المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم التنجيم : مواضيع في أحكام التنجيم و مقالات دراسية عامة وعرض لكافة الأساليب والطرق المتبعة

كتاب الثمرة لبطليموس مع الشروحات

Awt3 كتاب الثمرة لبطليموس مع الشروحات



الكلمة الأولى:
يا سورس علم النجوم منك ومنها


قال الشارح :
يريد بعلم النجوم في هذا المحل علم احكام النجوم وهو ما يتجدد من تقدمة معرفة الكائنات بطريق الاستدلال من الاوضاع الفلكية وقد تقرر في علم الحكمة ان كل امر يتجدد في عالم الكون والفساد لا بد له من فاعل وقابل والفاعل عبارة عن الموجد وعن شروطه لا يمكن الايجاد الا بها والقابل عبارة عن المواد او الموضوعات، مثاله في توالد الحيوان، فالفاعل هو موجده والشروط هو ملاقاة الاب والام بوجه خاص والقابل هو النطفة وهي مادة يتصور الحيوان منها، مثال اخر في اضائة الشمس فالفاعل والقابل سطح كثيف يقابل الشمس ويقبل نورها والشرط هو عدم الحجاب فبالضرورة ان يكون في مستجدات عالم الكون والفساد فاعل وقابل والفاعل عند المحققين هو قدرة الله سبحانه وتعالى والشرط هي الاوضاع النجومية التي تجدد كل متجدد موقوف على حصول هذا الشرط لانه بحصول هذا الشرط قد اختص هذا التجدد بوقت خاص دون وقت والقابل هي اجسام هذا العالم اما مواد او موضوعات والذي يتعلق بالاجسام مثل الصور التي هي اجزآء الاجسام والنفوس التي هي مدبرات بعض الاجسام والاعراض التي هي قائمة بالاجسام والنفوس ولما كان الفاعل لا يكفي وحده في وجود الفعل بل مع وجود الفاعل وجود القابل ايضا ضرورة كان الاوضاع الفلكية وتأثيراتها في عالم المتجددات غير كافٍ بل يحتاج الى العلم بوجود القابل وان كان العلم بالاوضاع يحصل بالطريق اليقيني لكن معرفة تاثيرات هذه الاوضاع لا يحصل الا بالتجربة والاستقراء وحدس يقتضي الظن ومعرفة حال القابل يحصل من معرفة احوال الاجسام والنفوس التي هي مبنية على الاحساس والتجارب والقضايا التي تُعلم بالحدس، ولهذا قال علم النجوم منك ومنها فلفظة منك اشارة الى معرفة القوابل وكيفية تأثير الاوضاع في القوابل ومنها اشارة الى الفواعل التي هي الاوضاع الفلكية فوجود الافعال موقوفة على تلك الاوضاع مثاله: اذا اقتضى دليل فلكي برودة الهواء فالناظر في ذلك الدليل ينبغي له اذا كان في البلاد الحارة في فصل الصيف ان يحكم على نقصان الحرارة وفي البلاد الباردة في فصل الشتاء ان يحكم بافراط البرد وتوابعه وهذا الاختلاف بحسب اختلاف قبول القوابل وان كان الدليلان متساويين في الحكم وتقديم القسم الاول على القسم الثاني بحسب تقديم الاحساس على باقي الادراكات، واحمد بن يوسف المصري المهندس كاتب آل طولون الذي هو من جملة شارحي هذا الكتاب ذكر: ان القسم الاول من قبيل تقدمة بالوحي والالهام او بالكهانة والرؤيا وهو المعبَّر بلفظ منك وهذا الكلام غير مطابق لتلك العبارة لان هذا المعنى لا يكون جسمياً ومما لا يطلق عليه علم النجوم. وقال ابو العباس الاصفهاني في شرحه ان مرتبة النفس فوق مرتبة الاجسام والنفوس الفلكية والانسانية التي احداهما محركة للافلاك ومؤثرة فينا بواسطة النجوم والافلاك، والاخرى مؤثرة فينا بغير توسط، وهما من تلك المرتبة. فقوله منك ومنها اشارة الى هذين التأثيريين وهذا المعنى بعيد جداً في هذا الموضع والله اعلم




الكلمة الثانية:
وليس للعالم ان ينبىء بصورة الافعال الشخصية كما ليس للحاس ان يقبل صورة المحسوس الشخصية لكنه يقبل صورة موافقة لها في الجنس وهذه حال من قضى على العنصر بكيفيته فانه لا يستطيع ان يدل على الصورة التي في الفاعل واليقين مع هذه الصورة واما الحدس فهو من جهة العنصر والقابل فيكون احد صورة الحكم في هذه الصناعة وما جرى مجراها انما يكون بين اليقين والحدس وهذا فيما غلب عليه استقراء الطبايع وخدمة التأثير.

الشرح:
احساس المحسوسات انما يكون محصول صورة او كيفية في الحاس شبيهة بتلك الصورة او الكيفية التي في المحسوس مثاله: الحرارة التي تحصل في حاسة اللمس من مجاورة النار شبيهة بحرارة النار وبتلك الحرارة تدرك حرارة النار لانه لو حصلت حرارة النار بعينها في الحاسة لاحرقت وقد تدرك حرارة النار وهذا في حاسة الشم والذوق والسمع والبصر تحدث كيفية شبيهة بتلك الكيفية لا عين تلك الكيفية كالصوت يحصل من القرع في الهواء والهواء يوصل تلك الكيفية الى السمع لا عين تلك الكيفية لان العَرَضْ لا يقدر على الانتقال، وفي البصر رأيان: فرأى قوم ان الابصار تنقطع بصورة شبيهة بالمبصر في الباصرة، ورأى قوم ان الابصار تنقطع بصورة شبيهة بالمبصر في الباصرة ورأى قوم ان الابصار يكون بوقوع شعاع العين اذا اتصل به شعاع نيِّرْ مثل الشمس والنار، وعلى هذه الجملة الهيئة الحاصلة من المبصَر في المبصِر هي غير هيئة المبصر في الحقيقة. فعلم من هذا ان في جميع الحواس يكون الاحساس بحصول صورة او كيفية حادثة في الحاسة شبية بالمحسوس لا عين المحسوس، وايضا ينبغي ان يعلم ان صورة الفاعل تقتضي وجود الاثر في القابل على سبيل الوجوب وانما صورة القابل لا تحصل مع وجود الاثر الا على سبيل الامكان لانه مع وجود صورة النار يكون الاحراق واجباً لانه من فعل النار فاما مع وجود القطن لا يمكن غير الاحراق فاذا وقع الاحتراق لا يكون ذلك من فعل القطن بل يكون من فعل فاعل اخر ومن هاهنا قيل ان العلم بالعلة يقتضي العلم بالمعلول لان حصول صورة مساوية للعلة من حيث هي علة لا تنفك من حصول صورة مساوية للمعمول ولا يكون هذا الحكم في القابل صحيحا.
وحيث اتضحت هذه المقدمات نقول ان بطليموس يشير في هذه الكلمة بان من طريق صناعة النجوم تقدمة معرفة المتجددات لا يكون يقينية ومعنى كلامه ان العالم بعلم النجوم لا يقدر الاخبار بالافعال التي تصدر من الاوضاع الفلكية بعينها كما ان الحاسة لا تقدر على صورة المحسوس بعينها بل يقبل صورة مشابهة لصورة المحسوس كمن يحكم على العنصر بحسب كيفياته يعني القابل واحواله في قبول التأثير لا يقدر على الاستدلال به على صورة صدور الفعل من الفاعل بحسب تلك الصورة ولا يكون الحكم بيقين الا اذا تيسر الاطلاع على تلك الصورة، فالناظر في احوال القابل لا يحصل له بمجرد النظر العلم اليقيني بحصول المتجدد ذلك وغاية سعيه ان يحصل له وقوف بالحدس من جهة القابل واحواله فتحصيل صورة الحكم في هذه الصناعة وباقي الصناعات الشبيهة بهذه الصناعة مستفاد من بعض مقدمات يقينية وبعض مقدمات ظنية وحدسية والنتيجة لا تكون يقينية لان النتيجة تابعة لاخس المقدمتين وهذا الحدس ايضا لا يتضرر الا في مواضع يكون الغالب فيه استقراء حال طبيعة القابل وتتبع اثار الاوضاع وفي غير تلك المواضع لا يتيسر الحدس.
والمراد بقوله خدمة التأثير هو متابعه الاثار ليحصل الوقوف على وقوع الاثر المتجدد بطريق الاستقراء من تلك الاثار، والحاصل ان علم النجوم المقتضى تقدمة معرفة المتجددات مشتملة على شيئين: الاول العلم بأوضاع الفلك وهو علم يقيني، والثاني: العلم بأحوال القوابل في وقت قبول تأثير الاوضاع وهو علم ظني وبعضه حد سي وهو الاكثر اعتمادا ً وتقدمة معرفة المتجددات لهذا الطريق لا يكون يقينياً وفي هذه الكلمة يتضح ان المراد من قوله منك ومنها في الكلمة المتقدمة معرفة حال القابل الذي هو من القوى وتأثير الاوضاع التي هي من الفلكيات لا تقدمة المعرفة بطريق النجوم ولا بطريق اخر غير هذه القناعة والله اعلم ، ففي بعض النسخ هذه الكلمة مع الكلمة التي ما قبلها معدودة بكلمة واحدة لانه اذا اعدت بكلمتين كان مجموع الكلمات ماية كلمة وكلمة واحدة .



الكلمة الثالثة:
وأما الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الافضل فيهم فإنهم يقتربون من صورة اليقين بما فيهم من القوة الإلهية وان لم يـــكن معهم من العلم الموضوع كثير شيء .

الشرح:
قد تقرر في علم الحكمة ان الانسان مركب من جوهرين مجردين: جوهر يقال له النفس الناطقة ومن جوهر مادي يقال له البدن، والنفس مربوطة بالبدن ومتصرفة فيه ومدبرة له بالتقديرات الالهية وكما ان اثار النفس ظاهرة في البدن كذلك اثار البدن تظهر بالنفس وهي الملكات الفاضلة والردية واحوال اُخر تسمى العوارض النفسانية مثل الشهوة والغضب والميل الى الذات والنفرة من المؤلمات وحب المال والجاه وامثاله. والنفس بحسب التجريد مستعدة لادراك الحقائق والوصول الى المبادىء والاطلاع على المغيبات وتسمية العلماء كسب الكمال وتسمية الحكماء الحكمة وبسبب الملكيات والعوارض المذكورة تصير النفس محجوبة عن هذا الكمال فأى نفس كانت مجبولة على الاعراض عن الاشياء المقتضية الحجاب لها صارت مطلعة على الغيب كنفوس الانبياء والاولياء وأطلاع هذه النفوس على الغيب يكون بطريق الانتقاش بنقوش منتقشة في العقول والنفوس السماوية التي هي مبدأ الحركات وافعال الاجسام السفلية على مثال انعكاس المرايا المتحاذية بعضها الى بعض وأى نفس كانت حيناً منغمسة في الامور البدنية وحيناً ملتفتة الى العالم العلوي فكلما بعدت عن الشواغل البدنية ورجعت الى عالم الحقيقة صارت مطلعة على الغيب في بعض الاوقات بحسب الاستعداد وهي نفوس الكهنة وقد يكون اذا استعدوا للاطلاع ان يحتاجوا لاجل التوجه الى ذلك العالم الى مخصص يقفون به في حال خاص دون باقي الاحوال وذلك المخصص أما ان يكون فكرا ً يسنح في ضميره او صوتا ً يسمعونه من خارج او بتجدد امر في ذلك الحال او يحدث هيئة في التسائل من ذلك الغيب او يحسون من كلامه بشىء او يتمسكون بدليل نجومي من اوضاع الكواكب ويستدلون بذلك الامر المتجدد على المطلوب. والرؤيا الصادقة المخبرة عن الغيب ايضاً لها هذا الحكم لان النفس في تلك الحال تكون قد اعرضت عن تدبير البدن واستعدت للانتقاش بنقوش ذاك العالم بنقش خاص وفكرة في اليقظة يكون مخصصاً لذلك الشخص من جملة النقوش الممكنة وهذا الصنف من الناس ينقسم على قسمين: فالقسم الاول: هم الذين يكونون مجبولين عن مطالعة ذاك الطرف والاعراض عن هذا الطرف وهم الذين يبينون في اعين الناس كأنهم والهون لا وعي لهم ويسمعون منهم كلمات تخبر عن الغيب. والقسم الثاني: هم الذين حينا ً يلتفتون الى هذا الجانب بحسب ارادتهم وحينا ً الى ذاك الجانب ويكون انتقالهم من جانب الى جانب بحسب ارادتهم، فمعنى كلام بطليموس بعد تقرير هذه المقدمة ان الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الافضل يعني من النفس الناطقة يكونون اقرب الى اليقين بالقوة الالهية المركوزة فيهم وذاك هو استعداد الانتقاش بالنقوش التي تحصل في مبادىء المتجددات وتلك النقوش تكون مقتضية وجود تلك المتجددات. ولما كان العلم بالعلة يقتضي العلم بالمعلول كان ما علم من الغيب واجب الحصول فيكون يقينيا ًفقوله وأن لم يكن معهم من العلم الموضوع كثير شيئ يريد انهم يطلعون على الغيب وأن لم يكن لهم من علم النجوم علم كثير, فأن ظن أحد ان قول بطليموس في الكلمة الاولى منك ومنها المراد به هذه الطائفة فقد اخطأ، لان في هذه الصورة الاغلب هو لفظة منك لا لفظة منها ومنها بالنسبة الى منك قليلة وايضا فيكون على هذا التقدير في هذا الموضع تقدمة المعرفة منقسمة بمنك ومنها لا علم النجوم لان المطلوب من تعلمه تقدمة المعرفة وهذا مناقض للكلمة الاولى فعُلم ان هذا الظن باطل.



الكلمة الرابعة :
اذا طلب المختار الافضل فليس بينه وبين المطبوع فرق .

الشرح :
المختار والمطبوع متقابلان ، فالمختار من يقدر فعل الشر وتركه او يقدر على فعلين متقابلين مثل العدل والجور وبحسب ارادته يرجح احد الطرفين، والمطبوع من كان بالطبع مجبولاً على الميل الى طرف واحد من غير التفات الى الطرف الاخر، ومعنى هذه الكلمة في هذا الموضع ان الذي يكون له اختيار التوجه تارة الى جانب البارئ عز وجل وتارة الى جانب الامور البدنية فأذا توجه بأرادته الى جانب المبادئ وحصل له من تلك الجهة العلم بالمتجددات قبل التجدد والذي يكون مجبولا ً على مطالعة المبادىء وحصل له العلم بالمتجددات قبل التجدد فلا يكون بين هذين فرق في معرفة المتجددات بل اطلاعهما على الأمور الغيبية اطلاع واحد.



الكلمة الخامسة:
المطبوع في الشئ هو الذي يوجد دليل ذلك الشئ قوياً في مولده .

الشرح:
قد علم في ما تقدم من قوله ان بعض الناس مطبوعون اعني مجبولون على معرفة الغيب وبعضهم غير مطبوعين بل يصلون الى تلك المرتبة بالاكتساب والتوجه الارادي فهاهنا بيّن ذلك بالحكم العام وقال كل من صدر منه بالطبع امر من الامور من غير تكلف كسب و تجشم تحصيل موصل الى ذلك الامر يكون دليل ذلك الامر حين ولادته قوية في الفلك يعني في طالعه. وقوة الكواكب بعضها ذاتي وبعضها عرضي فاما القوى الذاتية فهو ان يكون الكوكب في بيته او شرفه او حده او مثلثته اووجهه اوفي التشريق والتغريب المحـمودين وامثال ذلك، واما القوى العرضية فهو ان يكون الكوكب في حيزه وفي الوتد او ما يلى الوتد او في الفرح وامثال ذلك. واما معرفة الادلاء فهو مثلا اذا كان زحل قوياً كان ذلك الشخص محبا للعمارة والزراعة بالطبع وان كان المشتري قوياً دل على العدل والقضاء والوزارة وان كان المريخ قو ياً كان الغالب عليه الشجاعة والفروسية وان كانت الشمس قوية دلت على التكبر والتسلط وان كانت الزهرة قوية دلت على اللهو والزينة وان كان عطارد قوياً دل على الكتابة والحساب وان كان القمر قوياً دل على تقلب الامور وتطلع الاثار والاخبار .



الكلمة السادسة:
النفس المطبوعة في تقدمة المعرفة تحكم على ثواني النجوم ويكون اصابتها فيها اكثر من اصابة كثير ممن يحكم على النجوم انفسها.

الشرح:
وهي في بعض النسخ ثواني النجوم, وثواني النجوم هي احداث الهواء المذكورة في الاثار العلوية مثل الرياح والغيوم والهالة وقوس قزح والنيازك والشهب والصواعق والرعد والبرق وامثال ذلك ودلالات ذلك على المجددات مثل الدلالة من معلول علة على معلولها الاخر مثل الدلالة من الشعاع على الحرارة والنفس المطبوعة هي التي تقدم ذكرها بان تكون مجبولة على التوجه الى طرف المبادئ ومثل تلك النفس يكفيها اقل دليل في الحكم بتجدد المتجددات لان الاطلاع على الغيب حاصل لها بالقوة وقد يحتاج الى مخصص يقتضي التوجه الى مطلوب مخصوص كما تقدم ذكره فحينئذ يسهل الانتقال عليها من معلول الى معلول اخر وفي غير هذه النفوس ايضا يستدلون من هذا الجنس استدلالاً كثيرا ً مثال ذلك: ان بعض الرياح تدل على المطر وبعضها تدل على يبوسة الهواء وبعض الهالات تدل على القحط وبعضها تدل على المطر وامثال ذلك كما هو متعارف عند اهل البحار والدهاقين وغيرهم. ولما كان دليل المعلول على معلول اخر اضعف من دليل العلة على المعلول لان دليل المعلول على المعلول مركب من دليل المعلول على العلة ومن دليل العلة على المعلول الاخر كان اصابة النفس المطبوعة التي اتصال المبادي لها ملكة في الاستدلال بالأضعف اقوى وافضل من إصابة باقي النفوس بالاستدلال بالأقوى وذاك من جهة القوة الذاتية التي للنفس المطبوعة وضعف باقي النفوس في الاطلاع على المغيبات .



الكلمة السابعة:
وقد يقدر المنجم على دفع كثير من أفعال النجوم إذا كـان عالما ً بطبيعة ما يؤثر ووَطَاَء قبل وقوعه قابلاً يحمله.

الشرح:
قد تقدم قبل هذا ان الفعل لا يتم الا بفاعل يؤثر وقابل يتأثر فيه، وقد عُلم ان تأثيرات الاوضاع الفلكية هي الاجسام والنفوس الارضية، ونحن لنا في هذه الاجسام والنفوس قدرة التصرف، فاذا علم المنجم قوة تأثيرات العلويات كان قادرا ً على امالة قابل يكون محل تصرف ذلك التأثير الى القبول حتى يكون اثر الفاعل فيه زايدا ً عن الاعتدال او على المعاوقة اللاقبول حتى يكون اثر الفاعل فيه اقل من الاعتدال، مثلا ً علم ان برد الشتاء يكون شديدا ً فأعد له آلات دفع البرد حتى لا يؤثر فيه كما يؤثر فيمن لم يعد له، وكذلك إذا أراد تأثير البرد في شئ ازيد مما يؤثر في غيره فيجعل ذلك الشىء مستعدا ً لقبـــول البرد حتى يؤثر البرد فيه ازيد مما يؤثر في غيره، وهذا معنى قوله قد يقدر المنجم على دفع كثير من افعال النجوم وذلك بشرط وقوفه على طبيعة القابل وقدرته على التصرف فيه.



الكلمة الثامنة:
انما ينتفع بالاختيار إذا كانت قوة الوقت زائدة على فضل ما بين القوامين فأما إذا كانت مقصرة عنه فليس يظهر اثر الاختيار وان كان ما يستعمل منه مؤديا ً إلى الصلاح.

