إحصائيات الموضوع | |
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله مندوب النجف الأشرف يكتب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته دراسة و تحليل حول تنبؤات اسحاق نيوتن (مكتشف الجاذبية)+ " أنبياء " السي أي إيه العلم والخرافة والسياسة: بين أوراق نيوتن ورسالة فاسكو دي جاما بـقـلـم / مـمـدوح الـشـيـخ البحث في المجهول ومحاولة معرفة الغيب الآتي طموح إنساني قديم ، وقد ظهرت الكهانة والعرافة في مرحلة موغلة في القدم في تاريخ الإنسان كضرب من ضروب محاولة الإنسان كشف المجهول ومعرفة ما يأتي . وفي كل الكتب السماوية بشارات ونذر تتصل بالمستقبل بعضها يقرر سننا كونية لا تتخلف وبعضها ينبئ عن الغيب في صورة محددة . ومع تقدم العلم المادي المعتمد على العقل بصفة رئيسة - تجريبيا كان أو نظريا - بدا أن المجهول تتقلص مساحته باطراد لحساب المعلوم . غير أن أهم دروس استقراء التاريخ وأكثرها رسوخا أنه لا يتطور في شكل خطي مستمر ، ومن آن لآخر تعود أشكال المعرفة غير العقلية التي لا تستند إلى طرق المعرفة التقليدية من تجريب واستقراء واستدلال إلى الواجهة ، وغالبا ما يحدث هذا في لحظات الأزمات . وقد كُشف مؤخرا في لندن عن أن العالم البريطاني الأشهر في التاريخ اسحق نيوتن مكتشف الجاذبية كان تنبأ قبل أكثر من 250 عاما بأن نهاية العالم ستكون عام 2060 ، وحسب ما نشر في الـ " ديلي تلغراف " البريطانية على صدر صفحتها الأولى من تنبؤات لنيوتن ، فقد كرس جانبا من حياته لتحليل التوراة واحتساب تاريخ نهاية العالم . وقبل التعرض لما تحتويه أوراق نيوتن الخاصة ودلالاته يجب وضع القصة في سياقها الصحيح حتى لا تكون عرضة لعمليات استخدام سياسي من الواضح أنها بدأت بالفعل . العلماء والظواهر الخارقة: كان البحث عن الحقيقة خارج نطاق المعرفة الحسية المباشرة أو المعرفة العقلية المعتمدة على معطيات حسية ، كالتنبؤ والتخاطر والرؤى الاستشرافية والتنجيم ، يبدو لقرون كما لو كان تاريخا سريا موازيا لتاريخ العلم الذي نعرفه ، فعندما تبلور - للمرة الأولى منذ أن ساد المنهج التجريبي ساحة البحث العلمي في الغرب - موقف إيجابي من هذه الظواهر في بعض المحافل العلمية ، كان من العلماء البارزين الذين شاركوا في الاهتمام بهذه الظواهر بدرجات متفاوتة : سير أوليفر لودج ، ووليم كروكس ، وألفرد راسل والاس ، وهم من أعضاء الجمعية العلمية الملكية البريطانية . ومن علماء النفس : عالمي النفس الشهيرين وليم جيمس ووليم ماكدوجال ، والمخترع الأشهر توماس إديسون ، وعالم الراديو الشهير بيير كوري . وشالز ريشن أستاذ الفسيولوجي الحاصل على نوبل العلمية ، وغيرهم وغيرهم من العلماء ، فضلا عن الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن . ( 1 ) وفي الاتحاد السوفيتي كان العلماء يخفون نتائج بحوثهم في دراسة الظواهر الخارقة أو ينشرونها بأسماء مستعارة خوفا من غضب الحزب الشيوعي الذي اعتبر دراسة هذه الظواهر عملا رجعيا يتعارض مع " المادية الجدلية " ، وإن