المشاركات الجديدة
المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة : هذه الساحة تعنى بنشر المقالات والمواضيع التنجيمية والفلكية المترجمة إلى العربية من اللغات الأخرى

فوائد نورانية و فرائد سرية رحمانية لسيد المختار الكنتي.

افتراضي فوائد نورانية و فرائد سرية رحمانية لسيد المختار الكنتي.
فوائد نورانية و فرائد سرية رحمانية في شرح الاسم الأعظم مخطوط مغربى
---------------------------------------------------------------
https://www.babup.com/do.php?id=44797
---------------------------------------------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسوله الكريم و على آله و صحبه.

أشرع معكم بتحرير مخطوطة للشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيد المختار الكنتي، و عنوانها فوائد نورانية و فرائد سرية رحمانية. مخطوطة في نسختين أحررها تباعا تسهيلا للقراءة لأنّ المخطوطة الأولى خطها مغربي و الثانية خطها واضع لكن بعض صفحاتها لا يظهر، فاستعنتُ بكلتا المخطوطتين لتحرير المضمون، و بعد ذلك أضعهما بالمنتدى.

لم أبدء بالمخطوطة من بدايتها، لأنّ فيها الكلام عن اسم الله الأعظم بمثل ما أورده السيوطي. و بقية المخطوطة مهمة إذ ذكر الأساس الذي يُبنى عليه علم الحروف و الأسماء (الكشف)، و الغاية منه، و أصناف العاملين به، و قام بالتّأصيل لعلم الحرف تاريخيا إذ نسب هذا العلم لآدم و بقية الأنبياء و الأولياء و أهل البيت، ثم شرع في الخوض في علم الحرف بشكل تطبيقي و تقني.

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
ثم لتعلم أيها المريد الصادق و الأخ الجهبذ الذايق أنّ مذاهب هذه الطائفة عموما، و خصوصا مشايخ طريقتنا القادرية الإعتماد في علوم الأسرار من الحروف و الأسماء و غيرها على الوهب و الفتح. و طريقهم الخاص عندهم الكشف و التلقّي عن عالم الملكوت. و يعتمدون في ذلك على همم المشايخ و عناياتهم و ما يُلقى إليهم على ألسنة الهواتف و أرواح الأنبياء و خواص الأولياء. و العمدة عندهم إنّما هي على مجرّد أذكار الأسماء الحسنى و الآي العظام. و إن أخذوا في بداياتهم طرفا من علوم الأوفاق و الأشكال و أسرار الحروف و بلغوا فيه الغاية بقوة الهمم و صفاء الأرواح، فعند التمكّن ينسلخون من تلك الرسوم و يكتفون بمجرّد الأسماء عملا بقوله تعالى (و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها). و قد قال الشيخ زروق في خاتمة شرحه على حزب البحر للشيخ أبي الحسن الشاذلي في عدِّه للأمور التي عمّت بها البلوى في فقراء وقته و فقهائه من العيوب، إلى أن قال (و مِن أكبر هذا الباب الولوع بعلوم الأسرار من الحروف و الأسماء و غيرها. و هي علوم وهب و فتح، لم يتكلم فيها أهلها إلاّ إعانة لِمَن له فتح و إفادة لمن له حقيقة.

ثمّ ما رأينا و ما سمعنا من استفاد أو أفاد منها حقيقة بمجرّدها، فيرحم الله الشيخ أبا العباس ابن البنّاء حيث يقول (باين البوني و أشكاله و وافق خير النساج و أمثاله)، و كذا الشيخ محي الدين حيث قال (علم الحروف علم شريف من علوم الوهب، و الإشتغال به مذموم دنيا و دينا). و بالجملة، فعلوم الوهب كلها محمودة من وجهها مذموم طلبها، فلا يطلبها إلاّ جاهل و لا ينكرها إلاّ جاهل، فسلِّم تسلم و تجنّب ما سوى الذّكر تنجو من الشر، فبالله ما وجدنا الأسرار إلاّ في الأذكار، و ما وجدناها إلاّ في المعرّبات من الأسماء لا المعجّمات، بل قال مالك لمن سأله ( و ما يدريك لعلّه كفر). نعم، يحتاج مستعمل الأذكار لاعتبار المناسبة الذاتية و الوقتية و الهمّة القوية و القوة النفسية، و ذلك يخفى إلاّ على ذي همّة و بصيرة، فالغالب فقده في هذه الأزمنة. فعليكم بظاهر الشرع و ظاهر الحقيقة مع طلب الفتح من الله بكنه الهمّة
). إنتهى.