الشرح:

كل طالع يكون جميع دلائله مسعودة وقوية فصاحب هذا الطالع لا يكون له نظير في السعادة والخيرات وكل طالع يكون جميع دلائله منحوسة وضعيفة فصاحبه لا يكون له حظ في الخير والسعادة ويكون عديم النظير في الشر والشقاوة وهذان الطالعان اما ان يكونان غير موجودين او نادر الوجود فاذا كان الطوالع لها دلائل من الصنفين فبعد تكافؤ دلائل الخير والشر على اى حال تقود الامر يقال لذلك الحال قوام تلك الدلائل فاذا اختير لشخص اختيار فكل من يكون له طالع اصلى وطالع تحويلى ودلائل حاضرة في الايام المختار فيها وكل من هذه الادلاء قوام فاذا كان القوامان متساوية في طرف السعادة وينضم الى ذلك سعادة الاختيار الموافق يكون انتفاع ذلك الشخص بذلك الاختيار في غاية الكمال وان كانا في طرف السعادة متفاوتين كان سعادة الاختيار ازيد من قدر التفاوت بينهما كان حكمه حكم الاول، فاما اذا كانا في طرف السعادة متفاوتين وكانت سعادة الاختيار مساوية لقدر التفاوت بينهما فلا يحصل من ذلك الاختيار اثر زيادة سعادة محسوسة، وكذلك اذا كان سعادة الاختيار اقل من قدر التفاوت بينهما وان كان استعمال الاختيار في تلك الصورتين الاوليين مؤديا الى صلاح الحال لان وجود ذلك الاختيار لا يخلو من فائدة في نفس الامر ويقاس على هذا اذا كان القوام الواحد في طرف والقوام الاخر في طرف اخر او يكون القوامان في طرف النحوسه وفي بعض النسخ مكان فضل ما بين القوامين فضل ما بين الزمانين وتفسيره: انه اذا كان قوة وقت ابتداء الاختيار في امر من الامور الذي شرع فيها الاختيار النجومى زائدا ً على تغيرات الدلائل فبعد هذا ينتفع بهذا الاختيار الى زمان الانتهاء ويتم ذلك الامر كما هو المراد، واذا كان اقل من ذلك لا يظهر الانتفاع بذلك الاختيار وان كان لا يخلو من نفع على كل حال .



الكلمة التاسعة:
ليس يصل الى الحكم من تمزيج الكواكب إلا لعالم بالأخلاق والامتزاج الطبيعي.

الشرح:
كما ان العناصر التي هي كيفيات متضادة اذا امتزجت حدث بينهم كيفية يقال لها المزاج المركب الحاصل من تلك العناصر كذلك لمقتضيات اوضاع الكواكب امتزاج يحصل من بين الامتزاج اثر يقتضى مجموع تلك الاوضاع، وقد تقرر في علم الاخلاق ان مبادى الافعال الارادية هي قوى الشهوة والغضب والنطق فيحصل من اعتدال الشهوة خلق من يقال له العفة ومن افراطها خلق سيء يقال له الجمود ويكون من تركيب هذه الاخلاق تحت الشهوة اخلاق اخلاق كثيرة مثل الحياء والرفق والصبر والسخاء والشجاعة، وضد كل واحد منها من الطرفين. ويحصل من اعتدال الغضب خلق حسن يقال له الشجاعة ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان يقال لهما التهور والجبن ويحصل من تركيبات هذه الثلاثة تحت الغضب اخلاق اخرى مثل الحلم والثبات والهمة والتواضع والحمية وضد كل واحد منها من الطرفين ويحصل من اعتدال النطق خلق حسن يقال له الحكمة وهذه الحكمة ليست الحكمة التي هي اسم علم من العلوم ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان يقال لهما الجربزة والبله ويحصل من تركيبات هذه الثلاث اخلاق كثيرة مثل الذكاء وحسن التعقل والتحفظ والتفكر بالصواب والتذكر والتصرف في المعانى واضداد كل من الطرفين، وهذه الاخلاق الثلاثة ايضا لها بعض من بعض بامتزاجات كثيرة ومن تاليف هذه الثلاثة اخلاق بالاعتدال يحصل خلق حسن يسمى العدالة ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان يقال لهما الظلم والانظلام ويحصل من تركيبات هذه الاخلاق الثلاثة تحت العدالة اخلاق كثيرة مثل الصداقة والوفاء والشفقة والتودد والتسليم والتوكل واضداد كل واحد من الطرفين كما قد اشتمل علم الاخلاق على بيان ذلك مفصلا ً، وقد ذكر في كتب احكام النجوم. وقد ذكر بطليموس في الكتاب الثالث من الاربعة في احكام النجوم ان كل خلق من الاخلاق من تاثيرات اى كوكب هو ومن امتزاج اي الانظار يحصل فقد بين بطليموس من هذه الكلمة ان لا يقدر على الحكم على تمزيج الكواكب الا شخص عالم بتركيب الاخلاق وامتزاج العناصر وتولد المركبات على الوجه الطبيعى من البسايط حتى يقف من التأثيرات المختلفة على حصول اثر واحد من مجموعة تلك التأثيرات.



الكلمة العاشرة:
النفس الحكيمة تعين الفعل الفلكي كما تعين الزرّاع القوى الطبيعية بالحرث والتنقية .

الشرح:

قد سبق في الكلمة السابعة أن المنجم يقدر على دفع كثير من أفعال الكواكب بحسب تصرفه في القوابل وقد ذكر في هذه الكلمة ( أن النفس الحكيمة التي تعلم ما بين حق وخطأ كل أمر يحدث، وتعلم كيفية مبادئ طبايع المركبات والمتجددات, تكون قابلة على ترتيب القوابل بوجه يوجب تجدد تلك الأمور على وجه ينبغي) كما إذا أراد الزارع أن يزرع أرضا حنطه حرثها كما ينبغي وإذا أردت دفع ومنع بعض المتجددات الغير الملائمة فعلت كما ينقي الزراع الأرض من الشوك والدرن واصل هذا الحكم كما قلنا أن كل متجدد لا بد له من فاعل وقابل والفاعل الفلكي وان كان خارجا ً من تصرف أهل هذا العالم لكن كثير من القوابل تحت تصرف الإنسان فأذا كان المتصرف حكيماً دبر كل واحد بحيث يكون ملائما للحادث .



الكلمة الحادية عشرة:
الصور التي في عالم التركيب مطيعة للصور الفلكية ولهذا رسمها اصحاب الطلسمات عند حلول الكوكب فيها لما أرادوا عمله.

الشرح :
يريد بالصور الفلكية الثمان والاربعين صورة التي صورها المنجمون من الثوابت منها احدى وعشرون صورة في الشمال واثنى عشرة صورة في منطقة البروج وخمس عشرة صورة في الجنوب او يريد بها صور الدرجات التي ذكرها اصحاب الطلسمات ان مع كل درجة صورة او وجه ما يطلع من الصور ويريد بالصور التي في عالم التركيب النبات والحيوان وهذا الحكم الذي ذكره في هذه الكلمة هو اصل قد بنى اصحاب الطلسمات علمهم عليه مثلاً في وقت طلوع صورة من هذه الصور اى ظهورها من تحت الشعاع او طلوعها من افق المشرق ينقشونها على وضع مناسب لذلك العمل فبزعمهم انه يحصل المراد الذي يريدونه من ذلك الجنس من الحيوان والنبات، كما يكتبون رقاع الحية والعقرب في وقت طلوع الحية والعقرب ويعلم تفاصيل اعمال هذه الصناعة من مطالعة كتبهم ، فعلى هذا التقدير حصول المراد من كل حيوان وقت طلوع صورة ذلك الحيوان او وصول كوكب الى تلك الصورة يعني ان ذلك الحيوان او النبات في هذا العالم مطيع لتلك الصورة من الفلك وينتفع بهذه الكلمة في الاختيارات حيث يختارون للتعليم برجا ً من البروج التي على صورة الناس ويختارون لدفع المؤذيات برجا على صورة المؤذى والله اعلم.



الكلمة الثانية عشرة:
استخدم النحوس في الاختيارات واستعملها في المواضع التي تليق بها كما يستعمل الطبيب الحاذق السمومات في الدواء المقدار الكافي.

الشرح :
قد يستعمل الاطباء في الامراض المؤلمة المخدرات التي هي بمثابة السموم لدفع الايلام على وجه من الوجوه او مقارن لشيء يدفع مضرة تلك المخدرات من السموم، هكذا ينبغى للمنجم ان يستعمل النحوس في الاختيارات في مواضع تليق بها مثل البيت الثانية عشرة في دفع الاعداء والسابعة لدفع الخصوم ويبعدون ذلك عن الدليل المطلوب والبيت المطلوب فيجعلونها ساقطة وزائلة عن الاوتاد لكيلا يقع في حصول المطلوب خلل.



الكلمة الثالثة عشر:
لا تستعمل الاختيار ألا بعد تصحيح الرأي في طبيعة الأمر المختار وتعرف ما تبلغه قوة الإرادة منه لتناسب بين القوة الفلكية والقوامات وكذلك ينبغي أن تتكلم على ما قدمت القضاء عليه ولا تصرف فكرك الى الطبيعة الفلكية وحدها فتكون كمن يقرأ كتاباً ولا يعرف لسان أهله وليس يوثق بما جرى هذا المجرى .

الشرح:
لا ينبغى ان تختار الا بعد معرفتك طبيعة الامر المطلوب من الاختيار وقرار رأيك عليه وقد علمت ان قوة ارادتك في ذلك المطلوب الى اى حد يكون يعني اذا اخترت اختيارا ً تعلم الى اى عام يمكن حصول ذلك المطلوب لانك تكون قد ناسبت بين القوة الفلكية والحد الذي تقرر للقابل امكان قبول تأثير الفلك، مثلاً من اختار لاجل طلب الولد فتكون قد علمت ان في اى سن يولد له وبأى شرط وفي كم مدة وكم عدد ومن اى الناس لانه اذا لم تكن هذه المعانى مرعية في القابل فالطمع بخلاف تلك الشرائط الواجب رعايتها بمجرد الاختيار الفلكي من اى انسان كان وفي اى سن كان وعلى اى وجه كان في اقل مدة وكل عدد يخطر في الخيال من كل انسان تزوج به طمع محال، وكذلك ينبغي ان تنظر في الاختيار المتقدم على هذا الوقت كم صح مرة وكم طابق الارادة من كل اختيار ومقدار حدِّه لكي تقيس عليه مطلوبك فالتفكر في طبيعة الفلك فقط من غير ان يلاحظ جانب القابل ومقدار امكان القبول فيه كمن يقرأ كتابا ً ولا يعرف لسان اهله اى اللغة التي كتبت به لان كل ما لم يكن على هذه القاعدة لا يصح الاعتماد عليه و لا يصح الحكم عليه.



الكلمة الرابعة عشرة:
المحبة والمبغضة تعدلان بالفكر عن الإصابة، وظهور النفس يصغـِّر العظيم واختفاؤها يعظـِّم الصغير والصواب في ما بين ذلك .

الشرح:
المحبة تقتضي طلب الخير للمحبوب والبغضة تقتضي ضد ذلك للمبغوض فالمحب والمبغض فيما يتعلق بالمحبوب والمبغوض ليسا بخاليين من الميل فاذا اقتضى طالع انسان خيرا ً فالمحب يميل في ذلك الى الزيادة والمبغض يميل الى النقصان وفي الشر بالعكس، فأذا حكم احد على طالع انسان ينبغي ان يكون خالي القلب من المحبة والبغضة وهكذا ينبغي ان يكون الطبيب المعالج للامراض والحاكم الفاصل للحكومة وقد ذكر هذا الحكم بان ظهور النفس يعني ميل الروح الحيوانية من باطن البدن الى ظاهره يصغر العظيم واختفاء النفس يعني ميل الروح الحيوانية من ظاهر البدن الى باطنه يعظم الصغير وظهور النفس هو حالة تحدث في حال الغضب والشجاعة وامثالهما في الحيوان لان في ذلك الحال يريد تقوية الملائم وقهر المنافي واختفاء النفس هو حالة تحدث في حال الجبن والخوف والحذر وامثالها لان في ذلك الحال تعظم المنافي عما يكون مقداره وتصغر الملائم ، فينبغي للنفس التي تكون في معرض هذه الامور اذا حكمت ان تكون في حال الاعتدال وتكون خالية عن العوارض المقتضية للميل والله اعلم.



الكلمة الخامسة عشرة:
اذا وعدت القوة الفلكية بشئ فاستشهد عليه بثواني النجوم .

الشرح :
قد تقدم قبل هذا ان ثواني النجوم هي الدلائل السفلية مثل الاثار العلوية وغيرها وهاهنا يريد بها الامارات فأذا اقتضت الاوضاع الفلكية تجدد امر من الامور انظر فاذا رأيت امارات التجدد فتلك الامارات هي بمنزلة الشاهد على حكم الفلك فيحصل لك العلم بذلك الحكم مثلا ً اذا اقتضت الاوضاع الفلكية بامراض كثيرة في فصل الربيع والشتاء فاذا تقدمها امطار كثيرة غلب الظن بذلك وقس على ذلك.



الكلمة السادسة عشرة:
اكثر ما يكون خطأ المنجم اذا كان السابع وصاحبه منحوسين .

الشرح :

الطالع دليل السائل والسابع دليل المسئول عنه، فأذا كان السابع وصاحبه في طالع السؤال منحوسين يدل على ان المسئول عنه يعني المنجم لا يكون على خال ينبغي ان يكون عليه فاذا كان كذلك وقع الخطأ كثيرا ً في رأيه وهذا الحكم خاص بطالع السؤال وشرطه ان لا يكون السؤال من امور منسوبة الى السابع مثل الخصومة والحرب والتزويج والشركة لان في تلك الصورة نحوسة السابع وصاحبه لا تختص بالمسئول عنه .



الكلمة السابعة عشرة:
طوالع أعداء الدولة هي البروج السواقط من طالعها وطوالع المتمكنين منها أوتادها وطوالع المتصرفين فيها ما يلي الأوتاد منها وطوالع المدن فما كان منها عند بنائها دل على ما يحدث فيها وما كان منها عند تسليم ملك إياها دلت على ما يحدث في دولته بها اي بالمدن وكذلك إذا كانت لظهور دين دلت اي الطوالع على ما يحدث في ذلك الدين بتلك المدينة .

الشرح :

في اصطلاح المنجمين البرج الزايل غير الساقط، فالزايل ما كان بآزاء الوتد وما يلي الوتد، والساقط ما كان بازاء الناظر والزوايل اربعة: الثالث والسادس والتاسع والثانى عشر واضعف الجميع بيتان لانهما زايلان وساقطان معا ً وهما السادس والثانى عشر، والمراد بالبروج السواقط في هذه العبارة هي الزوايل لانه قد استعمل بآزائها الوتد وما يلي الوتد فاذا ارادوا ان يعملوا لكل مولود ما له من الرتب في الدولة فان كان طالعه زائلاً عن طالع الدولة استدلوا بانه من اعداء تلك الدولة وان كان ما يلي الوتد استدلوا بانه من متصرفي تلك الدولة مثل الوزراء والنواب والعمال وان كان وتدا ً من الاوتاد استدلوا بانه من المتمكنين في تلك الدولة كالملوك وولاة العهد ولا يجوز الحكم على هذه الادلاء فقط حتى تنظر في دليل ارباب البيوت وموافقتها ومخالفتها مع طوالع الملوك والوزراء والاعداء وغيرهم ثم يضم الى ذلك اما في طالع البلاد فقد اعتبر فيها ثلاث وجوه :
الأول طالع بناء البلد, وذلك دليل على الحوادث التي تحدث في تلك المدينة من الخير والشر ما دام ذلك البلد معموراً.
الثاني طالع استيلاء ملك من الملوك على ذلك البلد، وذلك دليل على ما يحدث من دولة ذلك الملك في ذلك البلد من الخير والشر ما زال ذلك السلطان مستوليا ً على ذلك البلد.
الثالث طالع ظهور دين من الاديان في ذلك البلد وذلك دليل على ما يحدث من ذلك الدين في ذلك البلد ما دام الدين ظاهرا ً. وما لم يعلم طالع وقت حدوثه من هذه الطوالع يستعمل عوضه طالع السنة التي قام ذلك الملك او ظهر ذلك الدين والله يعلم.



الكلمة الثامنة عشرة:
إذا استولت السعود مواضع الخوف جاءت بالمكاره من ذوي السلامة وإذا نظرت السعود إلى تلك الأمكنة أو كانت فيها دفعت ذلك الخوف وعلى حسب هذه فقل في الأربع تمزيجات .

الشرح :

مواضع الخوف مع مقابل مواضع الامن والسعود مقابل النحوس ويحصل من تمزيج هذه الاثنين بهذه الاثنين اربع صور الاولى: ان يكون المستولى على مواضع الخوف السعود ومواضع الخوف هي الثامن والسادس والثاني عشر والسابع والرابع لان من الثامن يكون خوف الموت والنكبات ومن السادس الخوف من المرض ومن الثاني عشر الخوف من الاعداء ومن السابع الخوف من الاضداد والخصوم ومن الرابع الخوف من العواقب واستيلاء السعود على مواضع الخوف دليل على حدوث المكروه من ذوي السلامة مثل من يشهد عليه العدول بما يضره او يتلف حقوقه من بعض الاخوة والأقارب .
والثانية: ان يكون المستولي على مواضع الخوف النحوس وحكمة بخلاف الاول يعني حصول المكروه من اهل الشر والفساد .
الثالثة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع السعود وهو دليل على حصول الفوائد من الاخبار والاكابر.
والرابعة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع النــحوس وهو دليل حصول الفوائد من اهل الشر والفساد, ونظر السعود الى هذه المواضع يزيد في الخير وينقص من الشر ونظر النحوس اليها ينقص من الخير ويزيد في الشر, وهذه الاحكام يكون اكثر وقوعها في طوالع السؤالات واعتبارها في طوالع المواليد ايضاً والله اعلم.



الكلمة التاسعة عشرة:
اُسبُر طبيعة الشيخ وعمره وفعله وانفعاله قبل تقديم القضاء عليه.

الشرح :

قبل ان تحكم على الشيء امتحن طبيعة اصله ليحصل لك الوقوف عليه وهكذا فعل وانفعال ذلك الشخص والسبر هو الامتحان والشيخ هو الاصل، مثلا ً تريد اما ان تحكم على نوع الانسان او على الدول والملل او على المدن والاقاليم او غيرها وكل واحد من هؤلاء بقاء بقاء مدته بخلاف الاخر وهكذا في الفعل والانفعال، مثلا ً في وقت الحكم بقاء الشيخ لا يمكن ان يكون مثل بقاء الطفل واما التوليد فممكن من فعل اخر والخصيان الممكن منهم غير ممكن من غيرهم وهكذا في الانفعال وفي كل ما هو ممكن في اصناف نوع من الانواع غير ممكن في اصناف نوع اخر فينبغي ان يكون حصة كل واحد من الانواع والاصناف المحكوم عليها المطلوبة معلومة في الحكم ليكون الحكم صحيحا ً وهذه الاحكام هي من جملة الاحكام المتعلقة بالقابل .



الكلمة العشرون:
اذا كان النيّران في دقيقة واحدة وكان سعد في جزء الطالع فان السعادة في ذات البلد وكذلك اذا كان القمر في دقيقة والاستقبال والسعد في درجة السابعة ويكون الامر بضد هذا اذا كان النحس موضع السعد.