كانوا تحت ضغط التقدم الهائل الذي أحرزته المخابرات الأمريكية في استخدام هذه الظواهر في حروبها المخابراتية نشطوا في دراستها بعد الحرب العالمية الثانية بأوامر من ستالين شخصيا !! ( 2 ) وهذا التناقض في الموقف من هذه الظواهر له ما يبرره لكونها تقع في المسافة الفاصلة بين العلم والخرافة ، وهي مساحة مثيرة ومخيفة في آن واحد . البحث عن " حجر الفلاسفة " !! ويشكل تاريخ " السيمياء " أشهر نماذج هذا التاريخ للتقاطع بين العلم والخرافة ، ويطلق اصطلاح " السيمياء " على الكيمياء القديمة وهو مصطلح محمل بدلالات سلبية إذ كان يطلق على محاولات اكتشاف ما كان يسمى " حجر الفلاسفة " وهو حجر وهمي كان يوصف بأنه قادر على تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب . وقبل التعرض لقصة من أغرب القصص في تاريخ العلم اختلط فيها العلم بالخرافة على نحو مدهش ، نتوقف عند ملاحظة سجلتها الدكتورة يمنى طريف الخولي أستاذة الفلسفة المرموقة بجامعة القاهرة ، فعلى هامش ترجمتها لكتاب " قصة العلم " للمؤرخ البريطاني ج . ج . كراوثر تقول ما نصه : " ولا تذهب بنا السخرية من أحلام القدامى كل مذهب ، فالعام الأمريكي دمبستر تمكن منذ عشرات السنين من تحويل الزئبق إلى ذهب بواسطة بعض التعاملات النووية التي تتلخص في إطلاق بروتونات ذات طاقة كبيرة لطرد بروتون من نواة الزئبق بشحنته ( 80 ) منتجا الذهب بشحنة نواة ( 79 ) . " وتستطرد قائلة : " إن هذا لا يحقق أمل جابر ( ابن حيان ) وسائر السيميائيين في الثراء السريع لأن التكاليف أضعاف مضاعفة لثمن الذهب الطبيعي ، إلا أن له قيمة علمية نظرية كبيرة ، ولعلها الآن تلقي لنا الضوء على أهمية تاريخ العلم بغثه وثمينه " !! ( 3 ) من السيمياء إلى العقاقير ! وفي كتاب كراوثر المشار إليه تأتي - كما أشرنا قبل سطور - قصة من أكثر قصص تاريخ العلم غرابة إذ تلقي الضوء على التاريخ السري أو الموازي وعلى الصلات غير المنظورة بين العلم والخرافة ، فعند النقطة التي انتقل فيها علم الصيدلة من العلاج بالأدوية ذات المصدر النباتي إلى العلاج بالأدوية ذات المصدر المعدني ، وهو ما كان بداية ثورة حقيقية ، كان الرائد صاحب الفضل الأكبر في التحول بومباست باراسيلسوس ( 1493 - 1541 ) . وكان باراسيلسوس - بجانب عبقريته - شخصية غريبة الأطوار سلك مسلك العراف والساحر وأعطى انطباعا بأن القوة الدافعة النضرة التي أعطاها للكيمياء كانت من وحي " السيمياء " . وقد تتلمذ باراسيلسوس على الأطباء والسيميائيين والمنجمين على السواء وقضى حياته في صخب دائم من الجدال والسباب حتى أصبح اسمه Bombast مصطلحا يستخدم للإشارة إلى التبجح !! ( 4 ) الكشف ودلالاته: وأول ما يلفت النظر في الكشف عن هذه الأوراق ما أحاط بها من ضجيج يبدو مقصودا ، فهذه الأوراق الخاصة التي بيعت قبل أكثر من سبعين عاما كانت محتوياتها معروفة قبل أكثر من عشرة أعوام ( على الأقل ) ، ففي كتابه " الحرب والتقدم البشري " تحدث مؤرخ العلم البريطاني جون نيف عنها باستفاضة . فقد كان معروفا