور
°°°
افتراضي
وكاننا نقرأ اسرار
لا يااخي الحقيقة ان الامر واضح مازالت الصهيونية العالمية بشقيها المسيحي واليهودي يواصون الليل النهار للقضاء علي ايقوة للاسلام الثائر والامة العربية ركيزة القوة الناهضة الشابة
الاهم ان نركز قوانا علي محور اساسي بناء القوة الذاتية
والسؤال الجوهري من هم اعداؤنا واي منهم يجب مواجهته اولا
فهذا السؤال هو الحجر الاسود في طريق النصر
غفر الله لك ولنا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
اشكركما على الرد..انا لم اجلب شيء من عندي
انما اطرح وجهة نظر مؤلف الكتاب ولعلنا نفكك خيوط الواقع ونستوضح ما يحصل حولنا
معرفة لغة العدو تسهل الطريق للتغلب عليه فكيف لو عرفنا كيف يفكر ويخطط؟
طبعا بما اننا في موقع روحاني فلن ننسى جانب البصيرة فهي تلعب دورا في كشف الامور ايضا

نكمل

نص مشروع "الشرق الأوسط الكبير"

١ مارس/آذار ٢٠٠٤
وكالة سي. أن. أن.
العرب ومحاولات الإصلاح

فيما يلي نص مشروع "الشرق الأوسط الكبير" كما طرحته -- (CNN) دبي، الإمارات العربية
الولايات المتحدة على مجموعة الدول الصناعية الثماني، والذي يتوقع أن يبلور موقفا موحدا
تجاهه خلال قمة المجموعة في يونيو/حزيران المقبل كما نشرته صحيفة الحياة اللندنية
الصادرة في ١٣ فبراير/ شباط الماضي.

نص المشروع (ترجمة غير رسمية):

يمثل "الشرق الأوسط الكبير" تحديًا وفرصة فريدة للمجتمع الدولي، وساهمت "النواقص"
الثلاثة التي حددها الكتاب العرب لتقريري الأمم المتحدة حول التنمية البشرية العربية للعامين
٢٠٠٢ و ٢٠٠٣ ؟الحرية، والمعرفة، وتمكين النساء- في خلق الظروف التي تهدد المصالح الوطنية
. لكل أعضاء مجموعة ال ٨
وطالما تزايد عدد الأفراد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية في المنطقة، سنشهد
زيادة في التطرف والإرهاب والجريمة الدولية والهجرة غير المشروعة. إن الإحصائيات التي تصف
الوضع الحالي في "الشرق الأوسط الكبير" مروعة:
مجموع إجمالي الدخل المحلي لبلدان الجامعة العربية ال ٢٢ هو أقل من نظيره ·
في إسبانيا.
حوالي ٤٠ في المائة من العرب البالغين - ٦٥ مليون شخص- أميون، وتشكل النساء ·
ثلثي هذا العدد.
سيدخل أكثر من ٥٠ مليونًا من الشباب سوق العمل بحلول ٢٠١٠ ، وسيدخلها ١٠٠ ·
مليون بحلول ٢٠٢٠ . وهناك حاجة لخلق ما لا يقل عن ٦ ملايين وظيفة جديدة لامتصاص
هؤلاء الوافدين الجدد إلى سوق العمل.
إذا استمرت المعدلات الحالية للبطالة، سيبلغ معدل البطالة في المنطقة ٢٥ ·
. مليونًا بحلول ٢٠١٠

يعيش ثلث المنطقة على أقل من دولارين في اليوم. ولتحسين مستويات المعيشة، ·
يجب أن يزداد النمو الاقتصادي في المنطقة أكثر من الضعف من مستواه الحالي الذي
هو دون ٣ في المائة إلى ٦ في المائة على الأقل.
في إمكان ٦،١ في المائة فقط من السكان استخدام الإنترنت، وهو رقم أقل مما هو ·
عليه في أي منطقة أخرى في العالم، بما في ذلك بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
لا تشغل النساء سوى ٥،٣ في المئة فقط من المقاعد البرلمانية في البلدان ·
العربية، بالمقارنة، على سبيل المثال، مع ٤،٨ في المئة في افريقيا جنوب الصحراء
الكبرى.
عبر ٥١ في المائة من الشبان العرب الأكبر سنًا عن رغبتهم في الهجرة إلى بلدان ·
أخرى، وفقًا لتقرير التنمية البشرية العربية للعام ٢٠٠٢ ، والهدف المفضل لديهم هو
البلدان الأوروبية.
وتعكس هذه الإحصائيات أن المنطقة تقف عند مفترق طر ق. ويمكن للشرق الأوسط الكبير أن
يستمر على المسار ذاته، ليضيف كل عام المزيد من الشباب المفتقرين إلى مستويات لائقة من
العمل والتعليم والمحرومين من حقوقهم السياسية. وسيمثل ذلك تهديدًا مباشرًا لاستقرار
المنطقة، وللمصالح المشتركة لأعضاء مجموعة الثماني.
البديل هو الطريق إلى الإصلاح. ويمثل تقريرا التنمية البشرية العربية نداءات مقنعة وملحة
للتحرك في الشرق الأوسط الكبير.وهي نداءات يرددها نشطاء وأكاديميون والقطاع الخاص في
أرجاء المنطقة.
وقد استجاب بعض الزعماء في الشرق الأوسط الكبير بالفعل لهذه النداءات واتخذوا خطوات
في اتجاه الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وأيدت بلدان مجموعة الثماني، بدورها، هذه الجهود بمبادراتها الخاصة للإصلاح في منطقة
الشرق الأوسط.
وتبين "الشراكة الأوروبية-المتوسطية"، و"مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق
الأوسط"، وجهود إعادة الإعمار المتعددة الأطراف في أفغانستان والعراق التزام مجموعة الثماني
بالإصلاح في المنطقة.
إن التغيرات الديموغرافية المشار إليها أعلاه، وتحرير أفغانستان والعراق من نظامين قمعيين،
ونشوء نبضات ديموقراطية في أرجاء المنطقة، بمجموعها، تتيح لمجموعة الثماني فرصة
تاريخية.
وينبغي للمجموعة، في قمتها في سي آيلاند، أن تصوغ شراكة بعيدة المدى مع قادة الإصلاح في
الشرق الأوسط الكبير، وتطلق ردًا منسقًا لتشجيع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في
المنطقة.

ويمكن لمجموعة الثماني أن تتفق على أولويات مشتركة للإصلاح تعالج النواقص التي حددها
تقريرًا الأمم المتحدة حول التنمية البشرية العربية عبر:

  • تشجيع الديموقراطية والحكم الصالح.
  • بناء مجتمع معرفي.
  • توسيع الفرص الاقتصادية.

وتمثل أولويات الإصلاح هذه السبيل إلى تنمية المنطقة: فالديموقراطية والحكم الصالح
يشكلان الإطار الذي تتحقق داخله التنمية، والأفراد الذين يتمتعون بتعليم جيد هم أدوات التنمية،
والمبادرة في مجال الأعمال هي ماكينة التنمية.

أولا - تشجيع الديموقراطية والحكم الصالح

"توجد فجوة كبيرة بين البلدان العربية والمناطق الأخرى على صعيد الحكم القائم على
المشاركة ... ويضعف هذا النقص في الحرية التنمية البشرية، وهو أحد التجليات الأكثر إيلاما
.( للتخلف في التنمية السياسية". (تقرير التنمية البشرية، ٢٠٠٢
إن الديموقراطية والحرية ضروريتان لازدهار المبادرة الفردية، لكنهما مفقودتان إلى حد بعيد
في أرجاء الشرق الأوسط الكبير.
وفي تقرير "فريدوم هاو س" للعام، ٢٠٠٣ كانت إسرائيل البلد الوحيد في الشرق الأوسط الكبير
الذي صنف بأنه "حر"، ووصفت أربعة بلدان أخرى فقط بأنها "حرة جزئيًا".
ولفت تقرير التنمية البشرية العربية إلى أنه من بين سبع مناطق في العالم، حصلت البلدان
العربية على أدنى درجة في الحرية في أواخر التسعينات. وأدرجت قواعد البيانات التي تقيس
"التعبير عن الرأي والمساءلة" المنطقة العربية في المرتبة الأدنى في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، لا يتقدم العالم العربي إلا على أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على صعيد
تمكين النساء. ولا تنسجم هذه المؤشرات المحبطة إطلاقا مع الرغبات التي يعبر عنها سكان
المنطقة.
في تقرير التنمية البشرية العربية للعام ٢٠٠٣ ، على سبيل المثال، تصدر العرب لائحة من يؤيد،
في أرجاء العالم، الرأي القائل بان "الديموقراطية افضل من أي شكل آخر للحكم"، وعبروا عن أعلى
مستوى لرفض الحكم الاستبدادي.
ويمكن لمجموعة الثماني أن تظهر تأييدها للإصلاح الديموقراطي في المنطقة عبر التزام ما
يلي:

مبادرة الانتخابات الحرة

في الفترة بين ٢٠٠٤ و ٢٠٠٦ ، أعلنت بلدان عدة في الشرق الأوسط الكبير ( ٢) نيتها إجراء
انتخابات رئاسية أو برلمانية أو بلدية.
وبالتعاون مع تلك البلدان التي تظهر استعدادًا جديًا لإجراء انتخابات حرة ومنصفة، يمكن
لمجموعة الثماني أن تقدم بفاعلية مساعدات لمرحلة ما قبل الانتخابات ب:

  • تقديم مساعدات تقنية، عبر تبادل الزيارات أو الندوات، لإنشاء أو تعزيز لجان ·
  • انتخابية مستقلة لمراقبة الانتخابات والاستجابة للشكاوى وتسلم التقارير.
  • تقديم مساعدات تقنية لتسجيل الناخبين والتربية المدنية إلى الحكومات التي ·
  • تطلب ذلك، مع تركيز خاص على الناخبات.

