المشاركات الجديدة
فلسفة العلوم الخفية : ماوراء الكلمات والسطور ودراسة أساليبها وطرقها

العلاقة بين المادة والطاقة ... وبين الانس والجن.

Cool العلاقة بين المادة والطاقة ... وبين الانس والجن.
العلاقة بين الحالة الفرعونية للإنسان والحالة الابليسية لدى الجن والشياطين

الجزء الأول
المقدمة القرآنية
كلام في الجن " مقدمة قرانية مقتبسة من الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم - من تفسير سورة الجن - الجزء العشرون في تبيان حقيقة الجن.
الجن نوع من الخلق مستورون من حواسنا يصدق القرآن الكريم بوجودهم و يذكر أنهم بنوعهم مخلوقون قبل نوع الإنسان، و أنهم مخلوقون من النار كما أن الإنسان مخلوق من التراب قال تعالى: «و الجان خلقناه من قبل من نار السموم»: الحجر 27.
و أنهم يعيشون و يموتون و يبعثون كالإنسان قال تعالى: «أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن و الإنس»: الأحقاف 18.
و أن فيهم ذكورا و إناثا يتكاثرون بالتوالد و التناسل قال تعالى: «و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن»: الجن 6.
و أن لهم شعورا و إرادة و أنهم يقدرون على حركات سريعة و أعمال شاقة كما في قصص سليمان (عليه السلام) و تسخير الجن له و قصة ملكة سبإ.
و أنهم مكلفون كالإنسان، منهم مؤمنون و منهم كفار، و منهم صالحون و آخرون طالحون، قال تعالى: «و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون»: الذاريات 54 و قال تعالى: «إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به»: الجن: 2 و قال: «و أنا منا المسلمون و منا القاسطون»: الجن 14 و قال: «و أنا منا الصالحون و منا دون ذلك»: الجن 11 و قال تعالى: «قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله»: الأحقاف 31 إلى غير ذلك من خصوصيات أحوالهم التي تشير إليها الآيات القرآنية.
و يظهر من كلامه تعالى أن إبليس من الجن و أن له ذرية و قبيلا قال تعالى: «كان من الجن ففسق عن أمر ربه»: الكهف 50 و قال تعالى: «أ فتتخذونه و ذريته أولياء من دوني»: الكهف: 50 و قال تعالى: «إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم»: الأعراف 27.
قوله تعالى: «فآمنا به و لن نشرك بربنا أحدا» إخبار عن إيمانهم بالقرآن و تصديقهم بأنه حق، و قوله: «و لن نشرك بربنا أحدا» ت قوله تعالى: «و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا» قال الراغب: العوذ الالتجاء إلى الغير، و قال: رهقه الأمر غشيه بقهر انتهى.
و فسر الرهق بالإثم، و بالطغيان، و بالخوف، و بالشر، و بالذلة و الضعف، و هي تفاسير بلازم المعنى.
و المراد بعوذ الإنس بالجن - على ما قيل: إن الرجل من العرب كان إذا نزل الوادي في سفره ليلا قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه، و نقل عن مقاتل أن أول من تعوذ بالجن قوم من اليمن ثم بنو حنيفة ثم فشا في العرب.
و لا يبعد أن يكون المراد بالعوذ بالجن الاستعانة بهم في المقاصد من طريق الكهانة، و إليه يرجع ما نقل عن بعضهم أن المعنى كان رجال من الإنس يعوذون برجال من أجل الجن و من معرتهم و أذاهم.
و الضميران في قوله: «فزادوهم» أولهما لرجال من الإنس و ثانيهما لرجال من الجن و المعنى فزاد رجال الإنس رجال الجن رهقا بالتجائهم إليهم فاستكبر رجال الجن و طغوا و أثموا، و يجوز العكس بأن يكون الضمير الأول لرجال الجن و الثاني لرجال الإنس، و المعنى فزاد رجال الجن رجال الإنس رهقا أي إثما و طغيانا أو ذلة و خوفا.
الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي - من تفسير سورة الجن ... الجزء العشرون.