ثمّ الناس في استعمال الأوفاق و الحروف فرقتان. فرقة استعملوها في رياضة أنفسهم تقوية لهممهم و استظهارا للإسم المذكور بقوته العددية و الرقمية و حبسه في أضلاع الأشكال العلوية استعانة بالأملاك الموكّلة بها على قهر أنفسهم و إنارة بواطنهم، لا يبغون بذلك حظا نفسانيا و لا مقصودا شهوانيا. فهؤلاء استعمالهم لها محمود و جدّهم فيها ميمون مسعود. و هؤلاء هم الذين كلّما تمكّنوا في مقاماتهم و أشرفوا على النهاية في سيرهم انعزلوا عنها لاستغنائهم بقوة همَمِهم و كمال أحوالهم و غيبتهم في مذكورهم عن شخصية الذكر فضلا عن منوياته، بل يرون ذلك كله رسوما حاجبة و أسبابا صارفة عن التحقق بالشهود و الغيبة في المشهود.

ثمّ هم إن استعملوها بعد ذلك فعلى رسم الرجوع إلى الأسباب و العوائد كما وقع لكثير من مشايخ هذه السلسلة القادرية، فقد كانوا يتعاطونه بعد التمكّن و النهاية على رسم التدريج للسالكين من مريديهم على نحو ما وصفنا. و ربّما استعملوه برسم الرقى حرصا على النفع لعامة المسلمين و إظهارا لعظمة أسمائه تعالى من غير اعتماد على سبب و لا التفات إلى رسم.

الفرقة الثانية، و هم أهل همم قاصرة و قرائح فاترة، و قفوا على ما دون أهل الأسرار و المعارف في دواوينهم المتداولة المدوّنة تنبيها للعاقل على عظمة ذي الجلال و سر ارتباط الأكوان بأسمائه العظام، فتعلّقت أطماعهم بالظفر بما وصفوا، و طارت رغباتهم شعاعا إلى الفوز بما كشفوا من الأسرار المصونة و الخواص و الدقائق المكنونة، فاستعملوها على ضعفٍ من عزائمهم و انحطاط من هممهم و كسوف من أنوار بصائرهم، فحاولوا تقويتها برصد الكواكب و تحيّن الأوقات و استمداد الطبائع و استعمال البخورات و الإستغاثة بالأعوان مع الغفلة عن المذكور، و خلوّ ذكرهم من المحضور و حجابهم بالرسم، و غيبتهم فيما استعملوه في تقوية الإسم عن الإسم، فإن وقعوا فما وقعوا إلاّ على الحجاب، و إن وصلوا فما وصلوا إلاّ ما وراء الباب.

فكثيرا ما كنتُ أسمع الشيخ الوالد رضوان الله عليه يقول (كلما وقع لهذا الفن ذكر عجيب، فهو لقوم وصول و لقوم حجاب دون كنز المحصول، تُسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل، قد علم كل أناس مشربهم، و تمذهب كل فريق مذهبهم، كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا).

و لو لا ما التزمته من الإختصار لشرحنا ذلك شرحا يترك سماؤه قمرا من الأقمار، و الله المؤيّد لمدد الأنوار و الهادي لمن شاء بنور الفتح و الاستبصار إلى الوقوع على كنز المعارف و الأسرار.