الشرح:
اعلم ان سهم السعادة يؤخذ بالنهار من تقويم القمر ويلقى الباقي من الطالع وبالليل بالعكس اعني من القمر الى الشمس ويلقى من الطالع والمتقدمون بالنهار والليل يأخذون من الشمس الى القمر ويلقونه من الطالع من غير اختلاف واما المتأخرون قد اعتبروا هذا الاختلاف بالليل والنهار, وسهم الغيب وهو يؤخذ بالنهار من القمر الى الشمس وبالليل من الشمس الى القمر ويلقى من الطالع هذا مذهب المتأخرين والمتقدمون بالنهار والليل يأخذون من القمر الى الشمس فاذا اجتمع النيران في دقيقة واحدة كان السهمان في حقيقة الطالع واذا كان النيّران في حقيقة الاستقبال وقع السهمان في حقيقة السابع وفي الصورة الأولى اذا كان السعد في الطالع قارن سهم السعادة وفي الصورة الثانية اذا كان السعد في السابع قارن سهم السعادة وتلك المقارنة تقتضي ان يكون للمولود مال وافر بافراط وسهم السعادة دليل المال الوافر واذا كان النحس في الطالع او السابع قارن سهم السعادة وكان ضرر ذلك بنقصان المال والفقر والفاقة ووقوع الخسران الكثير وهذا الحكم يكون مطلقا ً في طالع الاصل وطالع التحويل السنوى وطالع السؤال ويقاس على هذا اينما حل سهم السعادة من البيوت الاثنى عشرة وقارن سعداً أو نحساً في غير الطالع والسابع من المتحيرة والثوابت.



الكلمة الحادية والعشرون:
من تناول دواء مسهلاً والقمر مع المشتري قصر عمله وضعف فعله .

الشرح :
القمر ينبوع القوة الطبيعية فاذا قارن المشتري قويت الطبيعة فلا تنفعل من مؤثر غريب بسهولة وبهذا السبب يضعف عمل المسهل اذا تناول منه في هذا الوقت بخلاف الزهرة فانها لا تفعل هذا الفعل لان طبعها ترقيق الاخلاط والترطيب بل تعين عمل المسهل.



الكلمة الثانية والعشرون:
مس العضو بالحديد والقمر في برج ذلك العضو مكروه.

الشرح :

كل عضو منسوب الى برج، فالرأس للحمل والرقبة للثور واليدان للجوزاء وعلى هذا القياس الى الرجلين وهي منسوبة الى الحوت فأذا كان القمر في برج عضو من الاعضاء كانت الرطوبات البدنية متوجهة الى ذلك العضو ويقتضى تعفن المواد فايصال الجراحة مع حصول الرطوبات المتزايدة واستعداد التعفن مؤد الى الضرر وعلى هذا القياس الرأس منسوب الى الطالع والرقبة الى الثاني الى اخر البيوت الاثنى عشر فالقمر اذا كان في بيت منسوب الى عضو من الاعضاء لا ينبغي ان يمس بالحديد.



الكلمة الثالثة والعشرون:
تناول الدواء المسهل والقمر في العقرب او السرطان او الحوت وصاحب الطالع يتصل بكوكب تحت الارض محمود وان اتصل صاحب الطالع بكوكب في وسط السماء قذف الدواء ولم يستقر.

الشرح:
كون القمر في البروج المائية يقتضي حصول الرطوبات في ابدان الحيوانات ومع حصول الرطوبات لا يكون للدواء المسهل نكاية زائدة وتسيل الاخلاط بسهولة واذا كان في حد الزهرة فهو احسن واتصال القمر بكوكب من الكواكب دليل على حركة الخلط والدواء الى جهة ذلك الكوكب فان كان الكوكب تحت الارض يتوجه الدواء الى اسافل البدن ويعمل عمله من الاسهال وان كان الكوكب فوق الارض في وسط السماء او صاحب الطالع متصل بكوكب في وسط السماء يفسد الدواء اعالي البدن ويخرج بالقي والقذف فعلى هذا اتصال القمر اوصاحب الطالع بكوكب فوق الارض غير محمود في طالب الاسهال فاما في تناول دواء القي بعكس ذلك وكذلك اتصال القمر في تناول المسهلات بكوكب سفلي احمد من اتصاله بكوكب علوي.



الكلمة الرابعة والعشرون:
الملابس الجدد مكروه عملها واستعمالها والقمر في الاسد واعظمها اذا كــان منــحوساً او على مقابلة الشمس .

الشرح :
المراد من العمل من قوله مكروه عملها هو قطع الجدد وبعضهم قد كره الخياطة والنسج ايضا والاولى ان لا يبدؤ بالخياطة والنسج فاما الاستمرار في العمل لا يحتاج الى اختيار ولما كان الثبات مذموما ً والاستبدال محمودا ً كان الابتداء في العمل والابتداء فلا الاستعمال اي اللبس والتزيين بالجديد مكروه اذا كان القمر في برج ثابت واثبت الثوابت هو الاسد لانه قريب من سمت الراس ومطالعه كثيرة في بلاد الشمال وهو دال بالصورة على التوحش والتسلط ثم بعد الاسد في الثبات العقرب وهي اذم في هذا الباب لانها هبوط القمر وبيت المريخ ووبال الزهرة ثم بعد العقرب الدلو لانه بيت زحل ووبال الشمس وزحل دليل التأني والثبات واقل غائلة من الثانية الثور لانه بيت الزهرة وشرف القمر فاذا كان القمر في برج ثابت وهو منحوس يزيد في الشر وهو دليل المنحسة في وقت استعمال الملبوس من مقتضى طبيعة ذلك النحس ومقابلة الشمس مكروهة لانها تقتضي ان تكون المنحسة من الملوك والسلاطين.



الكلمة الخامسة والعشرون:
مشاكلة القمر في المواليد للكواكب يجعل المولود متحركا فيما يدل عليه فان اتفق ان تكون الكواكب قوية في ذاتها دلت على تقدمة فيه وان كانت ضعيفة دلت على ان حركته اقوى من معرفته وظهور ما تحرك فيه يكون من تمكن تلك الكواكب في الاوتاد الظاهرة ومــا يليها والانتفاع به يكون من سعادتها وعلى هذا فقس ما بقى من القسمة .

الشرح :

مشاكلة القمر بالكواكب هو نظر القمر اليها وامتزاجه بها والنظر يكون بالمقارنة او التسديس او التثليث او التربيع او المقابلة والتناظر والمشاكلة في المواليد يقتضي سعي المولود في ذلك المعنى الذي هو من طبيعة ذلك الكوكب مثلا اذا كان الكوكب زحل دل على ان المولود يكون صبورا ً متأنيا ذا وقار واذا كان المشتري دل على ان المولود يكون ذا صلاح وسداد وديانة ومرؤة واذا كان المريخ دل على ان المولود يكون ذا شجاعة وقوة وهيبة وتسلط واذا كانت الزهرة دلت على ان المولود ذو لهو ولعب وطرب ومعاشرة وليانة واذا كان عطارد دل على ان المولود ذو كياسة وفطنة وذكاء وتميز ثم تنظر في قوة وضعف وظهور وخفاء وسعادة ونحوسة ذلك الكوكب فقوته دليل على تقدم المولود في مقتضى طبيعة ذلك الكوكب بالقوة النظرية اكثر من تقدمة بالقوة العملية وضعفه دليل على تقدم المولود في مقتضى طبيعة ذلك الكوكب بالقوة العملية اكثر من تقدمه بالقوة النظرية وكذلك دليل ظهور تلك الطبيعة من المولود يكون من تمكن ذلك الكوكب في الاوتاد او ما يلي الاوتاد فوق الارض خارج من تحت الشعاع ودليل خفاء تلك الطبيعة في المولود هو اضداد هذه الاحوال المذكورة وكذلك دليل الانتفاع وتمتع المولود من تلك الطبيعة هو سعادة ذلك الكوكب ودليل عدم الانتفاع والفائدة وعدم حظ المولود من تلك الطبيعة هو نحوسة ذلك الكوكب وتركيب هذه الاحوال ثمانية انواع وذلك من ضرب اثنين في اربعة وهذا تفصيل الانواع الثمانية :
الأول قوي ظاهر مسعود الثاني قوي ظاهر منحوس الثالث خفي مسعود الرابع قوي خفي منحوس الخامس ضعيف ظاهر مسعود السادس ضعيف ظاهر منحوس السابع ضعيف خفي مسعود الثامن ضعيف خفي منحوس واحكام كل واحد منها بحسب امتزاجات المدلولات المذكورة السعادة والنحوسة اذا لم تكن بحسب السبعة السيارة كانت بحسب مقارنة الثوابت.



الكلمة السادسة والعشرون:
كسوف النيرين في اوتاد طوالع المواليد وتحويلات السنين يضر بطبيعة ذلك البرج والوقت فيه ان يكون نسبة مابين جزء الطالع وجزؤ الكسوف الى مائة وثمانين جزؤ كنسبة ما بين ابتداء الكسوف وذلك الوقت الى ما يوجبه جملة الكسوف من المدة والمدة لكل ساعة من كسوف الشمس سنة ومن خسوف القمر شهر.

الشرح :
كسوف الشمس وخسوف القمر اذا كان في وتد من اوتاد طالع مولود يدل ذلك المولود فيما يكون مدلول ذلك الوتد، مثلا ً اذا كان في الطالع كان الضرر بالبدن واذا كان في العاشر كان الضرر في الجاه و في السابع في الازواج والشركاء و في الرابع في الاباء والاملاك وعلى هذا القياس في باقى البيوت الا انه في الاوتاد اظهر وكذلك يضر ايضا باوتاد طالع التحويل الا انه اقل ضرر من اوتاد طالع الاصل وكذلك يضر ايضا ً ببروج تحاويل سنة العالم في مدلولات ذلك البرج الذي يكون الكسوف فيه ، مثلا ً اذا كان الكسوف في الحمل والثور والجدى كان الضرر في البهائم و في الجوزاء والسنبلة والميزان والنصف الاول من القوس والدلو في نوع الانسان و في السرطان والحوت في حيوانات الماء و في الاسد في السباع وفي العقرب في الهوام و في النصف الاخر من القوس في الدواب وأما مدة التأثير فينظر من ابتداء الكسوف الى اخر الانجلاء فما كان من الساعات والدقائق ان كان تمام المدة من الابتداء الى اخر الانجلاء فوق الارض يؤخذ لكل ساعة مستوية من كسوف الشمس سنة ولكل دقيقة ستة ايام ومن القمر لكل ساعة شهر ولكل دقيقة نصف يوم وان لم يكن في جميع المدة فوق الارض يؤخذ بمقدار كونه فوق الارض من الساعات والدقائق بالمقدار المذكور واما معظم التأثير من الكسوف والخسوف فهو زمان خاص من هذه المدة وذلك انه كان الكسوف في جزؤ طالعه كان معظم التأثير وان كان الكسوف في جزؤ آخر ما بين الطالع والسابع يؤخذ ما بين ذلك الجزؤ والذي فيه الكسوف وجزؤ طالع وسط الكسوف فما كان فنسبته الى ماية وثمانين الذي هو ما بين الطالع والسابع مثل نسبة الزمان الذي هو من اول الكسوف الى وقت معظم التأثير الى جملة عام زمان التأثير وذلك اربعة اعداد متناسبة والثالث مجهول فيستخرج المجهول من الثلاثة المعلومة، وظاهر كلام بطليموس دليل على ان هذه الاجزاء بدرج السوى، واما المتأخرون فانهم يعملونها بدرج مطالع البلد وذلك ينقص مطالع النير بالبلد من مطالع طالع الكسوف فما بقي يقسم على اجزاء ساعات النير فما خرج نسبته الى اثنى عشر كنسبة ما بين اول الكسوف ووقت معظم التأثير الى تمام زمان التأثير ... وابو نصر القمي قد جعل طالع الكسوف طالع برج بدء الكسوف وباقي المنجمين يجعلون طالع الكسوف طالع وسط الكسوف المرئي لا الاستقبال الحقيقي وهذا هو الاصح والله اعلم.



الكلمة السابعة والعشرون:
تسيير الدليل اذا كان في وسط السماء في كل بلد بمطالع الفلك المستقيم واذا كان في درجة الطالع بمطالع ذلك البلد وفيما بينهما بمطالع الدرجة على حسب موقعها والموضعين المقابلين لهما على حسب ذلك وتسيير السهام قدما ً لانه كلما زاد مسير مباديها تأخرت.

الشرح :

كل دليل يريدون تسييره يفرضون دائرة عظيمة تمر بذلك الدليل وبنقطتي الشمال والجنوب في أفق المولد أعني قطبي دائرة اول السموات وتسمى هذه الدائرة دائرة أفق الحادث لذلك الدليل وإذا توهموا دائرة عظيمة تمر بقطبي معدل النهار و بقطبي أفق ذلك الدليل أعني دائرة نصف النهار في ذلك الأفق فما بين قطب معدل النهار و تلك الدائرة من الجانب الأقصر هو عرض ذلك الأفق الحادث ويعلم من تصور هذه الدائرتين ان كل دليل يكون على الافق الشرقي كان افق البلد أفق حادث ذلك الدليل وعرض البلد عرض افق حادثه ولا محالة يسير بمطالع الطالع في ذلك البلد وتسييره السنوي هو ان يزاد لكل سنة درجة واحدة على مطالعه فما حصل فهو درج السوآء ويعلم منه موضع التسيير على توالي البروج وكل دليل يكون في العاشر او الرابع وقد مرت به دائرة نصف النهار وهي افق من آفاق خط الاستواء كانت دائرة الافق الحادث لذلك الدليل ولا يكون لذلك الدليل ولا يكون لذلك الافق عرض وتسييره بمطالع خط الاستواء وكل دليل يكون على الافق الغربي فأفق البلد افق حادثه لكن عرضه في الجنوب مساو ٍ لعرض البلد في الشمال وتسييره بمطالع ذلك الافق على تقدير انه في الجنوب اعني ان مطالع الحمل مساو ٍ لمطالع الميزان في الشمال وعلى هذا القياس كل دليل يكون بين وتدين يستخرج اولاً دائرة افقه بحسب موضعه وعرض افق حادثه وجهة عرضه وينبغي إن يعلم إن كل دليل يكون في النصف الصاعد من الفلك يعني ما بين العاشر والرابع في الجهة الشرقية عرضه شمالي وما كان في النصف الهابط من الفلك يعني ما بين الرابع والعاشر في الجهة الغربية عرضه جنوبي وتسيير الدليل بمطالع ذلك الافق والمتأخرون قد حققوا هذه الاعمال في غاية الكمال, واما المتقدمون اقتصروا على العمل بساعات البعد وذلك انهم يحصلون ساعات بعد الدليل من العاشر الى الرابع ونسبته الى ست ساعات كنسبة ما بين مطالع الدليل بخط الاستواء ومطالعه بحسب موضعه الى ما بين مطالع الدليل بخط الاستواء ومطالعه بالبلد ان كان النصف الشرقي أو بمطالع نظيره بالبلد إن كان في النصف الغربي, ثم يستخرجون مطالع الدليل بحسب موضعه بطريق اربعة اعداد متناسبة ثم يسيرونه وهذا العمل تقريب على وجه التساهل. والذي عمله المتأخرون تحقيق برهاني مطابق لكلام بطليموس في هذا الموضع. واما تسييرالسهام الذي ذكره بطليموس بقوله: وتسيير السهام قدماً يعني على خلاف توالي البروج وذكر إن علته اذا زاد مسير مباديها تأخرت عن مواضعها، مثاله: اذا كان الطالع عشر درجات من الحمل والشمس في اول الحوت والقمر في نصف الحوت يؤخذ سهم السعادة من الشمس الى القمر ويلقى من الطالع ويقع في خمس وعشرين درجة من الحمل ويكون مبدؤه الشمس واذا زاد سير الشمس وكان القمر ثابتاً صار ما بينهما اقل من خمس عشرة درجة وعلى هذا فقل درجات السهم عن خمس وعشرين درجة من الحمل فيكون سير السهم على خلاف التوالي وهذا التعليل غير صالح في هذه الدعوى لأنّا لو قدّرنا زيادة السير للقمر الذي هو المنتهى والثبات للشمس يزيد تحرك السهم من خمس وعشرين درجة من الحمل على التوالي، وقال احمد بن يوسف شارح كتاب الثمرة إن علة تسيير السهام على خلاف التوالي لان حركة الفلك المدير لسائر الكواكب على خلاف التوالي والسهم ليس بكوكب وانما هو جزء من الفلك فكان حركته كحركة الفلك فعلى هذا العاشر والطالع ايضا اجزاء من الفلك كان ينبغي إن يسيرا على خلاف التوالي مع انه باتفاق اهل هذه الصناعة لا يُسيَّرا الا على التوالي. فعلم من هذا إن هذا التعليل باطل وهذا الكلام غير مناسب لكلام بطليموس ولم يسيّر احد من المنجمين السهم على خلاف التوالي ابدا الا اذا كان ما بين السابع والعاشر وهذا لم يختص بالسهم بل اذا كان احد النيرين فيما بينهما سُيّر على هذا الوجه والحق إن ناقل كلام بطليموس لم يفهم كلامه ونقله على وجه لا تاويل له والله يعلم.



الكلمة الثامنة والعشرون:
أخفى ما يكون الشيء عند مجاسدة دليله دليل الشمس أو كينونته تحت الأرض أو في مواضع غير مشاكلة لبيته أو شرفه وأقوى ما يكون إذا كان دليله سائرا ً من هبوطه الى شرفه وهو في وتد ملائم لطبيعة الشيء .

الشرح:

قد بين لنا بطليموس في هذه الكلمة دليل غاية الخفاء وغاية القوة فاما غاية الخفاء قد جعل لها ثلاث ادلة :
الاولى: استتار الدليل تحت الشعاع وغايته مجاسدة الدليل للشمس.
والثانية: كون الدليل تحت الارض وغاية بعده من فوق الارض هو نقطة الرابع.
والثالثة: كون الدليل في موضع غير مشاكلة لبيته او شرفه، ومعنى المشاكلة في هذا الموضع مشتبهة فاذا قلنا انها بمعنى النظر او التناظر كما تقدم قبل هذه الكلمة لم نجد جزءً من اجزاء البروج الاثنى عشر الا وهو ناظر الى احد بيوت الكواكب المتحيرة ويمكن ذلك في بيوت النيرين لان السنبلة والجدي والحوت والسرطان ليس لها نظر الى الاسد الذي هو بيت الشمس والاسد والقوس والدلو والجوزاء ليس لها نظر الى السرطان الذي هو بيت القمر واما الشرف وحده فكذلك اربع بيوت غير ناظرة الى شرف كل كوكب كالثور والسنبلة والعقرب والحوت ليس لها نظر الى شرف الشمس الذي هو الحمل وعلى هذا القياس في باقى الكواكب واذا اعتبرنا البيوت والاشراف جميعها فالسنبلة والحوت لا ينظران الىبيت الشمس ولاشرفها وكذلك الجوزاء والقوس لاينظران الى بيت القمر ولاشرفه وباقي الكواكب لم يوجد برج لاينظر الى بيوتها ولا الى اشرافها معاً فقد علم من هذا التقرير ان المراد من المشاكلة هيهنا ليس هو النظر ولاتشريقالعلويات وتغريب السفليات من الشمس وعكسها من القمر والا لما قال لبيته او شرفه بل المراد من المشاكلة في هذا الموضع الموافقة في الطبيعة فالاسد مشاكل للحمل والقوس في الطبيعة اعني الحرارة واليبوسة والجوزاء والميزان والدلو مشاكلة للحمل والاسد والقوس في الحرارة ومباينة في اليبوسة والسرطان والعقرب والحوت مباينة لها بالكلية فالتباين على وجهين تباين من بعض الوجوه دون بعض فالمثلثة المائية مباينة لبيت الشمس وشرفها مباينة كلية والثمان البروج الاخر مباينة لهما مباينة جزئية، والقمر فليس شئ من البروج يباين بيته وشرفه مباينة كلية بل عشرة من البروج تباينه مباينة جزئية وعلى هذا القياس في جميع الكواكب وكذلك مشاكلة الكواكب بيوت الطالع مثل بيوت الافراح للشمس العاشر وللمشتري الطالع وللزهرة السابع وعلى هذا القياس في باقي الكواكب. واعلم انه اذا حصلت دلائل الخفاء في مولد كان ذلك المولود مخفياً من اكثر الناس في اكثر الاحوال وذلك حسن في مواليد النساء ففي المسائل إن كان دليل الخفاء حاصلاً في دليل المسالة تحت الشعاع ويتصل بالشمس تحت الارض مع سائر التوابع فإن ذلك الشئ لا يظهر وان كان تحت الشعاع منصرفاً أو تحت الارض وقد جاوز الرابع فان ذلك الشئ بعد إن يختفي يظهر وفي الاختيارات إن كان مطلوب الخفاء سراً من الاسرار ينبغي إن يكون متصلاً وفي الرابع لكيلا يظهر ذلك السر وان كان المطلوب اختفاء شخص من الاشخاص ينبغي إن يكون منصرفاً وقد جاوز الرابع لكي يرجى له الظهور بعد الاختفاء. واما قوى الكواكب فإنها على وجهين: فمنها القوة الذاتية والعرضية من غير قياس الى شئ وذلك مذكور في كتب المداخل ومنها قوتها بالقياس الى مطلوب مثلاً اذا كان الكوكب دليل مطلوب كان قوياً في تحصيل ذلك المطلوب ودليل هذه القوة في شيئين: احدهما ذهاب الكوكب من هبوطه الى شرفه، مثاله: الشمس بين الميزان والحمل والقمر بين العقرب والثور وعلى هذا القياس باقي الكواكب بشرط إن لا تكون راجعة، والثاني كون الكوكب في وتد ملائم طبيعة المطلوب مثل إن يكون المطلوب من السعادة البدنية أو النفسانية أو طول العمر كان وتد الطالع وان كان المطلوب جاهاً أو قرباً من ملك أو عملاً من الاعمال كان الوتد العاشر وان كان المطلوب ثبات امر أو حصول ملك أو عيش جيد أو عاقبة محمودة كان الوتد الرابع والله يعلم.



