المشاركات الجديدة
علم النفس ومهارات التفوق البشري : مبادئ الصحة النفسية ,البرمجة اللغوية العصبية,التنويم الإيحائي,إدارة الذات ,هندسة النجاح ,اليوجا

ساعد نفسك على الإنقطاع عن التدخين.

افتراضي ساعد نفسك على الإنقطاع عن التدخين.
التدخين، قد يُنغّص عليك عيشك و يقتل أحلامك و يُقَصِّر عمرك. التدخين صديق المدخن، و المفروض أن يكون عدوه اللدود.

كيف تتخلص من هذه العادة القاتلة. سيقول البعض لقد حاولت و حاولت و فشلت. نعم أخي، و أنا مثلك حاولت و حاولتُ، لكنني نجحتُ ثم فشلت ثم نجحت مرة ثانية...و الآن أنا من الفاشلين. لكنني عاقد العزم على النجاح مرة أخرى بإذن الله تعالى.

سأذكر لك التدبير الفكري الذي كنتُ أتَّبعه مع النفس لتجاوز محنة الدخان.

أنتَ مرتبط بالتدخين على مستويين اثنين، ارتباط بيولوجي عصبي، و ارتباط نفسي.

النيكوتين عند مدمني التدخين، عندما تصل للدماغ تؤثر على الخلايا العصبية، و من خلال تفاعل كيميائي تقوم بتحرير ما يُسمّى بهرمون اللذة ، فتخلق لديك شعورا بالرضى و الإرتياح، و كلَّما نقص عندك النيكوتين ستصاب بالقلق و التوتر، إذ تتشدد الخلايا العصبية و تنغلق و تحتاج لفتحها إلى جرعة من النيكوتين. و نستطيع تشبيه ذلك بالجني يضغط على رأس الممسوس، فإذا أطلقنا له بخورا رفع يده الضاغطة على رأس المصاب ليشم البخور فيشعر المصاب بالراحة في تلك اللحظة.

هذا المستوى يسهل التعامل معه.

المستوى النفسي أشد فتكا و يلزم فيه تدابير و إرادة و برمجة.
فالسيجارة ترتبط بها كصديق أو كمفترض صديق تلجأ إليها عندما تكون في حالات الفرح و في حالات الحزن، فالفرح لا تكتمل نشوته إلا بإشعال سيجارة و الحزن كذلك لا يمر عليك إلا بالتنفيس بنفس السيجارة، و تدخن طبعا في باقي الأوقات كلما شعرت بهبوط نسبة النيكوتين لديك.

التدخين له ارتباط بالماضي كذلك، فكلما تذكرتَ الأيام الخالية أفراحا أو أحزانا بدلا من أن تبكي عليها بقصيدة من الشعر فإنك تشعل بخور الأطلال.

ثم إن التدخين مرتبط بالمستقبل كذلك، قبل أي لقاء، مع مدير العمل أو مع فتاة...فإنك تُخفف من حدة الخوف و التوتر لديك و الخجل بإشعال بخور تبطيل الموانع، كذلك هي مرتبطة بالمستقل لأنك تخاف من عدم القدرة على التصرف مع ما يخبئه لك الزمن من دون السيجارة التي تعمل على التنفيس لديك و الترويح عنك.


كل ما رأيناه سابقا، ظاهريا ما هيَ إلا مزايا و فضائل ومنافع تُحسب للسيجارة كحصول اللذة و التنفيس و الترويح و التخفيف من القلق و التوتر...هذه المزايا قامت النَّفس بإقناعنا على أنها مزايا، و قمنا بتصديقها بطريقة غير مباشرة و من غير أن نشعر.

الآن، كيف يمكن لك أن تُقنع نفسك بإن ما أقنعتك به ليست مزايا أبدا، و كيف يمكن لك أن تطوِّع نفسك على تقبل نتائج ذلك.

النفس تبحث عن اللذة، لكن اللذة التي تبحث عنها قد تحمل أضرارا كما هو الشأن في التدخين.