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
...
و الحروف رسوم و صور تُخرج ما كان من عالم الضمير إلى عالم النطق إشارة إلى سرّ الله المكتوم، و مِن ثمّ كان العلم بها من أشرف العلوم، و إنّما أُخفي لعزّته في نفسه و لئلا يعثر عليه من ليس من أهله و جنسه. و قد تفرّد بعلمه طائفة من الأنبياء اختارهم الله له. أوّلهم آدم عليه السلام، قال تعالى (و علّم آدم الأسماء كلها) ما ظهر منها و ما بطن، قال جعفر الصادق رضي الله عنه (علمّ تعالى آدم الأسماء بالقلم الذي في اللوح المحفوظ). و قيل اختاره لسره المكنون و علّمه المخزون و علّمه سبعين ألف باب من العلم و أنزل عليه الكلمات الوجودية و العدمية و علّمه ألف حرفة و أنزل عليه ألف صحيفة، و كان عليه السلام يسبح في بحار الأسماء. و هو أوّل من تكلّم في علم الحروف و الأسماء. و قد كانت تتشكّل له في قوالب نورانية عند إرادة مسمّياتها، و هي خاصة اختصّه الله بها. و أنزل عليه حروف المعجم في إحدى و عشرين ورقة. و قد أطلعه الله تعالى على أسرار أولاده و ما يحدث لهم إلى يوم القيامة. و له كتاب سفر الخفيات، و هو أوّل كتاب وُجد في الدّنيا في علم الحروف و الأسماء. و قد أخذ عنه شيث كتاب الملكوت الذي وضعه آدم عليه السلام، و هو ثاني كتاب وجد في الدنيا في علم الحروف، و له فيها كتاب السبعين المستقيم، و هو ثالث كتاب في الدنيا، و من هذه المسائل تفرّعت سائر العلوم الحرفية و الإسمية العددية إلى يومنا هذا. و قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (علّم الله آدم الإسم الأعظم الذي دانت له الملوك). و قد نطق آدم بسبعمائة لغة أفضلها العربية. ثمّ ورث علم الحروف عنه ابنه شيث عليه السلام و هو نبيّ مرسل، أنزل الله عليه خمسين صحيفة، و هو وصيّ آدم و وليّ عهده، و له سفر جليل في هذا الشّأن في علم الحروف، و هو رابع كتاب وُجد في الدنيا. ثم ورث علم الحروف عنه ابنه انوش ثمّ قينان، و إليه يُنسب القلم القيناني، ثم مهلاييل، ثم يارود، و في زمانه عُبدت الأصنام. ثمّ إدريس عليه و السلام، و هو نبي مرسل، و إليه انتهت الرياسة في العلوم الحروفية و الأسرار الحكمية و اللطائف العددية و الأدوار الفلكية، و هو أوّل من خط بالقلم و خط في الرمل. و قد ازدحم على بابه الحكماء و اقتبس من مشكاة أنواره العلماء. و قد ألّف كتاب كنز الأسرار و دخاير الأنوار، و هو خامس كتاب وجد في الدنيا، و علّمه جبريل علم الرمل و الخط، و به أظهر الله نبوءته، و هو أوّل من أظهر المكاييل و الموازين. و ورث علم الحروف و الأسرار عنه الهرامسة، و هم أربعون رجلا، ثمّ متوشلخ، ثم لامك، ثمّ نوح عليه السلام، و له سفر جليل القدر في علم الحروف و الأسرار، و هو سادس كتاب وُجد في الدنيا، ثمّ سام، ثمّ أرفخشذ، ثمّ شالخ، ثمّ عابر و هو هود عليه السلام و له سفر جليل، و هو سابع كتاب في الدنيا، ثم فالق ثم يفطر، ثم صالح عليه السلام، ثم إبراهيم عليه السلام، و هو أوّل من تكلم في علم الأوفاق، و له سفر جليل القدر و عظيم الشأن، و هو ثامن كتاب وُجد في الدنيا، ثم إسماعيل عليه السلام، ثم اسحاق ثم يعقوب ثم يوسف عليهم السلام، و هو أوّل من وضع القرطاس، ثم موسى عليه السلام و قد علمه الله تعالى علم الكيمياء. و قد وضع اسم الجلالة في المربع. و كيفية ذلك أن تأخذ الستة و الستين المعروفة و اطرح منها أربعة و ثلاثين، و تبقى اثنتان و ثلاثون و تقسمه أرباعا تخرج ثمانية، فتطرح ثلاثة أرباع، و تأخذ الربع و تزيد عليه واحد فيصير تسعا، فتدخل بها المربع، ثم تزيد واحدا واحدا إلى أن يردّ إلى أصله هكذا كما ترى فهو اسم الجلالة الله