المقدمة العلمية
كلام في العلاقة بين المادة والطاقة ... وبين الانس والجن.
تعرف المادة في الفيزياء على انها: كل شئ يشغل حيزا في الفراغ وله كتلة، وتعرف الطاقة على انها : القابلية على انجاز الشغل.
وفي العلوم الحديثة تطورالقول فيهما واصبح القول ان هناك حالة رابعة للمادة وهي حالة البلازما بالإضافة الى الحالة الصلبة والسائلة والغازية للمادة، واما الطاقة فقد تعددت اسماءها لتشمل انواعا عديدة كالطاقة الميكانيكية ومنها الكامنة والحركية كطاقة المرونة وطاقة الرياح، والطاقة الكهربائية، والطاقة المغناطيسية، والطاقة الضوئية والطاقة الصوتية والطاقة الحرارية والطاقة الذرية والطاقة النووية الى غير ذلك من التسميات والتفصيلات العلمية.
وقد ثبت ان هناك علاقة وثيقة بين المادة والطاقة وان كل منهما صورة للاخرى ولهما القابلية للتحول من كل منهما للآخر، فيمكن ان تتحول المادة الى طاقة كما يحدث في عملية اشتعال واحتراق الخشب حيث يتحول قسم من المادة الى حرارة وضوء ويتخلف القسم الباقي على هيئة رماد... وتتحول الطاقة الى مادة كما في عملية إنتاج السكر في النبات في عملية التركيب الضوئي التي تجري داخل النبات حيث تتحول الطاقة الضوئية للشمس إلى مادة السكر، وهناك عمليات دقيقة تجري داخل الذرة والنواة الذرية للتعبير على انواع هذه التحولات المذكورة.
فاذا أجرينا مقارنة بسيطة واعتمدنا على هذه الفكرة فيمكن ان نقول ان الإنس الذين خلقوا من التراب أي المادة وفي المقابل الجن الذين خلقوا من النار وهو تعبير عن الطاقة، فيمكن إذن ان تظهر تلك الطاقة على شكل صور تتشكل على هيئة إنسان او حيوان او نبات، كما ان المؤثرات الضوئية الصناعية ممكن ان تتشكل على شكل صور يتهيأ للبعض على انها حقيقة مادية، وكذلك يمكن للمؤثرات الصوتية ان تظهر بنفس الطريقة حيث يمكن للمادة ان تحدث الصوت كما يمكن للطاقة ان تحدث الصوت من خلال تحول الطاقة من شكل لآخر.


توطئة
قبل كل شي علينا ان نفهم على اننا عندما نقول الحالة الفرعونية فاننا لانعني بها فرعون دون غيره من الجبابرة او الطغاة فكل طاغية او متجبر هو فرعون او هامان او هذا المتجبر او ذاك، وعليه فان الحالة الفرعونية هي حالة قابيلية (قابيل بن ادم)، او حامية(حام بن نوح) ..... او اية صورة تتسم بالتجبر والتكبر والاستعلاء والطغيان.
وفي نفس الوقت فاننا نشير الى ان حالة الطغيان والتجبر والتكبر قد تتعدى الإنسان الى غيره من المخلوقات بسبب الجهل والغرور، فقد يصاب الجن بالغرور كما أصيب إبليس من قبل، وحتى الملائكة وقعوا في شراك الجهل بحقائق الأمور حين سألوا الله كيف لنا ان نسجد لمن يتصف بالإفساد والقتل! فأجابهم الله سبحانه وتعالى بأنه يعلم مالايعلمون فاستجابوا لنداء الله وامتثلوا للأمر بالسجود لادم.
وكثيرا مانستخدم في اقوالنا لفظة الشيطان واول مايتبادر الى الذهن إبليس او جنوده من الجن باعتباره أبا الجن "واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " سورة الكهف - سورة 18 - آية 50. ، ولكن الشيطنة لاتقتصر على ابليس او الجن فقط وإنما تتعداه لتشمل الإنس أيضا لذلك جاء في الكتاب الكريم لفظ شياطين الإنس كما جاء ايضا بلفظ شياطين الإنس.