الزيارات المتبادلة والتدريب على الصعيد البرلماني

من أجل تعزيز دور البرلمانات في دمقرطة البلدان، يمكن لمجموعة الثماني أن ترعى تبادل
زيارات لأعضاء البرلمانات، مع تركيز الاهتمام على صوغ التشريعات وتطبيق الإصلاح التشريعي
والقانوني وتمثيل الناخبين.

معاهد للتدريب على القيادة خاصة بالنساء

تشغل النساء ٥،٣ في المائة فقط من المقاعد البرلمانية في البلدان العربية. ومن أجل زيادة
مشاركة النساء في الحياة السياسية والمدنية، يمكن لمجموعة الثماني أن ترعى معاهد تدريب
خاصة بالنساء تقدم تدريبًا على القيادة للنساء المهتمات بالمشاركة في التنافس الانتخابي على
مواقع في الحكم أو إنشاء/ تشغيل منظمة غير حكومية. ويمكن لهذه المعاهد أن تجمع بين
قياديات من بلدان مجموعة الثماني والمنطقة.
ظلت التحولات في الأراضي الفلسطينية والعراق مؤشرا مهما في عمليات الإصلاح المساعدة
القانونية للناس العاديين في الوقت الذي نفذت فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم
المتحدة والبنك الدولي بالفعل مبادرات كثيرة لتشجيع الإصلاح القانوني والقضائي، فإن معظمها
يجرى على المستوى الوطني في مجالات مثل التدريب القضائي والإدارة القضائية وإصلاح النظام
القانوني.
ويمكن لمبادرة من مجموعة الثماني أن تكمل هذه الجهود بتركيز الانتباه على مستوى الناس
العاديين في المجتمع، حيث يبدأ التحسس الحقيقي للعدالة.
ويمكن لمجموعة الثماني أن تنشئ وتمول مراكز يمكن للأفراد أن يحصلوا فيها على مشورة
قانونية بشأن القانون المدني أو الجنائي أو الشريعة، ويتصلوا بمحامي الدفاع (وهي غير مألوفة
إلى حد كبير في المنطقة). كما يمكن لهذه المراكز أن ترتبط بكليات الحقوق في المنطقة.

مبادرة وسائل الإعلام المستقلة

يلفت تقرير التنمية البشرية العربية إلى هناك أقل من ٥٣ صحيفة لكل ١٠٠٠ مواطن عربي،
بالمقارنة مع ٢٨٥ صحيفة لكل ألف شخص في البلدان المتطورة، وأن الصحف العربية التي يتم
تداولها تميل إلى أن تكون ذات نوعية رديئة.
ومعظم برامج التلفزيون في المنطقة تعود ملكيتها إلى الدولة أو يخضع لسيطرتها، وغالبًا ما
تكون النوعية رديئة، إذ تفتقر البرامج إلى التقارير ذات الطابع التحليلي والتحقيقي.
ويقود هذا النقص إلى غياب اهتمام الجمهور وتفاعله مع وسائل الإعلام المطبوعة، ويحد من
المعلومات المتوافرة للجمهور. ولمعالجة ذلك، يمكن لمجموعة الثماني أن:

  • ترعى زيارات متبادلة للصحافيين في وسائل الإعلام المطبوعة والإذاعية.
  • ترعى برامج تدريب لصحافيين مستقلين.
  • تقدم زمالات دراسية لطلاب كي يداوموا في مدارس للصحافة في المنطقة أو خارج ·
  • البلاد، وتمول برامج لإيفاد صحافيين أو أساتذة صحافة لتنظيم ندوات تدريب بشأن قضايا
  • مثل تغطية الانتخابات أو قضاء فصل دراسي في التدريس في مدارس بالمنطقة.
الجهود المتعلقة بالشفافية / مكافحة الفساد

حدد البنك الدولي الفساد باعتباره العقبة المنفردة الأكبر في وجه التنمية، وقد أصبح متأصلا
في الكثير من بلدان الشرق الأوسط الكبير، ويمكن لمجموعة الثماني:

  • أن تشجع على تبني "مبادئ الشفافية ومكافحة الفساد" الخاصة بمجموعة ·
  • الثماني.
  • أن تدعم علنًا مبادرة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية/ برنامج الأمم المتحدة ·
  • للتنمية في الشرق الأوسط-شمال أفريقيا، التي يناقش من خلالها رؤساء حكومات
  • ومنظمات غير حكومية استراتيجيات وطنية لمكافحة الفساد وتعزيز IFIs ومانحون و
  • خضوع الحكومة للمساءلة.
  • إطلاق واحد أو اكثر من البرامج التجريبية لمجموعة الثماني حول الشفافية في ·
  • المنطقة.
المجتمع المدني

أخذًا في الاعتبار أن القوة الدافعة للإصلاح الحقيقي في الشرق الأوسط الكبير يجب أن تأتي
من الداخل، وبما أن افضل الوسائل لتشجيع الإصلاح هي عبر منظمات تمثيلية، ينبغي لمجموعة
الثماني أن تشجع على تطوير منظمات فاعلة للمجتمع المدني في المنطقة. ويمكن لمجموعة
الثماني أن:

  • تشجع حكومات المنطقة على السماح لمنظمات المجتمع المدني، ومن ضمنها ·
  • المنظمات غير الحكومية الخاصة بحقوق الإنسان ووسائل الإعلام، على أن تعمل بحرية
  • من دون مضايقة أو تقييدات.
  • تزيد التمويل المباشر للمنظمات المهتمة بالديموقراطية وحقوق الإنسان ووسائل ·
  • الإعلام والنساء وغيرها من المنظمات غير الحكومية في المنطقة.
  • تزيد القدرة التقنية لمنظمات غير الحكومية في المنطقة بزيادة التمويل ·
  • للمنظمات المحلية (مثل "مؤسسة وستمنستر" في المملكة المتحدة أو "مؤسسة الدعم
  • الوطني للديموقراطية" الأمريكية) لتقديم التدريب للمنظمات غير الحكومية في شأن
  • كيفية وضع برنامج والتأثير على الحكومة وتطوير استراتيجيات خاصة بوسائل الإعلام
  • والناس العاديين لكسب التأييد.
  • كما يمكن لهذه البرامج ان تتضمن تبادل الزيارات وإنشاء شبكات إقليمية.
  • تمول منظمة غير حكومية يمكن أن تجمع بين خبراء قانونيين أو خبراء إعلاميين ·
  • من المنطقة لصوغ تقويمات سنوية للجهود المبذولة من اجل الإصلاح القضائي أو حرية
  • وسائل الإعلام في المنطقة. (يمكن بهذا الشأن الاقتداء بنموذج "تقرير التنمية البشرية
  • العربية")

ثانيًاً - بناء مجتمع معرفي

"تمثل المعرفة الطريق إلى التنمية والانعتاق، خصوصًا في عالم يتسم بعولمة مكثفة". (تقرير
( التنمية البشرية العربية، ٢٠٠٢
لقد أخفقت منطقة الشرق الأوسط الكبير، التي كانت في وقت مضى مهد الاكتشاف العلمي
والمعرفة، إلى حد بعيد، في مواكبة العالم الحالي ذي التوجه المعرفي.
وتشكل الفجوة المعرفية التي تعانيها المنطقة ونزف الأدمغة المتواصل تحديًا لآفاق التنمية
فيها. ولا يمثل ما تنتجه البلدان العربية من الكتب سوى ١،١ في المائة من الإجمالي العالمي
(حيث تشكل الكتب الدينية أكثر من ١٥ في المائة منها). ويهاجر حوالي ربع كل خريجي
الجامعات، وتستورد التكنولوجيا إلى حد كبير.
ويبلغ عدد الكتب المترجمة إلى اللغة اليونانية (التي لا ينطق بها سوى ١١ مليون شخص)
خمسة أضعاف ما يترجم إلى اللغة العربية.

وبالاستناد على الجهود التي تبذل بالفعل في المنطقة، يمكن لمجموعة الثماني أن تقدم
مساعدات لمعالجة تحديات التعليم في المنطقة ومساعدة الطلاب على اكتساب المهارات
الضرورية للنجاح في السوق المعولمة لعصرنا الحاضر.