و تضعه في لوح من رصاص و تبخر بالعود و تطهر قلبك بالإخلاص و بدنك بالطهارة المائية و تستقبل بموضع قبلتك...مغمض عينيك تاليا حاضر الذهن، مواليا مستحضرا عظمة المذكور، معتقدا أنّ هذا الإسم من غيبه المستور و ممّا أنعم الله به على أرباب الصدور. فإذا لاح لائح نور و خامر سرك بارد الفرح و السرور قلتَ بلسان الإنكسارو الذل و الإفتقار (شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم)، لبيك اللهم و سعديك، أفرّ منك إليك، يا من تسمّى بالأسماء و كان في غنى، أسئلك باسمك الأسمى و سرك المعمّى، يا أهم سقك حلع يص، أدعوك بألف التأليف للأكوان و هاء الهوية في حضرة الشهود و العيان، و ميم الملك و الإستطالة بالعز و السلطان، و سين سر الإحاطة و الأمان، و قاف القيومية بقيام الأكوان، و كاف كفاية الأسواء و الأشجان، و حاء الحكمة بالعدل و الإحسان، و لام الولاية لأهل اليقين، و عين العناية لأرباب الإخلاص، و ياء اليسارو اليسر لأهل الحاجة بالإحسان، و صاد الصمدية بصيانة العالم من اختلال النظام و الضمان، و بسر اللاهوتية المحتجب برداء الكبرياء و عظمة الشان، يا قوي الأركان يا دائم الإحسان، يا غني عن الأعوان، يا من هو في كل مكان و لا يحويه مكان، يا ذا العزة و الجبروت، يا من بيده الملك و الملكوت، سخّر لعبدك الأشباح و مكّنه من أزمّة الأرواح حتى لا يخرج من حيطة تصريفه و لا عن قبضة تكليفه إنس و لا جان، و لا ملك من الأعوان، و لا قائد و لا سلطان، و لا مارد و لا شيطان، و لا زمان و لا مكان، و لا شيء مما يشمله نعت الإمكان، يا عزيز يا جبار، يا متكبر يا قهار، يا ذا العزة و الجلال و العظمة و الكمال. أعزّني بإمداد سرّ اسمك الأعظم حتى أشرف في الملا الأعلى و أعظّم، و ينوه باسمي في خاصتك و أفخّم، فأكون لك عبدا حمدا فردا، بك أعطي و بك أمنع، و بك آخذ و بك أدفع، فلا أُرام و لا أُضام، و لا يُرتع حول حمايَ و لا يُحام، يا ذا الجلال و الإكرام، أهم سقك حلع يص (العدد الموفق).

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
يُتبع إن شاء الله تعالى.

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
اخي الغالي عادل
زادك الله ومكنك من العلم وزادك مما عنده انه لذو فضل كبير وجزاك الله تعالى كي خير

الصورة الرمزية nahid.fs
nahid.fs
خبير فلكي
علوم الفلك والتنجيم
°°°
افتراضي
شكرا اخي عادل .
جهد مشكور وسعي مبرور .

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
معلومات قيمه

بارك الله فيك اخي الكريم الاستاذ عادل على هذه الدرر الحكميه

لك متابعووووووووووووووووون ان شاء الله تعالى

صورة رمزية إفتراضية للعضو آلـطـور آلآخـر
آلـطـور آلآخـر
عضو
°°°
افتراضي
شكراً جزيلاً لكـ عـلى آلطرح ...

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
شكرا لكم على المرور الطيب.
بارك الله فيكم.


نواصل.