لماذا لم يتصادم إبليس مع الملائكة وتصادم مع ادم
خلق الله الخلق غنيا عن طاعتهم، أمنا من معصيتهم، فخلق منهم الملائكة ، وخلق خلقا اكبر من الملائكة، كما خلق دون ذلك من الجن والإنس، حيث خلق إبليس من النار وخلق ادم من التراب "والجان خلقناه من قبل من نار السموم " سورة الحجر - سورة 15 - آية 27 وفي الفيزياء علاقة مهمة بين المادة والطاقة، فاذا اعتبرنا ان التراب تعبير عن المادة، والنار تعبير عن الطاقة فاننا نشير الى المبدأ الفيزياوي العام انه يمكن تحويل المادة الى طاقة ويتم ذلك بطرق مختلفة، كما يمكن تحويل الطاقة الى مادة كما يجري في النبات من تحويل الطاقة الشمسية الذوئية الى مادة السكر وهناك الكثير مما يمكن الاطلاع عليه من خلال العمليات الذرية والنووية التي تحدث داخا نواة الذرة او داخل الذرة نفسها في عالمها الاكبر.

جنود إبليس من الجن
وكما توجد علاقة جدلية بين المادة والطاقة في المعنى الفيزيائي، فهناك علاقة بين الجن والإنس ويمكن متابعة هذا الموضوع من خلال كتب التفاسير التي تتناول هذا الموضوع سواء في تفسير الآية وحسب النصوص والروايات التي وردت بهذا الخصوص، وانصح بمراجعة كتاب الميزان في تفسير القران للعلامة المرحوم السيد محمد حسين الطباطبائي خصوصا ماجاء في تفسير سورة الجن.
ونذكر ان إبليس له جنود من الجن، حيث توجد علاقة اجتماعية بينهم من التزاوج والعبادة والحياة والموت، والاتصال بالإنس ولهم قدرات خاصة بهم.
" قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون " سورة سبأ - سورة 34 - آية 41.

الغباء احد دوافع الحالة الفرعونية
الغرور والجهل سببان مهمان أيضا في طفو الحالة الفرعونية في سلوك الإنسان:
وروي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال \ الرجال أربعة:
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.

الشيطان يدغدغ مشاعر الانسان ويمنيه :
" ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير " سورة فاطر - سورة 35 - آية 6. فالشيطان يمني الإنسان ويقرب له البعيد ويبعد عنه القريب، والشيطان يتخذ طريق الغواية.

جنود ابليس من الانس :
ولايقتصر جنود إبليس على الجن باعتباره من الجن بل يشمل الإنسيين الذين يتبعونه ويتبعون أثره في إغواء الناس ودفعهم لارتكاب المعاصي، فالقاتل والسارق والزاني والمغتاب والنمام والكذاب والفاسق والكافر والمنافق كلهم جنود إبليس.

جاء في كتاب جامع السعادات في الفصل الاول:
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم-: «خلق الله الانس ثلاثة اصناف: صنف كالبهائم، قال الله تعالى:
«لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم اعين لا يبصرون بها (41) »
و صنف اجسادهم اجساد بني آدم و ارواحهم ارواح الشياطين، و صنف كالملائكة في ظل الله يوم لا ظل الا ظله‏» .
و لا ريب في ان اكثر القلوب قد فتحها جنود الشياطين و ملكوها، و يتصرفون فيها بضروب الوساوس الداعية الى ايثار العاجلة و اطراح الآجلة. و السر فيه:
ان سلطنة الشيطان سارية في لحم الانسان و دمه و محيطة بمجامع قلبه و بدنه، كما ان الشهوات ممتزجة بجميع ذلك، و من هنا قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم-: «ان الشيطان ليجري من بني آدم مجرى الدم‏» ، و قال الله سبحانه-حكاية عن لسان اللعين-:
«لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين ايديهم و من خلفهم و عن ايمانهم و عن شمائلهم‏» (42) .
فالخلاص من ايدي الشياطين يحتاج الى مجاهدة عظيمة رياضة شاقة، فمن لم يقم في مقام المجاهدة كانت نفسه هدفا لسهام وساوسهم و داخلة في احزابهم
41) الاعراف، الآية: 179.
42) الاعراف الآية: 16، 17.