فماذا لو مَنَّيتَ النفس بلذة بغير ألم، أو لنقل بلذاتٍ من غير ألم.
ماذا لو اقنعت النفس بإنك بغير تدخين ستصبح أكثر شهية للأكل الطيب، تلك المأكولات الشهية التي حُِرمَتْ منها بسبب نقص شهية الأكل، تلك المأكولات الشهية التي نقصت جودة مذاقها لديك بسبب النيكوتين، ماذا لو منَّيْتَ النفس و أخبرتها بأنك ستصبح أكثر وحشية في الجنس من غير تدخين، ماذا لو منَّيتها بمشاريع مادِّية تجنيها من توفير مال السيجارة، ماذا لو دخلت على نفسك من حظوظها، من باب النصر، أن تخبرها أن الإنقطاع عن التدخين أمر صعب جدا و أنَّك قررت خوض هذه المغامرة و النجاح فيها و تحقيق معجزة تُحسبُ لها، ماذا لو منَّيتها بصحة جديدة و عمر مديد من غير تدخين...و أترك لكل مدخن سرد أمنياته على نفسه، لكن الأمر ليس مجرد سرد، هو سرد طبعا و بتكرار و إصرار، لكن باعتقاد و تمثّل راسخ في الخيال.

طيب، ماذا لو اقنعتك نفسك بالتنازل عن هذه الأماني رغم لذتها المفترضة؟

هنا خذها بالإرهاب أيضا بعدما أخذتها بالكباب. فالنفس مهما تبحث عن اللذة فإنها من غير شك تتجنب الألم و لا تستصيغه. فالمريض بالسكّري، رغم شراهته للأكل، إن وقف على حلوى تمنعه نفسه منها لخوفها من الهلاك، و من وقف على أجمل امرأة بالدنيا، ستمنعه نفسه من الوقوع عليها إذا تبث أنها مصابة بالسيدا.

ماذا لو أرهبت نفسك بالسرطان الذي أصاب جارك بسبب التدخين، ماذا لو رحلت بها في خيالك عشر سنوات مستقبلا و أريتها معاناتك مع أمراض الحنجرة و الصدر و المعدة و الكلى و تعذر الشفاء منها...

بعد هذا التدبير النفسي انقطعتُ عن التدخين، لكن اشتاقت النفس للصديق العدو السيجارة، فكنتُ ألجأ معها إلى تدبير آخر، لا أدخل معها في صراع، إنَّما أساعفها، فأدخن سيجارة، لكن بالخيال فقط، أشعل سيجارة في خيالي و أستمتع بها و أرمي بها، ثم أخاطب النفس و أقول لها، ها أنا دخنت لك سيجارة، فماذا بعد، لم يحصل شيء، لم استلذ بشيء، بل العكس انظري الألم الذي حدث لي منها، رائحة كريهة و اضطراب بالمعدة و صداع بالرأس و ضيعت المال و أنا أشعر أني على وشك الوقوع تحت المرض الخبيث و سأموت قريبا و و و، و أكثر من ذلك و اضغط على نفسي بتكرار تلك الأضرار حتى لا تستطيع معي صبرا، فتقوم هي بلومي و تنهرني و تقول لي، لماذا دخنت، لقد إنغلقت خلايا العصبية و أنا الآن متوترة و في قلق، فأطمئنها أنني لم أدخن إلا بالخيال، و أرجع بها للواقع لتعاين الأمر و تقف عليه، فتجد الأمر حقا فتنفتح خلاياها العصبية و يحصل لها الإرتياح و اللذة. فأكون قد عكستُ لها مفهوم اللذة و ربطته بعدم التدخين بعد أن كان مرتبطا بالتدخين، نوع من الميكانزم العكسي.

هذه تجربة شخصية و ليست نظرية نفسية.
و نسيت أن أذكر أن المستوى البيولوجي ممكن أن تتغلب عليه باللاصقات النيكوتينية التي تباع بالصيدليات، ثم الإستعانة بالوالدين بالدعاء و الدعاء المباشر لله تعالى، كل ذلك من شأنه تطويق هذه المحنة التي لا يعلم شدتها إلا من ابتلي بها.