فإذا انتهى من الخلوة ثلاثة أيام أو سبعة أو أسبوعين أو الأربعين الموسوية بحساب ما يزول فيه الحجاب الطبيعي و يحصل به الإمتزاج الجمعي، إذ الأسرار خلف أستار الأغيار، فبقدر ما تنشقُّ الأستار تلمع شوارق الأنوار.

رجعت إلى استعمال الإسم بالأعداد التي في الستور و في الأعراض السانحة بالوجه المذكور، فتكون الإجابة بمشيئة الله أسرع من ارتداد الطرف، و نجاح القصد أيسر من نطق الحرف. فقد قيل، هذا الإسم الشريف هو الذي دعا به آصف بن برخيا يوم أتى بعرش بلقيس بين يدي سليمان بعد ما عجز عن خطفه مردة الجان.

و أمّا تصريف باطنه الخاص، فخاص بالخاصة، و مقصور على خلاصة الخاصة، فنشير منه إلى ذرة من وصاله، و تنبّه على قطرة من بحار زلاله.

فنقول، أمّا عمل الخاصة بالإسم فإنهم يدأبون على ذكره في الخلوة 12000 مرة في اليوم و الليلة مدة أربعين العهد الموسوي بهمة كاملة. يفتتحون الذكر بتلاوة أواخر الحشر (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس...العزيز الحكيم). ثم يقول (اللهم من هو هكذا و لا يزال هكذا و لا يكون أحد هكذا، هب لي من لدنك نورا قدسيا و فتحا لدنيّاً أدرك به أسرار الأسماء و حقائق التقديس و الثناء حتى تزجَّ بي في أنوار اسمك أهم سقك حلع يص). ثم تتلو الإسم العدد المذكور هكذا حتى تلوح و تلتمع الأنوار قبالتك.

و قد وضع الوفق المسدس في صحيفة من ذهب استخرج به تابوت يوسف عليه السلام كما أمره الله تعالى.

ثمّ يوشع، ثم داوود، ثم سليمان، ثم عيسى، ثم محمد عليه و عليهم الصلاة و السلام، ثم وارثه عنه مدينة العلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، و هو أول من وضع مربع مائة في مائة في الإسلام، و قد صنّف الجفر الجامع في حقائق الأسماء و أسرار الحروف، و فيه ما جرى في الأوّلين. و ما زال أهل التوفيق من السلف كأبي محمد الحسن البصري و سفيان الثوري يغترفون من أنواره. ثم ورثه عنه الحسنان سبطا رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم الإمام زين العابدين، ثم الإمام محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، و صنّف الخافية في علم الحروف و الأسرار، و لم يزل متوارثا إلى يومنا هذا.
...

و هذا أول الشروع في تقرير الإسم الشريف و الفروع. فأوّل ما نضعه كالمهاد الممهد لحمل ما نحرره من تكعيب الإسم الذاتي المجرد و طبع الحروف المستنطقة من تكعيبه التي هي للإسم الأعظم.

فأقول، اعلم أنّ للحروف جسما و روحا و نفسا و قلبا و عقلا و قوة كلية و قوة طبيعية.

فجسمه
صورته، و روحه ضرب عدده الجملي في مثله، و نفسه ضرب عدده في ثلاثة أمثاله، و قلبه ضرب عدده في أربعة أمثاله، و عقله تمام ظهور قلبه، أعني ضرب جملة عدد الجسم و الروح و النفس و القلب في أربعة، و الحاصل من الضرب هو العقل، و قوته الكلية هو ضرب عقله في أربعة، و قوته الطبيعية هي ضرب قوته الكلية في عشرة أمثاله.

أمثاله، حرف الباء، جسمه ب، و عدده بالجمل إثنان، و روحه أربعة، و نفسه إثنا عشرة، و قلبه ستة عشرة، و عقله مائة و ستة و ثلاثون الحاصل من ضرب أربعة و ثلاثين و هي مجموع عدد الجسم و الروح و النفس و القلب في أربعة، و قوته الكلية خمسمائة و أربعة و أربعون الحاصل من ضرب مائة و ستة و ثلاثين و هي عقله في أربعة، و قوته الطبيعية خمسة الالاف و أربعون و أربعمائة الحاصل من ضرب قوته الكلية في عشرة.