أن نيوتن كان مشبعا بالإيمان بالظواهر الخارقة التي اعتبرت لفترة طويلة من الخرافات . بل إن جون نيف يقطع بأن نيوتن كان على قناعة بفكرة " السيمياء " عن تحولات المعادن ، كما أنه كرس الكثير من الوقت لدراسة اللاهوت والتشجيع على نشر المسيحية " في الشرق " . رحلة الأوراق الخاصة: وحسب جون نيف فإن نيوتن خلف وراءه أكثر من مليون كلمة بخط يده لم تجد طريقها للنشر ، فهو لم يفعل مثل معاصره عالم الرياضيات الكبير نابيير الذي نشر دراساته عن التنجيم . واستنادا إلى اللورد كينز الذي اشترى " جزءا كبيرا " منها وأودعه مكتبة نيوتن بجامعة كمبردج فإن مادة تلك الأوراق وهدفها " سحريين " ، حيث وظف نيوتن عقله في قضايا لاهوتية ، وقد كتب كينز قائلا عن نيوتن " إنه لم يكن أول عالم في عصر المنطق بل كان آخر المنجمين " . ( 5 ) وقد بقيت أوراق نيوتن في مكانها حتى بيع جزء منها في مزاد علني في صالة المزادات البريطانية المعروفة " سوذبي " ، في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي . وقد اقتنى الاقتصادي الإنجليزي الشهير ، جون ماينرد كينس ، الكثير من الوثائق ذات الصلة بالدين والعلوم . أما البقية ، بما فيها الوثائق المتعلقة بنهاية العالم ، فقد اشتراها شخص يهودي يدعى أفراهام يهودا ، وتبرع بها للمكتبة الوطنية في الجامعة العبرية في القدس . وإذا كانت الأوراق التي تم الكشف عنها قد ظلت لحوالي 250 عاما محفوظة في منزل ايرل اوف يوتسمورث في جنوب بريطانيا إلى أن تم بيعها في المزاد المشار إليه فإن من المحتمل أن بل الأرجح أن تكون جزءا من أوراقه وحسب . تنبؤات نيوتن: ما كشفت عنه الصحافة البريطانية أن العالم البريطاني الأشهر في التاريخ اسحق نيوتن مكتشف الجاذبية كان تنبأ قبل اكثر من 250 عاما بنهاية العالم في العام 2060 ، وتشير الأوراق التي كتبت بخط يد نيوتن إلى أنه أمضى وقتا طويلا في فك رموز " الكتاب المقدس " وخصوصا المتعلقة منها بالأسرار الإلهية المتصلة بخلق العالم ، وهي تكشف عن أن نيوتن كان يعتنق العقيدة الألفية القائلة بالمجيء الثاني للمسيح بعد فترة ألف عام تكون فيها السلطة للقديسين ، وبعد ذلك يتوصل نيوتن إلى نتيجة مؤداها أنه بعد المجيء الثاني للمسيح فان نهاية العالم ستكون في العام 2060 . والكشف عن تنبؤات العالم نيوتن تمت بعد أبحاث امتدت سنوات عديدة قام بها الأكاديمي الكندي ستيفن سنوبولين الذي يقول إن نيوتن أمضى خمسين عاما محاولا التوصل إلى تاريخ محدد لنهاية العالم وكتب 4500 صفحة بخط يده عن نتائج هذه المحاولات ولكنه لم يحدد بالضبط عاما محددا ، إلا أن المؤشرات تقول إن العام 2060 هو نهاية العالم . وقد أنتج عن الأوراق فيلم وثائقي يحمل اسم " نيوتن الكافر المظلم " !! ( 6 ) " أنبياء " السي أي إيه: وبطبيعة الحال جاءت قراءة وسائل الإعلام العربية للحدث كله سطحية ، فنشرت عنه أخبار صغيرة بعضها نشر في أبواب الطرائف . بينما أضفت صحافة الكيان الصهيوني على الأمر هالة من الأهمية ، فمثلا صحيفة يديعوت أحرونوت - حسب ما نشر