الكلمة التاسعة والعشرون:
الزهرة تكسب المولود في العضو الذي يكون لبرجها التذاذا ً والكواكب تعطي ما لها ان تعطي مثل ذلك.

الشرح :
كل عضو من اعضاء الانسان منسوب الى برج من البروج الرأس والاعضاء التي فيه للحمل والرقبة للثور والمنكبان واليدان للجوزاء والصدر والقلب للسرطان والظهر للاسد والبطن والامعاء للسنبلة والصلب والوركان للميزان والعورة وآلات التناسل للعقرب والفخذان للقوس والركبتان للجدي والساقان والكعبان للدلو والقدمان للحوت. وكل كوكب فهو يدل على حال من الاحوال كالزهرة على اللذة وزحل على السكون والتأني والمشتري على الجمال والمريخ على الحدة والخفة والشمس على الكبر والعظمة وعطارد على الذكاء والانقلاب والقمر على السرعة والحركة، فان كان كوكب من الكواكب في برج من البروج حال الولادة فيكون ذلك الحال الذي لذلك الكوكب في ذلك العضو الذي لذلك البرج زائداً على حده من باقي الاعضاء فإذا كان على وجه غير ملائم كان بالعكس، مثلاً الزهرة في الحمل دليل على إن المولود لذته في النظر اوالتخيل أو الاستشمام أو الذوق أو الاستماع وفي الثور دليل على إن لذته في تطاول الاعناق والمعانقة وفي الجوزاء فيما يتعلق باليد والمنكب والاصابع وفي السرطان فيما يكون في القلب والضمير وفي الاسد في تحمل المشاق وحمل الاثقال والاستناد وفي السنبلة في الاكل والشرب وفي الميزان في المصارعة والمقاومة وفي العقرب في الشهوة والجماع وفي القوس في ملامسة الافخاذ وفي الجدي في الركوب وفي الدلو في القيام وفي الحوت في المشي والوثب والسعي وعلى هذا القياس باقي الكواكب والبروج.




الكلمة الثلاثون:
إذا لم يتفق لك مجاسدة القمر لكوكبين فاطلب مجاسدته لكوكب من الكواكب الثابتة على طبيعة مزاجهما.

الشرح :

اي وقت ارادوا تركيب حال من امرين والدليل عليهما كوكبان مثل لذة على وجه جميل فالزهرة والمشتري دليلا اللذة والجمال نظرنا الى القمر في الاختيار المتعلق بذلك الحال اي وقت يتصل بالزهرة والمشتري وجعلنا القمر مجاسدا ً لهما وقت ذلك الاختيار ليحصل المطلوب. واذا لم يتفق مجاسدة القمر مع هذين الكوكبين فانظر الى الكواكب الثابتة التي على مزاج السعدين واستبدلهما فمتى جاسد القمر هذه الثابتة وقت حصول المطلوب .



الكلمة الحادية والثلاثون:
الكواكب الثابتة تعطي العطايا الخارجة عن النسبة وكثير ما يختم بسوء.

الشرح :
اذا كانت دلائل المولود قوية الحال بالقوى الذاتية والعرضية جعلت المولود في اعلى مرتبة من مراتب اهل بيته وابناء جنسه واذا كان مع هذا الكوكب من الثوابت في الطالع أو العاشر أو مقارن لنّير النوبة أو لسهم السعادة اخرج ذلك المولود من اهل بيته وابناء جنسه الى مراتب عالية فوق حده مثل إن بعض ابناء السوقة الى مرتبة السلطنة أو منصب كبير الا انه قد يكون عاقبة ذلك الشخص مذمومة والعلة في ذلك إن ذلك الكوكب على مزاج مركب من نحس وينبغي إن يعلم إن الكواكب الثابتة على ثلاثة اصناف: الاولى كوكب من قدر كبير على طبيعة السعود مطلقاً كالسماك الاعزل والنسر الواقع وهذه الكواكب وامثالها تعطي السعادات المطلقة اذا جاسدت بعض الادلاء، والثانية كوكب من قدر كبير أو اقل على طبيعة ممزوجة بنحس كقلب الاسد وقلب العقرب وعين الثور ومنكب الفرس وامثال هذه الكواكب يعطي العطايا الكبار بالمجاسدة فإذا انتهى التسيير اليهم قطعوا وكانت عاقبة عطاياهم مذمومة، والثالثة يكون كوكب نحس مطلق كالسحابيات وامثال تلك الكواكب لا يعطي شيئاً من السعادة بل نحوسة مطلقة واعتبار الثوابت في طوالع القرانات ايضا مفيد والله يعلم.



الكلمة الثانية والثلاثون:

العمل في تقلد الرجل من اهل بيت الملك على مشاكلة مولده لهيئة الفلك في الوقت الذي قام فيه ذلك الملك.

الشرح :
اذا علمت طوالع مبادي الملل والدول وجلوس السلاطين فكل من كان من ابناء تلك الملة والدولة أو من اهل بين ذلك السلطان وكان طالعه مشاكلاً لذلك الطالع كان له الحظ الاوفر في تلك الملة والدولة أو في سلطنة ذلك السلطان واعتبار هذه المشاكلة اقوى من اعتبار دلائل الرئاسة والتفوق وقد ذكر احمد بن يوسف شارح هذا الكتاب انه جائني خادم لخمارويه بن احمد بن طولون بمولد ابنه وسألني هل يطمع له في تقليد اعمال مصر جميعها وما تقلده ابوه فتأملته وكانت كواكبه الثقال مغربة ساقطة عن الاوتاد والشمس ولم ار فيه ما يستدل به اهل طبقتي في ذلك العصر على رياسته فلم اعجل القضاء وتوقفت لاني استثنيت وحضرت شيخاً كان متقدماً في صناعة احكام النجوم يعرف بصالح بن الوليد التميمي فأريته المولد فسألني: لمن هو؟ فقلت: لهارون بن خمارويه فقال يستولي مكان ابيه ويقيم فيه قريباً من عشرة سنين الا انه يكون كالمحجور عليه، فسألته عن العلة في ذلك من جهة التنجيم فدافعني في ذلك حتى واليت بره وجزلت حباه، فقال لي: طالعه العقرب وشمسه في السنبلة وهذه نصبة مولد جده احمد بن طولون فولي هارون مصر والشامات ورِقـّة تسع سنين واشهر. ووجدت الامر في تقليده على ما اخبر به صالح بن الوليد والله يعلم.



الكلمة الثالثة والثلاثون:
اذا انتهى تسيير دليل دولة الى كوكب يوجب قطعها مات ملكها او رأيس فيها وكل كوكب يكون في برج الانتهاء لتحويل سنة من سني الدولة فهو يدل على موت عظيم منها في تلك السنة على طبيعة ذلك الكوكب.

الشرح :
طالع الدول ودلائل تلك الدولة يسيرونها من ابتداء وقت الطالع بمطالع الافق لكل درجة سنة وبدرج السواء يسوقونه بالانتهاء لكل برج سنة فإذا انتهى التسيير الى كوكب قاطع مات ملك أو رئيس كبير من اهل تلك الدولة وان كان الكوكب غير مشاكل لدليل الدولة وانتهى التسيير اليه حصل لكبير من اكابر تلك الدولة نكبة من النكبات وذلك الشخص يكون على طبيعة ذلك الكوكب، مثلاً إن كان زحل كان شيخاً أو رجلاً ذا غور ودهاء وان كان المشتري كان قاضياً أو صاحب منصب كبير وان كان المريخ كان اميراً من امراء العسكر وان كانت الشمس كان كبيراً من بيت الملك وان كانت الزهرة كانت امرأة من نساء الاكابر وان كان عطارد كان كاتباً وان كان القمر كان ولي عهدٍ أو حاجب كبير فإذا كان الكوكب مشرقاً أو صاعداً كان ذلك الشخص شاباً وان كان مغرباً أو هابطاً كان شيخاً وثبات ذلك الكوكب في الاوتاد دليل محل ذلك الشخص وقوة ذلك الكوكب من شرف وحظ دليل رئاسة ذلك الشخص وسعادته أو كثرة ماله وعلى هذا القياس والله يعلم.



الكلمة الرابعة الثلاثون:
اتفاق شخصين على شيء ما يوجد من دليل ذلك الشيء في مولديهما فان كان على مشاكلة محمودة كان بينهما اتفاق فيه واقواهما موضعا ً يقوم مقام الفاعل والرئيس واضعفهما يقوم مقام المنفعل والمرؤوس.

الشرح:
اذا ارادوا إن يعملوا حال موافقة صناعة أو شغل أو مخالفة ذلك بين شخصين يطلبون دليل تلك الصناعة أو الامر المراد من طوالعهما، مثلاً في الزراعة زحليهما وفي الوزارة مشترييهما وفي قيادة الجيوش مريخيهما وفي السلطنة شمسيهما وعلى هذا القياس فان وجدوا بينهما مشاكلة محمودة مثل نظر مودة وقبول فهو اتفاق شخصين في ذلك الشغل أو العمل والقوي منهما يكون الرئيس والحاكم على الآخر وان كان بينهما مشاكلة مذمومة كان دليل المعاداة والمخالفة بين الشخصين وان لم يكن بين دليليهما مشاكلة ابداً لم يكن بينهما موافقة ولا مخالفة والله يعلم.



الكلمة الخامسة والثلاثون:
المحبة والبغضاء توجدان من تبديل مواضع النيرين في مواليدهما ومشاكلة طوالعهما تدل على المودة والخالفة والبرج المطيع اشد محبة.

الشرح:
مراده انه اذا كان موضع شمس احدهما ناظراً الى موضع قمر الآخر نظراً صالحاً كان دليل المحبة بينهما واذا كانا ناظرين نظر عداوة كان دليل البغض والعداوة وكذلك اذا كان طالعيهما ناظرين نظر محبة أو نظر عداوة كان الامر كذلك فكل برج كان مستعلياً على الآخر كان ذلك البرج مطيعاً له وكانت المحبة زايدة من طرفه عن الآخر ومعنى الاستعلاء انه اذا كان برجاً من البروج طالعاً كانت البروج التي فوق الارض مستعلية عليه وقيل البروج المطيعة ما كانت على صورة الناس والحمل والثور والجدي بخلاف السرطان والاسد والعقرب والحوت وقيل البروج المعوجة الطلوع مطيعة للبروج المستقيمة الطلوع واذا لم يكن بين الطالعين والنيرين هذه المشاكلة والمخالفة لم يكن بين ذلكم الشخصين محبة ولا مبغضة وقال ابو العباس انه اذا كان شمس احدهما موضع قمر الآخر وقمر احدهما موضع شمس الآخر ونظر تلك الموضعين بعضهما الى بعض من التربيع كانت محبته مشوبة بالتحاسد.



السادسة والثلاثون:
المستولي على مكان الاجتماع في مثل درجة وتد من اوتاد طالع مولد كل كائن في ذلك الاجتماع من الاشخاص الانسانية وكذلك الاستقبال.

الشرح:

يعني اذا حل كوكب حار المزاج في برج بفصل الصيف فاذا حلت الشمس بذلك البرج حدث في الهواء حرارة فكان ذلك الصيف احر من المعهود مثاله المريخ اذا حل بالاسد في فصل الصيف واذا حل فيه في الشتاء كان البرد في تلك السنة اقل من المعهود وعلى هذا القياس في كل فصل من الفصول كحلول زحل في الجدي في الشتاء دليل شدة البرد وعلى هذا القياس في باقي الكواكب والله يعلم.



الكلمة السابعة والثلاثون:
اذا انتهى كوكب في ربع من ارباع السنة الى موضع من فلك البروج الذي اذا حلت فيه الشمس تحرك الهواء في كيفية ما وكان الكوكب موافقاً لتلك الكيفية قويت في ذلك الربع وعلى هذا قس.

الشرح:
يعني اذا حل كوكب حار في الصيف في برج اذا حل فيه الشمس يشتد الحر زاد شدة الحرارة عن المعهود مثل حلول المريخ في الاسد والشمس فيه وان كان في الشتاء يقل البرد وقس على هذا كل فصل من الفصول كما اذا حل زحل في الشتاء الى برج الجدي يدل على شدة البرد في ذلك الشتاء وقس عليه باقي الكواكب والله يعلم.



الكلمة الثامنة والثلاثون:
استخدم الكواكب البيابانية في بناء المدن والمتحيرة في بناء الدور وكل مدينة تبنى والمريخ في وسط السماء او كوكب من البيابانية على طبيعته فان اكثر المتسلطين عليها بالسيف.

الشرح :
الكواكب الثابتة تسمى البيابانية اي البرية تشبيهاً بأعراب البر لانهم ينزلون البراري كيف ما اتفق على الطريق وغير الطريق وفي كل موضع كان فالكواكب الثابتة التي على مزاج السعود اذا كانت في اوتاد طالع بناء المدن حصل الثبات والبقاء لتلك المدينة في سنين كثيرة وعدم التغيير من جهة سعادة المزاج وبطؤ الحركات واما في بناء الدور التي لم يمكن ذلك الدوام والثبات لها يستعملون الكواكب المتحيرة المسعودة بالطبع ولما كان وسط السماء بيت السلطان فاذا حل فيه المريخ او كوكب من الثوابت على مزاجه كان عاقبة السلطان القتل في تلك المدينة وكما ان العاشر بيت الملوك فالطالع بيت الرعايا والسابع بيت المخالفين والرابع بيت العمارة و عواقب تلك البقاع وباقي الكواكب يقاس على المريخ.



الكلمة التاسعة والثلاثون:
يكاد ان يكون من طالعه السنبلة أو الحوت أقوى الأسباب في سلطانه ومن طالعه الحمل والميزان اقوى الأسباب في موته ومن طالعه الثور والعقرب أقوى الأسباب في مرضه وعلى هذا فقس سائر الطوالع.

الشرح:
لما كان صاحب البيت دليلا على سبب مقتضى مدلول ذلك البيت وصاحب الطالع دليل ذلك الشخص الذي هو طالعه فاذا كان صاحب الطالع صاحب العاشر كان ذلك الشخص الذي هو صاحب الطالع سبب جاه نفسه وان كان صاحب الطالع صاحب الثامن كان ذلك الشخص هو سبب موته واذا كان صاحب السادس كان سبب مرضه وان كان صاحب الرابع كان يكسب الاملاك بنفسه وكانت عواقبه شنيعة وان كان صاحب الثاني عشر كان سبب عداوة الناس له ولا يعتمد على هذه الاحكام ان لم ينضم اليها اسباباً اخر ولهذا لم يجزم بالحكم وذكره بلفظ يكاد وهي للتقريب وهذا لا يقتضي سوى الترجيح والله يعلم.


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو عدنان
عدنان
عضو
°°°
Oo5o.com (19)

الكلمة الأربعون:
اذا كان عطارد في برجي زحل وهو قوي في ذاته اعطى المولود جودة الفكر في الاصول وان كان في برجي المريخ اعطى جوده البذائة والسفه واقوى الموضعين الحمل.

الشرح:
اعلم ان عطارد هو دليل الفهم وسرعة الروية والنطق وزحل دليل التعمق في المعاني والوصول الى غور الافكار والتأني في الاعمال، فأذا كان عطارد قوياً بالقوى الذاتية وفي بيت زحل استفاد من طبع زحل التعميق فيفكر افكار الصواب في الاصول وحقائق الامور والمريخ دليل البطش والحدة فأذا حل عطارد في بيته استفاد فحش الكلام والسفه ولما كان الحمل هو البرج المنقلب من بيتي المريخ كان هذا الاثر فيه اظهر، وايضا انه حار يابس والعقرب ينقص من حرارته موجب ثبات الحدة والخفة كان الاثر لم يظهر بسرعة واذا كان في بيتي المشتري استفاد الفصاحة والوعظ والتذكير وان كان في بيتي الزهرة افاد الهزل والفجور والمضاحك وان كان في بيت الشمس كان كلامه على وجه التكبر والتجبر وان كان في بيت القمر افاد قلة الفكر والتعجيل في الكلام ومن ممازجة عطارد للكواكب يحصل احوال مركبة من مقتضيات طبائع الكواكب والله يعلم.



الكلمة الواحدة والاربعون:

سوء حال الحادي عشر وصاحبه في قيام ملك دليل ما يلحق وزرائه وامواله من السوء وعلى هذا يكون سوء حال الثاني دليل على اكتساب الرعية معه.

الشرح :
عاشر طالع جلوس السلطان هو دليله والحادي عشر الذي هو ثاني العاشر دليل وزرائه واعوانه وخزائنه والطالع دليل الرعية والثاني دليل اعوانهم واموالهم فنحوسة الحادي عشر وصاحبه دليل فساد حال وزرائه وامواله اعني ذلك السلطان وفساد الثاني دليل فساد اموال الرعية وسوء تدبير امورهم في تلك الدولة .



الكلمة الثانية والاربعون:
اذا تولت النحوس طالع مولد فان صاحبه يلتذ بالاشياء الشنيعة وربما استطابت له الارياح الكريهة وغير ذلك مما يشاكل هذا.

الشرح:
لما كانت النحوس غير ملائمة طبائع اكثر اهل النوع فاذا استولت على طالع شخص ولم يكن لسعد في ذلك الموضع حظ ولم ينظر اليه سعد لا محالة كان طبع صاحب الطالع مخالف طبائع اكثر اهل النوع فيلتذ بالاشياء التي ينفر منها غيره مثل الاغذية الكريهة والاراييح المنتنة والثياب الوسخة ومعاشرة كريهي اللقاء وذوي الاطمار الوسخة والمجانين وينفر مما يلتذ به غيره فان كان ذلك النحس زحل كان التذاذه بالاشياء الباردة السوداوية الثقيلة الحقيرة المظلمة الكريهة الرائحة، وان كان المريخ كان التذاذه بالاشياء الحارة الحادة المرة والدواب والحيوانات المؤذية وعلى هذا القياس والله يعلم.



الكلمة الثالثة والاربعون:
احذر نحوسة الثامن وصاحبه للخارج والثاني وصاحبه للداخل.