مبادرة التعليم الأساسي

يعاني التعليم الأساسي في المنطقة من نقص (وتراجع) في التمويل الحكومي، بسبب تزايد
الإقبال على التعليم متماشيًا مع الضغوط السكانية، كما يعاني من اعتبارات ثقافية تقيد تعليم
البنات. وفي مقدور مجموعة ال ٨ السعي إلى مبادرة للتعليم الأولي في منطقة الشرق الأوسط
الكبرى تشمل هذه العناصر:

محو الأمية: أطلقت الأمم المتحدة في ٢٠٠٣ "برنامج عقد مكافحة الأمية" تحت ·
شعار "محو الأمية كحرية". ولمبادرة مجموعة ال ٨ لمكافحة الأمية أن تتكامل مع برنامج
الأمم المتحدة، من خلال التركيز على إنتاج جيل متحرر من الأمية في الشرق الأوسط
خلال العقد المقبل، مع السعي الى خفض نسبة الأمية في المنطقة إلى النصف بحلول
.٢٠١٠
وستركز مبادرة مجموعة ال ٨، مثل برنامج الأمم المتحدة، على النساء والبنات. وإذا أخذنا في
الاعتبار معاناة ٦٥ مليونًا من الراشدين في المنطقة من الأمية، يمكن لمبادرة مجموعة ال ٨ أن
تركز أيضا على محو الأمية بين الراشدين وتدريبهم من خلال برامج متنوعة، من مناهج تدريس
على الإنترنت إلى تدريب المعلمين.
فرق محو الأمية: يمكن لمجموعة ال ٨، سعيًا إلى تحسين مستوى القراءة ·
والكتابة لدى الفتيات، إنشاء أو توسيع معاهد تدريب المعلمين مع التركيز على النساء.
ولمعلمات المدارس والمختصات بالتعليم القيام في هذه المعاهد بتدريب النساء على
مهنة التعليم (هناك دول تحرم تعليم الذكور للإناث)، لكي يركزن بدورهن على تعليم البنات
القراءة وتوفير التعليم الأولي لهن.
للبرنامج أيضًا استخدام الإرشادات المتضمنة في برنامج "التعليم للجميع" التابع
ل"اليونسكو"، بهدف إعداد "فرق محو الأمية" التي يبلغ تعدادها بحلول ٢٠٠٨ مائة ألف معلمة.
الكتب التعليمية: يلاحظ تقرير التنمية البشرية العربية نقصًا مهمًا في ترجمة ·
الكتب الأساسية في الفلسفة والأدب وعلم الاجتماع وعلوم الطبيعة، كما تلاحظ "الحالة
المؤسفة للمكتبات" في الجامعات.

ويمكن لكل من دول مجموعة ال ٨ تمويل برنامج لترجمة مؤلفاتها "الكلاسيكية" في هذه
الحقول، وأيضًا، وحيث يكون ذلك مناسبًا، تستطيع الدول أو دور النشر (في شراكة بين القطاعين
العام والخاص) إعادة نشر الكتب الكلاسيكية العربية الخارجة عن التداول حاليًا والتبرع بها إلى
المدارس والجامعات والمكتبات العامة المحلية.

مبادرة مدارس الاكتشاف: بدأ الأردن بتنفيذ مبادرته لإنشاء "مدارس الاكتشاف" ·
حيث يتم استعمال التكنولوجيا المتقدمة ومناهج التعليم الحديثة. ولمجموعة ال ٨
السعي إلى توسيع هذه الفكرة ونقلها إلى دول أخرى في المنطقة من طريق التمويل، من
ضمنه من القطاع الخاص.

إصلاح التعليم: ستقوم "المبادرة الأمريكية للشراكة في الشرق الأوسط" قبل قمة ·
مجموعة ال ٨ المقبلة (في آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل) برعاية "قمة الشرق الأوسط
لإصلاح التعليم".
ستكون القمة ملتقى لتيارات الرأي العام المتطلعة إلى الإصلاح والقطاع الخاص وقادة الهيئات
المدنية والاجتماعية في المنطقة ونظرائهم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك
لتحديد المواقع والمواضيع التي تتطلب المعالجة، والتباحث في سبل التغلب على النواقص في
حقل التعليم.
ويمكن عقد القمة في ضيافة مجموعة ال ٨ توخياً لتوسيع الدعم لمبادرة منطقة الشرق
الأوسط الكبرى عشية عقد القمة.

مبادرة التعليم في الإنترنت

تحتل المنطقة المستوى الأدنى من حيث التواصل مع الإنترنت. ومن الضروري تمامًا تجسير
"الهوة الكومبيوترية" هذه بين المنطقة وبقية العالم نظرًا إلى تزايد المعلومات المودعة على
الإنترنت وأهمية الإنترنت بالنسبة للتعليم والمتاجرة.
ولدى مجموعة ال ٨ القدرة على إطلاق شراكة بين القطاعين العام والخاص لتوفير الاتصال
الكومبيوتري أو توسيعه في إنحاء المنطقة، وأيضًا بين المدن والريف داخل البلد الواحد. وقد
يكون من المناسب أكثر لبعض المناطق توفير الكومبيوترات في مكاتب البريد، مثلما يحصل في
بلدات وقرى روسيا.

ماذا بعد العراق الجديد

وقد يركز المشروع أولا على بلدان الشرق الأوسط الأقل استخداما للكومبيوتر (العراق،
أفغانستان، باكستان، اليمن، سورية، ليبيا، الجزائر، مصر، المغرب)، والسعي، ضمن الإمكانات
المالية، إلى توفير الاتصال بالكومبيوتر إلى اكثر ما يمكن من المدارس ومكاتب البريد.

ومن الممكن أيضًا ربط مبادرة تجهيز المدارس بالكومبيوتر ب "بمبادرة فرق محو الأمية"
المذكورة أعلاه، أي قيام مدرسي المعاهد بتدريب المعلمين المحليين على تطوير مناهج دراسية
ووضعها على الإنترنت، في مشروع يتولى القطاع الخاص توفير معداته ويكون متاحًا للمعلمين
والطلبة.

مبادرة تدريس إدارة الأعمال

تهدف مجموعة ال ٨ في سياق السعي إلى تحسين مستوى إدارة الأعمال في عموم المنطقة
إقامة الشراكات بين مدارس الأعمال في دول مجموعة ال ٨ والمعاهد التعليمية الجامعات
والمعاهد المتخصصة) في المنطقة.
وبمقدور مجموعة ال ٨ تمويل هيئة التعليم والمواد التعليمية في هذه المعاهد المشتركة، التي
تمتد برامجها من دورة تدريبية لمدة سنة للخريجين إلى دورات قصيرة تدور على مواضيع محددة،
مثل إعداد خطط العمل للشركات أو استراتيجيات التسويق.
النموذج لهذا النوع من المعاهد قد يكون معهد البحرين للمصارف والمال، وهو مؤسسة بمدير
أمريكي ولها علاقة شراكة مع عدد من الجامعات الأمريكية.

توسيع الفرص الاقتصادية

تجسير الهوة الاقتصادية للشرق الأوسط الكبير يتطلب تحولا اقتصاديا يشابه في مداه ذلك
الذي عملت به الدول الشيوعية سابقًا في أوروبا الشرقية.
وسيكون مفتاح التحول إطلاق قدرات القطاع الخاص في المنطقة، خصوصًا مشاريع الأعمال
الصغيرة والمتوسطة، التي تشكل المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وسيكون نمو طبقة متمرسة في مجال الأعمال عنصرًا مهمًا لنمو الديموقراطية والحرية. ويمكن
لمجموعة ال ٨ في هذا السياق اتخاذ الخطوات التالية:

مبادرة تمويل النمو

تقوية فاعلية القطاع المالي عنصر ضروري للتوصل الى نسب أعلى للنمو وخلق فرص العمل.
ولمجموعة ال ٨ أن تسعى إلى إطلاق مبادرة مالية متكاملة تتضمن العناصر التالية:

إقراض المشاريع الصغيرة: هناك بعض المؤسسات المختصة بتمويل المشاريع ·
الصغيرة في المنطقة لكن العاملين في هذا المجال لا يزالون يواجهون ثغرات مالية
كبيرة. إذ لا يحصل على التمويل سوى خمسة في المائة من الساعين إليه، ولا يتم عموما
تقديم أكثر من ٠،٧ في المائة من مجموع المال المطلوب في هذا القطاع.

وبإمكان مجموعة ال ٨ المساعدة على تلافي هذا النقص من خلال تمويل المشاريع الصغيرة،
مع التركيز على التمويل بهدف الربح، خصوصًا للمشاريع التي تقوم بها النساء. مؤسسات الإقراض
الصغير المربح قادرة على إدامة نفسها ولا تحتاج إلى تمويل إضافي للاستمرار والنمو.
ونقدر أن في إمكانها إقراض من ٤٠٠ مليون دولار إلى ٥٠٠ مليون دولار يدفع على خمس سنوات
مساعدة ١،٢ مليون ناشط اقتصادي على التخلص من الفقر، ٧٥٠ ألفا منهم من النساء.

مؤسسة المال للشرق الأوسط الكبير: باستطاعة مجموعة ال ٨ المشاركة في ·
تمويل مؤسسة على طراز "مؤسسة المال الدولية" للمساعدة على تنمية مشاريع الأعمال
على المستويين المتوسط والكبير، بهدف التوصل إلى تكامل اقتصادي لمجال الأعمال في
المنطقة.
وربما الأفضل إدارة هذه المؤسسة من قبل مجموعة من قادة القطاع الخاص في مجموعة ال ٨
يقدمون خبراتهم لمنطقة الشرق الأوسط الكبير.