على موقعها الإليكتروني على الإنترنت - صورت الأمر كما لو كان شهادة بصحة التوراة ودقة ما تبشر به من نبؤات ، وحسب مراسلها في لندن : " وقد آمن نيوتن بأن التوراة تختزن بين صفحاتها القوانين الإلهية لأسرار الكون ، وتوصل إلى تأريخ نهاية العالم ، اعتمادًا على رموز عثر عليها في التوراة " ، وبطبيعة الحال لم يفتها الإشارة إلى وجود هذه الأوراق ضمن مقتنيات مكتبة إحدى جامعات الكيان الصهيوني . ولكي نقرأ القصة في سياقها الصحيح نرجع إلى دراسة أمريكية مهمة عنوانها " دين السي أي إيه " ، لكين لورنس وفيها يؤكد أن المناطق التي يلعب الموروث الشعبي الديني أو الخرافي فيها دورا بارزا في حياة شعوبها هي الميدان الخصب لعمل " أنبياء " السي أي إيه ! . وقد أصبح لدى المخابرات الأمريكية - وغيرها طبعا - أدبيات تعليمية عديدة في هذا المجال منها : " التعليمات العسكرية الميدانية في الحرب النفسية باستخدام الموز الدينية " . ومن أشهر التجارب الواردة في كتاب كين لورنس وأخطرها ما يرويه إدوارد لانسديل الكاهن الذي وصل داخل الجيش الأمريكي لرتبة جنرال وهو أحد أهم المتخصصين في هذا المجال . ففي حوار صحفي أجري معه روى تجربة أثناء عمله في الفلبين في الخمسينات حيث أرسل مستشارا لوزير العدل ليقدم خدماته للحكومة في صراعها مع قبائل الهوك التي كانت متمردة عليها . كان أول ما فعله قيادة فريق ميداني لدراسة موروثات ومعتقدات سكان المنطقة التي يعيش فيها الثوار وتبين منها أن أكثر المعتقدات رسوخا هو إيمانهم بوجود مصاصي الدماء . وكانت الخطوة الثانية نشر شائعات قوية عن عودة مصاصي الدماء ثم اختطاف أحد الثوار وإحداث ثقبين متقابلين في رقبته وتعليقه لينزف حتى الموت . وعند إلقاء هذه الجثة الطريق خلت المنطقة من السكان وبالتالي من الثوار . بل إن هذا الجنرال الدموي عرض على الحكومة الأمريكية خطة للتخلص من الكوبي فيدل كاسترو تعتمد على إشاعة مفادها أن عودة المسيح الثانية ستكون في كوبا ، وأن أول ما سيفعله خلع كاسترو !! ( 7 ) مغازلة الوجدان الديني: وعلى المستوى المعرفي العام كان التفسير الصهيوني لنبؤات التوراة لقرون يمثل تيارا هامشيا ضمن الجماعات اليهودية نفسها ، وقد يكون ملفتا أن يتبنى نيوتن هذا التفسير في هذا التوقيت المبكر ، لكن إخضاع الحقائق للتحليل الموضوعي شئ واستخدامها في التبشير السياسي شئ آخر . من ناحية أخرى تعد حالات الأزمات أكثر الأجواء ملاءمة لانتشار الرؤى النبؤية للتاريخ والمستقبل وبالتالي فالتوقيت الذي تعلن فيه هذه الوثائق لا ينبغي إغفاله فالدعايات الألفية تكتسب في الغرب زخما شديدا يشكل تهديدا صارخا لأمن أمتنا التي تصورها هذه التفسيرات ساحة لما يسمى " حرب نهاية التاريخ " . ولعل من الضروري الإشارة إلى أن حرب العراق يضفي عليها كثير من الأصوليين الأمريكيين هالات من القداسة الدينية بوصفها دليلا على صحة الرؤية الإنجيلية الألفية الأصولية . فهل ما يحدث فعلا هو مجرد كشف عن أوراق خاصة لعلم كبير بقيت لأكثر من قرنين حبيسة صندوق ؟ هل كان فاسكو دي جاما ألفيا ؟ وفي الإطار نفسه تأتي الصلة بين رسالة للمستكشف الإسباني المعروف فاسكو دي جاما كشف عنها مؤخرا ( للمرة الأولى ) ، ورغم أن فكرة ضرورة استيلاء الكاثوليك على بيت المقدس تعد فكرة مركزية في التاريخ الغربي قبل الحروب الصليبية وبعدها ، وقد اتخذت الفكرة بعدا جيدا بعد حركة الإصلاح البروتستنتي التي وفرت للكرة الصهيونية الأرض الخصبة لتنمو في الوجدان والفكر الغربيين . وتنبع أهمية هذه الرسالة من أن مرسلها والمرسلة إليهما عرفوا جميعا في التاريخ بوصفهم كاثوليكيين متعصبين ، الأمر الذي قد يعني إعادة بناء مفهوم " الصهيونية غير اليهودية " على نحو يختلف قليلا أو كثيرا عما يبدو راسخا . فهي موجهة من المستكشف الإسباني الشهير فاسكو دي جاما إلى الملكين الإسبانيين فرديناند وإيزابيلا الذين تقوض الوجود الإسلامي في الأندلس على يديهما ، وقد ترجمها للعربية للمرة الأولى ونشر نصها الكامل الدكتور حاتم الطحاوي ( أستاذ بكلية الآداب جامعة الزقازيق بمصر ) ( 8 ). والمهم في الرسالة التي استهدف منها فاسكو دي جاما إقناع الملكين الإسبانيين بشن حرب مقدسة للسيطرة على بيت المقدس تركيزه الواضح على النصوص النبوئية في التوراة والإنجيل : " يبين الكتاب المقدس عبر الرسل والحواريين في العهد القديم .. .. أن العالم سوف يصل إلى نهايته ، وأن الإشارات والعلامات التي تذكر متى يحدث هذا قد جاءت بواسطة القديسين " ، ثم تظهر صورة الفكر الألفي البروتستانتي متبلورة فيقول : " كان القديس أوغسطين قد ذكر أن نهاية هذا العالم سوف تحدث في الألف السابعة من وجوده واتفق معه اللاهوتيون المقدسون حول هذا الأمر " . وبعد حساب ما مر من تاريخ العالم يقرر فاسكو دي جاما أن الباقي من عمر العالم ( وقت كتابة الرسالة ) 155 عاما !! ثم يضيف : " إن كل ما ذكره الرسل والحواريون سوف يتحقق قبل نهاية العالم .. .. .. وقد تحققت بالفعل نبوءات عدة " . ويقرر فاسكو دي جاما مدفوعا بحماسه الديني أن " نبوءات أشعيا " كانت أكثر إفادة له من الخرائط والحسابات في عملية اكتشاف جزر الهند الغربية . أما أهم ملامح النهاية فهي : " نهاية المسلمين ومجيء المسيح الدجال " ، ولعل أطرف ما في الرسالة تأكيده نقلا عن لاهوتي يسمى يواقيم الفيوري أن : " الشخص الذي سيقوم بإعادة بناء الضريح المقدس للمسيح فوق جبل صهيون بالقدس ، سوف يخرج من إسبانيا" !! الصهيونية غير اليهودية: انتهى ما يمكن نقله من الرسالة المطولة وبقيت الدلالات والأسئلة ، فظاهرة الصهيونية غير اليهودية استحوذت خلال العقدين الماضيين على اهتمام الكثير من الباحثين وحصل الديبلوماسي الإماراتي المعروف الدكتور يوسف الحسن على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بأطروحة تتناولها كانت من بواكير الدراسات المتكاملة عنها ، كما سلط المفكر المصري المعروف الأضواء عليها في موسوعته " اليهود واليهودية والصهيونية " ( * ). لكن ما يلفت النظر أن الاتجاه العام - حتى في الكتابات المشار إليها - يربط على نحو قاطع