الشرح :
مراده بالخارج المسافرون وبالداخل الذي يريد دخول المدينة واذا كان سابع الدليل مقصد المسافر فالثامن ثاني السابع فهو دليل ما يحتاجه وفوائده في السفر والطالع دليل الداخل الى البلد والثاني دليل ماله وفوائده في المسكن فلهذا السبب يحذرنا بطليموس من نحوسة هذين البيتين في اختيار السفر ودخول البلد ، وقال ابو العباس ان الثامن والسابع غير معتبر في اختيار السفر وانما احتراز نحوسة الثامن انه ينحس الثاني بالمقابلة وليس الامر كما زعم.



الكلمة الرابعة والأربعون:

اذا كانت العلة والقمر في البرج الذي كان فيه النحس في المولد او في تربيعه او مقابلته فانها صعبة واشرها ان يكون ذلك النحس فيه او في مشاكلة له مذمومة من مقابلة او التربيع واذا كان في موضع سعد فهي سهلة الا ان يكون مزاج العلة ملائماً لطبيعة السعد هذا بعد ان يمعن النظر في مقدار العلة بما قدمنا وصفه.

الشرح :

ينظر الى مبدأ المرض الى القمر في أي موضع هو فان كان في موضع نحس من طالع الاصل او في تربيعه او مقابلته كان ذلك المرض صعباً وأصعب من ذلك الموضع او في تربيعه او مقابلته او القمر منحوس به سيما إذا كان برج القمر لذلك العضو المعلول وأيضاً اذا كان طبيعة النحس والبرج ملائماً للعلة وكان في السادس او الثامن وهو ردىء وان كان في الموضع سعد او ناظر اليه كان المرض سهلاً من ذلك ان يكون ذلك السعد في ذلك الموضع او ناظراً اليه في وقت المرض لا سيما اذا كان نظر مودة وكان ذلك السعد قوي الحال الا ان تكون العلة من مقتضيات ذلك السعد وذلك في المشتري كالذبحة وامراض القلب وما كان من تغلب الريح والدم وفي الزهرة كامراض الكبد والمعدة واسهال البلغم والدم والامراض التي تتولد من كثرة الرطوبة وفسادها وينبغي ان يعلم مقدار العلة لانه اذا كانت علة لا خطر لها كالزكام والحمى واليوم لا يحكم بصعوبة العلة وان وجدت ذلك الدليل وان كان المرض ذا خطر عظيم كحمى الدق والسل والذبول لا يحكم بالسهولة المطلقة وان وجدت ذلك الدليل وهذا القول من جملة الشرح الذي شرحناه في كلمة علم النجوم منك ومنها والله يعلم.



الكلمة الخامسة والأربعون:
الاجتماع على الأشياء المستعملة على المجرى الطبيعي في الملة تفسدها النحوس والتي على المجرى الطبيعي في غير الملة وعلى غير المجرى الطبيعي تفسدها السعود.

الشرح:
اجتماع اشخاص نوع الانسان على وجه له رخصة في الطبيعة وجواز في الرسم كما الشريعة كالتزويج فنظر النحوس في مبدئها مفسد لها ولايتيسر كما ينبغي ونظر السعود معاون لها واما اذا كان معاون له في الطبيعة غير جايز بحسب الرسم والشريعة كالزنا اوما ليس له رخصة في الطبيعة كالسحق واللواط لا يفيد فيه نظر النحوس والعلة في ذلك ان السعود تقضي اموراً تلائم طبائع الجمهور ومصالحهم والنحوس بخلاف ذلك والله يعلم.



الكلمة السادسة والاربعون:

اذا كان طالع العليل على ضد نصبة مولده ولم تكن السنة انتهت الى تلك النصبة فهو رديء جدا.ً

الشرح:
يريد بطالع العليل طالع مبدء العلة ويريد بضد النصبة مثل ان طالع العلة سابع مولده او رابعه او ثامنه فانه يكون مخوفاً الا ان يكون تحويل سنته والانتهاء مثل ذلك فيكون الامر اهون اما اذا لم يكن طالع التحويل اوالانتهاء ضد طالع الاصل وطالع مبدء العلة موافقاً للاصل ومسعوداً لا يـكون الضرر في تلك الغاية والله يعلم .



الكلمة السابعة والأربعون:
وكل مولود لا يكون طالعه وادلته في بروج ذوات صور إنسية فصاحبه منقبض من الناس .

الشرح:
اذا كان الطالع وموضع صاحب الطالع والهيلاج بروج على صور الناس مثل السنبلة والنصف الاول من القوس والمثلثة الهوائية يعني الجوزاء والميزان والدلو كان المولود مستأنسا بالناس واذا لم يكن واحد منهم من هذه البروج كان المولود متوحشا ً منقبضاً عن الناس فاذا كان البرج على صورة البهائم كان مع الانقباض متذللاً واذا كان على صورة حيوان الماء كان متنفراً من الناس هارباً منهم والله يعلم .



الكلمة الثامنة والأربعون:
اعظم السعادات في المواليد من الكواكب الثابتة ومن اوتاد القـِران والدستورية ومكان سهم السعادة للدولة في الطالع.

الشرح :

الكواكب الثابتة التي على مزاج السعود اذا كانت بالجرم في نفس الطالع او العاشر او مقارنة لصاحب الطالع او الهيلاج وكان الطالع وتداً من اوتاد الدولة او من طالع القران الاصغر او الاوسط المتقدم عليه وان يكون في الدستورية وهو ان تكون الكواكب العلوية في تشريق الشمس والكواكب السفلية في تغريب الشمس وفي القمر بالعكس وسهم السعادة الواقعة في طالع الدولة يكون في طالع المولد يقتضي ذلك المولد السعادة العظمى وهذه الكلمة في نسخة احمد بن يوسف هي الكلمة الثامنة والثلاثون والى هنا عدد الكلمات متفاوت والله يعلم.



الكلمة التاسعة والأربعون:
اذا وقع في مولد نحس مكان سعد في مولد آخر دل على ان مكروها يلحق من في مولده السعد ممن في مولده النحس وسنخ المكروه من طبيعة الأمكنة وعلى هذا يطرد كلما وقع في القسمة .

الشرح :

هذا الحكم على اربعة اقسام :
نحس في مكان نحس .
نحس في مكان سعد .
سعد في مكان نحس.
سعد في مكان سعد.
فالقسم الاول الشخصان يضّران بعضهما بعض، والقسم الثانى والثالث يضر صاحب النحس صاحب السعد والقسم الرابع ينفعان بعضهما بعضاً، والمنفعة والمضرة كلاهما بحسب طبيعة السعد والنحس، فالمشتري يعطي الـــجاه والحشمة والمال، والزهرة اللذة والانس والالفة والمودة، وزحل الكبر والحيلة والخديعة والشكاية، والمريخ الضرب والقتل والصلب والتسلط، وطبيعة المكان انه اذا كان في الطالع كان في النفس وان كان في الثاني كان في المال وفي العاشر في الجاه وعلى هذا القياس سائر البيوت والله يعلم .



الكلمة الخمسون:
إذا كان عاشر طالع الصاحب هو طالع المصحوب وشاكل المبتز على أحدهما المبتز على الآخر مشاكلة مودة دامت اقامته معه وكذلك طالع المملوك إذا كان سادس طالع مالكه وطالع الزوجة سابع طالع زوجها وحفظت الشرائط المتقدمة من المشاكلة المحمودة في دلائلهما دامت أيامهما واستقامت أمورهما وقل الخلاف بينهما.

الشرح:
قد يكون المنفعة في هذه الامثلة من جانب واحد كمثال الاول والثاني فصاحب الطالع ينتفع من صاحب العاشر والسادس ومن الجانبين كما في المثال الثالث فان كلا منهما ينتفع من الاخر وقوله وحفظت الشرائط ان بين المستوليين على البيتين نظر مودة وقبول وكلاهما مسعودان لانه متى كانت هذه الاحوال منهما وقعت الموافقة الحسنة والمخالطة سنين كثيرة وتقل المخالفة بينهما واذا كان احدهما سعداً والاخر نحساً مع النظر والقبول كان سيرة صاحب السعد حسنة وصاحب النحس بالعكس مع حصول الموافقة والله اعلم.



الكلمة الواحدة والخمسون:

اذا كان طالع تابع عاشر طالع المتبوع او كان صاحب طالع الصاحب صاحب عاشر المصحوب فان التابع يتأمر على صاحبه وكذلك اذا كان صاحب السادس لمولود في وسط السماء يقبل التدبير من صاحب الطالع كان حسن الملكة لغلمانه وعلى هذا فقس ما جرى في هذا المجرى.

الشرح:
يعني اذا كان طالع متابع عاشر طالع الشخص المتبوع صاحب عاشر ذلك الشخص كان ذلك المتابع حاكماً على مقدمه وكذلك اذا كان صاحب السادس الذي هو بيت العبيد والخدم واقع في عاشر مولود دل على ان ذلك الشخص يعز عبيده ويكرمهم وعلى هذا القياس اذا كان صاحب الثالث في العاشر يعظم اخوته وكذلك صاحب الخامس في العاشر يعظم اولاده فالوتد العاشر اقوى الاوتاد وموضع الرفعة والسلطنة فلهذا هذا الحكم بهذا الوجه مختص بالعاشر وفي باقي البيوت ايضاً وعلى هذا القياس من السعادة والنحوسة يعلم دليل حسن المعاشرة وغيره والله يعلم .



الكلمة الثانية والخمسون:
لا تغفل امر المائة والعشرين قراناً التي للكواكب المتحيرة والنيرين فان فيها علم اكثر ما يقع في عالم الكون والفساد .

الشرح:
القرانات التي تقع بين الكواكب السيارة هي مائة وعشرون قراناً وتفصيلها: منها احدى وعشرون قرانا ثنائي تفصيله :

1. زحل والمشتري 2. زحل والمريخ 3. زحل والشمس 4. زحل والزهرة 5. زحل وعطاء 6. زحل والقمر 7. المشتري والمريخ 8. المشتري والشمس 9. المشتري والزهرة 10 المشتري وعطارد 11. المشتري والقمر 12. المريخ والشمس 13. المريخ والزهرة 14. المريخ وعطارد 15. المريخ والقمر 16. الشمس والزهرة 17. الشمس وعطارد 18. الشمس والقمر 19. الزهرة وعطارد 20. الزهرة والقمر 21. عطارد والقمر.
والثلاثي : خمسة وثلاثون تفصيلها:
1. زحل والمشتري والمريخ 2. زحل والمشتري والشمس 3. زحل والمشتري والزهرة 4. زحل والمشتري وعطارد 5. زحل والمشتري والقمر 6. زحل والمريخ والشمس 7. زحل والمريخ والزهرة 8. زحل والمريخ وعطارد 9. زحل والمريخ والقمر 10. زحل والشمس والزهرة 11. زحل والشمس وعطارد 12. زحل والشمس والقمر13. زحل والزهرة وعطارد 14. زحل والزهرة والقمر 15. زحل وعطارد والقمر 16. المشتري والمريخ والشمس 17. المشتري والمريخ والزهرة 18. المشتري والمريخ وعطارد 19. المشتري والمريخ والقمر 20. المشتري والشمس والزهرة 21. المشتري والشمس وعطارد 22. المشتري والشمس والقمر 23. المشتري والزهرة وعطارد 24. المشـتري والزهرة والقمر 25. المشتري وعطارد والقمر 26. المريخ والشمس والزهرة 27. المريخ والشمس وعطارد 28. المريخ والشمس والقمر 29. المريخ والزهرة وعطارد 30. المريخ والزهرة والقمر 31. المريخ وعطارد والقمر 32. الشمس والزهرة وعطارد 33. الشمس والزهرة والقمر 34. الشمس وعطارد والقمر 35. الزهرة وعطارد والقمر.
والرباعي خمسة وثلاثون قراناً تفصيلها:
1. زحل والمشتري والمريخ والشمس 2. زحل والمشتري والمريخ والزهرة 3. زحل والمشتري والمريخ وعطارد 4. زحل والمشتري والمريخ والقمر 5. زحل والمشتري والشمس والزهرة 6. زحل والمشتري والشمس وعطارد 7. زحل والمشتري والشمس والقمر 8. زحل والمشتري والزهرة وعطارد 9. زحل والمشتري والزهرة والقمر 10. زحل والمشتري وعطارد والقمر 11. زحل والمريخ والشمس والزهرة 12. زحل والمريخ والشـمس وعطارد 13. زحل والمريخ والشمس والقمر 14. زحل والمريخ والزهرة وعطارد 15. زحل والمريخ والزهرة والقمر 16. زحل والمريخ وعطارد والقمر 17. زحل والشمس والزهرة وعطارد 18. زحل والشمس والزهرة والقمر 19. زحل والشمس وعطارد والقمر 20. زحل والزهرة وعطارد والقمر 21. المشتري والمريخ والشمس والزهرة 22. المشتري والمريخ والشمس وعطارد 23. المشتري والمريخ والشمس والقمر 24. المشتري والمريخ والزهرة وعطارد 25. المشتري والمريخ والزهرة والقمر 26. المشتري والمريخ وعطارد والقمر 27. المشتري والشمس والزهرة وعطارد 28. المشتري والشمس والزهرة والقمر 29. المشتري والشمس وعطارد والقمر 30. المشتري والزهرة وعطارد والقمر 31. المريخ والشمس والزهرة وعطارد 32. المريخ والشمس والزهرة والقمر 33. المريخ والشمس وعطارد والقمر 34. المريخ والزهرة وعطارد والقمر 35. الشمس والزهرة وعطارد والقمر.
والخماسي احدى وعشرون قراناً وتفصيلها:
1. زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة 2. زحل والمشتري والمريخ والشمس وعطارد 3. زحل والمشتري والمريخ والشمس والقمر 4. زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد 5. زحل والمشتري والمريخ والزهرة والقمر 6. زحل والمشتري والمريخ والزهرة والمريخ وعطارد والقمر 7. زحل والمشتري والشمس والزهرة وعطارد 8. زحل والمشتري والشمس والزهرة والقمر 9. زحل والمشتري والشمس وعطارد والقمر 10. زحل والمريخ والشمس والزهرة وعطارد 11. زحل والمريخ والشمس والزهرة والقمر 12. زحل والمريخ والشمس وعطارد والقمر 13. زحل والمشتري والزهرة وعطارد والقمر 14. زحل والمريخ والزهرة وعطارد والقمر 15. زحل والشمس والزهرة وعطارد والقمر 16. المشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد 17. المشتري والمريخ والشمس والزهرة والقمر 18. المشتري والمريخ والشمس وعطارد والقمر 19. المشتري والمريخ والزهرة وعطارد والقمر 20. المشتري والشمس والزهرة وعطارد والـقمر 21. المريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر.
والسداسي سبعة قرانات تفاصيلها:
1. زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد 2. زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة والقمر 3. زحل والمشتري والمريخ والشمس وعطارد والقمر 4. زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد والقمر 5. زحل والمشتري والشمس والزهرة وعطارد والقمر 6. زحل والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر 7. المشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر.
والسباعي قران واحد وهو زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر والله يعلم فهذه القرانات مائة وعشرون قراناً فكلما كان عوده قليل اتفاقه كان تأثيره اعظم واطول مدة الا ان القران السباعي دليل الطوفان والانقلابات الكلية وقران القمر مع باقي الكواكب الثنائي الذي يقع في كل شهر يكون تأثيره قليلاً والله يعلم .



الكلمة الثالثة والخمسون:
موضع القمر في المولد هو الجزء الطالع من الفلك في مسقط النطفة وموضع القمر في مسقط النطفة هو الجزء الطالع مع الولادة.

الشرح :
هذا المعنى الذي ذكره بطليموس في هذه الكلمة اصل يسمى ( نمودار هرمس و نمودار مسقط النطفة ) وكذلك ذكره هرمس في كتاب الاساس المنسوب اليه وهو ان المولود الذي لتسعة اشهر مكثه الاوسط في الرحم مقدار عشرة ادوار قمرية من سير وسط القمر وهي مدة مائتان وثلاث وسبعون يوماً وخمس ساعات فاذا كان القمر فوق الارض كان مكثه اقل من هذا المذكور وان كان القمر تحت الارض كان المكث اكثر وغاية الزيادة والنقصان نصف الدور وطريق معرفته ان تأخذ البعد بين القمر ودرجة الطالع وتقسمه على سير وسط القمر في يوم واحد فما خرج فهو مقدار الزيادة والنقصان ينقصونه ان كان القمر فوق الارض ويزيدونه ان كان القمر تحت الارض يحصل المكث الاوسط للمولود يرجعون به قهقرياً حتى ينتهون الى ساعة مسقط النطفة فيقوِّمون القمر لذلك الوقت فهو الطالع المحقق وهذا نمودار مشهور بين المنجمين وقد قيل ان هرمس هو ادريس النبي (عليه السلام) والله يعلم.



الكلمة الرابعة والخمسون:
الطوال تكون أدلتهم في ذرى أفلاكها وطوالعهم في اوائل بروجها والقصار أدلتهم في حضيض أفلاكها وطوالعهم في أواخر البروج الدالة على الطول والقصر.

الشرح :
يريد بالدليل الكوكب الذي له الحظ الاوفر في طالع المولود وبالذروة الموضع الابعد من العالم بحسب الخارج المركز والتدوير وبالحضيض الموضع الذي هو بعده اقل ومعرفة الابعاد يعلم من معرفة النطاقات ويعلم مقادير الابعاد من حساب التعديلات واوائل البروج هي من اول البرج الى تمام حد من الحدود او وجه واقع في اول البروج وآخر البرج ايضاً على هذا القياس اعني حداً او وجها من آخر البرج والتشريق دليل الطول وكذلك سرعة السير والتغريب وبطوء السير دليل القصر وكذلك الاقامة والبروج الطويلة المطالع دليل الطول والبروج القصيرة المطالع دليل القصر وينبغي ان يعتبر طول وقصر والدي المولود فاذا كثرت ادلاء الطول كان المولود قصيراً وان كانت الادلاء ممتزجة كان المولود معتدلاً والله يعـلم .



الكلمة الخامسة والخمسون:

اذا لم يكن للادلاء في طالع المولود عرض كان قضفاً واذا كان له عرض كثير كان المولود سميناً فان كان العرض جنوبياً كانت الحركة سهلة عليه مع كثرة لحمه وان كان شمالياً كانت ثقيلة عليه وتصرف الادلاء في الرجوع والاستقامة والمقامين تفعل ذلك أيضا.

الشرح:
اذا كان الدليل الشمس فلا عرض له وان كان القمر او احد الكواكب العلوية مع جوزهراتها فايضاً لا عرض لها واما الزهرة وعطارد فلهما ثلاث عروض متى تكافأت في الجهتين لم يكن لهما عرض وعدم العرض دليل اقتضاء النحافة والقضافة ووجود العرض دليل اقتضاء السمن والغلظ واذا كثر العرض زاد في الغلظ فان كان العرض شمالياً وهو في القمر والكواكب العلوية ان يتجاوز كل واحد منها الرأس ولم يتصل الى الذنب من جوزهراتها وفي الكوكبين السفليين ان لا يكون من العروض الثلاثة التي لهما عرض جنوبي او اذا كان الجنوبي اكثر ومع هذا اذا كان العرض جنوبيا فالحركة سهلة على المولود مع وجود سمنة وغلظة وان كان العرض شمالياً ثقلت عليه الحركة وفي الكواكب الخمسة المتحيرة المقام الاول والرجوع دليل الضخامة والمقام الثاني فالاستقامة دليل النحافة ولا ينبغي ان تغفل في هذا الحكم من حال الابوين لان له من جهة قابلية المادة اثر تام.



الكلمة السادسة والخمسون:

كل بناء تتصل ادلته بكوكب تحت الارض فليس يرتفع .