و نسألكم الدعاء.

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علم النفس ومهارات التفوق البشري


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو saad_star16
saad_star16
محظور
°°°
افتراضي
بارك الله فيك وشكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

صورة رمزية إفتراضية للعضو baidoon
baidoon
شيخ
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

أخى الفاضل الحبيب الأستاذ عادل بارك الله فيكم ووفقكم الى كل خير .... ولو تدخل عامل الدين

وخشى الأنسان يوم السؤال عن ماله مما أكتسبه وفيما أنفقه .... وأنه كساعى البريد يتلقى الرزق

من ربه ومكلف بتوصيله الى المرزوقين فيختلسه ويحرقه ويسبب التعاسه فى حياة مستحقيه

بحرمانهم منه وهو حقهم وغير ذلك مما يترتب على حرق المال واضاعته فيما يضر ولاينفع

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
شكرا للإخوة على المرور و التعقيب، و حبذا لو يذكر لنا الإخوة تجاربهم مع هذه الآفة.

أخي بيضون، الوازع الديني موجود، لكن النفس بعدما علقت بها العوائد، تمسَّكت بها و صَعب عليها الفطام، فتحججت بحججها و استخدمت معي ميكانزم التبرير فقالت أن الله غفور رحيم و أنه يعلم أني مظلوم لأن الابتلاء حصل و أنا صغير مرفوع عني القلم، ثم إن الله تعالى ينظر ما أنت عليه من هموم و مشاكل، ثم إن هذا ليس أكبر الكبائر، فأين هو تدخينك من الذين يسرقون أموال الشعب و يضعونها في سويسرا. هكذا تبرر لك النفس الخطأ.

أما عن الترهيب و الترغيب في ما أعده الله تعالى لعباده التائبين و لعباده العاصين، فالنفس أوّلا تُمنيك بالتوبة يوما ما، و تقول لك لا تتسرع، ثم تمنِّيك بالغفران و تختلق لك أسباب الغفران و المعذرة، ثم هي ترى اللذة و الألم الأخروي بعيدين، لهذا لزم أخذها بما هو قريب, لذة الصحة الآنية من غير تدخين أو ألم المرض الآني بالتدخين، و الشريعة الإسلامية تعمل بهذا النهج أيضا، لو لم يكن ثمة تعزيرات و عقوبات دنيوية لما خشي الزاني أن يزني، و لما خشي السارق أن يسرق...فوُضعت الحدود بالشريعة بالدنيا لتحُدَّ من حرية النفس الغير المسؤولة، و لو اعتمدنا على الترغيب و الترهيب الأخريين فقط لظهر في الأرض فساد كبير.

هكذا النفس نأخذها بما يناسب طبيعتها، بالرطب أحيانا و باليابس أحيانا أخرى لعل الله تعالى يجعل لنا فرجا.

و أقول للإخوة ليس عيبا أن تفشل، العيب أن لا تعيد الكرة حتى تنجح، جرب و لو يوما واحدا أو أسبوع...و لو استصعب على النفس ذلك منِّيها بالرجوع للتدخين، و أول مرة انقطعت سنتين، و في الأيام الأولى كدتُ أبكي كالطفل عندما يفطم من ثدي أمه.

و أخيرا نذكر مزايا الإنقطاع عن التدخين

1 بعد يوم واحد مونوكسيد الكاربون الناتج عن الدخان يختفي تماما. الضغط الدموي و دقات القلب ترجع إلى نظامها العادي. التهوية الأوكسيجينية للجسم تتحسن.

2 بعد أسبوع، تحسن في التنفس و في النشاط البدني. التذوق يعود لطبيعته فتستعيد المذاق الأصلي للأغذية، ثم حاسة الشم تعتدل.

3 بعد شهر واحد، انشراح بالرئتين و نقص في الكحة. البحة في الصوت تنقص. النفس يتحسن و البشرة تستعيد نظاترتها. ثقتك بنفسك تزداد و تشعر بحرية أكبر، و تستعيد نشاطك الجنسي.