بين اعتناق الفكر الألفي القائل بعودة المسيح في آخر الزمان ليحكم الأرض حكما أرضيا وبين المذهب البروتستنتي ، وللأمر قصة ينبغي التعرض لها . فحتى ظهور حركة الإصلاح البروتستنتي كانت الكنيسة الكاثوليكية تمنع آحاد الناس من تفسير نصوص التوراة والإنجيل بأنفسهم وتخص بذلك رجال الكهنوت ، الأمر الذي كان يعني وجود تفسير معتمد يلتزم بالإيمان به كل كاثوليكي . وكان من ثوابت الموقف الكاثوليكي في تفسير النصوص النبوئية المتصلة بنهاية الأيام أن يتم تأويلها باعتبارها مجازا لغويا تمشيا مع قول المسيح " مملكتي ليست من هذا العالم " ، وكان هذا ينصب بصفة خاصة على " رؤيا يوحنا اللاهوتي " التي تتحدث عن حرب نهاية التاريخ . وجاء الإصلاح البروتستنتي بانقلابين جذريين ، الأول : جواز أن يقوم كل مسيحي بتفسير نصوص التوراة والإنجيل بنفسه لنفسه ، والثاني : نزع الطبيعة المجازية عن النصوص وتفسيرها تفسيرا حرفيا . هل من صهيونية كاثوليكية ؟ ومن الحقائق التاريخية المستقرة أن أسبانيا التي عاش فيها دي جاما معقل من أهم معاقل الكاثوليكية في العالم آنذاك ، بل إنها - بالاشتراك مع البرتغال - حملت عبء نشر الكاثوليكية في قارة أمريكا اللاتينية بأكملها ، وفي عهد فرديناند وإيزابيلا المشار إليه بلغ التعصب الرسمي للمذهب الكاثوليكي حد معاقبة ( 321,021 ) بينهم ( 31,912 ) أحرقوا أحياء من خلال محاكم التفتيش كان معظمهم من المسلمين واليهود ، ولكن كان منهم بروتستنت كثيرون ( 9 ) . فهل كان للعقيدة الألفية مبكرا أنصار داخل الكنيسة الكاثوليكية ؟ إن فاسكو دي جاما عبر رسالته لا يكف عن الاستشهاد بلاهوتيين كاثوليك كثيرين يؤيدون اعتقاده ، كما أنه عند عرض مصادر ثقافته يتحدث عن " مهارة وافية في علم التنجيم " !! فهل لهذا الضرب من المعرفة التي يختلط فيها الحقيقي بالمجازي والديني بالدنيوي ، والأخلاقي بالخرافي جذور أعمق مما نظن في الوجدان والفكر الغربيين ؟ الإجابة تحتاج إعادة نظر بكثير مما يبدو راسخا . الهوامش ( 1 ) التنببؤات والأحلام من الخرافة إلى العلم - ممدوح الشيخ - دار التضامن - بيروت - 1996 - ص 145 - 146 ( 2 ) حرب الظواهر الخارقة ( مقال ) - محمد حسن بيرقدار - مجلة العربي - الكويت - عدد سبتمبر 1988 - ص 30 . ( 3 ) قصة العلم - ج . ج . كراوثر - ترجمة وتقديم ودراسة : الدكتورة يمنى طريف الخولي والدكتور بدوي عبد الفتاح - الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر - هامش ص 207 - 209 . ( 4 ) المصدر السابق - ص 207 - 210 . ( 5 ) الحرب والتقدم البشري : دراسة في نشأة الحضارة الصناعية ( الجزء الثاني ) - جون نيف - ترجمة : محمد عبد المجيد رؤوف وفارس فرج قصيرة وإبراهيم جلال إبراهيم - دار المأمون - بغداد - 1991 - ص 267 - 268 . ( 6 ) Daily Telegraph Newspaper - U K - 22/02/2003 (7) تصنيع السحر والخرافة ( مقال ) - شوقي رافع - مجلة العربي - الكويت - عدد أكتوبر 1993 - ص 54 - 58 ( 8 ) وثيقة نادرة : بعد غرناطة جاء دور القدس ( مقال ) - الدكتور حاتم الطحاوي - مجلة العربي - الكويت - عدد مارس 2003 - ص 63 - 67 . ( * ) صدرت عن دار الشروق للنشر بمصر ( 1998 ) وتولى كاتب المقال تحريرها كاملة . ( 9 ) المسلمون ومؤامرات الإبادة - ممدوح الشيخ - مكتبة مدبولي الصغير - مصر - 1994 - ص 16 وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: العلوم الدقيقة والخفية