الشرح:
يعتبر هذا الحكم في اختيار البناء لانه متى ارادوا تأسيس بناء رفيع وكان المطلوب فيه العلو جعلوا اتصال الدليل بكوكب فوق الارض وغايته ان يكون قريبا الى سمت الرأس وينبغي ان يكون ذلك الكوكب صاعداً في افلاكه شمالياً في عرضه والدليل ايضا صاعداً في افلاكه مسعودا ً ومتى ارادوا بناء على وجه الارض غير مرتفع جعلوا اتصاله بكوكب تحت الارض هابطاً والدليل ايضاً يكون هابطاً في الجنوب .



الكلمة السابعة والخمسون:
ضرر المريخ يقل في السفينة اذا لم يكن في وسط السماء او الحادي عشر فانه في هذين الموضعين يتلف ما في السفينة بتسلط اللصوص عليها وان كان الطالع مع هذا منحوساً بكوكب من الكواكب الثابتة في طبيعة المريخ احترقت السفينة بما فيها.

الشرح:
دليل صاحب السفينة بما فيها صاحب السفينة العاشر ودليل ما له الحادي عشر والمريخ دليل المتسلطين والخائنين فمتى كان المريخ في هذين الموضعين في وقت عمل السفينة او ركوبها دل على تسلط الحرامية على السفينة وعلى المال الذي فيها واذا كان كوكب من الثوابت على طبيعة المريخ كقلب العقرب ورأس الغول والدبران ومنكب الفرس وقلب الاسد مقارناً للطالع منحوسة بها دل على احتراق السفينة مع ما فيها بسبب افراط طبيعة النار بما هو دليل السفينة، فاما اذا كان المريخ في غير هذين البيتين قل ضرره فطبيعة النار لها اقل تصرفاً فيما يتعلق وطالع السفينة طالع ابتداء التجارة وطالع نزولها في الماء وطالع الركوب فيها والله يعلم .



الكلمة الثامنة والخمسون :

في الربع الاول من الشهر والسنة تمد رطوبات الاجساد وفي الربع الثاني تجزر وعلى حسب ذلك الربعان الباقيان.

الشرح:

الربع الاول من الشهر هو من ابتداء الاجتماع الى تربيع النيرين والربع الاول من السنة هو من حلول الشمس باول الحمل الى حلولها باول السرطان هو وقت مّد رطوبات الابدان يعني تمد من عمقها الى ظاهرها وفي الربع الثاني تجزر من الظاهر الى الباطن والربع الثالث مثل الربع الاول والربع الرابع مثل الربع الثاني والمَّد ينتفع ارباب المعاجات والاطباء واهل التجارب بهذا الحكم وزيادة نور القمر ونقصانه وصعوده وهبوطه في الطول والعرض له تأثير تام في هذا الباب والله يعلم .



الكلمة التاسعة والخمسون:

اذا كان السابع وصاحبه منحوسين لعليل فاستبدل بطبيبه.

الشرح :
هذا الحكم يختص بطالع وقت السؤال على حال المريض لان طالع ذلك الوقت وصاحبه دليل على المريض والسابع وصاحبه دليل الطبيب فاذا انتحس السابع وصاحبه دل على عدم الانتفاع بالعلاج فينبغي تبديل الطبيب وقال ابو العباس ان طالع الدليل وصاحبه دليل نفسه وسابع العليل وصاحبه دليل طبيبه واما في طريق المسئلة قيل ان الطالع دليل الطبيب والسابع دليل المرض والعاشر دليل المريض والرابع دليل العاقبة وهذا الكلام لا اصل له والاعتماد على مــا تقدم والله اعلم .



الكلمة الستون :
انظر الى موضع القران الاصغر من طالع السنة التي تكون فيها فبمقدار ما يكون بينه وبين الطالع من البروج يكون سنون الى اعظم ما يكون فيه.

الشرح :
اول قران يقع في المثلثة النارية من قران زحل والمشتري يسمى القران الاكبر فاذا كان ذلك القران في اول دقيقة من برج الحمل يسمى القران الاعظم وزمان القران الاعظم ثلث اقدار القران الاكبر واول قران يقع في المثلثة الاخرى يسمى القران الاوسط وباقي القرانات يسمى القران الاصغر فمن القران الاكبر الى القران الاكبر الآتي بعده قريب الف سنة وذكر احمد بن يوسف في شرحه انه تسع ماية وستون سنة بالتقريب ومن القِران الاوسط الى الاوسط الآتي بعده ربع هذا المبلغ المذكور بالتقريب ومن القران الاصغر الى مثله قريب عشرون سنة وطالع كل قران هو طالع السنة الواقع فيها وموضع القران هي الدرجة التي يتقارنان فيها فاذا اخذنا ما بين درجة الطالع ودرجة القران على التوالي وجعلنا لكل برج سنة ولكل درجة اثنتى عشرة يوما ً ونعد من وقت القِران الى انتهاء تلك المدة ففي اي وقت يقع كان وقوع اكبر حادث في ذلك القران يعني معظم تأثيره في ذلك الوقت والله يعلم .



الكلمة الواحدة والستون:

لا تقض على غائب ان سُئلت عنه بموت حتى تستثني بأن لا يكون سكراناً او نائماً ولا بأنه مجروح حتى تستثني بأن لا يكون مفتصداً ولا بان مالاً صار اليه حتى تستثني بأن لا يكون عنده وديعة فإن القضاء على جميعها واحد.

الشرح:
فقد ذكرنا في الكلمة الثانية ان الحاسة انما تدرك صورة مشابهة لصورة المحسوس كذلك العالم باحكام النجوم انما يحكم بصورة مشابهة للصورة الواقعة في العالم فبهذا السبب قد لا يفرق بين الميت والنائم والمجروح والمفصود وبين مالك المال وبين من هو عنده وديعة فعلية بالاستثناء في كل حكم بما يشابه ذلك الحكم، وقيل ان ابراهيم بن المهدي في وقت اختفائه عن الخليفة المأمون ببغداد كان بعض المنجمين يتردد اليه ففي بعض الايام سئل المنجمين عن موضع ابراهيم فاشتغلوا بالنظر في طالع الوقت وذلك المنجم امر ابراهيم ان يجلس على كرسي من خشب وذلك الكرسي موضوع في اناء كبير او طست من نحاس مملوأ من الماء فقال المنجمون انه قد ركب في سفينة وسافر الى طرف الهند فاشتبه عليهم الحكم والله يعلم.



الكلمة الثانية والستون:
البحارين الصحيحة للاملاء هي الاوقات التي تظهر فيها انتقال حال العليل اما الى خير واما الى شر في زمان سريع وهي كينونة القمر في زوايا مربع يحيط به الفلك المستقيم والتغيير الذي يكون قبلها وينذر بها هو كينونة القمر في زوايا المثمن والذي قبل هذا هو كينونته في زوايا الستة عشر ضلعاً هذا بعد ان يكون حال المريض جاري على الاستواء ولم يذعره شيء من خارج فاذا وجدت في هذه الزوايا، سعوداً من الثابتة او المتحيرة دل على انتقال صالح فإن وجدت فيها نحوساً دل على انتقال ردئ الا ان يكون النحس مضاداً للعلة وهو في حيزه والقمر في هذه المراكز يدل على العلل الحادة والشمس على العلل المزمنة وكذلك كل كوكب فيما للكواكب من الاخلاق.

الشرح:
هذه الكلمة مشتملة على علة اختيار ايام البحران في الامراض الحادة من باقي الايام لان ايام البحارين عند الاطباء هي اليوم الرابع والسابع والتاسع والحادي عشر والرابع عشر والسابع عشر والعشرون والحادي والعشرون والايام الباقية بعد ايام البحران وقد قيده بالبحران الصحيح لانه اذا وقع البحران في غير ايامه كان عاقبة مذمومة والبحران هو مكافحة الطبيعة مع العلة، ففي تلك الاوقات ان غلبت الطبيعة كان حال المريض بخير وان غلب المرض كان حال المريض بشر. وإذا قسم الفلك المستقيم يعني معدل النهار بأربعة اقسام متساوية يتعين على التربيع والمقابلة، والتربيع الآخر بحسب الطالع، فاما بدرج السواء قد يتفاوت قليلاً، وبذلك السبب يتقدم ويتأخر وقت البحران من عين التربيع والمقابلة والتربيع الآخر، وهذه أوقات ينظر القمر الذي هو دليل حوادث في عالم الكون والفساد نظر عداوة الى موضع الاصل ولما كان موضع الاصل ابتداء المرض والقمر قد اقتضى المرض بذلك النظر فالمواضع التي تخالف ذلك الموضع تقتضي نقصان تلك العلة ومكافـحة الطبيعة في ذلك الوقت تؤدي الى صلاح ٍ والخصم ينقهر في حال ضعفه بسهولة. فبهذا السبب كان البحران في هذه الاوقات احمد ويؤدي الى السلامة بخلاف غير هذه الاوقات فالبحرانات الكبار هي : اليوم السابع والرابع عشر والعشرون او الحادي والعشرون والثامن والعشرون. ولما كان دور القمر يتم في سبعة وعشرين يوماً فلا جرم الربع الاول يتم في اليوم السابع والنصف يتم في اليوم الرابع عشر والثلاثة ارباع تتردد بين العشرين والحادي والعشرين ويقع تارة بالتقدم في العشرين وتارة بالتأخر في الحادي والعشرين وفي اليوم الثامن والعشرين يصل الى موضعها الاصلي ثم يرجع الدور الى اوله. فأما بقاء العلة الى ذلك الوقت دليل على عسر المادة وقلة حركتها وتكون تلك البحارين ضعيفة، وإذا قسموا كل ربع من الفلك بقسمين انقسم الفلك بها ثمانية اقسام فيكون في الزوايا المثمن ايضاً بحران وتسمى ايام الانذار لأن في كل جزء منها انذارٌ لبحران يقع في ذلك الربع فاليوم الرابع ينذر باليوم السابع واليوم الحادي عشر بالرابع عشر واليوم السابع عشر بالعشرين او الحادي والعشرين واليوم الرابع والعشرون ينذر باليوم الثامن والعشرين. ثم إذا قسموا كل ثمن من المثمن المذكور بنصفين ارتسم في الفلك شكل ذو ستة عشر ضلعاً ففي تلك الاوقات ايضاً قد يمكن ان يكون بحران او انذار بحران فالزاوية الاولى من هذه الاخيرة ما بين اليوم الثاني والثالث والزاوية الثالثة ما بين اليوم الخامس والسادس والزاوية الخامسة في اليوم التاسع والزاوية السابعة ما بين اليوم الثاني عشر والثالث عشر والزاوية الثالثة عشرة ما بين اليوم الحادي والعشرين والثاني والعشرين والزاوية الخامسة عشرة ما بين اليوم الخامس والعشرين والسادس والعشرين وهذه الاوقات مع الاوقات الثمانية المتقدمة بين ستة عشر بحراناً والاطباء يعرفون هذه البحرانات من طريق التجربة ولا يعرفون علتها ويتيهون في بحران يقع بين يومين ولا يجزمون على واحد منها، فإذا كان في موضع البحران سعد ادّى الى زوال العلة وإذا كان نحس وانتحس القمر في ذلك الموضع يؤدي الى استيلاء العلة وضعف الطبيعة الا اذا كان تأثير النحس ضد تأثير العلة فذاك ايضاً دليل الصحة بشرط ان يكون النحس جيد الحال في حيّزه ومتى كانت الطبيعة والعلة على النظم الطبيعي كانت البحارين على الاستقامة إذا لم ينضم الى العلة سبب من خارج ويتصدع منه المريض، فأما إذا انضم الى العلة التي كانت في بدء المرض سبب آخر مضاد الطبيعة لا يبقى هذا الترتيب على وضعه. واعلم ان هذه البحارين المذكورة المقدرة على سير القمر لا يكون الا للامراض الحادة، وأما الامراض المزمنة يعلم من سير الشمس واوقات حلولها في الزوايا الستة عشر المختصة بها ولما كانت الطبائع والآثار لباقي الكواكب بمنزلة اخلاق الحيوانات فيحكم على اتصالاتها في اوقات البحران بحدوث احوال مناسبة لآثار تلك الكواكب والله يعلم.



الكلمة الثالثة والستون:
القمر يخص الجسد لمشابهته إياه في التصرف.

الشرح:
القمر يتصل بجميع الكواكب ولا يتصل به كوكب وكذلك جسد الحيوان يؤثر فيه كل قوة في الحيوان كالغاذية والنامية والشهوة والغضب وباقي القوى وهو لا يؤثر في شئ منها فبهذا الوجه شابه القمر جسد الحيوان ولهذه العلة جعلوا القمر دليل الجسد في المسائل والطوالع.



الكلمة الرابعة والستون:

إذا جعلت دقيقة الاجتماع مبدء مراكز البحران انذرت بتغيير الاهوية في ذلك الشهر في زوايا الاجتماع وكان الحكم فيها على المستولي على زاوية شكل منها فإنه يدل على طبيعة الهواء بعد ان تستثنى بطبيعة الزمان الحاضر.

الشرح:
يريد بالبحران في هذه الكلمة تغيير الهواء من حال ٍ الى حال كما شرحنا في الامراض. ودقيقة الاجتماع هو هو مبدء الشهر القمري ونقطة التربيع الاول ومقابلة النيرين والتربيع الثاني هي مبادئ الارباع كما قلنا في الزوايا المربع في البحران، وهذه المبادئ الاربع تسمى المراكز وطالع كل واحد من هذه المبادئ ومواقع الكواكب فيها دليل احوال الهواء في ذلك الربع وكذلك طالع الاجتماع دليل على جميع ما يحدث في ذلك الشهر وطالع الاستقبال يعتبر تأثيره في النصف الآخر من الشهر وينبغي ان يستثنى في كل طالع مقتضى الزمان الحاضر كما إذا رأى دليل بردٍ في الصيف لا يحكم ببردٍ شديد بل يحكم بإنكسار سورة الحر وكذلك يعتبر هذا المعنى في باقي الفصول وفتح الباب في هذه الاوقات له تأثير تام وهو ان ينصرف القمر عن كوكب ويتصل بكوكب يكون بيتاهما متقابلين او ينصرف عن زحل فقط فهذا مؤثر على مقتضى طبيعة الكوكبين والله يعلم.



الكلمة الخامسة والستون:
ينبغي ان ينظر عند اجتماع زحل والمشتري في دقيقة واحدة الى المستعلي منهما على صاحبه فتحكم بقوة طبيته في العالم وكذلك تعمل في العشرين من الاجتماعات الباقية من القران الاصغر.

الشرح:

القرانات الثنائية قد ذكرناها في الكلمة الثانية والخمسين انها احدى وعشرون قراناً ومن جملتها قران المشتري وزحل إذا لم يكن في اصل المثلثات يقال لها القران الاصغر وينظر في وقت مقارنة هذين الكوكبين ايهما المستعلي على الآخر والاستعلاء هو قرب الكوكب من ذروة تدويره فأيهما كان اقرب الى ذروة تدويره عن الآخر كان هو المستعلي على الآخر فإذا كان المستعلي هو زحل كان دليل كثرة الجور والفساد في العالم لا سيما إذا كان ضعيفاً وراجعاً وإن كان المستعلي المشتري كان دليل كثرة العدل والصلاح في العالم لا سيما إذا كان قوياً سريع السير مستقيماً، فحكم العالم بحسب مقتضى طبيعة الكوكب المستعلي وكذلك كلما اتفق قران من العشرين قراناً الباقية في وقت قران الاوسط ويتعين المستعلي منهما ويعتبر مقتضى طبيعته في مدة القران الاصغر ويحكم بحسبه ويحدث في العالم والله يعلم.



الكلمة السادسة والستون:
في القران الاصغر تفصيل القران الاوسط وفي الاوسط تفصيل الاعظم فإذا تكلمت في تفصيل فصحح جملته ولا تجعل كلامك أضافياً فإنه أضعف الشرحين.

الشرح:

حكم القران الاعظم في القران الاوسط لأن مقتضى دليله مناسبة لدلائل القران الاعظم فيكون حكم القران الاعظم مجملاً وحكم القران الاوسط تفصيل لذلك المجمل فعند الحكم على القران الاصغر ينبغي لك الوقوف على مقتضيات القران الاوسط والاعظم تنبيهاً منه وتحكم على نوع مقتضيات تلك الدلائل التي جاوزت في المجمل فإذا لم يكن لك وقوف على ذلك لا يصح الحكم، فإذا حكمت من غير وقوف على المجمل كان شرحاً ضعيفاً بالنسبة الى الحكم مع الوقوف فإنه حكم جزم غير موقوف على قيد وشرط والله يعلم.



الكلمة السابعة والستون:
إذا تبينت قوة دليل مسألة فأنظر ما قوته في طالع تحويل تلك السنة وطالع القران الاصغر والبرج المنتهي اليه لتلك السنة فعلى حسب قوته في الجميع او ضعفه يكون استيلائه على الحكم.

الشرح:

إذا كان كوكب في مسالة دليل حكم لا يقتصر على معرفة حاله في طالع ذلك الوقت فقط بل يختبر قوته وضعفه في طالع تلك السنة وفي طالع القران الاصغر وفي البروج المنتهى اليه القران لتلك السنة. وبعضهم يعتبر في ذلك طالع الاجتماع والاستقبال المقدّم على تلك الطوالع، فإن وجد في جميع هذه الاماكن يحكم بوقوع مدلوله. وإن كان ضعيفاً كان الحكم متوقفاً، وإن كان قوياً في البعض وفي البعض كوكب اقوى منه جعل ذلك الكوكب معه شريكاً ثم يحكم بعد ذلك وهذه الاعتبارات تختص بمعظمات الامور والله يعلم.



الكلمة الثامنة والستون:
لا يقطع بالتسيير وحده دون تفاد عطايا الادلة واستدل على صحة التسيير بما انتهى اليه المولد.

الشرح:

الهيلاج في معرفة عمر المولود كل سنة درجة مطلعية من مطالع افق الهيلاج بحسب موضعه كما سبق شرحه فمتى انتهى التسيير الى قاطع كان موضع الخوف، ثم ينظر بعد ذلك الى عطيّة الكدخداة كم مضى منهافإن كانت قد نفدت العطية يحكم بوقوع القطع وكذلك يعتبر انتهاء الطالع والهيلاج في كل سنة برج فإذا وقع الانتهاء الى قاطع اقتضى تأكيد الحكم والله يعلم.



الكلمة التاسعة والستون:
استثن في كل شئ من القضاء بمقدار عجز القابل عن قبوله جملة صورة الفاعل.

الشرح:

قد مضى فيما تقدم ان وقوع الحوادث لا تتم بمجرد اقتضاء الفاعل ان لم يكن له قابل يقبل تأثير الفاعل. ومنها ان عجز القابل عن قبول تمام الاثر فاستثن من حكمه بمقدار عجزه حتى لا يقع الخطأ مثلاً حكم مقتضى السلطنة لشخص ليس له تلك المنزلة ولا هو من ابناء الملوك فليحكم له على قدره وهو ان يزيد في الحرمة والجاه على اقرانه وكذلك حكم بحصول ولد لخصيّ من اقتضاء طالعه لا يحكم له سوى ان يربي شخصاً بمثابة الولد وعلى هذا القياس والله يعلم.



الكلمة السبعون:

إذا كان النحس مشرقاً دلّ على الآفة وإذا كان مغرباً دل على العلة.

الشرح:

الآفة عبارة عن مضرة تصل الى الاعضاء من خارج البدن والعلة عبارة عن مضرة تحصل من داخل البدن يعني من الامراض وتغيير المزاج. وقال بعضهم ان الآفة في العضو ما لم يمكن برؤه مثل العمى والصمم والعلة ما كان بالافعال من الخلل والزوال من الخلل ممكن مثل الماء النازل في العين وثقل السمع والزمانة من النقرس. والتشريق والتغريب هو كما بينوه في المداخل والله يعلم.



الكلمة الواحدة والسبعون:
إذا كان القمر في مقابلة الشمس ولابس الكواكب اللّطخية دل على الزمانة في العين وكذلك ان وجد القمر في الوتد وكان النحسان مشرقيّن يطلعان بعده والشمس في وتد والنحسان يطلعان قبلها وهما متقابلان فإن المولود تذهب عيناه.