هل للملائكة علاقة بالجهل :
جاء في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي الحكيم في تفسير قوله تعالى:
" واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون " واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون "" سورة البقرة - سورة 2 - آية 30.
قوله تعالى: «قالوا أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء، إلى قوله. و نقدس لك.
مشعر بأنهم إنما فهموا وقوع الإفساد و سفك الدماء من قوله سبحانه. إني جاعل في الأرض خليفة، حيث إن الموجود الأرضي بما أنه مادي مركب من القوى الغضبية و الشهوية، و الدار دار التزاحم، محدودة الجهات، وافرة المزاحمات، مركباتها في معرض الانحلال، و انتظاماتها و إصلاحاتها في مظنة الفساد و مصب البطلان، لا تتم الحياة فيها إلا بالحياة النوعية، و لا يكمل البقاء فيها إلا بالاجتماع و التعاون، فلا تخلو من الفساد و سفك الدماء، ففهموا من هناك أن الخلافة المرادة لا تقع في الأرض إلا بكثرة من الأفراد و نظام اجتماعي بينهم يفضي بالآخرة إلى الفساد و السفك، و - الخلافة - و هي قيام شيء مقام آخر لا تتم إلا بكون الخليفة حاكيا للمستخلف في جميع شئونه الوجودية و آثاره و أحكامه و تدابيره بما هو مستخلف، و الله سبحانه في وجوده مسمى بالأسماء الحسنى متصف بالصفات العليا، من أوصاف الجمال و الجلال، منزه في نفسه عن النقص و مقدس في فعله عن الشر و الفساد جلت عظمته، و الخليفة الأرضي بما هو كذلك لا يليق بالاستخلاف و لا يحكي بوجوده المشوب بكل نقص و شين الوجود الإلهي المقدس المنزه عن جميع النقائص و كل الأعدام، فأين التراب و رب الأرباب، و هذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه و استيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة، و ليس من الاعتراض و الخصومة في شيء، و الدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم: إنك أنت العليم الحكيم حيث صدر الجملة بإن التعليلية المشعرة بتسلم مدخولها فافهم، فملخص قولهم يعود إلى أن جعل الخلافة إنما هو لأجل أن يحكي الخليفة مستخلفه بتسبيحه بحمده و تقديسه له بوجوده، و الأرضية لا تدعه يفعل ذلك بل تجره إلى الفساد و الشر، و الغاية من هذا الجعل و هي التسبيح و التقديس بالمعنى الذي مر من الحكاية حاصلة بتسبيحنا بحمدك و تقديسنا لك، فنحن خلفاؤك أو فاجعلنا خلفاء لك، فما فائدة جعل هذه الخلافة الأرضية لك؟ فرد الله سبحانه ذلك عليهم بقوله: إني أعلم ما لا تعلمون و علم آدم الأسماء كلها.
و هذا السياق: يشعر أولا: بأن الخلافة المذكورة إنما كانت خلافة الله تعالى، لا خلافة نوع من الموجود الأرضي كانوا في الأرض قبل الإنسان و انقرضوا ثم أراد الله تعالى أن يخلفهم بالإنسان كما احتمله بعض المفسرين، و ذلك لأن الجواب الذي أجاب سبحانه به عنهم و هو تعليم آدم الأسماء لا يناسب ذلك، و على هذا فالخلافة غير مقصورة على شخص آدم (عليه السلام) بل بنوه يشاركونه فيها من غير اختصاص، و يكون معنى تعليم الأسماء إيداع هذا العلم في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجا دائما و لو اهتدى إلى السبيل أمكنه أن يخرجه من القوة إلى الفعل، و يؤيد عموم الخلافة قوله تعالى «إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح»: الأعراف - 69، و و قوله تعالى «ثم جعلناكم خلائف في الأرض»: يونس - 14، و قوله تعالى «و يجعلكم خلفاء الأرض»: النمل - 62.
و ثانيا: إنه سبحانه لم ينف عن خليفة الأرض الفساد و سفك الدماء، و لا كذب الملائكة في دعويهم التسبيح و التقديس، و قررهم على ما ادعوا، بل إنما أبدى شيئا آخر و هو أن هناك أمرا لا يقدر الملائكة على حمله و لا تتحمله و يتحمله هذا الخليفة الأرضي فإنه يحكي عن الله سبحانه أمرا و يتحمل منه سرا ليس في وسع الملائكة، و لا محالة يتدارك بذلك أمر الفساد و سفك الدماء، و قد بدل سبحانه قوله: قال إني أعلم ما لا تعلمون ثانيا بقوله: أ لم أقل لكم إني أعلم غيب السموات و الأرض، و المراد بهذا الغيب هو الأسماء لا علم آدم بها فإن الملائكة ما كانت تعلم أن هناك أسماء لا يعلمونها، لا أنهم كانوا يعلمون وجود أسماء كذلك و يجهلون من آدم أنه يعلمها، و إلا لما كان لسؤاله تعالى إياهم عن الأسماء وجه و هو ظاهر بل كان حق المقام أن يقتصر بقوله: قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم حتى يتبين لهم أن آدم يعلمها لا أن يسأل الملائكة عن ذلك، فإن هذا السياق يعطي أنهم ادعوا الخلافة و أذعنوا انتفاءها عن آدم و كان اللازم أن يعلم الخليفة بالأسماء فسألهم عن الأسماء فجهلوها و علمها آدم، فثبت بذلك لياقته لها و انتفاؤها عنهم، و قد ذيل سبحانه السؤال بقوله: إن كنتم صادقين، و هو مشعر بأنهم كانوا ادعوا شيئا كان لازمه العلم بالأسماء.