|
 15-01-2007, 03:30 AM المشاركة : (2) | |
 بارك الله بك أخي العزيز مندوب النجف الاشرف جزيت كل خير على هذه التوضيحات نسأل الله أن يتعم نعمته علينا ويعجل فرجه الشريف |
| 15-01-2007, 09:09 PM المشاركة : (3) | |
| بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله مندوب النجف الأشرف يكتب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مرحبا باسل نأمل التمتع بها وللدعاء الشريف أقول: آمين رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين |
| 24-03-2009, 02:12 PM المشاركة : (4) | |
| مشكور اخي في الله النجف لكن اوصلك الي حاجة قال الحبيب الرسول الكريم كذب المنجمون ولو صدقو وثانيا قلت الكتاب المقدس واي كتاب كله محرف !!! واخر دعونا الحمد لله رب العالمين |
| 25-03-2009, 05:06 AM المشاركة : (5) | |
| بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله مندوب النجف الأشرف يكتب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ==>تمعن صديقي في المقال: 1- عنوان المقال صريح في تخظئة التكهنات فتلقيك التاييد من خلاله شيئ عجيب 2- الحديث الذي اشرت اليه يشمل موضوع المقال فمصبهما شيئ واحد ولامجال لنقضه بالحديث وان كان الحديث ليس له مغزى كلي كما يظن مخالفي علم التنجيم 3-المقال اصله منقول والفقرة المشار اليها تنقل كلاما من اصحاب تلك العقيدة لاحظ: ....والمهم في الرسالة التي استهدف منها فاسكو دي جاما إقناع الملكين الإسبانيين بشن حرب مقدسة للسيطرة على بيت المقدس تركيزه الواضح على النصوص النبوئية في التوراة والإنجيل : " يبين الكتاب المقدس عبر الرسل والحواريين في العهد القديم .. .. " ، ثم تظهر صورة الفكر الألفي البروتستانتي متبلورة فيقول : " كان القديس..... فردك علي وتعجبك مني في قولك "قلت الكتاب المقدس" غير صحيح! تحياتي وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين |
| 23-03-2010, 03:22 PM المشاركة : (6) | |
| شكرا اخي |
| 26-09-2010, 01:35 AM المشاركة : (7) | |
| بارك الله فيك على الموضوع الرائع |
| 26-09-2010, 04:05 PM المشاركة : (8) | |
| بحث شيق وهام نشكركم اخي الكريم النجف الاشرف وجزاكم الله خير الجزاء |
| 27-09-2010, 02:17 AM المشاركة : (9) | |
| بــآركـ الله فيــكـ آخــي عــلى آلــطرح ... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
 المواضيع المتشابهه |
| الموضوع |
| برنامج الحروف الشامل "نسخة محدثة" برمجة الحكيم |
| """اللغة السريانية"""" |
| عرض :"الخيميائي "O Alquimista" |
| "الطاير" "غسان" "مناضل" وكل ال |
العرض العادي