بنك تنمية الشرق الأوسط الكبير: في إمكان مجموعة ال ٨ وبمشاركة مقرضين ·
من منطقة الشرق الأوسط الكبير نفسها، إنشاء مؤسسة إقليمية للتنمية على غرار "البنك
الأوروبي للإعمار والتنمية" لمساعدة الدول الساعية إلى الإصلاح على توفير الاحتياجات
الأولية للتنمية.
كما تستطيع المؤسسة الجديدة توحيد القدرات المالية لدول المنطقة الأغنى وتركيزها على
مشاريع لتوسيع انتشار التعليم والعناية الصحية والبنى التحتية الرئيسية. و
ل"بنك تنمية الشرق الأوسط الكبير" هذا أن يكون مدخلا للمساعدة التكنولوجية
واستراتيجيات التنمية لبلدان المنطقة. اتخاذ قرارات الإقراض (أو المنح) يجب أن تتحدد بحسب
قدرة البلد المقترض على القيام بإصلاحات ملموسة.

الشراكة من أجل نظام مالي أفضل: بمقدور مجموعة ال ٨، توخيا لإصلاح ·
الخدمات المالية في المنطقة وتحسين اندماج بلدانها في النظام المالي العالمي، أن
تعرض مشاركتها في عمليات إصلاح النظم المالية في البلدان المتقدمة في المنطقة.
وسيكون هدف المشاركة إطلاق حرية الخدمات المالية وتوسيعها في عموم المنطقة، من خلال
تقديم تشكيلة من المساعدات التقنية والخبرات في مجال الأنظمة المالية مع التركيز على:

  • تنفيذ خطط الإصلاح التي تخفض سيطرة الدولة على الخدمات المالية.
  • رفع الحواجز على التعاملات المالية بين الدول.
  • تحديث الخدمات المصرفية.
  • تقديم وتحسين وتوسيع الوسائل المالية الداعمة لاقتصاد السوق.
  • إنشاء الهياكل التنظيمية الداعمة لإطلاق حرية الخدمات المالية.
مبادرة التجارة

إن حجم التبادل التجاري في الشرق الأوسط متدن جدًا، إذ لا يشكل سوى ستة في المائة من
كل التجارة العربية. ومعظم بلدان الشرق الأوسط الكبير تتعامل تجاريًا مع بلدان خارج المنطقة،
وتوصلت إلى اتفاقات تجارية تفضيلية مع أطراف بعيدة جدًا بدلا من جيرانها.
ونتيجة لذلك، أصبحت الحواجز الجمركية وغير الجمركية هي الشيء المعتاد، فيما لا تزال
التجارة عبر الحدود شيئًا نادرا. ويمكن لمجموعة الثمانية أن تنشئ مبادرة جديدة مصممة
لتشجيع التجارة في الشرق الأوسط الكبير، تتألف من العناصر التالية:

الانضمام/ التنفيذ على صعيد منظمة التجارة الدولية وتسهيل التجارة

يمكن لمجموعة الثمانية أن تزيد تركيزها على انضمام البلدان في المنطقة إلى منظمة
التجارة الدولية. ( ٣) وستتضمن برامج محددة للمساعدة التقنية توفير مستشارين يعملون في
البلد ذاته في شأن الانضمام إلى منظمة التجارة الدولية وتحفيز التزام واسع من مجموعة ال ٨
لتشجيع عملية الانضمام، بما في ذلك تركيز الاهتمام على تحديد وإزالة الحواجز غير الجمركية.
وحالما ينجز الانضمام إلى منظمة التجارة الدولية، سيتحول مركز الاهتمام إلى توقيع
التزامات إضافية لمنظمة التجارة الدولية، مثل "الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية"
و"اتفاق مشتريات الحكومة" وربط استمرار المساعدة التقنية بتنفيذ هذه الالتزامات الخاصة
بمنظمة التجارة الدولية.
ويمكن لهذه المساعدات التقنية أن تربط أيضا ببرنامج على صعيد المنطقة برعاية مجموعة
ال ٨ بشأن التسهيلات والجوانب اللوجستية المتعلقة بالرسوم الجمركية للحد من الحواجز
الإدارية والمادية بوجه التبادل التجاري بين بلدان المنطقة.

المناطق التجارية


ستنشئ مجموعة ال ٨ مناطق في الشرق الوسط الكبير للتركيز على تحسين التبادل التجاري
في المنطقة والممارسات المتعلقة بالرسوم الجمركية.
وستتيح هذه المناطق مجموعة متنوعة من الخدمات لدعم النشاط التجاري للقطاع الخاص
والصلات بين المشاريع الخاصة، بما في ذلك "التسوق من منفذ واحد" للمستثمرين الأجانب،
وصلات مع مكاتب الجمارك لتقليل الوقت الذي يستغرقه إنجاز معاملات النقل، وضوابط موحدة
لتسهيل دخول وخروج السلع والخدمات من المنطقة.

مناطق رعاية الأعمال

بالاستناد على النجاح الذي حققته مناطق التصدير ومناطق التجارة الخاصة في مناطق
أخرى، يمكن لمجموعة ال ٨ أن تساعد على إقامة مناطق محددة خصيصًا في الشرق الأوسط
الكبير تتولى تشجيع التعاون الإقليمي في تصميم وتصنيع وتسويق المنتجات.
ويمكن لمجموعة ال ٨ أن تعرض منافذ محسنة إلى أسواقها لهذه المنتجات، وتقدم خبراتها
في إنشاء هذه المناطق.

منبر الفرص الاقتصادية للشرق الأوسط الكبير

لتشجيع التعاون الإقليمي المحسن، يمكن لمجموعة ال ٨ أن تنشئ "منبر الفرص الاقتصادية
للشرق الأوسط" الذي سيجمع مسؤولين كبارًا من مجموعة ال ٨ والشرق الأوسط الكبير (مع
إمكان عقد اجتماعات جانبية لمسؤولين وأفراد غير حكوميين من وسط رجال الأعمال) لمناقشة
القضايا المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي.
ويمكن للمنبر أن يستند في شكل مرن على نموذج رابطة آسيا-المحيط الهادئ للتعاون
الاقتصادي (أبك)، وسيغطي قضايا اقتصادية إقليمية، من ضمنها القضايا المالية والتجارية وما
يتعلق بالضوابط.
١) يشير "الشرق الأوسط الكبير" إلى بلدان العالم العربي، بالإضافة إلى باكستان وأفغانستان )
وإيران وتركيا وإسرائيل.
٢) تخطط أفغانستان والجزائر والبحرين وإيران ولبنان والمغرب وقطر والسعودية وتونس )
وتركيا واليمن لإجراء انتخابات.
٣) البلدان التي قدمت طلبًا للانضمام إلى منظمة التجارة الدولية (شكلت لجنة عمل تابعة )
للمنظمة): الجزائر ولبنان والسعودية واليمن. بلدان قدمت طلبًا للانضمام (لم ينظر بعد في
الطلب): أفغانستان وإيران وليبيا وسورية. بلدان طلبت منحها صفة مراقب: العراق.

يتبع . . .

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
ماذا وراء المشروع الأميركي ((الكبير))؟

البيان الإماراتية
. ٥مارس/آذار ٢٠٠٤
ابراهيم الصياد

ماذا يريد المشروع الاميركي الجديد المسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير من العرب؟ سؤال
اعتقد قبل الاجابة عنه لابد من قراءة لا تنقصها الشفافية للدوافع الحقيقية لإقدام الاميركيين
على اطلاق هذا المشروع او المبادرة كما يسمون. ونعود الى ما قبل ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ وهو
التاريخ الفاصل في توجهات واشنطن نحو المنطقة حيث كانت تؤمن الادارات الاميركية مصالحها
من منطلق عاملين اساسيين:
الاول / وجود ما يمكن ان نسميه اصدقاء مقربين للولايات المتحدة بالمنطقة والآخر قيام
الادارة الاميركية نفسها من خلال اجهزتها بالتغلغل الى المنطقة تحت مزاعم التعاون ومساعدة
المجتمعات العربية على النهوض والتنمية في شكل ما يعرف برامج المعونة الاميركية وغيرها من
اشكال التدخل المتخفي في شئون المنطقة.
وبعد وقوع احداث سبتمبر واعتقاد الاميركيين ان العرب والمسلمين وراء هذه الاحداث يمكن
القول ان واشنطن لم تعد تثق في قدرة النظام الرسمي العربي على حماية مصالحها وان تامينها
بالخارج امر لم يعد يجدي وحده فما حدث من اعتداءات في سبتمبر كان في داخل الولايات
المتحدة ومن هنا تصور الفكر الاميركي ان استراتيجية الامن القومي الاميركي يجب ان تستند
على احداث تغيير جذري في النظم التي تعتقد انها مسئولة عن تفريخ من قاموا بعمليات سبتمبر
وان الصداقة وحدها لا تكفي .