الشرح:

وقد جعلوا الشمس دليل العين اليمنى والقمر دليل العين اليسرى، والكواكب اللطخية هي كواكب من عظم صغرها وتراكمها قد صارت كلها لطخة سحاب وعدد هذه الكواكب معلوم مسطور في الكتب وبعضهم يجعل الثريا منها وبعضهم لم يجعلها، وذكر في شرح احمد بن يوسف ان الثريا ورأس الجوزاء ومنتصف الدلو ونثرة الاسد وكلما لم يتبين كواكبه فهي من الكواكب اللطخية. فإذا تقابل النيرين في اوتاد طالع مولود وقارن احدهما كوكب لطخي كانت الزمانة في العين التي تتعلق بالنيرين المقارن للكوكب، وان كان مع تقابل النيرين في الاوتاد ويطلع النحسان بعد طلوع القمر وقبل طلوع الشمس في حد التشريق ذهبت عينا المولود جميعاً والله يعلم.



الكلمة الثانية والسبعون:

اصحاب الصرع هم الذين لا يرتبط قمرهم بعطارد ولا يرتبط واحد منهما بالطالع في مواليدهم ويكون مع جميع ذلك في الوتد بالنهار زحل وبالليل المريخ، والمجانين ايضاً على هذا الا ان زحل بالليل والمريخ بالنهار فيه يؤكدان ذلك وخاصة إذا كان الوتد السرطان او العذراء او الحوت.

الشرح:

القمر دليل الجسد وعطارد دليل العقل والعلم والكياسة فمتى لم ينظر احدهما الى الآخر وينظر الى الطالع دل على عدم العلم والكياسة، فإن لم ينظر الى الطالع قويت هذه الدلالة فإن كان زحل في الوتد نهاراً والمريخ في الوتد ليلاً قويت الدلالة بحيث يكون المولود من اصحاب الصرع، وإن كان زحل في الوتد ليلاً والمريخ في الوتد نهاراً كان الدليل في غاية المبالغة ويكون صاحب الطالع مجنوناً خاصة إذا كان الوتد شرف احد السعدين او عطارد وهي السرطان والحوت والسنبلة وهذا الوضع يقتضي المبالغة في هذا الحكم والله يعلم.



الكلمة الثالثة والسبعون:
في مواليد الرجال إذا كان النيران في بروج مذكرة فإن افعالهم تجري على المجرى الطبيعي، وأما النساء فيفرطن في الامر غير الطبيعي، وكذلك المريخ والزهرة فإن الجماع يكون على ذلك، وتشريق هذين الكوكبين معين على التذكير وتغريبهما معين على التأنيث وزحل يزيد في النحاسة وعطارد يزيد على الانهاك في الشهوة وعلى هذا فقس اضداد ذلك.

الشرح:

إذا كان النيران في مواليد الرجال في بروج مذكرة او ارباع مذكرة كانوا في غاية الرجولية وبالعكس إذا كانا في بروج مؤنثة او ارباع مؤنثة تشبهوا بالنساء، وفي مواليد النساء إذا كانا في بروج مذكرة افرطن في الامور غير الطبيعية وفي البروج المؤنثة كـُنَّ على القاعدة الطبيعية. والمريخ والزهرة إذا كانا في مواليد الرجال في بروج مذكرة كان جماعهم على الوجه الطبيعي وإن كانا مشرقين اعطوا النساء الحظ التام من قوة التذكير، فإن كانا في بروج مؤنثة مالوا الى الغلمان فإن كانا مغربين كان بالضد وكان ممن يدعو الناس الى مجامعته، وفي مواليد النساء إذا كانا يعني المريخ والزهرة في بروج مؤنثة اقتضت المجامعة على الوجه الطبيعي وإن كانا في بروج مذكرة مُـلـْنَّ الى السُحق ويفِّــرنَّ من الرجال وإن كانا مغربين مُـلنَّ في الشهوة الى الرجال، وإن كانا في بروج مذكرة ناظرين الى زحل وهما مشرقين حدثت منهن فضائح، وممازجة عطارد في هذه الابواب تؤكد ذلك وتفرط في الشهوة، ونظر المشتري يقتضي ان الصادر من الرجال والنساء يكون مطابق قانون الملّة، ونظر المريخ والزهرة نظراً غير محمود يقتضي خلاف ذلك والله يعلم.



الكلمة الرابعة والسبعون:

من ارباب مثلثات الطالع يتبين التربية ومن ارباب مثلثات النيّر صاحب النوبة ومن النيرين يتبين امر المعيشة ومن ارباب سهم السعادة يتبين العمر.

الشرح:

مدة تربية المولود اربع سنين من ابتداء وقت الولادة وإذا كانت ارباب مثلثات الطالع مسعودة في الاوتاد والنحوس ساقطة عنها تمت التربية وخاصة إذا كان في الطالع سعد وصاحب الطالع جيد الحال فرب المثلثة الاولى ثلث سني التربية وهي سنة واربعة اشهر ورب المثلثة الثانية الثلث الثاني والشريك له الثلث الباقي وقيل ان صاحب الاولى له نصف سني التربية وصاحب المثلثة الثانية الثلث بعد النصف والشريك له السدس الباقي. وارباب المثلثات موضع نير النوبة يعني بالنهار الشمس وبالليل القمر دليل حال المعيشة، فإذا كانت مسعودة خالية من نظر النحوس وفي الاوتاد كانت معيشة المولود على الوجه المحمود خاصة غذا كان الثاني مسعوداً وصاحبه جيد الحال، وإن كان منحوساً كان بالعكس وحال النيرين ايضاً دليل على امور المعيشة. وارباب مثلثات سهم السعادة دليل العمر وبعضهم يستدل على العمر من ارباب المثلثات وقد علم فيما تقدم ان دليل العمر يكون من الهيلاج وتسييره ودليل العطية يعني مقدار العمر يكون من الكدخداة وتسييرها والله يعلم.



الكلمة الخامسة والسبعون:

إذا كان المريخ مجاسداً لرأس الغول ولم ينظر الى درجة الطالع سعد ولا في الثامن سعد وصاحب النوبة من النيرين مقابلاً للمريخ او في تربيعه فإن المولود يُضرب عنقه وإن كان النير في وسط السماء صُلِبت جثته وإن تناظرت النحوس من الجوزاء والحوت قطعت يداه ورجلاه.

الشرح:

رأس الغول كوكب نحس على مزاج المريخ وهو في الثور والثور دليل العنق فإذا اجتمع مع المريخ في جزءٍ واحدٍ ولا ينظر الى درجة الطالع سعد ليدفع ضرره ولا في الثامن الذي هو بيت الموت سعد كان الموت ميتة سوء ونير النوبة ايضاً على مقابلة المريخ او تربيعه هذه الجملة تقتضي ان صاحب الطالع يُضرّب عنقه، فإذا كان النير في العاشر قريب الى درجة العاشر صُلٍبت جثته، وإن كان زحل والمريخ متناظرين من برج الجوزاء الذي هو دليل اليدين ومن الحوت الذي هو دليل الرجلين قطعت يداه ورجلاه معاً وقد اورد اصحاب التجارب من تجاربهم امثلة كثيرة في هذا الباب والله يعلم.



الكلمة السادسة والسبعون:
إذا كان المريخ في الطالع كان بوجه المولود أثر.

الشرح:

المريخ دليل القطع والجرح والطالع دليل الراس والوجه فكون المريخ في الطالع على وجه غير محمود ولا ينظر سعد الى الطالع يقتضي هذا الحكم والله يعلم.



الكلمة السابعة والسبعون:

إذا جاسد المريخ صاحب الطالع في الاسد ولم يكن للمريخ حظ في الطالع ولا في الثامن سعد احترق المولود بالنار.

الشرح:

الاسد من البروج النارية فيؤكد في الدلالة والمريخ كوكب ناري فإذا كان للمريخ حظ في الطالع كان شريك صاحب الطالع لا يزيد في المضرة والسعد في الثامن يدفع ميتة السوء فإذا لم تحصل هذه المعاني يقتضي حرق المولود بالنار والله يعلم.



الكلمة الثامنة والسبعون:
إذا كان زحل في وسط السماء والذي له النوبة في مقابلته والرابع برج يابس مات المولود ردماً، وإن كان مائياً غرقاً، وان كان على صورة الناس مات خنقاً، او تحت المقارع الا ان يكون السعد في الثامن هذا ولا يكون منه وفاته.

الشرح:

زحل في وسط السماء ونير النوبة في الرابع على مقابلته دليل ردئ فإن كان الرابع برجاً يابساً مات المولود بالورم وإن كان مائياً مات بالغرق وإن كان من البروج التي على صور الناس وهي الهوائية والسنبلة والنصف الاول من القوس مات بالخنق او تحت المقارع فإذا كان في الثامن سعد وقعت هذه المكاره في حياته ولم يكن سبب وفاته والله يعلم.



الكلمة التاسعة والسبعون:
سيَر درجة الطالع لاعراض الجسد ودرجة سهم السعادة لذات اليد ودرجة القمر لتصرف الجسد مع النفس ودرجة الشمس لحظوظه من السلطان ودرجة وسط السماء لما يعانيه من الاعمال لكل درجة سنة.

الشرح:

يعلم من تسيير درجة الطالع الاحوال التي تعرض للجسد مثل الصحة والمرض وغيه ومن تسيير سهم السعادة احوال المال والغنى والفقر والمكسب والخسارة ومن تسيير درجة القمر الاحوال التي تعرض للجسد بسبب النفس مثل النشاط والغم والثبات والانقلاب وغيره ومن تسيير درجة الشمس للجاه والحظ من الملوك والسلاطين واضداده من تسيير درجة العاشر الاحوال التي بينك وبين ما انت سلطان عليه والاعمال التي تباشرها وجيدها ورديئها وهذه التسييرات انما تسير بدرج المطالع اما الطالع بمطالع البلد واما العاشر بمطالع الفلك المستقيم الذي يسمى بالقبة ايضاً وما كان بينهما او في باقي المواضع غير الاوتاد يسيَّر بمطالع افق ذلك الموضع اي مطالع البلدية وكما هو مشروح في الزيجات لكل درجة سنة ولكل دقيقة ستة أيام والله يعلم.

صورة رمزية إفتراضية للعضو عدنان
عدنان
عضو
°°°
Oo5o.com (19)

الكلمة الثمانون:
ليس تؤثر الكواكب في موضع لا يعد فيه ولم ينته اليه المولد.

الشرح:
كل كوكب كان نحساً في أصل الطالع وقد اقتضى اثراً فإذا وصل الى موضع يكون دليلاً على حصول ذلك الأثر إما بالتسيير أو بالانتهاء فحين وصوله الى ذلك المكان يتوقع منه تاثير على مقتضى طبعه، وأما إذا كان بخلاف ذلك يعني لم يقتضي في الأصل أثراً أو لم يصل الى المواضع المذكورة لم يكن له أثر البتة والله يعلم.



الكلمة الحادية والثمانون:
إذا كان المريخ في الحادي عشر وله دلالة قوية في الطالع فإن صاحب المولد خائن لسلطانه.

الشرح:

البيت الحادي عشر بيت مال العاشر والمريخ دليل الخيانة فإذا وقع في الحادي عشر أتلف مال صاحب العاشر بالسرقة والخيانة، وإن كان صاحب حظ تام في طالع مولود فذلك هو خائن ومتلف ذلك المال والله يعلم.



الكلمة الثانية والثمانون:
إذا جاسدت الزهرة زحل في المولد ولها في السابع حظ كان المولود وسخ المجامعة وعلى هذا فقس سائر البيوت واجتماع كل كوكب مع كل واحد من النحسين.

الشرح:

الزهرة دليل المجامعة والسابع بيت النكاح فإنما كان لها في السابع حظ قويت في الدلالة وإذا قارنها زحل في جزء واحد كان دليل وسخ المجامعة وتفضيل نكاح الادبار على الفروج وجلد عُميرة، وإن كان زحل مشرقاً مال الى مجامعة السودان، وإن كان المريخ مجاسداً الزهرة كثر ميله الى اللواط، وإن كان المولود مؤنثاً فتميل الى السحق وربما مال الى نكح المحارم واختار الزنا على النكاح وعل هذا القياس. إذا كان المشتري الذي هو كوكب السعادات صاحب حظ في الحادي عشر وهو مجاسد لزحل دل على ان المولود يرجو حصول اشياء مشتملة على عيب ونقص من الامور الخفية مثل الحقد والخديعة والمكر والضرر بالناس وإن كان جاسدأ للمريخ دل على انه يرجو القتل او الاحراق وقطع الطريق، وإن كانت الشمس التي هي دليلة الجاه والسلطنة لها حظ في العاشر وهي مجاسدة لرجل دلت على ان المولود يكون جاهه بطريق العذر والحيلة والمكر، وإن كانت مجاسدة للمريخ كان جاهه بالتهمة والغصب والقهر والقتل، وإن كان عطارد الذي هو دليل الذكاء والفهم والعقل له حظ في الطالع وهو مجاسد لزحل على الحدة والجربزة والطيش والجنون، وإن كان القمر الذي هو دليل الحركة والسفر له حظ في الثالث او التاسع وجاسد زحل دل على الحركة والسكون في غير موضعه والمكث الكثير في الاسفار، وإن جاسد المريخ دل على العجلة وقطع الطريق والهزيمة وقصد الناس بالردى وعلى هذا القياس والله يعلم.



الكلمة الثالثة والثمانون:

الاوقات تؤخذ من سبعة اوجه،احدها: ما بين الدليلين من الدرج، والثاني: ما بينهما من المشاكلة، والثالث: مصير احدهما الى موضع الآخر، الرابع: ما بين احدهما وبين الموضع الذي فيه قوة ومزاعمه وطبيعة الامر المطلوب، والخامس: ما تخلص به عطية الكوكب بعد الزيادة والنقصان،السادس: تغيير شكل الدليل على الامر بالاستقامة والتشريق والرجوع والتغريب وما يشاكل هذا، السابع: مصير كل كوكب الى موضع موافق له في الطبيعة.

الشرح:

متى اقتضى طالع امر من الامور بحدوث حادثة وارادوا ان يعلموا في اي وقت يقع فطريق معرفته على سبعة انواع:
الاول: يعلم ما بين الدليلين كما قيل في طوفان نوح النبي عليه السلام ان طالع القران الدال على الطوفان كان برج السرطان وكان موضع القران باول برج الحمل وكان ما بينهما من الدرجات وائتان وست وستون درجة مطلعية لكل سنة درجة فوقع الطوفان بعد مائتين وست وستين سنة من وقت الطالع. وكذلك في الكسوف والخسوف يؤخذ ما بين الطالع والجزء الذي فيه الكسوف او الخسوف بالمطالع فما كان نسبته الى نصف الدور كنسبة ما بين اول الكسوف والخسوف والنيرين فهو وقت معظم التأثير الى درجة زمان التأثير والتسييرات والانتهائيات والفردارات من هذا الجنس.
الثاني: مما بين الدليلين من المشاكلة كما ان صاحب الطالع يتصل بكوكب موافق له في الطبيعة او مخالف من تسديس او تربيع فيحدث حصول مقتضى ذلك الكوكب او ضده في ذلك الوقت، وكذلك اذا اتصل صاحب الطالع بكوكب يكون صاحب الحاجة في مطلوب، فإذا تم ذلك الاتصال حصلت تلك الحاجة خاصةً إذا كان صاحب الحاجة في الطالع وصاحب الطالع في بيت صاحب الحاجة.
الثالث: مصير احد الدليلين الى موضع الآخر كما إذا كان المطلوب الجاه ففي وقت مصير صاحب الطالع الى درجة صاحب العاشر او الى درجة العاشر او مصير صاحب العاشر الى درجة الطالع يحصل المطلوب.
الرابع:ان صاحب الحاجة متى يصير الى موضع له فيه قوة او الى موضع يكون على طبيعة المطلوب مثلاً صاحب بيت المال إذا وصل الى درجة شرفه او الى سهم السعادة فهو ايضاً يقتضي حصول المال.
الخامس: الحاصل من عطية الكدخداة بعد زيادة السعود الناظرة ونقصان النحوس الناظرة وهذه مدة عمر المولود.
السادس: ان يتغير شكل الدليل على الامر بسبب استقامة او رجعة اوتشريق او تغريب كما إذا كان كوكب دليل حاجة وهو متوجه الى دليل نجاح تلك الحاجة فقبل مصيره اليه يرجع فتتأخر الحاجة بمقدارٍ مدة الرجوع والاقامة وكذلك في الاستقامة والتشريق والتغريب مثلاص يتصل في الرجوع بدليل الحاجة ويستقيم قبل 1لك فلا يصير الى ذلك الموضع الا بقدر مرور الاستقامة والاقامة وكذلك في التشريق والتغريب إذا كان الدليل تحت الشعاع ثم برز من تحت الشعاع بتشريق او تغريب فيحصل المطلوب عند تشريقه او تغريبه.
السابع:وقت مصير كوكب يكون مقتضى المطلوب الى موضع يكون موافقة في الطبيعة مثلا إذا انتهى دليل السفر الى بيتالسفر والله يعلم.



الكلمة الرابعة والثمانون:
إذا تكافأت الدلائل في الامر وضده فانظر الى طالع الاجتماع والاستقبال الذين قبله فإن تكافأت ايضاً فلا تعجل بالقضاء.

الشرح:

متى كان الدليل على حصول مطلوب وفواته متكافئً في طالع سؤال او مولد او طالع سنة العالم او غيره فانظر الى طالع الاجتماع او الاستقبال المقدَّم فإن وجدت رجحان احد الطرفين على الآخر فاحكم عليه وان لم يوجد رجحان وتكافأت دلائله ايضاً فتوقف ولا تعجل به والله يعلم.



الكلمة الخامسة والثمانون:

وقت تقلد العامل دليل لمل بينه وبين سلطانه ووقت جلوسه لحاله في عمله.

الشرح:

إذا قلد السلطان شخصاً عملاً فمن طالع ذلك الوقت يعلم ما بينه وبين سلطانه ومن طالع شروعه في ذلك العمل وجلوسه فيه يعلم الحال الذي يحصل له في ذلك العمل بالنسبة الى من هو دونه وتحت حكمه والله يعلم.



الكلمة السادسة والثمانون:

إذا كان صاحب طالع جلوس عامل المريخ وهو في الثاني او متلبس بصاحب الثاني فإنه يجحف بأموال من يتقلد عليه سيما ان كان صاحب الثاني المشتري.

الشرح:

البيت الثاني من طالع جلوس العامل هو بيت مال الرعية التي يحكم عليهم ذلك العامل فإذا كان صاحب الطالع المريخ وهو في الثاني او ينظر الى صاحب الثاني نظر عداوة فإن ذلك العامل يتلف مال تلك الرعية خاصة إذا كان المشتري صاحب الثاني وهو مع المريخ في الثاني يكون التلف اكثر لأن المشتري إذا كان منحوساً لا يدفع نحوسة النحس كما يدفع زحل او نحس آخر لأن النحوس تكافئ وتدافع نحوسة بعضها بعضاً والسعود المنحوسة لا تكافح النحوس بل تدل على نقصان المال سيما المشتري إذ هو دليل المال مطلقاً وفي هذه الصورة هو صاحب الثاني والله يعلم.



الكلمة السابعة والثمانون:

إذا دفع صاحب الطالع الى صاحب الثاني التدبير من مشاكلة مودة انفق العامل نفقات جمّة وإن كان من عداوة خسر وإذا دفع صاحب الثاني الى صاحب الطالع التدبير اكتسب فإن كان من مشاكلة مودّة فبرضى الناس وإن كان من عداوة فبسخطهم ومكارهتهم.