إبليس شيطان :
إبليس شيطان بعد ان كان عابدا لله وكان يلقب بطاووس الملائكة ولكن بعد أن خرج عن طاعة الله استحق لقب الشيطان واقترن بكل عمل منكر.
إبليس اسم خاص للشيطان الذي أغوى أبونا النبي آدم و زوجته أمنا حواء ( عليهما السلام ) .
و إبليس هو الذي عصى أمر الله جَلَّ جَلالُه و إمتنع من السجود لآدم ( عليه السَّلام ) و استكبر فأبعده الله عَزَّ و جَلَّ عن رحمته .

اسم إبليس و كُنيته :
عن العلامة الطُريحي نقلاً عن ابن عباس و قتادة و ابن جرير و الزجاج و ابن الأنباري : كان إبليس من الملائكة من طائفة يقال لهم الجن ، و كان اسمه بالعبرانية عزازيل ـ بزاءين معجمتين بينهما ألف ـ فلما عصى الله لعنه و جعله شيطاناً مريداً ، و بالعربية الحارث. راجع : مجمع البحرين : 4 / 54 ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
و عن العلامة الطُريحي أيضاً نقلاً عن كتاب حياة الحيوان للدميري : أن كُنية إبليس هو أبو مُرَّة. راجع : مجمع البحرين : 4 / 54 ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .

شياطين الجن :
وروي عنه (ص) أنه قال : رؤيا المؤمن تجري مجرى كلامٍ تكلّم به الربّ عنده
فأما وسوسة شياطين الجنّ فقد ورد السمع بذكرها ، قال الله تعالى :
{ من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس } ، وقال :
{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم } ، وقال :
{ شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } وورد السمع به فلا طريق إلى دفعه
فأما كيفية وسوسة الجنيّ للإنسي ، فهو أنّ الجنّ أجسامٌ رقاقٌ لطافٌ ، فيصحّ أن يتوصل أحدهم - برقة جسمه ولطافته - إلى غاية سمع الإنسان ونهايته ، فيوقع فيه كلاماً يلبس عليه إذا سمعه ، ويشتبه عليه بخواطره ، لأنه لا يرد عليه ورود المحسوسات من ظاهر جوارحه .. ويصحّ أن يفعل هذا بالنائم واليقظان جميعاً ، وليس هو في العقل مستحيلاً
روى جابر بن عبد الله أنه قال : بينما رسول الله (ص) يخطب ، إذ قام إليه رجلٌ فقال : يا رسول الله !.. إني رأيت كأن رأسي قد قُطع ، وهو يتدحرج وأنا أتبعه ، فقال له رسول الله (ص) : لا تحدّثْ بلعب الشيطان بك ، ثم قال : إذا لعب الشيطان أحدكم في منامه فلا يحدثن به أحداً
الجزء الثامن والخمسون " كتاب السماء والعالم " من موقع السراج في الطريق الى الله.
فشياطين الجن هم كل الذين يتبعون إبليس من الجن.



المصدر:
محمود الربيعي
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: فلسفة العلوم الخفية


...
....

مواقع النشر (المفضلة)
العلاقة بين المادة والطاقة ... وبين الانس والجن.

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
الغدد والطاقة
السيد كمال القادري: المادة والطاقة القوة الشفائية
العلاقة بين الاستبصار وبين الروح
المادة المفقودة في الكون !!!!- اين هي؟؟؟

الساعة الآن 05:15 PM.