ولكن السؤال كيف يمكن احداث التغيير المطلوب؟

بالفعل اخذت دوائر صنع القرار الاميركي على عاتقها اتباع طريقين الاول استخدام القوة
العسكرية والغزو والاحتلال كما حدث في افغانستان والعراق وهو وسيله تضمن اسقاط النظم
المارقة بالقوة المسلحة وتولية نظم مروضه ومبرمجه وفق ما تراه واشنطن.
اما الطريق الثاني / التهديد بالتغيير على غرار ما حدث في السنوات الثلاث الماضية ونرى ان
الطريق الاول قد نجح في احداث التغيير وفق النهج الاميركي ولكن يظل مرتبطا واقعيا باستمرار
الاحتلال العسكري او استخدام القوة وفشل الطريق الثاني لان النظام الرسمي العربي لم يتخل
مطلقا عن ورقة الشارع العربي بغض النظر عن اتفاقه او اختلافه مع ما تريده الجماهير الرافضة
للسياسات الاميركية والتي تراها السبب الحقيقي وراء زلزال سبتمبر الذي عصف باركان القوة
الاميركية الاقتصادية والعسكرية متمثلة في برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع
البنتاغون.
وعليه ارتأت الادارة الاميركية ان افضل وسيله هي الضرب على وتر الاصلاح الشامل السياسي
والاقتصادي والاجتماعي في مجتمعات يعتقد الاميركيون انها في حالة ظمأ ديمقراطي ولكن
الاصلاح في الدول العربية بعينها فقط قد يحافظ على الهوية المرتبطة بهم وهي العروبة
والاسلام التي تعتبر العامل الذي يثير القلق دائما لهم.
ولذلك كان من الضروري توسيع دائرة التغيير بضم دول غير عربية وغير اسلامية للخروج من
المأزق القومي بالحديث عن تطوير لشكل اقليمي جديد يضم الدول العربية الاثنتين والعشرين
بالاضافة الى اربع دول اخرى كل منها لها خصوصية في حال اندماجها في الشرق الاوسط الكبير.
الدولة الاولى تركيا باعتبارها النموذج المسلم ديانه والعلماني سياسة ونمط حياة وان تركيا قد
تكون الشكل الافضل لما تريده اميركا من نمط سائد او مثالي لكل دول المنطقة وتحديدا الدول
العربية ثم اسرائيل باعتبارها نموذجا غير مسلم يعبر عن لسان حال السياسة الاميركية وتعد
الحليف الاستراتيجي لواشنطن بالمنطقة وبالتالي ان وجودها داخل منظومة الشرق الاوسط
الكبير سيقطع الطريق على اي محاولات عربية لتعريب واسلمة هذه المنظومة خاصة ان العرب
هم المقصودون من التغيير وليست تركيا او اسرائيل.
اما الدولة الثالثة ايران التي تمثل الصداع الدائم لاي ادارة اميركية منذ عام ١٩٧٩ في منطقة
الخليج وعليه يصبح احتواؤها مطلبا استراتيجيا للسياسة الاميركية اما كيف سيتم هذا الاحتواء؟
اعتقد انه سيظل رهنا بما تبديه طهران من تجاوب او رفض للمشروع الاميركي.
ومن هنا سوف تتحدد الوسيلة الامثل للتعامل مع ايران لضمها لحظيرة الشرق الاوسط الكبير
وان كنت ارى ان نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة ستقطع على اميركا الطريق في احتمال
حدوث تغييرات مهمة في السياسة الايرانية تجاه واشنطن وبالتالي يصبح ضمها لمنظومة الشرق
الاوسط الكبير امرا غير وارد على الاقل في المدى المنظور.
وتبقى الدولة الرابعة وهي افغانستان التي لن يختلف اثنان على انها الان آداة طيعة بأيدي
الاميركان وان نظامها الحالي يعد النظام المطلوب حسب الرؤية الاميركية وفي الوقت نفسه تأتي
افغانستان لتنضم للشرق الاوسط كي يتسع مداه جغرافيا بعد ان اتسع سياسيا وهو امر تعتقد
واشنطن انه سيساعد في تنفيذ مشروعها الكبير.
مما سبق يتضح ان التغيير المطلوب هو بالدرجة الاولى لتأمين المصالح الاميركية واجتثاث ما
تراه واشنطن مصدرا لتفريخ الكوادر الارهابية ولذلك عملت على الترويج للمشروع من خلال طرح
افكار ذات جاذبية مثل التنمية الشاملة والرفاهة الاقتصادية وتوفير فرص عمل للعاطلين وتطبيق
الديمقراطية والتحرر والانعتاق من حالات القهر والقمع السياسي وتشجيع منظمات المجتمع
المدني غير الحكومية على التمرد بشكل او باخر على النظم السياسية القائمة تحت دعاوي
الحرية وفق المنظور الاميركي.
ومن خلال رصد اعتمادات مالية طائله من ميزانية البيت الابيض لدعم انشطة هذه المنظمات
التي يفترض في هذه الحالة انها لن تعارض اي توجهات اميركية وحشدت الادارة الاميركية ابواق
دعايتها ومن بينها قناة الحرة الفضائية من واشنطن التي جاءت في توقيت ملائم كما ان
تصريحات رموز الادارة الاميركية تنصب على التبشير بالشرق الاوسط الكبير الذي سيأتي بالخير
الوفير لابنائه الذين عليهم مهمة ارتداء العباءة الاميركية بكل الوانها السياسية والاقتصادية
والثقافية وهنا ارى مكمن الخطورة !! .
وقد جاءت اميركا الى منطقة الشرق الاوسط بكل قوتها السياسية والاقتصادية والعسكريه
والثقافية والاجتماعية لتقوم باعادة صياغه للمنطقة من منطلق ان شعوبها العربية المسلمة
على وجه التحديد لا تتمتع باي اهلية وغير مؤهلة للدخول الى اي عمليات تطوير او تحديث
وبالتالي تحتاج لوصي او اوصياء يتولى او يتولون عنها القيام بهذه المهمة!! .
ويمكن القول ان العرب والمسلمين عندما رفضوا وأدانوا اعتداءات سبتمبر لم يكن ذلك لابعاد
الشبهة عنهم ولكن كان ذلك من اقتناعهم ان الارهاب ظاهرة دولية يجب التعامل معها بشكل
جماعي لأن بعضهم قد عانى وما زال من ويلاتها وليس مطلوبا ان تستغل حجة الحرب على
الارهاب لكي تكون ذريعة لاملاء توجهات بعينها عليها.
واعتقد ان المشروع الاميركي اذا قدر له ان ينفذ كما يقولون اعتبارا من شهر يونيو المقبل
سيؤدي الى اشعال ما يجب تجنبه وهو الصراع بين الحضارات تلك الفكرة التي حاول البعض
الترويج لها في اعقاب اعتد اءات سبتمبر واستطاع العرب والمسلمون نزع فتيلها بفضح مروجيها
وانه ليس من مصلحة العالم المتحضر ان يتحول حوار وتفاعل الحضارات الى صراع يريدون له ان
يتحول الى مواجهة بين الاديان وليس سرا القول ان الصهاينة داخل وخارج اسرائيل يقفون وراء
هذه الحملة المشبوهة.
ان دعوة المشروع الاميركي الى ضرورة اعادة النظر في مناهج التعليم بالدول العربية خاصة
مناهج التربية الدينية اكبر دليل على ان مبادرة الشرق الاوسط الكبير تريد الخوض في مستنقع
حتما سوف يفجر معارضة غير محمودة العواقب لان المساس بالدين يعتبر امرا غير مقبول عند
العرب والمسلمين.
ومن هنا تأتي خطورة المضي في خطوات تدشين المشروع الاميركي بفرضه على الشعوب
العربية مهما كانت العباءة التي يحاول ان يرتديها فالشارع العربي قد تجاوز مرحلة الوصاية ولن
يقبل ان يتم التعامل معه على انه ناقص الاهلية ولا أعتقد ان الديمقراطية مهما كانت الحاجة
اليها ملحة يمكن ان تفرض على الشعوب فانماط الحياة السياسية هي جزء من رصيد وتراث
حضاري يحدد ما يتلاءم مع كل دولة وفق ظروفها وخصوصيتها ففرض الاصلاح السياسي وفق
نماذج سابقة التجهيز يعد تدخلا مشينا في الشؤون الداخلية للدول ولا أظن ان النظم العربية
القائمة ولا الشعوب يمكن ان تقبله.
وسوف أستند الى فهم التاريخ لتفسير مبادرة الشرق الاوسط الكبير، ولكن لتأكيد ان ما يحاك
للعرب والمسلمين الآن ارادوه من قبل عندما ظهر الوجه العروبي القومي لثورة الثالث والعشرين
من يوليو عام ١٩٥٢ فاعتبره الغرب تهديدا لمصالحه في المنطقة فكان العدوان الثلاثي الغاشم
عام ١٩٥٦ ثم محاولة جر الدول العربية الى الحلف المركزي المشبوه الذي عرف كذلك بحلف
بغداد وفي عام ١٩٦١ كانت نكسة الانفصال بين مصر وسوريا بعد وحدة لم يطل عمرها ولم تمض
. سوى سنوات قليلة وحطت بالامة نكسه اخرى اشد وطأة ومرارة تمثلت في عدوان يونيو عام ١٩٦٧
وبعد اكثر من اربعين عاما يحاول البعض اليوم ممارسة نفس اللعبة مهما اختلفت المداخل
والاشكال في محاولة جلية لاختراق الشرق الاوسط اجمالا والامة العربية تخصيصا... فماذا نحن
فاعلون؟ هل نقبل الاندماج فيما يسمى بالشرق الاوسط الجديد والكبير؟ ام نتمسك بما نراه نحن
العرب والمسلمين صالحا لامتنا ومستقبل ابنائنا؟ .
إذن القضية مطروحة على بساط البحث وندعو بشكل عاجل الى مناقشتها في حوار قومي واسع
يشارك فيه كل رموز وقادة الفكر العربي والاسلامي بكل توجهاتهم الفكرية والسياسية من خلال
وسائل الاعلام المختلفة لا سيما القنوات الفضائية خاصة ونحن نمر بظروف غاية في الصعوبة
والخطورة فنجد اسرائيل ماضية في عدوانها اليومي على الشعب الفلسطيني دون ضابط او رابط
والعراق مازال محتلا يدخل رويدا رويدا الى نفق مظلم كان الاحتلال مقدمة طبيعية له ولنهج
يمارس الان بمنتهى الوضوح في المنطقة.
كما ان القضية مطروحة ايضا على اولي الامر في قمتهم المرتقبة في تونس من باب المسؤولية
القومية فقد بلغ العرب سن الرشد واعتقد انهم قادرون على تسييس امورهم وتقرير مصيرهم كما
يرونها هم وليس كما يراها الآخرون.
وخلاصة القول:ان الجميع الآن في خندق واحد و عليهم النهوض من سباتهم كي يعلنوا
رفضهم للمبادرة الواضحة اهدافها وضوح الشمس بكشف جوانبها واستشراف تداعياتها المتوقعة
ومحاولة قراءة متأنية لما بين سطورها حتى لا نصل الى وقت نصبح فيه غير قادرين على فعل
شيء اي شيء!