و للحرف جملة و تفصيل. فجملته عدده الواقع عليه، و تفصيله حاصل ضرب عدده في ما قبله، و له قوة في باطن العلويات و قوة في باطن السفليات، فأما قوته في باطن العلويات فمجموع عدد حروف نطقه، و أمّا قوته في باطن السفليات فضرب جملته في قوته في باطن العلويات.

مثاله، ج، جملته ثلاثة، و تفصيله ستة و هي حاصل ضرب الثلاثة في ما قبلها و هو الإثنان، و قوته في باطن العلويات ثلاثة و خمسون، و ذلك مجموع عدد حروف نطقه الذي هو جيم، إذ الجيم بثلاثة و الياء بعشرة و الميم بأربعين، و مجموع ذلك ثلاثة و خمسون، و قوته في باطن السفليات مائة و تسعة و خمسون الحاصلة من ضرب جملته و هي ثلاث في قوته في باطن العلويات التي هي ثلاث و خمسون.

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي

ثمّ قسموا الحروف الهجائية باعتبار طبائع العناصر الأربعة و باعتبار البروج الإثنى عشر، ثم قسموها إلى ما هو صامت و إلى ما هو ناطق، و إلى ما هو منصوب و مرفوع و مخفوض و مجزوم، و إلى مراتب و درج و دقائق و ثوان و ثوالث و روابع و خوامس. فإن قسّمتها رباعية الأدوار خرج طولا حروف الطبائع، و عرضا حروف المراتب، و تحتها الدرج و الدقائق، فالثواني فالروابع فالخوامس، هكذا




و إن وضعت الحروف سباعية خرج طولا حروف الكواكب على هذه الصورة




و أمّا الحروف المنصوبة فالنارية، لأن حركة عنصر النار أخف من سواها. و المرفوعة حروف الهواء لأن طبعه الإرتفاع. و المخفوضة حروف الماء لأن طبعه الإنخفاض. و المجزومة حروف التراب لأن الأرض ليست متحركة.

و أمّا الناطق منها فخمسة عشرة حرفا ت ث ج خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن ي، و الصامت ما بقي من جملة الثمانية و العشرين.

و أمّا تكعيب الإسم فله طريقتان، أحداهما أن يقطّع حروفا و يصنع بكل حرف من حروفه ما وصفنا في الحروف. الثاني أن يجمع عدد الإسم الرقمي و يضرب في عدد الطبائع الأربع ثم يضرب الخارج في سبع عدد الأسبوع ثم يضرب الخارج في الإثنى عشر عدد شهور السنة. و ربما ضربوا العدد في نفسه ثم ضربوا الخارج في بعض الأعداد المذكورة.


هذا ما جرى به عمل أهل الأنوار و أهل الأسرار، و أما القدماء من حكماء اليونان و الهرامسة فلهم طريقة أخرى يسمونها بالترابيع هجرها متأخّرو الحكماء و هي التي جيء بهذا الإسم عليها، و ذلك أن اسم الجلالة أجراها أفلاطون الحكيم على التكعيب القديم، فأخذ الإسم الباطن الذي هو قوى الإسم الشريف فكعّبه إلى سبعة، فأخذ من كل تربيعٍ خارج حرفا بطبعه
حتى استخرج من تلك الترابيع أحد عشر حرفا، لكل حرف اسم مأخوذ من قوته، و إسم مأخوذ من ظاهره، و هو أخذه بالتلقين عن الهرامسة، و هم وقعوا عليه مكتوبا في فخارة مما كتب إدريس عليه السلام، و هو أ ه م س ق ك ح ل ع ي ص.

يتبع إن شاء الله.





مواقع النشر (المفضلة)
فوائد نورانية و فرائد سرية رحمانية لسيد المختار الكنتي.

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
فرائد التخوت
نورانية سورة الاخلاص
ابليس لها زوجة اما لا وهو له زرية فمن اين ؟
استنطاقات نورانية
فرائد التخوت

الساعة الآن 03:39 PM.