الشرح:

اتصال صاحب طالع جلوس عامل بصاحب الثاني من نظر موّدة ان ينفق العامل في ذلك العمل اموالاً كثيرة ولا يحصل له بسبب ذلك خسارة مصرّة وإن كان من نظر عداوة يقتضي ان يقع الخسران في تلك النفقات واتصال صاحب الثاني بصاحب الطالع من نظر موّدة يقتضي ان يكتسب العامل اموالاً كثيرة على وجه يكون الرعايا راضية عنه ومن نظر عداوة يقتضي سخط الرعايا عليه في ذلك الكسب وكراهتهم له والله يعلم.



الكلمة الثامنة والثمانون:

الشمس ينبوع القوة الحيوانية والقمر ينبوع القوة الطبيعية وزحل ينبوع القوة الماسكة والمشتري ينبوع القوة النامية والمريخ ينبوع القوة الغضبية والزهرة ينبوع القوة الشهوانية وعطارد ينبوع القوة الفكرية والذكرية كذلك يكون عطارد والمريخ والزهرة في المولد ادلة على اخلاق صاحبه وصناعته.


الشرح:

التركيبات التي في عالم الكون والفساد في المعدن والنبات والحيوان وقد يوجد التركيب الاول في النبات والتركيب الاول والثاني في الحيوان وبقاء كل واحد يكون بتماسك الاجزاء فهذه اربع قوى يعني التركيب الاول المنسوب الى الطبيعة والتركيب الثاني المنسوب الى النماء والتركيب الثالث المنسوب الى الحياة وتماسك الاجزاء الذي هو شرط في الجميع ليحصل لهم البقاء هي آثار العلويين والنيرين والكواكب الثلاثة الباقية يعني المريخ المنسوب اليه الغضب والزهرة المنسوبة اليها الشهوة وعطارد المنسوب اليه التميز والتفكر والتذكر هي مبادئ الاخلاق باعتبار ان اصول الاخلاق من هذه الثلاثة قوى فمن احدهم على الوجه المحمود يحدث الشجاعة والقوة وعلى الوجه المذموم اضداد ذلك كالتهور والجبن وفي الثانية على الوجه المحمود السخاء والعفة وعلى الوجه المذموم اضداد ذلك كالاسراف والبخل والفسق وخمود الشهوة ومن الثالث على الوجه المحمود الحكمة العملية وعلى الوجه المذموم الجربزة والبلاهة وجملة الاخلاق الفاضلة والرذيلة تحت هذه الاصول وباعتبار آخر هي مبادئ الصناعات لأن الصناعات مؤلفة من شيئين ملكات وحركات والحركات اما على سبيل الجذب او على سبيل الدفع والاول منسوب الى عطارد والثاني الى الزهرة والثالث الى المريخ فمن صلاح هذه الثلاثة كواكب يحدث اخلاق وصناعات حسنة صالحة ومن فساد حالها يحدث اخلاق سيئة وصناعات غير صالحة والله يعلم.



الكلمة التاسعة والثمانون:
زمان انتقال البروج في التحويل من جهة الانتهاء ثمانية وعشرون يوماً وساعتان وثمان عشرة دقيقة من ساعة بالتقريب ومن جهة الطالع في الأفق أربعة وعشرون يوماً وثلث يوم بالتقريب وأما الشهور الشمسية فمن انتقال الشمس من الدرجة التي كانت فيها عند المولد الى مثلها من سائر البروج.

الشرح:

انتهاء الشهور يسيرونه في السنة ثلاثة عشر برجاً فيقع حصة كل برج من السنة ثمانية وعشرون يوماً وساعتان وثمان عشرة دقيقة من ساعة تقريباً وذلك من قسمة مدة سنة شمسية على ثلاث عشرة وإذا سيَّروا من طالع تحويل سنة الى طالع تحويل السنة الأخرى وقع اثنا عشر برجاً مع فضل الدور وفضل الدور مختلف فيه عند الرصّاد وبطليموس قد جعله ثلاث بروج فلو قسموا مدة سنة شمسية على خمسة عشر برجاً خرج حصة كل برج أربعة وعشرون يوماً وثلث يوم بالتقريب، لكن هذا المقدار يؤخذ بإزاء المطالع من برج السواء بحسب كل موضع. وأما الشهور الشمسية هي من ابتداء وقت الولادة الى مصير الشمس في تلك الدرجة والدقيقة التي كانت فيها من البرج الآخر فما كان من المدة فهو الشهر الشمسي وتختلف هذه الاشهر الشمسية فبعضها إحدى وثلاثون يوماً وكسر يوم وبعضها تسعة وعشرون يوماً وكسر يوم وبعضها بين ذلك كما هو معلوم من الأعمال النجومية والله يعلم.



الكلمة التسعون:
إذا اردنا تسيير سهم السعادة في سائر سنة التحويل أخذنا من موضع الشمس إلى مكان القمر في المولود وألقيناه من درجة الطالع.

الشرح:

عند بطليموس والمتقدمين سهم السعادة بالنهار والليل معاً موافق يؤخذ من الشمس الى القمر ويلقى من الطالع وعند المتأخرين بالنهار هكذا وبالليل مخالف يعني بعكس النهار، وأما سهم الغيب فيؤخذ بالنهار من القمر الى الشمس وبالليل من الشمس الى القمر خلافه وعكسه ثم يلقى من الطالع، فإذا علموا سهم السعادة سيّروه الى تحويل السعود والنحوس وقد تقدم قبل هذا طريق تسيير السهام والله يعلم.



الكلمة الواحدة والتسعون:

اطلب صاحب الجد من السابع وصاحب العم من السادس وعلى هذا قس.

الشرح:

الجد هو أب الأب ولما كان الرابع دليل الأب كان رابع الرابع الذي هو السابع دليل الجد وثالث الرابع الذي هو السادس دليل العم الذي هو أخ الأب وأما الجد من الأم فدليله الطالع لأنه رابع العاشر ودليل الخال الثاني عشر لأنه ثالث العاشر وعلى هذا القياس في البواقي والله يعلم.



الكلمة الثانية والتسعون:
إذا نظر الدليل إلى الطالع فإن جنس الخبيّ من جوهر الطالع وإن كان غير ناظر اليه فإن جنسه من جوهر موضع الدليل وصاحب الساعة دليل على لونه ومكان القمر يدل على زمانه فإن كان فوق الأرض وكان قبل الاستقبال كان حديثاً وإن كان تحتها مكان بعد الاستقبال كان قديماً ومن صاحب سهم السعادة يستدل على طوله وقصره ومن صاحب حد درجة الطالع وصاحب حد درجة وسط السماء أيهما كان في وتد وصاحب حد القمر طبيعته.

الشرح:

هذه الكلمة في استخراج الخبأ والخبأ شئ موجود يخفونه ويسألون عنه ليبين عنه من حكم النجوم والمراد بالدليل في هذا الموضع كوكب له حظ في الطالع وموضع النيرين ولا يتصل بكوكب آخر فإذا اتصل بكوكب وذلك الكوكب بكوكب آخر فالكوكب الذي ينتهي الاتصال اليه هو الدليل وإذا كان الدليل ناظراً الى الطالع يكون جنس الخبأ من جوهر الطالع فالسنبلة نباتي وان كان برجاً على صورة الحيوان فحيوان وكذلك أرضي أو مائي أو هوائي أ و ناري وكذلك في الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة فإذا كان الدليل غير متصل بالطالع يكون جنس الخبأ من موضع الدليل وصاحب الساعة دليل لونه فزحل أسود والمريخ أحمر والشمس أصفر والقمر أبيض وعلى هذا القياس ومكان القمر دليل زمانه إن كان فوق الارض كان حديثاً وإن كان تحت الارض كان قديماً وقد قيل إن قبل الاستقبال يكون حديثاً وبعد الاستقبال يكون قديماً، وقيل إذا كان الدليل شرقياً كان حديثاً وإن كان غربياً كان قديماً ومن سهم السعادة يعرفون طوله وقصره ومن صاحب حد صاحب الطالع وصاحب حد درجة وسط السماء أيهما كان في الوتد وصاحب حد القمر يعرفون طبيعته، وينبغي أن تكون هذه الحدود بحدود بطليموس لا بحدود غيره. وهذه الدلائل ينبغي قسمة البروج والكواكب على هذه الاشياء كما هي مذكورة في المداخل النجومية والدليل هو الكوكب الذي له أوفر الحظوظ في الطالع وموضع نير النوبة وموضع سهم السعادة فإن كان عدة كواكب فالأقوى والله يعلم.



الكلمة الثالثة والتسعون:

أخوَفْ الأدلة على العليل دخول دليل مسألته تحت الشعاع أو كون سهم السعادة منحوساً.

الشرح:

إذا سأل سائل عن حال مريض فلينظر إلى دليله كما مر في الكلمة السابقة وهو صاحب الطالع والقمر فإن كانا أو أحدهما الأقوى منهما تحت الشعاع وكان سهم السعادة منحوساً فإن ذلك دليل مخوف على خطر المريض والله يعلم.



الكلمة الرابعة والتسعون:
زحل لعليل المشرق والمريخ لمريض المغرب أقل ضرراً وعلى هذا يكون زيادة سعادته والمشتري أو الزهرة في الجنوب أو الشمال.

الشرح:

إذا كان دليل المريض زحل وهو مشرق أو المريخ وهو مغرب قل ضررهما وإن كان المشرق وهو شمالي أو الزهرة وهي جنوبية كانت سعادته أكثر من جميع الأوقات، وذكر احمد بن يوسف في شرحه إذا كان النحس في جهته كان منفعته أكثر وللكواكب أربع جهات المشرق لزحل والمغرب للمريخ والشمال للمشتري والجنوب للزهرة والله يعلم.



الكلمة الخامسة والتسعون:

لا تقدم على مشابهة الصور قبل أن تعرف مشابهة الأوضاع فإن الرئاسات تنتقل في كل اجتماع فإذا صححت السير في الترئيس اعطيت الرئيس والمرؤوس ما يجب لهما سلمت من الخطأ.

الشرح:

الفلاسفة تسمي الأحوال صوراً يعني في معرفة حال الرؤساء والمرؤسين أن لا يحكم على مقتضى طبائع الدلائل فقط كالشمس دليل الملوك والمشتري دليل ذوي النباهة قبل أن تعلم مقتضى أوضاع سائر الكواكب لأنه بموجب اختلاف القرانات واجتماعات الكواكب تنتقل الرئاسات من بعض الناس إلى بعض بعد أن تعرف دلائل الكواكب وأوضاعها في باب الرئاسة وحال اجتماعات كل صنف وأخلاقهم في التكبر والتواضع والعدل والجور والتسخير والإنقياد وغيره فتحكم بمقتضى ذلك على حال الرئيس وحال المرؤوس بحسب اقتضاء الدلائل والقوابل وتسلم من الخطأ والله اعلم.



الكلمة السادسة والتسعون:

أقوى الأدلة في المسألة تدل على ما في ضمير السائل.

الشرح:

الدليل قد مرّ شرحه وهو الأوفر حظاً في الطالع وموضع نير النوبة وسهم السعادة وإذا كثرت الأدلة ينظر في الأقوى منها فإن كان في العاشر فالسائل يسأل عن سلطان وان كان في الثاني يسأل عن المال وبهذا الطريق يعرف ما يكون في ضمير السائل.



الكلمة السابعة والتسعون:
صاحب الإجتماع والإستقبال إذا وقع في أوتاد طالع الحاجة تمت وكذلك ما يحتاج إلى ثباته وإذا استتر أحد وهو في وسط السماء ظهر عليه في زمانه.

الشرح:

هذه الكلمة في نسختي احمد بن يوسف وأبو العباس الأصفهاني الشارحين لهذا الكتاب مذكورة في الكلمة التاسعة والتسعين، والمراد بصاحب الاجتماع والاستقبال هو الكوكب الأوفر حظاً في الطالع وفي جزء الاجتماع والاستقبال المقدم على السؤال وإذا سأل سائل عن مطلوب هل يحصل أم لا فإذا وقع صاحب الاجتماع أوالاستقبال المقدم على السؤال في وتد من طالع المسألة أو في بيت المطلوب فإن ذلك المطلوب يحصل، وكذلك إذا أرادوا ثبات عمل مثل بناء أو غيره فيجعلون ذلك الكوكب في الطالع أو في وتد من الأوتاد وإذا اختفى شخص عن أعين الناس وذلك الكوكب في وسط السماء ظهر سريعاً فإن كان مسعوداً ظهر على وجه صالح وإن كان منحوساً ظهر على وجه فاسد والله يعلم.



الكلمة الثامنة والتسعون:
يكاد أن يكون ما يطلع مع كل درجة مشاكلاً لما وقع عليه اختيار المولود وكذلك ما يطلع مع كل وجه مشاكلا لصناعته.

الشرح:

قد ذكر تنكلوشا البابلي في كتابه ما يطلع مع كل درجة وقد روي عن الهند كذلك ومذكور في المداخل ما يطلع مع كل وجه وذكر في هذه الكلمة بلفظ يكاد وهي للتقريب أن قد يكون ما يختاره المولود بطبعه مشابهاً لما يطلع مع درجة طالعه وصناعته شبيهة بما يطلع مع الوجه الذي هو من طالعه والله يعلم.



الكلمة التاسعة والتسعون:

المواضع التي يقع فيها أثر الكسوف والمقامات ومبدأ الرجوع والإستقامة هي الأوتاد القريبة من مواضع الكسوف في المواليد والتحاويل للأشخاص والمدن التي تدل عليها وثبت فيها وطبيعة ما تؤثر فيه على حسب موضع الكسوف وملابسة صور الكواكب الثابتة وطبيعة ما في برج الكسوف ومن الكواكب المتحيرة ومقدار ما يلحق على مقدار أثر الكسوف في النيرين وهو مقدار ما ينكسف منها وعلى هذا يتكلم فيما يتبين من خير أو شر.

الشرح:

في هذه الكلمة أحكام كثيرة وقد أوردها بألفاظ مختصرة، فالمواضع التي تقع فيها آثار الكسوف والخسوف وآثار المقامات والكواكب المتحيرة ومبدأ الرجوع والاستقامة هي الأوتاد القريبة من هذه المواضع وهي الطالع والعاشر في الكسوف في جهة المشرق، والعاشر والسابع ما كان في جهة المغرب، وينبغي أن يعتبر بروج تلك الأوتاد من طالع المواليد وتحاويل الأشخاص الإنسانية وكل ما هو منسوب لتلك الأوتاد، مثل الأبدان والنفوس المنسوبة إلى الطالع والسلطان والعمل والأزواج والشركاء المنسوبة الى العاشر والسابع وكذلك المدن المنسوبة إلى بروج تلك الأوتاد وبروج الكسوف والطبائع التي في أصناف الموجودات من مدلول برج الكسوف وصور الكواكب الثابتة وطبائع الكوكب المتحيرة الواقعة في ذلك البرج أو تكون طالعة في وقت الكسوف ومقدار أثر الكسوف بمقدار المنكسف من النيرين وزمانه بمقدار زمان الكسوف فوق الارض كما هو مذكور في كتب الأحكام. وكذلك فيما يقتضي مدلول الإقامة والرجوع والإستقامة من السعود والنحوس تتكلم عليها بقياس الأوتاد المذكورة من الخير والشر وهذه الكلمة ههنا مجملها وتفصيلها مذكور في كتاب أربع مقالات لبطليموس والله يعلم.



الكلمة المائة:
المستولي على أوتاد الإجتماع والإستقبال والأرباع إذا قويت عزّ وغلا ما يدل عليه وإذا ضعفت هان ورخص وكذلك إذا أسرع سيرها أو أبطأ.

الشرح:

المستولي على أوتاد طوالع الإجتماع والإستقبال وتربيعي الشمس والقمر إذا كان قوي الحال عز مدلوله وغلا وإذا كان ضعيف الحال ذلَّ ورخص مدلوله، وإذا كان سريع السير نفق مدلوله وإن كان بطئ السير كسد مدلوله.



الكلمة الواحدة والمائة:
النيازك وذوات الذوائب من ثواني النجوم وليست منها.

الشرح:

ثواني النجوم هي الآثار العلوية والنيازك وذوات الذوائب والحراب وأمثال ذلك هذه الجملة من ثواني النجوم وليست من جمل النجوم وفي بعض النسخ هذه الكلمة وما بعدها الكلمة الثانية والمائة النيازك تدل على جفاف الأبخرة، فإذا كانت في جهة واحدة دلت على رياح تعرض في تلك الجهة وإن كانت شائعة في الجهات كلها دلت على نقصان المياه واضطراب الهواء وعلى جيوش تقصد الأقاليم وتطلب ملوكها مخالفة الإعتقاد لما عليه الاجتماع فيه، وأما ذوات الذوائب التي يكون بينها وبين ...........................................(إلى هنا وقع نقص).

وقد ختم وكتب على يد أحقر عباد الله وأحوجهم احمد
بن المرحوم الحاج الشيخ محمد حسن المنجّم
الرشتي الاصل والغروي الموطن والمسكن
والمدفن انشاء الله مستغفراً مصلياً حامداً
وكان ختامه في صبيحة يوم
السبت الخامس عشر من شهر
شعبان المعظم من شهور سنة
العاشرة بعد الثلاثمائة بعد الالف
من الهجرة النبوية المحمدية
صلى الله عليه وسلم
1310

صورة رمزية إفتراضية للعضو صديق موصلي
صديق موصلي
عضو
°°°
افتراضي
كلمة شكرا وحدها لاتكفي .. مجهود كبير ورائع .. بارك الله فيكم .. ورحمة الله على والديكم .. وشكرا لفريق الشامل

صورة رمزية إفتراضية للعضو kenanr
kenanr
عضو
°°°
افتراضي
انت فعلا مخضرم في التنجيم اخي زادك الله علما و فضلا كبيرا و رحم الله والديك اخي العزيز.... .............ننتظر منك المزيد من الجواهر..........

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
كلمة شكرا وحدها لاتكفي .. مجهود كبير ورائع .. بارك الله فيكم

صورة رمزية إفتراضية للعضو صديق موصلي
صديق موصلي
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم ... قمت بقراءة الشرح سابقا ولفت نظري تركيز الشارح على نفيه القدرات الغيبية الالهامية لدى البعض من الناس ( والذي يشير اليه بطليموس في اصل كلامه ) لكن الشارح يسعى جاهدا لنفي كل ما له علاقة بالعلم والادراك الغيبي الذي نجده لدى بعض الناس سواء الذين يعيشون بيننا اليوم ... او الذين عاشوا سابقا ووردت مأثرهم واخبارهم بكتب التاريخ .. والذي لايسع اي انسان منصف نكرانه , اللهم الا ان يكون كما قال تعالى ( وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ) ... وقد راينا كيف ان التيار الغربي القائم على الالحاد ونكران الخالق وكل ما هو غيبي .. كيف اقر واذعن مؤخرا لوجود الخالق الاله العظيم والمدبر المبدع الحكيم الذي خلق واوجد هذا الكون الشاسع ... من لاشئ ! من جزء اصغر من الذرة بملايين المرات !؟ هل يعقل هذا ؟ بل اكثر .. خلقها واوجدها سبحانه من العدم , يوم الانفجار العظيم قبل 14 مليار سنة , ويومها كتبت جرائدهم ( ذي فاوند ذ كاد) اي اننا وجدنا الله , سبحان من له في كل شئ آية تدل على انه واحد , سبحان من هو هو سبحان من ليس الاهو

صورة رمزية إفتراضية للعضو امورة الصادقة
امورة الصادقة
عضو
°°°
افتراضي
مشكور

صورة رمزية إفتراضية للعضو السعيد المفكر
السعيد المفكر
عضو
°°°
افتراضي رد: كتاب الثمرة لبطليموس مع الشروحات
شكرا العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


مواقع النشر (المفضلة)
كتاب الثمرة لبطليموس مع الشروحات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
موقع به كتاب الثمرة لبطليموس بالانقليزية
كتاب الثمرة لبطليموس ( الجزء للاول)
كتاب شرح الثمه لبطليموس ( منقول )
كتاب الثمرة في علوم التنجيم
كتاب الثمرة لبطليموس

الساعة الآن 09:49 PM.