يتبع . . .

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي هكذا تريد الولايات المتحدة الشرق الأوسط الكبير
هكذا تريد الولايات المتحدة الشرق الأوسط الكبير

جريدة النهار (لبنان)
٦ مارس/ آذار ٢٠٠٤
الياس حنا : كاتب وباحث استراتيجي، استاذ محاضر في جامعة سيدة اللويزة، وعميد ركن
متقاعد.
من مشروع الشرق الاوسط الجديد مع شمعون بيريز، الى مشروع الشرق الاوسط الكبير مع
الرئيس جورج بوش، تبقى الساحة الاسلامية عمومًا، والساحة العربية خصوصًا هي الاساس، وهي
المقصودة بالتغيير المطلوب. هكذا تبدو الساحة العربية ساحة الاختبار وساحة الصراع الجديد.
لا بل هي تشكل، وحددت من الولايات المتحدة كأنها العدو البديل عن الاتحاد السوفياتي. والا فما
معنى نقل استراتيجية الاحتواء الاميركية من الدب الروسي، الى مزيد من الاحتواء للعالم العربي
والاسلامي؟ ويكفي هنا ان نرصد الوجود الاميركي العسكري في المنطقة، ونراجع الخطاب
الاميركي والحروب التي خِيضت حتى الآن، لنعرف عمق التورط الاميركي في المنطقة. او بشكل
آخر، لنعرف ونعي أهمية المنطقة للاستراتيجية الاميركية الكبرى، وخصوصًا بعد سقوط الدب
الروسي، ووقوع حوادث ١١ ايلول . ٢٠٠١
لكن الفرق بين مشروع بيريز وجورج بوش، يتمثل في التوقيت، وفي اختلاف الظروف الدولية
والاقليمية جذريًا. ويتمثل خصوصًا في وضع العرب الذي وصل الى أسفل الدرك. مع بيريز، استند
في المنطقة عبر توزيع المهمات بين الدول العربية Integration المشروع الى دمج اسرائيل
واسرائيل. اما مع بوش، فإن مشروع الشرق الاوسط الكبير، يرتكز على أن يكون العرب هم
المنقذون، وهم وسيلة الاختبار، وهم ليسوا شركاء، الا اذا نفذوا لائحة المطلوبات منهم وهي كبيرة
جدًا جدًا. كما يتناول المشروع الجديد التغيير الجذري لدى العرب في عقولهم كما في قلوبهم.
يعتقد العرب ويشعرون ان تسمية منطقتهم بالشرق الاوسط، هي اصلا تسمية تنبع من تعصب
فأوروبا بالتحديد في ذلك الوقت، كانت تشكل قلب العالم ومركزه. .Ethnocentric عرقي
وانطلاقًا منها، اي اوروبا، بدأت التسميات. فأتى الشرق الاوسط ( ١) الادنى وبالتالي الشرق
الاقصى. وهم ايضًا الآن، اي العرب، يشعرون انهم ثانية يشكلون موضوع المناقشة، واطلاق
التسميات. فحاليًا هم ضمن المنطقة المزمع العمل فيها، ألا وهي الشرق الاوسط الكبير. فماذا
عن الشرق الاوسط الكبير؟
لا يمكن النظر والتحليل في المشروع الاميركي الجديد، الا عبر البحث والتمعن، ومعرفة
في النظام العالمي الجديد. وفي هذا الاطار Grand Strategy الاستراتيجية الاميركية الكبرى

يقول المؤرخ الانكليزي بول كينيدي، ان الاستراتيجيات الكبرى يجب ان ترتكز على استراتيجية
للسلم، وعلى استراتيجية للحرب. اي بمعنى آخر، تقوم استراتيجية الحرب التي تتبعها الدول
الكبرى في الصراعات الدموية، على ما كانت قد اعدته هذه الدول الكبرى - العظمى، من
استراتيجيات أبان وقت السلم (اي الاستراتيجية الكبرى ايام السلم). فالسلم عادة، او غياب الحرب
كما يفضل تسميتها الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين، يكون لفترات اطول بكثير من فترات الحرب.
لكن واذا وقعت الحرب، فإنه على الدول العظمى ان تستعمل ما كانت قد اعدته ايام السلم. خاضت
اميركا الحرب الباردة. خرجت منها تقريبًا منتصرة. منيت بكارثة ١١ ايلول، فقط لانها ارادت
استعمال استراتيجية مر عليها الزمن بعد سقوط الدب الروسي. أي بمعنى آخر، لم تنفع
الاستراتيجية الكبرى الاميركية التي اعدتها ايام السلم للقتال في اوروبا وضد السوفيات، لقتال
العدو الجديد عندما تطّلب الامر ذلك. وذلك لأن الوضع تغير، وتغير العدو، وتبدلت موازين القوى،
واصبح الارهاب تحت الغطاء الديني يشكل العدو الاول والوحيد وبامتياز، وذلك بحسب ما عبر عنه
.( المفكر والخبير في شؤون الارهاب ولتر لاكور في كتابه الجديد "لا نهاية للحرب" ( ٢
بعد ١١ ايلول وبدء الحرب الاميركية على الارهاب، يمكننا القول ان اميركا تريد رسم صورة
.(NSS( جديدة للعالم تناسبها. وقد ظهر هذا جليًا في استراتيجية الامن القومي الاميركية 3
وانطلاقًا من الاستراتيجية الاميركية الكبرى والتي ظهرت في استراتيجية الامن القومي، يمكننا
القول ان اميركا هي في صدد بناء استراتيجيا كبرى ابان السلم النسبي (كما ذكرنا آنفا) حاليًا
تعمد من خلالها الى تثبيت هيمنتها على العالم، وخصوصًا ان كل الظروف الدولية وفي الابعاد
كلها، تناسبها بشكل لم يسبق له مثيل. على ان تشكل هذه الاستراتيجية ابان السلم العمود الفقري
لأي حرب مستقبلية قد تقع. من هنا نلاحظ التغييرات الجذرية الاميركية على صعيد القوات
المسلحة، من تسليح، تنظيم وطريقة قتال جديدة، وثورة في الشؤون العسكرية التي تخوضها
اميركا في ظل عجز الدول الكبرى الاخرى عن مجاراتها في هذا المجال. انطلاقًا من هذه الصورة
الكبرى، وهذه المقاربة، علينا ان نفهم، او ان نضع ونعي المشروع الاميركي للشرق الاوسط الكبير.
فهو جزء من كل. لكن اهميته، او قلقنا منه، ينبع من انه يتناولنا مباشرة كما ذكرنا سابقًا.

ركائز الاستراتيجية الاميركية

ترتكز الاستراتيجية الاميركية الكبرى على الامور الآتية:

منع وقوع اي حادثة مماثلة ل ١١ ايلول على الارض الاميركية لذلك وجب ضرب ·
الارهاب اينما كان، ومنعه من حيازة اسلحة الدمار الشامل
منع قيام أي منافس لها على صعيد الدول الكبرى، او قيام اي تكتلات قد تهدد ·
هيمنتها في المستقبل

واخيرًا وليس آخرًا، نشر القيم التي ترتكز عليها الديموقراطية الاميركية حتى ولو ·
بحد السيف
Peace through في اختصار تريد اميركا تأمين السلام العالمي عبر الامبراطورية المهيمنة
.hegemony
وتنفيذًا لذلك، بدأت اميركا، او هي قيد إجراء تعديلات جذرية على اوضاعها السابقة وفي
الابعاد كلها: العسكرية، الاقتصادية والسياسية. وفي دراسة، او تقرير رفعه البنتاغون الى الكونغرس
يحدد فيه كيفية مقاربته لتنفيذ الاستراتيجية الاميركية الكبرى على المسارح العالمية لتحقيق
الاهداف الاميركية، اقترح ما يأتي:

