المشاركات الجديدة
مقالات في الروحانيات للمعتقدات الاخرى : شرح المواضيع و تبادل الآراء والخبرات بين المشاركين والمتابعين

الباب الحادي عشر في التشبيه (سلسلة مراتب الوجود)

21 الباب الحادي عشر في التشبيه (سلسلة مراتب الوجود)
الباب الحادي عشر في التشبيه
التشبيه الإلهي عبارة عن صورة الجمال، لأن الجمال الإلهي له معان، وهي الأسماء والأوصاف الإلهية، وله صور وهي تجليات تلك المعاني فيما يقع عليه من المحسوس أو المعقول، فالمحسوس
كما في قوله: “ رأيت ربي في صورة شاب أمرد “ . والمعقول كقوله:" أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء" وهذه الصورة هي المرادة بالتشبيه، ولا شك أن الله تعالى في ظهوره بصورة جماله باق على ما استحقه من تنزيه، كما أعطيت الجناب الإلهي حقه من التنزيه، فكذلك أعطه من التشبيه الإلهي حقه.
واعلم أن التشبيه في حق الله حكم بخلاف التنزيه، فإنه في حقه أمرعيني، وهذا لا يشهده إلاَّ الكُمَّل من أهل الله تعالى، وأما من سواهم من العارفين فإنه لا يدرك ما قلناه إلاَّ إيماناً وتقليداً لما تقتضيه صور حسنه وجماله.
إذ كل صورة من صور الموجودات هي صورة حسنه، فإن شهدت الصورة على الوجه التشبيهي ولم تشهد شيئاً من التنزيه، فقد أشهدك الحق حسنه وجماله من وجه واحد.
وإن أشهدك الصورة التشبيهية وتعلق فيها التنزيه الإلهي، فقد أشهدك الحق جماله وجلاله في
وجهي التشبيه والتنزيه {فأينما تولوا فثم وجه الله }[ البقرة، الآية: 115 ] فنزّه إن شئت وشبِّه إن شئت، فعلى كل حال أنت غارق في تجلياته ليس لك عنه منفك إذ أنت وماعليه هويتك من حال وعمل ومعنى بأجمعك صورة لجماله.
فإن بقيت على تشبيهك الخلقي فأنت تشهد صورة حسنه، وإن فتح لك عين التنزيه فيك على تشبيهك فأنت صورة حسنه وجماله ومعناه، وإن ظفرت بما وراء التشبيه والتنزيه منك فأنت وراء التشبيه والتنزيه، وذلك الذات.
فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي واعلم أن للحق تشبيهين:
تشبيه ذاتي، وهو ما عليه من صور الموجودات المحسوسات أو ما يشبه المحسوسات في الخيال.
وتشبيه وصفي ، وهو ما عليه صور المعاني الأسمائية المنزّهة عما يشبه المحسوس في الخيال، وهذه الصورة تتعقل في الذهن ولا تتكيّف في الحس.
فمتى تكيّفت التحقت بالتشبيه الذاتي، لأن التكيّف من كمال التشبيه والكمال بالذات أولى فبقي التشبيه الوصفي وهذا لا يمكن التكيّف فيه بنوع من الأنواع ولا جنس بضرب المثل.
ألا ترى الحق سبحانه وتعالى كيف ضرب المثل عن نوره الذاتي بالمشكاة والمصباح والزجاجة، وكان
الإنسان صورة هذا التشبيه الذاتي، لأن المراد بالمشكاة صدره، وبالزجاجة قلبه، وبالمصباح سرّه، وبالشجرة المباركة، الإيمان بالغيب وهو ظهور الحق في صورة الخلق، والإيمان هو الإيمان بالغيب، والمراد بالزيتونة الحقيقة المطلقة التي لا نقول بأنها من كل الوجوه حق، ولا بأنها من كل الوجوه خلق، وكانت الشجرة الإيمانية
" لا شرقية" .فتوجب التنزيه المطلق بحيث أن ينفي التشبيه "ولا غربية "، فنقول بالتشبيه المطلق حتى أن ينفي التنزيه، فهي تعصر بين قشر التشبيه ولبّ التنزيه، وحينئذ "يكاد زيتها "الذي هو يقينها " يضيء " فترفع ظلمة الزيت بنوره "ولو لم تمسسه نار" بالمعاينة التي هي نور عياني وهو"نور" التشبيه "علي نور" إيماني وهو نور التنزيه "بهدي الله تعالي لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس و الله بكل سيء عليم" [النور، الآية: 35 ] .
وكان هذا التشبيه تشبيهاً ذاتياً وهو وإن كن ظاهراً بنوع من ضرب المثل، فذلك المثل أحد صور حسنه كما لو ظهر العلم في صورة اللبن في عالم المثال، فكانت المشكاة والمصباح والزجاجة والشجرة والزيت لا شرقية ولا غربية، والإضاءة والنار والنور الذي هو نور على نور جميعها بظواهر مفهومها صور ذاتية لجمال ذات الله تعالى، والله بكل شيء عليم، وهو معنى جماله لأن العلم معنى في العالم بالشيء فافهم.
والله يقول الحق وهو أعلم.

* * *

يتابع إن شاء الله في الباب الثاني عشر
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات في الروحانيات للمعتقدات الاخرى


...
....

مواقع النشر (المفضلة)
الباب الحادي عشر في التشبيه (سلسلة مراتب الوجود)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
الباب التاسع في العماء (سلسلة مراتب الوجود)
الباب الثامن في الربوبية (سلسلة مراتب الوجود)
الباب السابع في الرحمانية (سلسلة مراتب الوجود)
الباب الخامس في الأحدية (سلسلة مراتب الوجود)
الباب الرابع في الألوهية (سلسلة مراتب الوجود)

الساعة الآن 03:43 AM.