4 بعد ستة أشهر، يزداد وزنك و يستقر، و تتحسن مناعتك ضد الأمراض.

5 بعد سنة، ينخفض خطر السكتة القلبية و امكانية الإصابة بالسرطان. يزداد نشاط الرئتين بنسبة 10 بالمائة.

و مزايا أخرى، أهمها أنك بعد 15 سنة تقريبا، يصبح احتمال إصابتك بالسرطان مساو لإحتمال شخص غير مدخن.

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


بعد هذا التدبير النفسي انقطعتُ عن التدخين، لكن اشتاقت النفس للصديق العدو السيجارة، فكنتُ ألجأ معها إلى تدبير آخر، لا أدخل معها في صراع، إنَّما أساعفها، فأدخن سيجارة، لكن بالخيال فقط، أشعل سيجارة في خيالي و أستمتع بها و أرمي بها، ثم أخاطب النفس و أقول لها، ها أنا دخنت لك سيجارة، فماذا بعد، لم يحصل شيء، لم استلذ بشيء، بل العكس انظري الألم الذي حدث لي منها، رائحة كريهة و اضطراب بالمعدة و صداع بالرأس و ضيعت المال و أنا أشعر أني على وشك الوقوع تحت المرض الخبيث و سأموت قريبا و و و، و أكثر من ذلك و اضغط على نفسي بتكرار تلك الأضرار حتى لا تستطيع معي صبرا، فتقوم هي بلومي و تنهرني و تقول لي، لماذا دخنت، لقد إنغلقت خلايا العصبية و أنا الآن متوترة و في قلق، فأطمئنها أنني لم أدخن إلا بالخيال، و أرجع بها للواقع لتعاين الأمر و تقف عليه، فتجد الأمر حقا فتنفتح خلاياها العصبية و يحصل لها الإرتياح و اللذة. فأكون قد عكستُ لها مفهوم اللذة و ربطته بعدم التدخين بعد أن كان مرتبطا بالتدخين، نوع من الميكانزم العكسي.

هذه تجربة شخصية و ليست نظرية نفسية.
و نسيت أن أذكر أن المستوى البيولوجي ممكن أن تتغلب عليه باللاصقات النيكوتينية التي تباع بالصيدليات، ثم الإستعانة بالوالدين بالدعاء و الدعاء المباشر لله تعالى، كل ذلك من شأنه تطويق هذه المحنة التي لا يعلم شدتها إلا من ابتلي بها.

و نسألكم الدعاء
.

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع وعلى تجربتك الناجحة في ترك التدخين . بارك الله فيك

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة زمان
زهرة زمان
عضو
°°°
Untitled
موضوع حلو وتجربة أحلى .. وبرأيي لو كل بنت تمتنع عن الزواج من مدخن وترفض العيش معه تحت سقف واحد راح تساعده لحتى يرجع عقله براسه

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
موضوع حلو وتجربة أحلى .. وبرأيي لو كل بنت تمتنع عن الزواج من مدخن وترفض العيش معه تحت سقف واحد راح تساعده لحتى يرجع عقله براسه

تدبير قاسي، لكن فعَّال، و الحل موجود، أن يعيش الزوجين تحت سقفين، حتى لا تتضرر المرأة من الدخان، ثم لا ننسى أن ظاهرة التدخين عند النساء عندنا أصبحت ملحوظة و عدد النساء المدخنات في تزايد مستمر.

شكرا لك أختي زهرة، و شكرا لك أخي يناير على المرور الطيب.

صورة رمزية إفتراضية للعضو amira
amira
عضو
°°°
افتراضي
ربي يقدر الكل على تركه لانه عدو الصحة


مواقع النشر (المفضلة)
ساعد نفسك على الإنقطاع عن التدخين.

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
للاقلاع عن التدخين
للامتناع عن التدخين
للإقلاع عن التدخين
التدخين من المنظور الطبي والشرعي
التدخين Smoking

الساعة الآن 06:45 PM.