العمل على ترتيب الاوضاع الاقليمية في كل مسرح مهم. على كل، كانت اميركا قد ·
قسمت العالم مناطق عسكرية مهمة على رأسها جنرال برتبة اربع نجوم.
في كل منطقة اقترح البنتاغون في تقريره ان تسيطر اميركا على المسرح من ·
خلال اتباع مفهوم توازن القوى بين الدول الموجودة في هذا المسرح.
أن يكون لاميركا وجود عسكري عصري يمكنه حسم اي معركة او ازمة قد تنشأ، ·
وذلك من دون انتظار مجيء قوات جديدة من مسارح اخرى.
من هنا نلاحظ قرارات وزير الدفاع رونالد رامسفيلد لاعادة تحديث القوات ·
الاميركية، واعادة انتشارها على قواعد جديدة تعالج الاخطار المستجدة.
وتبدو المؤشرات التي تثبت هذا السلوك جلية على المسرح الآسيوي مع كل من ·
كوريا الجنوبية، اليابان واوستراليا والتي تشكل المثلث الاستراتيجي الأهم للولايات
المتحدة، وخصوصًا بعد ١١ ايلول، وبدء صعود الصين، بالاضافة الى معضلة كوريا
الشمالية. يضاف الى هذا طلب مهم تقدمت به الهند تطلب فيه من الولايات المتحدة ان
تضعها كدولة ضمن مسؤولية القيادة الوسطى، بدل ان تكون في نطاق قيادة الباسفيك
واذا تحقق هذا الامر، فإن الهند ستصبح لاعبًا اساسيًا على .Pacific Command
الساحة الاسلامية عمومًا والعربية خصوصا. وقد يفسر هذا الطلب ما وصلت اليه العلاقة
الهندية - الاسرائيلية، في مجال التبادل والتعاون العسكريين.
اذًا وانطلاقًا من هذه الاستراتيجية الكبرى (لأيام السلم النسبي)، يدخل موضوع الشرق الاوسط
الكبير من الباب الواسع. وهو، اي الشرق الاوسط الكبير، يعتبر المسرح الاساسي الاقليمي حيث
يتركز الجهد الرئيسي للولايات المتحدة في هذا الوقت، وخصوصًا بعد ١١ ايلول. لذا على
الدارسين، المفكرين، وخصوصًا السياسيين الانطلاق من هذه الارضية لفهم طرح المشروع
الاميركي للمنطقة. لكن يبدو ان طرح الموضوع للشرق الاوسط الكبير، ينقسم في روحيته
استراتيجيتين فرعيتين هما:

تتعلق مباشرة بما Imminent استراتيجية كبرى ملحة على الولايات المتحدة ·
حصل في ١١ ايلول، وفي طريقة الرد على هذا الاعتداء، وفي الحرب على الارهاب العالمي،
وفي تحول ساحة الشرق الاوسط ساحة بديلة للاتحاد السوفياتي، وفي تحولها النقطة
بين قوى الخير وقوى الشر حسب تعبير الرئيس بوش. في ، Clash الرئيسية للاصطدام
هذه الاستراتيجيا تعمد اميركا الى ترتيب وضع الشرق الاوسط القديم - الجديد، لتكون
هي المقرر الاساسي وفي ابعاد عدة.
استراتيجيا قريبة - بعيدة المدى (لعقدين من الزمن)، تهدف وخلال العمل على ·
الشرق الاوسط الكبير الى تحقيق اهداف استراتيجية بعيدة المدى، مهمة وحيوية
لاستمرار هيمنة الولايات المتحدة على العالم ككل. وهذا بالفعل ما ورد في استراتيجيا
واذا راجعنا كيفية خوض الحرب الاميركية على الارهاب، .NSS الامن القومي الاميركية
وراجعنا كيفية انتشار القوات الاميركية بعد ١١ ايلول وراجعنا كيفية انشاء، او الغاء بعض
القواعد العسكرية الاميركية، فانه يمكننا استنتاج ما يأتي:
وجود القوات الاميركية والقواعد العسكرية على حدود القوتين العظيمتين، اي ·
روسيا والصين.
تحاول اميركا بهذا الانتشار العمل على السيطرة على الممرات وطرق المواصلات ·
البحرية. هذا عدا السيطرة على الجو والفضاء.
تضاف الى هذا الانتشار، عملية توسيع الناتو ليدخل اكثر في العمق الروسي بشكل ·
يطوق اكثر روسيا، وفي الوقت نفسه يحتوي القوتين الاوروبيتين المشاكستين، فرنسا
والمانيا.
وفي الوقت عينه يجب الا نهمل بعد الطاقة والمتمثلة بالنفط والغاز. وفي هذا ·
الاطار، يبدو ان روسيا هي في طور ان تصبح الدولة الاولى في انتاج النفط. كذلك الامر،
يبدو ان الصين واذا ارادت الاستمرار في النمو، فهي بحاجة الى مزيد من الطاقة، وهي
العملة النادرة لديها.
فعلى سبيل المثا ل: تحتل الصين المركز الثاني العالمي في كمية استهلاك الطاقة ( ٥,٥
ملايين برميل عام ٢٠٠٣ /في اليوم). ولكي تكفي حاجاتها استوردت الصين حوالى ٧٧٣ مليون برميل
في العام . ٢٠٠٣ وحسب وزارة الطاقة الاميركية، سوف يرتفع استهلاك الصين في العام ٢٠٢٥ الى
١٠،٩ ملايين برميل في اليوم، ومن هذه الكمية سوف تستورد الصين حوالى ٧،٥ ملايين برميل في
اليوم. فمن اين ستأتي هذه الكميات الضخمة للمستقبل؟ لذلك تبدو المعركة الحالية والصامتة
بين الجبارين كأنها تحاول رسم صورة المستقبل. وعلى سبيل المثال ايضا، تحاول الصين حاليا
تأمين مصادر الطاقة عبر الضخ البري، بواسطة انابيب النفط، وذلك عبر اتفاقات متفرقة مع دول
آسيا الوسطى، وخصوصًا كازاخستان. فهي، اي الصين لا تستطيع السيطرة على الممرات البحرية

في ظل عدم توافر بحرية حديثة. وهي لا تستطيع تحديث قواتها لأن الامر مكلف جدا. وردا على
هذا الامر، تعمد الولايات المتحدة الى رشوة كازاخستان عبر مساعدات عسكرية وغيرها، لعدم
اعطاء الصين هذا الاتفاق.
اذًا انتشار عسكري ضمن الشرق الاوسط الكبير سوف يؤمن الستاتيكو المفيد للامبراطورية
المهيمنة. وفي الوقت نفسه، سوف يؤمن هذا الامر على المدى البعيد السيطرة على نفط الخليج،
وعلى نفط بحر قزوين. وفي الوقت نفسه، احتواء كل من روسيا والصين. وايضا التحكم في انتاج
النفط، وتسعيره في وقت لاحق، اي عندما تصبح روسيا متقدمة على صعيد الانتاج.

بين الماكرو والميكرو

وفق هذه الصورة الكبرى، يمكننا فهم مشروع الشرق الاوسط الكبير، فماذا عنه؟
في ظل مفهوم العولمة، وامكان القوة العظمى (الولايات المتحدة) التدخل اينما تريد، من دون
استئذان احد. يمكننا ان نستنتج ان الفارق بين البعدين، الاستراتيجي والتكتيكي هو الى انحسار،
وحتى الى زوال. هذا على الاقل في الوعي الاميركي، نظرا الى ما تملك من امكانات. وقد ظهر هذا
الامر جليا، عندما مانعت تركيا في استعمال اراضيها من القوات الاميركية، كما استطاعت اميركا
نقل قواتها الى المسرح الكويتي، وذلك من دون تعديل مهم، او تأخير في تنفيذ المهمة الرئيسية.
ولأن اميركا ومصالحها تغطي كل الكرة الارضية، فان الابعاد التي ذكرناها (استراتيجي + عملاني
+ تكتيكي) هي تقريبًا غير موجودة. فاميركا تتدخل رغم عظمتها لضرب مجموعة من الارهابيين
Global في جزيرة معزولة في الفيليبين. ذلك الامر يدرس البنتاغون خطر ارتفاع حرارة الارض
على الامن القومي للولايات المتحدة الاميركية، وكيف سيغير هدا الحدث الخرائط Warming
الجيو - استراتيجية (صدرت دراسة في هذا الصدد عن البنتاغون).
بعد ١١ ايلول، دخلت اميركا الحرب على الارهاب وخاضت حربين: افغانستان والعراق. وقد اعتبر
اي المقاربة الكبرى للمنطقة، .Macro المحللون، او اطلقوا على هذه المرحلة صفة الماكرو
والتنفيذ العسكري لتثبيت موطئ القدم على الارض. بالفعل دخلت اميركا الشرق الاوسط القديم،
وثبتت وجودها حتى لو لم يكن العالم راضيا عن هذا السلوك.
وبعد الحروب الكبرى المحدودة في افغانستان، والعراق بدأت اميركا خوض الحروب الصغيرة
وكانت هذه الحروب قد ذكرت ايضا في استراتيجية الامن القومي الاميركية .Micro - Wars جدا
وبغية الانتقال من صورة الماكرو، الى صورة الميكرو، اطلقت اميركا مشروع الشرق الاوسط .NSS
الكبير. ويبدو ان الاسم كبير، لكن المقصود هو محاولة الدخول الى العقل والوعي العربيين،
لتغييرهما من الداخل، اي من الميكرو. ويعتقد الاميركون، ان الحرب تبدأ في عقول الرجال، ولمنع
وقوع الحرب، يجب البدء بالعمل من هناك، اي من عقول هؤلاء الرجال. ومقارنة مع ذلك، يجب
العمل على العقل العربي، لمنعه من استعمال الارهاب لتحقيق الاهداف السياسية. وإن العمل على

العقل العربي لابعاده عن الارهاب، يكون عبر التنمية البشرية والاقتصاد. وبالتالي التعليم وتغيير
المناهج الدراسية والتي يعتبر الاميركيون انها مسؤولة عن تسويق الكره للغرب. ويبدو المثال
الواضح جدا في هذا الاطار، ما انتجته مدارس الطالبان في افغانستان.
ان إطلاق هذا المشروع، ليس بجديد. فالعالم العربي، أو الشرق الاوسط الكبير (بإستثناء
والتي هي بإمرة ،CentCom المغرب العربي تقريبا) يقع ضمن صلاحية قيادة المنطقة الوسطى
الجنرال من اصل لبناني، جون ابي زيد.
وكما قلنا، يتمثل الخوف العربي من هذا المشروع، في انه طرح في هذا الوقت، حيث العرب في
الحضيض. كذلك الامر، إن طرح مشروع مماثل سوف يؤدي الى انتاج نظام امني اقليمي جديد.
والنظام الامني الاقليمي الجديد، يستلزم اعادة رسم التحالفات، وتصنيف الاعداء - الاعداء،
والاصدقاء - الاصدقاء، والدول الما بين -بين. وهنا مكمن الخطر على بعض الانظمة العربية،
لان الصديق - الصديق، معروف اصلا، والمتمثل بكل من: اسرائيل وبامتياز، تركيا والهند. اما
الدول العربية المؤثرة، فهي في خانة الصديق، والصديق فقط وبخجل، كمصر، السعودية، السودان
وغيرها. والدول العربية الاخرى والمصنفة صديقة - صديقة، فهي غير مؤثرة على صعيد التأثير
في رسم صورة المنطقة، وفي عملية اتخاذ القرار. اذا الصديق - الصديق لاميركا ليس عربيا. ومن
يدري ما قد يحصل فيما لو دخلت ايران المعسكر الاميركي لاحقًا؟ اما الصديق المسلم لاميركا
وغير العربي، اي باكستان، فهو في خانة الاتهام لانه باع التكنولوجيا النووية، ومن يدي ما عقابه، او
ثمن أخطائه هذه اذا عاند؟ اذاً ستشهد المنطقة العودة الى سياسة المحاور. لكن هذه السياسة
خطرة، وغير مسبوقة في المنطقة، لان اميركا تعتبر الان، اللاعب الاساسي والوحيد، وذلك بعكس
ما كان سائدا ابان الحرب الباردة، كحلف بغداد مثلا. وفي ظل محاولة اعادة رسم المنظومة الامنية
في المنطقة، ورسم التحالفات الجديدة، وفي ظل اعادة تصنيف الاعداء والاصدقاء، وفي ظل
ضعف عربي لم يسبق له مثيل وتفرد اميركي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، فإن كل شيء قد
يطرح حاليا للمنطقة، ومن الولايات المتحدة بالتحديد، هو امر مشكوك في صحة نياته الطيبة،
ومرفوض حتى من العتاة الذين يعشقون الديموقراطية، ويكرهون انظمتهم. يضاف الى هذا، خوف
الانظمة العربية المناوئة للاستراتيجيا الاميركية، من محاولة ضربها مباشرة عبر العسكر
الاميركي، او عبر تكليف اي حليف لاميركا، خصوصًا اسرائيل. فكيف يمكن هذه الانظمة، وحسب
الوزير اللبناني السابق غسان سلامه في محاضرة القاها في قطر، ان تقبل هذه الدول المناوئة
مساعدة المشروع الاميركي وتسويقه عندما يقول لها الاميركيون، انك على لائحة الاهداف
المقبلة؟
اذًا اميركا في المنطقة، تعصر البعض، تحتوي البعض الآخر. وتضرب من يعاندها مباشرة او
عبر وسيط ما، (حالة سوريا ومخيم عين الصاحب). وإن إستثمارها، اي اميركا في المنطقة قد
وصل الى سعر مرتفع جدا. لذلك ليس من السهل ان تنسحب اميركا، كما فعلت في فيتنام.

فالانسحاب من العراق، قد يعني سقوط النسر الاميركي الى غير رجعة. وقد يقول البعض: ماذا لو
وصل الديموقراطيون الى الحكم؟ وقد يرد البعض، ان الدول العظمى لا تبدل استراتيجياتها كما
تبدل ثيابها. وان الخطاب الانتخابي الرئاسي الاميركي يدور مثلا على كيفية إدارة الحرب، وبالكاد
نسمع احد المرشحين يبشر بالانسحاب الاميركي من المنطقة في حال انتخابه. وهذا بالفعل
يؤكد ما قلناه آنفا.

التعليم والمرأة

لماذا يرتكز المشروع على التعليم، إدارة الاعمال، والمرأة؟
في كتابه الاخير مع دافيد فروم، يقول ريتشارد بيرل انه يقدم الى الادارة الاميركية وعبر الكتاب،
خريطة طريق لضرب الارهاب. ترتكز هذ الخريطة على الاسس الآتية:
١- حماية الداخل الاميركي، حتى لو تضايق المسلمون الاميركيون.
٢- ضرب الدول التي ترعى الارهاب وتساعده.
٣- واخيرا وليس آخرا، وهذا ما يهمنا هنا، ضرب الارهاب في عقول المسلمين والعرب.
وإن ضرب الارهاب في العقول، من المفروض ان يرتكز على التناوب في الاستعمال بين
العصا والجزرة. العصا لمن عصا. والجزرة عبر إظهار اهمية التغيير، الازدهار، التعليم
والمساهمة في التطور البشري، وحتى التنعم بالديموقراطية والحريات.
اعتمد الاميركيون لاطلاق مشروع الشرق الاوسط على تقرير التنمية البشرية العربية للعام
٢٠٠٢ وقد يعني هذا الامر، ان الولايات المتحدة تدين العرب بقلم العرب ولسانهم. ففي هذا .

التقرير أرقام مذهلة ومخيفة منها:

ان مجموع الدخل القومي لكل الدول العربية يساوي الدخل القومي لاسبانيا فقط
٤٠ % من العرب البالغين اميون، ثلثا العدد من النساء
٢٥ مليون عاطل عن العمل في العام . ٢٠١٠
٥،٣ % من النساء تشغل المقاعد البرلمانية
٥١ % من الشبان العرب عبروا عن رغبتهم في الهجرة
تصدر العرب لائحة من يؤيد الديموقراطية كأفضل طريقة للحكم
٦،١ % فقط من السكان يستعملون الانترنت
ان ثلث سكان المنطقة يعيشون على اقل من دولارين اميركيين في اليوم. والمطلوب هو معدل
.% نمو اقتصادي يقارب ال ٦
هذا غيض من فيض، والمطلوب حسب التقرير هو العمل على:

تشجيع الديموقراطية والحكم الصالح
بناء مجتمع معرفي
توسيع الفرص الاقتصادية
تدريب النساء
الانتخابات الحرة
مكافحة الفساد وتشجيع الشفافية
اعلام حر ومستقل عن الحكومات
تشجيع المجتمع المدني واعادة انتاج الطبقات الوسطى، والتي من دونها لا تقوم الديموقراطية
تحسين المناهج الدراسية وتعديلها، وتشجيع ا لابحاث والدراسات وتعديلها، وتخصيص الاموال
اللازمة لها... الخ.
بالاضافة الى تقرير التنمية البشرية العربية للعام . ٢٠٠٢ صدر ايضا تقرير آخر عن "المنظمة
العربية للتربية والثقافة والعلوم"، كانت الجامعة العربية قد كّلفت المنظمة اعداده. ايضا وايضا،
هاجم التقرير الانظمة المتسلطة، معتبرا انها توظف الدين في خدمة السياسة (4) واعتبر التقرير
ان هناك تناقضا بين ما يدرس، وبين المعيوش. كذلك الامر، اعتبر التقرير انه لا وجود للمجتمع
المدني في العالم العربي. اذًا تقرير آخر، مصدره عربي من جهة رسمية هي الجامعة العربية، يدين
الوضع المتردي في المجتمعات العربية.
تعتبر الادارة الاميركية انه وفي حال نجاح هذا المشروع، والذي يستند الى المبادىء
الديموقراطية، والى الحفاظ على حقوق الانسان، وفي حال تعدلت المناهج الدراسية بحيث لا
تنتج اجيالا من الشباب العربي يكره العم سام فان المنطقة مقبلة على مرحلة ازدهار باهرة. وقد
يساعد نجاح مشروع الشرق الاوسط الكبير، تنفيذ الاستراتيجيا الاميركية الكبرى. لكن الاكيد ان
طلائع نتائج هذا النجاح، في حال التطبيق السليم، تستلزم اكثر من عقد من الزمن كي تعطي
ثمارها. لكن الخطر على المشروع الاميركي، في ان الديموق راطية التي تريد نشرها الولايات
المتحدة، قد تعمل ضد مصالحها في وقت من الاوقات. وقد حصل هذا فعلا مع تركيا عندما صوت
البرلمان التركي ضد دخول القوات الاميركية الى الاراضي التركية.

يتبع . . .


مواقع النشر (المفضلة)
كشف مخطط الشرق الاوسط الجديد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
هناك تسونامي قادم في منطقة الشرق الاوسط...
الخريطة الجديدة للشرق الاوسط كما ترده امريكا
من خواص الحديد
هذه المعلومات حصلت عليها من اكبر خبير في منطقة الشرق الاوسط
هذه المعلومات حصلت عليها من اكبر خبير في منطقة الشرق الاوسط

الساعة الآن 01:45 PM.